المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مآسي التاريخ Marie Antoinette



محمود عباس مسعود
17/11/2009, 03:15 AM
وُلدت ملكة فرنسا البارعة الجمال ماري أنطوانيت سنة 1755 واقترن قدَرَها التراجيدي بتاريخ الثورة الفرنسية.

كانت ماري الإبنة الصغرى لفرنسيس الأول إمبراطور النمسا وزوجته الشهيرة الملكة ماريا تاريزا.

منذ نعومة أظفارها أرادتها والدتها أن تكون ملكة فرنسا وما أن بلغت السادسة عشرة من عمرها حتى تم تزويجها من أحد نبلاء فرنسا الذي أصبح فيما بعد الملك الشهير لويس السادس عشر. لكن أجواء البلاط الملكي أرهقتها وكثيرا ما تمنت هجران القصر طمعاً بالراحة والهدوء والنأي بنفسها عن الشكليات والتعقيدات.

كانت تحبذ الحرية الشخصية وتفضلها على آداب البلاط الذي كثيراً ما تبرّمت بعاداته وتقاليده. كما أن جمالها الأخاذ أوغر عليها الصدور، وتدخلها في الأمور السياسية بات يـُنظر إليه من قِبل رعاياها على أنه خطر داهم ينبغي وضع حد له بطريقة أو بأخرى.

كانت ماري أنطوانيت حساسة تغلب عليها العاطفة، متهورة ومصممة على التمتع إلى أقصى حد بحياتها الفتية بالرغم من حياة البلاط الموبوءة بالدسائس والخداع والمجد الزائف الذي كانت تنظر إليه باستصغار واحتقار.

عندما تزوجت لويس السادس عشر أهداها قصراً صغيراً (بتيت تريانون) في فرساي، فأحبت ذلك القصر السويسري الطابع المحاط بالحدائق الغنـّاء وكانت تلجأ إليه من عناء البلاط لا سيما كلما كان وزراؤها يحبطون مساعيها ويقفون عثرة في وجه مخططاتها.

راح رعاياها يتذمرون منها ويضيقون ذرعاً بأسلوبها المبذر ومباهجها الباهظة التكاليف على ميزانية المملكة فأطلقوا عليها لقب (مدام العجز المالي).

نتيجة لذلك، وفي عام 1789 قام جمهور غاضب معظمه من النساء بمهاجمة قصر فرساي بفعل التحريض والإشاعات المتلاحقة عن تلك الملكة المستهترة التي كانت تعيش في برج عاجي بعيداً عن رعاياها ومشاكلهم وهمومهم. لكن ماري احتفظت برباطة جأشها فواجهت المحتجين وتمكنت من تهدئة غضبهم.

في حزيران 1791 غادرت الأسرة الملكية فرساي وكانت الثورة الفرنسية قد بلغت ذروتها آنذاك. أرادت ماري الهروب من القصر الملكي الذي أصبح سجناً لها ولعائلتها لكن الحظ لم يسعف الأسرة فألقي القبض على أفرادها وأعيدوا إلى باريس.

بعد ذلك بقليل هاجمت الجموع الغاضبة القصر وحوكم لويس السادس عشر محاكمة خاطفة فنفذ فيه حكم الإعدام. أما الأمير الصغير فقد تم انتزاعه من بين ذراعي أمه التي اقتيدت إلى السجن كما لو كانت واحداً من عامة الشعب، وقد عانت ما عانت من المهانة والقسوة الوحشية على أيدي جلاوزة السجن.

مع كل ذلك تحلت بالصبر والهدوء والوقار أيام محنتها المريرة والعسيرة. وفي السادس عشر من تشرين أول 1793 أعدمت بالمقصلة في باريس.

ومسلة الأقصر في place de la Concorde قائمة الآن في نفس الموضع حيث دفع لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت رأسيهما ثمناً لتبذيرهما أموال الشعب ومقدراته.


المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود مسعود

تامر محمد ناجي
17/11/2009, 09:32 AM
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
فعلا لقد قمت بايضاح معلومات كانت مبهمة و متداخلة لدي، فقد كانت لدي مجرد تراهات اسطورية حول هذه الشخصية
و بفضل الله ثم فضلك، ادركت الآن الواقع الحقيقي لهذه الشخصية
و لكن لماذا ارتبط اسمها باسم ماري الدموية
و هل ما يحكى عنها حقيقي ام مجرد تراهات من تمتعها بتعذيب الشعب بوحشية؟
افدتك اسباغ لنا
جزاكم الله كل الخير

amr abdelnaby
17/11/2009, 10:36 AM
نشكر الأستاذ محمود على الموضوع ونقول للأخ تامر: ليست هذه هي ماري الدموية وإنما هي ماري ملكة انجلترا!
(وليس القول بأنها ملكة انجلترا هو القول الأكيد فهناك روايات أسطورية كثيرة عنها والله أعلم بالحقيقة!)

محمود عباس مسعود
17/11/2009, 12:40 PM
الأخ العزيز تامر محمد ناجي
يسعدني أنك وجدت فائدة بالموضوع، وكما تفضل الأخ عمر عبد النبي فإنها ليست ماري الدموية، فالدموية هي ماري الأولى ملكة بريطانيا وإرلندا التي كانت الإبنة الكبرى لهنري الثامن والإبنة الوحيدة من زوجته كاترين أوف أراغون، وقد أمرت بإحراق ثلاثمائة من منوائيها ولذلك اقترن إسمها بالدموية.
تحياتي لك وعليك السلام

محمود عباس مسعود
17/11/2009, 12:52 PM
الأخ العزيز عمر عبد النبي
شكراً للتوضيح للأخ تامر محمد ناجي بأنها ليست ماري الدموية. أجل لقد كانت الدموية ملكة بريطانيا. تزوجت الأمير الإسباني فيليب فتذمر الشعب وحصلت اضطرابات فضربت بيد من حديد لأن قلبها كان حديدياً ولم تتوان عن إزاحة أي إنسان من طريقها بأية وسيلة. لقد حصلت على ثقافة عالية لا سيما في العلوم والموسيقى، لكنها لم تفقه أبجديات الرحمة والشفقة وأمضت حياتها في حبك الدسائس وتمرير مخططاتها الأنانية، فكانت بذلك قريبة الشبه بوالدها السيء الذكر هنري الثامن.
تحياتي لك وعليك السلام

نصر بدوان
18/11/2009, 08:35 AM
شكرا أخي محمود على الموضوع

ولكن هل حقا أعدم الإمبراطور وزوجته لهذه الأسباب, ونحن نعرف أن التبذير إن كان كذلك موجود في كافة القصور الحاكمة

على مر التاريخ . أم أنه كانت هناك مؤامرة يقال أن الماسونية كانت ضالعة فيها, فحرضوا إبن عم الإمبرطور عليه, حتى

كانت نهايته الفاجعة, ومن ثم تنكروا لابن عمه ولم يستطع تسلم الحكم من بعده. وبذلك تحولت فرنسا إلأى جمهورية, ولا

زالت حتى الآن, لقد قرأت هذا في كتاب ما ولست أذكره. ولكن من أراد الحقيقة فليفتش عنها.

ولنا في التاريخ الإسلامي شبه لذلك وهم الذين حرضوا على الخليفة عثمان ابن عفان, وأثاروا ضده الرعاع بحجة أنه يولي

أقرباءه بني مخزوم محاباة وليس كفاءة, وهو رضي الله عنه وعنهم من ذلك براء. وكان عاى لرأس المحرضين وهب ابن

منبه المعي الإسلام المنافق.

