المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصقور الشامتة



نزار ب. الزين
03/02/2007, 09:22 PM
الصقور الشامتة
أقصوصة
نزار ب. الزين*
*****

عاد ذكر الحمام إلى عشه و قد حمل في فمه وجبة لذيذة ليقدمها إلى فراخه ، فوجد أنثاه و قد اصفر وجهها، بينما لجأ فراخه إلى صدر أمهم التي أخفتهم تحت جناحيها ، سألها منزعجا :
- ماذا جرى أثناء غيابي ، و ما الذي أرعبكم إلى هذا الحد ؟
أجابته دامعة العين :
- حامت في الجو - قبل قليل - صقور كثيرة !
فأجابها مبتسما :
- بل شاهدتها ، و لم أخشَها !
فقد استبدلت مدافعها الرشاشة و صواريخها ، بتسلكوبات و نواظير و كاميرات ،
الصقور تكتفي اليوم بالفرجة...
و بتصوير الأحداث...
لعرضها على بني صقر الشامتين ...

***********************
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizar_zain@yahoo.com

عبدالرحمن الجميعان
04/02/2007, 02:27 PM
يبدو أن الأدب قد تأثر كثيرا بالوضع السياسي لهذه الأمة، وبدت ملامحه ترسم على جبين هذا الأدب، فمن شعر سياسي، إلى مقالة فيها الأنين، إلى شعر يحمل الحزن بين جوانحه خفاقا عالي الصياح، وما من شك بأن هذه حالة من تأثر الأدب بالواقع الإجتماعي و السياسي، فالأدب هو صورة النفس كما يقال، ولا يجوز خروج الأديب
عن واقعه، وانبتاته عن عالمه، بل لا بد أن يكون صورة صادقة للمعاناة، وللظروف التي يمر بها، وإلا كان أدبا زائفا، يبتعد عن قضايا الأمة، ويعيش في هامش مهمل في زواياها..
من هذا الأدب الذي يعالج الواقع هذه القصة للكاتب الأستاذ زين حفظه الله ورعاه، فهو في هذه القصة يسخر وبملء فيه من كل هذا الواقع المشحون، وهذا المنظر السياسي الكئيب، ولكن بصورة قصصية رائعة.
القصة تصوير لواقع المؤلم، الأنثى..تعبر وترمز إلى وطن، إلى مجتمع، إلى حالة ...ولكنها تبقى أما تضم أبناءها نحو صدرها، كناية عن الخوف، والحنان، وانتظار للحالة، ثم الأب(الذكر) والفحولة، التي تحمي ولا تخشى شيئا، رمز القوة والشكيمة، والبسالة في هذه الأمة، وليس الذكورة هنا مقصودة لذاتها بل هي رمز وظف لهدف يريده كاتبنا. القصة بدون رتوش ولا تزيين(- بل شاهدتها ، و لم أخشَها !
فقد استبدلت مدافعها الرشاشة و صواريخها ، بتسلكوبات و نواظير و كاميرات ،
الصقور تكتفي اليوم بالفرجة...
و بتصوير الأحداث...
لعرضها على بني صقر الشامتين ...)
هكذا هي الرمز اليوم، لم تعد تحارب، لم تعد تدافع...بل هي مهزومة نفسيا وعسكريا..والألفاظ مؤلمة جارحة ومعبرة عن ألم قاس في نفس الكاتب، وعندي ملاحظة قد أكون مخطئا فيه، لو غير الكاتب جنس الصقور الشامتين لكان أفضل، لو جعلهم ضباعا، أو نسورا أو عقبانا ..لكان أفضل....مجرد رأي خاص..و إحساس في القصة..!

نزار ب. الزين
04/02/2007, 10:17 PM
يبدو أن الأدب قد تأثر كثيرا بالوضع السياسي لهذه الأمة، وبدت ملامحه ترسم على جبين هذا الأدب، فمن شعر سياسي، إلى مقالة فيها الأنين، إلى شعر يحمل الحزن بين جوانحه خفاقا عالي الصياح، وما من شك بأن هذه حالة من تأثر الأدب بالواقع الإجتماعي و السياسي، فالأدب هو صورة النفس كما يقال، ولا يجوز خروج الأديب
عن واقعه، وانبتاته عن عالمه، بل لا بد أن يكون صورة صادقة للمعاناة، وللظروف التي يمر بها، وإلا كان أدبا زائفا، يبتعد عن قضايا الأمة، ويعيش في هامش مهمل في زواياها..
من هذا الأدب الذي يعالج الواقع هذه القصة للكاتب الأستاذ زين حفظه الله ورعاه، فهو في هذه القصة يسخر وبملء فيه من كل هذا الواقع المشحون، وهذا المنظر السياسي الكئيب، ولكن بصورة قصصية رائعة.
القصة تصوير لواقع المؤلم، الأنثى..تعبر وترمز إلى وطن، إلى مجتمع، إلى حالة ...ولكنها تبقى أما تضم أبناءها نحو صدرها، كناية عن الخوف، والحنان، وانتظار للحالة، ثم الأب(الذكر) والفحولة، التي تحمي ولا تخشى شيئا، رمز القوة والشكيمة، والبسالة في هذه الأمة، وليس الذكورة هنا مقصودة لذاتها بل هي رمز وظف لهدف يريده كاتبنا. القصة بدون رتوش ولا تزيين(- بل شاهدتها ، و لم أخشَها !
فقد استبدلت مدافعها الرشاشة و صواريخها ، بتسلكوبات و نواظير و كاميرات ،
الصقور تكتفي اليوم بالفرجة...
و بتصوير الأحداث...
لعرضها على بني صقر الشامتين ...)
هكذا هي الرمز اليوم، لم تعد تحارب، لم تعد تدافع...بل هي مهزومة نفسيا وعسكريا..والألفاظ مؤلمة جارحة ومعبرة عن ألم قاس في نفس الكاتب، وعندي ملاحظة قد أكون مخطئا فيه، لو غير الكاتب جنس الصقور الشامتين لكان أفضل، لو جعلهم ضباعا، أو نسورا أو عقبانا ..لكان أفضل....مجرد رأي خاص..و إحساس في القصة..!
=====================
أخي الكريم الأستاذ عبد الرحمن
حديثك عن توظيف الأدب في خدمة المجتمع جاء في محله و هذا ما أدعو إليه على الدوام فأنا غير مقتنع بنظرية الفن للفن ، كما جاء تحليلك للنص رائعا و إن كنت أخالفك في الفقرة الأخيرة ؛ فقد قصدت بالصقور أعداء الأمة الذين اكتفوا حاليا بالفرجة على صراعاتنا الداخلية و اقتتالنا الذاتي كما يحدث في العراق الشقيق و في غزة فلسطين الحبيبة و في لبنان الباسل سابقا و ربما لاحقا ، و قد تعمدت اختيار الصقور لأنها من ألد أعداء الحمام المسالم .
شكرا لمشاركتك الطيبة
و لك مني عميق المودة و التقدير
نزار

