عمر عبد الهادي
10/11/2009, 10:38 AM
تلقيت بعضا من الردودعلى مقالي الأخير: "ثلاثون عاما من الدكتاتورية تدمر اليمن" أقل ما يقال فيها انها فاقدة للياقة الواجب مراعاتها حين الرد على اي موضوع وأكثر من متداخل قال لي لِمَ تكتب عن اليمن وانت غير يمني ؟ لكنني في الوقت نفسه تلقت ردودا من أخوة يمنيين وعرب شاركوني فيها الراي بمعظم النقاط الواردة في المقال وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل أن بعض ممتهني الإتهامات وجه لي اتهامات خالية من حسن اللياقة ومن أدب المخاطبة وصلت لحد الشتائم وقال هؤلاء او بعضهم: اكتب عن فلسطين بلدك واترك اليمن لاهلها وهنا أتذكر انني كتبت في شباط الماضي موضوعا حول المناضل المصري "مجدي حسين"رئيس حزب العمل المصري المعارض الذي اعتقلته سلطات بلاده وحكمت عليه بالسجن لمدة عامين, لانه عبر الحدود عن طريق الأنفاق من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة. ولا أذكر انني تلقيت اي رد من اي مواطن مصري يقول فيه لماذا تتدخل بالشؤون المصرية ويكفيك شؤون بلدك..! ويحضرني هنا القول الماثور:
لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب..
وأود أن اذكر القراء انني كتبت ونشرت في واتا عدة مقالات تناولت فيها قضية العرب الاولى فلسطين ولم أقرء حينها اي رد عليها من قبل هؤلاء المنتقدين ومن قبل ممتهني الإتهامات المنفرة وأذكر منها" :
- قوات دايتون والقوات العربية
- "الإنقلاب"صنعه قتلة عرفات أم ثوار غزة ؟
- حتمية الصراع الوجودي لا الحدودي
- زوال دولة اسرائيل
إضافة لمقالات عديدة تتناول قضية فلسطين وقضايا عربية أخرى لم تنشر في واتا.
وهنا أعيد نشر المقال المتعلق بالمناضل مجدي حسين
----------------------------------------------------------------------------------
مجدي حسين وصناعة التغيير
بقلم :عمر عبد الهادي
فبراير 2009
يعلّمنا التاريخ ان التغيير عند الشعوب لا يتحقق بغير تقديم تضحيات جسيمة من قبل تلك الشعوب نفسها ويعلّمنا تاريخ الأمم ان الحاكم المستبد أو المحتل للأرض كلاهما عدو للأمة وكلاهما لا يقدم طوعا على منح التحرر او الحرية للشعب الرازخ تحت سيطرته , كما ان أحداً لم يشاهد ثورة من أجل التحرر والحرية بلا قيادات جريئة وحكيمة ومضحية خرجت من أرحام شعوبها ثم تصدرت ثورتهم بعد ان حازت على محبتهم وثقتهم بها. هكذا يُصنع تاريخ الأمم العاشقة للحرية التي توفر قاعدة شعبية مؤمنة بضرورة التغيير ينبثق منها قيادة حكيمة ومضحية تنتزع حرية شعبها من ايادي جلادي الشعب سواء أكانوا من ابناء جلدتهم أو كانوا من الغرباء المحتلين للتراب الوطني.
نتكلم اليوم عن رجل خرج من رحم أمته وهو معزز بتاريخ نضالي ناصع ورثه عن ابيه وأجداده اننا نتكلم عن مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل المصري المعارض . دعونا نكتب شيئا عن هذا المواطن العربي المصري المقدام الذي لم يتوقف يوما عن تصدر حركات المواجهة مع حكومته الظالمة والقامعة لحريات شعبها فكان في الصف المعارض الأول يجمع الناس من حوله في المساجد ليخطب بهم ويحثهم على الثورة وكان إذا ما حوصر وجمهوره في أحد المساجد او الأمكنة انتقل في الأسبوع الذي يليه لمسجد آخر صانعا بذلك بؤر ثورية متنقلة ومتغيرة من أجل فكرة لا تتغير وهي انتزاع الحرية من الحاكم المستبد. هذا هو مجدي حسين الذي ناضل من أجل حرية شعبه المصري ومن أجل حرية غزة مطالبا برفع الحصار عنها وبفتح معبر رفح أولا, هذا هو مجدي حسين الذي اشتد غضبة وقويت ثورته بعد العدوان الإسرائيلي الدامي الأخير على غزة فلم يهدء له بال فقاد المظاهرات وتصدر المواجهات مع قوات الأمن المصرية الخاصة التي تشكل ذراع النظام القوي الذي يضرب به المواطنين الثائرين أو المدافعين عن حريتهم وعن لقمة عيشهم .
