المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشرفيات .. حموضة العنب ِ المُعتق ِ .. مجموعة قصائد نثرية



اشرف مجيد حلبي
29/11/2009, 02:08 AM
(1)


أشرفيات .. الوعدُ .. والاحتمال ..

ينضج ُ في اليباس ِ طعم ُ تفويت ِ الفرصة ِ
كانَ البُسْرُ واعدا ً في اخضرار الاحتمال .

نصف الاختمار ِ يومَ يغسلُ وجهه ُ
تتراءى في الزلال ِ كفه الوحيدة ُ
فالناقصة ُ تبحثُ عن ِ الكلّ الهارب ِ منَ الاكتمال .

يومَ ارتمتْ في جمود ِ لحظتها الغائبة ِ
لمْ ُيبصرها الحاضرُ
كانتْ ُتحرّكُ يدَ الوداع ِ
داخلَ مقصورة ِ القطار ِ المُسافر ِ إلى الوراء .

لا تحتملُ وزنَ الريشة ِ
عندَ ُسقوطها َتدّعي التحليق َ
فلسفة ُ الكسيح ِ المُكابر ِ
ُمتّكئة أبجديّاتها على عصا الثبات ِ المفقودة ِ
وقعُ أثرها على الزهو ِ الأصفر ِ لا يرَ البحر
لكنه ُ واثقٌ منْ سماعه ِ لصوت ِ الهدير ِ .

يمضي في صدى الأثير ِ المُثقل ِ بالصمت ِ
يصيغُ ظلّ ابتسامته ِ الصفراء
على أنّها مثيل ُ الكرات ِ الناريّة ِ الحاضنة ِ للدجى

قانعٌ أنّها عطاء ٌ َبرّاق ٌ ُينيرُ الدربَ
في مجرى حلم ٍ َيتّسعُ لكلّ الفضاء ..!


@@@@@@@@@@@@@@


(2)


أشرفيات ... ُيهدهد ُمترددا ً ..


ُيهدهدُ ُمترددا ً
في حيّز ٍ
يحتمل ُ
سعّة التحرّك ِ المحدود .

خندقُ الكانتونات ِ
ينتصرُ
لاصطفاف ِ المستطيلات ِ
في حلم ٍ دائريّ ٍ
ينجبُ
" ولادة ً ُمتعثرة ً "

بريقٌ عاجيّ ٌ
ُيسقط ُ الخطوات الثقيلة ِ
في الشبك .

رائحة ُ الاطمئنان
تنشرحُ
في صدور الخانات ِ الفارغة ِ
ُفزنا " بالصمود ِ "
في لعبة ِ الاحتمالات ِ .

سأقتلعُ النظرات المُضلّلة ِ
ُيجاهرُ الجمرُ
وخارطة ُ الطريق ِ
تفضحُ استجمارَ نواياه .

َيصغرُ البؤبؤُ
حرصا ً
منْ شرارة ٍ طائشة ٍ

ماهيّة ُ الانقباض ِ
تتراءى في العيون ِ
مشدودة ٌ أعصابها
ُمنغلقة ٌ على خيار ِ الانفتاح ِ
بقتل ِ الملك .!

" التضحية ُ بالكماليّات ِ
تضمنُ خبزَ اللحظة ِ "

فالصمتُ يفتكُ كالجوع ِ
في لعبة ِ الشطرنج ،

خطوة ٌ َتبعدها
عن ِ الأفق ِ المُشتعل ِ
" لا بدّ َ أنْ يتحرك َ الفارسُ
نحوَ أسره ِ ! "

أقلّها سيستمرّ ُ الدفىء ُ
في الجمود ِ المُتصلّب ِ
ولنْ تفضحنا الشمسُ ،
منطقُ الاعتدال ِ في زخم ِ الزوال ..!


@@@@@@@@@@@@@@@


(3)


أشرفيات .. الموت ُ اكتفاء ..!


ُأسْدِلَ الستارُ قبلَ اندلاع ِ الحريق ِ
انطفأ فصلُ الجمْر ِ
قبلَ التحام ِ الدمعة الأولى بالأثير ِ
ُمشبعٌ بالملح ِ هذا الحبرُ ،

خشبة ُ المسرح ِ تنظرُ إلى أعلى
أينَ ستبصرُ الشرارة الباهتة
سوى في جمود ِ الذاكرة ِ
بعيدا ً عنْ زخم ِ الاشتعال ..

ضاعتْ ُأمنيتي يقولُ الصدى
انفرج َ الدخانُ وتمادى
في ترسيخ ِ ماهيّة ِ الضباب

حالة ُ الفوضى في المتاهات
تنتظمُ باصطدام ِ الرؤى
وتشابك أبعادها في الاعتلال

خلطة ٌ منْ ُقشور ِ التجاعيد
تبحثُ عن ملامحها في المرآة المكسورة ِ
فلا الفتات يستأنسُ مع الصدأ
ولا الصدأ ُيؤمن ُ بالهوامش ِ الجرداء
رغما ً عنه ُ ُيجدد نضارته ُ في حديد المفردات .

" الموتُ اكتفاء "
تنطقها وتتصلّب خارج حيّز ضبطها
ُتصرّ ُ أنّ غيابَ الدرب ِ
لا ُيوقفُ المسيرَ نحو الطريق ..

زحمة ٌ ومكتظة ٌ أروقة ُ الشوارع ِ
يتذمرُ وقع ُ الخطوات ِ في الفراغ
فهلْ سنصلُ قبلَ المغيب ِ
إلى المُترهّل ِ منّا في أحاديث ِ المساء ..!


@@@@@@@@@@@@@@


(4)


أشرفيات .. نصّ ٌ يبحثُ عن اشتعال ..!


