المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صمت!!! ق.ق.ج



مصطفى الزايد
12/11/2009, 03:20 PM
صـمـت !!!

لأنهم يؤمنون بنبوة موسى (ع) فقد اشترطت المسابقة أن تتحدث الرسوم عن الإرهاب اليهودي دون المساس بشخصيته. اعترض رعاع اليهود ، لكن قياداتهم صرحت بأنها تؤمن بحرية الفكر والفن.
وقبل نهاية الأسبوع وجد رئيس تحرير الصحيفة التي تبنت المسابقة منتحرا في غرفته. أما رئيس جمعية (حقن دماء الأطفال) التي ترعى المسابقة فقد قتل أطفاله الستة وإحدى زوجاته ثم انتحر. وأما الذين تقدموا بأعمال فنية للمسابقة فقد تعرض أحدهم لحادث سيارة كان يقودها شاب سكران ، والثاني تعرض لصعق كهربائي نتيجة سقوط مجفف الشعر في حوض الاستحمام ، والآخر كان مدمنا فقد حياته بسبب تناول جرعة كبيرة من المخدرات.
في الصباح حملت الصحيفة إعلانا بتغيير موضوع المسابقة إلى (السلام من أجل أطفال العالم) برعاية الجمعية المذكورة.

مختار عوض
13/11/2009, 05:17 PM
الملفت للنظر في هذا النص أنه نص يناقش أكثر من قضية فكرية ..
وربما ليست العنصرية اليهودية أهم تلك القضايا ..
لذلك أتمنى أن يتسع النقاش ويمتد لمناقشة النص من كافة جوانبه ..
فلعلها فرصة لنا - كعرب - أن نتعرف جيدا على الآخر ..
والبحث عن أساليب أكثر مناسبة للتعامل معه ..
احترامي البالغ لأستاذنا / مصطفى الزايد ..
ودعوتي لكل الأخوة في منتدى ق ق ج بالمشاركة في النقاش
حول هذا النص الذي أراه يستحق كل التقدير و..
التثبيت

مصطفى الزايد
13/11/2009, 11:16 PM
أستاذي الفاضل مختار عوض
من الواضح أن النص من مفرزات حملة الرسوم المسيئة للنبي العظيم محمد عليه الصلاة والسلام.
وقد أسعدني تعمقك في تناوله ؛ حيث إنني حاولت حشد أكبر إمكاناتي في طرح ما يعتمل في قلبي ، وإقامة مقارنة من جهات متعددة لإظهار عدة مفارقات ، ودمجها في أقصى حالات التكثيف التي طالتها قدرتي بحيث أعدت النظر فيه عدة مرات ، حتى وصلت إلى الصورة التي تراها وقد وظفت فيها كل كلمة لتحمل دلالة معينة ، ولم يعد بإمكاني الاستغناء عن حرف أو تبديل موضع كلمة أو عبارة.
أشكر لك حسن القراءة ، وعمق النظرة ، ونفاذ البصيرة. ومثلك من يتذوق ويعي لأنه يعلم ويعرف.

محمد فائق البرغوثي
14/11/2009, 11:59 AM
أهلا أخي مصطفى زايد ،،

قصة جميلة ورائعة .. وتصلح كـ ( فيلم أكشن ) جميل ;) ومثير ..

رغم أن المشاهد تكاد تكون مألوفة وكلها تصب في نفس الفكرة ( شكل التصفية المفبرك الذي يبدو طبيعيا وعاديا ) ،إلا أنها كانت ضرورة لتعزيز فكرة الكاتب التي يريد أن يوصلها ، فالتنويع ضروري كما في المشاهد ، وإختارها الكاتب بعناية فائقة تبرز وتكشف مكر و دهاء المافيا الاسرائيلية وسياستها تجاه كل من يحاول أو يفكر في أن يعاديها ، وهي بذلك ( القصة ) تكشف - على مستوى أكبر - أن التاريخ في مراحله المختلفة بما يحوي من نقاط تحول حاسمة ومؤثرة في مساره ، ما هو إلا كذبة ، او حرب إعلامية تندرج ضمن ( نظرية المؤامرة ) . وربما علينا أن نعيد قراءتنا للتاريخ عدة مرات وفق مبدأ الشك و نظرية المؤامرة .؟

