المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسماء دمشق - تحليل وتركيب /عدنان أبوشعر



عدنان أبوشعر
29/10/2009, 02:26 AM
لابد لكل باحث في الأخبار التاريخية من الأخذ بعين الاعتبار المقطع الزمني الذي سبح فيه النص أو نقلت منه العبارة؛ أي فضاء الكلمة: واضعاً نصب عينيه المعطى الأنثروبولجي، والدراسة الفيلولوجية، والسائد من الديانات والثقافات، والمهيمن من السياسات والحكومات، أي أنه لابد له أن يتوخى استدعاء غالبية العناصر التي كان النص يسبح فيها، وبهذا يكون تعامله مع النص أو العبارة مخبرياً.
ولا بد لنا أن ننوه إلى أن عظمة دمشق عبر التاريخ كمدينة استدعت تعدد أسماءها، فكثرة أسماء الشيء الواحد - في اللغة- دليل على شرف المسمى ومكانته[1]. ولا ننسى أن كثرة أسماء الشيء الواحد وتعددها ليست مجرد تكلف بإعادة صياغة الاسم بحروف جديدة، بل عملية إنتاج للمفردة تطَلـّبَهُ بروزُ صفة جديدة لعين الاسم؛ أي حياكة حلٌَة لفظية مختلفة له عرّفها فريديناند دي سوسير[2]Ferdinand de Saussureبالدالّ-الرامز (sign) واعتبر أن علاقتها مع المدلول-المرموز إليه (significant) اعتباطية، في حين أن إميل بنيفنيست[3]Emille Benveniste أشار إلى جوهرية العلاقة بين الدال والمدلول حين قال " إن العلاقة بين الدال والمدلول ليست اعتباطية بل هي على عكس ذلك علاقة ضرورية "، فالمفهوم الكلي واحد لتلك الأسماء - وهو بعينه الاسم الشائع المتداول - ولكن يتعين وجود دال آخر للتعبير عن خصوصية (ميزة - صفة) له.

وحين نتناول أحد أسماء دمشق تحليلاً فإنه لا بد لنا أن نأخذ هذا البعد (الألسني) بعين الاعتبار، وسأحاول أن أكون أكثر وضوحاً:
سبب تسمية (دمشق) بذات العماد:
من أسماء دمشق (ذات العماد)، والمبرر الوحيد لهذه التسمية ليس وجود عمود هنا – مهما جلّ وصفه- وعمود هناك، لأن التسمية عندما تُخلَعُ على مسمى فإن غلبة الصفة يجب أن لا تخفى على السامع أو الناظر. فنحن إذاً بصدد الحديث عن أعمدة كثيرة تشد انتباه الناظرين، ولو درسنا ما يظهر من آثار دمشق للعيان لاعتبرنا هذه التسمية غير مبررة بالكليّة.
لكنه سيتبين لنا بعد نبش المعلومات التاريخية المتعلقة بما يسمى (الطريق المستقيم) الذي ورد ذكره في الإنجيل [4]، أن هناك سبباً وجيهاً لهذه التسمية البائدة.

بُنيت أعمدة الشارع المستقيم في الفترة البيزنطية؛ أي بعد دخول بومبي (Pompeius) إلى دمشق عام 63 م، ولعل أبولودور الدمشقي (60-125م) Apollodore of Damascus قد شارك في هندستها-كما شارك في هندسة معبد جوبيتير بدمشق-[5]، ولكن تلك الأعمدة طُمرت ولم يبق منها إلا بعض الأعمدة عند باب شرقي بعد أن كانت تشمخ على طول الشارع المستقيم، وبهذا انقطع الرابط بين الدالّ (sign) = (ذات العماد)، والمدلول (significant) = (مفهوم المدينة المتميزة بكثرة أعمدتها)، وأصبح من المبرر أن يشكك البعض بارتباط التسمية (ذات العماد) بمدينة دمشق؛ فلسائل أن يسأل: أي أعمدة، بل أين الأعمدة ؟؟
ويبدو أننا ندور في فلك ثلاث نظريات حول شق الطريق المستقيم:

1-النظرية الأولى التي تقول بأن البيزنطيين هم من قاموا بتعبيد الطريق وشقها وإشادة الأعمدة على طرفي الطريق، ويدعمون رأيهم بأن بعض الأعمدة المكتشفة على جانب الطريق كورنثية. وبأن طريقة تقطيع المدينة القديمة جرى وفق الطريقة البيزنطية المتبعة في كل المدن الديكابوليس في العهد البيزنطي.
2-النظرية الثانية التي تقول بأن الأعمدة يونانية، وهو رأي يؤيده البعض بدعوى أن شاؤول (بولس لا حقاً) لم ينوه إلى الأعمدة (لأنها كانت مطمورة ولم يبق إلا الطريق).
3-النظرية الثالثة وهي أن الطريق آرامية وكانت قد شقت بهدف الوصول إلى معبد الإله هدد(حدد).
وللأسف الشديد فإنه لا يوجد لدينا ما يدعم أو يؤكد إحدى هذه النظريات في كتب المؤرخين قبل العصر الإسلامي.
لذلك سنضطر للبدء بعد ثمانية قرون من ذكر دمشق في الإنجيل وتحديداً ذكر الشارع المستقيم، ولنفاجئ من جديد بأن مدوّني التاريخ من الطبقة الأولى تاريخياً لم يشيروا إلى الموضوع الذي نحن بصدده (الشارع المستقيم وأعمدته)، فابن إسحق (85-151هـ) من خلال سيرة ابن هشام، و الواقدي (130-207هـ) ، لم يدونا ما يفيد موضوعنا عن الشارع المستقيم أو تسمية دمشق بذات العماد.
وننتقل بالتاريخ خطوة زمنية إلى الأمام، فنجد أن الطبري(224-310 هـ) أورد في تفسير قوله عز وجل {إرم ذات العماد} [الفجر:7] على أن ذات العماد هي دمشق[6]، دون الإشارة إلى وجود الأعمدة أو مكانها. أما ابن عساكر علي بن الحسن بن هبة الله [7] (499-571هـ) فإنه رغم ذكره لكل النظريات حول نشوء المدينة وسبب تسمياتها، إلا أنه لم يأت على ذكر أعمدة الشارع المستقيم في تاريخه، ولم يتعرض لموضوع (ذات العماد). وهذا ما فعله الإمام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (700-767هـ) الذي فصل كثيراً في الحديث عن دمشق وسبب تسميتها ووصف عمرانها. ورغم أن ابن بطوطة محمد بن عبد الله بن محمد الطنجي (703-779هـ) قد زار دمشق ضمن ما زار من المدن في تطوافه، فلم يتحدث إلا عن أهلها ووصف طرقاتها، ولم يتحفنا بوصف لأعمدة لفتت انتباهه في الشارع المستقيم.

لابد أننا سنصاب بخيبة لعدم عثورنا على ما يساعدنا على تسليط الضوء على أعمدة هذا الشارع المستقيم، لكن ذلك يعزز لدينا أن الأعمدة على جانبي الشارع كانت مطمورة وغير ظاهرة للعيان خلال الفترة الإسلامية أي بدءاً من القرن السابع الميلادي.

