المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجل أعمال فاشل AN UNSUCCESSFUL BUSINESSMAN



محمود عباس مسعود
17/11/2009, 04:02 AM
صورة لرجل أعمال فاشل


يزدرد كمية غير كافية من طعام الفطور وينطلق بسرعة إلى مقر عمله فيجلس إلى مكتبه حيث الأوراق المكدسة تزعق بصمت "أعمال غير منجزة."

يلتقط رسالة أو اثنتين وينظر إليهما، لكنه وقبل أن يحضّر الجواب في فكره تقع عينه على دفتر المواعيد فيدرك أن عليه التحضير للمقابلة المهمة التي سيجريها بعد ساعتين مع صاحب الشركة الفلانية والتي قد تفضي إلى صفقة محترمة.

يحاول التركيز على هذه المسألة بالذات، لكن فكره يعود المرة تلو الأخرى إلى الرسالتين اللتين وضعهما جانباً، فيقرر التحول إلى موضوع الرسالتين بدلا من التفكير بالمقابلة المزمعة.

في نفس الوقت تقوم سكرتيرته بطباعة بعض الردود على الرسائل (على الآلة الكاتبة قبل عهد الكمبيوتر) لكن القرقعة التي تحدثها مفاتيح الآلة تزعجه وتنرفزه فيصيح بالسكرتيرة كي تتوقف عن الطباعة.

بعد لحظة يدرك أنها كانت تطبع رسالة مستعجلة وهامة طلب منها طباعتها، فيصيح بها كي تواصل الطباعة.

وبما أن خـُلقه طالع يحاول تصفية دماغه وترويق باله بتدخين سيكار كوبي. يشعل السيكار فتبزغ مشكلة أخرى في عقله، إذ كان قد صمم على الإقلاع عن التدخين، فيعنف نفسه ويؤكد لذاته بأنه يجب أن يكون حازماً في مقرراته، فيدفع السيكار في المنفضة دفعاً ويطفئه غير آسف.

في تلك اللحظة غير المواتية تـُحضر له سكرتيرته كومة من الرسائل التي ينبغي توقيعها. وإذ ينزعج الأستاذ وتنقبض أساريره لهذا التطفل يصرفها بغضب إلى مكتبها.

يحاول التفكير بالمسألة من جديد، لكن لا يستطيع الإمساك بالخيوط المفضية إلى الحل فيحتار في أمره.

هذه المحاولات غير المجدية تثقل جفنيه بالنعاس فيستلقي على الكنبة بتقزز واشمئزاز لعجزه عن التوصل إلى حل صحيح.

تلك كانت اللحظة الأكثر راحة بالنسبة له، فيوغل في لجج النوم ويغط في سبات عميق.

بعد قليل تعود سكرتيرته لتعيده من دنيا الأحلام والآمال إلى عالم المال والأعمال، لمقابلة صاحب الشركة الفلانية الذي حضر للتو إلى مكتبه.

يحاول صاحبنا الاستعداد بسرعة والتأهب للمقابلة، لكن بما أنه لم يحضّر لها تحضيراً جيداً يروح يلف ويدور حول الموضوع، يتحدث في عموميات لا تمت لجوهر المقابلة بصلة فيعطي انطباعاً بأنه مخادع غشاش يتلاعب بالألفاظ وليس في جعبته شيء يستحق الإعتبار فتفلت من يده الصفقة التي كان يأمل بها وتذهب آماله أدراج الرياح.

الترجمة: محمود مسعود

PORTRAIT OF AN UNSUCCESSFUL BUSINESSMAN
By Paramahansa Yogananda

He gulps down an inadequate breakfast, hurries to his office, and sits at
a desk littered with papers that mutely shriek ''unfinished business.'' He
picks up one or two letters and glances at them, but before his mind has formulated any replies he glimpses the appointment pad on his desk and realizes that he must decide on a course of procedure before he talks with Mr. Blank.
He tries to concentrate on this problem. However, his mind keeps reverting to the letters just put aside, and wants to mull over those problems instead. The din of his secretary's typewriter annoys him. He shouts at her to stop. A moment later, he realizes that she's typing on a rush assignment he gave her, so he shouts at her to go on again.

To calm himself, he begins smoking his after-breakfast cigar. This brings to mind another problem: he tells himself that he should be firm in his determination to quit smoking. Ragged nerves tug at the sleeve of his conscience, and finally he dashes the cigar into an ashtray.

At this inopportune moment the secretary brings over a pile of letters to be signed. The boss, unreasonably upset at the intrusion, angrily banishes her to the outer office. He tries to concentrate on his problem once more, but the pieces won't go together. His ineffectual struggle makes him sleepy and he dozes off in disgust at his inability to work out a solution.

This is his first comfortable moment, so he quietly drifts into deeper slumber. His secretary returns, jolting him back to consciousness just in time for his important appointment with Mr. Blank. But inasmuch as he has failed to map out a plan, he talks haphazardly all around the subject, gives the impression that he is only an ineffectual bluffer, and the deal he had hoped for falls through.

عبدالله بن بريك
10/09/2013, 03:45 AM
قصة جميلة ،رسمتْ تفاصيل بكثير من إبداعٍ أجندة ضاغطة
و ملامح شخصية تائهة يشوبها الانفعال و الكسل و التسلط.
شكراً على القصة الدالة و على الترجمة المرافقة.
فائق تقديري استاذنا"محمود عباس مسعود"

محمود عباس مسعود
11/09/2013, 03:54 AM
قصة جميلة ،رسمتْ تفاصيل بكثير من إبداعٍ أجندة ضاغطة
و ملامح شخصية تائهة يشوبها الانفعال و الكسل و التسلط.
شكراً على القصة الدالة و على الترجمة المرافقة.
فائق تقديري استاذنا"محمود عباس مسعود"


الأستاذ العزيز الشاعر عبدالله بن بريك
تحية طيبة
شكراً على المرور اللطيف ويسعدني أن القصة حضيت باستحسانك.

خالص مودتي

.

عبدالله بن بريك
11/09/2013, 04:13 AM
كم يحزنني عدم إتقاني للغة الانجليزية.
لكنّ مستواي في الفرنسية يُذهب بعض ذاك الحزن.
أثمّن مجهوداتك لصالح المنتدى و الأعضاء.
لك التحية و التقدير أستاذنا الرائع .

اسلام بدي
29/07/2014, 10:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

ماذا عساي أن أقول عن هذه الترجمة؟:عجز اللسان ونطق الجنان أن هذه الترجمة من الروعة بمكان!!!

دام عطاء قلمك الذهبي.

أتمنى إن لم يكن هناك مانع من أن توضع نسخة ثانية على الشكل أسفله حتى يسهل قرائتها ومقارنة الترجمة بإمعان والاستفادة منها أكثر وإعادة قرائتها أكثر من مرة.

تلك كانت اللحظة الأكثر راحة بالنسبة له، فيوغل في لجج النوم ويغط في سبات عميق
This is his first comfortable moment, so he quietly drifts into deeper slumber

تحية الاجلال والإكبار لشخصكم النبيل يا أستاذنا محمود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمود عباس مسعود
30/07/2014, 12:47 AM
الأستاذ العزيز اسلام
تحية طيبة وشكراً على المتابعة الدقيقة.
أرجو أن تكون قد استمتعت بالقصة
وسآخذ طلبك في الإعتبار حالما يتسنى الوقت للقيام بذلك.
أشكر اهتمامك وأسعد الله أوقاتك.