المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو لم أكن الإسكندر لكنت ديوجين! فمن هو؟



محمود عباس مسعود
25/11/2009, 04:55 PM
ديوجيـــــــــــن Diogenes

هو فيلسوف إغريقي ساخر ومزدر بالأعراف والتقاليد. ولد سنة 412 ق.م. وتوفي سنة 323 في كورينث في نفس اليوم الذي توفي فيه الإسكندر الكبير في بابل!

كان والده صرّافاً وقد سُجن أو نـُفي بتهمة تزوير العملة، وقد شملت التهمة ديوجين فذهب إلى أثينا مع خادم مصاحب له إسمه مانس، فما كان من ديوجين إلا أن صرفه عنه قائلا: إن كان مانس يستطيع العيش بدون ديوجين فما الذي يمنع ديوجين من العيش بدون مانس؟

أعجب ديوجين بتعاليم أنتيسثين Antisthenes المنادية بالزهد والنسك فأصبح تلميذا له بالرغم من المعاملة القاسية التي لقيها من معلمه. وخلال فترة قصيرة تفوق على معلمه من حيث السمعة الطيبة وحياة التقشف.

الحكايات المروية عنه ربما كانت صحيحة. وعلى أية حال فإنها برهان أكيد على ثباته على ما كان يؤمن به من مبادئ.

لقد راض نفسه على العسر وشظف العيش وتأقلم مع تقلبات المناخ والعناصر فعاش في حوض للاستحمام تعود ملكيته إلى معبد سيبل Siebel (ولم يعش في قبر كما يقال أحيانا).

كان لا يملك من حطام الدنيا سو طاس خشبي لا غير. وذات يوم عندما رأى فلاحاً فتياً يستعمل كفيه المضمومتين ليغرف بهما الماء ويشرب، حطم ديوجين الطاس معتبراً أنه من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها.

في طريقه إلى إيجينا أمسك به القراصنة وباعوه كعبد في جزيرة كريت إلى شخص من كرينث يدعى زينياد.

عندما سأله زينياد عن مهنته أجابه ديوجين: لا مهنة لي سوى تعليم الرجال وأني أرغب في أن يشتريني رجل بحاجة إلى معلم. وهكذا عاش في كورينث بقية عمره يعلم ولديّ زينياد وينادي بمذهب الفضيلة عن طريق ضبط النفس.

كان يذهب إلى المحافل الرياضية فيتحلّق الشباب حوله ليتعلموا منه بدلا من معلمه السابق أنتيسثين. ويرجّح أنه في إحدى تلك المناسبات طلب من الإسكندر أن لا يقف عائقاً بينه وبين ضوء الشمس، فعلـّق الإسكندر على ذلك الطلب بالقول: لو لم أكن الإسكندر لوددت أن أكون ديوجين.

شيّد له الكورنثيون بعد وفاته نصباً تذكارياً على هيئة عمود يقف فوقه كلب منحوت من الرخام.

الفضيلة بالنسبة له كانت تكمن في تحاشي كل الملذات الجسدية، وكان يعتبر أن الألم والجوع ضروريان لبلوغ الخير، مثلما كان ينظر إلى البهرجة وأنماط الحياة الاجتماعية السطحية على أنها لا تتفق مع الخير الأعظم والحقيقة، وأن الأخلاق الفاضلة تكمن في البساطة والعودة إلى الطبيعة.

كان متطرفا إلى أقصى الحدود في تطبيق فلسفته وترجمة مثله العليا إلى واقع، وقد تكون سمعته تأثرت بسبب التصرفات غير الخلقية لبعض تلاميذه من بعده.

أعجب النحاتون والرسامون كثيرا بشخصيته على مدى قرون وحاولوا تخليده برسومهم ومنحوتاتهم. وهناك تماثيل نصفية قديمة له في الفاتيكان ومتحف اللوفر وفي معبد جوبيتر في روما القديمة (الكابتول).

وقد تم العثور على لوحة رخامية بالنقوش البارزة تمثل الحوار الذي دار بين ديوجين والإسكندر الكبير الذي حسده على ما كان عليه من عبقرية فذة بهرت حتى قاهر الممالك وفاتح الأمصار نفسه إبـّان ذروة عزه وأوج عظمته!

والسلام عليكم

المصدر: دائرة المعارف البريطانية - الطبعة الحادية عشرة
الترجمة: محمود عباس مسعود

د.محمد فتحي الحريري
26/11/2009, 09:55 AM
معلومات موثقة تغطي جانبا معرفيا هاما بحثيا
شكري وتهنئتي للباحث والمترجم الاستاذ محمود عباس
جزاك الله خيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اا

محمود عباس مسعود
27/11/2009, 06:58 AM
معلومات موثقة تغطي جانبا معرفيا هاما بحثيا
شكري وتهنئتي للباحث والمترجم الاستاذ محمود عباس
جزاك الله خيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اا


أخي الدكتور العزيز محمد
شكراً على ما تفضلت به. كلماتك هي تشجيع وحافز لي على مواصلة العمل لتحقيق الغاية النبيلة.
تحياتي وتقديري