تبعدُ أصابعك ِ عنّي دهرا ً
يسقط ُ القلم ُ عن سلّم الموسيقى
نغمٌ يحتاج ُ للمسافات ِ البعيدة
شهقة ٌ تسرقُ حرية ً من الزمن ِ
ريثما ترتطمُ بالأرض ِ
تنقذها القوافي في شجني ...
أشعلتْ حرقتي رصاصا ً
ُمبيّتا ً في الأحرف ِ المنسية ِ
يتساقط ُ سرابها
حلقة ً من الدخان ِ .. يطيرُ في الحلم ِ ..!


*****
لا بدّ َ أنْ تكسري شيئا ً قبل َ ترتيب الشظايا ...!
أحلامنا المبعثرة ُ ملك ٌ لنا
نركضُ خلفها أو نسبقها في التخلّف ِ عنها ..
ولا ُنبصرها إلا في المرايا ...
أين أنت َ الآن منّي ؟
أبعدُ ممّا تظنين َ
فالعمرُ يجري منّي
ومفردة ُ الفجر ِ تسقط ُ في البئر ِ
وأنا أحذفُ بالحجارة ِ ما تبّقى من الشظايا ...


*****
مفردتان ِ في جسد ٍ واحد ٍ
وحسناءُ تسألني عن معنى الشعر من دون الجوى
والحقيقة ُ تتركنا وتقترب من المدفأة ِ
تقول ُ :- ينقصها الحطبُ ....!


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


(5)


أشرفيات .. القدس ليست على الهامش


لمْ تلتقط عدسة الحبر ِ حرّ َ النجْر ِ
فالدخانُ يكتبُ قصيدة ً ضبابيّة ً
عطشانُ .. يبكي الفجرُ في مدّ الإيحاء
فيضحك الطلّ ُ في الأثير ِ
تراه ُ ذاكرة الدجى بهيّا ً
يصلحُ لدور ِ الاختناق .


ألنْ تتبدّد في جحيمكَ هواجس الفناء !

" فقط لحظة أقشعكَ منْ خلف ِ نظّارتي السوداء
.. ناصع البياض "

ُتفاجئني صراحتكَ المتناهية ِ
ألمْ تتحنط بعد ُ في وريدك َ
بماذا َتمدّها ماهيّة تضييق الأفق ِ في صلبك َ
باشتهاء ِ كفني وتشتيت الأجزاء ..!

" أيّها الغبيّ
وهلْ ُيسألُ الثلجُ عنْ معنى الانصهار ؟ "

حذار ِ
بثّ الشوك ِ في البلاغة َيجرحُ السياق ..

سينزفُ في ألق ِ الهوامش ِ فقط
فرغوة ُ الأصداء ليست ِ الزبد
ونحنُ إذ ْ نكتبُ عن ِ النسيم ِ
يقرأ ُ الوردُ مشهد الاختمار ِ في الصميم

" لكنني منْ يعصرُ عنب الكرم ِ
في الملموس ِ منَ المجاز "

لا يأت ِ الشهدُ في وريد ِ الصبر ِ منَ الفراغ
لا بدّ للملوح ِ أنْ ينكأ َ ُمعادلة الزلال ِ
لتتزحلق هزيمته ُ تكدّسا ً
هلْ ُتدرك كم ِ اسمهرتْ أصنامٌ في محيط الاندثار
لا تجرؤ على النظر ِ خلفها
تخشى صاعقة الحقيقة .. في ألق ِ اللقاء !!

" سأغلقُ الأنفاق "

لا ُتعوّل على نفث ِ التراب ِ في نبض الهواء
فأجسادنا تنفسُ الاختناق
هكذا ُيولدُ في شريان براعمنا الانعتاق ..

ذاكرة ٌ جماعيّة ٌ َتكلّستْ في عطش ِ النظارة ِ
فاخضوضبتْ أغصانها بالبِّشْر ِ
وهي إذ ْ ُتؤجل الارتواء
فلأنّ ظلالكَ الآن تتراءى في مدّ الساقية ..

" الذاكرة الصماء
ومن يذكرها أصلا ً ؟ "

الشهداء
أحياؤنا في النقاء

" لكنّ هؤلاء لن ُيحرروا الحقيقة
من قبضة ِ يدي "

لا تكن واثقا ً
فالأشياء على الأرض آيلة ٌ دائما ً للسقوط أو الزوال
سوى حقيقة وضح النهار القادم
منْ وحي ِ النقاء .


@@@@@@@@@@@@@@


(6)


أشرفيات .. فأصنع لك تمثالا يا وطني !


بيضاء .. والسرّ في قصص ِ الليل ِ
يتحاشى القمر ..
فكيف َ يا وطنا ً يغلبكَ النعاسُ
كيف ستسهر في يقظة ٍ
والأرق ُ في أحشائك َ ُسهادُ
وهي إنْ نظرتْ إلى السماء ِ
طالتْ ضفائرها الشمس في القصيد ِ ..


فكيفَ أيها الوطنُ
والألمُ صامتٌ يمضغ ُ الملحَ في جفوني
تراكَ
ضائعا ً في حطام ِ الوافدين َ
ينتظرون َ فجر الذاكرة ِ .. غطتْ في الحلم ِ
غابتْ عن وعي المشهد الأبيض ..


ُأهديك ِ لحظتي ..
تعشقُ ظلك ِ في الوريد ِ
بعضُ الإشارات المفقودة
تمتحنُ فطرتي
فاللغزُ في فنجان قهوتك ِ
كالنكهة ِ المقتولة بالرمق ِ !
تفتي بجمال ِ اليقين ..

فكيفَ أحتويكَ أيها الوطن ُ
والغسقُ يزرعكَ في المدى بيد ٍ واحدة ٍ
والثانية ُ ترسمُ لوحة اليد المقطوعة ..!

وتتوهُ في فيض الاحتمالات
بؤرة الأرض الصلبة ِ .. ضبطتها تتدحرج ُ !

