المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقابلة مع هنري فورد



محمود عباس مسعود
25/11/2009, 11:24 AM
مقتطفات من كتاب لرالف والدو تراين Ralph Waldo Trine يضم أحاديث ودية دارت بين الفيلسوف الروحي تراين وهنري فورد الغني عن التعريف.

مستر تراين: ما هو دينك يا مستر فورد؟

مستر فورد: لكل إنسان دينه الذي يؤمن به ويعمل بهديه وإرشاده ما دام يكرّس له ما يكفي من الوقت والاهتمام الجاد. هذا يتم جزئيا عن طريق التفكير وجزئيا عن طريق التجريب. كما أن لكل إنسان فرديته وأفكاره المستقلة. وفي تقديري أن كل واحد يحاول فحص وتمحيص بعض الأمور عن طريق إخضاعها للتجربة الذاتية. لا أقصد هنا تجربة عادية عابرة إنما تجربة واعية، فاحصة، مدققة لإثبات ما يمكن إثباته والتمييز بين الحقيقة والخيال. في اعتقادي أن باستطاعتنا التجريب في الميدان الخاص الذي ندعوه ديناً. وعلى هذا الأساس يصبح بالإمكان تبني النقاط التي يتفق عليها معظم الناس واعتبارها الدعامة الأساسية للحقيقة.

لا أعني بذلك أن الدين منفصل عن باقي شؤون الحياة. إطلاقاً! فهو مرتبط ارتباطا وثيقا بأمور الناس الحياتية لأنه يشمل كل شيء مثلما هو مشمول في كل شيء. ما أقصده هو معتقداتنا ومبادئنا ومواقفنا مما هو منظور وغير منظور، ومن الواجب ومن علاقتنا بالناس من حولنا وبمشاهد وأحداث الحياة الدائمة التعاقب والتغير.

مستر تراين: صحيح، هذا كله معقول، ولكنه لا يخبرنا الكثير عن دينك يا مستر فورد.

مستر فورد: إنني أعرف ما يؤمن به الشخص دون الحاجة إلى سؤاله عن معتقده. ذلك أعرفه بملاحظة تصرفاته والطريقة التي يواجه بها الحياة. إن كان لديك ما تؤمن به فليس من الصعب أن تعمل بموجبه. فالناس يعيشون حسب ما يؤمنون ولا يمكنهم أن يكونوا غير ذلك. وبناء عليه إن أردت أن تعرف ما يؤمن به الناس فلا تصغ لما يقولونه بل انظر لما يفعلونه.

مستر تراين: ما رأيك في دور العبادة؟ هل من دَور لها في الحياة؟

مستر فورد: ليس عندي أدنى شك حول ذلك. فالذين يذهبون إلى دور العبادة لا بد أن يحصلوا على منافع لأن الجو بذاته يساعد على ذلك. مثل تلك الأمكنة تكون مشبعة برجاء وثقة الذين يزورونها. وكل واحد يذهب إليها لا بد أن يترك شيئا نافعا يستفيد منه الآخرون من بعده. شخصياً يستحيل عليّ أن أفكر أن الذهاب إلى أماكن العبادة غير مجد، ومع ذلك فأنا لا أذهب إليها بوتيرة متكررة مثلما كنت أفعل سابقا. حالياً أذهب إلى حيث لا يعرفني الآخرون.

مستر تراين: لا بد أن الدين شغل في وقت من الأوقات حيـّزاً لا بأس به من تفكيرك؟

مستر فورد: نعم، هذا حصل لأكثر من ربع قرن. وهذا يحدث للكثير من الناس. لا يمكننا أن نعيش دوما مع المشاكل، بل يجب أن يكون لدينا استقرار نفسي. والدين هو ما يعطي ذلك الاستقرار الذاتي، وباستطاعتي القول أن ذلك الجانب هو ما يمكن أن نسميه العزاء الذي يقدمه الدين.

