المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أختي والغروب ( أول قصة كتبتها )



محمد البوهي
06/02/2007, 08:49 PM
أختي و الغروب

دخل الأب غرفة نوم ابنه أحمد الذي يبلغ من العمر 5 سنوات موقيظا اياه قم يا أحمد انهض لقد حقق الله أمنيتك وصار لك أختا سمع أحمد هذه الكلمات فقام من نومه مهللا ومحدثا ضجه من الفرح واتجه قافزا نحو غرفة نوم والديه لكن سرعان ما هدأت ثورة الفرح عنده عندما وجد فراش والديه خاليا فقال لأبيه في يأس :
- أبي أنت تلعب معي وتخدعني كي توقظني من النوم؟
الأب : لا يا أحمد بالفعل لقد أصبح عندك أخت لقد وضعت أمك فجر اليوم
أحمد : لكن أين هي يا أبي وأين أمي .
الأب : في المستشفى يا أحمد . هيا إخلع ملابسك وارتدي ملابس للخروج كي تذهب وتراها .
أحمد : حقا يا أبي هل أراها حقا أصبح لي أختا ألعب معها أخيرا وجدت من يشاركني ألعابي .
طار أحمد فرحا وأخذ يرتدى ملابسه وهو يردد كلمات الفرح التي يملأ بها المنزل والتي ينشرها بين جدرانة أخيرا وهبه الله أختا تشاركه ألعابه الثنائية التي كانت تسبب له دائما شعوره بالوحده لأنه لا يوجد من يشاركه إياها.
- اصطحب الأب ابنه إلي المستشفى والأبن كله فرح وسعاده وعند وصولهما المستشفى كان أول سؤال سأله أحمد لأبيه .

أين غرفة أختي يا أبي ؟
فأوقف الأب إحدى الممرضات وسألها هل خرجت المريضه التي بغرفة الإفاقة يا أنسه ؟
الممرضه : نعم خرجت منذ ساعة تقريبا .
الاب : وأين هي :
الممرضه : بجناح 16 غرفة 211

اصطحب الأب ابنه نحو الأجنحه والأبن يردد الأرقام المكتوبه على الأبواب بصوت مسموع
أحمد : 15 يا أبي أمي موجوده في الرقم التالي صح؟
الأب : مظبوط يا أحمد

وصل الأب وابنه الي غرفة الام وهنا المفاجأه عندما فوجئ أحمد أن أخته ليست بالحجره
أحمد : كيف حالك يا أمي هل حقا اتيتي لي بأخت أين هي أريد أن أراها هيا يا أمي أين هي
الأم : بعد تقبيلها ابنها وبصوت يغلب عليه التعب . إنها بقسم رعاية الأطفال
الأب : كيف حالك حمدا لله على سلامتك . لكن لماذا قسم رعاية الأطفال.هل بها شئ؟
الام : لا لكن أنت تعرف انها ولدت قبل اوان الولاده بشهرين
الاب : أه
أحمد : أريد أن أراها يا ابي أريدأن أقبلها وأمسك يدها
الأب : ولكن أين دار الرعايه هذه .
الأم : من الممكن ان تسأل موظفة الإستقبال
اتجه الاب نحو موظفة الاستقبال واصطحب ابنه معه بعد ان وصل الإبن الى حاله من الملل الممتزج بالشوق لرؤية ابنته .

الأب : أين قسم رعاية الأطفال ؟
الموظفه : بالطابق السفلي على اليسار.

اصطحب الاب ابنه الي الطابق السفلي والابن يتساءل اين اختي يا ابي
الاب : صبرا يا احمد دقيقه واحده وسوف تراها
ازداد الابن شوقا واتسعت دائرة حلمه وهو يردد بين نفسه اخيرا اصبح لي اخت معقول حقا هل هذا صحيح لا اصدق ان يتحقق الحلم ياترى من تشبه كيف سيكون شكلها اريد ان اراها هيا ياابي هيا ...........
وصل الاب للمكان المطلوب .

