المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمص "سيتي" المفقودة2 - قصيدة / بمناسبة مهزلة الأعياد المستوردة



يحيى الصوفي
08/02/2007, 12:38 PM
حمص* "سيتي" المفقودة2
http://perso.orange.fr/Almouhytte/images/010802natureart2_1.jpg
حمص... أنا عاتب عليك كثيرا

كثيرا جدا...
أنا قلق عليك...
أنا حزين !؟.

أن يسرق فرح الطفولة...
من عيون أطفالك باكرا...
وتحال أحلامهم بك..
مستقبلهم...
آمالهم...
إلى سلعة في سوق الكبار.

يتفاوضون عليها..
يتقاسمونها...
وهم يتسامرون ويضحكون...
ومن الخمرة على أنواعها يغبون...
ومن عفتك يسرقون...
يسرقون...
وأنت واقفة على الأطلال
تصلي الفرج !؟...
وتناجي الحي القيوم!؟.

ليس هكذا تدافع الأم عن أولادها !؟.

ليس بالصلاة!....
ولا بالدمع!...
ولا بالآمال!...

ارفضيهم كما استقبلتهم..
اطرديهم...
اخرجي من رحم الأرض
واصرخي...
بعزم...
بقوة...
وانهضي...
كطائر "الفينيق"
استيقظي...
استيقظي...

***

قبل أن يفوت الأوان ولا تجدي
من يمد لك يد العون
وتغرقي...
في الوهم ...
في العار...
وتصبحي أسطورة جميلة
لا تفيد إلا للتغني...
بماض مجيد...
تنشد بالأعياد والأعراس!...
ومسابقات الجمال!..
وترسم صورتك الأنيقة من الخيال
فلا اثر لك ولا هيئة
إلا ما تواردته الأجيال!...
من شيوخ وأبطال.

وقد يعطوك حقك من الكمال
أو يبخسونه على حسب ما قيل وقال
وهذا ما لا تريدينه على كل حال
لأنك أبية...
شامخة...
طاهرة...
نقية كحجر الصوان
كالصلصال.

----------------
يحيى الصوفي جنيف في 10/10/2006
*حمص اسم لمدينة في وسط سوريا تعرف ببحيرتها (بحيرة قطينة) ونهر العاصي الذي يخترقها وبساتين الخوخ والمشمش والرمان.
وتضم رفاه الفاتح الكبير والصحابي الجليل خالد بن الوليد -الذي أعطاها اسمه فيما بعد-. وعشرات الصحابة الكبار. وكانت تعرف بمدينة الحجارة السود لكثرة حجر الصوان الأسود في أراضيها. للتعرف وزيارة موقع مدينة حمص على الانترنت (مدينة حمص (http://www.homscitycouncil.org.sy/index.php))

إلى قصيدة (لم أجد في الكون امرأة لأكرهها (http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=6052))
إلى قصيدة (حمص "سيتي" المفقودة1 (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?p=39947#post39947))
إلى قصيدة (حمص "سيتي" المفقودة3 (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?p=40584#post40584))

د.عمرخلوف
08/02/2007, 08:08 PM
أخي يحيى..
أحييك..
وأهديك هذه الرباعية الدوبيتية القديمة، لأحد قضاة حلب، حفظتها ونسيتُ اسم شاعرها:

ما حمْصُ قليلةٌ وإنْ طالَ عِنادْ
حمْصٌ بلَدٌ طغى بِها الحُسْنُ وزادْ
تُنْبيكَ حروفُ (حمْصَ) صِدْقاً وسَدادْ
إذْ مِنْ سُوَرِ القرآنِ (حَمُ) و(ص)

[حاميمُ و صادْ]

يحيى الصوفي
09/02/2007, 02:47 PM
أخي د. عمر خلوف تحية طيبة وبعد.
أنا أشكرك على هذه الأبيات الشعرية الدافئة عن مدينة حمص.
تلك المدينة كأي مدينة عربية تنسلخ عن ماضيها الوديع لتخوض حربها الجديدة من اجل البقاء...
والحقيقة فصدمتي الأولى لهذا التحول المخيف جاءت بعد زيارة للوطن بعد انقطاع خمسة سنوات عنه... لأفاجأ بان أجمل المناطق في المدينة (البساتين) قد تحولت إلى غابة من الاسمنت المسلح... ويومها نظر بي احد الأصدقاء -وقد وجدني اصرخ من الاستغراب- وهو يبتسم: (الظاهر صرلك زمان ما اجيت على البلد)!؟.
والملاحظة المهمة والأساسية التي ابحث من خلالها عن جواب هي:
ما دام كل ما نقوم به مستورد من الخارج (حتى القوانين) فلماذا نتجاهل قانون واحد مهم لتنظيم المدن ويعمل فيه الغرب منذ سنوات يجبر من خلاله كل مقاول بالتزام الشكل العام والتاريخي للمدينة ضمن مواصفات تميزها عن غيرها من المدن ويحفظ لها وجهها!؟.

أم أن هذا القانون صعب استيراده وتطبيقه لأنه يخدم التاريخ والتراث ولهذا فعلى مدينتنا أن تشبه أي مدينة متخلفة يغلفها الاسمنت وألواح التوتياء المعدنية وكفى الله المؤمنين شر القتال.

حتى إذا ما شاهدت صدفة برنامجا عن مدينة أو بلدة في أسيا أو أميركا اللاتينية أو أفريقيا لما ميزت بينها وبين أي مدينة عربية اللهم إلا من اخذ على عاتقه هجر قريته وأرضه ليمتهن التهريج والتطبيل والتزمير وترقيص الثعابين لتشجيع السياحة!!!؟؟؟.
أفضل تحياتي وللحديث بقية.