المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عذراء أورلين Jeanne d'Arc



محمود عباس مسعود
19/11/2009, 06:34 AM
جــــــــــــــــان دارك

إن لإسم جاندارك نغمة محببة وهيبة واعتبارا في نفوس محبي البطولات والحرية في كافة أنحاء العالم. لقد أحبها العالم ولم يكرهها سوى أعدائها الإنكليز الذين دحرتهم في المعارك وفرقت شملهم في ساحات القتال.

أجل، تلك هي قصة البطلة الخالدة جان دارك التي أرسلتها السماء لتحرير فرنسا من أعدائها.

إنها قصة أشهر فتاة عاشت على وجه الأرض، ويصعب تصديق بعض أحداثها وفصولها لتقاطعها وغرابتها. لن نتطرق كثيراً هنا للأحداث شبه الأسطورية بل سنركز على الوقائع التاريخية في المقام الأول.

إنها قصة عذراء أورلين المعروفة عند الإنكليز بإسم جون أوف آرك.

ولدت جان دارك في العام 1411 للميلاد في قرية دمرمي الفرنسية، ولم تكن قد تجاوزت العشرين من عمرها عند استشهادها.

في طفولتها المبكرة كانت ترقص وتغني في أعراس ومهرجانات القرية تحت شجرة الأماني العتيقة التي كانت تظن مع رفيقاتها أن حوريات السماء كانت تهبط لتلعب وتمرح معهن تحت أغصانها الظليلة.

لم تتعلم جان دارك الحروف لأن قليلا فقط من الفتيات في ذلك العهد كن يعرفن القراءة والكتابة، لكنها برعت في غزل الصوف والخياطة والعناية بالكوخ المتواضع الذي كان بيتها، وكانت أحيانا ترعى الأغنام فوق الروابي الخضراء المطلة على قريتها الهادئة. وتلك كانت الثقافة التي يمكن أن تحظى بها أية فتاة عادية في ذلك الزمن.

ولكن (بحسب الرواية)، في سن الثانية عشرة، وبينما كانت جان منهمكة في الخياطة في حديقة كوخها حدث لها أمر غريب وذو شأن. فكأنها سمعت صوت أجراس منبعثة من الكنيسة ورأت عمودا من النور يسقط على الحديقة الظليلة، وشعرت أن صوتا يناديها، فأصغت لذلك الصوت المنبعث من السماء برهبة ودهشة. طلب منها الصوت أن لا تخاف بل تكون رابطة الجأش ثابتة الأعصاب، وأن تكون واعية متيقظة لأن السماء قد اختارتها لمهمة عظيمة. لقد كانت الفتاة التي ستحرر فرنسا من المعتدي وتعيد الملك إلى عرشه.

كان الفرنسيون آنذاك يحاربون بعضهم بعضا وفي نفس الوقت يحاربون ملك الإنكليز الذي كان يطالب بعرش فرنسا، فأرسل جيوشا إلى فرنسا احتلت جزءا كبيرا منها. أما ملك فرنسا الشاب شارل السابع فقد طـُرد من عاصمته ولم يضع التاج على رأسه بعد خروجه المذل منها.

أصغت عذراء فرنسا بافتتان كبير للأصوات التي واصلت التحدث إليها على مدى أربع سنين بكاملها، ومع تلك الأصوات كانت أيضا تبصر أشكال قديسين يظهرون لها في الرؤى. لقد كانوا يعدّونها للعمل البطولي العظيم الذي كانت ستقوم به. ومنذ ذلك الوقت لم تعد جان تلك الفتاة المهتمة باللعب والمرح ، إذ راحت تصلي بدل الرقص وتصرف ساعات طويلة لوحدها في التأمل والاستعداد للمهمة المقدسة التي كانت في انتظارها. حدث كل ذلك لها ولم تخبر به إنسانا على الإطلاق حتى سن السابعة عشرة. عندئذ طلبت منها الأصوات كي تهب لنجدة الملك.

خلال الثلاث سنوات التالية تولت تلك الفلاحة الصغيرة قيادة الجيش الفرنسي الذي أوقع هزائم نكراء بالجيش الإنكليزي، فأعادت تتويج ملك فرنسا، لكنها أخذت أسيرة، وأخيراً أعدمت حرقاً.

