محمود عباس مسعود
19/11/2009, 12:49 PM
غوتـــــــــــــــــــــه
ولد الشاعر الألماني يوهان ولفغانغ فون غوته سنة 1749، ولعب دورا رياديا في عالم الأدب والفكر الألماني بكافة تشعباته وفروعه. فقد كان شاعرا وروائيا وكاتبا مسرحيا وفيلسوفا من الرعيل الأول. بل ويعتبر من أعظم النوابغ الذين أنجبتهم الإنسانية على مر العصور، كما ويعتبر نداً لكل من سقراط وشكسبير ودانتي وغيرهم من مشاهير الأرض وعظمائها.
لقد امتلك عبقرية فريدة ومعرفة بديهية دقيقة لنظام الكون، وكان على دراية واعية وتجاوب دقيق مع كل ما يعتمل في نفوس البشر من طموحات وتطلعات وعواطف وأفكار. ليس هذا وحسب، بل كان ضليعا أيضا في علوم عصره وناقدا فنيا وأدبيا بصفته كاتب روايات ومسرحيات. وكان من أكبر دواعي سروره تأليف أشعار غنائية لبني قومه ما زالوا يتغنون ويعتزون بها حتى يوم الناس هذا.
من قلمه الفذ انسابت وانسكبت كلمات أروع الروايات التي ما زالت تحتل مكانها حتى الآن في رفوف الأدب العالمي العالي وهي رواية فاوست التي يعتبرها الألمان أعظم مسرحياتهم على الإطلاق. وكان قد أمضى سنيناً طويلة في التحضير لهذا الإنجاز العبقري الفريد، منذ ربيع رجولته وحتى خريف عمره.
رواية فاوست لا تنحصر وحسب في المعالجة الشعرية والدراماتيكية لأسطورة ذلك العالـِم المتعب الضجر من العيش، الذي يبيع نفسه للشيطان لعله يتذوق مباهج الشباب ولذات الحياة التي أحس أنها طارت من يده وصارت في خبر كان. ففي تلك الرواية المسرحية يتلمس القارئ خيوط تجربة شاعرنا ونظرته للوجود وفلسفته في الحياة.
في الجزء الثاني تصبح المسرحية عبارة عن رمز لشخصية الإنسان وأخلاقه وتجاربه الحياتية. إذ تصوِّر (فاوست) وقد وجد خلاصه في العمل النافع وانتصر في نهاية المطاف انتصارا باهرا على قوى الظلام. ذلك كان بمثابة اعتراف الشاعر بما علمته الحياة من دروس وتجارب.
تعليمه الأولي كان بإشراف والده وأساتذة خصوصيين. وفي سن السادسة عشرة تم إرساله إلى ليبزغ لدراسة القانون فتمكن من الجمع بين عمله المدرسي ونظم الشعر الغنائي ودراسة الفنون والآداب.
اضطره مرض ألمَّ به للعودة إلى فرانكفورت فواصل دراسة القانون في جامعة ستراسبورغ. وفي عام 1771 حصل على إجازة في المحاماة.
أثناء إقامته في ستراسبورغ تعرف على الشاعر الشهير يوهان هيردر الذي أطلعه على روائع شكسبير وألهمه تذوق ومحبة الأغاني الشعبية القديمة. وقد أسست كتابات غوته في تلك المرحلة لنقلة نوعية جديدة في تاريخ الأدب الألماني.
من عام 1771 ولغاية 1775 عمل كمحام في فرانكفورت ووتزلر، وكتب أولى مسرحياته غوتز فون برليخنجن وكذلك رواية أحزان ورثر التي خلدت تجربة تعيسة من تجارب حبه الضائع.
في عام 1775 دعاه تشارلز أغسطس أمير فيمار كي ينضم إلى بلاطه في ساكسوني، وعلى مدى العشر سنوات القادمة انهمك في شؤون الإمارة لا سيما في أعمال الزراعة والجيولوجيا وعلم المعادن، وقد أثبت جدارته وخبرته في كل ما قام به. ومن خلال عمله أحب التاريخ الطبيعي الذي شغل حيّزا كبيرا من سنواته الأخيرة.
أمضى سنتين من حياته في إيطاليا حيث تأثر بالفنون والآداب الكلاسيكية. وفي عام 1791 تعرف على الشاعر شيللر واستفاد كثيرا من مصاحبته مما ألهمه مواصلة العمل الأدبي لإنجاز العديد من رواياته التي كان قد شرع في تأليفها على فترات متفرقة من حياته.
توفي غوته في الثاني والعشرين من مارس من عام 1832 ودفن بالقرب من ضريح صديقه الأثير تشارلز أغسطس. وقد تم تحويل البيت الذي ولد فيه إلى متحف تذكاري تخليدا له، كما تم تشييد العديد من النصب التذكارية في أوروبا وأمريكا اعترافا بذلك العبقري الذي سطر صفحات خالدة في تاريخ الأدب الإنساني.
المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود
ولد الشاعر الألماني يوهان ولفغانغ فون غوته سنة 1749، ولعب دورا رياديا في عالم الأدب والفكر الألماني بكافة تشعباته وفروعه. فقد كان شاعرا وروائيا وكاتبا مسرحيا وفيلسوفا من الرعيل الأول. بل ويعتبر من أعظم النوابغ الذين أنجبتهم الإنسانية على مر العصور، كما ويعتبر نداً لكل من سقراط وشكسبير ودانتي وغيرهم من مشاهير الأرض وعظمائها.
لقد امتلك عبقرية فريدة ومعرفة بديهية دقيقة لنظام الكون، وكان على دراية واعية وتجاوب دقيق مع كل ما يعتمل في نفوس البشر من طموحات وتطلعات وعواطف وأفكار. ليس هذا وحسب، بل كان ضليعا أيضا في علوم عصره وناقدا فنيا وأدبيا بصفته كاتب روايات ومسرحيات. وكان من أكبر دواعي سروره تأليف أشعار غنائية لبني قومه ما زالوا يتغنون ويعتزون بها حتى يوم الناس هذا.
من قلمه الفذ انسابت وانسكبت كلمات أروع الروايات التي ما زالت تحتل مكانها حتى الآن في رفوف الأدب العالمي العالي وهي رواية فاوست التي يعتبرها الألمان أعظم مسرحياتهم على الإطلاق. وكان قد أمضى سنيناً طويلة في التحضير لهذا الإنجاز العبقري الفريد، منذ ربيع رجولته وحتى خريف عمره.
رواية فاوست لا تنحصر وحسب في المعالجة الشعرية والدراماتيكية لأسطورة ذلك العالـِم المتعب الضجر من العيش، الذي يبيع نفسه للشيطان لعله يتذوق مباهج الشباب ولذات الحياة التي أحس أنها طارت من يده وصارت في خبر كان. ففي تلك الرواية المسرحية يتلمس القارئ خيوط تجربة شاعرنا ونظرته للوجود وفلسفته في الحياة.
في الجزء الثاني تصبح المسرحية عبارة عن رمز لشخصية الإنسان وأخلاقه وتجاربه الحياتية. إذ تصوِّر (فاوست) وقد وجد خلاصه في العمل النافع وانتصر في نهاية المطاف انتصارا باهرا على قوى الظلام. ذلك كان بمثابة اعتراف الشاعر بما علمته الحياة من دروس وتجارب.
تعليمه الأولي كان بإشراف والده وأساتذة خصوصيين. وفي سن السادسة عشرة تم إرساله إلى ليبزغ لدراسة القانون فتمكن من الجمع بين عمله المدرسي ونظم الشعر الغنائي ودراسة الفنون والآداب.
اضطره مرض ألمَّ به للعودة إلى فرانكفورت فواصل دراسة القانون في جامعة ستراسبورغ. وفي عام 1771 حصل على إجازة في المحاماة.
أثناء إقامته في ستراسبورغ تعرف على الشاعر الشهير يوهان هيردر الذي أطلعه على روائع شكسبير وألهمه تذوق ومحبة الأغاني الشعبية القديمة. وقد أسست كتابات غوته في تلك المرحلة لنقلة نوعية جديدة في تاريخ الأدب الألماني.
من عام 1771 ولغاية 1775 عمل كمحام في فرانكفورت ووتزلر، وكتب أولى مسرحياته غوتز فون برليخنجن وكذلك رواية أحزان ورثر التي خلدت تجربة تعيسة من تجارب حبه الضائع.
في عام 1775 دعاه تشارلز أغسطس أمير فيمار كي ينضم إلى بلاطه في ساكسوني، وعلى مدى العشر سنوات القادمة انهمك في شؤون الإمارة لا سيما في أعمال الزراعة والجيولوجيا وعلم المعادن، وقد أثبت جدارته وخبرته في كل ما قام به. ومن خلال عمله أحب التاريخ الطبيعي الذي شغل حيّزا كبيرا من سنواته الأخيرة.
أمضى سنتين من حياته في إيطاليا حيث تأثر بالفنون والآداب الكلاسيكية. وفي عام 1791 تعرف على الشاعر شيللر واستفاد كثيرا من مصاحبته مما ألهمه مواصلة العمل الأدبي لإنجاز العديد من رواياته التي كان قد شرع في تأليفها على فترات متفرقة من حياته.
توفي غوته في الثاني والعشرين من مارس من عام 1832 ودفن بالقرب من ضريح صديقه الأثير تشارلز أغسطس. وقد تم تحويل البيت الذي ولد فيه إلى متحف تذكاري تخليدا له، كما تم تشييد العديد من النصب التذكارية في أوروبا وأمريكا اعترافا بذلك العبقري الذي سطر صفحات خالدة في تاريخ الأدب الإنساني.
المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود