المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حجرة باردة بلا نوافذ



محمد صباح الحواصلي
05/02/2007, 12:20 AM
حجرة باردة بلا نوافذ
محمد صباح الحواصلي


"الشعور بعبث الوجود غالبا
ما يهبط على المرء بغتة, ومن
حيث لا يدري."
رمسيس يونان
الحجرة, باردة, بلا نوافذ, مستطيلة, ربما متران بثلاثة أمتار, فيها مغسلة على الجدار الآخر المقابل للجدار المثبت فيه أربعة برادات ستانلس, اثنان سفليان, والآخران فوقهما. الحجرة فارغة, لأن حجرة مثلها ليس من المفترض أن يكون فيها كرسي أو طاولة, أو أي أثاث, ولكن فيها سلة نفايات وسطل بلاستيكي, أصفر باهت, بدا لا لزوم له, وقطرميزات متوسطة الحجم مصفوفة على الرف الأول فيها أشياء تثير التساؤل والشك, ولا تثير الفضول في التحديق, وقد لصق على كل واحد منها رقعة ورقية مكتوب عليها كلمات بخط غير مقروء, وثلاث علب قفازات مطاطية طبية مثبتة بجانب بعضها على الحائط, ورف عليه صناديق كرتونية لشركة "ماكيسون" الطبية وعلبة فيها أكياس حمراء للنفايات الطبية. منذ قليل دخلا الحجرة. أرتديا القفازات الطبية, هو القياس الكبير, وهي الوسط. تلفتتْ حولها, قالت "لا يوجد شيء أضع عليه الأدوات.."
نظرا إلى الرف. أنزل لها صندوقا من عليه, ووضعتْ فوقه طقم الأدوات. أما هو فقد قلبَ السطل البلاستيكي الأصفر الباهت الذي بدا له لا لزوم له وجلس عليه. أخرج من جيب سترته "الفلد" كتابا وثنى ركبته وسند عليها ذراعه وبسط ساقة الأخرى وجعل يقرأ.
سألته: "مرتاح؟"
"ليس هناك أفضل من السطل أجلس عليه.. أخبريني إذا احتجتِ لمساعدتي."
"ماذا تقرأ؟"
"(الحس التراجيدي للحياة) لميغيل دي أونامونو.."
"فلسفة يعني.."
فتحت حقيبة العمل المعدنية وأخرجت حنجوري مادة "الأبتسول" ووضعتهما على الصندوق.
وقالت ثانية:
"تحب الفلسفة؟"
"الفلسفة علمتني كيف أتعامل مع الحياة."
قالت وهي ترتدي المعطف الورقي الواقي الفاتح اللون:
"حاولت أن اقرأ فلسفة, لكنني لم استسغها.. تعبت منها لأنها تسأل أكثر مما تجيب.."
اقتربتْ من الجدار المثبت فيه البرادات الستانلس.. قرأت الأسم من الملف الأخضر الذي كان معها, ثم بحثت عن الأسم على أبواب البرادات.
"ها هو.. هذا الذي تحت.. (جان دو).. هل لكَ أن تساعدني بسحبه."
انثنى وفتح باب البراد إلى أقصاه, باغتتهما برودة, ودوي خفيف منبعث من داخل البراد, ورائحة متوقعة ما تزال مقبولة. أمسك الطرف الحديدي للمسطح المعدني وسحبه بجهدٍ بكلتا يديه حتى نهايته, وصار واضحا من الكيس البلاستيكي الأبيض ذي السحاب على طوله, أن الرأس عند نهاية المسطح المعدني من الطرف الداخلي. عاد وجلس على السطل, ثنى ركبته وأسند عليها ذراعه الحامل للكتاب, وبسط ساقه الأخرى وقبل أن يعود إلى قراءته قال:
"لو أجابت الفلسفة على التساؤلات لما كانت فلسفة."