بالنسبة لأسلوب القصة ، رغم صياغتها الجميلة ، إلا أنه ينقصها عنصر ( التشويق ) لأن كل ( مشاهد الموت المفبرك ) أصبح مكشوفا ومعللا .. ما رأيك لو بدأت في سرد الأحداث ( مشاهد الموت ) أولا ، ثم تطرقت إلى المسابقة وموضوعها .. كالتالي إذا سمحت لي :


وقبل نهاية أسبوع ٍ فقط ؛ وجد رئيس تحرير الصحيفة التي تبنت المسابقة منتحرا في غرفته. أما رئيس جمعية (حقن دماء الأطفال) التي ترعى المسابقة فقد قتل أطفاله الستة وإحدى زوجاته ثم انتحر. وأما الذين تقدموا برسومات و أعمال فنية للمسابقة فقد تعرض أحدهم لحادث سيارة كان يقودها شاب سكران ، والثاني تعرض لصعق كهربائي نتيجة سقوط مجفف الشعر في حوض الاستحمام ، والآخر كان مدمنا فقد حياته بسبب تناول جرعة كبيرة من المخدرات.

في الصباح حملت الصحيفة إعلانا بتغيير موضوع المسابقة من ( الارهاب اليهودي ) إلى (السلام من أجل أطفال العالم) .

- التي ترعى المسابقة ... يمكن استبدالها بـ ( الراعية ) فقط
- كان مدمنا ... من الممكن الاستغناء عنها ..
- العبارة الأخيرة ( برعاية الجمعية المذكورة ) أراها تخفف من حدة القفلة ، وأقترح حذفها .
- المكتوب باللون الأزق الفاتح .. بعض الاضافات .

أخي مصطفى ،، طبعا هذا رأي شخصي ، أنت غير ملزم به ، ويحتمل الخطأ أكثر من الصواب .. فقط أحببت أن أشاركك هذا الجمال .

أشكرك على هذه القصة الجميلة ، وهذا الابداع ...
تحيتي

حسن الشحرة
14/11/2009, 06:25 PM
الجرائم التي في النص تحمل بصمة القوم بشكل واضح لا يحتاج إلى جدال!
اغتيال مدبر يعقبه تزوير في طريقة التصفية وذلك بالاشتباه في الانتحار!
كما يظهر الكيل بمكيالين من خلال النص والمكر المستحكم الذي عرف عنهم..!
مودتي وتقديري للكاتب الجميل

مصطفى الزايد
15/11/2009, 12:06 AM
أهلا أخي مصطفى زايد ،،
ما رأيك لو بدأت في سرد الأحداث ( مشاهد الموت ) أولا ، ثم تطرقت إلى المسابقة وموضوعها .. كالتلي إذا سمحت لي :
وقبل نهاية الأسبوع فقط ؛ وجد رئيس تحرير الصحيفة التي تبنت المسابقة منتحرا في غرفته. أما رئيس جمعية (حقن دماء الأطفال) التي ترعى المسابقة فقد قتل أطفاله الستة وإحدى زوجاته ثم انتحر. وأما الذين تقدموا برسومات و أعمال فنية للمسابقة فقد تعرض أحدهم لحادث سيارة كان يقودها شاب سكران ، والثاني تعرض لصعق كهربائي نتيجة سقوط مجفف الشعر في حوض الاستحمام ، والآخر كان مدمنا فقد حياته بسبب تناول جرعة كبيرة من المخدرات.
في الصباح حملت الصحيفة إعلانا بتغيير موضوع المسابقة من ( الارهاب اليهودي ) إلى (السلام من أجل أطفال العالم) .
- التي ترعى المسابقة ... يمكن استبدالها بـ ( الراعية ) فقط
- كان مدمنا ... من الممكن الاستغناء عنها ..
- العبارة الأخيرة ( برعاية الجمعية المذكورة ) أراها تخفف من حدة القفلة ، وأقترح حذفها .
- المكتوب اللون الأزق الفاتح .. بعض الاضافات .
أخي مصطفى ،، طبعا هذا رأي شخصي ، أنت غير ملزم به ، ويحتمل الخطأ أكثر من الصواب .. فقط أحببت أن أشاركك هذا الجمال .
أشكرك على هذه القصة الجميلة ، وهذا الابداع ...
تحيتي

