المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السينما العربيه / المصريه في القرن العشرين



يسري الدوغري
01/12/2009, 02:27 AM
السينما العربية .. مالها وما عليها ؟
" الحلقة الاولى "
لا موقف .. في السينما العربية


بعد ثمانين عاما من البدايات الحقيقة للتمثيل في حياة شعبنا العربي , ما الذي يمكن ان نقوله في حق اهل الابداع والريادة والموهبة في عالمنا العربي ..؟؟ يمكننا ان نقسم الاعمال الفنية ( مسرح وسينما ) الى
(1) القسم الذي تم انتاجه ما بين 1927 وحتى عام 1952 تقريبا .
(2) والقسم الذي تم انتاجه مابين 1952 وحتى 1977 تحديدا
(3) ثم من 1977 الى 2002
في الفترة الاولى المنتهية تحديد سنة 1952 نلاحظ على اغلب الاعمال الفنية الطابع الترفيهي " غناء وكوميديا ودراما على الطريق الهندية لاستدرار الدموع " بينما نلاحظ غياب الطابع التاريخي والسياسي – بالرغم من بعض المحاولات الفردية في تقديم الفيلم التاريخي التي حاولت اسيا داغر , وحسين صدقي تقديمهما مثل فيلم " خالد بن الوليد " الذي قام ببطولته حسين صدقي قبل اربعين عاما تقريبا ..
وبالرغم من ان اغلب قصص الحب – بخلاف افلام فريد الاطرش القديمة – تدور حول شاب فقير يتعلق قلبه بفتاة غنية تكون عادة ابنة احد الباشاوات او الاقطاعيين السابقين وما يمثله ذلك من اشارات واضحة نحو الفوارق الطبقية الا اننا نقف امام نهاية سعيدة ومفرحة لقصة الحب رغم الفوارق الطبقية – حيث نواجه الباشا الطيب والمرح الذي يقبل فى نهاية الامر ان يزوج ابنته ذلك الشاب الفقير بشجاعته وشهامته او لذكائه وتفوقه , تلك النهايات التي مللناها فترة طويلة من الزمان لعدم مطابقتها لواقع الامور وحقيقة الحال الاجتماعي المسيطر علي الكيان السياسي في البنية الفوقية لمجتمعنا العربي حتى عام 1952 – مثل فيلم
" ليلى بنت الاكابر " لليلى مراد – او فيلم " تمر حنه " لنعيمة عاكف ورشدي اباظه – وفيلم " فاطمة " لكوكب الشرق الراحلة ام كلثوم وللتماثل الممل والمتكرر باستمرار مزعج في افلام الرعيل الاول السينمائية نجد الكثير من المواقف الكوميدية , بحيث يمكننا ربط السنوات الاولى للتمثيل السينمائي بشخصية الفنان الكوميدي الراحل
" اسماعيل يس " وهو القاسم المشترك لاغلب افلام تلك الفترة حيث يسند البطل في كل الافلام التى كان يمثلها انوار وجدي او حسين صدقي او فريد الاطرش , بعد بشارة واكيم الذي كان يسند البطل في الافلام السينمائية التى قام ببطولتها يوسف وهبي وبدر لاما – ونظرا لاهمية الكوميديا في ذلك العصر وجد " نجيب الريحاني " استاذ الكوميديا في فن التمثيل تهافتا عليه وعلى افلامه – وحقيقة فاننا اذا راجعنا افلام الريحانى سنجد فيها طابعا مميزا ومختلفا له مذاقا طيبا وسط افلام زمان – وهو يمثل ادوار الاستاذ حمام امام ليلى مراد – او دور سي عمر مع
" ميمى شكيب " اولى ممثلات الانوثة والدلال في السينما العربية واحدى زوجات نجيب الريحاني الذي قدمها بنفسه من خلال مسرحه في مسرحياته التى عرضها في الاربعينيات .
بهذه المقدمة الموجزة نستطيع القول بان مهمة التمثيل في حياة الشعب العربي كانت مقتصرة على جانب واحد الا وهو الترفيه والتسلية اما عن طريق الفيلم الكوميدي او عن طريق الفيلم الغنائي – سينمائيا – او عن طريق المسرح بجانبيه الكوميدي والاستعراضي .
