المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " رسالة ... إلى ولـــدي ! " / الغزاوي.



عز الدين بن محمد الغزاوي
25/10/2009, 01:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
* الموضوع : " أنا ، و ولدي و الباكالوريا ! ".
- كنت جالسا أفكر بحسرة و أسى، في التعثرات التي يمر بها إبني ذو العقد الثامن عشر، و هو يواجه هذه السنة عقبة إمتحان نهاية التعليم الثانوي التاهيلي، الباكالوريا بالمغرب.
- رجعت بي الذاكرة إلى أربعين سنة خلت، أي سنة 1969 حيث كنت آنذاك في نفس المستوى و أواجه نفس العقبة، لكن :
- هل كانت لنا نفس الظروف و الامكانيات ؟
- هل وجدنا نفس الرعاية و الاهتمام من آباءنا و أمهاتنا ؟
- هل المحتوى و المضمون بل و الطرائق البيداغوجية، كانت ملائمة و محفزة ؟
- هل كنا نوجه كل هذا السيل من المعوقات بالتسويف و الهروب ؟
- نعم، إنني و أنا أقوم بمقاربة الإشكالية و مقارنة الوضعيتين زدت حيرة و اندهاشا بل و قلت:
" شتان ما بين الأمس و اليوم".
- فانطلاقا من نموذج إبني الذي لا يبدي أي اهتمام بمسئوليته و هو في مستوى الباكالوريا، مقبل على امتحان و عقبة تعتبر من أصعب العقبات قبل أن ينتقل إلى التعليم العالي.
- إنه نموذج للطالب اللامبالي بدروسه و واجباته، إنه النموذج الغير منظبط في سيره و متابعته للدروس داخل و خارج قاعة الدرس، حتى أنني بت لا أحاسبه إلا على المواظبة و الذهاب إلى المؤسسة في الوقت بدون تأخر او غياب.
- لا زلت أذكر المجهودات و الإهتمام البالغين التي واجهنا بها هذه العقبة في الستينيات، فالمقرر آنذاك و
هو نفس الشعبة أي العلوم التجريبية التي تحورت إلى علوم الحياة و الأرض، لكن المقاربة البيداغوجية مختلفة تماما : قلة المراجع، قصور في مستوى التلقين و التدريس، لكن روح المنافسة و المشاركة لا يشبه التدني الذي نعيشه حاليا.
- فرغم الطريقة الإلقائية و الدروس التطبيقية التي تعتمد على النزر اليسير من الأدوات و وسائل الإيضاح، فإننا كنا نواجه كل هذه التحديات بتحديات أقوى و من نوع آخر، نبحث و نكد جريا وراء المعرفة و فهم فقرات المقرر، استعدادا لليوم الحاسم يوم الإمتحان.
- و للإيضاح، إن أسلوب الإمتحان المطبق حاليا هو في صالح الطالب، فلا يمتحن هذه السنة إلا في المواد العلمية، علما بأنه سبق و امتحن في المواد الأدبية في السنة الأولى من البكالوريا و ستساعده في الحصول على المعدل الذي سيخول له النجاح هذه السنة، كما أن نقط الفروض و المراقبة المستمرة ستأخذ بعين الإعتبار.
- أما منذ أربعين سنة خلت، فالإمتحان في سنة واحدة و في جميع الموادالعلمية و الأدبية، و قد كنا نأخذ زهاء شهر كامل للإستعداد الصحيح بأيامه و لياليه و كل هذا من أجل الظفر بشهادة البكالوريا، التي كانت لها قيمة آنذاك بل إن الحاصل عليها كان له تكوين متميز.
- أما الآن ومنذ التسعينات، فشهادة البكالوريا لا تعدو أن تكون أبسط الدبلومات لمسايرة التعليم الجامعي و العالي.
- و رب قائل، إن كل هذه الملاحظات توضح مدى التغيرات و التحولات التي شهدها قطاع التعليم في جميع الأقطار، أي سهلت المساطر و الإمتحانات لأن طلب العلم فقد مصداقيته و لم يعد يشغل حيز الإهتمام اللازم، لكن ألا ترون معي: " بأنه كلما تقلصت الصعوبات و الحواجز تقهقر الإجتهاد و المثابرة؟"
- لا زلت واقفا أبحث عن تموضع مقبول بيني و بين ولدي، و امتحان البكالوريا و لا أخفيكم فكل الحسابات كانت مغلوطة، و كل المقاربات باتت مشلولة و خرجت باستنتاج مفاده:
لا مجال للمقارنة !.
- بالله عليكم قولوا لي صادقين، هل نحن أمام مسخ و ضرب بالقيم و المبادئ عرض الحائط من أجل إرضاء الأبناء و مجاراتهم في توجهات باتت نتائجها سلبية ؟
- إنني أدعو كل مهتم أو فاعل تربوي بالمشاركة في مناقشة هذا الطرح، و لن أسمح لأي أحد أن يتملص من مسئولياته،
فقد بلغ السيل الزبى، و اختلط الحابل بالنابل و ضعف الطالب و المطلوب، و كما قال لي أحدهم:
كل الأمثلة و الأقوال تنطبق على حالتنا، فلطفك اللهم.
- لن أغادر هذه الصفحة بهذه النظرة التشاؤمية، و لن أقف مكتوف الأيدي أمام معضلة إجتماعية بات الجميع يئن من وطأتها بل سأعطي بعضا من الحلول و النظرة التفاؤلية التي أراها في حيز الإمكان، و هذا حسب تجربيتي الميدانية في التربية و التعليم التي فاقت الثلاثين سنة.
- رب قائل :
"مطرب الحي لا يطرب"،
بمعنى نحن رجال التربية و التعليم نواجه كباقي شرائح المجتمع من نفس المعضلة، و لعل مرد كل هذا هو أننا نرى الواقع الإجتماعي و الثقافي للمجتمع بنفس المنظار، و العنص السحري الذي نبحث عنه جميعا هو : عنصر التغيير علينا إذا و نحن كفاعلين تربويين أن نغير واقع و وضعية التعليم في بلداننا، و ذلك بتحمل المسئولية و مساعدة أبناءنا في مواجهة صعوبات التعليم بل التعلم، بنظرة تفاؤلية للمستقبل
و نبرز لهم بأن المستقبل للمعرفة و التكوين، مع اعتماد المهارات و الكفايات التي على المعلم أن يعمل على إبرازها و صقلها لتكون أداة من أدوات العمل بالنسبة لرجال المستقبل الذين هم أبناءنا اليوم.
- ثم إن مسئولية المخططين و المنظرين لا تقتصر في وضع التصورات و البرامج بل في تحديد الإمكانيات البشرية و المادية لتنفيذها بل و المتابعة حتى نضمن نتائجها كاملة غير منقوصة.
- لقد مل الجميع خاصة أمهات، آباء و أولياء التلميذات و التلاميذ هذه "الصيحات التي تتكلم عن برامج الإصلاح العادية و المستعجلة"، و بتنا نترقب إلى وضع عمل إجرائي سهل التطبيق و التنفيذ، ينخرط فيه كل الفاعلين التربويين من أطر تربوية و إدارية، كما أن الوزارت الوصية لها مسئولية كبيرة في الحضور و تفعيل مقتضيات أي برنامج تم الإتفاق عليه بإشراك الأساتذة، الوزارة و جمعيات المجتمع المدني.
- فلنكن متيقنين بأن توفر النوايا الحسنة، و روح المواطنة المنبثقة من تعاليم ديننا الحنيف
ستجعلنا نعود و نردد :
قم للمعلم و وفه التبجيلا = كاد المعلم أن يكون رسولا.
- نعم لقد بتنا نتطلع لذلك المعلم الساهر على الوفاء بالتزاماته، و المؤدي لأمانته كما ينبغي الأداء، فتعود المصداقية لهذا القطاع الحيوي، و نخرج أبناءنا من هذه العزلة التي سببتها آثار التكنلوجيا الحديثة و على رأسها تلك "الشبكة العنكبوتية" التي باتت مساوئها أكثر بكثير من محاسنها، و ما هذا إلا لجهلنا بحسن الإستعمال و تنظيم وقت الإستعمال.
* إخواني أعضاء " منتدى المعلم "، اسمحوا لي عن هذه الإستفاضة و الإطالة لكنني أتمنى أن تكون مفيدة تخلق ذلك الحوار و المناظرة التي نحن في أمس الحاجة إليها ، و إني على أحر من الجمر في انتظار مداخلاتكم القيمة.
* صادق مودتي / عز الدين الغزاوي.

نسرين حمدان
25/10/2009, 03:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذنا الفاضل عز الدين بن محمد الغزاوي

أطال الله بعمرك وبارك لك في أبناءك وجعلهم سنداً وعوناً لك إن شاء الله

ومتعهم الله وإياك بالنجاح الباهر في كل مراحل تعليهم وحياتهم

لا داعي أستاذي الفاضل من القلق والتوتر من البكالوريا

الآن الطلبة أذكياء جداً لا يعتمدون على القراءة الصماء دون الفهم لقد تطور مجال المعرفة

ووسع أمام ناظرهم بحيث أصبحوا يحصلون على المعلومات بكل الوسائل السهلة والمتاحة

وأصبح المعلم عوناً لهم لا ملقناً كما كان بالسابق

أنا الآن أعمل معلمة رياضيات لطالبات بالمرحلة الإعدادية ( المتوسطة ) والله علاقتنا أكبر

وأعظم من علاقة معلمة وطالبة نحن أخوات و بنفس الوقت صديقات نظراً لتقارب العمر بيننا

ويتم التواصل بيننا في نطاق أسوار المبنى المدرسي وخارجه عن طريق الشبكة العنكبوتية

بالتواصل من خلال منتدى الرياضيات الذي أنشأه موجهي المادة ومعلمو الرياضيات في

مختلف المراحل والمساعدة في حل الأنشطة البيتية وأنشطة التفوق

ويشاركونني طالباتي بوضع التدريبات الإثرائية المناسبة والمواد العلاجية الخاصة بضعيفات

التحصيل ويساهمن أيضاً بتنفيذها وكذلك بإعداد الوسائل التعليمية التعليمة الخاصة بالمنهاج

وأغلب تواصلنا من خلال الشبكة العنكبوتية

طلاب هذا الزمن أذكياء واسعي المعرفة والإدراك

بابا وماما يقولون دائما - ياريت كان على أيامنا متل أيامكم -

- ياريت كانوا مدرسيننا متل مدرسينكم اليوم -

لقد كان المعلم قديما متسلطا ً وحاكم جلاد مع احترامي لكل المعلمين الأفاضل

يعتمد كل الإعتماد على الضرب والسب والشتم في توصيل المعلومة وضبط الصف

اليوم لا نستخدم الضرب بتاتاً ولا حتى الإهانات اللفظية في مدارسنا ومع طلابنا

ونحظى بحب واحترام وتقدير طلابنا وطالباتنا وذويهم أيضاً

ومازالوا يرددون قول الشاعر

قم للمعلم و وفه التبجيلا = كاد المعلم أن يكون رسولا.

وما زالوا يرددون من علمني حرفاً كنت له عبداً

وما زلنا نغرس تعاليم ديننا الحنيف وأسس قوميتنا العربية برغم كل الدسائس التي تحاول

حجب عروبتنا وتاريخنا ونضالنا من أجل التحرير

فنحن مازلنا معلمين ومعلمات نخلص النية لله في عملنا وفي أبناءنا وبناتنا

فقر عيناً أستاذي الفاضل وزد ثقةً بولدك حفظه الله وبمدرسيه الأفاضل

وبكل ما يقدم له من علم وأدب ومعرفة

وثق بالشبكة العنكبوتية كوسيلة إثرائية لدعم المناهج وتحقيق النجاح بإذن الله

مع بعضاً من عين الرقيب الملازمة لطلابنا

أمل الفقها
25/10/2009, 12:01 PM
جميل أن تطرح مثل هذا الموضوع هنا
ألا تلاحظ أن الطالب اليوم لا يريد أن يتعلم ..؟؟
يريد المعومة جاهزة وحتى لو أخبرته مكانها يبقى العجز
وعدم المسؤولية يطغيان على الطالب وهمته
والمعلم أيضا مسؤول عن طلبته يحفزهم ويمنحهم الثقة الكاملة
في الوصول للرقي والمستوى المطلوب
لدينا طالب متميز وطالب كسول وخامل
ولدينا معلم نشيط وآخر خامل
كلاهما موجود لكن الإرادة والعزيمة والتحدي ما نفتقد له في أيامنا
وأنا معلمة وأعمل لروح الفريق مع طالباتي وقريبة جدا منهن
أتعامل معهن من باب الصداقة وأساعدهن في حل بعض مشاكلهن
لاحظت من خلال تعاملي معهن أن المعلمة التي لا يحببنها يفتعلن الشغب
في حصتها ولا يحضرن الدروس فيها
أما المعلمة التي يتواصلن معها ولديهن معها علاقات خاصة مميزة
تجد الطالبات يتقافزن لحصتها
وأقول لا زال هناك حاجز بين العلم والتعلم والمعلم لا يفهمه الطالب
وأحيانا المعلم نفسه

شكرا لطرح هذا الموضوع وبارك الله لك في أبنائك
تحيتي والتقدير

عز الدين بن محمد الغزاوي
25/10/2009, 01:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولا ، أشكرك الأستاذتين نسرين حمدان و أمل الفقهى على الحضور و التواجد في منتدى المعلم ، و لعل خير دليل هو تجاوبكما مع الموضوع و المشاركة القيمة.
ثانيا ، سعدت كثيرا لكوني أتواجد و في نفس الخندق مع أستاذتين في ميدان التربية و التعليم.
نعم إنني أشاطركما الرأي بأن اهتمام و استعداد الطلبة لاجتياز الإمتحانات ، قد تقلص كثيرا و ذلك لعدة أسباب لا مجال لذكرها.
لكن الإشكالية التي أردت أن أسلط عليها الضوء ، و أنا رجل التعليم الذي مارس قرابة 30 سنة في التدريس و التأطير، تخصص "علوم الحياة و الأرض" ، هي وضع تصور تربوي عملي لتحسين و ضعية العملية التعليمية-التعلمية و ذلك بإشراك كل الفاعلين التربويين.
أعلم بأن الأمر يحتاج للمتخصصين في الميدان ، ثم وضع استراتيجية للإنقاذ من شأنها أن تعيد النظر في المناهج و الطرق
حتى نعالج المشكل في جوهره.
شيء جديد ظهر على الساحة التربوية حاليا ، و أنطلق من تجربتنا بالمغرب ، و هي تدخل المجتمع المدني بجمعياته الغير حكومية في تفعيل المقومات الأساسية للتعليم فمثلا :
- تفعيل دور جمعيات آباء و أمهات و أولياء التلميذات و التلاميذ ، من دور إستشاري إلى دور عملي.
- إنفتاح المؤسسة التعليمية على الوسط ، أي السلطات العمومية الجماعات المحلية و شركات القطاع الخاص.
- تمثيلية فعلية للتلاميذ في عدة صور كالأندية و الفرق المدرسية.
لكن و رغم كل هذه التحولات الإيجابية ، لا زلنا نعاني من عدم الإهتمام و ضعف المجهودات من طرف المتعلمين أي التلاميذ.
و إن هذه الملاحظة التي كانت شائعة في التعليم العمومي ( الحكومي ) أصبحت قائمة كذلك في التعليم الخصوصي (الخاص)
فقد كان المواطن في السابق ، يتوجه للتعليم الخصوصي من أجل الجودة و التميز لكن الوضعية تغيرت و لم نعد نترقب تلك
الجودة و المعدلات الجيدة ، و بعبارة أخرى لقد تساوى التعليمان إلا في عدد التلاميذ.
* أخواتي الأستاذتين الفاضلتين نسرين حمدان و أمل الفقهى ، أكتفي بهذا القدر آملا أن نتواصل أكثر و نفعل المنتدى بطروحات أخرى.
* صادق مودتي / عز الدين الغزاوي .

السعيد ابراهيم الفقي
25/10/2009, 04:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي
استاذ عز الدين
مقارنة جد مهمة ورائعة
وفعلا
الصعوبات قد تزيد التحفيز
وطرح التجارب المهنية والشخصية مهم جدا في التقاط التجربة
والافادة منها
بارك الله بعمرك
وتحية تربوية

محرز شلبي
25/10/2009, 11:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عزالدين يبدو ومن خلال ما طرحتموه أن وضعية الطالب والتلميذ والمعلم والاستاذ والمنظومة التربوية
نسخة طبق الاصل في كل الوطن العربي او في أغلبه كما هي عقلية المسيرين والمنظرين فلا حول ولا قوة إلا بالله..
نحن في حاجة إلى جدية معلم أيام زمان وأخلاق ومعاملة معلمة أيامنا نحن من أمثال نسرين حفظها الله.