الأستاذ المبدع محمد فائق البرغوثي
القصة بالصيغة التي أوردتها أكثر إثارة ، ولم ألتفت لهذا الهدف قبل أن تفتح عيني عليه في عرضك هذا ، طبعا إذا حذفت الواو في أولها. (قبل نهاية الأسبوع ....).
أما التركيز على جانب (الإيمان بنبوة موسى (ع) فهي موظفة لايمكن الاستغناء عنها في المقارنة بين الطرح هنا والطرح هناك.
و(التي ترعى) اعتمدت المضارع لإفادته الاستمرار. و(كان مدمنا) توحي بأن موته تم بشكل اعتيادي مما يكثر بين المدمنين وليس ثمة شبهة قتل ، فقد تم تدبير إثباتات وشهود على أنه كان مدمنا. فالجملة لها إيحاءاتها. و(برعاية الجمعية المذكورة) تأكيد على أن الأشخاص لم يتغيروا وإنما تغيرت المناهج.
رأيك جميل ومفيد. وما زلت أنتظر عودة منك على ضوء ما أجريت أنت من تعديلات ، وما بينت أنا من أسباب المحافظة على بقاء العبارات الأخرى ، لأتوصل بعدها لصياغة جديدة للقصة قد ترقى بعدها لمستوى أفضل.
أنتظر رأيك وآراء الأساتذة الآخرين من أمثال مختار عوض وسعيد نويضي وشوقي بن لحاج وبلقاسم مكريني وغيرهم من عمالقة القصة والنقد.
تحياتي لك.

مصطفى الزايد
15/11/2009, 12:10 AM
الجرائم التي في النص تحمل بصمة القوم بشكل واضح لا يحتاج إلى جدال!
اغتيال مدبر يعقبه تزوير في طريقة التصفية وذلك بالاشتباه في الانتحار!
كما يظهر الكيل بمكيالين من خلال النص والمكر المستحكم الذي عرف عنهم..!
مودتي وتقديري للكاتب الجميل

الأستاذ حسن الشحرة
إضاءة جميلة وموجزة جاءت في كلماتك المعبرة.
شكرا ليراعك المضيء.

مختار عوض
16/11/2009, 02:09 PM
ليسمح لي أستاذنا الفاضل / مصطفى الزايد بعودة أريد من خلالها تلمس بعض ما أثاره هذا النص من قضايا فكرية هامة :
أول هذه القضايا : موقف المسلم من الأنبياء والرسل السابقين على نبينا ورسولنا الكريم ؛ فبينما يتجرأ اليهودي والنصراني على نبينا الكريم فإن المسلم لا يحق له ذلك لأنه يؤمن بالأنبياء والرسل كافة إيمانا أصيلا كشرط من شروط إسلامه .. لذلك وجدنا النص يشير إلى أن أحد شروط المسابقة عدم المساس بنبي الله موسى عليه السلام .
ثاني هذه القضايا : عنصرية وتطرف اليهود ورفضهم للآخر .
ثالث القضايا : المكر اليهودي في التصريح بشيء وفعل عكسه تماما .
رابعها : ما جبلوا عليه من اغتيال أصحاب الأفكار كما اتضح من النص وهو ما يطابق الواقع ، ولعل حادثي مقتل الكونت برنادوت ثم جون كيندي ليسا هما الوحيدين ، وإنما أسوقهما للذكرى (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) .
خامس تلك الأفكار : أن هؤلاء القوم لن يتركوا لنا فرصة للتقدم أو التقاط الأنفاس ، وهذ - لمن لايعلم - أحد بنود بروتوكولات حكماء صهيون .
أخيرا - وليس آخرا - مساندة بعض القوى العالمية الكبرى لهم .. وقد اشتممته من ضغط غير معلن في النص أدى إلى تغيير موضوع المسابقة ، واشتممته أيضا من عنوان النص ..
أحييك مرة أخرى أستاذنا على هذا النص ..
محبتي واحترامي .

مصطفى الزايد
16/11/2009, 02:58 PM
الأستاذ الأديب مختار عوض
روعة تذوق النص تكمن في تغطية المسح لجميع مرتكزاته ، مما يؤدي لتكوين فكرة تكاد تكون شاملة.
وهكذا كنت في تعاملك مع النص. لكنني وددت لو مررت على الناحية الفنية فيه.
لك أزكى تحياتي.

