المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجاثا كريستى المرأة الغامضة



ربيع مفتاح
08/10/2006, 11:38 PM
أجاثا كريستي المرأة الغامضة ربيع مفتاح

ة
لماذا لا تحاولين أن تكتبي قصة؟
-كانت"أجاثا ماري كلارسا ميلر" تشعر بالملل- وذات صباح في شتاء عام 1908 كانت مريضة و ترقد على سريرها
قالت لأمها:
-أشعر بتحسن في صحتي اليوم.وأعتقد أن بإستطاعتي أن أنهض
لكن أعراف هذا الزمن كان يجب على البنات أن يفعلن ما يؤمرن به من الأمهات.
-لكنني أشعر بالملل.
قالت لها الأم
(إفعلي شيئا ما. إقرأي كتابا أو أكتبي فصة -نعم-لماذا لا تحاولين أن تكتبي قصة؟
-أكتب قصة؟ قالت أجاثا وهي في قمة الاندهاش.
"نعم"قالت الأم" مثل مادج، كانت مادج الاخت الكبرى لأجاثا و كانت تكتب أحيانا بعض القصص القصيرة للمجلات.
"لاأعتقد أنني أستطيع أن أكتب قصصا ؟
-وكيف عرفت ذلك ،أنك لم تحاولي أبدا .
-ثم ذهبت لتحضر ورقة و قلما و حالا جلست في سريرها وبدأت تكتب قصة وكان اسمها "منزل الجمال "وهي قصة غريبة عن الاحلام ولم تكن قصة جيدة.
وبدأت تكتبها .ثم أرسلتها إلى المجلة لكن المجلة رددتها إليها و معها هذا الخطاب:
"شكرا لإرسالك قصة لنا لكن لا نستطيع أن ننشرها. لابد أن تحاولي مرة ثانية" هذا ما قالته كلارا الام لأبنتها.
وأستمرت أجاثا في كتابة القصص وأرسالها إلي المجلات ولكن أعادوها إليها وشعرت بخبية أمل لكنها لم تيأس .
"سأحاول أن أكتب رواية "هكذا قررت.
وجاءتها فكرة الرواية حين تذكرت رؤية فتاة جميلة في فندق في القاهرة، كانت الفتاة تسير دائما مع رجلين وهي بينهما .
وذات يوم سمعت أجاثا شخصا ما يقول "لابد لهذه الفتاة أن تختار بينهما يوما ما"كان ذلك كل ما أحتاجته أجاثا لفكرة الرواية وبدأت الكتابة ، لم تكن رواية بولسية ، وقد سمتها "جليد على الصحراء"ثم أرسلتها أجاثا إلى أربعة من الناشرين -لكن-كل الناشرين أعادوا الكتاب إليها.
-فقالت لأمها
"ماذا أستطيع أن أفعل الأن ؟
-فكان جوابها
-لماذا لاتعرضين هذا الكتاب على"فلبورتس"وكان "فلبورتس" كاتبا معروفا يعيش بجوار العائلة ،خافت أجاثا من إرسال روايتها لهذا الكاتب المشهور.
وفي النهاية أرسلت الرواية إليه
-كان السيد "فلبورتس" كاتبا متمكنا و رجلا رحيما .قرأ رواية أجاثا و كتب لها هذا الخطاب:
(بعض كتاباتك جيدة جدا ، لذا سوف أرسل خطابا لوكيلي الادبي و سوف تذهبين إليه و معك الرواية )
-كانت أجاثا لا تزال في الثامنة عشرة من العمر -وأخذت القطار إلى لندن -رحلة طويلة أكثر من مائتين ميلا من بيتها
-شعرت بالقلق عندما رأت الوكيل الادبي.
قرأ الخطاب الذي أعطته إياه و تحدث معها ثم إحتفظ بالكتاب كي يقرأه بعد ذلك.
-مرت بعض الشهور حين أعاد الوكيل الادبي الكتاب "جليد على الصحراء "إلى أجاثا و معه هذا الخطاب :
(لا أعتقد أنني أستطيع أن أجد ناشر له وأفضل شئ أن تتوقفي عن التفكير بشأن هذا الكتاب و تكتبي كتابا آخر )
-شعرت أجاثا بالاخفاق و بالفعل بدأت في الكتابة و أثناء ذلك حدثت بعض الامور في حياتها.
حب وزواج ...
