نشيد الروح الخالد ... لبيك اللهم لبيك

[سالم المساهلي]

يا له من مشهد بديع .. هذا الذي يؤلف الأرض والسماء عبر نشيد أبدي / أزلي خالد ..لبيك اللهم لبيك ..لكأن الأرض كلها تلهج بالتلبية ، وتهتز تحت خطى قوافل الحجاج .. لباس واحد ، ونداء واحد ، وقبلة واحدة .. ملايين يجتمعون من كل بقاع الأرض يجمعهم نداء إبراهيم ويشدهم التوق إلى التواصل مع المطلق البديع ..كل الحروف والعبارات تقف مشدوهة أمام هذا الجمال الآسر والمشهد الأخاذ والتناسق العجيب .. ولا نملك إلا التسبيح بجلال المعبود الذي قدر فهدى .. فهل تعي الأمة مقاصد هذا الدين في وَحدتها وتكاتفها وخطاها وتوجهها ؟؟ هل تدرك هذه الحكمة الجليلة والدرس السنوي الذي يتكرر عسى
تثوب الأمة إلى مسارها الحقيقي ورسالتها الاستخلافية ..؟ أي مشهد يضاهي هذا الجلال وأي موقف يقارب هذا البهاء وأية ملحمة تشبه هذه المسيرة والنشيد المعطر بالصفاء العبق بالسلام الساعي إلى الخلود ...
... لبيك اللهم لبيك .. .. لبيك لا شريك لك لبيك ..إن الحمد والنعمة لك والملك ..لاشريك لك ...
يوم عرفة وحده يجعلنا نشعر بوحدتنا.. وانتمائنا لهذا الكون الإيماني الرحب ويملؤنا إحساسا بالتاريخ وبملاحم السابقين .. من إبراهيم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام ..
اللهم ارزقنا الرشد والوعي ووفقنا إلى الوَحدة .. واهدنا سبيلك السوي القويم .. وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ..
إنك أنت السميع البصير