لقد ظل واقع المدينة – لا المؤرخون- ينفي هذه التسمية حتى كشفت حفريات أجرتها بلدية دمشق مؤخراً عن بعض الأعمدة التي اصطفت على جانبي الشارع المستقيم. ونجد أنفسنا – بعد هذا الاكتشاف- أمام حقيقة مذهلة: فالقرآن الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عام في القرن السابع الميلادي– أي إبان الحكم البيزنطي لدمشق- يأتي على ذكر تسمية (إرم ذات العماد) مشيراً إلى اسمها (بلاد آرام) إبان الحقبة الآرامية الموغلة في القدم، حين بناها (ريزون) في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، و كانت تسمى بلاد آرام[8]، ثم يلحق الاسم بتوصيف أعمدتها، وهو توصيف لعنصر كان مطموراً حين تحدث القرآن الكريم عن ذات العماد، وهي أعمدة الشارع المستقيم الذي أنشأ بعد تشكيل المدينة على النمط الروماني، أي بعد 63 ميلادية (دخول بومبي (Pompey) للمدينة، وتشكيله لما سمي حلف العشرة مدن (الديكابوليس)، وهو حلف تجاري مع عشرة مدن منها عمان، وجرش، وجدرة (أم قيس)، وديون في الجولان، وغيرها، مما حفّز الرومان على إنشاء هذه البنية التحتية للتجارة، فشقوا الشارع الشرقي الغربي (الديكومانوس ماكسيموس- Decumanus Maximus ) الذي يتقاطع مع الشارع الشمالي الجنوبي (كاردوس ماكسيموسCardus Maximus)، وعرضه يتراوح بين ثلاثة وخمسة أمتار، ويربط بين الآغورا (الفوروم) والمعبد من جهة باب جيرون. وهو مندثرٌ حالياً تحت المدينة القديمة، حيث يشكل قوس النصر – الذي اكتشف عام 1948 ورفع على سطح الأرض – نقطة تلاقيهما.
شُقَّ (الديكومانوس ماكسيموس) بطول يبلغ 1500م، وعرف باسم (فيا ريكتا- Via Recta) أي الشارع المستقيم. كان عرض هذا الشارع (المعبّد) بين 20-25 متراً آنذاك، ويحاذيه رصيفان للمشاة وتعلوه مصلبات وأقواس. عُبّدت بينه وبين الطريق الشمالي (كاردوس ماكسيموس) مسالك تحصر بينها جزر سكنية مقياس كل منها حوالي 100م× 41م. ومازالت الشوارع والطرقات المتفرعة يمنة ويسرة من الشارع المستقيم موجودة.
لقد غاب اسم (الشارع المستقيم) عن التداول عبر مر السنين، واستُبدل بمسمى جديد هو (السوق الطويل)، ثم برز له اسم آخر عام 1878 م حين بنى سقفه الوالي مدحت باشا فسمي بسوق مدحت باشا[9]. والناس يتداولون كلا التسميتين حتى الآن.

باستطاعتنا إذن القول بأن تسمية دمشق (إرم ذات العماد) ليست خارج السياق التاريخي ولكنها كانت تسمية (مغيبٌ) فيها دلالة (إرم) تاريخياً: بلاد آرام، و(مطمور) الجزء الثاني منها:(العماد) مادياً: الأعمدة المطمورة على جانبي الطريق المستقيم: سوق مدحت باشا. وهكذا، وباسترجاع التسمية التاريخية التي تعود للعهد الآرامي، ثم اكتشاف الأعمدة الرومانية، نكون قد فككنا التسمية وأعدنا تركيب أحد أسماء دمشق من جديد، وغدت التسمية القرآنية {إرم ذات العماد} [الفجر:7] تليق بدمشق {التي لم يخلق مثلها في البلاد} [الفجر:8].
وجدير بالذكر أن ما جاء به الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) - الشهير بتفسير الطبري يعضد قولنا وما ذهبنا إليه.
نسدل الستار على أحد أسماء دمشق (ذات العماد)، لنفتح نافذة جديدة على مسمّى جديد لهذه المدينة الغائرة في جسد التاريخ، حيث تطلُّ مدينة الياسمين برأسها بغنج ودلال وكأنها (ماتروشكا) لا تنتهي من قراءتها حتى تفاجئك في داخلها بأخرى تستجديك النظر إلى تفاصيلها الساحرة، فلزام علينا أن لا نتردد في تفحص المزيد من المسميات التي خلعها عليها جمٌّ غفير من العاشقين.
معنى (دمشق) وفق اللغة السريانية: سقى الدم:
سأعمد إلى تفكيك اسم (دمشق) وفقاً لما ذهب إليه البعض إلى أن أصل تسمية دمشق يرجع إلى اللغة السريانية.
قيل بأن الاسم (دمشق) مركب من كلمتين: دم + شقى، فإذا علمنا أن كلمة (دم) موجودة في كل من اللغة السريانية والفينيقية والعبرية بنفس المعنى المتداول معنى ولفظاً، وأن (السين) تستبدل (شيناً) في اللغات السريانية والعبرية: (كلمة "السنة" تقابل "هالشاناة" في العبرية)، ولذلك تلفظ كلمة سقى: (شقى)، لتوصلنا - حسب زعمهم- لمعنى دمشق على أنه (سقى بالدم)، ويعضدون رأيهم أن هذا المعنى يختزل وصف الحادثة التاريخية التي قتل فيها قايين (قابيل) أخاه هابيل[10]، والتي يزعمون أنها وقعت في دمشق. ويدعم هذا الرأي تفسير القديس جيرونيم (هيرونيم)[11]. حتى أن سكان دمشق يعيّنون مكان الجريمة ويدّعون بأنه (مغارة الدم) الموجودة في جبل قاسيون، وأن آثار دم (هابيل) ما زالت موجودة على صخرة بداخلها(؟؟).
إن مَثَلَ هذه الدعوى كمثل خرافة قدم (بانبوك بابا) البارزة من قبره في حي الصالحية بمدينة دمشق، حيث يزور البسطاء ضريح هذا (الولي) ليشتروا من خادم المقام قطناً ليضعه حول قدمه (البلاستيكية)، ثم ما يلبث أن يبيعه لغيرهم.

معنى (دمشق) وفق اللغة الآرامية: الأرض الغناء أو المزهرة:
ولعل هذا المعنى لكلمة دمشق (دم شقى= سقا بالدم) أن ينهار تماماً إذا فككنا المفردة الآرامية، والتي وجدت أيضاً مكتوبة في رسائل تل العمارنة (دا مشقا) على الشكل التالي:
دا: هي أل النسبة في اللغة الآرامية
مشقا: أرض مزهرة أو حديقة غنـّاء.
فيصبح المعنى: الحديقة المزهرة.

سبب تسمية (دمشق) بديمترياس: وفق التسمية السلوقية:
ثم ننتقل إلى (ماتروشكا) أخرى لدمشق، وتاريخ صناعتها يعود إلى عام 90 ق.م حين شيّد الملك السلوقي ديميتريوس الثاني[12] معمّرة يونانية جديدة في دمشق ونسبها لاسمه وسماها: (ديمترياس).
لم يُكتب لهذا الاسم (ديمترياس) البقاء أو الانتشار، وربما رفضته دمشق لأنه يذكرها بغاز من الغزاة، تماماً كما استبدل أهل دمشق اسم شارع النصر باسم شارع جمال باشا السفاح[13].
وإلى لقاء آخر مع مدينة الياسمين

