المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداء عاجل إلى الجمعيات الفلسفية في الوطن العربي



المهندس وليد المسافر
19/11/2009, 05:26 AM
نداء عاجل إلى الجمعيات الفلسفية في الوطن العربي

الدكتور عبدالستار الراوي

Zangaw77@yayoo.com

الزملاء والاصدقاء الاعزاء

سلاما وودا..

تعلمنا بأن الفلسفة توأم الحرية، وعلمنا أبناءنا وتلاميذنا؛ بأن العقل كما المقاومة بوصفهما توقا إنسانيا خلاقا مؤازرا لحرية الاوطان وصوتا مدافعا عن كرامة الإنسان، وقرأنا معا بأن الحكمة الحقيقية هي التي تنبثق من الارض وتنهض مقولاتها من الواقع، لذلك احتفظت طوال تاريخها بحرارة السؤال، أي اللحظة الخالقة للإنشاء الفلسفي لنهضة الاوطان، الذي يتجاوز التجريدات الميتافيزيائية، ليكون جدلا نازلا يوقظ وعي الانسان بحقيقة الماضي، وصلابة الواقع، وحتمية المستقبل، وموقفا شجاعا في مجابهة اننقائض والاضداد المتمثل في التجزئة والاستغلال والاحتلالات الاستعمارية، بل وتنضم إلى صفوف الشعب المقاتل من أجل الحرية، ولم يتخل الفلاسفة عن دورهم في دعم المقاومة من أجل إنتصار الحياة، وكان دورها طليعيا في مشروع النهضة الاولى، وحاولت أن تحافظ على حضورها في المحن والشدائد التي واجهت أقطار الوطن الكبير في ثورة الجزائر ومعركة بورسعيد وانتفاضات فلسطين وصمود الفلوجة والمقاومة العراقية، الفلسفة أيضا ودائما هي شكل المقاومة الأقوى منذ "سقراط" الذي قاوم النسيان و"أرسطو" الذي قاوم الكذب إلى جون بول سارتر والفلاسفة المعاصرين الذين قاوموا التيارات الفاشية، ليس من مهام الفلسفة أن تكون محايدة أمام مجازر الانسانية والابادة الجماعية، وإلا فقدت فضيلتها الاولى في العدالة وتخلت عن مهمتها في الدفاع عن الحقيقة، إن الفلسفة ليست اختيّاراً من بين اختيّارات أخرى، بل هي ضرورة قصوى ومستعجلة. أوّلاً هي مقاومة وصراع ضدّ التّفاهة والوضاعة والانحطاط على مستوى الفكر والحياة معاً. وتاريخ الفلسفة هو تاريخ المقاومة، وإنطلاقا من المقدمات الفائتة، فإني أهيب بالأصدقاء والزملاء أعضاء الجمعيات الفلسفية في عموم أقطار الوطن العربي، أفرادا وجماعات كل في بلده، أن نقف سويا أمام مسؤولية اللحظة القائمة المفعمة بالموت الوشيك، إذ تسعى حكومة الإحتلال الرابعة إلى إنتزاع حياة مجموعة من العراقيات البريئات تحت ذرائع ساذجة، ومغالطات لاسند قانونياً يدعمها.. الواجب الانساني بكل عقلانيته يقضي فعلا مقاوما عربيا، لايقاف مجزرة حرائر وأمهات العراق، وقد سبق وأن وجهت منظمة العفو الدولية، يوم 23 تموز - يوليو، نداءا لإيقاف تنفيذ حكم الاعدام بحق (9) تسع عراقيات وذلك بعد اجراء محاكمات "يشك في عدالتها"، وبعد تعرضهن الى التعذيب المهين، ويذكر نداء المنظمة الدولية (ان المحاكمات الاخيرة تدل على ان احكام الاعدام تصدر في محاكمات ابعد ماتكون عن العدالة. وطالبت السلطات العراقية ان توقف هذه الاعدامات). ونذكر الاصدقاء والزملاء بأن الخطر جدي وماثل، فقد تم اعدام ثلاث نساء في شهر حزيران - يونية الماضي. ان الأحكام الصادرة في محاكم العراق في ظل حكومات الاحتلال، تفتقر الى أبسط شروط المحاكمات العادلة وهذا ما أكده تقرير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في تموز- يوليو 2008 إذ وصفت الاجراءات في المحاكم الجنائية بانها لا تلبي الحد الأدنى من المعايير المطلوبة للمحاكمات، لذلك نجدد نداءنا بضرورة إبداء أشكال الاحتجاج والضغط كافة على الادارة الامريكية وحكومتها في العراق المحتل، ومطالبة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان العمل على الإيقاف الفوري لإحكام الاعدام بـ (النساء التسع) واطلاق سراح جميع المعتقلات والمعتقلين..

انني على ثقة تامة بأنكم ستولون هذه القضية إهتماما جديا، بما يليق ومقام امهاتنا وأخواتنا، ويليق بمهمة الفلسفة ورسالتها.

أعرب لكم عن أطيب التحيات مع فائق التقدير.

الدكتور عبدالستار الراوي

أستاذ الفلسفة وتاريخها- جامعة بغداد سابقا

عضو الجمعية العربية الفلسفية – عمان

عضو الجمعية الفلسفية المصرية

القاهرة 17-11-2009