المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبي الأعرج الذي أصبح عملاقاً Sir Walter Scott



محمود عباس مسعود
16/11/2009, 08:04 PM
ولد الروائي والشاعر الأسكتلندي السر وولتر سكوت في ادنبره سنة 1771 وتوفي في العام 1832.

كان والده محاميا لكن الوالد لم يمتلك الطموح والروح الوثابة التي تميز بها الإبن وولتر. أما أسلاف وولتر فكانوا من الزعماء الذين خلدت غزواتهم ومآثرهم البطولية ذكرهم في الأرياف. ولم يسأم الفتى وولتر سماع أخبار أجداده، بل كان يطلب من كل من يلتقي به أن يقص عليه (أخبار الأيام الخوالي لأسلافه الغوالي). وكان محظوظا بأن وجد متعته في تلك الحكايات، لأنه عندما كان دون سن الثانية من عمره ألمّ به مرض تركه مشلولا، هزيل البنية وعاجزاً عن اللعب مع أترابه وأصحابه.

تم إرساله إلى مزرعة جده لاستعادة نشاطه وعافيته حيث صرف أياما بين الإصغاء للقصص التي كانت عمته تقرؤها له والإستلقاء فوق الأعشاب البرية تحت أنظار الراعي المسن الذي كان يرعى أغنام جده (إذ كان وولتر غير قادر على الحركة والتنقل).

لكن هذا الولد الذي كان مهتما بكل ما يدور حوله من أحداث ومشاهد لم يطق البقاء مقيدا في بقعة واحدة لا يفارقها، ولم يحلُ له مشاهدة الأشياء عن بـُعد وليس عن كثب. وهكذا راح يشد حيله ويمرّن إرادته ويزحف ويجر نفسه هنا وهناك تدريجيا، فاسترد نشاطه وما أن بلغ سن الثامنة حتى أصبح – باستثناء العرج – قويا نشيطا كباقي زملائه.

بعد ذلك تم إرساله إلى المدرسة لكنه كان متخلفا في دروسه عن تلاميذ آخرين بسنه، ونتيجة لذلك فقدَ الرغبة في الدراسة. ولم يكن سجله المدرسي مُرضيا مع أن مدرّسيه اعترفوا له بسرعة البديهة والفهم، وكان زملاؤه يتوددون إليه ويتحلقون حوله طالبين منه أن يقص عليهم ما يعرفه من حكايات لأنه كان جهينة الأقاصيص والسوالف التي لا تنتهي.

حافظ على حبه للروايات وأعمال البطولة والأشعار والقصائد الطويلة التي تروي أحداث الماضي، وقبل أن يبلغ سن العاشرة كانت لديه مجموعة لا بأس بها من الكتب الروائية . أما الشعر الإنكليزي فقد لعب دورا هاما في أسلوبه ونتاجه الأدبي.

درس القانون في جامعة ادنبره وأتقن الفرنسية والإيطالية والألمانية، وكان يذهب بصورة متكررة إلى الأرياف حيث استمتع كثيرا بمنظر الأطلال ومواقع المعارك القديمة وأمكنة تاريخية أخرى مما أعطاه خميرة أدبية قوية ساعدت على تلك السرعة المذهلة التي أنتج فيها رواياته فيما بعد.

باكورة أعماله الأدبية كانت عبارة عن رواية لينور والصياد المتوحش التي ترجمها عن الفرنسية. وقد أولع بالشعر فنظم قصائد غنائية من نوع البالاد ذات الثلاثة أبيات التي تتكرر فيها اللازمة. وهذا نموذج من قصائده:


Love rules the court, the camp, the grove
The men below and saints above;
For love is heaven and heaven is love

ما ترجمَته:

الحب يسود البلاط والمخيّم والروضة الغناء
مثلما يسود الناس على الأرض والقديسين في العلاء
لأن الجنة هي الحب والحب هو السماء.

توالى نتاج سكوت الأدبي فألف ما بين عامي 1802 و 1830 عشرات الروايات ودواوين الشعر والأعمال النثرية الأخرى التي تعتبر من عيون الأدب الأسكتلندي بل والعالمي، لا سيما منها سلسلة ويفرلي التي تشتمل على الكثير من الأحداث التاريخية التي تمتزج بها الحقيقة والخيال تماما كما نلمسه في روايات تاريخ الإسلام لجورجي زيدان الذي أجمع النقاد العرب على أنه استوحى تلك الروايات من شيخ أدباء الأسكتلندين السر وولتر سكوت الذي كان أمينا ومخلصا في حياته الاجتماعية مثلما كان وفيا لأدبه.

والمعروف عنه أنه وقع تحت ديون طائلة أرهقته وأثقلت كاهله على مدى سنين، فاستقطب طاقاته الأدبية وكل جهوده الذاتية للعمل المتواصل حتى تمكن في نهاية المطاف من وفاء آخر فلس مستحق عليه فانتقل من هذه الدنيا قرير العين مرتاح الضمير.

والسلام عليكم

المصدر: موسوعات
الترجمة بإيجاز: محمود مسعود

فاطمة صالح
19/11/2009, 09:58 AM
السلام عليكم

حقا تراث خالد ومعلومات قيمه
في انتظار المزيد ولكني اقترح عليك الاسهاب اكثر في الطرح
واشكرك على جهودك

محمود عباس مسعود
19/11/2009, 12:01 PM
وعليك السلام أخت فاطمة
يسعدني أن ما أطرحه من موضوعات ينال استحسانك. بودّي الإسهاب أكثر في الطرح إنما ذلك سيستغرق مني وقتاً أكبر على حساب مواضيع أخرى. ما أحاوله هنا هو تقديم ما يكفي من معلومات للقارئ غير المتخصص.
التحضير للجديد متواصل.
طابت أوقاتك