مع كل الحب:mh78:
عدنان أبوشعر

الهوامش:
[1]- ككثرة مسميات السيف: [الهمام، الإبريق، المهند، البتار، الصارم]، والأسد: [الهزبر، ملك الغاب، ورد]، وقد ذكر الفيروزبادي: "اعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى أو كماله في أمر من الأمور، أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته، وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدتها وصعوبتها، وكثرة أسماء الداهية دلت على شدة نكايتها. وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته، وكثرة أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم- دلت على علو رتبته وسمو درجته، وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه وفضيلته".
[2]- فريديناند دي سوسير Ferdinand de Saussure (1857 - 1913 ) عالم لغويات سويسري يعتبر الأب و المؤسس لمدرسة البنيوية في اللسانيات . وهو من أشهر علماء اللغة في العصر الحديث حيث اتجه بتفكيره نحو دراسة اللغات دراسة وصفية باعتبار اللغة ظاهرة اجتماعية وكانت اللغات تدرس دراسة تاريخية، وكان السبب في هذا التحول الخطير في دراسة اللغة هو اكتشاف اللغة السنسكريتية.
[3]- أميل بنفنيست، مسائل في اللسانيات العامة. جزء1، منشورات قاليمار، 1974، منشورات سيراس،تونس،1995، ترجمة د. بوفولة بوخميس.
- [4] - ذُكر الشارع المستقيم في الإنجيل وذلك في سفر أعمال الرسل الإصحاح التاسع، الآيات من 10 إلى 11:
"10- وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا، فقال هاأنذا يا رب.
11- فقال له الرب قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيًا اسمه شاول لأنه هو ذا يصلي".
[5] - وجد اسم أبولودور الدمشقي Apollodore of Damascus)ِ ) على أحد الأعمدة الكورنثية المنهارة من معبد جوبيتير أثناء أعمال ترميم الجامع الأموي.
[6]- " واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( إرَمَ ) فقال بعضهم : هي اسم بلدة ، ثم اختلف الذين قالوا ذلك في البلدة التي عُنِيت بذلك.. ، فقال بعضهم: هي دِمَشق.* ذِكرُ من قال ذلك : حدثني محمد بن عبد الله الهلالي من أهل البصرة ، قال : ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ، قال : ثنا ابن أبي ذئب، عن المقْبري ( بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد) قال : دمشق"، الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، مج 24، ص 403.
أما في التوراة فقد ذُكرت (بلاد آرام) وأشير إليها في الأسفار التالية:
مملكة آرام النهرين (سفر التكوين24: 10)، و آرام (سفر التكوين25: 20) وموقعها في الجهة الشمالية من بلاد ما بين النهرين وقاعدتها مدينة حرّان الشهيرة (سفر التكوين11: 32). ومملكة آرام صوبا (2سم 10: 6). ويغلب على الظن أن موقعها كان ما بين حماه ودمشق إلى شمال فلسطين وشرقي نهر الفرات وغربي نهر العاصي. ومملكة راحوب (2سم10: 6-8) وموقعها قرب بانياس عند مصب نهر الأردن. ومملكة آرام معكا (1ايام19: 6).
وتوصف بلاد آرام ببلاد "آرامو" أو "أوريمو" في الكتابات المسمارية المستخرجة من بطون ديار بابل وآثور (آشور) ومصر.
[7]- ابن عساكر: علي بن الحسن بن هبة الله ولد في سنة (499هـ = 1105م، وتوفي سنة 571هـ)، ودفن بمقبرة باب الصغير بدمشق، فرغ من كتابة (تاريخ دمشق) عام 559 للهجرة.
[8]- "(أرض كنعان) أي الأرض السفلى ، يقابلها (أرض أرام) أي البلاد العالية. وبالعربية (الأرم) بمعنى الحجارة تنصب علماً في المفازة". محب الدين الخطيب، مجلة الزهراء، ج1، م1، 1924، ص2 ـ 20.
[9]- قام الوالي العثماني مدحت باشا برصف أرض الشارع وتغطية سقفه عام 1878 وإليه تعود التسمية الحديثة، ولا بد لنا من التنويه أن هذا الوالي بإشعال حريق متعمد للأبنية السكنية المجاورة وشرد أهلها من أجل توسعة الشارع.ثم مالبث أن جدد عام 1890 في ولاية رؤوف باشا، إلى أن استبدل سقفه الخشبي – بعد حدوث عدة حرائق- بسقف من الصفيح في عهد حسين ناظم باشا إبان الفترة العثمانية.
[10]- لاحظ بأن القرآن لم يذكر اسم ولدي آدم حين روى قصتهما: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ}، [المائدة: 27].
[11]- القديس هيرونيم (جيروم- Jerome- إيرونيموس) [347م– 420م]، من بلاد دلماسيا في القسم المتاخم للبحر الأدرياتيكي التي تعرف الآن باسم يوغسلافيا، وكلفه البابا بإنجاز ترجمة للأناجيل من الآرامية والعبرية إلى اللاتينية، فحضر إلى بيت لحم بـرفقة أربع نساء نذرن أنفسهن لخدمة الكنيسة، وأخذ جيروم يعمل بدأب لإنجاز ترجمته.
يذكر القديس جيروم في تفسيره لسفر عاموس (1 : 5)، وفي زكريا
(9 : 1): « معنى دمشق: شراب الدم ».
[12]- السلوقيون (312 ق.م.، 64 ق.م.) هي سلالة هلنستية ترجع تسميتها إلى مؤسس الأسرة الحاكمة للدولة السلوقية، سلوقس الأول نيكتور أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر، شكلت هذه الدولة إحدى دول القادة الخلفاء(Diadochi)، التي نشأت بعد موت الإسكندر المقدوني، وخلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد حكمت منطقة غرب آسيا، وامتدت من سوريا و تراقيا غرباً وحتى الهند شرقاً. كان للسلوقيين الدور الكبير في تفاعل الحضارتين الإغريقية والشرقية.
كثيراً ما يرد ذكر السلوقيين لدى المؤرخين الغربيين كأعداء لروما، خلال ما عرف بالحروب الرومية السورية (Roman-Syrian War) في القترة ما بين (192 - 188 ق.م.) بقيادة أنطيوخوس الثالث الكبير (Antiochus III the Great). عن ويكيبيديا.
[13]- الباء تدخل على المتروك من حيث اللغة، والشارع يسمى اليوم شارع النصر.

د.محمد فتحي الحريري
29/10/2009, 08:14 AM
ابن العم الكريم الاستاذ عدنان ابو شعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رائع ما كتبتم ودمشق فردوس الله في ارضه وهي الروضة التي ذكرها الله تعالى في محكم تنزيله
وعن تعدد الاسماء اذكر مقولة للعرب قيل سوسير وهي ان التعدد يدل غالبا على شرف المسمى ونبله واهميته
اكرر التقدير لكم سيدي المحترم والله يرعاكم ..

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
29/10/2009, 08:40 AM
الفاضل عدنان ابو شعر
رائع هذا التحليل والسرد..ان اعادة كتابة التاريخ او اعادة قراءته على درجة عالية من الاهمية
نتمنى ان نقرأ المزيدمن هذه الدراسات والتحليلات
تحية

باسمه سعيد راغب
29/10/2009, 10:04 AM
الاستاذ عدنان

دمشق من اقدم المدن في التاريخ ولقد كان لها اثر كبير في الحضاره الاسلاميه نفتخر به كمسلمين ومنها امتدت الفتوحات الاسلاميه
وكذلك لعبت دمشق دور كبير في التاريخ الحديث حيث علمتنا دروس مهمه في مقاومة الاستعمار , الم يخرج منها سليمان الحلبي وعز الدين القسام , حقا ان دمشق حديقه مزهره .
نأمل ان تعود بلاد الشام لتمد يد العون الى الاسلام والمسلمين كما كانت في الماضي

عدنان أبوشعر
29/10/2009, 10:37 AM
أستاذي العالم محمد فتحي الحريري
سلام من الله عليك ورحمات يا سيدي
يفخر بك كل واحد من- ولن أحدد جهة أو مكان- أدام الله فضلك.

أشكر تصفحك للمقال.
يبدو أنك لم تمرّ على الهوامش، وأنا من الذين يعنوا بها كثيراً فهي عندي جزء لا يتجزأ من الدراسة، ولقد أوردتُ في أول هامش منها قول الفيروزبادي فيما تقول، ولعلي لم أنسب لفرديناند دي ساسور أنه قال بأن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، بل عرّف (بتشديد الراء) العلاقة بين الدالّ والمدلول.
فكان لا بد من التنويه.
لكم الشكر سيدي

عدنان أبوشعر
29/10/2009, 11:16 AM
أختي الأستاذة باسمة سعيد راغب
أدعو الله وإيّاك أن يحقق دعاءك، وأن يعيد مجد دمشق لها. لقد كان مقود مركبة التاريخ بيدها ذات يوم فانساحت كما نور الشمس وملأت أركان العالم من الصين شرقاًً إلى بحر الظلمات(المحيط الأطلسي) غرباً، فدالت دول الباطل وانتصر الحق.

أرجو دعاءك لي بأن يجعل ما كتبتُ في صفحات من قرأ، ونوراً يسعى بين أيدينا يوم نلقاه.

دمت ودامت الماجدات أمثالك رفعة للأمة الإسلامية والعربية

عدنان أبوشعر
29/10/2009, 11:21 AM
أخي الدكتور الأديب الأريب صلاح الدين محمد أبو الرب
كلماتك الرقيقة شدٌ على ساعد واهنة، فادعو الله لي أن يسخّر قلمي لخدمة دينه، وكتابة ما ينفع ويثمر.

كل الحب والوفاء لك

ناصر عبد المجيد الحريري
29/10/2009, 01:38 PM
سيدي ومولاي العلامة الغالي أبا سعيد ..

حين يتحدث اليراع عن دمشق ، تخجل حروف الأبجدية !
لأنها تحار أي أحرف تليق بها .

ولكنني حين قرأتك هنا تتحدث عنها
أحسست أن أبا سعيد قد رماه الهوى من جديد
فلك مودتي واحترامي الموصول بالحب

عدنان أبوشعر
29/10/2009, 01:58 PM
أخي وحبيبي الأستاذ ناصر

دعك مما قلت، أنت ترشقني بورودك.. أنت تعيش بحالة ضرام وجد وحب لا نعرفها بحذافيرها، لكننا نلمس آثارها بادية المعالم جلية المظاهر؛ أخذتْ من قلمك حبره الأزرق ولونته بلون الورد الجوري في غوطة دمشق، وسرقت أنفاسك وزادت إلى عطرها عطراً من ياسمين دمشق.
لله درك! أخبرنا يا صديقي ماذا يوجد وراء الأكمة التي خبّأتْ سحرَ كلماتك لفترة من الزمن، فكانت كغيبة المهدي، ثم مالبثت أن هبّت من رقادها على حين غفلة منا، فبتّ تصدح كقيس بن الملوح، وتميس أعطاف كلماتك وكأنها ترقص مع جميل ما سطرت يمين جميل بثينة.
أخالك لا تبخل على أحبابك بهمس وبوح يلغي آلاف إشارات التعجب والاستفهام التي ملأت صدورهم وعششت في تلافيف أدمغتهم. قم يا أخي العاشق فسر بنا وراء الأكمة لتفشي سراً بات يأخذ علينا مجامع قلوبنا!
دمتَ في مملكة الحب ملكاً شاعراً ملهماً.

