المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حافلة



د. دنحا طوبيا كوركيس
09/10/2006, 08:10 PM
حافلة
بقلم: دنحا طوبيا كوركيس
جامعة جدارا للدراسات العليا
إربد/ الأردن

حافلة، حافلة بصبية وشباب،
تذاكر درسا، أو تحكي وتحكي..
تحكي درسا في العلم،
فرعوني أو بابلي أصله..
أو تحاكي درسا في الحب،
أفلاطوني، أفلاطوني نسله.

حافلة الصبح، أو الظهر، أو المساء،
أيا كانت، لافرق..
مزدحمة، أو هكذا أرادوها،
بأجسام غضة ترتطم..
تعبق بعطور الدنيا..
فوق وتحت الثياب.

حافلة وما أدراك من حافلة!
يختلط صوت المذياع
برائحة "الزرقاء" على الطريق،
وبقهقهة الطلاب والطالبات،
فتتبخر همسات الحب،
ويقطع العلم أنفاسه،
بنبأ أن العراق سيباع.

سماع، سماع ياصبية!
وأنتم ياشباب!
لكن.. لاحياة لمن ينادي،
فهم في واد، والعالم في واد.

صراخ أطبقت عليه..
صراخ لم أجهز عليه..
إنني أخرس،
ومن حولي طرشان.

ظل النداء في سبات..
أيقظته فاتنة،
يفوح منها عطر الليمون.
حاكتني بطرف عينها.
لم أبالي..
فلي في لغة العيون باع،
وأشتري ما لايباع.

غزتني ثانية، وثالثة، ورابعة..
وكأنها تريد الغوص في عيوني!
تتأمل صمتي المطبق..
تتفحص شعري الثلجي..
تنظر خلسة إلى هذه الكلمات..
تنهدت!

رفعت رأسي دون حياء!
فإذا بي أرى السماء..
التقت عيوننا..
إحراج وما بعده إحراج!

سألتني: هل أنت شاعر؟
قلت: لا.
دكتور بالجامعة؟
قلت: آ.
إحمرت وجنتاها، فابتسمت..

أنستني العراق في لحظة،
كان عطر الليمون أقوى!
إفترقنا في موقف الحافلات،
ومضى كل في سبيله.


ملاحظة: نظمت هذه الأبيات في الحافلة التي تقل الطلبة من عمان إلى الجامعة الهاشمية صبيحة يوم 27/10/2002 قبيل احتلال العراق بأشهر. نشرت مع ترجمتها على الموقع القديم، لكنني لم أحتفظ بالترجمة، التي تمت آنيا، مع الأسف.

عامر العظم
09/10/2006, 08:20 PM
المشكلة أن مصطلح "الموقع القديم أو السابق" تكرر كثيرا في الأونة الأخيرة لكثرة المواقع المدمرة..
ويظل الرجال والفكر في الأثناء!
تحية من آخر موقع:)

نزار ب. الزين
10/10/2006, 12:42 AM
[QUOTE=gorgis;1304][font=Arial Black]
[size=8] حافلة
بقلم: دنحا طوبيا كوركيس
جامعة جدارا للدراسات العليا
إربد/ الأردن
=======================
[size=5]و شاعر أيضا يا دكتور دنحا ، ما هذا الإبداع
الثلج يغزو الهامة ، و التجاعد تملأ الوجه ، و يظل القلب شابا يافعا ، يعشق الجمال كما يعشق الحياة
سلمت أناملك يا أخي
مودتي و احترامي
نزار ب. الزين

مجذوب العيد المشراوي
20/02/2016, 11:20 PM
ياه كم وقت مضى ..... جميل