قشعريرة ٌ تتكورُ ،
انبثاق ولادة ٍ صخرية ٍ
يرتجفُ لها الهشّ ُ في عظام ِ الحصى
تنزلقُ مفردات الغبار
في مشهد ٍ يعصفُ بالانفلات
ُيزمجرُ قائلا ً :-
اقتف ِ أثركَ في ملامح الصلصال
لطخْ أصابعك َ في التقاطيع العمياء
ريثما تتضح الصورة في عينيك َ ..
فأصنعُ لكَ تمثالا ً يا وطني
وكلما نظرتُ إلى فاتنتي
وجدتك َ يانعا ً في صدى البعث ِ القريب ..


@@@@@@@@@@@@


(7)


أشرفيات .. خضراء ُ رغما ً عن الأسود ..!


واحد ٌ انكسرَ
والعدّ ُ لم يبدأ بعد ُ ،
سقطتْ أشلاء ُ الشظايا
في معمعة ٍ لا تعرف ُ كيف َ ُتنظمّ ُ قيامتها
ضجيج ٌ خارج َ الحيّز ِ يلعب ُ في الحبكة ِ الهامشيّة ِ
دورَ البطولة ِ ..
يترك ُ الساحة َ للصدفة ِ البلاغيّة ِ
ويُعوّل ُ على المجهول ِ في رصد الومضة ِ الخلاقة ...!

كلمات تلبس ُ ميلاد َ الأخضر
فكيف َ سنبلغ ُ مهرجان اللوز قبل المغيب ؟ - يسألُ التأخيرَ -
يمضي خطوة ً إلى الأمام ِ وخطوة إلى الوراء ..!

لا حدّة َ لتوتر ِ المفردات في الجواب ِ المتحجّر ِ
ولا طعم َ لعصير ِ القناعات .. حيث المجهول في الردّ ِ !
أنت ِ فكرة وضوح ٍ ُمخيفة ٍ ...
ُمعلقة ٌ بين َ وهم ٍ ويقين
والأبيض يشيب ُ ببطئ شديد ...
تخلص ُ إلى حقيقة ِ واقعها
الملامح المائية لا بد
أن ترتوي قبل ُ بالمنطق ِ الطافي
فوق النسيان كي ُتعمّد َ
هكذا ُيزهّرُ الورد ُ فقط
عند َ الطوفان !

في الدجى قابع ٌ يهوى المشاهد البيضاء ..
يتزحلق ُ فوق الجليد ِ بلغة ٍ قدرها الارتطام
لا تبصر ُ الأجنحة ُ المُحلقة ُ خيط َ قصاصة ِ الورق ِ
لا تنظرُ خارج َ محيطها المعدوم ِ من َ الخيال ِ ...

لسنا أمواتا ً بعد ُ
هي الأكذوبة ُ الأكثر َ شهرة ً
في استفتاء ِ النوم ِ الطويل ِ
أقرب ُ للحلم ِ المركون ِ
في غيبوبة ٍ تتكلم ُ من نومها بالترهات ِ ...
انساب َ تدفق ُ هذيانها واختلط َ الزيت ُ بالماء ِ
فلا هي تعوم ُ في الجديد ِولا هي قادرة ٌ على الامتزاج ِ بالقديم
نصفان ِ من جسد ٍ عالق ٍ يبحث عن وحدة ِ اكتماله ..
ما بين َ اللاشيىء والشيىء ُ في الزوال ِ
يتحجرُ النبض ُ رغما ً عنه ...

لنا حسٌّ .. خامد ٌ في الحضور ِ
عطشى الملامح َ في لحظة ِ صدق ٍ مع نفسها
لو أنها نظرت إلى أسفل ركبتيها
لوجدت أنّ قدميها مبلولتان ِ بالماء ِ ...
بوزن ِ الريشة ِ نمتهن ُ التحليق َ - تشرد ٌ الأفكار ُ -
ونترك ُ الأرض الصلبة َ
للجاذبية ِ الفارضة ِ نفسها بثقل ِ العيار ِ
نحن ُ المحلقون َ
ُنبصر ُ من أعلى كلّ المجريات ِ
نحن ُ أذكى خلق ِ الله فراسة ً
والباقون َ - أهل ُ الأرض ِ – لهم ُ الغزوات ُ والنزوات ُ
وسلطنة ُ الوتر ِ في مجرى العتاب ِ
يأكلون َ حصادنا وطموح أحلامنا
ُمخلفين َ دخان الحريق في الحكايات قبل النوم ِ
ونحن ُ
ما زلنا ُنبصرُ صفحتنا البيضاء.... في المرايا ..!!

واحدٌ انكسرَ ,
فتدبر الفتات ُ أمرَ التكوين
عاجزا ً عن فهم ِ الواحد ِ الجديد ِ
إذ ازداد َ عن ِ الواحد ِ بالقليل ِ ..!

لا يطرحُ الخصب ُ أكثرَ منْ قدرة المرج ِ
على العطاء ِ ..
للتراب ِ حسبة ٌ لا تخلطها التلاقيح ُ
في مجرى الرياح ِ ..

هي الكدمات ُ يعدّها العظم ُبلون ٍ أزرق ..
يكشف ُ عشقه ُ للسماء ِ .. للبحر ِ ..
للخير ِ القادم ِ على شكل ِ حبات المطر
محصية ٌ بمثل ِ عدد ِ ابتهال ِ البشر ِ للمطلق ِ

بشروا الرحيق َ ...
وانثروا ملامح الشعر ِ في الزهر ِ
إنْ ُتغدقوا العطاء َ ُتدركون الشهد َ
في جهد ِ العطاء ِ ..

واقتبسوا من فوضى الغبار ِ
لحظة َ رحيله ِ ..
فالأشياء ُ بخواتمها مهما تجنت التفاصيل ُ
ساعة َ الإعصار ِ ..
للمشهد ِ دوما ً بقية ٌ
ترف ُ الحبر ِ المُنصاع ِ للأمواج ِ
ينثرُ خلاصة َ الزبد ِ
ويقحم ُ في مجرى القصيد ِ
بلاغة َ الغرق ِ الطافي ...!

غازلوا الشهب َ في ديمومة ِ اللحظات ِ
المُستأنسة ِ ما قبل َ الرحيل
بسرعة ِ البرق ِ يخطفها المدى المُشتاق للانبهار ..!