والشئ الجدير بالتنويه في هذا المجال هو ان الفترة الفنية الاولى تميزت عن الفترة الفنية الثانية بالاجادة والاخلاص في العمل الفني من ناحية الفنانين بعكس الاستهتار والتهافت التجاري على العمل الفني من جانب فناني الزمان الحالى – كما نستطيع ان نلمس الفرق الواضح فى امكانيات الفيلم الاستعراضي قيل ثلاثين عاما عن امكانيات الفليم الاستعراضي الان ...!!
فقد امتعتنا ليلى مراد واسمهان وام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش ونور الهدى وتحية كاريوكا وسامية جمال ومحمد فوزى بالكثير من الاستعراضات الغنائية الممتعة في افلام زمان , وهي الاستعراضات التى لم نعد نحس بوجودها في افلام هذه الايام – والجدير بالذكر ان المرحوم المطرب فريد الاطرش تخصص في لون واحد من القصص السينمائية والتى تدور حول مطرب مشهور تسعى اليه الحسان من كل حدب وصوب حتى يقتصر الحب في النهاية ايضا كعادة الافلام العربية القديمة بشكل عام – وتبقى كلمة حق في حق اولئك الرواد من ممثلين وممثلات زمان , بانهم رغم العقبات المادية والاجتماعية صنعوا الارضية الطيبة للجيل الثاني من الممثلين والممثلات والذين ساروا على اضواء الجيل الاول من الفنانين ..
وقد استمر الخط الترفيهى الموميدي – الغنائي لعشر سنوات اخرى بعد الصحوة العربية التى بدأت بعد ثورة يوليو الناصرية مع اجراء بعض التغييرات في مضمون القصة السينمائية , التى استوجبتها بعض الاجراءات الثورية التغييرية في الهيكل الاجتماعي والسياسى بحياة شعوبنا العربية خلال الخمسينات حيث بدا الارتباط بين الادب القصصى والمسرحى بشكل عام وبين الفن السينمائى والمسرحي – وكانت ابرز القصص الادبية التى عولجت سينمائيا فى اواخر الخمسينات قصة يوسف السباعي " رد قلبى " التى تحكى قصة باشا قديم على وشك الافلاس يعانى من عقدة الباشاوية ويتصرف مع اقرب المقربين اليه على ذلك الاساس , حتى يقع فى حب فتاة من بنات الطبقة المتوسطة فتغير كل طباعه القديمة وتجعل منه انسانا جديدا يعمل مثله مثل الاخرين وياكل لقمته من عرق جبينه كما يقولون وفى العشره التاليه :
فيمكن القول ان السينما العربية اصيبت باضمحلال خطير فى ذلك الزمن كان اقوى مظاهر : افلام الكلام الخالية من أي تكتيك سنمائي .. وافلام الجنس الخالية من التكتيك السينمائي او التوجيه الاجتماعى وحتى عام 1975 لا يمكن القول بان السينما العربية قدمت شيئا مفيدا للشعب العربي .. وكان كل شئ في السينما العربية مقلدا او مكررا او معادا او منسوخا او مبتورا او تافها او غنائيا او كوميديا او مملا سقيما فيما عدا الاعمال التى قدمتها كواكب السينما الافضل حتى الان فى عالمنا العربي وهن : فاتن حمامة وماجدة وهند رستم .
فكانت اعمال فاتن حمامه دروسا اجتماعية للمفهوم الصحيح فى علاقة المرأة العربية بالرجل وهي تضحى بنفسها فى سبيل زوجها فى فيلم لن اعترف , او هى تبحث عن امها الساقطة بعد موت ابيها فى فيلم الاعتراف , او وهى تقدم لنا صورة الطيبة للفتاة المكافحة الشريفة فى فيلم ايامنا الحلوة , او وهى تعطى المثل للفدائيون المناضلة فى فيلم لا وقت للحب وشاركتها ماجدة فى هذا الطريق لتعميق المفاهيم الجديدة فى مشاركة المرأة العربية للرجل فى مسئولياته وحياته وهي تمثل دور
" جميلة بوجود " او دورها الرائع عن الفتاة المراهقة التى تحب رغم القيود المفروضة عليها من اهلها فى قيلم " المراهقات " .. وقد شاركتها " شادية " فى مرحلة نضوجها السينمائي بتكريس المفاهيم الجديدة عن المرأة العاملة فى فيلم " مراتى مدير عام " الذي مثلته مع صلاح ذو الفقار عام 1965 . كما قدمت فاتن حمامة صورة للفتاة المراهقة ابنة الذوات في فيلم " لا انام " عن قصة احسان عبد القدوس " لا انا " , وكلها كما قدمنا افلاما تعطي النموذج المثالى لمعالجة مشاكل المرأة العربية فى ذلك الزمان من الخمسينات والستينات ..
