المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزمن و المتغيرات عبره



وسيم سليمان سليمان
04/11/2009, 10:19 AM
أريد في البداية أن أسأل :هل حقا الزمن هو المسؤول عن تغيرنا ، أم أن هناك عوامل ذاتية مسؤولة عن هذا التغيير؟
أقول:إن الزمن مجرد معيار كغيره من المعاييرالكثيرة ، التي وضعها الإنسان ليحكم بها صيرورة حياته ، ومسيرة تطوره،وبالتالي فإن الزمن مجرد عامل حيادي لا يساهم بشكل فعال في حركة التاريخ ، بل إن هذه الحركة تمتلك قوة دفع ذاتية ، تلعب فيها العوامل الداخلية والبيئة الاجتماعية والسياسية والفكرية المحيطة بهاوالمحتضنة لها ، الدور الأساسي في كيفية ونوعية إنضاجها .
إن دراسة أي ظاهرة في التاريخ ، و أي تغيير في ملامح وجودنا البشري، وحضارتنا الإنسانية ، لا بد أن نرجعها إلى عوامل موضوعية من بيئة ومجتمع وفكر واقتصاد، أدى تفاعلها بعضها مع بعض إلى حدوث ذلك التغيير ، حكمته ورسمت مساره ، فأظهرته في النهاية بالشكل وبالقالب الذي عرفناه .
وربما كانت الحقيقة غير ما عرفنا ، فكم من حدث حكم عليه التاريخ من زاوية ولم يره من الزوايا الأخرى.
إن كل حجر في وجودنا البشري مبني على حجر سبقه ، وكل حرف مشتق من حرف قبله ، وكل ما هو قدسيٌ في التاريخ قدسيٌ لسمو غاياته في بناء إنسانية صحيحة , و كل ما هو وضيعٌ وضيعٌ لتفاهة غاياته وماديتها.
لذلك كان احتكار التاريخ لصالح مجموعة بشرية معينة أو انتماء معين هو مغالطة كبيرة ، فكل البشر في مستوعب واحد ، وإن ما نراه اليوم من تطور وتقدم – خصوصا الوجه المادي منه – هو نتاج تفاعل هذه الحضارات ، و هذه المعارف ، ولا تستطيع أمة أن تدعي الحضارة لنفسها دون سواها من الأمم ، فالأساسات بنيت منذ زمن طويل، ولكل نصيبه في الاجتهاد والتطوير.
ومن هنا نحن مع إطلاق الفكر البناء لخدمة الوجود البشري دون تمييز ودون تعصب لانتماء أو لدم أو لقبيلة أو لطائفة ومذهب ، مع وضع الأساسات و القواعد الأخلاقية التي فيها منفعة الناس و سلام وجودهم .


إن الله قد خلق هذا الكون , خلقه بشكل مادي ، وكل شيء فيه هو آية من آيات الله , مخلوق بأسباب وعلل حافظت على وجوده ، وعلى استمرار هذا الوجود.
وإن اختلاط المادي بالمعنوي في فكر الإنسان ، هو ناتج عن جهل الإنسان لحقيقة الخلق , وكفر بالله تعالى , وقد أمرنا الله تعالى أن نتفكر في آياته , وهذا يبرهن على مقدار حرص الله سبحانه و تعالى على أن نتعلم و أن نتفكر لنحافظ على أسباب وجودنا ، وعلل هذا الوجود ، وبشكل علمي، منفصل عن الخرافات والأوهام والضلالات ، التي لا تمت إلى الدين بصلة ، وهي ليست منه بشيء .
ومن هنا كان التفكير العلمي الصحيح ، الواضح الأساسات والقواعد ،طريقا إلى الإيمان ، كما هو طريق إلى المعرفة والحفاظ على وجودنا الإنساني .
وفي النهاية إن البشرية جمعاء محكومة إما أن تنتصر بوجودها , فتحافظ على ذلك الوجود ، أو تشق طريقها إلى الهلاك والفناء بيديها .
أريد أن تكون هذه أول مشاركاتي .......وشكرا لكم .