-في الثاني عشر من أكتوبر 1912 حين كانت أجاثا في الثانية و العشرين .ذهبت الى منزل اللورد"كليفورد" في حفل راقص ، و كان هناك الكثير من الشباب الذين تحدثت معهم أجاثا
أثناء المساء إقتربت منها ضابط شاب و قال:
"هل ترقصين معي ؟
-أنا ؟ نعم
-كان طويلا ووسيما وذا عينين زرقاوين دافئتين، أسمه "أرشي بالدكريستي"
أحبته في الحال .ورقصا معا مرات عديدة ذلك المساء و أخبرها"أرشي"بأماله
-أود أن أطير و الان أحاول الإلتحاق بهيئة الطيران الملكية.
-"كم هو رائع و مثير" ردت أجاثا و بعد أسبوع كانت تتناول الشاي مع بعض الأصدقاء في منزل مقابل لمنزل أرشي،وجاءها صوت أمها عبر الهاتف:
-هل ستأتي إلى البيت يا أجاثا؟
-أضطرت أجاثا أن تترك أصدقاءها وتعود مسرعة للبيت.
-لكنها حين وصلت إلى البيت وجدت "أرشي كريستى" في أنتظارها .
-وحين حان وقت الرحيل قال:
-هل تأتي معي إلى "الكونشيرتو"ويمكن أن نمرعلى الفندق لتناول الشاي بعد الكونشيرتو0
عندئذ نظرت إلى أمها - هل أستطيع الذهاب معه ياأمي ؟
-الكونشيرتو .نعم لكن الفندق لا...
-ربما أستطيع أن نتناول الشاي في المطعم الموجود بمحطة السكة الحديد.
-ووافقت أمها وذهبت أجاثا مع آرشي إلى الكونشيرتو و تناولا الشاي في مطعم السكة الحديد.
-وبعد ذلك بفترة قصيرة عرض آرشي على أجاثا الزواج فأجابته:
"نحن لا نستطيع لأننا لانملك أية أموال .. فكيف نعيش ؟
-عندئذ أخبرت أجاثا و الدتها قائلة :
-لقد طلب أرشي مني الزواج و أنا أريده .
أندهشت أمها وقالت لها:" لا بد من الإنتظار .لأنك ما زالت في الثالثة و العشرين و لا يملك أحدكما المال الكافي لاتمام الزواج و الحياة. في عام 1914 دخلت إننجلترا الحرب وقد ذهبأرشي إلى فرنسا تابعا لهيئة الخطوط الجوية الملكية أما أجاثا فقد تطوعت كممرضة في أحدى المستشفيات .
ثم عاد أرشي إلى أنجلترا لمدة خمسة أيام و قد ذهبت أجاثا إلى لندن لتقابله ثم ذهب الإثنان معا إلى "بريستول " حيث تعيش والدة أرشى و قد عجلت حالة الحرب بإتمام الزواج.
فلم يكن أحد يعلم ماذا سيحدث في المستقبل ؟
وأخيرا تزوجت أجاثا من أرشي في الرابع و العشرين من ديسمبر عام 1914 م.
وبعد مرور يومين فقط عاد أرشي إلى الحرب و ظلت أجاثا مدة ستة أشهر لا ترى أرشى .
-ولقد تعلمت أجاثا كثيرا من خلال المستشفيات التي عملت فيها أثناء الحرب و عرفت الكثير عن السموم مما أفادها في كتابة الروايات ابوليسية بعد ذلك.
قصة بوليسية
-ذات يوم قبل إندلاع الحرب تحدثت أجاثا مع أختها مادج عن القصص البوليسية .
-هنا قالت لها أجاثيا:
-أحب أن أكتب قصة بوليسية ، أود أن أجرب ذلك بنفسي .
-تستطيعين ذلك "قالت مادج"
-لكنني أعتقد أنها صعبة .يوما ما سأحاول .
-وأختزنت أجاثا الفكرة في رأسها وقد أرادت أن تثبت لمادج أختها أنها تستطيع أن تفعل ذلك .وأثناء عملها في المستشفى فكرت في كتابة قصة بوليسية.
لابد أن تحتوي القصة على حادثة قتل هكذا فكرت أجاثا و بدأت الأسئلة تدور في رأسها.