اما "هند رستم " فاجادت وهي تمثل ادوار المرأة القوية , التى تستغل جمالها وجسدها لتاكيد قوتها عند اللزوم , وهى الممثلة العربية الوحيدة التى قدمت الاغراء بصورة محتشمة ودون ابتذال وبلا تعري واضح , وكانت متفوقة في الاثارة والاغراء رغم الاحتشام كما رايناها فى افلام " باب الحديد " " والجسد " و " شفيقة القبطية " .. الخ
وفيما عدا ذلك فكل ما قدم من الافلام عربية لم تخدم الحياة العربية اجتماعيا ولا سياسيا ولا ثقافيا ولا تاريخيا , وقد يكون هناك بعض الاعمال التاريخية مثل " المماليك " لعمر الشريف , و "واسلاماه " لاحمد مظهر " وعنترة بن شداد " لفريد شوقي " والناصر صلاح الدين" لاحمد مظهر , الا انها رغم قوتها تعتبر اقل مما يجب عمله لخدمة التاريخ العربي الاسلامى من جانب السينمائيين العرب حتى عام 1975 .
وللحق فاننا نود الاشارة الى النقص الخطير في الاعمال التاريخية السينمائية فلا يمكننا ان نجد اكثر من عشرة افلام تاريخية وسط مئات الافلام التافهة الاخرى المنتجة عربيا طيلة الخمس والاربعين عاما الماضية هي عمر السينما العربية .. وهذا خلل سينمائى لا بد من معالجته

يسري الدوغري
01/12/2009, 02:29 AM
وما يقال عن الافلام التاريخية يمكن ان تقول عن الافلام الغنائية مع اختلاف واحد , وهو ان السينما العربية فى الفترة الاولى حفلت بالكثير من الافلام الغنائية لعبد الحليم حافظ " لحن الوفاء وشارع الحب – الخطايا – يوم من عمري – معبودة الجماهير – ابى فوق الشجرة " وهي افلام حققت للمشاهد العربي المتعة والتسلية المطلوبة .. بجانب التاريخ الحافل للمرحوم فريد الاطرش فى افلامة الغنائية المرحة والخفيفة مع صباح وسامية جمال في الاربعينات والخمسينات في افلام مثل ازاي انساك وبلبل افندي وحبيب العمر وودعت حبك وفي الستينات بافلام مع فاتن حمامه ومريم فخر الدين ومديحة يسري وسميرة احمد في افلام مثل شاطئ الحب ولحن الخلود ويوم بلا غد وحكاية العمر كله والحب الكبير , ومع زبيدة ثروت ثم مع ميرفت امين في اخر افلامه
" نغم في حياتى " , بالطبع فكل افلام فريد الاطرش كما تعرف قصتها واحدة ومضمونها واحد , نتيجتها معروفة , وتفاصيلها معروفة , واهم ما فيها اغانى فريد نفسة .وعلى نفس الخط قدمت لنا صباح مجموعة افلام مرحة وخفيفة مثلت فيها دور المرأة المحبوبة المدللة التى لا تعيش أي مشكلة حقيقية فيما عدا شكليتهما مع ذاتها ومع جمالها في افلامها الاولى بالقاهرة وابرزها الحب كده , والمتمردة , ورد قلبي , ومعبد الحب .. الخ ثم في افلام بيروت التى كررت فيها عقدة " فريد " مع القصة الواحدة الخالية من أي مضمون مثل فاتنة الجماهير , وكره الهوى , وافراح الشباب , واهلا بالحب , وجيتار الحب , وكلام فى الحب واخر المطاف كان فيلم " ليلة بكى فيها القمر" الذي حملت معه مضمون مشكلتها مع اخر ازواجها .