حسام الدين نوالي
04/02/2007, 11:57 PM
بعد التحية الطيبة..
بخصوص مداخلة الأستاذ عبد الرحمان الجميعان، أعتقد أن سمة "الواقعية" في نصوص الكاتب نزار الزين ليست واقعية خالصة، أقصد أنها ليست مرآة تنقل العالم الإجتماعي اوالسياسي أو الأخلاقي أو الفكري.. من حالاته الساخنة إلى حالة الدراما السردية.. هناك ملمح أساس ألمسه في جل النصوص التي قرأتها له في منتديات أخرى أو على موقعه الشخصي هو ملمح "التهذيبية"، فهي "واقعية تهذيبية" تسعى لترسيخ سلوكات تربوية أحيانا عامة وأحيانا موصوفة بشكل دقيق..
وفي هذه القصة أتفق تماما مع تأويلات الأستاذ الجميعان، وربما لا يختلف اثنان في تفسير خطاب أي نص من نصوص الأستاذ الزين، ذلك أن اختياره المعجمي اختيار "تعليمي"، واضح، وأشبه "برصاصة" كما قرأت في تعليق سابق.. دقيقة، مباشرة، وسريعة..
مع مودتي

زاهية بنت البحر
05/02/2007, 04:29 PM
أصبت قلب الواقع أستاذنا المكرم نزارب.الزين ..لن أزيد على ماقرأته لك ,وما قرأته للأخين المكرمين الجميعان ونوالي ..فقط أقول راااائع ماقدَّمت له , ومؤلم مانحن فيه..
أختك
بنت البحر

نزار ب. الزين
05/02/2007, 06:00 PM
بعد التحية الطيبة..
بخصوص مداخلة الأستاذ عبد الرحمان الجميعان، أعتقد أن سمة "الواقعية" في نصوص الكاتب نزار الزين ليست واقعية خالصة، أقصد أنها ليست مرآة تنقل العالم الإجتماعي اوالسياسي أو الأخلاقي أو الفكري.. من حالاته الساخنة إلى حالة الدراما السردية.. هناك ملمح أساس ألمسه في جل النصوص التي قرأتها له في منتديات أخرى أو على موقعه الشخصي هو ملمح "التهذيبية"، فهي "واقعية تهذيبية" تسعى لترسيخ سلوكات تربوية أحيانا عامة وأحيانا موصوفة بشكل دقيق..
وفي هذه القصة أتفق تماما مع تأويلات الأستاذ الجميعان، وربما لا يختلف اثنان في تفسير خطاب أي نص من نصوص الأستاذ الزين، ذلك أن اختياره المعجمي اختيار "تعليمي"، واضح، وأشبه "برصاصة" كما قرأت في تعليق سابق.. دقيقة، مباشرة، وسريعة..
مع مودتي
====================
أخي الفاضل الأستاذ حسام الدين
تحليلك للنص مقرونا بتعقيبك عن إتجاهي الأدبي ، جاء في محله ؛ فأنا لا زلت مؤمنا بتوظيف الأدب ليكون منبرا للتوعية و إحداث التغيير .
شكرا لمشاركتك القيِّمة و لك مني كل محبة و تقدير
نزار

نزار ب. الزين
05/02/2007, 06:02 PM
أصبت قلب الواقع أستاذنا المكرم نزارب.الزين ..لن أزيد على ماقرأته لك ,وما قرأته للأخين المكرمين الجميعان ونوالي ..فقط أقول راااائع ماقدَّمت له , ومؤلم مانحن فيه..
أختك
بنت البحر
=====================
أختي الكريمة مريم ( بنت البحر )
شكرا لثنائك العاطر و لك مني كل الود و التقدير
نزار