ما ندعوه اعتقادا اليوم كان في الماضي معرفة، وهذا ما أؤمن به. وإنني متأكد بأن البشر في يوم من الأيام كانوا يعرفون حق المعرفة ما يقولون أنهم اليوم يعتقدون بوجوده أو يؤمنون بحقيقته. الإيمان هو الوسيلة إلى المعرفة. أعتقد أن شيئا ما قد حدث للبشر فغلفتهم سحابة كثيفة، والأمور التي كانت في يوم من الأيام واضحة وضوح النهار ومعروفة للجميع أصبحت الآن محاطة بطبقة من الضباب.

هناك نقطة أخرى ذات صلة بما أعتقده وهي أن الناس على تواصل دائم مع كل شيء في الوجود، وأننا نحن بذاتنا كون مصغر، وأن هناك ملايين الأشياء التي تؤلـّف فرديتنا أو ما ندعوه (الأنا). وأننا لا نعمل فقط ونتفاعل على المستويات التي نراها ونحسّها بل أيضا على مستويات أخرى لا نراها. نحن عوالم صغيرة قائمة بذاتها، ونحاول استعادة قوى ومعارف كنا نمتلكها في يوم من الأيام.

كل ما تراه الآن، قد اختبرناه من قبل. إننا محطات مركزية وهناك كائنات لا حصر لها تأتي إلينا برسائل كل لحظة من حياتنا. ومن هذا المنطق والمنطلق لا يوجد من هو وحيد أو عديم الحيلة في العالم. كل الإمكانات متاحة لكل من يطلبها ويسعى في الحصول عليها. وكلما استعمل الإنسان إمكانياته كلما حصل على المزيد. إن أردت الحصول على أكثر مما لديك استعمل أولا ما لديك.


مستر تراين: ما رأيك في التفاوت في النجاح بين الناس ؟

مستر فورد: هذا يتوقف على تعريف النجاح. النجاح هو تحقيق لإنجاز يرتاح له الشخص. وعلى هذا الأساس لا بد أن يوجد الكثير من الناجحين الذين لا نسمع بهم. لو كان النجاح محصورا بالذين نسمع بهم فقط فلن يمتلك العالم ما يكفي من موارد تقيم أود البشرية. النجاح هو كالعـَظـَمة. فالعالم مليء بالعظماء الذين لا نسمع بهم...

من أقوال هنري فورد:
ما من شيء يصعب القيام به إن أنت جزّأته إلى أعمال صغيرة.
الطاعن في السن هو من يتوقف عن التعلم، سواء كان في العشرين أم الثمانين من عمره.
من يواصل التعلم يبقى شابا؟
أعظم ما في الحياة هو إبقاء العقل فتيا.
الأمان الوحيد الذي يمكن أن يحصل عليه الإنسان في هذا العالم هو الاحتفاظ بالمعرفة والتجربة والمقدرة.
أفضل صديق لي هو الذي يساعدني على إظهار أفضل ما عندي.
العقبات هي الأشياء المخيفة التي تراها عندما تحوّل نظرك عن هدفك في الحياة.
الشخص الممل هو الذي يحشي فمه ببطولاته وإنجازاته .
يمكنك القيام بكل شيء إن امتلكت الهمة التي هي بمثابة الخميرة التي ترفع الآمال حتى النجوم.
عندما تريد القيام بشيء ما يجب أن تحصي المجازفات وتقيّم مدى قدرتك على التعامل معها ثم تخطط للعمل بكل ثقة.
السوق دائما وأبدا بحاجة إلى منتجات جيدة، ويتشبع بسهولة بالمنتجات الرديئة.
اللقاء هو بداية، والاستمرار معا هو تقدم، أما العمل معا فهو سر النجاح.
العمل المثمر هو غاية الحياة.
الحياة متواصلة ونحن نواصل مسيرتنا إلى ما لا انتهاء.

والسلام عليكم

المصدر: East-West Magazine
الترجمة: محمود عباس مسعود