الأب : هل هذا هو قسم رعاية الأطفال حديثي الولاده
الممرضه : نعم هو .
الاب : اريد السؤال على طفلة ولدت حديثا منذ سا عتين تقريبا
الممرضه : ما رقم غرفة امها
الأب : 211
الممرضه : انتظر قليلا
دخلت الممرضه الي داخل الغرفه وبعدها بلحظات خرج الطبيب المسئول عن القسم حاملا في يده بعض الاوراق
وأخذ الوالد بعيدا عن الابن وكأن الطبيب كان يدري مدى شغف أحمد لرؤية أخته الصغيره .
الأب : هل من مشكلة يا دكتور ؟
الدكتور : البقاء لله للأسف توفيت الطفله بعد ولادتها بساعه ونصف تقريبا أنت تعلم انها ولدت قبل أوان الولاده وأيضا كانت ضعيفه إلى حد ما أسف جدا وعوضك الله عنها خير ا .
الأب : وهو في غاية الحزن والأسى – شكرا يا دكتور لكن أين هي الأن .
الدكتور : إنها بالمشرحه
الأب : المشرحه ؟!
الدكتور : لا تخف إنها مجرد ثلاجه لحفظ الموتى خذ هذه الأوراق بها تستطيع استلام جثمان ابنتك رحمها الله
الأب : وأين هي ؟
الدكتور : إنها خلف المستشفي يمكنك الوصول إليها من هذا الباب.
الأب : شكرا يا دكتور .
اتجه الاب نحو الباب وفي يده أحمد وهو لا يعرف ماذا يقول له وكيف يقضي على حلمه بهذا الخبر وكيف يطفئ فرحه ويحوله إلي صدمه أخذت هذه الاسئله تدور برأس الأب لكن الابن بذكائه المعتاد قال لأبيه
أحمد : أبي أين أختي ؟ هل ماتت أنا سمعت الدكتور يقول لك البقاء لله ..
الأب : وكادت الدموع أن تسقط من عينية ( نعم يا أحمد ماتت ادعو لها بالرحمة )
أحمد : لكن أليس من الممكن أراها ؟
الأب : لا يا أحمد لا يمكن .
وهما بالطريق قابل الأب وأبنه الجد فقص له الاب القصه المؤلمه
الجد : اعطني الاوراق وأنا سأنهي إجراءات الدفن .
أحمد : جدي أريد الذهاب معك
الجد ناظرا إلي الأب نظرة الحيرة في طلب الابن فقال الجد للأب
الجد : اتركه يأتي معي
الأب : ولكن...................
الجد : لا تقلق اتركه يأتي معي ليودع أخته .
أخذ الجد الأوراق وأمسك بأحمد في يده واتجه ناحية المشرحه ومن الباب الأخر انصرف الاب كي يطمئن على الأم . وعندما وصل الجد والحفيد إلي المشرحه أخذ أحمد يقرأ اللافته المكتوبه علي الباب بطريقة هجائيه بدائية
أحمد : ال........ م م ....... ش.. المشرحه يا جدي.
الجد : نعم يا أحمد هي انتظر هنا بالخارج .
انتظر أحمد بالخارج لكنه يشعر بشعور الخوف الممتزج بالألم والغصه لموت حلمه الذي ظل يحلم به عندما أخبرته أمه منذ 6 ستة أشهر أنه سوف يكون له أخ أو أختا صغيره يلعب معها ويمارس عليها أمور الرجوله .
وبعد ربع الساعه تقريبا خرج الجد من الغرفه حاملا معه لفافه من القماش بيضاء .0
أحمد : جدي هل أختي بداخل هذه اللفافه .
الجد : نعم يا أحمد
فمد أحمد يده وأخذ يتلمس اللفافه وعندما شعر بوجود جسد أخته انخرط في البكاء
أحمد : وهو يبكي : أختي .......... أختي يا جدي
الجد : قل رحمها الله إنها ستكون بالجنه
أحمد : وهو يجفف دموعه . الجنه ؟ وهل هي ستدخل الجنه
الجد : أكيد يا أحمد ستدخل الجنه بإذن الله
ثم اتجه الجد وأحمد إللى سيارة الجد ووضع الجد اللفافه في المقعد الخلفي وركب أحمد بجانبه بالمقعد الأمامي
أحمد : أين سنذهب يا جدي .
الجد : إلي المقابر يا أحمد كي ندفنها