لم تعرف أولا السبيل للوصول إلى الملك، ومن كان سيصدق قصتها بأن لديها مهمة من السماء لتحرير بلادها وإعادة مليكها إلى عرشه؟ حتى أفراد أسرتها لم يصدقوا روايتها. أما مستشارو الملك فقد اعتبروها فتاة ساذجة، وربما ممسوسة، فكان من الصعب أن تحظى بالمثول أمام الملك، لكنها أفلحت أخيرا في مسعاها. لقد أقنعت ما يكفي من الناس بتصديق حكاية سماعها الأصوات ومشاهدة الرؤى، وبعد ذلك بقليل أقنعت الملك نفسه بالرغم من رفضه في مبدأ الأمر مقابلتها وتصديق مقولتها.

وضَعَها الملك على رأس جيش مجهز بالعدة والعتاد، فلبست درعاً بيضاء ورفعت فوقها راية وتقلدت سيفا وقادت جيشها من نصر إلى نصر فتوالت انتصاراتها بكيفية مذهلة. لقد دحرت الإنكليز وفكت حصار مدينة أورلينز وتعقبتهم في معركة تلو الأخرى فتغلبت عليهم في كل المعارك.
بعد ذلك سارت مع الملك شارل إلى مدينة رانس وهناك وقفت بجانبه عند تتويجه ملكا على فرنسا. ثم رغبت بالعودة بسلام إلى كوخها في قريتها الهادئة، لكن الملك لم يسمح لها بل طلب منها مواصلة القتال حتى تحرير باريس وكل مدينة فرنسية أخرى من يد العدو.

امتثالاً لأمر الملك بقيت على رأس الجيش، رافضة في نفس الوقت أي مظهر من مظاهر الأبهة والتكريم. ولم تطلب شيئا لنفسها سوى إعفاء قريتها من الضرائب، فاستجيب طلبها وظلت تلك القرية معفية من دفع الضرائب على مدى أربعة قرون لغاية الثورة الفرنسية.

لكن مجد الفتاة وصل إلى نهاية مأساوية. ففي إحدى المعارك وقعت في الأسر، ولم يفعل الملك الذي ساعدته على استعادة ملكه شيئا لافتدائها، فتـُركت لضراوة العدو ووحشيته.

ذاعت شهرتها في كل أرجاء أوروبا ولم يصدق أحد أنها كانت ملهمة في تحقيق بطولاتها الخارقة، فاعتـُبرت ساحرة متعاونة مع الشيطان وحوكمت بتهمة الهرطقة وتعاطي السحر. ولم يعرف التاريخ تصرفا أنبل وأروع من تصرف تلك الفتاة أثناء تنفيذ الحكم فيها. تم تثبيت التهمة عليها، وفي عام 1431 شـُدَّت إلى خشبة وأحرقت حية.

منذ ذلك الحين حتى يوم الناس هذا تعاظمت شهرتها وتألقت كالشهاب.

إنها بطلة بلادها وبطلة العالم، ولم تفخر أمة في العالم ببطلة قومية فخرها بجان دارك (مع أننا نفخر بالبطلة الجزائرية جميلة بوحريد وبغيرها من البطلات اللائي سطرن مآثر بطولية بأحرف من نور.)

لقد ألهمت جان دارك آلاف الرسوم والقصائد والمسرحيات بشتى اللغات. وقد أذهلت النقاد والمؤرخين الذين صرفوا سنوات طويلة بحثا عن الحقيقة المتصلة بتلك البطلة الخالدة في محاولة لمعرفة قدراتها الخارقة التي مكنتها من القيام بكل ما قامت به من بطولات عز نظيرها في تاريخ الإنسانية.

إضافة لتلك البطولات فقد رسمت قديسة وأصبحت تعرف بالقديسة البطلة جان دارك.
والسلام عليكم

المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود

فاطمة صالح
19/11/2009, 09:42 AM
السلام عليكم
انا طالبة اداب انجليزي واعشق التاريخ الانجليزي واحب القراءه فيه ولكن
هل تصدق انه في كتبنا الدراسيه عن الادب الانجليزي ذكرت جان دارك باسطر معدوده فقط
وكان ذكرها يشمل (كما ذكرت مسبق) انها مشعوذه وساحره وانها ممسوسه وتدعي بانها
مختارة لاحراز الانتصارات.....هذا فقط ما ذكر عنها ؟؟!!
شيء عجيب حقاً!! لماذا هذا التزوير في التاريخ واخفاء الحقائق!!