في عهدة ِ الزمن ِ الجميل ِ
أسرار يعرفها الجميع ُ ..
تتحدث ُ بصمت ٍ إذ ُيسمع ُ صوتها
دائما ً ُتجاهرُ بالعذب ِ المُقفى
عصيرا ً برائحة ِ الياسمين
ينساب ُ في مجرى الشريان ِ من دون الكلام
يتجنّى على نفسه ِ بالتقصير ِ
هنالك َ ذرة ٌ في النص ِ تحتملُ المزيد َ من السكر ..!

وانتشاء ٌ لماء ِ الورد ِ يتفتق ُ من النواة ِ
يرسم ُ في غزارة ِ الولادة ِ
مطرا ً يحملُ قضية ً ..ُتصرّ ُ على الحياة ِ ..
خصبة ٌ هذه الفلسفة ُ ,
عتيقة ٌ وما زالتْ تتجدّد ُ
كلما انتهت النهاية ُ
تظهرُ بحلة ٍ فيها العروس ُ عذراء ُ
والخطوات يسبقها الندى
يغسل ُ وجه َ الفجر ِ بفطرة الطفولة ِ البريئة ِ
وحليب ِ المفردات ِ يكتبها
جنينا ً يحابي في أروقة ِ البزوغ ِ
مقدمة ً للضفائر الذهبية
إذ تبلغ ُ سنّ النضوج ِ في الأضلاع ِ ...

تلمّعي كما تشائين َ
واضبطي معايير الجمال ِ
كيمياء ُ وهجك ِ لا يخضع ُ للقياس ِ
إنما يفتي بالجمال القادر ِ على التجدد ِ
خارج َ القياس ِ ..

لمَ الأصفرُ يتحرك ُ في نبض الورق بهمّة ِ السكران
يتمايلُ خارج اتزان الثبات
فتقع المفردات الخريفية خارج السياق ,
تطرح ُ فكرا ً ُمشتتا ً ُيحرض ُ على الاندمال ...
للقيد ِ قصة ٌ طويلة ٌ مع الحصار
أذرع ٌ مكتوفة ٌ وأرجلٌ
لا تقوى على الحركة ِ
تنتظرُ الفرج َ من الجلاد ِ ...!

وهو ينقشُ على الصخر ِترنيمة َ الفتات ِ ..
يجمعها في خندق ِ العبارات
يحشرها في النص ِ
كبدعة ٍ لا تستأنسُ في زخم التحليق ِ
لا تملك قدرة ً على الطيران ِ
والحبرُ يركضُ خلف َ طريدة ٍ
أرجلها على الأرض ِ
وجسمها يحلق ُ عاليا ً في السماء ِ ..!

- حدثيني عن الغرابة ِ –
تهزأ ُ الخاتمة ُ الباحثة ُ عن ملامحها
والجيل ُ بأكمله ِ يترقب ُ إشارة َ من التمثال ِ
يقولون أنني النعيّ ُ في بشرى الربيع ِ !
فلم َ استعجال ُ الضريح ِ
والقبرُ قاطن ٌ على بعد ِ خطوة ٍ
في كلّ شيء حولنا ..
وهم إنْ سمعوا رسول َ البلاغة ِ قتلوه ُ
خوفا ً من التنوير ...

يا مشهد الحريق ِ أين َ أنت َ من لمعة ِ البريق ِ
ُتخلّف الرماد َ
وذاك َ ينزفُ أملا ً , يضخّ ُ المعايير الإنسانية
في الإنسان ..!

أوقفتُ موتك ِ في الظلّ ِ
فتعثرتْ وسقطتْ
تلكَ المجهولة ُ في الحدث ِ ..
وتكسرت عظام ٌ شتى
يوم َ سقطت من َ الحبر ِ
لواعج َ البعث ِ القريب ِ
هلْ للرمز ِ ديمومة ٌ واضحة ٌ
كي تكتبين َ فطرتك ِ بالحليب ِ
مفردات ٌ إذْ تبحرُ يسألها الموج ُ
عن حطام ٍ ذكرته ُ النبوءة ُ
- ذاكَ انكسار ٌ في الوضوح ِ العتيد ِ -
وأنت ِ تخرجين َ من جهلك ِ
المُحدق بك ِ
من كلّ الزوايا والخفايا
من كلّ ُ الأسئلة الحائرة ِ بلون ِ المصير ..!
ِ
الأسرارُ ُتدفنُ في حبر ِ التراب ِ المُتناثر
دمع ٌ إذ ْ يلمس أثر خطاك ِ
لا يطرح ُ سوى الغبار في مشهد الخطوات ...
عن قصد ٍ
ُيشتتها الأثيرُ بهجرة ِ السرب ِ لحمامة ٍ
وجدتْ ضالتها في سفر ِ الوحدة ِ ،
عن قصد ٍ
ينتظرها بعيون ٍ لم تنم منذ حط ّ عن الرحيل ..
يمنحها الأسود في البداية - جرعة رعب ٍ -
أشباح ٌ نحن ُ
وهم بشرٌ يخافون الأحلام المميتة
تمرغي في الوحل أكثر
لأنّ الحقيقة قذرة أكثر
تمرّغي
ريثما تستحمين َ في ينبوع الشريان ..

