المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصندوق



ابراهيم درغوثي
04/02/2007, 05:18 PM
الصندوق
قصة قصيرة جدا

ابراهيم درغوثي / تونس

طوابير طويلة واقفة أمام الباب منذ الصباح الباكر تتدافع بالمرافق والمناكب و يتصايح أصحابها و كأنهم في يوم الحشر.
ثم يدخلون الواحد وراء الآخر إلى قاعة فسيحة ملأى بالرجال المهمين. يختارون أوراقا حمراء وصفراء وبيضاء وخضراء وزرقاء وبرتقالية وبنفسجية ووردية ويمرون من أمام صندوق من البلور الشفاف، فيضعون الأوراق في قلبه ويخرجون من باب القاعة وهم ينظرون إلى القفل الأصفر الذي يغلق فم الصندوق على قوس قزح.
في المساء يرفع الصندوق كالعريس على الأكتاف ، ويفتح القفل لعد الأوراق .
والغريب في الأمر أن الرجال المهمين المكلفين بفرز الأوراق لا تتعبهم العملية ، فينجزون المهمة بيسر وسرعة لأن قوس قزح صار ذا لون واحد !!! لون رمادي كئيب ...

الشربيني المهندس
04/02/2007, 05:43 PM
الاستاذ ابراهيم
في كلمة قصيرة جدا جدا سأعطيك صوتي الأبيض

عبد الحميد الغرباوي
04/02/2007, 05:47 PM
هكذا هي لعبة الديمقراطية، و حرية التعبير ، و النزاهة في واقعنا العربي.
صوت الفرد، لا قيمة له إلا بالقدر الذي يخدم مصالح من لهم يد ثقيلة على " كل شيء"..
و ضد إرادته، و ضد صاحبه يتحول، بقدرتهم و مهارتهم في التمويه و التزييف، إلى مناصر و مؤيد لهم...
الصندوق الشفاف، شفاف طبعا ( اللعبة واضحة) الشفافية في التصويت، و الإدلاء بالرأي و الموقف، لكنه سحري، ، تدخله الألوان المعبرة عن تطلعات و أماني مختلف الاتجاهات، و لحظة الحسم، تتحول إلى تطلعات اتجاه واحد، لون واحد، أشرتم إليه باللون الرمادي، و لم لا نقول : تتحول إلى لون ظلامي.
ملاحظة:
فقط أريد أن أدلي بملاحظة تقنية: ألا ترى معي أخي، أن عملية التصويت تبدأ باختيار الأوراق، كل الأوراق، ثم يتبعها الذهاب إلى مستودع خاص، لاختيار اللون و بعد ذلك تتم عملية التصويت بوضع اللون المختار داخل الصندوق؟..أرى أنها ضرورية لأنها تدخل في إطار "لعبة الشفافية المفبركة"..
سعدت بقراءة إبداعك، و سعدت أكثر لأن اسمك ورد ضمن لائحة الكتاب التونسيين الذين سيتناول مجموعة من النقاد المغاربة في مدينة الجديدة، أعمالهم بالنقد و التحليل.
مودتي

حسام الدين نوالي
04/02/2007, 11:07 PM
في المغرب لدينا مثل يقول "المنجل يظل منجلا ولو غيرت قبضته".
وشخصيا أقرأ في القصة معنى هذا المثل،.. قد تغدو القصة ذات بعد سطحي إذا استدرجناها إلى أن الأوراق استبدلت "بالمعنى الحقيقي"،.. هناك شيء ما تقوله القصة: كل انتخاباتنا لا تفرز إلا "مناجل".
ما الذي يتغير في بلداننا بعد كل اقتراع؟
ما الذي يميز أحزابنا عن بعضها البعض؟
شيء واحد يتغير: يتدرج اللون الرمادي مرة باتجاه الرمادي الفاتح، ومرة باتجاه السواد.
مودتي