سحبتْ السحاب من مكان الرأس إلى نهايته عند القدمين. أبعدت ردفتي الكيس البلاستيكي فانكشفَ الجسدُ برمته, عاريا, مأساويا بشكل فاضح, رجل ربما في الثلاثين من عمره, على وجهه ألم وأمارة استفهام بحجم العمر الذي عاشه, وبفمه أنبوب, وبقضيبه أنبوب, وجعلتْ تعاين الجسد.
"أكتب من فضلك؟"
التقط الملف الأخضر من على العلبة ونظر إليها وهي تفحص الجسد وتعاينه.
"وشمٌ على الذراع الأيمن.."
وتعاين مكاناً آخر:
"أثرٌ لجراحة قديمة عند الحالب.. انتفاخ في البطن.."
انتهت من فحصها للجسد, وعاد يقرأ في كتابه.. . كسر صمت الحجرة جريان ماء الحنفية وهي تغدق ماء فاترا, كانت تدعك يديها واظافرها وذراعيها بامعان بقطعة الإسفنج المشبعة بالصابون. كان الجسد بينهما. هو قريب من الرأس, من الجهة اليمنى. وكانت هي عند الطرف الآخر للرأس, قريبة من الصندوق ومن سلة النفايات الطبية والمغسلة. وسمعها تقول:
"هذه أول مرة أجري استئصال للقرنية وأنا راكعة على الأرض.. ثم إنه من المفروض أن أكون خلف الرأس, في الوسط, وليس إلى جانبيه, لكي أتمكن من ضبطه براحتي وأشرف على العينين."
اكتفى بأن نظر إليها وعاد إلى كتابه. كانت البرودة تأتي من البراد المفتوح, وكان الوقت يمضي بالنسبة لهما, ساكناً بالنسبة للجسد, أما الزمن فقد كان مستمرا بالجريان بالنسبة لثلاثتهما وبسرعة واحدة.. نحو النضوج, ونحو الرغبة في الصمت والإلتفات للخلف, ثم نحو الفناء.
"أمقت استئصال القرنية في هذا المشفى." قالت ثم تابعت, "في غيرها المكان أرحب, ودافيء, وفيه حامل يُمَدُ عليه الجسد, وكثير من الأحيان تجد راديو ليسلي ويؤنس ولاسيما عندما تكون المهمة عند منتصف الليل."
رفع نظره إلى رأسها المدنو بإمعان فوق الرأس, ثم نظر إلى الرأس وقد امتلأ محجر العين بالدم الفاسد. راقبها وهي تمسحه مرات بقطع الشاش وما يزال ينزف حتى استسلم النزف وسكن.. وتمكنت من مشهد العين المفتوحة إلى أقصاها بملقطين, وتابعت قص القرنية.. أمسكتها بملقط وحملتها بهدوء ودربة إلى الحنجور المليء بمادة الأبتسول واسقطت القرنية داخله.
سألها: "كم بقي لك من الوقت؟"
"لقد انتهيت لتوي من العين الثانية.."
ثم تابعت:
"بنفسي فنجان من القهوة.."
"أين في مثل هذا الوقت؟"
"سنعود لمقهى ستاربكس في الحي الجامعي.. يفتح أربع وعشرين ساعة."
"إلى متى أنتِ مناوبة اليوم؟"
"حتى السادسة صباحا."
"معنا وقت إذن"
"معنا وقت طويل.. طويل.."
تأمل وجهها الباسم وهي تخلع المعطف الورقي الواقي الفاتح اللون, تأمل سعادة الإنتهاء من عمل شيء بنجاح, تأمل الجسد وقد استؤصلت منه نافذة الروح ثم وهو يعود إلى البرزخ البارد قبل أن تحتويه الأرض, تأمل عبث الخواطر التي بدأت تنثال في مخيلته كشلال هادر , تأمل غبش الفجر وهو يحاول جاهدا أن يقدم نفسه بأجمل حُلةٍ ويضفي على نفسه ألف معنى... تأمل في اللأشيء الذي كان يتورم في داخله, وقال لها:
"يجب أن نسرع ونتناول قهوتنا قبل أن ينقضي الوقت."
سياتل 25 كانون الأول 2006