تحياتي

محمود عباس مسعود
18/11/2009, 06:23 PM
أخي العزيز نصر:
هناك آراء متعددة، لكن المصادر التاريخية تجمع على أن السبب الرئيس لإعدام الملك والملكة كان اقتصادياً إضافة إلى سوء الإدارة والتضييق على الشعب الذي ثارت ثائرته بفعل التردي المتسارع للأوضاع المعيشية. ومع أن الملك وعد بالقبول بإلإصلاحات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي طالبه بها الثوريون لكنه لم يف بها. وقد توصلت دراسة حديثة للإستنتاج بأن لويس راح يعاني من نوبات من الكآبة أدت إلى شلل إرادته وعدم قدرته على اتخاذ القرار، مما اضطر زوجته المكروهة من الشعب إلى الإمساك بزمام الأمور لكنها كانت عاجزة كزوجها وفشلت في مهمتها، فازدادت الأوضاع سوءاً وتعقيداً.
المعتدلون من الثوريين كانوا يرغبون في الإبقاء على حياة الملك كرهينة وكضمانة للمستقبل، لكن المتطرفين - وجلهم من الباريسيين والعموم - أصروا على التعجيل بإعدامه مع زوجته .
مقارنتك بين ما حدث للويس وللخليفة عثمان في محلها. الأسباب الظاهرة معلومة لكن لا بد من وجود محركات خفية غير معلنة عملت من خلف الغوغائيين لتنفيذ مآرب وتمرير مخططات.
تحياتي الحارة

تامر محمد ناجي
19/11/2009, 09:11 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً
نعم الأخوان

محمود عباس مسعود
20/11/2009, 12:56 AM
أهلا بالأخ العزيز محمد تامر ناجي ومرحباً.
نحن في الخدمة.

محمد ختاوي
20/11/2009, 02:29 AM
شكرا جزيلا على هذا الموضوع المهم في تاريخ الثورة الفرنسية التي كان يضرب بها المثل. إلا أننا كنا نود أن نعرف أكثر عن احتقارها و إهانتها للشعب الفرنسي الذي كان يعاني من ويلات الفقر والاضطهاد، تصرفها بمعية زوجها الدكتاتوري الظالم لويس السادس عشر الذي نفذ فيه حكم الإعدام من طرف الجماهير الفرنسية الغاضبة.
سؤالي هو كالتالي: هل كانت تصرفات هذه الملكة وزوجها الطاغي السبب الرئيسي لانتفاضة الشعب الفرنسي المقهور أو كانت هناك أسباب أخرى أدت إلى اندلاع الثورة الفرنسية الشهيرة؟ وهل تشاطرني القول على أن هذه الثورة كانت بمثابة درس للعالم في الحرية والمساوات وحقوق الإنسان ولكن مع شديد الأسف انحرفت عن المباديءالسامية التي اندلعت من أجلها، مثلها مثل الثورة الأمريكية، ودليل ذلك الغطرسة والعنصرية الغربية التي يعرفها العالم اليوم.
محمد ختاوي

محمود عباس مسعود
20/11/2009, 03:40 AM
عزيزي محمد ختاوي
تتعدد الآراء وتتباين حول السبب الرئيس من تنفيذ حكم الإعدام بلويس السادس عشر وزوجته. يقال أن لويس كان في البداية محبوباً من رعاياه، لكن تذبذبه ونزوعه إلى المحافظة والتمسك بالتقليد جعل شريحة من شعبه تنظر إليه على أنه دكتاتور وامتداد للعهد الماضي البغيض، وأن التخلص منه خير. وهناك من حاول رد الإعتبار له معتبراً أنه كان إنساناً طيب القلب إنما أعجز من أن يسوس مملكة.
بالطبع الفساد كان مستشرياً في البلاط. أما بخصوص احتقار زوجته للشعب، ما نعرفه هو أن أسلوب حياتها كان باذخاً في حين كان الشعب يتضور عوزاً وهذا بحد ذاته يعتبر احتقاراً لأي شعب، عندما يتنعم الحاكم على حساب المحكوم.
دمت بإخلاص وعليك السلام