على العموم اشكرك على هذه المعلومات القيمه وننتظر المزيد

محمود عباس مسعود
19/11/2009, 12:08 PM
السلام عليكم
انا طالبة اداب انجليزي واعشق التاريخ الانجليزي واحب القراءه فيه ولكن
هل تصدق انه في كتبنا الدراسيه عن الادب الانجليزي ذكرت جان دارك باسطر معدوده فقط
وكان ذكرها يشمل (كما ذكرت مسبق) انها مشعوذه وساحره وانها ممسوسه وتدعي بانها
مختارة لاحراز الانتصارات.....هذا فقط ما ذكر عنها ؟؟!!
شيء عجيب حقاً!! لماذا هذا التزوير في التاريخ واخفاء الحقائق!!
على العموم اشكرك على هذه المعلومات القيمه وننتظر المزيد

إن أسطراً معدودة وبالكيفية التي ذكرتها هو إجحاف بحق شخصية بهذا النبل والعظمة. قد يعمد البعض إلى إخفاء الحقائق تفادياً لإحراج أو اعترافاً بهزيمة.
يسرني أنك تجدين فائدة في المعلومات التي يتم طرحها.. المزيد على الطريق بعونه تعالى.
وعليك السلام

هيام ضمره
19/11/2009, 06:37 PM
ما أروع بطولات سطرها أشخاص غير عاديين منحهم الله قوة القلوب ونهضة العقول واقبال القادة المحررين..
هم من غير طينة بشر عصر التخاذل والتسحب وذل طأطأة الرؤوس وبيع الضمير بالأسعار البخسة والتخلي المهين عن الحقوق
وما أجمل استذكار أسمائهم الساطعة رغم أنها عالقة في الذاكرة لا تمحوها النكبات ولا غرائب الأزمان ولا حتى تغير الأزلام
تسعد النفس حين تستعيد الذاكرة قراءات الأمس البعيد وبالأخص قراءات الطفولة بكتبها المصورة وألوانها المعبرة وأغلفتها الساطعة
بصورة لجان دارك تلك الفتاة القروية البسيطة الشجاعة المميزة بشخصيتها القيادية العسكرية وهي تقف على رأس جلمود صخري بثيابها القروية البسيطة ترفع سيفها لتشق عنان السماء وتقود جيوش التحرير حين كان هذا الشرف العظيم قبلة الشرفاء والحكماء والعظماء
تكاد جان دارك تتفرد بمثل هذه القيادة وهذا الشرف العظيم على مستوى بنات جنسها تاريخياً، التاريخ نقل الينا الكثير من الأسماء لمناضلات سطرت أسمائهن بأحرف من نور في السجل التاريخي، إنما لم يكن فيهن قيادية لجيش ثورة تحرير بالمعنى الصريح على مستواها
ولقد مرّ على أعمدة حرق البشر في أوروبا كلها أعداداً من النساء بين المهرطقات حقيقة والمتهمات زوراً وبهتاناً الكثير إنما جان دارك هي الوحيدة التي بطولتها تركت لها مكاناً خالداً في الأذهان وفي كتب التاريخ وحتى قصص الأطفال.. إنها بحق امرأة من نوع فريد لا تلدها النساء إلا في النادر والنادر جداً
الذاكرة ما زالت تحتفظ لها بالصور المتخيلة لمعارك تبلى فيها امرأة بشعرها الأنثوي الأشقر المتطاير وهي تهدر بصوت اقبالها وحيدة بين الرجال.. شدتها وقوتها وحكمتها دافعهم للانطواء تحت لوائها مؤمنين بقدرتها على قيادتهم نحو النصر
ليت الزمان يبعث الينا مثلها رجال أو نساء ونحن اليوم بأمس الحاجة لمثلها وقد ملت وجناتنا تلقي الصفعات، واستفحل بنا الذل والهوان حتى صرنا له عبيداً منساقين نباع ونشترى في سوق النخاسة السياسية، والمطامع الاستعمارية تنهش بنا كنهش الوحوش الضارية

ألاحظ تفرد انتقاءات مواضيع كاتب المقال فيما يعرضه على الجدار الواتوي.. فجهوده لذلك مباركة

نادرة بنسلامة
20/11/2009, 12:27 AM
مشكور أستاذنا محمود على هذه الإضافة التي لم أكن ملمة بها