أسامة يوسف المقداد
29/10/2009, 02:00 PM
هي دمشق ، كما ينبغي لها ان تكون ، وأنت ابنها كما ينبغي لك أن تكون ، عاشقاً محباً ولهاً ، ومؤمناً ، أليست دمشق إحدى معجزات القرآن الكريم ، إذ تحدث عنها / إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد/ 7- 8 الفجر/ وهو الوافد إلى دنيانا في القرن السابع الميلادي ، ووصّفها بأعمدتها التي بنيت في الألف الثاني قبل الميلاد ، وقد طُمرت وغابت عن الأعين .
و دمشق السيريالية التي تلامس الأسطورة ، وهل كانت الأسطورة يوماً سوى صديقة مخلصة للعظماء و الخرافيي البروز والظهور والأهمية ، إنها دمشق سيدة الأساطير وأسطورة السيادة عبر التاريخ .
وأما دمشق الآرامية فتلك دمشق الحب والعشق والوله والحياة ، دمشق التي تحب الحياة ، وتمارسها كما ينبغي لها ان تمارس ، الماء والخضرة والوجه الحسن ، وفيض من الإيمان بالخالق المبدع لجنة الله في الأرض ، دمشق .
ومن قال إن دمشق الحرة الأبية ، يمكن أن تقبل الضيم أو الغزو أو الخنوع ،فلا / ديمترياس / ولا غيره ، يمكن ان يغطي ياسمين الشام ، أو ينال من قاسيون الشام .
دمشق التي قال فيها عاشق دمشق المرحوم نزار قباني :
كتب الله أن تكوني دمشقاً-----بك يبدأ وينتهي التكوين
علمينا فقه العروبة يا شا------م فأنتِ البيان والتبيين
وقال فيها وبأهلها الشاعر معروف الرصافي :
يا أم لا تخشَيْ فإن الله يا أمي مجيري
ودعي البكاء فإن قلبي من بكائك في سعير
أعلمتِ أني في دمشق أجرُّ أذيال السرور
بين الغطارفة الذين تخافهم غيَر الدهور
من كل وضاح الجبين أغرَّ كالبدر المنير
حُرِّ الشمائل والفعائل والظواهر والضمير
لك كل التقدير و الاحترام دمشقياً مفكراً مؤمناً محباً .

عدنان أبوشعر
29/10/2009, 02:27 PM
أخي الأستاذ الأديب الشاعر المحب أسامة المقداد
سلام من الله عليك ورحمات منه وبركات

ماذا أقول فيكم أهل حوران؟
اقتحمتم كل عوالم الأدب والعلم بجلالة قدركم ورفعة محتدكم فبات الكل حيراناً بتتويجكم وأنتم التاج فلا تفريع على أصل ثابت وأفرع باسقة شامخة.
أعتزّ بأخوتك وأخوّة المنتمين إلى هذه العائلة المتميزة بعلمها وسمو فكرها وشموخ وطنيتها. زادكم المولى عزاً إلى عز، وكرماً إلى كرم وسؤدداً إلى سؤدد.
تطول عنقي بالانتساب إلى أخوتكم وصداقتكم، ولي ولعائلة أبي شعر أيام في مرابعكم لا تنسى ولا يمحوها الزمان، فخربة غزالة وداعل وجاسم تشهد لنا وعلينا أننا لا ننسى وداً ولا نخفر عهداً.
دامت حوران ربيعاً في قلوبنا لا ينقضي ودمتم.

مؤمن محمد نديم كويفاتية
29/10/2009, 03:14 PM
الأستاذ الباحث والفاضل أخي عدنان أبو شعر : موضوعك رائع وشائك ومُعقد ، ولكن ما إن يغوص المرء في أعماقه حتى ليدرك قيمة هذا البحث الكبير ، ليس بحجمه بل لأهميته ، عندما يربط دمشق الفيحاء ، دمشق الحب والعطاء ، دمشق التاريخ وأريج الزهور ، دمشق عاصمة الشام وموئل حديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وآله الكرام وأصحابه الأخيار ، الذي جعل مُعظم البركة فيها ، ولم يذكر سواها بهذا التعظيم وما فيها من الخيرات ، وتأتي أنت لتربط يا أستاذنا دمشق بعقيدة الأمّة كتاب الله سبحانه " إرم ذات العماد ، التي لم يُخلق مثلها في البلاد" ، هذا المعنى المندثر وهو غاية في الأهمية لنتعرف على تاريخ بلادنا من خلال جهودكم ، إذ ذكرها القرآن وكانت حينها تحت سلطة البيزنطنيين الذين لم يكونوا يعرفوا عن مدينتهم هذا الأثر المهم وإن اختلفت حوله الآراء ، حيثُ لم تكن المناطق محصورة في رقعة صغيرة من الأرض ، وهي تحتمل الكثير من التأويلات والإحتمالات والإجتهادات، والتحدّي جاء من القرآن لما هم عنه غافلون عن تاريخهم ، وتاريخ تلك المدينة العريقة الموغلة في القِدم

وكما ذكرت أنت واستدللت فقد يرجع تاريخها إلى آدم وأولاده قابيل وهابيل ، ولما لا بعدما عرفنا عن الشام بأنها محطة أنظار العالم ومهبط الوحي والرسالات ، ودمشق هي قلب الشام النابض ، فليس مُستغرباً بأن يجري على ثُراها قصة انسانها القديم بحلوه ومُرّه ، وقضية سقى الدم وإن كانت مؤلمة ، ولكنها كانت كأصدق تعبير في قدمها ، منذ أن وطأت قدما الإنسان هذه الأرض ، ولا يمنع أن صارت فيما بعد مع الأيام ، عقب هذه الحادثة التي روت أرضها بأول شهيد للإنسانية من دم هابيل الطاهر ، لتُصبح أرضاً مزدهرة أو حديقة غنّاء ، كما فك عن معناها طلاسم الأحرف الآرامية ، إذ صارت أرضاً للتسامح ومهابط الوحي والرسالات السمحاء ، وهكذا نريدها على الدوام ، ويجب أن لا نقبلها إلا بأن تكون الحديقة الغنّاء ، ولنسعى الى ذلك جميعاً ، ولنُخلد أسمها عطراً وعبقاً وأريجاً ، ولنُبعد رائحة الدماء عنها ، كما أبعد ذلك الآراميين تلك التسمية ، عندما استفادوا من حادثة الدم ، ليفتحوا الصفحات المُضيئة من التاريخ العظيم لهذه المدينة

دمشق التي لا نُريدها إلا أعمدة من نور موصولة مع أبناءها بشعاع المحبّة بدلاً من تلك الأعمدة الصمّاء التي اندثرت منذ تاريخ الزمان ، تستوعب جميع أبنائها ، لتكون ليس درّة للناظرين فحسب ، بل قبلة الخير والعطاء والهداية والرشاد والتآخي والمحبة ، لنُعيد تعبيد طرق القلوب والأرواح بين أبناءها ،وتلك أهم من أي تعبيدات أُخرى على الرغم من أهميتها ، ولنُعيد بناء الإنسان الأهم ، الذي به نسمو ونرتفع ونُشيد به أعظم إنجازات لأجيالنا القادمة ....

ودمت يا أُستاذنا أبو سعيد وبارك الله فيك ، وننتظر منك المزيد ، وخاصةً فيما يخص معشوقتنا الثانية حلب الشهباء وإبراهيم الخليل

عدنان أبوشعر
29/10/2009, 04:24 PM
الأخ الأستاذ مؤمن

كأني بكلماتك تنزف وجداً وعاطفة ، كأني بها تبكي حنيناً استكنّ في ثنايا الضلوع وغار في أعماق الفؤاد.
أسأل العلي القدير الذي بيده مفاتيح كل مستغلق، والذي لايخيب أمام عتبات قدسه دعاء المكلوم وصاحب الحاجة، أن يعطيك سؤلك وينير دربك ويعيدك لأحبابك وخلاّنك ومرتع صباك.