-ولكن أي نوع من القتل (القتل بالسم)ومن الذي سيموت ؟ومن هوالقاتل؟متى ؟كيف؟وأين؟وماذا عن البوليسية؟
-كان هناك عدد من البلجيكين يعيشون في نفس منطقة أجاثا و ذلك بسبب الحرب في بلجيكا .وكانت كلارا أم أجاثا متعاطفة إلى حد كبير معهم وأعطت لهم بعض المقاعد والاشياء الاخرى و كانت تحرص على أن يكونوا سعداء وراحة تامة.
-وهنا فكرت أجاثا :
ماذا عن قصة بوليسية عن هؤلاء البلجيكين ثم بدأت تبنى الشخصية في رأسها.
-لابد أن يكون ذكيا جدا و منظما جدا وشابا -لكن ماذا أسميه؟
أعرف -هيركليس-أو بويروت هيركليس أو هيركليس بويروت
-هكذا يجب أن يكون.
وبدأت أجاثا قي تفكر قصتها البوليسية في كل دقيقة و هي تعمل في المستشفى.
-لقد عرفت الكثير عن السموم و عرفت أي الانواع سريعة المفعول و الانواع بطيئة المفعول . و عرفت الكمية اللازمة للقتل وما هي رائحة و مذاق كل نوع ،وكيف يموت الناس متأثرين بالسموم ، و هل يتحول الوجه إلى شاحب و هل يموت المسموم أثناء النوم أم يموت و هو يصرخ متألما.
-قصة بوليسية جيدة و كاتب جيد لهذا النوع من القصص الذي يعرف مثل هذه الأمور .و بدات تكتب في الصيف و تستخدم نفس الآله الكاتبة القديمة.
-وهنا سألتها أمها "كلارا":
(لماذا لاتنتهي من كتابتها أثناء الأجازة ،أذهبي إلى مكان جميل و هادئ و خذي الآلة الكاتبة معك .أذهبي إلى دارتمور .مكان جميل)
-نعم ...دراتمور فهي مدينة جميلة هادئة .
-ذهبت أجاثا إلى هناك و أقامت في فندق وقد أتاح لها الهدوء فرصة التجول . فكانت تكتب كل صباح وتتنزة بعد الظهيرة أما الشخصيات فهي حية في رأسها .
-وأثناء سيرها تفكر ما ستفعله في اليوم التالي .الآن أنتهت أجاثا من كتابة النصف الثاني من الرواية أثناء الأجازة و حالا ذهبت إلى الناشر لكنه أعادها إليها لكن أجاثا لم تندهش ثم أرسلتها إلى الخارج ثانية . و لكن عادت إليها مرة أخرى ثم أرسلتها إلى ناشر ثالث -لكنه-أعاد الرواية ، مرت سنتان وعاد أرشي ليعمل في لندن لقد أنتهت الحرب والآن أجاثا رزقت بروذا وكان الثلاثة يعشيون في شقة في لندن ،عندما وصل إليهم خطاب صباح يوم عام1919م.
-إنه من دار نشر .فتحته أجاثا بسرعة و بدأت تقرأ:
(هل يمكن أن تتصلي بنا ؟نود أن نتحدث معك بشأن الكتاب. )
-إنه عن كتابي أعتقد أنهم سوف يطبعونه .
-فقال أرشي :
"إذن يجب أن تذهبي و تري الأمر في الحال وذهبت أجاثا إلى الناشر و قابلته ."
-وكان رجلا نحيفا ذا شعر أبيض و بادرها قائلا :
"بعض قرائنا يعتقدون أننا يمكن أن ننشر الكتاب -لكن-يجب أن تغيري الفصل الاخير و بعض الاشياء الصغيرة."
-كانت أجاثا تستمع بإهتمام وسعيدة لفعل أي شئ . فهذه أول رواية بوليسية و أرادت أن تراها في المكتبات لذا فقد كتبت نهاية مختلفة لها و غيرت بعض الأشياء و كان الناشر مسروا بها و بالرواية.
كاتبة رواية بوليسية من نوع خاص
-كانت رواية أجاثا الأولي "لغز جريمة أستايلس"و التي صدرت عام 1920 و لكن قبل ذلك كانت قد كتبت كتابا عن فكرة لأرشي زوجها .
-لقد و جدت أنه من الصعب أن تدفع أمي كل الفواتير .هذا ما قالته أجاثا لأرشي فرد عليها أرشي:
-لماذا لاتيبع البيت ،البيت كبير جدا عليها و الأفضل أن نشتري منزلا آخر أصغر .
-قالت أجاثا .تبيع البيت؟!
-لا إنها لاتستطيع بيعه كما أنه بيت العائلة.
-عندئذ قال أرشي:
لماذا لاتفعلين شيئا من أجل ذلك؟
-أفعل شيئا ما - ماذا تقصد ؟
-لماذا لاتكتبين كتابا آخر؟ربما ذلك يجلب لنا الكثير من المال .
-فكرت أجاثا كثيرا في البيت الذي هو بيت العائلة بما يحمله من ذكريات.
-فهل تستطيع أن تفعل شيئا من أجله و فكرت أجاثا .
0-ربما أستطيع أن أكتب كتابا آخر و لكن عن ماذا؟
-لقد جاءت الإجابة حين كانت تتناول كوبا من الشاي في المقهى .
-هناك كان يتحدث إثنان في المقهى ،سمعت أجاثا الأسم وبدأت تعرف أنهما يتحدثان عن شخص يدعى"جين فش".
-كم هو أسم غريب! هكذا فكرت أجاثا و لكن كم هي بداية طيبة لقصة ؟ شخص يسمع أسما غريبا في مقهى وبعد ذلك..؟
-ننتظر ربما "جين فش"يكون أفضل .
-نعم دعني -أفكر .
-وقبل أن تغادر أجاثا المقهى كانت فكرة القصة تدور قي رأسها ، عادت إلى البيت و بدأت الكتابة بعد أن عثرت على عنوان القصة "العمبل السري" ،وصدر الكتاب عام 1922م.
-والقصة لم تحتو على "هيركليس بوبروت"العميل السري البلجيكي أما كتابها القادم "جريمة قتل على الحدود"فهل أحب القراء "هيركليس "؟
-لقد كان قصيرا جدا ،شابا نحيفا منظما جدا،بعينين خضرواين وشعر أسود و يشبه العميل السري المعروف "شرلوك هولمز" في ّذكائه الحاد ،ولم يمارس ذلك
بطريقة منفرة ،وإنما كان يترك الآخرين و هم قي دهشة من ذكائه .
-وكانت الكتب التالية بعضها يحتوي على هذه الشخصية و البعض الآخر لا يحتوي عليها مثل "الرجل ذو البدلة البنية "،"تحريات بوبروت"،"سر قلعة تشميني"
-وأصبح "هوجس ماس"الوكيل الأدبي يساعد أجاثا الأن فقال لها :"أنت في حاجة إلى ناشر أخر ،ناشر يستطيع أن يدفع لك أكثر، لقد أصبحت كاتبة رواية بوليسية جيدة و بدأت كتبك تبيع جيدا" لذا فإن الكتاب التالي أرسله الوكيل الادبي إلى أكثر من ناشر و صدر عام 1926 تحت عنولن "جريمة قتل أكرويد".
-و بدأت الناس تتكلم عنه فور صدوره و لكن عن ماذا يتحدثون ؟
-كانت المفاجأة الكبري في نهاية الكتاب .
-وبدأ القراء بفكرون من القاتل و يختلفون حوله أما أجاثا فقد أكدت على ضرورة أن يقرأ الناس القصة بعناية.
-وكانت على حق فكل المفاتيح موجودة في القصة و القارئ الذكي يستطيع أن يخمن أسم القاتل لكن كثيرا من الناس لا تعطي الأمر الأهتمام الكافي 0
-أذن ما هي هذه المفاجأة ، و من هو القاتل؟
-لقد أصبحت أجاثا بعد هذه الرواية مشهورة و عرف المال طريقه إليها فإشترت منزلا جديدا على بعد ثلاثين ميلا من لندن .
-ماذا نسمي هذا البيت ؟"قالت أجاثا "
-فرد عليها أرشي :
-"نسميه بأسم الكتاب الأول"ستايلس"-وبعد شراء البيت بفترة قصيرة حدث شئ جعل أسم أجاثا على الصفحات الأولى لكل الجرائد في أنجلترا .
-لقد أختفت أجاثا.
-البعض علل ذلك بأنها ليست سعيدة في حياتها و السبب و فاة والدتها و أكتشاف أجاثا أن أرشي يمر بتجربة حب مع فتاة تدعى "نانسي نيل".
أختفاء أجاثا
-في صباح يوم الجمعة الثالث من ديسمبر عام 1926م، ترك أرشي البيت الجديد و ذهب ليعيش مع بعض اللأصدقاء و كان ذلك في عطلة نهاية الأسبوع و كانت" نانسي نيل"
معهم ربما عرفت أجاثا ذلك ،والآن روذا أبنتها نائمة في سريرها أما الخادمتان فكانتا في المطبخ و عند الساعة الحادية عشرة في هذا المساء خرجت أجاثا و هي تقود سيارتها
ولم تعد إلى البيت في هذه الليلة .
-وفي صباح يوم السبت و صلت إمرأة بالتاكسي إلى فندق قي "يورك شاير "و كان هذا الفندق كبيرا وو اسعا و يقع في وسط المدينة .
-أستطيع أن أحصل على غرفة من فضلك ؟
-هكذا طلبت المرأة التي كانت تحمل حقيبة صغيرةو كانت تبدو مرهقة جدا .
-و أجابها الرجل المسئول عن ذلك :
"توجد غرفة جميلة في الطابق الأول ، الغرفة رقم 5 وبها ماء ساخن و بارد و تكلفتها سبعة جنيهات أسبوعيا ."
-ووافقت المرأة و عندما سألها المسئول عن إسمها قالت : "تيريزا نيل"
-في نفس الوقت تم العثور على سيارة على بعد حوالي أربع عشرة ميلا من البيت الجديد لأجاثا .
-كانت السيارة فارغة لكن باب السائق كان مفتوحا و كان هناك معطف و حقيبة مفتوحة و بعض الأوراق مكتوب عليها الأسم "أجاثا كريستي" و تم أخبار الشرطة بذلك.
-و أصبحت صورة أجاثا على صفحات معظم الصحف ، أين كاتبة الروايات البوليسية ؟ هل قتلت أم أنتحرت؟!
-و رصدت بعض الصحف مبالغ نقدية لأول شخص يدلي بأية معلومات صحيحة ،و بدأت الكل يبحث عنها و أصبح أرشي موضع تساؤل من الجميع .
-هل تحدثت زوجتك قبل ذلك .عن موضوع الاختفاء ؟
-فأجاب "نعم"لقد أخبرت أختها قائلة : "أستطيع أن أختفي قي أي وقت و أستطيع أن أخطط لذلك بعناية و لن يستطيع أحد أن يجدني"
-رببما حدث ذلك و ربما تكون مريضة و لاتسطيع أن تتذكر المكان الذي تقيم فيه.
-وأخذت الشرطة تتعقب أرشي حتى أنه أخبر صديقه قائلا :
"أنهم يعتقدون أنني قتلت أجاثا "
-وذهبت أحدى العاملات في الفندق لتخبر الأدارة بأن السيدة المقيمة في الفندق تشبه إلى حد كبير الصورة التي نشرت في الجرائد لأجاثا كريستي ..و تم الإتصال بالشرطة و أستدعاء أرشي زوج أجاثا و عندما رآها صاح قائلا :"أهلا أجاثا"
-نظرت المرأة إليه بعناية لكنها لم تتأكد منه و ردت بفتور :"أهلا "
-و أمتلأ الفندق بالصحفيين و المراسلين .
-ورد أرشي قائلا :"أعتقد أن زوجتي لا تستطيع التعرف على أو تعرف من تكون و لاأين هي الآن؟
-في اليوم التالي غادر أرشي و أجاثا في الفندق و بدأ الصحفيون يلاحقونهما حتى محطة السكة الحديد و يلتقطون الصور لهما و كانت أجاثا تخفي وجها بيدها .
-لقد بدت نحيفة و شاحبة ، و كان مئات من الناس عند بيتها الجديد ينتظرون عودتهما . عودة هذه المرأة الغامضة و زوجها و أصبحت حياتهما مثل قصة بوليسية
-من قصص بوليسية من قصص أجاثا و ألتزم أرشي و أجاثا الصمت رغم أنهمار الأسئلة عليهما و ألتقاط الصور الكثيرة لهما و لم ينطبق أحدهما بكلمة واحدة .
-وظل أختفاء أجاثا سرا لم تتحدث عنه أبدا.
عالم أثار شاب
أثناء الأسابيع الأولى من عام 1927،ذهبت أدجاثا لتمكث مع مادج و زوجها بالقرب من مانشستر بينما مكث أرشي في البيت و قد صمم على الزواج من "نانسي نيل"
وتحدثت مع أجاثا في موضوع الطلاق . رفضت أجاثا في البداية و لكن وافقت أخيرا وتم الطلاق في أبريل عام1928 أما "روذا" فقد أختارت أجاثا لتعيش معها .
