د.محمد فتحي الحريري
30/10/2009, 10:08 PM
ملاحظات حول حديث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب
طلبت مني احدى الجهات الاسلامية ابداء الرأي حول هذا الحديث الشريف ، فكانت مني هذه الكلمات ، كتبتها اليهم في 30/10/2009م ، وأحببت ان يطلع علها الزملاء في واتا :
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
لي نظرة مختلفة تماما عن نظرة الباحثين الى مفهوم ومصطلح ( جزيرة العرب ) وارى ان اكثرهم يحصره هذه الايام في السعودية ودول مجلس التعاون+ اليمن ، وبالعودة الى المعجميين والجغرافيين العرب نجد الخطل في هذا الفهم تماما
* لم يعرف العرب مصطلح شبه الجزيرة العربية والعرب تقول جزيرة لما احيط بالماء من سائر جهاته
** الجزيرة العربية تضم ما ذكرا آنفا + بلاد الشام وبلاد الرافدين وسيناء المصرية ، وتخيـّـلوا هذا الزخم الجغرافي برقعته الكبرى ، وهذا الامر خلاصة بحث وجيز منشور لي قبل سنوات في جريدة الخليج الاماراتية / الشارقة ...
نعود للبحث فالمناطق التي نفي اليها بعض اليهود والنصارى كانت من باب النفي القسري التاديبي عقوبة بدلية عن السجن الذي لم يكن معروفا الا بشكل قليل ،وهؤلاء تم نفيهم من الجزيرة الى الجزيرة وليس الى خارجها بدليل ما ذكرته عن حدود الجزيرة في مؤلفات العرب المسلمين وادبياتهم .
وبناء عليه فالنفي الذي طبق على هؤلاء ليس تطبيقا للحديث بله هو توقيع عقوبة على جرم ،
اما نظرة الاسلام للمشرك فيجب تحرير البحث :
هل عامل الاسلام اليهود والنصارى كمشركين ؟؟
الباحث يرى انهم خاطبهم بــ(يا أهل الكتاب ) وهو خطاب رقيق في منتهى التهذيب والاحترام ،
لم يخاطبهم اثناء الحوار بلغة تجرحهم وتمس انسانيتهم ابدا مما يشي ان الحديث لم يعمل به المسلمون من باب السياسة الشرعية او النسخ او انهم رأوا الاخراج مقصور على الاماكن المقدسة في الحجاز ، والحجاز لا يمثل الا اقل من معشار الجزيرة العربية بمفهومها الواسع ،،او انهم فهموا لفظة المشركين فهما يبعد عنها اليهود والنصارى ، هم مشركون حتما وألّـهوا المسيح وحرفوا التوراة والانجيل بما يوافق تـرّهاتهم وامانيهم الخبيثة ووصلوا بذلك حد الكفر ، لكن هل اطلق السلف علهم ذلك ؟؟؟؟ابدا بل نكحوا نساءهم اللائي قبلن نكاحا شرعيا واكلوا من طعامهم وخالطوهم رغم الآيــة الصريحة (( ولا تمسكوا بعـصـم الكوافر )) !! كل ذلك يجعلنا نميل ان لفظة المشركين قد قصرت على الملاحدة والمزادكة واللادينيين وامثالهم والله اعلم .
أؤكد انّ هذا رأي قابل للتغيير بالحجة الشرعية السليمة القوية ، فان اصبت فبتوفيق من الله تعالى وان اخطأت فمرد ذلك قصوري وضعفي العلمي واقبل الرأي الآخ المستند الى مرجعية شرعية وادلة علمية سليمة نقلا وعقلا وفوق كل ذي علم عليم والله الهادي الى سواء السبيل .