عبدالله محمود
29/10/2009, 09:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عدنان ابو شعر
شكرا على هذا الموضوع المتجدد النابع حبا وشوقا فأنا كذلك احب دمشق وهواها الارق ولا تغار مني وانا الحلبي الذي قضى فيها جزءا من طفولتي وشبابي فيها . فهي عندي ام العشق فدعنا نكن في حبها ولدين مخلصين لامهما.
اخي ابا سعيد كما قرأت
الموضوع ممتاز وموثق ومراجعه مفصله لكن لا بد من لفت نظرك لامر بسيط الا وهو ان اسم ذات العماد المذكوره في القرآن الكريم لا ينطبق على المدينه الغاليه دمشق اذ ان ارم ذات العماد كما قال تعالى كانت تابعه لقوم عاد وهم قد عاشوا في جنوب الجزيره العربيه وليس لقوم ارام او الاراميين الذين عاشوا شمال الجزيره العربيه وبلاد الشام. يقول تعالى : أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاد* . وقد تم الكشف عن المدينه موخرا في جنوب الجزيره العربيه قرب عمان. ولو كانت دمشق هي ارم ذات العماد التي دمرها الله عز وجل لما حض الرسول الحبيب على سكنى الشام و لما لذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم بالخير بل ولنهى حتى عن الاقتراب منها كما امر الصحابه الكرام بعدم الاقتراب من اماكن هلاك قوم لوط عليه السلام او من مدائن صالح عليه السلام كذلك. ويبدو ان المؤ رخين المسلمين قد غفلوا عن هذه النقطه. والاحاديث النبويه في فضل الشام كثيره كما تعلم.
اما حكاية شاؤول فهي حسب ظني بل اكاد اجزم انها قصه ملفقه وكاذبه كذب صاحبها شاؤول نفسه وهل صار هو اهم من المسيح عليه السلام ليأمر الله احد كبار الحاخامات اليهود الذين باعوا المسيح بتفقده وهو المخالف لتوه لدين اليهود والتابع للدين الجديد حسب ما ادعى. على كل ليس هذا هو موضوع بحثنا.
انا افهم كلمة ارم على انها اسم للهلاك و الفناء ورد قوله تعالى في سورة يس : *قالوا من يحي العظام وهي رميم* ويقال ارم العظم اي فني وغدا كالتراب.
وتبدو لي كلمة دمشقا اقرب لواقع الحال المناسب لمدينة دمشق لخضارها وجمالها الذي قال عنها ابن جبير في رحلته: هي جنة المشرق وحسنه المأنق الخ.
وفي حلب وفي لهجتها العاميه الكثير من الكلمات السريانيه نقول : شئ بشقه بابدال الميم باء وهذا معروف في اللغات العروبيه اي شئ جميل وغير شكل.
لك جزيل الشكر على هذه النفحة الياسمينيه الدمشيقيه التي بعثت في النفوس ذكريات وذكريات.
الى المزيد والى اللقاء في ظلال الفيحاء.
بقي ان اذكر الاخت باسمه راغب ان سليمان الحلبي هو من حلب وليس من دمشق وان القسام كذلك هو من جبله على الساحل السوري الحبيب.
عذرا ان كنت قد اطلت عليكم

سمر محمود حرب
29/10/2009, 10:00 PM
نعم إنها دمشق ذات التنوّع في الحياة فمن يبحث عن التاريخ والقدم يلقاه ومن يطلب التطور والحداثة وصل مبتغاه، ومن يطلب الاثنين معاً لن يخيب أبداً .
دمشقُ..الجميلة المباركة من الله تعالى,انها درة الأرض ومنبع البركات,و لؤلؤة البلاد وصفوتها...
سلمت أيها الكاتب الكبير وسلم يراعك الذي خط هذا البحث الرائع عن هذه البلاد العظيمة التي تستحق ان نحميها بجفن العيون ونفديها بمهجة القلوب....
دمت ورعاك الله تعالى ما حييت.....

عبدالقادربوميدونة
29/10/2009, 11:23 PM
ما أعرفه عن دمشق ..بالسيف تمتشق..
-1 دم .. من كل الأمم.. شيدت وقاومت بحمم.. ولذلك سميت بإرم ..ذات شمم .. حضارتها قمة من القمم..
-2 دم ...شق طريقه منذ أن تجمع فريقه..نطق عربية عن سليقه ..فلمع بريقه.. وأطفأ حريقه.. وأرسى عماده.. فكانت أول مدينة عريقة..في نقطة على الأرض عميقة.. لا متأخرة بل سبيقة ..وكل منافسة لها هي لحيقة ..
-3 دم..شق.. فارسها حارسها.. إذا لسيفه امتشق ..والشعروالفن منها انبثق..والعمارة سرها بها انفجروانشق وانفلق..
-4 مقالب اسم " دمشق " هي كالتالي.. منذ القرون الخوالي..
د..م..ش..ق..
-د.. دالت بها دول..فما تغيرت معالمها بل ما تزل منذ الأزل ..لا تبديل ولا خلل.. لاسنمار.. ولا هرقل.. ولا حنابعل ..دول دالت وما زالت وما حالت ولا أبراج بها مالت..
-5 م..مشام.. لا توجد إلا في الشام..والشام.. ذوحاسة لأريج ورود الجوري حاسة..
أزهارحدائقها.. واخضرارحقولها.. وجمال بساتينها.. وعبيرعطورها..شامة وليست فقط مشمومة ..
-6 ش..شجاعة أهلها بانت من نهلها ونهرها وشيم شبانها وشيوخها وشرف تاريخها في الدولة وسيفها.. وحمدان وأفراس أشعارها ..
-7 ق..قارن ما شئت من أقوامها بقرون قضت.. عاد وثمود.. في سكن وهمود..ديانات هندوسند ويهود ..لم يبق لها وجود..على أرض الجدود.. لا في خد ولا في أخدود..إلا الترع الدافقة والسدود..وتعميرالبلاد بالجهد والجهاد..
ألا يحق لها أن تسمى أرم ذات العماد ؟.
شكرا لك أيها الباحث المحترم .الأستاذ الدكتورعدنان أبوشعرالفنان .

د.محمد فتحي الحريري
30/10/2009, 01:19 AM
أستاذي العالم محمد فتحي الحريري
سلام من الله عليك ورحمات يا سيدي
يفخر بك كل واحد من- ولن أحدد جهة أو مكان- أدام الله فضلك.
أشكر تصفحك للمقال.
يبدو أنك لم تمرّ على الهوامش، وأنا من الذين يعنوا بها كثيراً فهي عندي جزء لا يتجزأ من الدراسة، ولقد أوردتُ في أول هامش منها قول الفيروزبادي فيما تقول، ولعلي لم أنسب لفرديناند دي ساسور أنه قال بأن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، بل عرّف (بتشديد الراء) العلاقة بين الدالّ والمدلول.
فكان لا بد من التنويه.
لكم الشكر سيدي
اخي الكريم القرشي النبيل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومن قال لك اني لم اقرأ ؟ بله قرات واستمتعت
ويكفي الشام فخرا تواجد امثالكم بجوار الياسمين والوردة الجورية - سفيرتنا في الكرة الارضية- Roza Dammasina
ثم تطلب من اخي ناصر الحريري وحوران ونحن اضعف من مطاولة دمشق ،،
حوران كالتابع الفلكي او القمر الصغير ، ودمشق هي الشمس اذا طلعت غطت بانوارها كل جرم سماوي !
دمت مولاي ...

عدنان أبوشعر
30/10/2009, 08:24 AM
أخي الدكتور عبد الله محمود
سلام من الله عليك ورحمات منه وبركات

سرني مقالك، وأسعدني التعرف عليك من خلال ما كتبتَ، ومن خلال ما قرأته عن جنابك في ملفك الشخصي.

أرجو الله أن يمنحك وإياي من بركة العلم ونوره ما يجعلنا مؤهلين للانتماء إلى زمرة (الراسخين) في العلم لنبرأ من خطأ نقترفه أو وهم يخالط تصوراتنا، وأن نكون السبّاقين دون تردد - لقول (آمنا به كل من عند ربنا).

بداية، أرى أن من الواجب تحديد المحاور التي هي مدار ردك، وأعددها كما يلي:

1- إرم ذات العماد (أرض قوم عاد) ليست دمشق.
2- إرم ذات العماد قد دمرت تدميراً.
3- نهي رسول الله عن زيارة المدن التي أصابها غضب الله وتدميره.