sabahhawasli@yahoo.com

ابراهيم درغوثي
05/02/2007, 08:34 PM
أخي محمد صباح الحواصلي

هذا نص فاجع تقرأه فتحس بأن الدنيا لا تساوي ما نعطيها لأن ما حصل مع جثة البراد هذا يمكن أن يحصل لكل واحد منا في الزمان والمكان .
كما في أمكنة أخرى وأزمنة أخرى .
شكرا أخي على نصك الرائع هذا وعلى هذه الكتابة المختلفة عما اعتدنا على قراءته خاصة في موضوعها الذي خرج بنا من العادي المكرور من المواضيع التي لا يمل العرب من كتابتها .
فهل تواجدك في أمريكا جعلك تكتب هكذا ؟

مع المودة والتقدير

الشربيني المهندس
05/02/2007, 08:59 PM
تأمل وجهها الباسم وهي تخلع المعطف الورقي الواقي الفاتح اللون,
فاتسعت الحجرة الضيقة
تأمل سعادة الإنتهاء من عمل شيء بنجاح,
فتأملت الضوء هناك
تأمل الجسد
فتاهت تأملاتي وهو يتأمل عبث الخواطر التي بدأت تنثال في مخيلته كشلال هادر مثلي ,
تأمل في اللأشيء الذي كان يتورم في داخله, فقام الشربيني المهندس بتقديم بلاغ الي القاص العام عن سرقة شعوره

عبد الحميد الغرباوي
06/02/2007, 12:46 AM
يمكن لهذا النص القصصي أن يكون أنموذجا لكيفية كتابة قصة قصيرة، النماذج و الفضاءات و السرود في القصة القصيرة كثيرة، إلا أن كتابة تعتمد على تسلسل الحركات و انسيابها في خط عمودي أو تنازلي، يفضي إلى نهاية، نهاية منتظرة، أو قائمة على المفاجأة و المباغثة.شخصيا تستهويني..
و هي إحدى سمات القص القصير، بل أعتبرها ركنا أساسيا في هذا الجنس الصعب ، المنفلت و المراوغ.
فقط أدعو أخي أن يعمل في القادم من أعماله، على مراجعة نصوصه بتأن. لا تزال مشكلة مواقع الهمزة، تؤرقني شخصيا في قراءة العديد من الأعمال المنشورة في المنتدى. و لا بأس في اختيار قياس للحروف يبرز الكلمات و يعين القارئ على قراءة النص في سهولة و يسر، أقترح قياس رقم ( أربعة).
و أخيرا، لو سمحت، لي وقفة معك عند هذه الجملة:
[الحجرة, باردة, بلا نوافذ, مستطيلة, ربما متران بثلاثة أمتار, فيها مغسلة على الجدار الآخر المقابل للجدار المثبت فيه أربعة برادات ستانلس, اثنان سفليان, والآخران فوقهما.]
1 ـ ألا ترى معي أن الصحيح هو : (متران في ثلاثة أمتار)؟
2 ـ و بما أن برادات هي جمع لبرادة ( جمع مؤنث سالم)، كان لزاما و طبقا للقاعدة قول:
... فيه أربع برادات ستانلس، اِثنتان ... إلخ...
فقط ، و في إطار الفصيح و الدارج، نحن نسمي الآنية التي نطبخ فيها الشاي المغربي (أتاي) بالنعناع و أحيانا بإضافة" الشيبة" : البرّاد.العامة عندنا يسمون، أحيانا، الأشياء بضدها..
استمتعت كثيرا بقضاء وقت جميل صحبة نصك الإبداعي.
محبتي.

عبلة محمد زقزوق
06/02/2007, 10:55 AM
" تأمل غبش الفجر وهو يحاول جاهدا أن يقدم نفسه بأجمل حُلةٍ ويضفي على نفسه ألف معنى... تأمل في اللأشيء الذي كان يتورم في داخله ... "
نهاية تدل على أن للفجر ميلاد يُولد فينا الأمل ويبعث الحياة من جديد فنهرب من خلال إنبثاقه من إحساسنا الخادع بأن النهايات ستتشابه ... " جسد ملقى في براد تتلاعب الأيدي لاستأصل روح الحياة منه " العينين " دون إرادة منه " .
فنلاحظ ذلك من خلال عبثية الإحساس الداخلي تفاعلا مع الواقع إلا انه زال مع إنبلاج الفجر .

نهاية تلخص لنا فكر الكاتب المتفاءل وفلسفته التي يراها في أنه مع كل فجر يوم جديد سيولد داخلنا امل ورغبة تمحو كآبة الحاضر ومرارة الواقع الأليم .
تقديري لنص رائع يحمل بين ثناياه الأمل .

مع كل الشكر والإحترام لكاتبنا المبدع أ. محمد صباح الحواصلي

محمد صباح الحواصلي
10/02/2007, 12:04 PM
يمكن لهذا النص القصصي أن يكون أنموذجا لكيفية كتابة قصة قصيرة، النماذج و الفضاءات و السرود في القصة القصيرة كثيرة، إلا أن كتابة تعتمد على تسلسل الحركات و انسيابها في خط عمودي أو تنازلي، يفضي إلى نهاية، نهاية منتظرة، أو قائمة على المفاجأة و المباغثة.شخصيا تستهويني..
و هي إحدى سمات القص القصير، بل أعتبرها ركنا أساسيا في هذا الجنس الصعب ، المنفلت و المراوغ.
فقط أدعو أخي أن يعمل في القادم من أعماله، على مراجعة نصوصه بتأن. لا تزال مشكلة مواقع الهمزة، تؤرقني شخصيا في قراءة العديد من الأعمال المنشورة في المنتدى. و لا بأس في اختيار قياس للحروف يبرز الكلمات و يعين القارئ على قراءة النص في سهولة و يسر، أقترح قياس رقم ( أربعة).
و أخيرا، لو سمحت، لي وقفة معك عند هذه الجملة:
[الحجرة, باردة, بلا نوافذ, مستطيلة, ربما متران بثلاثة أمتار, فيها مغسلة على الجدار الآخر المقابل للجدار المثبت فيه أربعة برادات ستانلس, اثنان سفليان, والآخران فوقهما.]
1 ـ ألا ترى معي أن الصحيح هو : (متران في ثلاثة أمتار)؟
2 ـ و بما أن برادات هي جمع لبرادة ( جمع مؤنث سالم)، كان لزاما و طبقا للقاعدة قول:
... فيه أربع برادات ستانلس، اِثنتان ... إلخ...
فقط ، و في إطار الفصيح و الدارج، نحن نسمي الآنية التي نطبخ فيها الشاي المغربي (أتاي) بالنعناع و أحيانا بإضافة" الشيبة" : البرّاد.العامة عندنا يسمون، أحيانا، الأشياء بضدها..
استمتعت كثيرا بقضاء وقت جميل صحبة نصك الإبداعي.
محبتي.
وأشكر الأستاذ عبد المجيد على مداخلته الموضوعية الكريمة, كما أسعدتني محبته للغة العربية وحرصه على قواعدها, وأنا أعده بأن أتأنَّى بمراجعة نصوصي أكثر مما كنت أفعل من قبل, ولكن هل له أن يشير إلى مواطن اساءتي "للهمزة" في نصي؟ فيكون في ذلك قد أفادني وأفاد القراء. أما استخدام "براد" للثلاجة فهو دارج في بلاد الشام, وأنا أحيانا أمزج في كتاباتي الفصحى بالعامية الشامية حرصا مني على جمالية النص الذي يتطلب مثل هذا المزج.
مع محبتي وتقديريصباح

محمد صباح الحواصلي
10/02/2007, 12:09 PM
أخي محمد صباح الحواصلي

هذا نص فاجع تقرأه فتحس بأن الدنيا لا تساوي ما نعطيها لأن ما حصل مع جثة البراد هذا يمكن أن يحصل لكل واحد منا في الزمان والمكان .
كما في أمكنة أخرى وأزمنة أخرى .
شكرا أخي على نصك الرائع هذا وعلى هذه الكتابة المختلفة عما اعتدنا على قراءته خاصة في موضوعها الذي خرج بنا من العادي المكرور من المواضيع التي لا يمل العرب من كتابتها .
فهل تواجدك في أمريكا جعلك تكتب هكذا ؟

مع المودة والتقدير
أشكرك أخي إبراهيم على شهادتك الطيبة.. لقد عشت تجربة "حجرة باردة بلا نوافذ" بنفسي, وكنت أكتب مشاهداتي وملاحظاتي وأنا في غرف الموتى في المشافي والمقابر والمحارق.. لم أسعَ إلى التجربة بل هي التي سعت إليَّ! اختارتني لأنني كنت الإنسان الوحيد الذي تعين عليه أن يذهب إليها ويشهد أهوالها, ليلا ونهارا, وبطيب خاطر أيضا. لا أتعمد الغموض في كلامي لكنني مضطر إليه.. مضطر الا أكشف عن هذه التجربة حتى انتهي من كتابة هذه الخواطر والإنطباعات في كتيب سأعرضه عليكم في وقته.
أما أمريكا, يا صاحبي, فقد وضعتني وجها لوجه أمام تجارب فعلا غريبة من نوعها وغير مطروقة, لكنها لم تستطع أن تقتلع دمشق القديمة من أعماقي.

مع محبتي وتقديري
صباح

محمد صباح الحواصلي
10/02/2007, 12:26 PM
" تأمل غبش الفجر وهو يحاول جاهدا أن يقدم نفسه بأجمل حُلةٍ ويضفي على نفسه ألف معنى... تأمل في اللأشيء الذي كان يتورم في داخله ... "
نهاية تدل على أن للفجر ميلاد يُولد فينا الأمل ويبعث الحياة من جديد فنهرب من خلال إنبثاقه من إحساسنا الخادع بأن النهايات ستتشابه ... " جسد ملقى في براد تتلاعب الأيدي لاستأصل روح الحياة منه " العينين " دون إرادة منه " .
فنلاحظ ذلك من خلال عبثية الإحساس الداخلي تفاعلا مع الواقع إلا انه زال مع إنبلاج الفجر .

نهاية تلخص لنا فكر الكاتب المتفاءل وفلسفته التي يراها في أنه مع كل فجر يوم جديد سيولد داخلنا امل ورغبة تمحو كآبة الحاضر ومرارة الواقع الأليم .
تقديري لنص رائع يحمل بين ثناياه الأمل .

مع كل الشكر والإحترام لكاتبنا المبدع أ. محمد صباح الحواصلي

أختي العزيزة عبلة.. أسعدتني قراءتك الواعية لقصتي التي خفت منها بعدما كتبتها! خفت من عبثها, خفت من هذه النهاية الحتمية, فوجدت نفسي مضطرا على أن اصنع نهاية سيولد فيها فجر جديد.. تماما كما فعلت في قصتي "البئر"
مع تقديري
صباح

محمد صباح الحواصلي
10/02/2007, 12:36 PM
تأمل وجهها الباسم وهي تخلع المعطف الورقي الواقي الفاتح اللون,
فاتسعت الحجرة الضيقة
تأمل سعادة الإنتهاء من عمل شيء بنجاح,
فتأملت الضوء هناك
تأمل الجسد
فتاهت تأملاتي وهو يتأمل عبث الخواطر التي بدأت تنثال في مخيلته كشلال هادر مثلي ,
تأمل في اللأشيء الذي كان يتورم في داخله, فقام الشربيني المهندس بتقديم بلاغ الي القاص العام عن سرقة شعوره

التجارب الشعورية واحدة
فكلنا نسعى إلى التعبير عن تجربة شعورية بصورة موحية..
هذا ما يعرفه جيدا "القاص العام"
مع محبتي
صباح
(عزيزي الشربيني.. هل وصلك الكتاب؟)