** والحديث صحيح الاسناد ، متفق عليه ، أي رواه الخاري ومسلم رحمهما الله تعالى ، رواه البخاري(3/1111رقم2888)، ومسلم(3/1257رقم1637) من حديث ابن عباس -رضي اللهُ عنهما- ،واري انه خطاب لولاة الأمر وليس للعامة وانقل فيما يلي بعض الافكار لعلماء الامة : :
فعن الإمام أحمد رواية أنها أي جزيرة العرب المدينة وما والاها فقط (أحكـام أهـل الـذمة 1/177) وقال الشافعي: يمنعون دخول الحجاز وغير الحرم منه يمنع الكتابي وغيره الاستيطان والإقامة به ، وله الدخول بإذن الإمام لمصلحة... (أحكام أهل الذمة 1/184)، وأما أبو حنيفة فعنده انه يجوز لهم دخول الحرم كله حتى الكعبة نفسها لكنهم لا يستوطنون به، وأما الحجاز فلهم الدخول إليه والتصرف فيه والإقامة بقدر قضاء حوائجهم (أحكام أهـل الذمة 1/188) وينظر :
المرداوي في "الإنصاف" (10/348-352)
فإذا كان أئمة الهدى المتبوعين قد اختلفوا هذا الاختلاف وهم أفقه الأمة وأعلمها بحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأعظمها اتباعاً له فهل يحق لأحد بعد ذلك أن يختصر الأقوال كلها في رأي ترجح له دون غيره ويسلك في حمل الناس عليه سفك الدماء وإخلال الأمن وما يتداعى بعد من مفاسد . وإن كان في مقابل قوله هذه الأقوال ومقابل علمه علم هؤلاء الأعلام ؟ !.
لننظر إلى جماعات العنف في مصر والسعودية و الجزائر التي خاضت مواجهات عنيفة مريعة ثم ألقى أكثرهم السلاح ودخلوا في قانون الوئام وخيراً فعلوا، لكن ماذا كان إنجازهم في الجزائر، وغيرها ؟ ثم اليست مناداة بعض الجماعات باخراج المشركين من جزيرة العرب هذه الايام من شأنها ان تفتح علينا جبهات كثيرة ، وتجعلنا مثار سخرية العالم جميعا ؟؟؟
فهل نريد ان نستنبت في بلدنا مآسي جديدة ، ومثلها قد أثمرت ثمارها المرة عند غيرنا ؟!
أليس السعيد من اتعظ بغيره ؟ هل تريدون أن نكون أشقياء ببغاوات حمقى امّـعـات ؟
وختاماً.. أذكر الذين ربما يهـمّـون او يفكرون بمثل هذه الافكار أي اخراج من يشاؤون من ارضنا
أذكرهم بذمة إخوانهم المسلمين فإن المسلمين يجير عليهم أدناهم ، وقد أجار النبي –صلى الله عليه وسلم - من أجارته امرأة فكيف بمن أجارته جماعة المسلمين .
أذكر بما قرره أهل العلم إن الكافر الحربي إذا فهم إشارة مسلم ما أنها أمان فاستأمن فهي أمان وإن لم يقصد المسلم بها ذلك كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من علماء السلف .
فإذا كانت الإشارة غير المقصودة تصبح أمانا إذا فهمها الحربي أماناً فكيف بالمعاهد الذي دخل في ذمة حكومة المسلمين وجماعتهم وفهم أنه صار آمناً بأمان المسلمين له( دخل ارضنا بفيزا صريحة). فهو اذن آمن والأمان ليس من الأمور التي لا تقام إلا بأمر الأمير وحده، ولا يشترط فيها تمام شروط الولاية بل الثابت عكس ذلك؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المؤمنين: (يسعى بذمتهم أدناهم) أخرجه البخاري برقم (3179)، ومسلم (1370)، وأحمد برقم (993)، من حديث علي – رضي الله عنه - وكذلك أمان أم هانئ للمشركين: (قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ) أخرجه البخاري (357)، ومسلم (336/82 – كتاب الصلاة، من حديث أم هانئ -رضي الله عنها-، ولذا نص العلماء - كما سبق - على أن الأمان يصح من كل مسلم ولو كان عبداً أو أنثى .
ولذا فإن المراجعة واتهام الرأي المخالف والعد للعشرة في هذه القضايا العامة والخطيرة ضرورة ما بعدها ضرورة !!! ووالله يا أخي لأن ترجع إلى حق اعتقدته فتوصف بين أصحابك بأنك متخاذل وجبان ومتراجع خير لك عند الله وأبقى من أن تلقاه بكف دم حرام سفكته في غير حله .
