المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات نصف عربي



غالب ياسين
05/02/2007, 09:06 AM
تقديم: مقهي العرب كراسيها من عجب، منضودة علي الاتجاه المعاكس، موجهة الي اربع جهات، صنعت من خشب، ومناضدها من علب، علب الغضب والتعب...
النادل يتكلم مليون لغة ولا يحسن كتابة حروفها ولو بماء الذهب، صاحب المقهي من الرعيل الاول لهزيمة العرب، والرواد يدخنون النرجيلة ويلعبون النرد ويتعاطون لعبة الشطرنج، وجنودها من الورق الواهي وحصونها من الكشمير الزاهي، والحسان اللائي يشربن عصير عرق السوس وينسجن خيوط حرب البسوس بدهاء، لا يبخلن علي الرواد بالغزل الرخيص، ومقارعة اسس الحضارة باصول الجسارة. الرواد هم من جميع امصار العرب، كل يغني علي ليلاه السياسية بصوت اجش...
الصوت 1: اسرائيل: ليل الظلم طويل
قبلا كانت قانا وبعد عادت قانا، وبين قانا وقانا لم تغير اسرائيل من صلفها ولم يتغير العالم نحوها، ولم تتغير سواكن التعاطف نحونا وبقينا نحن العرب، حزين يواسي حزينا، نرفع ايدينا الي السماء، ونغرق الي حد العنق في وحل الخجل صامتينا، وكانت دير ياسين وصمة عار وخزي علي وجه اسرائيل، فصبرا وشاتيلا، والضفة الغربية وغزة، ثم تمرغ رشاش الصهاينة القاتل في جرح بيت حانون، وجاء الردع من صمت الامم المتحدة المتجدد عن مظالم اسرائيل بفيتو جديد من استراليا وامريكا، وجاء صوت الاحتجاج خافتا من الجامعة العربية كانه صوت عجوز في الردح الاخير من رمق الامتثال الخجول لقرارات الكبار من دعاة حقوق الانسان..
الصوت 2: عرفات..عين رفات
مات عرفات، مات الاسد في عرينه، مات من ولد في فلسطين وترعرع في فيافي فلسطين وسعي الي ابعد من اوسلو من اجل التعريف بقضية امه فلسطين، فتارة يغالب امواج التحدي الاسرائيلية وطورا يتحداها، ومرة تراوغه المشاعر وقوة الحجة والسند وقوة المعتقد وولاء العرب، ومرة تخونه مرارة قرارات الامم المتحدة..وقساوة المساومة والتعب والشغب..
كان كالحديد بين مطرقة اسرائيل ومن والاها، وحرية شعبه الذي كبلته اغلال الاحتلال حتي النخاع، صمد الحديد حتي اكلته نار موقدة من الغدر، لان من لا يعترف بقوة اسرائيل وانقلاب المعايير وانحياز القوي الجبارة، لا بد ان يندثر ام آجلا او عاجلا.. واسرائيل التي حاصرت عرفات في الضفة امام مرآي عالم الحق وعالم حقوق الانسان، وسجنته امام صمت العرب، كانت في الواقع تسمم حواسه، وتخدر كل عضو يسري فيه دم القضية ودم العروبة، وكسرت صموده علي مدي بعيد، ولم تترك له بوصة حية للمقاومة واتلفت مصيره، بين التحاليل والاقاويل والسؤال المحير الطويل؟
ـ ماذا اثبتت التحاليل؟
ـ سرطان في المخ وارتجاج الخلايا المركزية من جراء الادمان علي معاشرة القضية الفلسطينية معاشرة شرعية بشهادة جميع ائمة المذاهب الكونية، وتليف في الكـــبد من كثرة شرب اكسير حق البقاء؟
ـ ماذا جنت فلسطين من الاقاويل؟ من جميع فصائل المقاومة منذ نصف قرن؟
ـ هؤلاء يقولون كلاما طويلا وينجزون فعلا قليلا..هؤلاء يتوعدون واولئك الصهاينة يتفننون في التقتيل وتوسيع الاحتلال المرير والتقسيم الجائر، وبناء المتاهات فوق ارض القدس، ارض المبشرين؟
ـ ماذا عن السؤال المحير الطويل؟
ـ هل سمموه ام قتلوه؟ هكذا نحن نسأل بعد عامين من رحيل الزعيم ياسر عرفات؟
واظن ان النتيجة واحدة، بما ان السم الزعاف قد سمم حياتنا الفاعلة وشهامتنا العربية وشيمنا التاريخية..
ولتذكروا امواتكم بالخير..
الصوت 3:صدام..صد دام
حتي الحكم بالاعدام شنقا ولا رميا بالرصاص كما يدور في احياء الدجيل والانفال منذ مارس الاحتلال، لم يشفع لبوش الابن هزيمة حزبه الجمهوري في الانتخابات التشريعية المتقدمة؟والحال انه كان يزمع من وراء تصدير الحكم بالاعدام من واشنطن الي محكمة الاحتلال العراقية ربح شوط جديد من فعلته النكراء بالعراق، ولكن ما في كل مرة تسلم الجرة او الكرة..
محمد بوفارس
القلعة الكبري تونس