مختار عوض
16/11/2009, 05:53 PM
الأستاذ الأديب مختار عوض
روعة تذوق النص تكمن في تغطية المسح لجميع مرتكزاته ، مما يؤدي لتكوين فكرة تكاد تكون شاملة.
وهكذا كنت في تعاملك مع النص. لكنني وددت لو مررت على الناحية الفنية فيه.
لك أزكى تحياتي.



أستاذي الفاضل / مصطفى الزايد
الحق - والحق أقول - لا أظن لديّ بعد مناقشتكما أنت والأستاذ / محمد البرغوثي أفضل مما قلتم ..
وأتصور أن ما توصلتما إليه هو الأفضل ..
محبتي واحترامي لكما ..

محمد فائق البرغوثي
17/11/2009, 10:45 AM
الأستاذ المبدع محمد فائق البرغوثي
القصة بالصيغة التي أوردتها أكثر إثارة ، ولم ألتفت لهذا الهدف قبل أن تفتح عيني عليه في عرضك هذا ، طبعا إذا حذفت الواو في أولها. (قبل نهاية الأسبوع ....).
أما التركيز على جانب (الإيمان بنبوة موسى (ع) فهي موظفة لايمكن الاستغناء عنها في المقارنة بين الطرح هنا والطرح هناك.
و(التي ترعى) اعتمدت المضارع لإفادته الاستمرار. و(كان مدمنا) توحي بأن موته تم بشكل اعتيادي مما يكثر بين المدمنين وليس ثمة شبهة قتل ، فقد تم تدبير إثباتات وشهود على أنه كان مدمنا. فالجملة لها إيحاءاتها. و(برعاية الجمعية المذكورة) تأكيد على أن الأشخاص لم يتغيروا وإنما تغيرت المناهج.
رأيك جميل ومفيد. وما زلت أنتظر عودة منك على ضوء ما أجريت أنت من تعديلات ، وما بينت أنا من أسباب المحافظة على بقاء العبارات الأخرى ، لأتوصل بعدها لصياغة جديدة للقصة قد ترقى بعدها لمستوى أفضل.
أنتظر رأيك وآراء الأساتذة الآخرين من أمثال مختار عوض وسعيد نويضي وشوقي بن لحاج وبلقاسم مكريني وغيرهم من عمالقة القصة والنقد.
تحياتي لك.

أهلا صديقي العزيز الأستاذ مصطفى الزايد ،، سعيد بردك ،، ورحابة صدرك ، وها أنذا أعود لأكمل هذا النقاش الجميل ..

1- في القصة القصيرة جدا ، نضطر أحيانا أن نضحي بأفكار جانبية كثيرة - رغم أهميتها - من أجل إبراز الفكرة الرئيسة التي نهضت عليها مفارقتها ، وأعتقد أن الفكرة الرئيسية هنا هي ( فضح السياسة الاسرائيلية في موقفها مع كل من يعاديها ) عبر مشاهد التصفية المدبرة لتبدو وكأنها طبيعية أو ( انتحار) .
وأظن أن المونتاج الثاني للقصة استطاع ابراز هذه الفكرة .

2- لذة الكشف وعنصر التشويق يتطلب منا أن ندخل مباشرة في الحدث دون مقدمات تمهد لجو النص أو تكشف عن فكرته فتبدو كل الأحداث اللاحقة نتيجة حتمية ومعروفة لمقدمة سبق شرحها .
- ( وقبل نهاية الأسبوع ) : رأيت أنه من الاجمل لو سبقت بواو العطف لتبدو وكأنها تقرير صحفي أو اخباري ، أو ربما متأثرا بأسلوب القاص ( عبد الفتاح أفكوح ) الذي عادة ما يستهل قصصه بنقاط حذف يليها حروف عطف أو استئناف تفيد الاستمرارية وتوحي بما قبلها .. ليبدو الأمر أن هذه القصة ما هي إلا نص مجتزء من قصة أكبر وحكاية ( مؤامرة ) مستمرة .