أحمد : رحمك الله يا أختي – ستدخل الجنه حقا يا جدي ؟
الجد : إن شاء الله يا أحمد
وصمت الجد بعدها وأحمد و لم ينطقا بأي كلمه طوال طريقهما للمقابر وكأن موكب الجنازه قد بدأ منذ تحركهما بالسيارة . وبعد نصف ساعه تقريبا وصل الجد المقابر . ونزل هو وأحمد من السياره وأحمد يتطلع ما حوله
من مناظر .
أحمد : هل هذه هي المقابر يا جدي ؟
الجد : نعم يا أحمد ( وعندما تدخل المقابر تقول : السلام عليكم أيها السابقون ونحن اللاحقون
أحمد : السلام عليكم أيها السابقون ونحن اللاحقون.
ثم خرج رجل من غرفة صغيره متطرفه سائلا الجد يبدو أنه هو المسئول عن عملية الدفن في هذه المقابر
الرجل للجد : أي خدمه ممكن أقدمها لك ؟
الجد : نعم . نريد أن ندفن هذه الطفلله بمقابرنا وأشار له ناحية مقابر العائله
الرجل : لحظه واحده من فضلك
ودخل الرجل غرفته وخرج ومعه فأسا و بعض الأدوات التي سوف يستخدمها لإتمام عملية الدفن
ثم حمل الرجل الطفلة وسار الجد والإبن ورائه وكأنها جنازه صغيره أقامها الجد والأبن للطفله
وبدأ الرجل بالحفر وبعد أن قام بحفر حفرة صغيره قام بوضع الطفله بها وهو يردد أيات من القرأن
هو والجد . وبعد ذلك أخذ يواريها التراب . نظر أحمد الطفل الصغير الذي لم يتجاوز السادسه من
عمره إلى هذا المشهد بكل حزن الدنيا الذي وجد على هذه الأرض ثم رفع رأسه إلى السماء فوجد
قرص الشمس متجه ناحية الغروب وبدأت الشمس بتوديع الأرض فقال أحمد بصوت غير مسموع
أحمد : لقد رحلت أختي كما سترحل هذه الشمس عن عالمنا . – رحمك الله يا أختي –
- ومن يومهاعندما يرى أحمد قرص الشمس وهو يودع الدنيا يتذكر أخته التي رحلت عن عالمه كما ترحل هذه الشمس عن عالمنا
محمد سامي البوهي

*كانت هذه القصة هي أولى القصص التي كتبتها في حياتي عثرت عليها مصادفة بين أوراقي القديمة ، كنت قد كتبتها منذ عشر سنوات تقريباً ، وقد تركتها كما هي دون تصحيح .

د. جمال مرسي
07/02/2007, 05:40 PM
و من الواضح طبعا أخي الحبيب محمد أنها من أبجديات كتاباتك
التي نراها اليوم تأنقت و تألقت كثيرا
و هكذا هو حال الكتابات الأولى دائما .. و رغم ذلك نحتفظ بها و يعز علينا أن نهملها
و لكن بإيماءة بسيطة أقول أن هذه القصة كانت إرهاصة لمولد نجم جديد في عالم القصة
هو محمد سامي البوهي
حياك الله أيها الصديق الغالي
و لك الود
د. جمال

محمد البوهي
12/02/2007, 09:58 AM
الصديق الغالي

الدكتور الشاعر / جمال مرسي

ما أجمل أن نحتفظ بنزفنا الاول ، الذكريات لها عندي خزائن لا تنفد ، أشتق منها قصصي ، وأفكاري .

ما أجمل تواجد حبك هنا بين مولد حبي الأول لعالم القص .

محمد

عبلة محمد زقزوق
12/02/2007, 01:42 PM
أرى هنا نص لسيناريو مرئي ينقصه بعض التقنية والخلفية العلمية الدقيقة لهذا العلم :)
تقديري لبداية كان ثمارها كاتب وناقد ملأ السمع والبصر .
مع خالص الود والإحترام لبداية كانت مبشرة بميلادكم في عالم الإبداع الأدبي
أخينا الكاتب والناقد أ. محمد سامي البوهي
:fl: