منذر أبو هواش
10/02/2007, 08:20 PM
((مجلة المنار ـ المجلد [2] الجزء [2] ص 26 6 ذو القعدة 1316 ـ 18 مارس 1899))
أجمل ما قيل في الخال
قال مظفر الأعمى :
لا تحسبوا شامة في خده طبعت *** على صحيفة خد راق منظره
وإنما خده الصافي تخال به *** سواد عينيك خالاً حين تنظره
وأحسن منه في هذا المعنى قول بعضهم :
صقيل الخد أبصر مَن رآه *** سواد العين فيه فخال خالا
وقال ابن حمديس :
يا سالبًا قمر السماء جماله *** ألبَستني في الحب ثوب سمائه
أشعلت قلبي فارتمى بشرارة *** علقت بخدك فانطفت في مائه
ومثله قول المقري في مزدوجته :
وما أرى في خدك اليسار *** أنقطتا مسك بجلنار
أم ذاك لهيب النار *** رمى شرارتين في الأوار
فانطفتا في ماء ذاك الورد
وينظر إليه قول الأستاذ الشيخ عبد الغني الرافعي الشهير وأحسن ما شاء :
وما نقط ذاك الخال في الخد خلقة *** ولا حيلة جاءت بها صنعة السحر
ولكننا لما اجتمعنا عشية *** وقدمت من أهوى اعتناقًا إلى صدري
تقاطر دمعي فوق جمرة خده *** فكان سواد الخال من ذلك القطرِ
وينظر إلى قول المقري : ( أنقطتا مسك بجلنار) قول بعضهم :
ومهفهف من شعره وجبينه *** يبدو الورى في ظلمة وضياء
لا تنكروا الخال الذي في خده *** كل الشقيق بنقطة سوداء
وقال ابن رشيق في خال تحت الحنك :
حبذا الخال كائنًا منه بين الـ *** ـخد والجِيد رقية وحذارا
رام تقبيله اختلاسًا ولكن *** خاف من سيف لحظه فتوارى
وأحسن منه في بابه قول الشاب الظريف :
وبين الخد والشفتين خال *** كزنجي أتى روضًا صباحا
تحير في الرياض فليس يدري *** أيجني الورد أم يجني الأقاحا
ويناسبهما قولي في الخال تحت الشعر :
والخال لص شام ثغرك ضاحكًا *** فأتى ليسرق منه ذاك الجوهرا
لكنه خاف اللحاظ وقد رأى *** آس العذار مخيمًا فتسترا
وقال غوث الدين العجمي في العذار والخال :
لهيب الخد حين بدا لعيني *** هوى قلبي عليه كالفراشِ
فأحرفه فصار عليه خالاً *** وها أثر الدخان على الحواشي
وللشيخ ناصيف اليازجي معنى في الخال غريب وهو :
مليح شهدنا أن نارًا بخده *** لأنا وجدنا بينها فحم خاله
وأنت ترى أنه أهان الخال ونقصه قدره ، وهو ذنب لا يغفره له عشاق
الحسان ، ويستحق عليه الهجر من الغوان ! وقريب من هذا قوله :
في خدها نار المجوس التي *** قام لديها الخال كالموبذان
وقال في مطلع قصيدة وأحسن ما شاء :
ما بال تلك الشامة الخضراء *** في النار وهي كأنها في الماء
وقد تفننوا في تشبيه الخال بالمسك والعنبر ، ومما قاله ابن سهل في ذلك من قصيدة :
غزال براه الله من مسكة بري *** بها الحسن منا مسكة المتجلدِ
وأبدع فيها الصنع حتى أعارها *** بياض الضحى في نعمة الغصن الندي
وأبقى لذاك الأصل في الخد نقطة *** على أصلها في اللون إيماء مرشدِ
وله في الخال أيضًا :
لا أرى الخال فوق خد *** يك ليلاً على فلق
إنما كان كوكبًا *** قابل الشمس فاحترق
