المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو الداودي بنحمان ؟؟؟؟



مالكة عسال
31/10/2009, 01:01 AM
من هو المرحوم بنحمان الداودي ؟؟؟؟؟؟
أقول نجما ساطعا
إن المبدع السيد بنحمان الداودي من مواليد سيدي بنداود بإقليم سطات ، قد نشأ في عائلة كريمة،تنتمي إلى الشرفاء الأدارسة ولاد سيدي بن داود في قبيلة الشاوية ،اعتنت الأسرة بتربيته وتعليمه ،حيث أدخلته الكُتّاب ،ولما حفِظ ماتيسر من القرآن الكريم انتقل إلى مدارس الدار البيضاء ، فدرس الابتدائي و الإعدادي ،وأخذ مبادئ العلوم عن شيوخ اشتهروا بثقافتهم ووطنيتهم ،ورافق تلاميذ من هذه المدارس كان منهم كتاب ومفكرون ،،في وقت اشتد فيه الصراعُ بين والفرنسيين المحتلين ،والمغاربة الوطنيين الذين كانوا يكافحون من أجل تحرير المغرب ...حيث كان المرحوم السيد بنحمان الداودي من ضمن المشاركين في الكفاح الوطني ،لأن الطلبة كانوا من المناضلين إذاك ،وأشدَّ الناس حماسا للنضال ضد الاحتلال،،وبعد الاستقلال ، ونيل شهادة الباكلوريا ،التحق بكلية العلوم الاقتصادية والاجتماعية ببغداد ما بين سنة 1954 وسنة 1956..ثم بعدها التحق بكيلبورن بوليتيكنيك بلندن مابين سنة 1956و سنة 1959، للمزيد من المعرفة ،حيث تمكن خلال هذه المدة من إتقان ثلاث لغات :العربية والفرنسية والإنجليزية ...
الحياة الطلابية وأنشطتها
لقد تقلد المرحوم السيد محمد بنحمان الداودي عدة مهام طلابية جعلته محبوبا لدى أصدقائه وزملائه فكان :
**- مقدم الطلبة العرب والمسلمين
**- عضوا في رابطتي الطلبة العرب والمسلمين
**- عضوا في اتحاد الطلبة الإنجليز الفرعي
**- عضوا في جمعية الطلبة الأفارقة الفرعية
الحياة الإدارية والوظيفية
لقد تقلب المرحوم السيد بنحمان الداودي في عدة وظائف نذكر منها :
**- تكليفه بمهمة لدى الوزير الأول برئاسة الحكومة مابين 1964و1965
**- مكلف بمهمة لدى جلالة الملك ،الوزير الأول برئاسة الحكومة مابين 1965و1967
**- مكلف بمهمة لدى جلالة الملك بالديوان الملكي مابين 1967و1998
كان ذلك إبان زيارة الأمير مولاي الحسن الثاني لإنجلترا لما كان وليا للعهد،واتصل بالطلبة ،وقام المرحوم بترجمة الأحاديث التي دارت بينه وبين بعض الشخصيات الإنجليزية ،ولعل هذا كان أحد الأسباب التي ربطت بينه وبين الأمير ،مولاي الحسن في ولاية عهده ،حين تقلد المُلْك بعد وفاة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس قدس الله روحه ...
الحياة الأسروية والصداقة
كان رحمه الله وتغمده بواسع رحمته ،من خيرة الآباء النموذجيين الذين يَصِح أن يُقْتَدوا بهم من حيث الرعاية الأسروية ،فكما كان همه الأكبر مُقتَصَرا على الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية والوطنية والقضايا الإنسانية ،متميزا بالأخلاق الفاضلة والوفاء للأصدقاء .. أنعمت أسرتُه أيضا بقسط وافر من الرعاية الصالحة ،حيث ناضل إلى جانب عقيلته الفاضلة الأستاذة السيدة بديعة ،في تكوين أسرة مرموقة صالحة ،بتربية أنجالهما وتعليمهم داخل المغرب، وخارجه على النهج الصحيح ،وقد كُللت أعمالُهما بالنجاح ،إذ تفوقوا ونالوا أعلى مؤهلات، تمكنهم من خدمة وطنهم ومصالحهم ...بالإضافة إلى أنه كان من المشجعين للعنصر النسوي ،إذ يحفزهن على العطاء والبحث عن الجديد ،وكانت زوجته بديعة ونيش ،أول امرأة تحظى بهذا التميز ،حيث شغلت منصب أول رئيسة للغرفة في المجلس الأعلى للقضاء في العالم العربي والإسلامي،ومازالت عضوة فاعلة وناشطة فيه لحد الآن ... كما كان ينعم أصدقاؤه بخفة روحه وجلسات الدعابة والمرح ،والعدل في قبول الرأي ورأي الآخر ،واحترام أفكار الغير ،وعدم فرض رأيه ،كان بشوشا ..البسمة لاتفارق محياه ...
