المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محرر إيطاليا الذي لجأ إلى تونس



محمود عباس مسعود
20/11/2009, 11:26 AM
غاريبـــــــــالدي Garibaldi

ولد جوسيبي غاريبالدي سنة 1807، وكان بطلا قوميا وعسكريا في الكفاح الذي أدى إلى تحرير إيطاليا من الحكم الأجنبي وضَمِنَ لها مكانها ومكانتها بين أمم أوروبا الحديثة.

في ريعان شبابه وبواكير رجولته عمل غاريبالدي في سلك البحرية، وفي سن السادسة والعشرين تأثر بآراء وأفكار الفيلسوف والسياسي المحنك جوسيبي ماتزيني وبعض المتحمسين من جبهة التحرير الإيطالية، فقرر تكريس حياته لتلك الغاية النبيلة.

صدر عليه حكم بالإعدام في العام 1834 بسبب ضلوعه في انتفاضة فاشلة في جنوا فهرب إلى فرنسا ومن بعدها إلى أمريكا الجنوبية حيث عرف على نطاق واسع بأنه قائد لامع في نضال جمهورية أورغواي الحديثة ضد الأرجنتين.

في عام 1848 سمع بانتفاضة سكان شمالي إيطاليا ضد النمسا فيمم عائداً إلى بلده ليكافح ببطولة ضد المحتل، لكن إيطاليا مع ذلك بقيت تحت الاحتلال. وعندما فشلت تلك الثورة لجأ غاريبالدي إلى جنوا ثم إلى تونس، وسافر من بعدها إلى الولايات المتحدة.

خلال بضع سنوات من إقامته في الولايات المتحدة زار أمريكا الجنوبية عدة مرات. وفي عام 1854 عاد إلى أوروبا فاستقر في مزرعة صغيرة على جزيرة كابريرا Capreraفي البحر المتوسط.

في عام 1859 عندما ثار الطليان ثانية لاستعادة حريتهم تحت راية ملك سردينيا، شرع غاريبالدي بالعمل الجاد، وقد تواصلت أعماله البطولية بشكل مذهل حيث تمكن من استعادة صقلية التي انتزعها من ملك نابولي Naples بمساعدة كوكبة من المتطوعين الشجعان. وهذا الانتصار تبعه انتصارات أخرى أهمها زحفه المظفر على مدينة نابولي. وفي هذا الصدد يقول المؤرخ المشهور مايرز "إن الروح البطولية التي تمتع بها البطل المغوار غاريبالدي حولت مملكة سردينيا إلى مملكة إيطاليا."

بعد ذلك أوكل غاريبالدي كل الصلاحيات لملك سردينيا فيكتور عمانوئيل وعاد ليستقر في مزرعته على الجزيرة الصغيرة. لكن غاريبالدي لم يكن راضياً كل الرضى عن إنجازاته إذ كان يطمح لأن يرى روما وقد أصبحت من جديد عاصمة إيطاليا فقام بمحاولتين لاستعادتها. وفي محاولته الثانية لاسترداد المقاطعات البابوية سنة 1867 دحرته القوات الفرنسية التي هبت لنجدة البابا وأودع غاريبالدي السجن، لكن أفرج عنه فيما بعد وسمح له بالعودة إلى بيته ومزرعته.

إبان الحرب الفرنسية الألمانية التي نشبت عام 1870 قاد سرية من المتطوعين الفرنسيين في بورغندي وعند انتهاء الحرب انتخب عضوا في المجمع الفرنسي. وأخيرا تحققت أحلامه بتوحيد إيطاليا من أقصاها إلى أقصاها، وقد عادت روما عاصمة لها.

انتخب سنة 1874 لعضوية البرلمان الإيطالي وكان ذلك آخر منصب شغله في حياته.

(لقد أعجب مترجم هذه السطور بالبطل غاريبالدي وفي سنة 2000 أثناء زيارته لمدينة أسيزي الإيطالية، وبينما كان يقف أمام باب أحد المنازل قيل له أن البطل غاريبالدي عاش في هذا المنزل بالذات لفترة من الزمن.)

رحم الله أبطال كل الأمم فهم رافعو الحيف وملهمو الإنسانية على مر العصور.

المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود

مصطفى بلعيد
21/11/2009, 10:19 PM
قالتك التاريخية ممتعة جدا فلا تحرمنا من روعة قلمك ... لك الشكر الجزيل

محمود عباس مسعود
22/11/2009, 03:43 AM
العزيز مصطفى بلعيد
شكراً على الكلمات الطيبة كشخصك الطيب. نحن في خدمة الجميع بعونه تعالى.
دمت بإخلاص وعليك السلام