محمود عباس مسعود
20/11/2009, 12:34 AM
أديبتنا المقدرة هيام ضمره
فائق الشكر على هذه المداخلة الدسمة التي سمت بالموضوع وأضفت لمسة مشرقة على حياة تلك البطلة الخالدة التي لا نبالغ إن وصفناها بيتيمة الدهر.
مرورك شرف لي وكلماتك محفز قوي لمواصلة المسيرة المباركة.
تحياتي واحترامي

محمود عباس مسعود
20/11/2009, 12:36 AM
أهلا ومرحبا بالأخت نادرة بنسلامة.
أسعدني مرورك اللطيف.
تحياتي لك.

مصطفى بلعيد
21/11/2009, 11:10 PM
الاستاذ المحترم محمود عباس لا شك ان ما تدونه من ارقى القراءات واهمها لكننا يا سيدي نحتاج لعطفك في النشر فنحن يدوب نستطيع المتابعة ... من استفزازات الحياة اليومية ... ومشاكلها فرحمة بنا ايها الكريم ... وساعدنا في اللحاق بما تكتبه لاهميته .ولك كل الود والتقدير

قوادري علي
22/11/2009, 12:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ محمود عباس
سعيد جدا بمتابعة ما تكتبه.
شكرا جزيلا.
تقديري.

محمود عباس مسعود
22/11/2009, 03:18 AM
الأخ العزيز مصطفى بلعيد
شكراً على ملاحظتك وسأحاول التوفيق ما بين القائلين (هل من مزيد) وما تفضلت به. ما شاء الله القرّاء كثر والتوجهات متشعبة، ولذلك أحاول التنويع والتسريع.. إنما سآخذ ملاحظتك في الإعتبار.
تحياتي ومودتي

محمود عباس مسعود
22/11/2009, 03:21 AM
الأخ العزيز قوادري علي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وأنا سعيد جداً لهذا التواصل الطيب.
بارك الله بك.
ولك مني خالص المودة
مع تحياتي القلبية.

اليان الاسكندر
22/11/2009, 04:11 AM
قرات قصة جان دارك و انا عمري عشر سنوات

حاولت جاهدة اترجم معاني الوقائع و الجمع بين روحانية الفتاة و تجسيد احداث حياتها

رغم تعقيد الصدق بين النور السماوي ..و جوهرة البراءة التي يكنها جسدها الصغير

الا اني آمنت بوجود سر قاد جان دارك.. لانها خارقة لعادة البشر..باندماجها لصفوف جيوش و هي مجرد قروية تشغلها غزل الصوف و الخياطة .. و الحنكة التي مثلتها بتدبير خطط الهجوم و الدفاع و تحقيق نصر مستحيل بزمانها..

يا الله استاذي .. / .. *محمود عباس مسعود*

لكم يروق لي قراءة نصوصك و اختيارك مبدع يبحر بالعقل للخيال الواقعي
كل تحايا

محمود عباس مسعود
22/11/2009, 02:48 PM
الأخت العزيزة ليليان
الروحانية لا تمنع أن يلعب الإنسان دوراً قد يبدو في ظاهره مغايراً للروحانية إنما لا نعرف دوماً المقاصد العليا. فالفتاة كانت صغيرة وبحسب كل ما نعرفه عنها لم يكن لديها أطماع شخصية تسعى لتحقيقها.

عندما تريد العناية الإلهية تحقيق غاية ما تعمل بكيفية مغايرة في أكثر الأحيان لمعايير البشر. لا بد أن قوى غير منظورة كانت تحركها واستعملتها أداة مناسبة لإنجاز عمل كبير.
شكراً على المرور وتحياتي لك.

نجوى محمد
06/12/2009, 03:13 AM
استاذي محمود عباس
موفق كعادتك في الاختيار
وأنا من عشاق معرفة التاريخ وأتابع كل ما تضعه من موضوعات شيقة في واتا لاني أجد بها متعتي وأنا اقرأها
فهل من مزيد أكثر وأكثر في التاريخ والشخصيات التي اثرت في تاريخ الشعوب؟
دمت بود

محمود عباس مسعود
06/12/2009, 01:22 PM
استاذي محمود عباس
موفق كعادتك في الاختيار
وأنا من عشاق معرفة التاريخ وأتابع كل ما تضعه من موضوعات شيقة في واتا لاني أجد بها متعتي وأنا اقرأها
فهل من مزيد أكثر وأكثر في التاريخ والشخصيات التي اثرت في تاريخ الشعوب؟
دمت بود