الإخلاص للثوابت والمقدسات الوطنية والقضايا العربية
لقد كان السيد بنحمان الداودي مخلصا للمَلَكية المغربية ،إذ كان يرى فيها الضمانة الأمنية الوحيدة ،للمحافظة على وحدة المغرب ،واستمرار استقراره ،ولهذا السبب ،تَجَنّد لخدمة العرش العلوي المجيد ،بأفعاله وأقواله وقلمه ،حيث حصل على مكافآت لاتقدر بثمن ،من بينها الأوسمة الفخرية ،ورسالة شكر من طرف صاحب الجلالة السيد محمد السادس ،أطال الله عمره ،وأدام علاه ،وعليه شارك بأمر من الملك أعضاءُ الديوان الملكي في جنازته ،وقراءة ِرسالة ملكية تتعلق بتعزية العائلة الكريمة في مصابها الجلل...كما كان متشبتا بالقيم التي تمثل هوية المواطن المغربي ،متمسكا بعاداته وتقاليده، رغم تشربه بالثقافة الغربية ، داعيا إلى الأخذ من الثقافة الغربية ،إيجابيات تُلائم قيَمَنا وهويّتَنا ،ضاربا المثل بالشعب الياباني ،الذي عرف كيف يحافظ على شخصيته بالرغم مما أخذه من الغرب ...كما كان يدافع عن الإسلام الصحيح ،ويتألم للإعلام الذي يقوم بتشويهه،ويستنكر التمزقَ بين المسلمين ،وتخلفَهم ،وضربَ بعضهم ببعض ،وكثيرا ماكان يردد قولة الله عز وجل :إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم "..كما كان مهووسا بقضايا المسلمين ،في فلسطين وإيران ،والعراق وأفغانستان ،وغيرها من بؤر التوتر بين المسلمين وخصومهم، في آسيا وأوربا وافريقيا ، مثقلا بهموم وطنه السياسية والاجتماعية ،حيث كانت تحتل جزءا غير يسير من أحاديثه ومناقشاته ،التي كانت تتسم بطول النفس وحجة الإقناع ....
عشقة لمسقط رأسه حتى النخاع
على الرغم من أن المرحوم بنحمان الداودي قد قضى جل سنوات عمره في بلاد الغرب ،وما تربى عليه من قواعد غربية ،فهو متمسك حتى النخاع بأصالته ،وعاداته المغربية ،وتقاليد قبيلته بسيدي بنداود ،حيث كان يجالس شيوخها ،ويداعب صغارها ،ويواسي مظلوميها ،ويساعد فقراءها ،ويقدم العون والمساعدة إلى كل من هم في حاجة إلى ذلك ..كانت سعادته في اللحظات التي يقضيها بين أفراد عائلته وذويه بالقبيلة ،كما عُرِف عليه ،أنه شخصية فريدة صاحب النكتة والنوادر ،الذي يُفْرِج الكُرَب بمداعبات هزلية ،تخلق أجواء من المتعة والدعة والحنان ..
الحياة الثقافية
استهل المرحومُ بنحمان الداودي حياتَه ككاتب، بنشر بعض مقالاتِه في بعض الصحف المغربية ..ونظرا لما تشربه من ثقافة واسعة على اختلاف مشاربها ،من دين وأخلاق ،وقانون ،وتاريخ، وسياسية ،واقتصاد ،أو غيرها من القضايا السياسية والفكر الإسلامي ..وماكان يمتحه من رصيده المعرفي، من معين روافد المعرفة المقروءة والمسموعة والمرئية ،وبصفته قارئا مدمنا على الكتب والمجلات والصحف ،قراءة فاحصة ناقدة ،خلقت منه هذه الروافد كلها قامة فكرية مرموقة ،لها باع طويل في قراءة الأوضاع والقضايا الإنسانية بعين فاحصة ناقدة ..،وبما أنه كان يتوفر على ملكة الترجمة ،فقد ترجم وعرب وقدم ووضح كتاب البروفيسور روم لاندو "المغاربة بالأمس واليوم سنة "1983 "،حيث أضاف إليه في طبعته الأخيرة ،موضوعات تتعلق بتصحيح بعض المفاهيم ،التي وردت في الكتاب المترجم عنه ،حيث أهدى نسخة منه إلى الملك الحسن الثاني .. كما ترجم أيضا كتاب :"الحسن الثاني ملك المغرب "سنة 1969لنفس الكاتب ..
مخلفاته الثقافية
فالكاتب والمترجم والناقد المرحوم بنحمان الداودي، قامة شامخة مفخرة قبيلة أولاد سيدي بنداود أولا ،والمغاربة أجمعين ثانيا ،يحق أن نعتز بها ،نظرا لما يتوفر عليه من رصيد ثقافي مُشَرّف ،أثرى به مكتبتنا المغربية ،من جهة، ومن جهة ثانية ماتقلده من أوسمة وشهادات تقديريعتز بها تاريخنا ، نذكر منها :
**- شهادة في الاقتصاد من جامعة لندن
**- شهادة في الترجمة العليا من جامهة لندن
**- تابع دراسته العليا في الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن لتحصيل شهادة الباكاليريوس مابين سنة 1959وسنة 1962
**- شهادة الاستحقاق للبحث في الأدب الإنجليزي
**- تَمَكُّن بقدرة عالية للغات العربية والفرنسية والإنجليزية
**- حاصل على عدة أوسمة ملكية سامية من بينها وسام العرش من درجة ضابط ووسام الداخلة ..
**- مشروع كتاب قيد التأليف حول المَلَكيّة في المغرب

عدل من وثيقة 7مارس 2007 بتصرف
مالكة عسال
بتاريخ 22/10/2009