اما " ليلى مراد " فقد شاركت فى تقديم الفيلم الغنائي بافلامها بنت الفقراء وبنت الاكابر وغيرها من الافلام التى تدور حول نفس المضمون الخالى من أي تجذير للمشاكل الاجتماعية او السياسية العربية , مستقلا شهرة المطرب او المطربة فقط ..
واذا كنا نستعرض تلك الافلام الاستعراضية الغنائية التى نفتقدهم الان حيث تعيش السينما العربية فقرا مدفعا في الفيلم الغنائي يعود سببه الى عدو وجود الكفاءة السينمائية لمطربي ومطربات الجيل الجديد من الفنانين , وتفضيل المطربين والمطربات الاسطوانات والشرائط المسجلة والاذاعة والتلفزيون لتحقيق الربح المادي , والانتشار الجماهيري , عوضا عن الافلام السينمائية التى كانت مركز الشهرة الاوسع فى العالم العربي قبل انتشار الفيديو والتلفزيون واذا كانت السينما العربية لم تقدم لنا اكثر من عشرة افلام تاريخية طوال تاريخها الزمني , فانها لم تقدم لنا افلاما غنائية حقيقية في مرحتلها الزمنية الثانية فيما عد بعض محاولات فيروز السينمائية الفاشلة , او بعض اعمال وردة السينمائية الباهتة . لدرجة تجعلنا نعتبر فيلم وليد توفيق " من يطفئ النار " من افضل الافلام الغنائية التى انتجت عربيا , بجانب افلام نادية الجندى وسعاد حسنى الاستعراضية في السبعينات وخلاصة القول فيما سبق نصل الى التساؤلات التالية :
اين الافلام الحربية ..؟ اين الافلام السياسية ..؟ اين الافلام التاريخية ..؟ في خارطة السينما العربية لا يوجد تاريخ , وليس لها موقف , هذا يعني ان السينما العربية – فيما ندر من الاعمال – تحيا بلا مضمون , وما يزيد الطين بلة كما يقولون انها مستمرة بلا تكنيك سينمائي – يعني لا تكنيك ولا مضمون وبالرغم من ذلك فان المطربة السينمائية العربية لاتقل في سنها وعطائها عن نجوم السينما ونشير هنا الى النجم العربي الدائمى " عمر الشريف " بطل افلام " نهر الحب " و" في بيتنا رجل " وغيرهما من الافلام وهناك المخرج الفائز بالعديد من الجوائز العالمية التقديرية "يوسف شاهين " الذي حصل اخيرا على منحة فرنسية فى ابريل 1983 مساهمة من وزارة الثقافة الفرنسية في تمويل فيلم ليوسف شاهين عن نابليون , وهو الذي قدم لنا افلام :
باب الحديد , وصراع فى الوادي , واسكندريه ليه , والعصفور , وحدوته مصرية .. الخ .
ومن النجوم الجدد قدم لنا الممثل الاول في السينما العربية الان " نور الشريف " افلاما ثلاثة اقترب بها من العالمية وهى افلام : العار , وسواق الاتوبيس , والطاووس .. الخ اما زميلة محمود يس فإن افضل ما قدمه فيلمان هما : على من نطلق الرصاص , وانتبهوا ايها السادة .
اما النجم الممثل " احمد مظهر " فقد كان افضل ممثلي الشاشة العربية بعيدا عن المشاكل وهموم الرجل العربي
- بخلاف رشدى اباظة وفريد شوقي اللذان اشتركا معا في تقديم صورة الرجل العربي الفتوة , الذي يداعب احلام الشباب من جمهور السينما العرض , ولذا فان اغلب افلامها , من نوع الافلام الهندسية التى تسحب جمهورها الى عالم الاوهام ..!! فما هو السر في ضياع السينما العربية ..؟؟
---------------------------------------------------------

يسري الدوغري
01/12/2009, 10:03 PM
السينما العربية .. ما لها وما عليها ؟
---------------------
تجارة الفن ام فن التجارة ؟
-----------------
" خلصت الحلقة السابقة الى السؤال :
ماهو السر فى ضياع السينما العربية ؟ ..
