المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من وراء السـور قصة قاسم مسعد عليوة



الشاعرمحمدأسامةالبهائي
10/02/2007, 04:26 AM
قصة
من وراء السـور

قاسم مسعد عليوة
كنا قد نجحنا فى اجتياز السور ، وكان بنطلونى قد تمزق من عند الركبة ، وكان شبشب أحمد المقطوع مايزال مربوطا بدوباراته الأزلية .. قلت : أمى ستغضب كثيراً وستضربنى . همس : هش .. قلت : السلك قطع ما رتقته أمى اليوم .. فمد يده وكمم فمى وتسحبنا كالعادة إلى الركن الموجود فيه ذلك البرميل الذى اعتدناه .
همس أحمد : لقد أكلوا اليوم كابوريا .. نظرت فأذهلنى منظر القراصات والأرجل والأغطية الحمراء المحشوة بالبطروخ .. كانت سليمة .. لم تمس ولم تعض ولو بسنة واحدة .. همست : إنهم لا يعرفون كيف يأكلونها ، وضحك بخفوت : أبى سينبسط جداً .. وأخذتنا ال حمية فانهمكنا فى ملء أكياسنا .
فجأة ، أوقفتنا ضحكات ترددت طويلة ممتدة كأحبال الغسيل وخيوط طائراتنا الورقية ، فتسمرت أسنانى على العظام التى هشتها لتوى .. أسرعنا بشد أربطة الأكياس وتبادلنا النظر.
كان الضحك يبدو بعيداً وقريباً فى نفس الوقت .. ومن غير أن نتفق وجدنا أنفسنا نتسحب حول المبنى بحثا عن مصدر الضحك .. كان ضحكا مشدودا وممتدا ومتموجا ، وكنا نخشى البوابين والخدم والكلاب .. وكانت زفارة عظام الكابوريا تكشفنا وإن رحنا إلى سابع أرض .. وكانت التكعيبة التى اصطدمنا بها عند أول انعطاف ملاذا طيبا .. تخفينا وراء اللبلاب وزهور ست الحسن ونظرنا .. آه .. كانوا عرايا .. وكان هناك ماء ومقاعد ومصابيح وموسيقى .. كانت هناك مناضد وعنب ومانجو وبرقوق .. وكن يضحكن يسقطن فى الماء ويصعدن ويكركرن .. وكان الرجال يطرطشون الماء ويشدون البنات من أرجلهن .. وكانت المياه تتصاعد كنافورات وتسّاقط كمطر .. وكانت المشمعات الزاهية تتناثر على البلاطات الملونة ، وكانت أجسادهم العارية ممددة عليها .. وكان هناك دش .. وكانت تتساقط منه بلورات مثل كريستال النجف .. تتساقط وتصطدم فى وشيش مكتوم بلحومهم العارية .. وكنا قد بدأنا نقضم شفاهنا ، إلا أن نسمة تدومت فزكمتنا برائحة زفارتنا .. تبادلنا النظر وانسحبنا على الفور قبل أن يلمحنا البوابون أو الخدم أو الكلاب فتضيع الأكياس وتمزقنا أسلاك السور .



من أبداعات القاص الكبير
قاسم مسعد عليوة
مصر

محمد البوهي
10/02/2007, 12:49 PM
السلام عليكم

أخي العزيز الشاعر القدير / محمد اليهائي

أشكرك على جهدك ، ومتابعتك لمنتدى القصة ، ونشرك لهذه الاعمال القيمة ، والتي سيكون لي معها وقفة بعون الله ، لكن أتمنى أن تنشر مشاركة واحدة يوميا على الاقل ، وذلك لإعطاء الفرصة للنصوص الأخرى أن تأخذ حق الوجود لفترة أطول في الصفحة الأولى .

مودتي

محمد سامي البوهي