المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بصمات لا تمحى: هيلين كيلر



محمود عباس مسعود
17/11/2009, 05:25 PM
"ولدت هيلين آدمز كيللر في العام 1880، وكانت من مشاهير الكتاب والمحاضرين الأمريكيين. لقد فقدت حاستيّ البصر والسمع منذ طفولتها فأمضت حياتها مكفوفة، صمّاء و(خرساء إلى حين). ومع ذلك فقد تمكنت من الاستمتاع بمباهج الحياة ومسرّاتها، وعاشت حياة طبيعية بفضل قواها العقلية المتيقظة وإرادتها الجبارة التي أبت الإنكسار أمام التحديات.

ولقد كان لمربيتها الآنسة آن سوليفان الفضل الأكبر في تحفيزها وإلهامها الإيمان بقدراتها الهاجعة فتغلبت بالصبر والمثابرة والمحاولات المتكررة على إعاقتها المثلثة ففاقت المبصرين، السامعين والفصحاء بأشواط بعيدة، وتلك هي المعجزة.

تعرضت هيلين في طفولتها لمرض خطير قبل بلوغها سن الثانية مما عطل فيها حاستي البصر والسمع، وعلى مدى سنين طويلة بقيت قواها الكلامية في طور الهجوع.

عند بلوغها سن الثامنة طلب أبواها من الآنسة سوليفان التي كانت تعمل آنذاك في معهد بيركنز للمكفوفين كي تأتي إلى بيتهم في ولاية آلاباما لتتولى تعليم هيلين. فلبت الطلب وقامت بتعليمها لغة المكفوفين والصُم والخـُرس عن طريق حاسة اللمس. وقد تم تصميم آلة كاتبة خاصة بها، تمكنت هيلين بواسطتها من تدوين كتاباتها والإعراب عما يجول في خاطرها.

فيما بعد تعلمت كيف تنطق الكلمات، مبدئيا بكيفية غير سليمة، ولكنها أتقنت فيما بعد مخارج الحروف وتمكنت من نطق العبارات نطقاً سليما حسب الأصول، وكان الناس يقبلون إقبالا منقطع النظير على محاضراتها مدركين أنهم أمام إحدى الظواهر العجيبة التي نادراً ما تكررها الحياة.

لقد درست في كليتيّ رايت هيوماسون وكيمبريدج في مدينة بوسطن حيث تخرجت في العام 1900 بدرجة امتياز بعد إكمالها أربع سنوات متواصلة من الدراسة. وخلال تلك الفترة كانت الآنسة سوليفان رفيقتها الملازمة لها طوال الوقت، تحضر معها كل الفصول الدراسية وتكرر لها (باستعمال لغة الإشارة عن طريق اليد) كل المحاضرات والحوارات التي يتم إلقاؤها أو إجراؤها.

ولعل الإنجاز الأكبر والأهم لهيلين هو ذلك التفاؤل المشرق الذي ميّز شخصيتها وساعدها طوال حياتها على تخطي العقبات والصعاب، فكأنه كان عينها التي تبصر من خلالها وأذنها التي تسمع بها.

لقد كتبت هيلين الكثير الكثير من المقالات والموضوعات والرسائل وتوجّت عطاءاتها الأدبية بتدوين سيرة حياتها، وأيضا بوضع المقالات والكتب التالية: التفاؤل Optimism، العالم الذي أعيش فيه The World I Live In، أغنية الجدار الحجري The Song Of The Stone Wall، والخروج من الظلام Out of a World of Darkness

عملت طوال حياتها على مساعدة الصم والمكفوفين وكانت من المدافعات المتحمسات عن حقوق المرأة حتى وفاتها في العام 1968.

تلك نبذة وجيزة عن المرأة الخالدة هيلين كيلير التي تركت بصمات لا تمحى على صفحات التاريخ الإنساني.

والسلام عليكم

المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود مسعود