- ( التي ترعى المسابقة ) : سبق وأن وردت جملة أخري بصيغة زمن المضارع وتفيد الاستمرارية وهي ( التي تبنت المسابقة ) فلادعي إذن لتكرار نفس الصيغة وإعادة تكرار كلمة( المسابقة ) .
- ( كان مدمنا ) : حوادث الموت السابقة غزلت كلها على نفس المنوال و تشي بشكلها المفبرك المدبر لتبدو وكأنها عادية أو انتحار ، لذا فإن عبارة ( فقد حياته بسبب تناول جرعة كبيرة من المخدرات ) تشي وحدها بأن هذا الشخص كان مدمنا دون الحاجة للتصريح بذلك قياسا على طرق الموت السابقة .
- و(برعاية الجمعية المذكورة) سيفهما القارئ وحده ، أو تتلاشى دواعي ذكرها أمام هذه القفلة القوية الصادمة : (السلام من أجل أطفال العالم) .

أستاذي العزيز مصطفى الزايد ،، تقبل المحبة كلها .

مصطفى الزايد
20/11/2009, 02:50 AM
الأستاذ القاص محمد فائق البرغوثي
شكرا لك على هذه العناية بالقصة ، ومتابعة النقاش.
سنستفيد من بعضنا كثيرا طالما أننا وضعنا نصب أعيننا أن الغاية هي الحق ، واستبعدنا الأنا والتعصب لرأينا الشخصي.
تحياتي لك ولكل المبدعين.

د.محمد فتحي الحريري
20/11/2009, 03:34 AM
اخي الاستاذ الكريم مصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص جميل متعدد الاتجاهات
لكن من طرف خفي فيه افتراض تغيير الطرف الآخر لايديولوجيته العفنة نحو الافضل
قد اختلف بالرؤية لكني احترم الآخر وبحرارة
ودي وتقديري

مصطفى الزايد
20/11/2009, 11:53 PM
د. محمد فتحي الحريري
رؤية جديدة لها مبررها في النص ساهمت في إثراء الحوار.
لا أختلف معك. وأعتز برأيك حتى لو اختلفنا ، لأننا نسعى في اتجاه واحد.

سعيد نويضي
21/11/2009, 06:35 PM
صـمـت !!!

لأنهم يؤمنون بنبوة موسى (ع) فقد اشترطت المسابقة أن تتحدث الرسوم عن الإرهاب اليهودي دون المساس بشخصيته. اعترض رعاع اليهود ، لكن قياداتهم صرحت بأنها تؤمن بحرية الفكر والفن.
وقبل نهاية الأسبوع وجد رئيس تحرير الصحيفة التي تبنت المسابقة منتحرا في غرفته. أما رئيس جمعية (حقن دماء الأطفال) التي ترعى المسابقة فقد قتل أطفاله الستة وإحدى زوجاته ثم انتحر. وأما الذين تقدموا بأعمال فنية للمسابقة فقد تعرض أحدهم لحادث سيارة كان يقودها شاب سكران ، والثاني تعرض لصعق كهربائي نتيجة سقوط مجفف الشعر في حوض الاستحمام ، والآخر كان مدمنا فقد حياته بسبب تناول جرعة كبيرة من المخدرات.
في الصباح حملت الصحيفة إعلانا بتغيير موضوع المسابقة إلى (السلام من أجل أطفال العالم) برعاية الجمعية المذكورة.

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على المبدع الفاضل مصطفى الزايد...

لأنهم يؤمنون بموسى عليه السلام...فلو استمر إيمانهم لما بعد لآمنوا بآخر الأنبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام جميعا و لكانت المعادلة أكثر قربا من الحق و من العدل و من الحياة...و لكنهم آثروا الجحود بآيات الله جل و علا و هم يعلمون أنه الحق من ربهم...

لذلك تسلسل مسألة القتل بأنواعه المختلفة سواء بالتصفية أو بالانتحار أو باي شيء آخر هو مسألة من عهد ابني آدم عليهم السلام جميعا...فقابيل لما قتل هابيل تكون لحظتئد فريقين...كما هي النتيجة في آخر المطاف... فريق في الجنة و فريق في السعير...و لكن قبل الجنة و النار...أشار إليهم القرآن الكريم الذي يحمل من الخطاب لأهل الكتاب العديد من الآيات الكريمات التي تحتهم أن المنافسة الحقة تكون في رضا الله جل و علا خالق موسى و عيسى و محمد عليه جميعا صلوات الله و سلامه...لكنهم اختلفوا و لما اختلفوا تفرقوا...و أسسوا القواعد و المبادئ لكي يظل الاختلاف قائما...و تلك سنة من سنن الله جل و علا...لكنها سنة قابلة لكي تأخذ منحى آخر منحى الائتلاف...لكن ذلك لا يكون إلا بمشيئة الله جل و علا...و لا يعني ذلك أن سنة الاختلاف قد تزول و تنمحي من الوجود...لأنها سنة...و لن تجد لسنة الله تبديلا...