ابراهيم درغوثي
05/02/2007, 12:22 AM
الاستاذ ابراهيم
في كلمة قصيرة جدا جدا سأعطيك صوتي الأبيض

شكرا عزيزي على صوتك الأبيض وقلب الابيض ايضا
مودتي الدائمة

ابراهيم درغوثي
05/02/2007, 12:24 AM
هكذا هي لعبة الديمقراطية، و حرية التعبير ، و النزاهة في واقعنا العربي.
صوت الفرد، لا قيمة له إلا بالقدر الذي يخدم مصالح من لهم يد ثقيلة على " كل شيء"..
و ضد إرادته، و ضد صاحبه يتحول، بقدرتهم و مهارتهم في التمويه و التزييف، إلى مناصر و مؤيد لهم...
الصندوق الشفاف، شفاف طبعا ( اللعبة واضحة) الشفافية في التصويت، و الإدلاء بالرأي و الموقف، لكنه سحري، ، تدخله الألوان المعبرة عن تطلعات و أماني مختلف الاتجاهات، و لحظة الحسم، تتحول إلى تطلعات اتجاه واحد، لون واحد، أشرتم إليه باللون الرمادي، و لم لا نقول : تتحول إلى لون ظلامي.
ملاحظة:
فقط أريد أن أدلي بملاحظة تقنية: ألا ترى معي أخي، أن عملية التصويت تبدأ باختيار الأوراق، كل الأوراق، ثم يتبعها الذهاب إلى مستودع خاص، لاختيار اللون و بعد ذلك تتم عملية التصويت بوضع اللون المختار داخل الصندوق؟..أرى أنها ضرورية لأنها تدخل في إطار "لعبة الشفافية المفبركة"..
سعدت بقراءة إبداعك، و سعدت أكثر لأن اسمك ورد ضمن لائحة الكتاب التونسيين الذين سيتناول مجموعة من النقاد المغاربة في مدينة الجديدة، أعمالهم بالنقد و التحليل.
مودتي


عزيزي عبدالحميد
سعيد بان هذه القصة أعجبتك
وأشكر الأحبة في المغرب الذين سيتناولون نصي هناك
دمت مبدعا

ابراهيم درغوثي
05/02/2007, 12:27 AM
في المغرب لدينا مثل يقول "المنجل يظل منجلا ولو غيرت قبضته".
وشخصيا أقرأ في القصة معنى هذا المثل،.. قد تغدو القصة ذات بعد سطحي إذا استدرجناها إلى أن الأوراق استبدلت "بالمعنى الحقيقي"،.. هناك شيء ما تقوله القصة: كل انتخاباتنا لا تفرز إلا "مناجل".
ما الذي يتغير في بلداننا بعد كل اقتراع؟
ما الذي يميز أحزابنا عن بعضها البعض؟
شيء واحد يتغير: يتدرج اللون الرمادي مرة باتجاه الرمادي الفاتح، ومرة باتجاه السواد.
مودتي

عزيزي حسام الدين
زما العمل يا صاحبي
إذ العالم تغير ونحن مازلنا كما كنا ؟
هل ننتظر المهدي المنتظر
أم المسيح الدجان ؟
سعيد بقراءتك لنصي

عبدالرحمن الجميعان
05/02/2007, 07:37 AM
عندما نغدومكممبن الأفواه،نستجدي الحرية، ونعيش في جالة من الخوف والذعر، يتجلى لنا دور الأدب، ليصوغ لنا الحياة ويبلور عندنا المفاهيم، ولكن ليس في صورة مباشرة بل بصورة مغلفة بأغلفة زاهية مزركشة فيها الغمزة واللمزة و ويحررنا الأدب لنقول مانقول..!
فبليس العمل السياسي نقصورا على رجل السياسة، بل الأديب منذ القدم يشارك في الحدث وقد يصنعه..النص هنا جميل ومركزويعالج قضية عامة من قضايا هذه الأمة المنكوية...ما نخلص منه في هذه القصة هو(والغريب في الأمر أن الرجال المهمين المكلفين بفرز الأوراق لا تتعبهم العملية ، فينجزون المهمة بيسر وسرعة لأن قوس قزح صار ذا لون واحد !!! لون رمادي كئيب ...)..هذا اللون الرمادي الكئيب و الذي يوحي بعدم الثباي ولا الاستقرار، النص خفيف الهضم ألفاطه سهلة و مفهومة، وكأن النص قد كتب لكل الناس لا لفئة محددة...!

