المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسام من أشعار



صلاح محاميد
08/02/2007, 11:45 PM
على شاطئ بيرانو في سلوفينيا كانت قد داهمتني قصيده رغم طلاقي القسري مع الشعر منذ الخريف الفائت وبالتدقيق بعد قراري بترجمة ملحمة جان دارك للعربية للشاعرة ماريا لويزا سباتسياني . عطفتني روح الأبيات في الملحمة بشجاعة حثتني على التمرد ضد انتهاكات كنت أصمت تجاهها من أجل المحافظة على طهارة أجوائي الشعرية من تدخلات مصالح دنيئة. عقلية الشاعر, كما هو معروف, تختلف عن تلك العادية وتضطره إلى التوحد الذي أحياناً يؤدي إلى المعاناة لعدم الفهم ولأعتبارات سلبية. يضطر الشاعر للمحافظة على توازنه أن يتعالى ويتعامى عن الحقيقة أو أن يبخرها ويتسامى عليها. يعنيه أن يتعايش مع رؤاه, أحاسيسه ويعنيه الدفاع عن كينونته وبالكلام الموزون يعبر عن أحاسيسه. خلال عملي على ترجمة أبيات ألسبتسياني شعرت بـنسغ يتدفق في شراييني , شئ جديد وغريب لكنه جميل وكانت الملحمة قد حمستني مواجهة الانتهاكات الصامتة دون التسامي على الحقيقة, أن أسمي ألأشياء بأسمائها, وأن أعطي للشعر حجمه، وللأشياء اليومية شكلها وكانت جهنم بنفسجية بينما أولئك المتحجرون على قناعاتهم اليومية المادية المرذولة عولوا على أصالتهم وعلى حقهم في استحواذ العالم الموسيقي للشاعر. رأيهم وقد أصطدموا بأنفسهم. وأذكر أني تعرفت على فنان من بغداد في شاطئ "بيرانو" حيث كنت قد تصالحت مع الشعر ورأيت المنتهكين يتهافتون لأنهم


لم يستأذنوا الفراشات
لا الغيوم ولا النسمات
لم يطرقوا الأبواب
عبثاً أعملوا فكرهم
عبثاً خططوا
أقحموا
سقطوا على حافة..
ظلال قمر تائهٍ
حينما من الشاعر
البلاد
أطلوا على
تراتيل أنجبتها
الصحراء
استباحوا
عذل الفضاءات

وجان دارك تتزاخم
تشهر كلامها
تندلق أطيافاً
شهوة سيوف
صهيل خيل
أرداف جنائن
شبق حرية
تنهمر
ينابيع أضواء
تسيح
تصلصل
تتهاوى أقواس قزح
تتماهى بحلة العصر
تنحسر سراباً فضياً
تحج
تعرج بكرم ضيفةٍ
تطوف هائمةً
في أنغام الــ"سباتسياني"

في البحر
أندفعت "بيرانو"
لساناً يدندن
أمواجاً تتراشق
على العنق
سمفونية سندباد
والتقيت بغداد
شاطئ دجله
كلاماً عتيقاً
تدحرج أحلام مزخرفه
عطور متمكنه
في الأسواق المحترفه

وغزة تزركش
جدران سجنها
بألوان الشعراء
تهمس للقدس
لحيفا ورام الله
تعِـيرها
شذا البرتقال
أريج الزعتر
صداح العصافير
زغاريد الثكالى
شكاسة أطفالها
تستلطف جنود "أولمرت"
المتسولين على أبوابها
أسباب سلام
بموال عريق

لم يستأذنوا من الشاعر
البلاد
االباحات
أنبهر القضاة
تراجع الساسه
تردد البوليس
تلعثم الجنود
ألأساتذه
محامو الدفاع
المحاسبون
على عتبة
موج الشرارات
لم يطرقوا ألأبواب

وماريا لويزا سباتسياني
تتناغم أنفاس ملحمةٍ
لم تتأنَ
على شاطئ تراشق القوافي
لم تتوانَ
إلهاماً للقصيدة
في الجلاء
وجان دارك
تعين سراديب الروح
دهاليز القلب
تخطط تفاصيل جديده
لتضاريس البلاد
تزفر أنفاسها
حمماً
في وجه النذالة والغباء
تصقل سواعد فرسان
تتموج أشعاراً
تتوهج منارات
لدرب الشموس الطازجه

لم يطرقوا ألأبواب
لم يستأذنوا العصافير
العطور والنسمات
حرقتهم لوعة العدم
حينما من الشاعر البلاد
أستباحوا عذل الفضاءات

هلال الفارع
09/02/2007, 01:32 AM
لم يستأذنوا الفراشات
لا الغيوم ولا النسمات
لم يطرقوا الأبواب
عبثاً أعملوا فكرهم
عبثاً خططوالم يستأذنوا الفراشات
لا الغيوم ولا النسمات
لم يطرقوا الأبواب
عبثاً أعملوا فكرهم
عبثاً خططوا
أقحموا
سقطوا على حافة..
ظلال قمر تائهٍ
حينما من الشاعر
البلاد
أطلوا على
تراتيل أنجبتها
الصحراء
استباحوا
عذل الفضاءات

أقحموا
سقطوا على حافة..
ظلال قمر تائهٍ
حينما من الشاعر
البلاد
أطلوا على
تراتيل أنجبتها
الصحراء
استباحوا
عذل الفضاءات
ـــــــــــــــــ
لأنَّ الفراشاتِ تحملُ حُرقتَها في النهار
وتمضي بها دون شكوى
إلى موجة العشقِ والإنبهار
يُخيّلُ للواقفين على شُرفةِ الموتِ
أن هُطولَ الفراشات فوق المصابيحِ
فصلٌ من الإنتحار
ولم يعلموا.....
أنها محضُ نَجوى
لتأوي عُيونُ العذارى إليها
وتغفو على وَقعِها
كركراتُ الصغار!!
...........
من أجل ذلك هم لا يستأذنونها أخي صلاح..
أسعدني كثيرُا ما قرأته هنا،
وأكاد أشم في عباراته رائحة جان دارك في لحظاتها الأخيرة!!

زاهية بنت البحر
09/02/2007, 07:25 PM
صلاح محاميد أخي المكرم ..جميل جدًا ماقرأته هنا ومؤثر جدًا
أتمنى لك النجاح والتوفيق دائما ..دمت بخير وإبداع
أختك
بنت البحر
تندلق أطيافاً
شهوة سيوف::: سيوفا