طلبت مني احدى الجهات الاسلامية ابداء الرأي حول هذا الحديث الشريف ، فكانت مني هذه الكلمات ، كتبتها اليهم في 30/10/2009م ، وأحببت ان يطلع علها الزملاء في واتا :
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
لي نظرة مختلفة تماما عن نظرة الباحثين الى مفهوم ومصطلح ( جزيرة العرب ) وارى ان اكثرهم يحصره هذه الايام في السعودية ودول مجلس التعاون+ اليمن ، وبالعودة الى المعجميين والجغرافيين العرب نجد الخطل في هذا الفهم تماما
* لم يعرف العرب مصطلح شبه الجزيرة العربية والعرب تقول جزيرة لما احيط بالماء من سائر جهاته
** الجزيرة العربية تضم ما ذكرا آنفا + بلاد الشام وبلاد الرافدين وسيناء المصرية ، وتخيـّـلوا هذا الزخم الجغرافي برقعته الكبرى ، وهذا الامر خلاصة بحث وجيز منشور لي قبل سنوات في جريدة الخليج الاماراتية / الشارقة ...
نعود للبحث فالمناطق التي نفي اليها بعض اليهود والنصارى كانت من باب النفي القسري التاديبي عقوبة بدلية عن السجن الذي لم يكن معروفا الا بشكل قليل ،وهؤلاء تم نفيهم من الجزيرة الى الجزيرة وليس الى خارجها بدليل ما ذكرته عن حدود الجزيرة في مؤلفات العرب المسلمين وادبياتهم .
وبناء عليه فالنفي الذي طبق على هؤلاء ليس تطبيقا للحديث بله هو توقيع عقوبة على جرم ،
اما نظرة الاسلام للمشرك فيجب تحرير البحث :
هل عامل الاسلام اليهود والنصارى كمشركين ؟؟
الباحث يرى انهم خاطبهم بــ(يا أهل الكتاب ) وهو خطاب رقيق في منتهى التهذيب والاحترام ،
لم يخاطبهم اثناء الحوار بلغة تجرحهم وتمس انسانيتهم ابدا مما يشي ان الحديث لم يعمل به المسلمون من باب السياسة الشرعية او النسخ او انهم رأوا الاخراج مقصور على الاماكن المقدسة في الحجاز ، والحجاز لا يمثل الا اقل من معشار الجزيرة العربية بمفهومها الواسع ،،او انهم فهموا لفظة المشركين فهما يبعد عنها اليهود والنصارى ، هم مشركون حتما وألّـهوا المسيح وحرفوا التوراة والانجيل بما يوافق تـرّهاتهم وامانيهم الخبيثة ووصلوا بذلك حد الكفر ، لكن هل اطلق السلف علهم ذلك ؟؟؟؟ابدا بل نكحوا نساءهم اللائي قبلن نكاحا شرعيا واكلوا من طعامهم وخالطوهم رغم الآيــة الصريحة (( ولا تمسكوا بعـصـم الكوافر )) !! كل ذلك يجعلنا نميل ان لفظة المشركين قد قصرت على الملاحدة والمزادكة واللادينيين وامثالهم والله اعلم .
أؤكد انّ هذا رأي قابل للتغيير بالحجة الشرعية السليمة القوية ، فان اصبت فبتوفيق من الله تعالى وان اخطأت فمرد ذلك قصوري وضعفي العلمي واقبل الرأي الآخ المستند الى مرجعية شرعية وادلة علمية سليمة نقلا وعقلا وفوق كل ذي علم عليم والله الهادي الى سواء السبيل .
** والحديث صحيح الاسناد ، متفق عليه ، أي رواه الخاري ومسلم رحمهما الله تعالى ، رواه البخاري(3/1111رقم2888)، ومسلم(3/1257رقم1637) من حديث ابن عباس -رضي اللهُ عنهما- ،واري انه خطاب لولاة الأمر وليس للعامة وانقل فيما يلي بعض الافكار لعلماء الامة : :
فعن الإمام أحمد رواية أنها أي جزيرة العرب المدينة وما والاها فقط (أحكـام أهـل الـذمة 1/177) وقال الشافعي: يمنعون دخول الحجاز وغير الحرم منه يمنع الكتابي وغيره الاستيطان والإقامة به ، وله الدخول بإذن الإمام لمصلحة... (أحكام أهل الذمة 1/184)، وأما أبو حنيفة فعنده انه يجوز لهم دخول الحرم كله حتى الكعبة نفسها لكنهم لا يستوطنون به، وأما الحجاز فلهم الدخول إليه والتصرف فيه والإقامة بقدر قضاء حوائجهم (أحكام أهـل الذمة 1/188) وينظر :
المرداوي في "الإنصاف" (10/348-352)
فإذا كان أئمة الهدى المتبوعين قد اختلفوا هذا الاختلاف وهم أفقه الأمة وأعلمها بحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأعظمها اتباعاً له فهل يحق لأحد بعد ذلك أن يختصر الأقوال كلها في رأي ترجح له دون غيره ويسلك في حمل الناس عليه سفك الدماء وإخلال الأمن وما يتداعى بعد من مفاسد . وإن كان في مقابل قوله هذه الأقوال ومقابل علمه علم هؤلاء الأعلام ؟ !.
لننظر إلى جماعات العنف في مصر والسعودية و الجزائر التي خاضت مواجهات عنيفة مريعة ثم ألقى أكثرهم السلاح ودخلوا في قانون الوئام وخيراً فعلوا، لكن ماذا كان إنجازهم في الجزائر، وغيرها ؟ ثم اليست مناداة بعض الجماعات باخراج المشركين من جزيرة العرب هذه الايام من شأنها ان تفتح علينا جبهات كثيرة ، وتجعلنا مثار سخرية العالم جميعا ؟؟؟
فهل نريد ان نستنبت في بلدنا مآسي جديدة ، ومثلها قد أثمرت ثمارها المرة عند غيرنا ؟!
أليس السعيد من اتعظ بغيره ؟ هل تريدون أن نكون أشقياء ببغاوات حمقى امّـعـات ؟
وختاماً.. أذكر الذين ربما يهـمّـون او يفكرون بمثل هذه الافكار أي اخراج من يشاؤون من ارضنا
أذكرهم بذمة إخوانهم المسلمين فإن المسلمين يجير عليهم أدناهم ، وقد أجار النبي –صلى الله عليه وسلم - من أجارته امرأة فكيف بمن أجارته جماعة المسلمين .
أذكر بما قرره أهل العلم إن الكافر الحربي إذا فهم إشارة مسلم ما أنها أمان فاستأمن فهي أمان وإن لم يقصد المسلم بها ذلك كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من علماء السلف .
فإذا كانت الإشارة غير المقصودة تصبح أمانا إذا فهمها الحربي أماناً فكيف بالمعاهد الذي دخل في ذمة حكومة المسلمين وجماعتهم وفهم أنه صار آمناً بأمان المسلمين له( دخل ارضنا بفيزا صريحة). فهو اذن آمن والأمان ليس من الأمور التي لا تقام إلا بأمر الأمير وحده، ولا يشترط فيها تمام شروط الولاية بل الثابت عكس ذلك؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المؤمنين: (يسعى بذمتهم أدناهم) أخرجه البخاري برقم (3179)، ومسلم (1370)، وأحمد برقم (993)، من حديث علي – رضي الله عنه - وكذلك أمان أم هانئ للمشركين: (قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ) أخرجه البخاري (357)، ومسلم (336/82 – كتاب الصلاة، من حديث أم هانئ -رضي الله عنها-، ولذا نص العلماء - كما سبق - على أن الأمان يصح من كل مسلم ولو كان عبداً أو أنثى .
ولذا فإن المراجعة واتهام الرأي المخالف والعد للعشرة في هذه القضايا العامة والخطيرة ضرورة ما بعدها ضرورة !!! ووالله يا أخي لأن ترجع إلى حق اعتقدته فتوصف بين أصحابك بأنك متخاذل وجبان ومتراجع خير لك عند الله وأبقى من أن تلقاه بكف دم حرام سفكته في غير حله .