المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الناصح والمؤنب



بـانـــة
27/09/2006, 01:08 PM
قال ابن القيم رحمه الله الفرق بين النصيحة والتأنيب :

أن النصيحة إحسان إلى من تنصحه ، بصورة الرحمة له ، والشفقة عليه ،
فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة ،

ومراد الناصح بها :
وجه الله ورضاه ، والإحسان إلى خلقه ، فيتلطف في بذلها غاية التلطف ،
ويحتمل أذى المنصوح ولائمته ، ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق على المريض المشبع مرضا ، وهو يحتمل سوء خلقه وشراسته ونفرته ، ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن فهذا شأن الناصح .


وأما التأنيب فالقصد منه :التعيير والإهانة ، وذم من أنبه ، وشتمه في صورة ناصح مشفق .

ومن الفروق بين الناصح والمؤنب

*أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته ، فهو يقول لك: قد وقع أجري على الله ، قبلت أو لم تقبل ، ويدعو لك بظهر الغيب ،
ولا يذكر عيوبك ، ولا يبينها للناس ، والمؤنب عكس ذلك

فنرجو من معلمينا أن يكونوا ناصحين مؤدبين لطلابهم لا مؤنبين .

أياد العاني
23/07/2008, 09:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت المفقودة بانة المحترمة أعادها الله إلى موقع الجمعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعرفك ولم أمر على موضع من مواضيعك إلا في هذا اليوم. ولا أدري هل يا ترى تصطبغ بقية مشاركاتك بنفس خضاب هذا الموضوع الذي أعجبتني بساطته وسهولة وصول معناه إلى متلقيه ووضوح الرسالة منه أم أن لك مشاركات لا أعلمها تختلف عن هذا الطرح؟ . وليسامحني من قرأ تفاعلي معك هذا إن كان لك موقف ما في يوم ما يتعارضُ مع رأيٍ ما طرحهُ فردٌ ما لتتشكلَ عنك صورة ما. وما أكثر ( الماءات) غير المُعرفة في كلام هذا العصر.

أجدَ أن هذا الموضوع وهو الفرق بين النصيحة والتأنيب وحقوق الناصح وحدوده جديرٌ بنفضِ غبار النسيان عنه سيما أنه كُتِب قبل ما يقارب العامين ومر عليه سبعة أعضاء فقط منذ ذاك وهذه محاولة مني لإعادة نشر ما طرحته الأخت بانة راجياً أن ينتفع به أكبر عدد من المارين عليه.

تحيتي لبانة ومشاركتها النافعة.

أياد العاني

د. محمد اسحق الريفي
23/07/2008, 09:55 AM
الأخت الكريمة بانة،

موضوع رائع وجميل ومهم، ونحن بحاجة إلى استحضار هذه المعاني باستمرار لضبط مشاعرنا وسلوكنا وانفعالاتنا ومعاملاتنا للآخرين. ولكن لي ملاحظة على التأنيب، وهي أن بعض المواقف تحتاج إلى استخدام التأنيب للتعليم والتأديب، وأقصد بالتأنيب هنا إشعار من يرتكب خطأ ما (وما أكثر الماءات كما قال أخي الأستاذ أياد العاني في مداخلته الرائعة) بخطورة الخطأ وأثره السيء وبحجم الذنب (على قدر الخطأ). فالأب يؤنب ابنه كي يربيه ويعلمه ويؤدبه، ولكن لا شك أن هناك مواقف ليس من حق أحد أن يؤنب غيره مهما كانت الأسباب، وعندها تكون النصيحة هي الحل.

تحية دون تأنيب :)