وردّي على هذه المحاور:
1- ما اخترتُه من أن دمشق هي (إرم ذات العماد) لم يكن بدعاً بين الآراء، بل سبقني إليه أساطين العلماء، وكانت إضافتي إلى جانب تأويلهم (حبكة) يعضد بعضها بعضاً.
فقد ساق القرطبي أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي في تفسيره المنسوب له ما نصّه:
" ومن جعل «إرم» مدينة قدر حذفا؛ المعنى: كيف فعل ربك بمدينة عاد إرم، أو بعد صاحبه إرم. و إرم على هذا: مؤنثة معرفة. واختار ابن العربي أنها دمشق، لأنه ليس في البلاد مثلها. وروى عوف عن خالد الربعي «إرم ذات العماد» قال: هي دمشق. وهو قول عكرمة وسعيد المقبري. رواه ابن وهب وأشهب عن مالك. وقال محمد بن كعب القرظي: هي الإسكندرية".
ويعضُدُ ذلك ما أورده محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري في تفسيره جامع البيان في تأويل القرآن (مج 24/ص 403) حين ذكر آراء المفسرين في (إرم ذات العماد):
" واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( إرَمَ ) فقال بعضهم : هي اسم بلدة ، ثم اختلف الذين قالوا ذلك في البلدة التي عُنِيت بذلك ..
قال أبو جعفر ، وقال آخرون : هي دِمَشق. ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عبد الله الهلالي من أهل البصرة ، قال : ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ، قال : ثنا ابن أبي ذئب ، عن المقْبري( بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ) قال : دمشق".

كما نقل أبو الفداء اسماعيل بن كثير في تفسيره المعروف بتفسير ابن كثير عن عبد الله ابن المسيب وعكرمة قولهما بأن دمشق هي المعنية بقوله عز وجل (إرم ذات العماد).

2- لم يذكر القرآن الكريم بأن (إرم ذات إرم) قد دمرت، بل أرسل الله عليهم عذاباً ريحاً صرصراً (أي إعصاراً مدمراً) اقتلع الناس وأباد الحرث والنسل ولكن مدينتهم لم تدمر بموجب ما توحي به الآيات الكريمة:
- { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ * تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ }؛ [القمر آية: (18-20)].
- { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي القَوْمَ المُجْرِمِينَ }; [الأحقاف آية: (24- 25)].
وبهذا المعنى فسر ابن جرير الطبري طريقة هلاكهم (مج23/ص571):
"وقوله : ( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ) يقول تعالى ذكره : وأما عاد قوم هود فأهلكهم الله بريح صرصر ، وهي الشديدة العصوف ، مع شدة بردها ، (عَاتِيَةٍ ) يقول: عتت على خزانها في الهبوب ، فتجاوزت في الشدّة والعصوف مقدارها المعروف في الهبوب والبرد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل".

3- لا يزال القرآن يأمر بالسير في الأرض والنظر ودراسة مساكن وأماكن إمبراطوريات وممالك سادت ثم بادت لتنكبها الصراط و إمعانها في الابتعاد عن الحق، بل ويتهكم على من لا يعتبر بعد مروره بتلك المساكن والأماكن:

- { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِينَ}; [النمل آية: (69)].
- { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ}; [إبراهيم آية: (45)].
- { وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ}; [العنكبوت آية: (38)].

4- وأما تحديد مدينة قوم عاد بالموقع الجغرافي المطمور و المكتشف قرب عمان حديثاً، وما نقلته بعض المواقع الإلكترونية عن ذلك، فإنه ما يزال قيد الدراسة، ولم يصدر بصدده أي بيانات علمية قطعية. ولعلك قد تابعت اختلافاً بيناً بين علماء التفسير حول تحديد موقع الأحقاف (تارة يجنح بعضهم إلى أنها شمالاً في البر الشامي، وأخرى يقولون بأنها في الجنوب في الواحات الرملية)، ويؤكد ما أجنح إليه سياق حديث أبي جعفر الطبري في تفسيره (مج18/ص656): " حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ) لأن قريشا كانت تتجر إلى الشأم (الشام)، فتمر بمساكن عاد وثمود ومن أشبههم ، فترى آثار وقائع الله تعالى بهم ، فلذلك قال لهم : أفلم يحذّرهم ما يرون من فعلنا بهم بكفرهم بنا نزول مثله لهم ، وهم على مثل فعلهم مقيمون".
فاختياري لدمشق إذن يصب في إطار من اختار الواحة الدمشقية (فدمشق كما تعلم غوطة تحدها الصحراء مباشرة من الجهة الشرقية).
والله أعلم بالصواب من عبد ذليل واقف على أعتابه، وإياه أرجو أن يتقبل.

عدنان أبوشعر
30/10/2009, 03:41 PM
سيدي الدكتور عبد القادر بوميدونة
سلام الله عليك ورحماته وبركاته

أدركت سلفاً بأن مقالك لا بد أن يكون استثنائياً، لأنك رجل استثنائي بكافة المقاييس. لله درك كيف عكفت على حروف دمشق تستنطقها الواحد تلو الآخر فتستخرج كنوزاً لم تصل إليها يد من قبل، ومع كل حرف تحرك هاجعاً كاد لطول سباته أن ينسى. طرقت باب دمشق بحروفها فهبّ كل ما فيها يفتح لك بوابات المدينة، وازدحم عند الباب( ريزون) و(حَدَد)، و(جوبيتير) و(بومباي)و (أبولودور)، ومآذن الأموي، وبلال بن رباح والسيدة زينب والسيدة رقية، ومعاوية وعبد الملك بن مروان، ونور الدين زنكي، وابن عساكر وابن تيمية والشيخ بن عربي، وسنان المعماري ويوسف العظمة، وشكري القوتلي.. كلهم يحمل طاقات ورد وياسمين من غوطة غناء. هكذا عهدك بمراسيم استقبال العاشقين عند مدينة دمشق، فهي لا تألو جهداً في إبهارهم وسحرهم حتى لا يذهبوا بحبهم بعيداً عنها، وتكبّل مشاعرهم فلا لا يبوحوا بالوجد لغيرها.

دمت لأخيك عدنان فيلسوفاًً صادق المشاعر رقيق الكلمات عميق الفكرة.

عدنان أبوشعر
30/10/2009, 04:11 PM
أختي الأديبة بنت الجبل الأشم، بنت كرام عرفهم الناس بكرمهم وعطائهم وشجاعتهم ووطنيتهم، الماجدة الأبية التي سخرت يراعها للحق والفكر وتأصيل الخير والوئام والتسامح... سَحَر!

إن ما يجمعنا في دوحة (واتا) بات وساماً يزين صدورنا، نفخر به أمام القاصي والداني. هنا فوق هذه الصفحات تعرفنا إلى أناس فصلت بيننا وبينهم سهوب ووديان وجبال وآكام، فجلسنا نشنّف الآذان بالإصغاء لعذب حديثهم، ولتصطلي عقولنا بوهج عقولهم .. هنا فوق ترابٍ (رقمي) وندواتٍ ( رقمية) أزلنا حدوداً مصطنعة، وقربنا البعيد فصار قدّام أعيننا، وغدى الخطاب لقاء و اللغة الرقمية كلمات تنبض بالحياة وتتدفق فيها روح المحبة والوداد. هنا فوق هذا التراب الرقمي بنينا جسور محبة، وفتحنا جامعات للعلوم والثقافة.

ليس لي إلا ترجيع صوتك الصادق وعباراتك المخلصة: أشكر (واتا) التي أتاحت لي اللقاء بك.

صادق الرعوي
30/10/2009, 04:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي عدنان أبو شعر لا أدري هل سيسعفني الشعر أم سينصرني النثر لأعبر عن فرحتي بعودتك بعد الغياب والهجر غبت عنا فأحسسنا بالقهر فاتق الله في أرضٍ أنت لها كالنهر ولا تحرمها من عطاءِك أبد الدهر أم أن علومك باتت تطلب المهر سنقول لها حينها وبكل فخر محبتنا هي المهر .. محبتنا هي المهر.
ربما هذه المشاركة خارج الموضوع لكنها والله فرحة بالرجوع لأستاذٍ طالما أشعل الشموع وأنار الربوع بعلومٍ كالمسك تضوع ..
سأعود لأشارك في الموضوع بإذن الله.