ما كان لثائر مثل مجدي حسين ان يتأخر عن الدخول الى غزة بعد ان توقفت آلة الدمار الإسرائيلية التي خاضت حرب ال 22 يوم قتلت وجرحت خلالها الآلاف ودمرت آلاف العمارات والبيوت لكنها ووجهت بمقاومة فلسطينية باسلة اجبرتها على وقف النار والإنسحاب.
لقد أعلن القائد مجدي حسين عزمه على دخول القطاع غير مكترث لمنع السلطات المصريه له فدخل بطريقته الخاصه وأمضى اسبوعا بين إخوانه الصامدين المنكوبين فضمد جراحا كثيرة من غير ان يكون ممتهنا للتمريض لأن جراح النفوس أشد ألما من جراح الأجساد وزار هذا الضيف المصري الثائر منكوبي غزة وفقرائها وقبّل وجناتهم وتلمس ضمادات جروحهم وشاركهم بكائهم وأفراح صمودهم.
لقد اقترفت السلطات المصرية خطأ كبيرا حين اعتقلت مجدي حسين عند خروجه من القطاع ثم اودعته السجن وحولته (وهو الرجل المدني) الى محكمة عسكرية ظالمة سارعت في إدانته وحكمت عليه بالسجن لمدة عامين وحملته 5000 ألاف جنيه غرامة مالية أضافية , لكنني أقول دلوني على ثورة لا يعتقل قادتها وأبنائها ولا تصدر بحقهم أحكاما سلطويّة جائرة, ثم أعود وأقول ان التاريخ علمنا أن الثوار يدفعون ضريبة ثورتهم فيعتقلون ويضربون ويقتلون أحيانا لكن تضحياتهم المتراكمة تصنع التغيير وتصنع تاريخا لأوطانهم وشعوبهم جديدا ومضيئا ولا شك ان المناضل مجدي حسين هو واحد من كبار صناع التغيير الذي ينشده أحرار المصريون وأحرار العرب .
omarjahadi@yahoo.com
لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب..
وأود أن اذكر القراء انني كتبت ونشرت في واتا عدة مقالات تناولت فيها قضية العرب الاولى فلسطين ولم أقرء حينها اي رد عليها من قبل هؤلاء المنتقدين ومن قبل ممتهني الإتهامات المنفرة وأذكر منها" :
- قوات دايتون والقوات العربية
- "الإنقلاب"صنعه قتلة عرفات أم ثوار غزة ؟
- حتمية الصراع الوجودي لا الحدودي
- زوال دولة اسرائيل
إضافة لمقالات عديدة تتناول قضية فلسطين وقضايا عربية أخرى لم تنشر في واتا.
وهنا أعيد نشر المقال المتعلق بالمناضل مجدي حسين
----------------------------------------------------------------------------------
مجدي حسين وصناعة التغيير
بقلم :عمر عبد الهادي
فبراير 2009
يعلّمنا التاريخ ان التغيير عند الشعوب لا يتحقق بغير تقديم تضحيات جسيمة من قبل تلك الشعوب نفسها ويعلّمنا تاريخ الأمم ان الحاكم المستبد أو المحتل للأرض كلاهما عدو للأمة وكلاهما لا يقدم طوعا على منح التحرر او الحرية للشعب الرازخ تحت سيطرته , كما ان أحداً لم يشاهد ثورة من أجل التحرر والحرية بلا قيادات جريئة وحكيمة ومضحية خرجت من أرحام شعوبها ثم تصدرت ثورتهم بعد ان حازت على محبتهم وثقتهم بها. هكذا يُصنع تاريخ الأمم العاشقة للحرية التي توفر قاعدة شعبية مؤمنة بضرورة التغيير ينبثق منها قيادة حكيمة ومضحية تنتزع حرية شعبها من ايادي جلادي الشعب سواء أكانوا من ابناء جلدتهم أو كانوا من الغرباء المحتلين للتراب الوطني.