عبد الحميد الغرباوي
10/02/2007, 05:40 PM
العزيز محمد صباح،
مشكل الهمزة، أخي، في الكتابة الرقمية، لا يد لك فيها، و من في مثل سنك و تجربتك حاشا أن يقع في أخطاء من قبل ما يالي:
1 ـ أرتديا القفازات الطبية،2 ـ " حاولت أن أقرأ فلسفة ، لكن لم استسغها،3 ـ قرأت الأسم من الملف الأخضر،4 ـ ..ثم بحثت عن الأسم على ..،5 ـ كانت تدعك يديها و اظافرها.. بامعان،6 ـ و الإلتفات للخلف..، 7 ـ و دافيء..، 8 ـ و اسقطت القرنية داخله..، 9 ـ تأمل سعادة الإنتهاء.
و تأمل معي أخي العزيز هذه الجملة:
" هذه أول مرة أجري استئصال للقرنية.
استئصال: ليست ممنوعة من الصرف. كان يجب أن تكون منصوبة بتنوين الفتح.
إما أن نقول: ...استئصالاً للقرنية.
أو نقول: استئصالَ القرنية.
محبتي

محمد صباح الحواصلي
10/02/2007, 09:19 PM
العزيز محمد صباح،
مشكل الهمزة، أخي، في الكتابة الرقمية، لا يد لك فيها، و من في مثل سنك و تجربتك حاشا أن يقع في أخطاء من قبل ما يالي:
1 ـ أرتديا القفازات الطبية،2 ـ " حاولت أن أقرأ فلسفة ، لكن لم استسغها،3 ـ قرأت الأسم من الملف الأخضر،4 ـ ..ثم بحثت عن الأسم على ..،5 ـ كانت تدعك يديها و اظافرها.. بامعان،6 ـ و الإلتفات للخلف..، 7 ـ و دافيء..، 8 ـ و اسقطت القرنية داخله..، 9 ـ تأمل سعادة الإنتهاء.
و تأمل معي أخي العزيز هذه الجملة:
" هذه أول مرة أجري استئصال للقرنية.
استئصال: ليست ممنوعة من الصرف. كان يجب أن تكون منصوبة بتنوين الفتح.
إما أن نقول: ...استئصالاً للقرنية.
أو نقول: استئصالَ القرنية.
محبتي

أستاذ عبد الحميد أشكرك على تصويباتك, ولاسيما "استئصالا للقرنية". أما "دافئ" فقد علمت لتوي أن مكان حرف ال z توجد الهمزة المرفقة مع الألف المقصورة, وكنت من قبل أطبع الياء أو الألف المقصورة ثم الهمزة.
العلم لا يعرف صغيرا ولا كبيرا, و الانتباه ضرورة, والشكر حق.
وتقبل مني فائق التقدير والشكر
صباح

نزار ب. الزين
10/02/2007, 09:55 PM
الموت ينهي حياة و يبقى جسدا تتقاسمه مشارط الجراحين و الديدان ، بينما تستمر الحيوات الأخرى في انتظار دورها ، تلك هي لعبة القدر التي نرضخ لها مرغمين .
نص جذاب يشد قارئه من ألفه إلى يائه ، و هو أيضا أسلوب مبتكر و كأني بالأستاذ محمد صباح قد عايش غرف التشريح .
سلمت أناملك يا استاذ محمد و دمت متألقا
نزار

محمد صباح الحواصلي
10/02/2007, 11:39 PM
الموت ينهي حياة و يبقى جسدا تتقاسمه مشارط الجراحين و الديدان ، بينما تستمر الحيوات الأخرى في انتظار دورها ، تلك هي لعبة القدر التي نرضخ لها مرغمين .
نص جذاب يشد قارئه من ألفه إلى يائه ، و هو أيضا أسلوب مبتكر و كأني بالأستاذ محمد صباح قد عايش غرف التشريح .
سلمت أناملك يا استاذ محمد و دمت متألقا
نزار

فعلا أنا أعمل في المجال الطبي, تحديدا في بنك لاينز للعيون. عملنا استئصال القرنية من المتبرعين بها وبغيرها من أعضاء الجسم. وعملنا على الرغم من مشقته وغرابته, فإنه يمنح شهريا حوالي 160 قرنية لرجال ونساء وأطفال يعانون من مشقة في الرؤية أو انعدامها. وكم هو رائع عندما يزورنا بعضهم وقد عاد بصرهم.