أين التاريخ العربي في المسرح والسينما ؟
الاجابة التي قد لا يتفق البعض معنا عليها تتخلص في ان هذا الضياع العربي السينمائي يعود اولا وقبل كل شئ الى ابتعادها عن الادب العربي من ناحية , وابتعادها عن الواقع العربي من ناحية ثانية , وعدم انتمائها للتاريخ العربي من ناحية ثالثة , وخوفها من السياسة العربية من ناحية رابعة , وقلة حيلتها مع الحروب العربية من ناحية خامسة , وانتصار المادية التجارية على الروح الفنية الاستعراضية من ناحية سادسة , ثم وأخيرا رحيل المطربين العرب الى عالم الاخرة , وعنجهية وعجز الباقين على قيد الحياة التمثيل من ناحية سابعة فماذا تبقى للسينما العربية بعد كل هذا العجز ...؟؟
1- افلام عنائية واستعراضية وكوميدية مرحة وخفيفة في العشرين عاما الاولى من حياة السينما العربية , وهي تخدم العمل الغنائي قبل ان تخدم جمهور السينما العربية .
2- افلام بحثت مشاكل المرأة العربية نظرا للكفاءات الفنية غير العادية بين كواكب السينما العربية في افلام فاتن حمامة وماجدة وهند رستم , وبعض افلام شادية وما عدا ذلك , فضائح جنسية انتشرت رائحتها في العشرين عاما التالية ( وتجد الاشارة هنا الى ان كل الانتاج
( سوري – لبناني ) سينمائي اتجه الى ذلك المغنى المبتذل ) .
3- السينما الجزائرية والمغربية والتونسية والعراقية بجانب الاصوات القوية الجديدة والجادة في السينما المصرية التي ظهرت في السنوات الاخيرة , تبشر الجمهور العربي ببعث جديد للسينما العربية , قد يقفز بها من حومة الانعزال والامتهان والتقليد والتكرار ...!!
- فما هو المطلوب لسينما عربية من اجل الجمهور العربي ودعم موافقه ..؟؟
هل المطلوب سينما عادل امام وحسن الامام ونادية الجندي ..؟؟
ام هل المطلوب سينما يوسف شاهين وسعيد مرزوق ورضا الباهي وهشام ابو النصر ونور الشريف ؟؟
ام المطلوب سينما محمد عبد العزيز ويحى العلمي ومحمود يس وفريد شوقي ...؟؟
ونجيب على هذه التساؤلات بالشكل التالي :.
1- عادل امام ونادية الجندي ظاهرة في السينما العربية , كما كان نجيب الريحاني وميمي شكيب ظاهرة السينما القديمة , وهما يقدمان التسلية والترفيه للجمهور كهدف رئيسي في كل أعمالهما , ولكنهما يمثلان وبحق نجوم الشباك في السينما العربية لانهما :.
الافضل في عالم الافلام الخفيفة والمرحة والاستعراضية على الاطلاق وسط هموم ومشاكل المواطن العربي السياسية والاقتصادية من المحيط الى الخليج في هذا الزمان . والكوميديا الهادفة مطلوبة , والكوميديا للتسلية والترفيه مطلوبة ... والفيلم الاستعراضي الهادف مطلوب , والفيلم الغنائي مطلوب للترفيه والتسلية ايضا ... ونادية الجندي قدمت لنا ثلاث قضايا في ثلاثة افلام وسط الاستعراض والابتذال وهي :.
قضية الادمان على الحشيش في الباطنية , قضية الفساد الادارى والاقتصادي في وكالة البلح , قضايا المجانين في انا المجنون , اضافة الى قضايا العوالم والرقصات المبتذلة في شوق وبمبة كشر , وعالم وعالمة , وليالي ياسمين , اي انها قدمت شيئا لا بأس به , وعادل امام ناقش في افلامه الاخيرة قضايا عدة في افلامة الاخيرة مثل :.
قضية ان الانسان عبارة عن مستند حكومي في فيلم شعبان تحت الصفر... وقضية ان القانون لا يحمى الاغبياء والمغفلين في فيلم رجب فوق صفيح ساخن ...