____________:fl: ____________
((مجلة المنار ـ المجلد [2] الجزء [2] ص 26 6 ذو القعدة 1316 ـ 18 مارس 1899))
أجمل ما قيل في الخال
قال مظفر الأعمى :
لا تحسبوا شامة في خده طبعت *** على صحيفة خد راق منظره
وإنما خده الصافي تخال به *** سواد عينيك خالاً حين تنظره
وأحسن منه في هذا المعنى قول بعضهم :
صقيل الخد أبصر مَن رآه *** سواد العين فيه فخال خالا
وقال ابن حمديس :
يا سالبًا قمر السماء جماله *** ألبَستني في الحب ثوب سمائه
أشعلت قلبي فارتمى بشرارة *** علقت بخدك فانطفت في مائه
ومثله قول المقري في مزدوجته :
وما أرى في خدك اليسار *** أنقطتا مسك بجلنار
أم ذاك لهيب النار *** رمى شرارتين في الأوار
فانطفتا في ماء ذاك الورد
وينظر إليه قول الأستاذ الشيخ عبد الغني الرافعي الشهير وأحسن ما شاء :
وما نقط ذاك الخال في الخد خلقة *** ولا حيلة جاءت بها صنعة السحر
ولكننا لما اجتمعنا عشية *** وقدمت من أهوى اعتناقًا إلى صدري
تقاطر دمعي فوق جمرة خده *** فكان سواد الخال من ذلك القطرِ
وينظر إلى قول المقري : ( أنقطتا مسك بجلنار) قول بعضهم :
ومهفهف من شعره وجبينه *** يبدو الورى في ظلمة وضياء
لا تنكروا الخال الذي في خده *** كل الشقيق بنقطة سوداء
وقال ابن رشيق في خال تحت الحنك :
حبذا الخال كائنًا منه بين الـ *** ـخد والجِيد رقية وحذارا
رام تقبيله اختلاسًا ولكن *** خاف من سيف لحظه فتوارى
وأحسن منه في بابه قول الشاب الظريف :
وبين الخد والشفتين خال *** كزنجي أتى روضًا صباحا
تحير في الرياض فليس يدري *** أيجني الورد أم يجني الأقاحا
ويناسبهما قولي في الخال تحت الشعر :
والخال لص شام ثغرك ضاحكًا *** فأتى ليسرق منه ذاك الجوهرا
لكنه خاف اللحاظ وقد رأى *** آس العذار مخيمًا فتسترا
وقال غوث الدين العجمي في العذار والخال :
لهيب الخد حين بدا لعيني *** هوى قلبي عليه كالفراشِ
فأحرفه فصار عليه خالاً *** وها أثر الدخان على الحواشي
وللشيخ ناصيف اليازجي معنى في الخال غريب وهو :
مليح شهدنا أن نارًا بخده *** لأنا وجدنا بينها فحم خاله
وأنت ترى أنه أهان الخال ونقصه قدره ، وهو ذنب لا يغفره له عشاق
الحسان ، ويستحق عليه الهجر من الغوان ! وقريب من هذا قوله :
في خدها نار المجوس التي *** قام لديها الخال كالموبذان
وقال في مطلع قصيدة وأحسن ما شاء :
ما بال تلك الشامة الخضراء *** في النار وهي كأنها في الماء
وقد تفننوا في تشبيه الخال بالمسك والعنبر ، ومما قاله ابن سهل في ذلك من قصيدة :
غزال براه الله من مسكة بري *** بها الحسن منا مسكة المتجلدِ
وأبدع فيها الصنع حتى أعارها *** بياض الضحى في نعمة الغصن الندي
وأبقى لذاك الأصل في الخد نقطة *** على أصلها في اللون إيماء مرشدِ
وله في الخال أيضًا :
لا أرى الخال فوق خد *** يك ليلاً على فلق
إنما كان كوكبًا *** قابل الشمس فاحترق
____________:fl: ____________
((مجلة المنار ـ المجلد [2] الجزء [2] ص 26 6 ذو القعدة 1316 ـ 18 مارس 1899))