علي الحليم المقداد
30/10/2009, 05:02 PM
أن يكتب الباحث الأستاذ "عدنان أبو شعر"؛
أعني العربي السوري ، الشآمي الدمشقي الميداني عن دمشق الشام فللحديث طعم آخر، ذلك أن الكاتبَ نِطاسيٌّ ذو دراية ، و دمشق الشام الملهِمة ! ..
بمعنى أن دمشق الشام الشامة، هي ذاتها التي تبوح بأسرارها الآسرة ..
و أسرار العظماء – كدمشق – عظيمة ، ما أن يطالعك واحد منها حتى تجدَ نفسك مدفوعا ، في لهفة و شوق ، إلى معرفة المزيد ... لا سيما و نحن أمام أقدم عاصمة مأهولة في تاريخ البشرية ...
نحن أمام دمشق؛ دمشق الشام!!
و الشام :

شآمُ التي في القلبِ تجري عيونُها=هواللهُ يرنو حيثُ ترنو عيونًهـا
تخيّرَها لما استوى فاصطفى لها=عقودَ يواقيـتِ السمـاءِ تَزِيْنُهَـا
تمدّ يداً من ياسمينٍ فـإنْ قَسَـتْ=يصيرُ مِدىً أو خنجراً ياسمينُهـا
لنا الأرضُ لا للعابرين هواءَهـا=هم زَعْمُها الواهي ونحن يقينُهـا
((الشاعر العربي السوري محمد عمران))
أستاذي الكبير عدنان:
هأنت تأخذ بيدنا في رحلة شائقة مهيبة ..
تقودنا عبر دوحة غناء .. جنةٍ من جنان الله في أرضه تأسرنا في ظلالها مهابة التاريخ ، و حكايات المجد الخالد...
بدأتَ بـ " أسماء دمشق " ، و لا أدري الخطوة التالية في الرحلة إلى أين !
و لكني أتمنى عليك – أخي الغالي – أن تقرعً في خطوتك التالية " أبوابَ دمشق " .. تدقها لا لكي تفتحَ لنا فنلجَ فيها .. هي مفتوحة على الدوام ..
و لكن ليتنبّه من لا يدري أن " أبواب دمشق "مشرعة لضياء الشمس ، و لكل ما أبدعته عبقرية الإنسان !
بحث قيم .. دمت و دام يراعك .

عدنان أبوشعر
30/10/2009, 06:29 PM
أخي الأستاذ المهندس صادق الرعوي
سلام من الله عليك ورحمات منه وبركات

"الأرواح جنود مجندة" وائتلافها دليل انسجام وحب ولقاء لا يبيد، وبهذا يتمّ فحص العلاقات الإنسانية وسبر أغوارها وقياس متانة أواصرها وتوقع ديمومتها أو التنبؤ بزوالها.
لا جرم أن ما تشهده أعيننا وتسمعه آذاننا عن الحب الزائف والعلاقات المبنيّة على متاع رخيص وغاية ملتصقة بطين الأرض اللازب وعمر الإنسان الفاني لهو الدليل القاطع والمؤشر المفزع على تدهور العلاقات الإنسانية في الغرب.
إن الحضارة الغربية - بما تدين به من ولاء وعبودية لإلهها المادي- استطاعت أن تنتقل من تشويه علاقات الإنتاج وربطها بمفهوم الفلسفة النفعية لتُغيرَ على البنية الأخلاقية للعلاقات الإنسانية –خارج إطار علاقات العمل- فتعدّل (جيناتها) وتنتج مسخاً مشوهاً غيرَ منتمٍ.
أعتقد بأنه في حال اختراق سور الأخلاق -الذي يحمي العلاقات البينّية بين أفراد المجتمع الإسلامي من التفسخ عن طريق شبكة متينة وصارمة وواضحة – لا سمح الله، فإن مجتمعاتنا الإسلامية ستشهد عين الكارثة الأخلاقية التي تعصف بأركان العلاقات الإنسانية في الغرب.
هذا ما يدعوني إلى الدعوة لفحص كافة علاقاتنا والتأكد من خلوها من هذا (الفيروس) الذي يحاول الكائدون لهذه الأمة زرعه في جهازها المناعي، والتنبه لضرورة استئصال العلاقات البائرة (بالقوة) والمبنية على أساس (براغماتي) ذرائعي نفعي بحت، لأنها لا تخدم إلا أهداف أعداء الأمة وخدمة أجنداتهم.
بعد الفحص السريري لعلاقتي مع حضرتكم، أبشركم ونفسي بأنها لله وفي الله.
المحب
عدنان

عدنان أبوشعر
30/10/2009, 10:02 PM
أستاذي الفاضل، الشاعر الأديب علي سليل عائلة المقداد الكريمة
سلام من الله عليك سيدي ورحمات منه وبركات
أثريتَ الموضوع، وألبسته حلة قشيبة من شعر عاشق. أبواب دمشق- كما تعلم سيدي- لا تُغلق في وجه العشاق والمحبين وحاملي سلات الورود والرياحين.. أبواب دمشق موصدة بوجه كل أفّاك أثيم وعدوٍ لئيم، وتشمخ أسوارها عالية لتحجب عنه نور الشمس وتزرع الرعب في أوصاله.

اشتقت إليكم جميعاً.
جميل أن يضمنا مجلس، سواء كان للتنسيق والتشاور والتداول وصياغة الأفكار، أو لتشنيف آذاننا بعذب حديثكم وشعركم، أو للجلوس بين أيديكم؛ تلامذة أمام عملاق فكر وموطن حكمة.. أقسم بأني اشتقت لكم.
المشتاق لأستاذه
عدنان

هيمى المفتي
31/10/2009, 06:44 AM
الأستاذ عدنان أبو شعر المحترم

شكرا لهذه الدراسة الشيقة.. أمتعتني قراءتها وأضافت إلي ما يفيد..

أظن أني قرأت تفسيراً للاسم الارامي لا يبتعد كثيراً عما جاء في موضوعك:
دا= تعني "ذات"
مشق= مسك، بمعنى الروائح العطرة
بهذا يكون معنى اسم دمشق: "ذات المسك" أو "ذات العطر"، ربما لكثرة الياسمين فيها..

تبقى معلومات متواضعة أمام علم استاذ جليل مثلك، فاعذرني..

كل الشكر والتقدير لشخصك ولفكرك ولقلمك الجميل

مودتي

عدنان أبوشعر
31/10/2009, 04:55 PM
أختي الكاتبة الأديبة هيمى المفتي:

سلام من الله عليك وبركات،
شكراً لمداخلتك التي ستلقي مزيداً من الأضواء على جانب من الموضوع الذي نحن بصدده.

قرأت لابن عساكر في كتابه (تاريخ ابن عساكر، ص19/ " فصلٌ في اشتقاق تسمية دمشق وأماكن من نواحيها"):

" أصل اسمها ذوو مسكنين أي مسك مضاعف لطيبها، لأن ذوا التصغير ومسكس هو المسك ثم عُرّبت فقيل دمشق والله تعالى أعلم" وذكر محقق الكتاب في الهامش: " كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة، وفي مختصر ابن منظور: " دوو مسكس "أ.هـ.

وذكرت بعض المواقع الإلكترونية (دون الإحالة لمصدر) ما يلي:
" وأسماها الرومان ( دومسكس )؛ أي المسك المضاعف. و(دومسكس ) أصبحت:( دومشق ) ثم :( دمشق). وأطلق الآراميون عليها اسم (درمسق)؛ المكان المروي".

فنحن هنا أمام ثلاثة احتمالات:

1- ما نقله ابن عساكر، وهو قول لا يعتمد على البنية الفيلولوجية ( philology) للكلمة بل على إعادة قراءتها وفق منظور اللغة العربية وقواعد اشتقاقها. ولذلك أشك بصحة هذا الطرح. وهو الذي يقول بأنها مؤلفة من دو (المضاعف)+ مسكوس (أي المسك).

2- ما نقله المحللون لبنية الكلمة وفق اللغة الآرامية، آخذين بعين الاعتبار أن (دا) هي أل التعريف ومشقا كلمة معرفة بأل تعني الأرض المسقية أو الزاهرة أو الغنّاء. ولقد أخبرني أستاذي وصديقي الدكتور الجليل والمؤرخ سهيل زكّار، بعد محاضرة لي وأخرى له حول دمشق وذكري لهذه الكلمة الآرامية، مؤكداً أن فعل (مشَقَ) ما زال متداولاً على ألسنة الفلاحين في (سلمية وما حولها) حيث يقولون : مشقنا الزيتون= أي سقينا شجر الزيتون..

3- ما نقله الفريق الذي رجّح اعتبارَ الكلمة -وفق أصلها الآرامي- مركبة من دم+شقا، وهم من قالوا بنظرية (مغارة الدم).

كل الشكر لك وإلى لقاء.

السعيد ابراهيم الفقي
31/10/2009, 07:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ عدنان ابو شعر المحترم
من الناخية العاطفية : روحي ترنو نحو دمشق
من الناحية العملية : قررت زيارتها
===
البحث الذي قدمته هنا جهد طيب
انا استفدت منه كثيرا
انا كنت اعشق دمشق بدون سبب
والان بدأت اعرف معلومات عن حبيبتي
وصرت احبها اكثر
===
ادعو الله ان يحمي دمشق الشام واهلها
وان يبارك جهودك البحثية
وان يزيدك علما
===
تقبل تحياتي التربوية

عدنان أبوشعر
31/10/2009, 09:21 PM
أخي وحبيبي الأستاذ السعيدإبراهيم الفقي
سلام الله عليك ورحماته وبركاته

دمشق بانتظارك أيها العاشق..
عندما زارنا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كنت طفلاً صغيراً، فحملني والدي - رحمه الله - على كتفيه لأكون واحداً ممن شهدوا (مظاهرة) استقباله غير المسبوقة. أتعلم يا سيدي بأن العشق متبادل بين أهل أم الدنيا وأهل مدينة الياسمين؟ أذكر أن العديد ممن وفد من الجنود المصريين قرر الاستقرار نهائياً في بلادنا في بداية الستينات من القرن المنصرم، فأجد لزاماً عليك بأن تصحب أسرتك حتى لا تقع في شراكنا كما حدث لإخوانك من قبل.

صلاح م ع ابوشنب
26/11/2009, 07:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم الاستاذ عدنان ابوشعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا دعنى اقدم لك ولشعب سوريا الشقيق اسمى التهانى والتبريكات بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك وانتهز هذه الفرصة لاقول لك باننى آسف على التأخر فى قراءة موضوع تسميات العاصمة الرائعة دمشق فقد زرتها مع عائلتى فى عام 2002 فى زيارة سياحية وقد اعجبتنا جدا وأعجبنا اكثر الشعب السورى الذى وجدناه كشعبنا ولم نشعر بأننا خارج مصر
موضوع التسمية موضوع رائع واشكرك على هذا المجهود وقد استمتعت بالقراءة وازددت معرفة لم اكن اعرفها فى السابق حول اسماء دمشق الرائعة ارجو ان تتقبل تحياتى وخالص مودتى وكل عام وانتم بخير
اخوكم صلاح ابوشنب

سعد الله جبري
22/12/2009, 10:25 PM
الأخ عدنان أبو شعر
سلام الله عليك، أقول، لقد أحييتَ ذكريات مُتناومة، ونكئت جراحاً مُتشوّقة. لن أخوص في التفاصيل القيّمة الذي ذكرتها، وهي معمارية تاريخية - وأنا مهندس معماري أهتم بها - ولكني أتساءل ماذا عن مهندسٍ بنى لدمشق وأهلها، أختا صغيرة متطورة بجانبها، أختٌ هي مدينة كاملة متكاملة حضارية من درجة ليس لها قرين أو شبيه في الوطن العربي جميعا، يسكنها الآن 50,000 من سكان دمشق وأكثرهم من فضلاء دمشق – وربما كنت أنت من ساكنيها - فيكون وسامه هو وسام سنّمار المهندس العربي المشهور، يقدمه إليه بكلَّ نذالة شيوخ ورموز الفساد في 1980، فيفتقد دمشق الحبيبة 28 سنة متوالية حتى الآن؟
أنا إنسان مؤمن بأن كل شيء هو من قدر الله فلا اعتراض على قدر الله. ولكني أذكر أن عدالة الله تقتضي محاسبة كل مجرم فاسد أساء لبلده وشعبه، وهذا وعد الله الحق، وأدعوه تعالى أن يريني ويُري شعب دمشق هذه المحاسبة لأنها جزء من عدالة الله إلى بني آدم. { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179)}
أتساءل أخيرا – فيما إذا بقي لهذه الدنيا من مئات سنين طويلة أخرى قبل الساعة – هل سيأتي مؤرخ ويذكر من بنى المدينة الصغيرة المذكورة –ضاحية دمّر- وكيف أُعطيت أسمها الذي لا أعرفه، مثلما فعلت أنت أخيرا لدمشق؟
بكل احترام/
المهندس سعد الله جبري

صلاح م ع ابوشنب
26/06/2013, 06:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخى العزيز الاستاذ والباحث عدنان ابوشعر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رائع جدا هذا المجهود العلمى والبحثى المستفيض حول ما تحلت به الشهباء من أسماء ، ولكن لى رأى فيما يختص بالعبارة التى وردت فى الانجيل وهى عبارة ( الطريق المستقيم ) ، فعلى ضوء أبحاثى فى هذا الموضوع ولكونى باحث أثار وقرأت كثيرا فى التاريخ اليونانى والرومانى ولى قراءات فى الاناجيل وفى الكتاب العظيم المهيمن على كل الكتب السماوية قاطبة وهو القرءان العظيم . فوجدت أن ألامر يدخل ضمن أطر التحريف والتزييف فى النصوص المقدسة وقد يكون متعمد ومقصود وقد يكون من أخطاء وقلة خبرة من قبل المترجمين الذين قاموا بترجمة هذه النصوص ، ذلك أن عبارة ( الطريق المستقيم ) هى أساس الدعوة التى نادى بها عيسى عليه السلام ومحورها وركيزتها . فكان عليه السلام يختم كل موعظة بقوله : " هذا هو السراط المستقيم ، هذا هو السراط المستقيم .
أقرأ معى بتمعن وتدبر قوله جل وعلا : ( وإن الله ربى وربكم فاعبدوه ، هذا صراطٌ مستقيم ) – آية 36 مريم
وأقرأ معى أيضا قوله تعالى ( وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها ، واتبعونى ، هذا سراط مستقيم ) – اية 61 الزخرف
واقرأ معى كذلك قوله تعالى ( إن الله هو ربى وربكم فاعبدوه ، هذا سراط مستقيم .) – آية 64 الزخرف
هذه الآيات الكريمة التى وردت أعلاه هى الكلام المباشر الذى نطق به النبى عيسى عليه السلام والذى أخبرنا بذلك هو الله فمن أصدق من الله حديثا ؟ آألله أم المترجمون أصدق ؟
ومن هذا يتضح بكل جلاء أن العبارة المقصودة فى الانجيل هى (السراط )، أى الطريق المعنوى وليس الطريق المادى ، أو بالأحرى الطريق الى الله جل وعلا ، ألا وهو طريق الهداية والإيمان ، وليس الطريق المادى أو الشارع وهذه سقطة من سقطات ضحالة العلم أدت بسقوط الناس فى بحور الضلالة وظلمات الجهالة أو بنوايا سيئة ومقصودة خارجة عن نطاق حمل الامانة فى النقل والترجمة، وسبحان الذى قال وقوله الحق: ( ما يلفظ من قول الا لديه رقيبٌ عتيد ).!!!
ذلك أن اسقاط هذه العبارة على شارع بعينه فى دمشق أنشأته الامبراطورية الرومانية ، فهذا يعد من الاخطاء الفادحة ، فإن كلا من الامبراطورية اليونانية ومن بعدها الرومانية كانا يعتمدان فى علم هندسة الطرق وتخطيط المدن على اساس الخطوط المستقيمة التى يتقاطع بعضها مع بعض على مثال رقعة الشطرنج ، وعلى هذا الاساس فإن جميع المدن التى أنشأت فى تلك الفترة كانت مستقيمة تماما وكانت الاعمدة الجرانيته والرخامية هى من أدوات تزيين هذه الشوارع وخاصة الرئيسية منها وكنوع من إضفاء الأبهة والعظمة على تلك الحضارة . وقد تم تخطيط الاسكندرية عندنا بهذا الشكل، وكان اكبر شارعين رئيسيين فيها يسميان شارعى الاعمدة ولم يبقى منها الا عمودا واحدا، ومازال الشارع الرئيسى القديم يسمى حتى الان بشارع العمود. وقد أسقط الامراء المسلمين تلك الاعمدة وبخاصة السلطان قراجا ونقلوها الى غير أماكنها كما عمَّروا بها المساجد والقصور والمدارس وبنو بها صهاريج تخزين المياه فى بعض الأحيان ، بعد أن اسقطوا الامبراطورية الرومانية عن بكرة أبيها. وعلى هذا فكل طرقات الامبراطوريتين المذكورتين كانت كلها على شكل مستقيمات متقاطة .
أرجو أن اكون قد أبرأت الذمة وقلت كلمة الحق شهادة للتاريخ ولكى يعلم الجميع أن الله جل وعلا لا يبدل قوله ولا كلماته ولا وحيه ولا أياته ، فما جاء فى التوراة هو نفسه الذى جاء فى الانجيل هو نفسه الذى جاء مجتمعا فى القرءان العظيم، الذى هو سيد وتاج هذه ا لكتب كلها والمهين عليها وقابض أعنتها والمحفوظ بأمر الله وفضله من التحريف والتزيف والتحوير والتبديل والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
****