في وداع ياسر عرفات -مهداة لهلال الفارع

[صلاح محاميد]

في وداع ياسر عرفات


وطأطأتَ قامتك
لبّيتَ النداءْ
حينما غازلَتْ
نفحَ الروح الأخير
حينما أغْوتْكَ
بتشييعك
عصافيرُ الجليل

أحتفلتْ حباتُ التراب
في باحة المقاطعه
تراشقتْ
ثكبانُ الصحراء
والريح تزهو
من عطاء اللقاح
حينما لبّيتَ النداء
وشهقتَ زئيرَك ألأخير
نغماً للعواصف
الحره

أحتفلَ البحرُ
حينما
دحْرجتَ
في أمواجه
شبقَ النزغِ الأخير
تراقصَ القمرُ
على أطرافِ
غيوم
تدّفقتْ في سماءٍ
سرّحْتَها
من رؤوس أناملك
عند إنحسارها
وكان عيد
حينما أفتقدتْك
أشجارُ الزيتون

صارت تناديك

جاءتْ الدباباتُ
يا عرفات
تُحاصرنا
دوت الصواريخُ
فلنتسلح بما تُشِعُ
من وَهجِك
روحُنا

جاءتْ المجنزرات
ياعرفات
فلنخلد
الى زقزقةِ
العصافير
نياشين الريحان
الى ثكنات
أمتداد حلمك فينا

جاءتْ من مطارات
العم سام
ألآباتشي
يا أبتي
تحمل لنا ديمقراطيه
موشمةً
بالكبريت والنابالم
فلننحني لزهرة برقوق
نُكحلُ بلقاحها
جفون عيون الجنود
الساهرة
على أبواز المدافع
ولْنسجد جمعاً
مع نرجس
سهولنا

جاءت الصواريخ
يا أبتي
تُفرقع أسرابَ الحمام
تنشر في مَدانا
بياناتها الحربيه
فلنعلن خطاباتنا
هديلاً
وهواءنا أثيراً
ترفرفُ له
أجنحةُ الفراشات

جاءت سروبُ الجيوش
يا أبتي
تغازل البنادق
وفكرة إصلاحنا
بتكتيكات عصريه
أنطلقت من
ثكنات وحول
القرون الوسطى
فتجددْ يا أبتي
عطراً
نوراً
وأفترشْ
حبات تراب
رصَدتْكَ
لتضُمك طويلاً
في باحات فلسطين

أغلقْ جفونَك
للأبد
ليتسنى
لصخور القدس
زهوةً
عند التلكأ
على ساعديك
وأعلنْ طلاق الروح
ليتسنى
للريح إنعتاقاً
في زمجرةَ الزوابع

إفترشْ التراب
يا أبتي
وأدفع جسدك
في حضن أمك
ليتسنى
للأرض أن تحفل
عيداً أبدياَ
وأرشق نداءَك ألأخير
في صومعة الحكام
ليتسنى
لشباب المقاطعه
زئيراَ
يؤججُ مساحات
التاريخ
في أروقة
العواصم المتحضره.



12نوفمبر2004- أيطاليا

[هلال الفارع]

أخي صلاح
تحية طيبة عذبة
أشجيتني يا أخي صلاح من وجهين:
أولهما بهذه الكلمات الصادقة التي تدمي القلب قبل العين، بما فيها من إصرار نادر على البقاء..
وثانيهما حين أعدتني إلى الوراء، لتضعني قبالة لحظات الحزن تفترسني - وما أكثرها، بل ما أشدها - فتذكّرت وداع ياسر عرفات الأول عند الخروج من بيروت، وكنت قد كتبت في ذلك الرحيل عدة قصائد، يشرفني أن أهديك واحدة منها، سأنشرها في منتدى الشعر الفصيح مهداةً إليك.
تحياتي الخاصة لشخصكم الكريم.

[إسماعيل صباح]

الأخ صلاح :ـ
يؤسفني جدا أن أجد بعد عام من انتقال ياسر عرفات الى ربه من يكتب عنه شامتا . لكن مقولته الشهيرة يا جبل ما يهزك ريح ....جعلت البعض يحاول النيل منه؟ على رأي المثل القائل :ـ مثل الجمل لو طاح كثرت سكاكينه . لا أدري سبب اختيارك لهذه الهدية بالذات لأخي هلال . سامحك الله دع الخلق للخالق وهو الان أفضى الى ما قدم وهو عند ربه يعامله بمشيئته إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ورحمه. وهل نحن أحسن حال منه وهل نعلم كيف تكون خاتمتنا .تاكد أن يوم رحيله لم يكن عيدا لأحد إلا لأعداء الوطن. فاذكروا محاسن موتاكم.
ـــــــــــ
أخي إسماعيل
أعتقد أن في الأمر سوء فهم لا أكثر،
فالرجل ليس شامتًا بعرفات، بل ربما من أكثر محبيه،
لعلك خلطت بين هذه القصيدة، وأخرى نشرت ردًا على قصيدة من الأخ صلاح، وقد قمت بحذفها،
لما فيها من تطاول غير مقبول إنسانيًا على الأقل.
أرجو أن تقرأ القصيدة مرة أخرى..
تحياتي لك

[وليد ابو سلطان]

رحم الله رمز الشعب الفلسطيني الأب ياسر عرفات...
كل الشكر مقدم للأستاذ الشاعر على هذه الكلمات البليغة بحقه ...