دعي للخاتمة جهدها في فكّ اللغز ِ
فأنت ِ الآن مجرد تكهن يشرد ُ
في وعي الكلمات الصامدة ...
والهالة حولك ِ مبهورة ٌ بك ِ حدّ الخوف ِ
أيّ انضباط ٍ هذا الذي
يتسكع ُ في ترف ِ المفردات الواثقة من نفسها
هنالك َ أرض ُ تنتظرُ تحريرها
والبقية ُ ترف ٌ يسرقُ الوهم َ
ووهمٌ يسرقه ُ الترف ُ ..
.. لا يحتمل اجتهاد المفردات الصعبة
حينما ُتصرّ على فعل الاستحالة ....
من ُيصرّ ُ على الموت واقفا ً لا ُيقهرُ
رجلاه ُ على الأرض ِ ورأسه ُ في عمق السماء ِ
لا ُيبصرُ في الخوف ِ سوى خلاصه ُ الأبديّ
فعلى الأرض ِ تحضنه ُ أرضه ُ
وفي السماء ِ يحرص ُ على كلّ ذرة ٍ من ترابها
في قلبه النابض ِ بالعنبر ِ والحرير ...
فلنعجن الطحين َ من دمائنا
ولم لا
ألسنا أهل السنابل
وهكذا يعرفنا الخصب منذ القديم
واحدٌ انكسرَ ,
فتدبر الفتات ُ أمرَ التكوين
عاجزا ً عن فهم ِ الواحد ِ الجديد ِ
إذْ ازداد َ عن ِ الواحد ِ بالقليل ِ ..!

ولاّدة ٌ هذه الأمة ُ إلى يوم الدين ...


@@@@@@@@@@@@@@@


(8)


أشرفيات .. بمناسبة اغتيال غزة للمرة الألف !


اعتذرْ للريح ِ دون َ أنْ َتراك َ الشمس ُ
فالبيوت المحصنات ُ تقبعن
في مجرى العاصفة التي لا تنتهي ..
وللسيل ِ قصة يكتبها المطرُ
لا تظهرُ علاماتها إلا في جفاف ِ الوحل ِ
ُتلوّن الأثير َ بألوان ٍ شتى من الصمود ِ
المُعتق ِ بالبقاء ِ
لا ُتبصرُ الرياح َ الفتاكة
ولا تبصر الوشم على كتف الموت
يحصد بالمنجل يد َ الزارع ِ
وبالأخرى يحفر القبور للمستقبل ِ ...!

بقيت الخانة ُ فارغة ٌ ...
يكتبها المحذوف ُ من مفردات الحظّ
بالاختفاء وراء القدر ...!

للعالقين َ بين َ وبين َ في اختزال المشهد الدامي
تريثوا حرجا ً على مهلكم
يقول ُ المقتولُ الدائم ُ في لعبة الحياة ِ
فاختمار ُ العجين ِ بسرعة ٍ
فيه إحراج ٌ للزرع ِ
ما زال َ ُيلقن ُ البراعم َ
درس َ الصبر ِ
فالجذع ُ يحتمل ُ الصدمات َ
والكدمات
يستأنس ُ للعنصرية المُلقاة ِ
على شكل ِ فأس ٍ
تجرح ُ باسم ِ الحديد الصارم ِ
- ليس َ ظالما بالقدر ِ الكافي -
إنّما الوجع ُ خدعة ً
ُيتقنها الألم ُ في الأضلاع ِ
لحن ٌ اعتاد َ على سماعه ِ
القاصي والداني
يدفعون ثمن َ سكوتهم تذكرة ً باهظة ً
تصبّ في خزينة الجاني ..!

والعيد ُ يا أطفالي ليس َ اليوم َ
فالحصارُ ليس ملكا ً لنا
كي نشتريه
أو نبيعه ُ
ناموا يا أطفالي
فوق أشلائي
قد ِ اعتاد َ جسدي على قصة الألم ِ والندم ِ

ما يحزّ ُ في شرياني
أنّ المتفرجين
ُيصفقون بالصمت ِ ضجيجا ً ينثرُ
خريف أوراقي
بالرغم ِ من ْ رد فعل اخضرار الأمل في الأعماق ِ
ألا لنخوة ِ العروبة ِ أن ُتهدي رضيعها

حلما ً صامتا ً
علهم يهنئون بالموت ِ
حين ينامون أولادي ...


@@@@@@@@@@@@@@


(9)


أشرفيات .. النكهة البرتقالية ..!


تجلسُ في مقهى الذاكرة ِ , فوق َ مقاعد ِ النسيان
بضع ملامح منشطرة بعلاقتها مع نصفها المُغيب
عطشٌ في صدر البيان
أطلبُ العصير الطازج لأشرب ما فاتني من النكهة البرتقالية !

عصارة ٌ لمفردات ٍ خلّفها الركضُ وراء الهارب منّي باتقان ,
تسرقني اللحظة الخالية من وعيها
وأنا أنتعشُ بلحظات ٍ تسرق ُ منّي همي
من صدى الوهم ِ تتجسد ُ كقطعة سكر
لم أطلب القهوة أصلا ً
فكيف يكون المذاق ؟

في مقهى الذاكرة لعبة النرد ِ مفضوحة تفاصيلها
أعي مسبقا ً رقم الحظ ولونه

فرائحة الأبيض تقرع على الباب كعادتها
والخشب ُ ساكنٌ لايقاع الضباب الصامت
يتحدث كثيرا ً وهو يتنفس كرات الثلج المُتزحلقة فوق جمودها
لتسقط َ دائما في اللاشيىء .. سوى سقوطها !

في مقهى الذاكرة
الأحداث ُ تتحقق .. بالقطيعة !

وتأويلها بالكلام الصامت كالنكهة البرتقالية
لها طعم الحضور .. في حضن الغياب !
- اختناق ...