ابراهيم درغوثي
05/02/2007, 03:25 PM
=عبدالرحمن الجميعان;39199]عندما نغدومكممبن الأفواه،نستجدي الحرية، ونعيش في جالة من الخوف والذعر، يتجلى لنا دور الأدب، ليصوغ لنا الحياة ويبلور عندنا المفاهيم، ولكن ليس في صورة مباشرة بل بصورة مغلفة بأغلفة زاهية مزركشة فيها الغمزة واللمزة و ويحررنا الأدب لنقول مانقول..!
فبليس العمل السياسي نقصورا على رجل السياسة، بل الأديب منذ القدم يشارك في الحدث وقد يصنعه..النص هنا جميل ومركزويعالج قضية عامة من قضايا هذه الأمة المنكوية...ما نخلص منه في هذه القصة هو(والغريب في الأمر أن الرجال المهمين المكلفين بفرز الأوراق لا تتعبهم العملية ، فينجزون المهمة بيسر وسرعة لأن قوس قزح صار ذا لون واحد !!! لون رمادي كئيب ...)..هذا اللون الرمادي الكئيب و الذي يوحي بعدم الثباي ولا الاستقرار، النص خفيف الهضم ألفاطه سهلة و مفهومة، وكأن النص قد كتب لكل الناس لا لفئة محددة...!

شكرا أخي عبد الرحمان لمرورك على هذا النص ولقراءتك الحكيمة لما جاء فيه
نعم يأ أخي على رجال السياسة أن يعيشوا سياستهم وعلينا أن نكتب أدبنا
وما يبقى في الواد كان حجارو كما يقول مثلنا الدارج في تونس

عشت قارئا فهيما [/size]

زاهية بنت البحر
05/02/2007, 04:35 PM
و ستسمر هذه اللعبة (الصندوق والورقة ) إلى وقت طويل في كل أنحاء العالم وحتى في أمريكا, ولكن أتراهم هناك يزيفون أيضًا الإنتخابات ؟ دمت مبدعًا أخي المكرم إبراهيم درغوثي..
أختك
بنت البحر

ابراهيم درغوثي
05/02/2007, 08:16 PM
زاهية بنت البحر;39370]و ستسمر هذه اللعبة (الصندوق والورقة ) إلى وقت طويل في كل أنحاء العالم وحتى في أمريكا, ولكن أتراهم هناك يزيفون أيضًا الإنتخابات ؟ دمت مبدعًا أخي المكرم إبراهيم درغوثي..
أختك
بنت البحر

نعم يا أختي زاهية
تزويرهم في أمريكا أكبر وأعظم
بحجم دولتهم الكبرى
وبحجم كذبتهم الكبرى عن الديموقراطية التي
نرى بعضا منها في العراق
شكري لك يتجدد [/size]

فيصل الزوايدي
13/07/2007, 03:05 AM
أستاذ ابراهيم : البلاغة الإيجاز و قد قلت كل شيء في تلك المساحة الضيقة فكأنكَ قد وضعتَ ماردا مُرعبا في قمقم يخرج منه عند كل قراءة ..
إبداعك يثير الدهشة دوما يا أخي

ابراهيم درغوثي
13/07/2007, 05:00 PM
العزيز فيصل
سعادتي بقراءتك لنصوصي
لا تضاهيها الا السعادة التي اقدمها
لي نصوصك البهية

دم في ابداع دائم أيها الغالي