المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قوة الموسيقى The Power of Music



محمود عباس مسعود
17/11/2009, 03:42 AM
لكل شعب من الشعوب القديمة (وربما الحديثة أيضاً) مخزون وافر من الحكايات والأساطير المتصلة بتأثير الموسيقى على الإنسان والحيوان، وحتى على عالم الجماد.

التأثير القوي للموسيقى على الإنسان كان ولم يزل مادة دسمة للشعراء. فها هو الشاعر جون درايدن يخبرنا في قصيدته بعنوان Song كيف أن الموسيقى قهرت وأسرت قاهر العالم ومدوّخ الأمصار الإسكندر الكبير. تلك القصيدة تحتفي بقوة الموسيقى وبتأثيرها الطاغي على عواطف الإنسان وأحاسيسه.

إضافة إلى ذلك تعتبر الموسيقى ذات تأثير على الأفاعي وكائنات أخرى. كما يعتقد الكثيرون أن للموسيقى قوة على تغيير مسار الطبيعة بالرغم من اعتبار ذلك المسار ثابتاً لا يتغير. فالنهار قد يتحول إلى ليل والحرائق يمكن إخمادها بفعل الموسيقى.

لقد قام بعض علماء النفس التجريبيين بتطوير علاج مؤسس على الموسيقى لشفاء مرضى يعانون من حالات عصبية وأمراض نفسية، وتفرغ باحثون لدراسة هذه الظاهرة العجيبة. ولا بد أن يأتي اليوم الذي تدخل فيه هذه الأمور، التي يعتبرها البعض ما ورائية، ضمن نطاق العلم التجريبي.

يخبرنا السر وليام جونس مؤسس الجمعية الآسيوية في القرن الثامن عشر أن وعلين إثنين كانا يأتيان إلى مكان محدد في الغابة حيث كان سراج الدولة يستمتع بمقطوعات تعزفها جوقته. وكان الوعلان يقتربان من العازفين ويصغيان إلى الأنغام بارتياح واضح إلى أن قرر أن يثبت قدرته على الصيد فرمى أحدهما بسهم.

كما يذكر أيضاً عن مصدر موثوق أن الأفاعي الفتاكة كانت تغادر جحورها لمجرد سماع عزف الناي مما يدل على أن أنغام الناي لامست وتراً حساساً لدى تلك الحيات (هناك مثل شعبي مفاده أن الكلمة الطيبة تـُخرج الحية من جحرها/وكرها).

ويستطرد أنه في إحدى المرات بينما كان العوّاد ميرزا محمد المعروف بإسم بلبل يعزف لمجموعة كبيرة في إحدى الخمائل قرب شيراز لوحظ أن العنادل كانت تحاول منافسة الموسيقار، أحياناً تغرد في الأشجار وأحياناً ترفرف متنقلة من غصن إلى غصن كما لو كانت تحاول الإقتراب من آلة العزف على الأرض في نشوة خجولة. وكانت تلك الطيور ترتفع في الهواء لمجرد تغيير المقام.

هناك قصص عديدة عن مدى تأثير الموسيقى على الصل المعروف بالكوبرا.

ذات مرة أراد أحد أمراء ولاية ميسور أن يختبر صحة ذلك، فذهب إلى تلة مجاورة يصحبه عازف البلاط الذي راح يعزف المقطوعات المعروفة بالراغاز. وما أن بلغت الأنغام مسامع حيات الكوبرا حتى خرجت الواحدة تلو الأخرى من جحورها وضربت طوقاً حول العازف. وبرؤوس منفوشة ومتمايلة راحت (الكوبرات) تشنف أسماعها منتشية بسحر الموسيقى.

وما أن توقف العزف حتى انسلت الحيات – دون أن تؤذي أحداً – وعادت إلى جحورها.

كما يروي الروائي الكولونيل فيليب مدو تايلر حادثة مشابهة، إذ يقول:

"كانت كوبرا كبيرة ترتاد حديقتي في إليشابور وكانت تشيع الرعب في قلوب الجميع. وقد تمكن أحد الحواة البارعين من الإمساك بها في حضوري شخصياً بمجرد عزف آلة البنجي. فقد عزف أولاً بهدوء كبير أمام شجيرة الصبار التي كانت تقبع الكوبرا تحتها. ومع ارتفاع العزف وتواصله أطلت الكوبرا رأسها ثم خرجت من تحت الصبار وانتصبت في وضع التحدي. في تلك اللحظة تسلل رجل بخفة إلى خلفها، وفي حين كانت مستغرقة في الإصغاء التام للعازف ألقى عليها بطانية وأمسكها برأسها تحت الفكين.

أما بخصوص تأثير الموسيقى على الطبيعة نفسها، فيعتقد العازفون أن للموسيقى قوة يمكنها تحويل ضوء النهار إلى عتمة واستنزال زخات مطر منعشة على الأرض العطشى (بما يشبه الإستسقاء!). فالعازف المشهور شودايا أكد أن النبات يمكنه أن يعطي محصولاً أوفر لو أنه تعرّض لألحان موسيقية في أوقات مناسبة خلال فترة النمو. وهناك حكايات عن موسيقيين بارعين تمكنوا من تجنيب البلاد القحط والمجاعة بترديد أناشيد خاصة.