-وطلبت أجاثا من الناشرين أن تستغنى عن أسم "كريستي " بعد طلاقها و تبحث عن أسم آخر غير أسم زوجها الذي تخلى عنها .
-لكن الناشرين لم يوافقوا و نصحوها بعدم تغير الأسم لأن ذلك من شأنه أحداث بلبلة عند القراء.
-وفي النهاية أقتنعت أجاثا بعدم تغير الأسم ، و قد كان الناشرون على حق .
-هذا ما أكدته زيادة المبيعات من روايات أجاثا كريستي في أنجلترا و أمريكا و جميع أنحاء العالم .
-وسافرت أجاثا إلى بغداد بالقطار عبر أستانبول على الطريقة الشرقية .
-كانت رحلة مثيرة و لأول مرة تسافر لوحدها بدون زوجها و كانت ثمرة هذه الرحلة روايتها الشهيرة "جريمة قتل على الطريقة الشرقية"
-و هناك أهتمت أجاثا بالآثار أهتماما بالغا و تقابلت مع "ليونارد وولي "عالم الآثار و زوجته "كاترين"والتي أخبرت أجاثا بإعجابها الشديد.بما تكتبه من روايات بوليسية .
أما أجاثا فقد عشقت الآثار ومن يعملون فيها :"إنهم يحفرون بعناية وقتا طويلا وقد لا يجدون شيئا و أحيانا يجدون بعض الأواني القديمة -لكن- كم هو مثير أن يتم العثورعلى شئ قديم يقدر عمره بألاف االسنين .
-وأثناء الزيارة الثانية لبغداد تقابلت مع "ماكس مالوان" عالم الآثار الشاب.
-حين رأى ماكس أجاثا أحبها في الحال و أحبته أجاثا-تحدثا معا و ضحكا كثير ا و أستمتعا بكل دقيقة بوجدوهما معا .و أثناء ذلك وصلت برقية لأجاثا تقول أن روذا مريضة .
وقررت أجاثا العودة فورا و أصر ماكس على اصطحابها و الذهاب معها وأمام هذا الإصرار وافقت أجاثا و سافرا معا و عندما وصلا كانت روذا قد تحسنت صحتها و أثناء هذه المرحلة طلب ماكس من أجاثا الزواج .وافقت أجاثا وتم الزواج في الحادي عشر من سبتمبر 1930 في اسكوتلاندا.
-وشهد عام 1930 صدور رواية أجاثا الشهيرة "جريمة قتل في فيكاريج"
سيدة الامبراطورية الانجليزية
-ولمدة أكثر من خمسة و عشرين عاما ذهبت أجاثا مع ماكس في كل الرحلات الأثرية أحبت السفر و كانت هذه السنوات أسعد سنوات عمرها و أفضلها في الكتابة .
-أحب الهدوء و الجمال و أهرب من التليفون .
-لقد زرت أجاثا معظم الأماكن لأجاثا أفكار روايتها مثل "جريمة على النيل" ، "موعد مع الموت " ، "موعد في بغداد".
-و أصبحت الآن و احدة من أشهر كتاب الرواية البوليسية في العالم .
-وكان من أشد المعجبين بها أم ملكة إنجلترا
-وفي عام1946 جاءها خطاب من هيئة الإذاعة البريطانية و فيه الطلب الآتي:
"أحتفالا بعيد ميلاد الملكة" ماري " الثمانين- نكلفك بكتابة مسرحية أذاعية "
-و شجعها ماكس على كتابة المسرحية و كانت مسرحية "الفئران العميان الثلاثة"و أخيرا كتبت المسرح في لندن مسرحيتها الشهيرة "المصيدة"
-و كان أول عرض لها عام1952م.
-ومازلت تعرض على مسرح لندن حتى يومنا هذا .
-وفي عام 1997 تم الاحتفال بمرور خمسة و أربعين عاما على العرض المسرحي كل ليلة يقوم أحد الممثلين بمخاطبة الجمهور قائلا:
"نرجو كم ألا تخبروا أحدا من أصدقائكم من هو القاتل .من الأفضل أن يأتو إلى المسرح ليشاهدوا المسرحية"
وفي عام 1971 منحت الملكة "أليزابيث"لأجاثا أعظم وسام تحوزه أمرأة في بريطانيا وهو "سيدة المبراطورية الأنجليزية "