خالد ساحلي
05/02/2007, 03:07 PM
اليوم احتفال آخر السنة الكل متأهب للعام الجديد ،"النويل " تزين الحي بأشجار الثلج ومصابيح بلورية ذات ألوان مختلفة و دبلات لامعة وشرائط من السيلوفان البراق ، البالونات المزركشة المعلقة يعبث بها الهواء ترتفع تارة ثم تنخفض ، هذا الحي السكني أخذ الأبهة استعدادا لآخر ليلة العام ، العمارات المتقابلة الساحة الكبيرة تشكل المربع الأخضر يتخللها طريق يؤدي إلى المدينة ، بنايات شاهقة يتعدى عدد غرفها الأربعمائة تطل كلها على الساحة كما شرفاتها ، يمكن لأي غرفة أن تكون مصدر الطلقة ذات العيار 22 ، وحدات الشرطة حضرت لعين المكان ، معظم السكان لا يدلون بتصريحات للصحافة و لا حتى للشرطة كان جوابهم : لم نلحظ شيء غير عادي ، لم نسمع طلقة رصاص .
ضائع هو الخيط الذي يقود المحققين للقاتل المختفي في إحدى الغرف الأربعمائة، تأكدت الشرطة من هوية الضحية بعد اتصالها بمكتب الهجرة، الضحية " مغاربي الأصل " يشهد ملفه بحسن سيرته و سوية سلوكه في المجتمع ، حادثة مثل هذه قد تقلب الأوضاع رأسا على عقب ، تثير غضب الشارع للمهاجرين و الأقليات ، يأتي مالا يحدث عقباه عاصفة تقتلع كل شيء ، علمتنا التجارب الأولى أننا ندفع فاتورة العنصرية من خزائن الجمهورية" كان صوت مير البلدية يسمع على راديو الطالكي والكي المتورولا لمحافظ الشرطة ثم بصوت مرتفع أكثر من الأول :
ــ القبض على الجاني وكفى، لا أريد وجع الرأس تعرفون جيدا تعليقات المنظمات الحقوقية و ضجيج وسائل الإعلام...
كان من اللازم إيفاد أكثر من خمسمائة محقق على أعلى مستوى قدموا من كل محافظات البلاد حتى من العاصمة ، بدأ العد العكسي السباق مع الوقت ، بدا المحققون بتفتيش الغرفة تلو الأخرى ، أدق التفاصيل تنفع ، أتفه شيء يقود إلى هوية المجرم ، جريمة معقدة ، المحققون وصل بهم التفتيش للغرفة 299 للبانية ، الطابق التاسع ، داخل الشقة بنادق كثيرة مختلفة العيار ، تراخيص حق الاستعمال ، تصاريح من الداخلية موضوعة بدلاب الخزانة ، شهـــادات شرفيــة
و أوسمة معلقة، كؤوس و صور تظهر صاحب الشقة وهو يستلم ميداليات التتويج، بطل رياضي في الرماية، بالإضافة إلى كونه رجل أمن، بدأت معاينة دقيقة للبنادق وزوايا الغرفة المطلة على الشارع، قال المحقق لزميله وهو يتفحـص ماسـورة إحـدى البنــادق:
ــ الوحيد الذي يملك أسلحة نارية في هذا الحي ... وواحدة من هذه البنادق قتلت المغاربي
رد عليه زميله: لكننا لم نكمل تفتيشا باقي الغرف ؟
بحثت الشرطة في أدق تفاصيل حياة رجل الأمن، تحصلت على معلومات هامة ( عضو الجبهة الوطنية، متعصب، يكره الأجانب العرب...) بعد التحري العلمي الدقيق توصلت الشرطة العلمية للبندقية عيار 22 ووقت الإطلاق و بصمات عون الأمن، الجاني أنكر الجريمة أدعى أن البندقية لم تكن بندقيته:
ــ البنادق الكثيرة كلها لي إلا تلك لم تكن بندقيتي .
الجاني أب لطفلين وضع تحت الفحص الطبي و العقلي بتهمة القتل العمد و العنصرية .