الأخت العزيزة نجوى محمد
يسرني متابعتك لما أطرحه من موضوعات. تطلبين المزيد مثلما يطلبه غيرك. إنني أجند كل طاقاتي لمواصلة الترجمة والإعداد وإعادة النظر في المواضيع قبل نشرها. هناك الكثير على الطريق بعونه تعالى. تفاءلوا بالخير تجدوه.
تحياتي وعليك السلام

محمد محمد حلمى
06/12/2009, 09:21 PM
الشكر كل الشكر للاستاذ الكبير محمود عباس مسعود لتطرقه لقصة تلك القديسة والبطلة الخالدة
كثيرا ما توقفت عند سيرة هذه القديسة ,كيف كانت مضرب المثل في الشجاعة وروح التضحية، وكيف كان الحكم عليها بالإعدام حرقا رغم أن التقاليد العسكرية لا تسمح بإعدام الأسرى لاسيما إذا كانوا قاده بل يتم دفع الفديه لإنقاذهم , وما يثير الدهشة هو موقف الملك شارل السابع الذى لم يحاول دفع الفدية لانقاذها نزولا على رأى بعض رجال حاشيته الذين باعو ضمائرهم للإنجليز والبورغونيين , ربما كان الصاق تهمة السحر والهرطقة هو السبيل الوحيد لاعدامها !!!
- حقا كان الحكم بحقها جائراً وبالغ الوحشية.
- ستبقى جان دارك من أبرز الشخصيات التاريخية، التي تتجلى فيها البطولة والجرأة؛ إذ قادت الشعب الفرنسي، لتقاتل الاحتلال الأجنبي (الإنكليزي) لبلادها
لقد جمعت شخصيتها بين الرمز والحقيقة؛ فهي شخصية مميزة ومتوهجة، حساسة، جذابة،
ولهذا أصبحت (جان دارك )رمز النقاوة الفرنسية , ومحبوبة في فرنسا إلى حد القداسة
- ولمن لايعرف فإن سيرة حياة (جان دارك ) تدور حول أحداث حرب المئة عام، بين بريطانيا وفرنسا (1337-1453)، وانتهت بخسارة الإنكليز لكل اقطاعاتهم في فرنسا.
- من هنا أصبحت " جان دارك" مصدر إلهام للكثير من الكتاب والشعراء الفرنسيين، وخرجت الكثير من الأعمال الأدبية التي تروي قصتها. ومن أشهر هذه الأعمال قصيدة "كريستين دو بيزان" في عام 1429م وكانت جان داراك حية وحملت عنوان: " جان دارك ". كما شغلت الكتاب والمؤرخين الأوروبيين. ولفتت انتباه الأديب الألماني الشهير "فريدريش شيللر" خلال مطالعته لتاريخ العصور الوسطى؛ فكتب عنها مسرحيته التي سماها (عذراءُ أورليانز)، وهي دراما رومانسية إنسانية، لم يقصد بها أمة معينة؛ بل عممها لكل الأمم المفككة، التي تسعى لمواجهة الأطماع الخارجية، عن طريق الوحدة , كما وضع "شارل بيجي" في عام 1897 المأساة الثلاثية التي حملت عنوان: "جان دارك". وفى عام 1928 أنتج "كارل دريير" فيلما بعنوان: "آلام جان دارك , كما توالى بعد ذلك انتاج العديد من الافلام والمسرحيات التى تتناول بعض من جوانب حياة "جان دارك" ...
تحياتى وتقديرى للاستاذ الكبير محمود عباس مسعود
بالتوفيق دائما

محمود عباس مسعود
08/12/2009, 02:45 AM
الأستاذ العزيز محمد محمد حلمي
أية مشاركة رائعة هذه التي تفضلت بها!
لقد رفدت الموضوع بمعلومات نفيسة ويسعدني بأنك من المعجبين بتلك البطلة القروية الرائعة التي ما زالت تحيا بيننا بروحها البطولية وبطولتها الروحية. يعجبني مثل مصري هو (الشغل شغله وشغله عجيب.)
تحياتي القلبية لك أستاذ محمد. أسعدتني بمرورك.
لك مني كل الود والتقدير
وعليك السلام يا أخي