المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسير



عبدالستار زيدان
16/11/2009, 09:25 PM
توغل فيه حتى النخاع .. أغلاله السوداء كبلت فيه حتى الأحلام ... شل حركته .. أضرم النار فى أحشائه .
ثم أحضر له من أصناف الدواء ما يبقيه معلقاً بين الحياة والموت .
ثم جلس يرقبه عن كثب . ويهش عن رأسه الهوام والعقبان !!!

سعيد نويضي
18/11/2009, 02:47 AM
توغل فيه حتى النخاع .. أغلاله السوداء كبلت فيه حتى الأحلام ... شل حركته .. أضرم النار فى أحشائه .
ثم أحضر له من أصناف الدواء ما يبقيه معلقاً بين الحياة والموت .
ثم جلس يرقبه عن كثب . ويهش عن رأسه الهوام والعقبان !!!


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الفاضل عبد الستار زيدان...

أهو المحتل لكل شبر في خلايا الجسد...؟
جسد الأسير أو جسد الأمة...؟
فالجزء لا يستغني عن الكل و الكل لا وجود له بدون الأجزاء...
فالكل في الهم سواء...

أم هو الماضي الدفين و خاصة منه الوجه القاتم الذي قيد كل الأحلام و سفه بالآمال...؟ و بالتالي جعل "الفكر الحر" أسيرا لمفاهيم تمارس عليه سلطتها دون أن يستطيع الفكاك منها...لأنها تشكل جزءا من ذاته...على اعتبار أن الإنسان هو الإنسان لأن أصله واحد خلق من نفس واحدة...
هذه النفس التي تتأرجح بين الأمارة بالسوء و اللوامة و المطمئنة...

و كل سبب يؤدي إلى نتيجة أو إلى مجموعة من النتائج تختلف بحسب الأحوال...
و من نتائج الأسر :فقدان الحرية...و الحرية هي جوهر و مظهر للحركة...و الحركة هي الحياة...

و الدافع للحياة هي الرغبة في الحركة التي تشعر الكائن بالإحساس من جهة و بالشعور من جهة أخرى بالحياة...فإن لم تتحقق في الواقع الخارجي تنكص إلى العالم الداخلي...و من تم تتحول الرغبة إلى نوع من الاحتراق في صمت...

فالآخر الذي يشكل بالعدوانية التي يحملها كطبيعة...و ليس كطبيعة للذة إلا إذا كانت الأجهزة المسئولة عن تحقيق اللذة بشكلها الطبيعي قد حدث فيها خلل ما...و بالتالي تتحول معاناة الآخر إلى متعة للتلذذ...

فتجعل من الآخر الضحية و تجعل من نفسه الجلاد...

لماذا توجد هذه المعادلة الغير مستساغة الهضم و كأنها تنفلت من قبضة المنطق السليم...؟

فالجلاد ذو طبيعة خاصة... جلاد ذو مزاج... فهو لكي يبقي الضحية على قيد الحياة يحضر لها الدواء...كل ذلك من أجل الاستمتاع بما يسمى"اللعبة" لعبة القوي مع الضعيف...فهو لكي لا يغيب عنه و لكي لا تنفلت من قبضته جلس يرقبه عن كثب...و كأنه في مختبر...

فمن هو الحيوان في الحقيقة....الضحية الفاقد للحركة بحكم "الابتلاء"...أم الجلاد الذي يمارس أمراضه المتنوعة مع العلم أنه في وضعية تسمى "حرية الاختيار مع إمكانية القدرة على الاختيار..."

فهل هو العقل في شموليته حين يفقد عوامل الحرية...؟

أم هي طبيعة الاستعمار و طبيعة المحتل حين يستضعف قوما و ينزل بهم إلى درجة أكثر حيوانية من الحيوان...؟

أم هي الأسئلة التي تصب في نهاية المطاف...أن الابتلاء واحد لكن وجوهه المتعددة و المتنوعة تطرح أمام الإنسان...الإنسان المعاصر "إشكالية الوعي" و مستويات ممارساته بين الحقيقة و الواقع...

و الجميل في سذاجته أنه يعتقد أن الرأس وحده هو الأساس و نسي أن القلب هو لب الرأس...فمن أين له أن يدرأ و يهش و ينش على ما في الأعماق...؟

لك التحية و التقدير...

عبدالستار زيدان
13/12/2009, 01:00 PM
الأديب المؤدب والكاتب اللماح الحساس ./ سعيد نويضى
أدام الله عليكم البصيرة ... وحمل أعباء الأوطان . فهو الشرف الأسمى . والسؤدد الأغلى ..
أشكر لكم قرائتكم المحللة ...
وإلى أن نلتقى .. تقبل منى كل أماني الخير