كان ذلك صباح الأربعاء ، لغز حيّر المحققين ليلة العام الجديد ، في كشوف دوريات الشرطة للإقليم لا توجد حالة إبلاغ بأي حادث ففي وقت الجريمة بالذات كانت دورية للشرطة تمر بذاك الطريق ، لا يعقل أن لا تنتبه الدورية و الجثة غارقة في الدم و ملقية على الطريق ، هناك اعتراف قدمته عجوز وقت التحقيق تسكن الطابق الأرضي برواية أنها سمعت طلقة نار وصوت احتكاك عجلات سيارة مسرعة كأنها تلوذ بالفرار ، لم يأبه المحققون لشهادة العجوز و اعتبروه هذيان شيخوخة إلا محققا لما أحتـّج و أراد متابعة القضية أخبره مسئوله أن الملف أغلق ، كانت الصحافة وقتها قد عنونت صفحاتها الأولى : " القاتل عضو في الجبهة الوطنية " " الهجرة تضرب من العنصرية " " اعتداءات متكررة على المغاربة "
.
ضائع هو الخيط الذي يقود المحققين للقاتل المختفي في إحدى الغرف الأربعمائة، تأكدت الشرطة من هوية الضحية بعد اتصالها بمكتب الهجرة، الضحية " مغاربي الأصل " يشهد ملفه بحسن سيرته و سوية سلوكه في المجتمع ، حادثة مثل هذه قد تقلب الأوضاع رأسا على عقب ، تثير غضب الشارع للمهاجرين و الأقليات ، يأتي مالا يحدث عقباه عاصفة تقتلع كل شيء ، علمتنا التجارب الأولى أننا ندفع فاتورة العنصرية من خزائن الجمهورية" كان صوت مير البلدية يسمع على راديو الطالكي والكي المتورولا لمحافظ الشرطة ثم بصوت مرتفع أكثر من الأول :
ــ القبض على الجاني وكفى، لا أريد وجع الرأس تعرفون جيدا تعليقات المنظمات الحقوقية و ضجيج وسائل الإعلام...
كان من اللازم إيفاد أكثر من خمسمائة محقق على أعلى مستوى قدموا من كل محافظات البلاد حتى من العاصمة ، بدأ العد العكسي السباق مع الوقت ، بدا المحققون بتفتيش الغرفة تلو الأخرى ، أدق التفاصيل تنفع ، أتفه شيء يقود إلى هوية المجرم ، جريمة معقدة ، المحققون وصل بهم التفتيش للغرفة 299 للبانية ، الطابق التاسع ، داخل الشقة بنادق كثيرة مختلفة العيار ، تراخيص حق الاستعمال ، تصاريح من الداخلية موضوعة بدلاب الخزانة ، شهـــادات شرفيــة
و أوسمة معلقة، كؤوس و صور تظهر صاحب الشقة وهو يستلم ميداليات التتويج، بطل رياضي في الرماية، بالإضافة إلى كونه رجل أمن، بدأت معاينة دقيقة للبنادق وزوايا الغرفة المطلة على الشارع، قال المحقق لزميله وهو يتفحـص ماسـورة إحـدى البنــادق:
ــ الوحيد الذي يملك أسلحة نارية في هذا الحي ... وواحدة من هذه البنادق قتلت المغاربي
رد عليه زميله: لكننا لم نكمل تفتيشا باقي الغرف ؟
بحثت الشرطة في أدق تفاصيل حياة رجل الأمن، تحصلت على معلومات هامة ( عضو الجبهة الوطنية، متعصب، يكره الأجانب العرب...) بعد التحري العلمي الدقيق توصلت الشرطة العلمية للبندقية عيار 22 ووقت الإطلاق و بصمات عون الأمن، الجاني أنكر الجريمة أدعى أن البندقية لم تكن بندقيته:
ــ البنادق الكثيرة كلها لي إلا تلك لم تكن بندقيتي .
الجاني أب لطفلين وضع تحت الفحص الطبي و العقلي بتهمة القتل العمد و العنصرية .
كان ذلك صباح الأربعاء ، لغز حيّر المحققين ليلة العام الجديد ، في كشوف دوريات الشرطة للإقليم لا توجد حالة إبلاغ بأي حادث ففي وقت الجريمة بالذات كانت دورية للشرطة تمر بذاك الطريق ، لا يعقل أن لا تنتبه الدورية و الجثة غارقة في الدم و ملقية على الطريق ، هناك اعتراف قدمته عجوز وقت التحقيق تسكن الطابق الأرضي برواية أنها سمعت طلقة نار وصوت احتكاك عجلات سيارة مسرعة كأنها تلوذ بالفرار ، لم يأبه المحققون لشهادة العجوز و اعتبروه هذيان شيخوخة إلا محققا لما أحتـّج و أراد متابعة القضية أخبره مسئوله أن الملف أغلق ، كانت الصحافة وقتها قد عنونت صفحاتها الأولى : " القاتل عضو في الجبهة الوطنية " " الهجرة تضرب من العنصرية " " اعتداءات متكررة على المغاربة "
.