لكن أهل الكتاب لو تأملوا أن من أرسل موسى و عيسى و محمد عليه السلام هو نفسه جل و علا تنزه عما يصفون هو من خلق آدم الذي هو أب البشرية جمعاء...لأدركوا و فقهوا حكمة الآية الكريمة...

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13.

يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من أب واحد هو آدم, وأُم واحدة هي حواء، فلا تفاضل بينكم في النسب, وجعلناكم بالتناسل شعوبًا وقبائل متعددة؛ ليعرف بعضكم بعضًا, إن أكرمكم عند الله أشدكم اتقاءً له. إن الله عليم بالمتقين, خبير بهم.[التفسير الميسر].

فاختلافهم قائم على مصالحهم الدنيوية و ليس مصالحهم الأخروية...لأنهم يعلمون علم اليقين أن الرب واحد و الإله واحد...و لكن الظالمين بآيات الله يجحدون علوا و استكبارا...و ظلمهم لأنفسهم قبل غيرهم يتجلى في كون الأبجديات النظرية و المعرفية التي يحملونها و تشكل زادهم هي العائق في الاعتراف بالحق على اساس أنه حق حتى ولو لم يكن في صالحهم...

{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11.

لله تعالى ملائكة يتعاقبون على الإنسان من بين يديه ومن خلفه, يحفظونه بأمر الله ويحصون ما يصدر عنه من خير أو شر. إن الله سبحانه وتعالى لا يغيِّر نعمة أنعمها على قوم إلا إذا غيَّروا ما أمرهم به فعصوه. وإذا أراد الله بجماعةٍ بلاءً فلا مفرَّ منه, وليس لهم مِن دون الله مِن وال يتولى أمورهم, فيجلب لهم المحبوب, ويدفع عنهم المكروه.[التفسير الميسر].

لكن التحية و التقدير في عنوان يقول الكثير الكثير...فالصمت يحكي من الحكايات و القصص ما لا تسعه المجلدات...

سعيد نويضي
21/11/2009, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الإخوة الكرام و على المبدع الفاضل مصطفى الزايد...

و من باب الاقتراح ليس إلا ...هذه صياغة أخرى...

صمت!!!

لأنهم يؤمنون بموسى عليه السلام و يكرهون القتل أعلنوا مسابقة للتخفيف من الشعور بالذنب...
لكن ما أن تم الإعلان حتى تم انتحار رئيس تحرير الصحيفة...
أما راعية المسابقة "جمعية حقن دماء الأطفال" فقد أجهز رئيسها على أولاده الستة و أمهم ثم انتحر...
أما المتسابقون فكل لقي حتفه إما بحادثة أو بصعقة أو بجرعة زائدة..
و في اليوم التالي غيرت الصحيفة موضوع المسابقة"السلام من أجل أطفال العالم"...

محمد حسن محمد الحاج
23/11/2009, 03:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ العزيز مصطفى زايد أشكرك كثيرا على هذه القصة الجميلة والهادفة وأشكر جميع من شاركوا وأثروا النص فعمت الفائدة .... هي هكذا الحياة الأدبية الصحيحة والجميلة يكتبها الأصحاء

لك مني كل الود والتقدير

مصطفى الزايد
25/11/2009, 11:24 PM
الأستاذ الأديب سعيد نويضي
مازلت منذ كتابة النص أنتظر رأيك.
والحمد لله أن أسعف بمرورك. تحية لك على الإضاءة ، وتحية على التعليق ، وعلى الصياغة الجديدة. لكن لا أدري ما دخل الشعور بالذنب والسعي للتخفيف! الذين أعلنوا عن المسابقة مسلمون وليسوا يهودا. وكذلك في تعليقك الأول جاء قولك: (فلو استمر إيمانهم لما بعد لآمنوا بآخر الأنبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام جميعا و لكانت المعادلة أكثر قربا من الحق و من العدل و من الحياة) . ويبدو أنني لم أكن واضحا !! أرجو أن تعود للنص مرة أخرى ، وأنا بانتظاررأيك الذي أعتز به.

مصطفى الزايد
25/11/2009, 11:28 PM
هي هكذا الحياة الأدبية الصحيحة والجميلة يكتبها الأصحاء


الشاعر محمد حسن محمد الحاج
شكرا لمرورك. وما نزال نتعلم من الآخرين ، ولن نكون أصحاء إذا لم نستفد من خبرات الآخرين.
تحيتي لك.

سعيد نويضي
26/11/2009, 12:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأديب الفاضل مصطفى الزايد...
المنطقي أن المسلم يؤمن بالأنبياء أجمعين عليهم السلام من آدم عليه السلام إلى آخرهم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم دون تذكير القارئ بأنه يؤمن بموسى عليه السلام...
فالأمة أو القوم الذين يقولون أنهم يؤمنون بموسى و بنبيهم ضمنيا أي عيسى عليه السلام و لا يؤمنون بمن أتى من بعدهما هم المسيحيون...
و نظرا لتعاطف البعض من المسيحيين مع القضية الفلسطينية و نبذهم العنف بصفة عامة ضد الأطفال أو ضد العزل بصفة عامة فقد قاموا بإعلان مسابقة حتى يخففوا من شعورهم بتقصيرهم في حق أطفال أبرياء بل في حق شعب باكمله...بل هناك من يشعر بالذنب اتجاه القضية الفلسطينية لأنهم لا يملكون حلا منصفا عادلا للقضية...
أما و أن المسابقة قد تم الإعلان عنها من طرف مسلمين فأعتقد و هذا مجرد اقتراح ليس إلا أن بداية القصة تحتاج إلى إعادة نظر...لأنه من المفروض أن المسلم يؤمن بجميع الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام...
و لك التحية و التقدير على القصة الهادفة و على صدرك الرحب...
فقرائتي كانت على هذا المنوال...

مصطفى الزايد
02/12/2009, 07:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
أما و أن المسابقة قد تم الإعلان عنها من طرف مسلمين فأعتقد و هذا مجرد اقتراح ليس إلا أن بداية القصة تحتاج إلى إعادة نظر...لأنه من المفروض أن المسلم يؤمن بجميع الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام...
و لك التحية و التقدير على القصة الهادفة و على صدرك الرحب...
فقرائتي كانت على هذا المنوال...
الأستاذ سعيد نويضي
اقتراحك كريم أجله وأحاول أن أستفيد منه قدر الإمكان.
ولكنني لم أذكر في القصة أنهم مسلمون ، وإنما أشرت لذلك من خلال بيان إيمانهم بنبوة موسى صلى الله وسلم عليه وعلى محمد.
وأتصور لو أنني حذفت العبارة فلن يفهم أحد هذا الاتجاه. ثم إنني أردت التوكيد على تقديرنا لنبي الله موسى وأننا لا نفرق بين أحد من رسل الله . ولعلك لم تنتبه لعبارة (قتل إحدى زوجاته) مما ينفي أنهم مسيحيون.
كما أن المسابقة التي أقيمت في الدنمارك قامت في مجتمع مسيحي مثقف مطلع على أخبار العالم وأحداثه ؛ يقرأ ويسمع ويرى ما يدور في فلسطين والعراق ، بل وشارك في حرب العراق وتدميره ، ومع ذلك فهو ينسب الإرهاب لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام ليس من خلال سيرته ، وإنما من خلال دفاعنا عن أنفسنا.
ملة الكفر واحدة ؛ فنحن نختلف معهم على الأساسيات. الحروب الصليبية بدءا بريشارد ومرورا بغورو وانتهاء ببوش لم ترفع شعارات اليهود.
مشكلتهم أننا صادقون ، وأنهم يبطنون ما لا يظهرون. فمنهم من يناصرنا بلسانه ويدفع المال لحربنا.

أحمد المدهون
28/03/2011, 01:30 PM
الأخ العزيز الأديب الشاعر مصطفى الزايد،

قصة جميلة، تنوعت فيها مشاهد القتلِ غيلةً، وأبرزت نهج المؤامرة الثابت في سياسة العدو الصهيوني.
افدت منها ومن كل المناقشات التي أثراها السادة القصاص والنقاد ممن تقدم.

وهكذا تكون القراءات الناقدة، والردود الجميلة، والتواضع بين الكاتب والمتلقي.

سلم يراعك الجميل،
وطاب المراد.