ويؤكد المترجم والأديب السر وليام أوسلي أنه ذات مرة، وفي بلاط الأمبراطور المغولي أكبر، شرع عازف البلاط ميان تان سن بعزف مقام مسائي عند الظهيرة وكان تأثير عزفه قوياً بحيث أظلم الجو على الفور وأحاطت العتمة بالقصر على مدى سماع صوت المنشد. ويقال أيضاً أن نفس العازف تمكن من إنزال المطر من السماء عندما عزف مقطوعة ميغا ملهار مع غياب أي مظهر آنذاك لاحتمالية سقوط المطر.

وكما أن للموسيقى القدرة على استمطار الغيث المنعش على الحقول الصادية بإمكانها أيضاً أن تفعل العكس: حرق الأشياء أو تجفيفها. وهناك قصة عن سراج في أحد المعابد يقال أن فتيله أشعل بفعل موسيقى العازف.

ويحكى أن الإمبراطور أكبر طلب من العازف الشهير غوبال أن يعزف مقطوعة راغا ديباكا، فاعتذر العازف لكن الإمبراطور أصر وأمره هذه المرة بدل الطلب منه. فطلب غوبال من أكبر أن يسمح له بالذهاب إلى بلدته لتوديع أسرته وأصدقائه. لم يعد إلا بعد مضي ستة أشهر. كان ذلك في فصل الشتاء. وقبل أن يبدأ العزف غمر جسمه حتى رقبته بمياه نهر يمونا Jamuna وما أن عزف نغمة أو اثنتين حتى سخنت مياه النهر وبلغت أخيراً درجة الغليان. أوقف العزف لبرهة وطلب من أكبر أن يعفيه من تتمتها فأصر أكبر على تتمة العزف ليعرف مدى تأثير ذلك المقام. واصل غوبال العزف المنكوب فانطلق اللهب من جسمه. ومع أنه كان مغموراُ بمياه النهر لكنه تفحم واستحال إلى رماد.

ولا ننسى في هذا المقام الفيلسوف العربي الشهير أبا نصر الفارابي مؤلف "كتاب الموسيقى الكبير" وقدرته على إضحاك السامعين وإبكائهم وتنويمهم بعزف مقطوعات خاصة لكل حالة من تلك الحالات.

وقد ورد في حاشية الفصل الخامس عشر من كتاب مذكرات يوغي: السيرة الذاتية Autobiography of a Yogi لمؤلفه برمهنسا يوغانندا Paramahansa Yogananda ما يلي:

تتضمن أساطير سائر الشعوب الإشارة إلى رقيات وتعويذات لها قوة على الطبيعة. والمأثور عن الهنود الأمريكيين أنهم قاموا باستحداث طقوس صوتية لاستجلاب الأمطار والرياح. وكان في استطاعة الموسيقار الهندي العظيم تان سن إخماد النيران بقوة إنشاده. وقدم تشارلس كيلوغ عالم كاليفورنيا الطبيعي دليلا على تأثير الاهتزاز النغمي على النار في سنة 1926 أمام مجموعة من رجال الإطفاء في نيويورك، فبتمريره السريع لقوس كبير شبيه بقوس الكمان على شوكة رنانة من الألمنيوم تمكن من إحداث تشويش لاسلكي شبيه بالصرخة الحادة، وعلى الفور هبط اللهب الغازي الأصفر داخل أنبوبة زجاجية مجوفة من قدمين إلى ست بوصات، وأصبح بريقاً ضئيلا أزرق اللون. ثم تمكن من إخماده بمحاولة أخرى بالقوس وبنوع آخر من الاهتزازات ذات الصوت الحاد.

والسلام عليكم

المصدر: Yogoda Magazine ومذكرات يوغي
الترجمة: محمود مسعود

نجوى محمد
06/12/2009, 02:31 AM
استاذي محمود عباس مسعود
لا اعرف كيف اعبر لك عن اعجابي الشديد باختياراتك للمواضيع الشيقة والجميلة والمفيدة في نفس الوقت
التي تعيشنا بها حالة حلوة ونأخذ منها معلومات قيمة جدا ومعلومات تبهرنا في آن واحد
فانني أتشوق دائما لقراءة ما تضعه في واتا من موضوعات جميلة جدا
الموسيقى هي فن جميل يلمس القلب والاحساس
فعند الاضطراب أو القلق استمع الى النوع المفضل لي من الموسيقى فأهدأ واستريح وعندما أكون في حالة سعادة استمع اليها أيضا فتزيد سعادتي
لك مني أجمل وأرق التحية وتقبل مروري

محمود عباس مسعود
06/12/2009, 03:39 PM
استاذي محمود عباس مسعود
لا اعرف كيف اعبر لك عن اعجابي الشديد باختياراتك للمواضيع الشيقة والجميلة والمفيدة في نفس الوقت
التي تعيشنا بها حالة حلوة ونأخذ منها معلومات قيمة جدا ومعلومات تبهرنا في آن واحد
فانني أتشوق دائما لقراءة ما تضعه في واتا من موضوعات جميلة جدا
الموسيقى هي فن جميل يلمس القلب والاحساس
فعند الاضطراب أو القلق استمع الى النوع المفضل لي من الموسيقى فأهدأ واستريح وعندما أكون في حالة سعادة استمع اليها أيضا فتزيد سعادتي
لك مني أجمل وأرق التحية وتقبل مروري


الأخت العزيزة نجوى
رائعة كلماتك ورقيقة تحياتك.
أطيب المنى
وعليك السلام