نتكلم اليوم عن رجل خرج من رحم أمته وهو معزز بتاريخ نضالي ناصع ورثه عن ابيه وأجداده اننا نتكلم عن مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل المصري المعارض . دعونا نكتب شيئا عن هذا المواطن العربي المصري المقدام الذي لم يتوقف يوما عن تصدر حركات المواجهة مع حكومته الظالمة والقامعة لحريات شعبها فكان في الصف المعارض الأول يجمع الناس من حوله في المساجد ليخطب بهم ويحثهم على الثورة وكان إذا ما حوصر وجمهوره في أحد المساجد او الأمكنة انتقل في الأسبوع الذي يليه لمسجد آخر صانعا بذلك بؤر ثورية متنقلة ومتغيرة من أجل فكرة لا تتغير وهي انتزاع الحرية من الحاكم المستبد. هذا هو مجدي حسين الذي ناضل من أجل حرية شعبه المصري ومن أجل حرية غزة مطالبا برفع الحصار عنها وبفتح معبر رفح أولا, هذا هو مجدي حسين الذي اشتد غضبة وقويت ثورته بعد العدوان الإسرائيلي الدامي الأخير على غزة فلم يهدء له بال فقاد المظاهرات وتصدر المواجهات مع قوات الأمن المصرية الخاصة التي تشكل ذراع النظام القوي الذي يضرب به المواطنين الثائرين أو المدافعين عن حريتهم وعن لقمة عيشهم .
ما كان لثائر مثل مجدي حسين ان يتأخر عن الدخول الى غزة بعد ان توقفت آلة الدمار الإسرائيلية التي خاضت حرب ال 22 يوم قتلت وجرحت خلالها الآلاف ودمرت آلاف العمارات والبيوت لكنها ووجهت بمقاومة فلسطينية باسلة اجبرتها على وقف النار والإنسحاب.
لقد أعلن القائد مجدي حسين عزمه على دخول القطاع غير مكترث لمنع السلطات المصريه له فدخل بطريقته الخاصه وأمضى اسبوعا بين إخوانه الصامدين المنكوبين فضمد جراحا كثيرة من غير ان يكون ممتهنا للتمريض لأن جراح النفوس أشد ألما من جراح الأجساد وزار هذا الضيف المصري الثائر منكوبي غزة وفقرائها وقبّل وجناتهم وتلمس ضمادات جروحهم وشاركهم بكائهم وأفراح صمودهم.
لقد اقترفت السلطات المصرية خطأ كبيرا حين اعتقلت مجدي حسين عند خروجه من القطاع ثم اودعته السجن وحولته (وهو الرجل المدني) الى محكمة عسكرية ظالمة سارعت في إدانته وحكمت عليه بالسجن لمدة عامين وحملته 5000 ألاف جنيه غرامة مالية أضافية , لكنني أقول دلوني على ثورة لا يعتقل قادتها وأبنائها ولا تصدر بحقهم أحكاما سلطويّة جائرة, ثم أعود وأقول ان التاريخ علمنا أن الثوار يدفعون ضريبة ثورتهم فيعتقلون ويضربون ويقتلون أحيانا لكن تضحياتهم المتراكمة تصنع التغيير وتصنع تاريخا لأوطانهم وشعوبهم جديدا ومضيئا ولا شك ان المناضل مجدي حسين هو واحد من كبار صناع التغيير الذي ينشده أحرار المصريون وأحرار العرب .
omarjahadi@yahoo.com