@@@@@@@@@@@@@@


(10)


العنوان – بريقها الأرجواني - ( انتظريني .. كأنك ِ هناك ! )


سقطتْ في بئر ٍ عطشى .. تشربُ الظمأ ،
نفخ َ القدرُ زفيره ُ
ما سطّره ُ الغيث ُ الباحثُ عن صورته ِ
في لوحة ِ المطر ِ !
يتدفق ُ ُبشرى
يتجسّدُ صنما ً يكرهُ الثبات َ !
نطفة ُ بذور الحياة ِ تنبت ُ في هنّة ِ الزحاف ِ ،
تعصى رسالتها البلاغيّة ،
تمضي والبحر َ ،
وصايا الزبد ِ
تشرع ُ في كتابة ِ الفضول ،
تلهث ُ امتداد المد ّ في عروق ِ الخطايا !
لون ٌ يلمعُ تميّزا ً
ُيعانقُ الفصول َ ويتلوّنُ
وإنْ كان َ ُمتغيّرا ً
ثابتا ً على التلوّن ِ
ُمقتنعة ٌ به ِ الفصول ُ !
خريفه ُ يتساقط ُ
في قصص البراكين الخامدة ِ .. جمرا ً وقدرا ً ..
ينحت ُ الصخرَ ذكرى
لا معنى لها في سباق الريح ،
يسبق ُ المستقبل َ نحو الغيب
لا يدرك ماءَ الخلود ِ .. يظلّ مجرد .. وحي ٍ لا يتكلم !
صمت ٌ في عصب المجهول ِ
يرتاد ُ الغموض َ لينشر الفوضى في جلد الإرادة ِ ..
تتكسّرُ ألواحا ً زجاجيّة ً..
تتزحلق ُ نحو المتاهة ِ .. سائلة ً منحدر الهاوية ..
اقتنصت ْ حريّة التحليق لثوان ٍ ، تصرخ ُ ،
أنا الملاك ُ المُحلّق ..!
ُيبشّرُ بملكوته ِ
التاج ُ تاجي
وعرش القصيد ِ عرشي !
أصغرُ فراشة ٍ من فراش ِ شعري
تحمل ُ الكون َ برمته ِ
على جنح ٍ واحد ٍ فقط !!
غاب َ في كفن النرجسيّة المفرطة ِ هياما ً
ظنّ الحروف .. جاريات ..
والعنوان .. حاجبٌ .. لا دخولَ إلا لبدر البدور ،
لكنّ الجِّمال تحملُ الهودج َ فوق الأسطر ِ
ثقيلة ٌ خطوات الإيقاع كالصخرة ِ فوق الصدر
يتصدّع ُ ، شرخٌ ، شقّ الموج َ بالقلم ِ ،
ما تراه ُ عند َ المد ّ
لن تراهُ بعد الجزر ِ
مع أنّ البحر َ هو نفسه ُ البحر ُ !
الحبرُ الأزرق ُ ُيخاصم ُ الورق َ الأبيض
( الملاحظات الهامشيّة لم تتطوّر سريعا ً نحو الجديّة ) !
جحيم ُ العصب المُتجمهر في غياب التدفّق ِ ،
يتناثرُ كنسائم الاختناق في جوف الكهف ،
فأين َ الحكمة من الحشر ِ في عتمة ِ الزحام ِ !؟
تختمرُ
ما بين الرمادي المائل للأسود
والمائل للأبيض
انفصامٌ في رصد ِ مزايا اليقين ،
يرتمي في ُعصارة ِ المحظور
يثمل ُ من خلطة ِ التبعثر ِ .. يستنجد ُ بالدمعة ِ المفقودة ِ
( ظلّ الملوحة ِ ُيطهّرُ المستنقع الراكد جريانه ُ )
يتلمّسُ خطاه ُ في ناموس اليقظة ِ
تتقطّرُ كسوفا ً وخسوفا ً في أبجديّة ِ الضفائر ِ ،
تصبغ ُ شعرها متوالية ً من الفجر والليل ِ
وحناء الأحمر ساعة الغسق !
ُمدوّنة ُ النقائض ِ المُتجانسة ِ !!
( هلكت ُ في فهم الآخر فجهلت ُ نفسي )
لمعان ُ الكلمات ِ
حين َ ُيصبحن َ من الصواب والخطأ في نفس الوقت !
تسيّب ٌ في متاهات التنافر ،
ُينتدب ُ الأسود ُ
لكتابة ِ فلسفة النور ِ بالأصفر اللامع !
ُيبرقُ بعكس كلّ التوقعات ،
الشموع ُ لا ُ تضيىء سوى بداية ِ الطريق ِ
إنْ كنت َ لا تستشعر وهجها في نبضك َ
فلنْ تستطيع منْ إكمال ِ الطريق ِ
على هدى خطواتها !!
ينشد ُ ينبوع التوبة ِ في الغرق !!
صلاة ٌ في جوف الحوت ،
يسمع ُ اعتراف َ الطيف ِ المنصهر ِ
بالتفاعل ِ النورانيّ البراق
حين َ يستوحشُ الليلُ عتمته ُ
ألا يستعجل ُ أكثرَ من غيره ِ .. قدوم َ الفجر ..!
- نثرَ القمرُ النجوم َ
جواهر تسطع ُ ،
تتبخرُ في سيمفونية الإدراك
ليصبح الحديث ُ طويلا ً في الفضاء ،
صداها يمتزج ُ من دون ِ تحفّظ ٍ
في سيل ِ الذبذبات والمدارات ِ ،
تجميل ٌ للجمال ِ الكامل ِ ،
لا ينتقص ُ من قيمتها
اختبار المزيد من دروس النور !
أينَ أنت ِ من مشهدي ...
يرصدك ِ بالفطرة ِ ، يركض ُ نحوك ِ ،
- تسليط الأضواء الكاشفة -
تترقب المد ّ القابض على الشمس !
إشارات مرور ٍ للنيازك ِ المُسرعة ِ في البحث ِ عن قدرها ،
( ينتظرها ولا يفقه ُ من ملامحها سوى هيمنتها ! )
حلّ الفجرُ فكان َ لا بد ّ لي من العثور عليك ِ
وهج الكلام ِ الغائص بالأوهام ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@


(11)


أشرفيات .. ذاكرة الفرات .. عطشى ..!


تراتيل الأحرف العطشى
طحنتُ الصخرَ ماء ً ،
وعجنته ُ بزبد ِ البحر ِ ..
رغيفٌ ُأطعمهُ للحكايات
تجوع نهاياتها دائما ً !
ليبدأ السرد ُ ثانية بالجوع !!

كانَ لا بدّ للمحصول
أنْ ُيثمرَ
ذاكرة ً قاحلة ً .. تسألُ عن ذاكرتها !!

فالأنكى منْ زمن ٍ يتلوّنُ
أنْ ُتصاب البصائرُ
بعمى الألوان ِ ..

خريفها كربيعها
لا ُتفرّق ُ بين الفصول ،
فلا حجّة للشمس في تهميشهم للنور !!

َتجاعيدُ الروح ِ المُصابة بالحروق ِ
لا تشكو لهيب َ الضمير ِ
بل فقدانهُ ..
في ظلّ عواصف الثلج ِ العاصفة بالأعماق !

تتجسّدُ ذئبا ً عند اكتمال القمر ..!
ما بين َ الأنياب وشرائح اللحم النيّة
تبدأ رحلة الروح بالسير الآمن ِ على الجمر !

خطوات حافية لا أثر لها على بقايا التراب المغدور
تتوارى خلف أقنعة البهتان ،
ُتلوّث ُ الأثير َ .. تفتعلُ الفتنة ،
والفاحشة في صلب الأحرف ،

جدلٌ بين َ الرؤيا المشطورة ِ
والسكينُ الباحث ِ جسد َ الحقيقة ِ ،
جدلٌ تسمعهُ الشمعة ُ التي ..
لا تستطيع أنْ ُتضيىء
أبعد َ من خيالها ...!

والعبث ُ ُيهيمنُ كمشروع ِ زحف التتار
ُتشعلُ مكتبات التنوير ..
وُتجاهر أنّها ُتنير ُ عصر الظلمات !

أولاد الشوك ِ الزانية جذورهم
بتراب القحل المعنويّ ..
يسكرونَ من رائحة الغدر ِ والتآمر
النابضان بعروقهم ..كما لو أنّهم
يحملون َ البشرى الورديّة على أكتافهم !

لو كان َ القصد ُ بتر َ الغصن اليابس
لماذا حرقوا الغصن اليانع !!

في شرع الغاب ِ يعبدون الأصنام المتحركة
ومسيلمة الكذاب ..
تستهويه المدن المحترقة
من يمده ُ بالحطب ِ ،
ُتقطعُ الأشجارُ منْ جذورها
كي َيطيبَ للنار ِ أنْ تمشي
فوقَ رماد الجمر ِ !!

لا مصابيح ُتنيرُ الدرب َ..
والليلُ الذي َتكدّسَ ُيخيفُ الحلكة
من عمق الظلام ِ ...

تتعثر ُ
ذاكرة الفرات ِ ... عطشى ..!
وقفتْ تلعنُ الأيدي التي زرعتْ
وجهل النفوس التي حصدتْ ..
تنظرُ نحو مرجها بدموع ِ العراقة ِ
زرعوا فحصدوا
بئسَ ما أثمرَ الزرع ُ !

ماء الأصالة المفقود .. كيف يروي !
" أبيعُ نصف َ عمري
مقابل قطرة ذكرى .. "
تهزّ رأسها بحرقة ٍ
وهي ُتبصرُ
الأشباح ..
.. على هيئة الابناء !!

تماثيل لها الجنّة يوم تنطق ..!
أصنام ُ الملح ِ
لا ينظرون ورائهم ،
يوم َتتصلّبُ شرايينُ الروح ِ
يحيط ُ الجليدُ بحيرة البصيرة ..
ُيطوّقها نوما ً باردا ً
يقتلُ الدمع َ حينَ يبكي !!
فتنتهي معاناة الأموات ..!

رحمة ُ العرف الدامي ..
والأطفال .. يركلون الجماجم .. يسجلون الأهداف !

الموتُ المُبكر أحيانا ً
يحيا لعبة َ موته ِ
طيلة َ العمر المُتبقي من عيشه !

لا تحزن !!
َتبسّمْ في مأتم الحروف ِ
ولا تقبل َكفنا ً أبيضا ً
في شرع ِ الوجود ِ !
إنّما إنْ جاد َ غيثها
فلتمطرْ أينما شاءتْ بالوعود ِ ..
رذاذ ٌ بطعم الملح ِ
ما الذي سيوقده ُ فوق تضاريس المقتول !

والسبايا ..
باسمكَ ُحلّل َ نكاح الوطن
وفتك العرض .. بالطول وبالعرض ..
إنّ في رحم النخيل لقيط ٌ
دجّالٌ يحملُ النبوءة بالمقلوب !
فلا َتقربنَّ التمر َ ..إنّهُ من شرع الفجور !!

وتنتهي الحكاية .. بالجوع ِ .. دائما ً تنتهي ..
وفتاتي مرثيّة .. ُأتقنُ لملمتها
كسنابل الوعد في مرجي ..وحشاشتي ..
طحنتُ الصخرَ ماء ً
وعجنتهُ بزبد البحر ..
رغيف ٌ ُأطعمه ُ للحكايات ..
لا تشبع من فرط الفجور ..!!
فانتظروا طوفاني ...
ويحكم .. أنا الفرات .. إنه عراقي ..!!


@@@@@@@@@@@@@@@


(12)


أشرفيات .. انطق أيها القصيد ..!


الخيط ُ
وهمٌ مربوط
حولَ
عقب ِ الحلم
فلمَ لا ُيحلق ُ ..؟
الصخرة ُ َتصدّ ُ الباب َ
دائرية ٌ
في انتقاصها لفراغها !
ُتنجبُ
متوالية ً من َ الكرات ِ
بحجم ِ الصفر ِ ...
فكيفَ ُيغلقُ الممرّ الخالي ..؟
ظهرتْ خطوات ٌ
بددها
السفرُ
والترحالُ
فكيفَ حطّتْ ملامحها
منقوشة ٌ
في تاريخ أسطورة ٍ
مندثرة ٍ ُمنذ الأزل ..؟
وقفتُ
أمامَ ملامحي الأثريّة ِ
لأرثي تجاعيدي
فانساب اقتراب عطرك ِ
في المشهد الورديّ
- أنطق أيها القصيدُ -
لتتراءى مفرداتك الخصبة ..
في وريدي ..
لبرهة ٍ
نظرتُ إليك ِ جيدا ً
فحلق
شيىء مني
وارتطم بالقمر ..!
عدتُ باكرا ً
في تفاصيل نضارتي
متزامنا ً
مع حرير همساتك الذهبية
" شيىءٌ منكَ ُمختلفٌ عنك َ اليوم .."
فكيف أجيبك ِ
وملامحي
لا تزال تتشكل ،
لم تكتمل بعد ُ ..!
.*
.*
شتانَ
بين ربيع ِ الذاكرة ِ
وانتفاضة
ربيعي
للتحرر ِ من خريفي ..


@@@@@@@@@@@@@@


(13)


أشرفيات .. مواطنة من حديد ..!


لونٌ أبيضٌ بنكهة ِ الطلّ البعيد ِ
حلكة ُ الليل ِ
تنفي
وقع الخطوات ِ على الدرب ِ
شهادة ٌ مبلولٌ أسودها بالماء ..

هلْ ُيمكنُ للوهم ِ المُستغرق ِ
في وهمه ِ
أنْ ُيبصر حقيقة ما ؟
سوى وهمه ..!

مشروع ٌ التفافيّ
يستقيمُ
في شرع ِ الدوائر ِ
ُيصرّ على الثبات ِ
يتدحرج ُ
رغما ً عنه ُ
نحو الطرق الفرعية ِ
هكذا يكون الانتماء ..!

مواطنة ٌ تستمدّ تراكم قناعتها
بفعل ِ الدوار ِ !
فكيف ستسير على الجسر الهشّ
وذهنية الاقدام
ُمشتتة ٌ عكس الاتجاه ..؟

في الثلث الأخير من ليلها
تتصلبُ
المفردات الحديدية
أكثر ..
فعلٌ يتراءى خياله
بعد مئة عام ٍ
لا شيىء
برودة الانكماش ِ
تتحسس صمودها
تتيقن
أنها على قيد ِ الحياة ِ ..!
.
.
المشيُ على الماء ِ
لا ُيغر ِ الغريق ..


@@@@@@@@@@@@@@@@


(14)


أشرفيات .. أنتظر على حافة الطريق ..!


عتابي على الورق الأصفر
بشائر الخريف تحلق حاملة...
أو قل ساقطة في حوار الاشجار العارية .

(2)

أيّ معنى يستقطب اهتمام الطيور المهاجرة ..
سوى غريزة الرحيل ... أو لحظة العودة !

(3)

لون الصدى .. لا يلمع
يرسم لوحة الحلكة بألوان تتظاهر بالزهو ..
باهتة أبعاد هذه اللعبة .

(4)

على رسلك ...
أعلم كيف أجاريك ...
لا أترك الزهور وحيدة ...فأغيب ..
ليس في نبضي منطق للصور المشوهة ..أو المتروكة على الهامش !

(5)

تلهمني الأحرف الملتهبة ... يوم تسأل التألق على أسطر قصيدتي
تترك لي حكاية المعاناة
ونزف عصبي .. واحتراقي
فهذا دور الشاعر ... قدري مع الأحرف الذهبية .


(6)

لا تنام قريحتي
ورائحة عطر الالهام القادم .. يقترب
عطر يهيمن على كل حواسي .. فيكون النوم في المدى الساحر ..
سهر في أزقة الروح !

(7)

ضوء .. من دون شموع
ومصباح لا ينتظر منك فتيل الزيت ..
يسألك وهج الصور الاكبر من حيز الأحرف !

(8)

لك الريشة .. والقلم
وأمانة المؤتمن على سحر اللمعة
وفن التصوير على الورق !

(9)

أنت والخيال الممتد أمامك..ضفائر ذهبية
تتطاير فوق نسمات التألق .. فتألق !
داعب ألوان قوس قزح
أكتب على الطيف ... تاريخ الزيارة ..
قبل أن تختفي ملامحها !

(10)

لي في كل حديقة .. وردة !
وفي كل سطر .. رائحة عرق الاجتهاد .
لا ينسكب دمعي ... إلا حين .. تذبل الاوراق في صدري!
لا أخاف من الفرقة .. لكنني .. لا أعشق لون الصدأ
بعد أن اعتدت على سحر ألوان الطيف !
أعلم أن الهامي سيعود ...
خوفي أن تطول .. تفاصيل رحلة العودة !


@@@@@@@@@@@@@@


(15)


حموضة العنب المُعتق !!


(1)

تتلوث القناعات .. دخان الرماد المنتشر في الوجدان .
احتراق في سراديب الشريان .

(2)

تتأرجح .. وفيها من الثبوت الافتراضي ما ُيثري ...
ضبابية التزحلق على جذورها الملقاة في العراء .

(3)

أنا الصيف في الحلم
لا أنام ...

(4)

لا أقبل أن أنتهي قبل ميعادي
فلي دور أكبر من كل الكلمات ..
ولي أنشودة كلما باغتتها الرياح..
مالت نحو أسطر الإشراق .

(5)

بالأمس فقط كنت الملك
يسألني الورد عن معنى العبير ..
فاستخفت ملامحي بالمهمات الصغيرة
ورحت بنرجسية العود المعتق ...
أميل على الوتر بسيف الجلاد !!

(6)

تمردت النسمات عن لوحة ربيعي ..
وخاصم الفراش تقاطيع وردي .
صار للمدى الزهري عنوان آخر .. قاطع كل رسائلي !!

(7)

أمسيت أقف على أطلالي
تكتب القناعات الصريحة .. صراحتها !
وأنا أشاهد حذفي من معاجم اللغات .
يمر تاريخ المجد من أمامي ..
وحبر القلم لا يكتب عني ... حرفا واحدا على أسطر كتابي !

(8)

كالنبيذ المعتق بداياتي .. تتأرجح بفضل كبريائي
ما بين الحموضة .. وتفاصيل انتشالي من سخط العنب
في العراء أقف ..
أشرب كأس فلسفة الشعر ..
فأدوخ من سكرة الاشراق .. !!