وقضية استغلال التجار والملاك لدم الفقراء في فيلم حب في زنزانة ...
وقضية انهيار الامن السياسي في حياة الشعب العربي من خلال فيلم احنا بتوع الاتوبيس ..
اما حسن الامام فقد قدم لنا : سعاد حسني في اميرة حبي أنا وخللي بالك من زوزو وقدم نادية الجندي في بمبة كشر , وقدم شريفة فاضل في سلطان الطرب , وقدم بديعة مصابني لنادية لطفي وقدم ماجدة الخطيب في دلال المصرية , وهي افلام استعراضية لا يوجد غيرها ومنذ خمسة عشر عاما ...
والفيلم الاستعراضي مطلوب , والفيلم الكوميدي مطلوب , ولكن بشكل متزن , وبشكل لا مبتذل , ويا حبذا لو نافشت قضية معينة بداخله .. بحيث لا تصبح كل افلامنا للتسلية والترفيه كما انساق اليها الجميع الان , فليس كل ممثل كوميدي قادر على العطاء مثل عادل امام , كما لا يوجد ممثلة استعراضية في مقررات نادية الجندي الان , والدليل على ذلك فشل سهير رمزي او شريفة فاضل او نادية لطفي او ماجد الخطيب في تمثيل حياة العوالم كما نجحت فيه نادية الجندي الان ...
اذا :.
فعادل امام ونادية الجندي وحسن الامام خط سينمائي مطلوب للترفيه عن الجمهور ...

يسري الدوغري
01/12/2009, 10:04 PM
ولكن الترفيه لا يجب ان يكون ميدان السينما العربية الاساسي كما يحدث الان , ولذا فان سينما يوسف شاهين , سينما الوعي , سينما المثقفين , سينما السينمائيين , السينما التي تحسبان الى العالمية مطلوبة ايضا بشئ من التبسيط ...ولكنا لا يمكننا ان نطالب يوسف شاهين بالتبسيط لان سر روعته في التعقيد ... فيوسف شاهين خط سينمائي ضروري لمعالجة مشاكل المثقفين بالفن الرفيع ..
.... وتلك مهمة اساسية ثانية للتمثيل عموما والسيما خصوصا ...
- يوسف شاهين رغم تميزه في الاخراج السينمائي , الا انه ليس المخرج العربي الوحيد الذي التزم بمشاكل المثقفين وعالجها في افلامه , فهناك المخرج الملتزم " سعيد مرزوق " الذي واجه المجتمع المصري بفيلم " المذنبون " , وفيلم " الخوف " , وفيلم " زوجتي والكلب " و " اريد حلا " الخ .. وهشام ابو النصر الذي بحث في الاحياء الشعبية عن منظور اخر جديد مختلف عن افلام فريد شوقي القديمة , حيث قدم لنا فيلم " الاقمر " وعشناه معه هناك كل النماذج الانسانية التى عالجها بدقة متناهية برع فيها نور الشريف كما بدأت فيها " نادية لطفي " سلسلة افلامها في الدفاع عن المعاني الانسانية والمبادئ السامية بعد بطولتهم لفيلم " المومياء " لمخرجه شادي عبد السلام ثم اتبعتهما بالفيلم الفكري العقائد الرائع " اين تخبئون الشمس " للمغربي عبد الله المصباحي وشكلت مع مجموعة المخرجين الملتزمين ومع نور الشريف الخط الفكري – العقائدي – السياسي الجديد في السينما العربية وشاركتهم سيدة الشاشة العربية " فاتن حمامة " في هذا الخط بمجموعة افلام تدافع فيها عن المرأة العربية المصرية باقتدار عظيم والخط الذي التزمت به نادية مع زملائها الفنانين الملتزمين امثال نور الشريف وشادي وفاتن وشاهين والعقاد وسعيد مرزوق ورحت الباهي وعبدالله المصباحي وغيرهم هو الخط الذي افتقدته السينما العربية كثيرا فوجدته في هؤلاء الفنانين العقائديين اصحاب المثل العليا ... والسينما ان لم تعر الواقع بواقعية متناهية وتدافع عن المبادئ والمثل , تبقي سينما لا قيمة لها وهذا الخط هو الذي تبحث عنه في السينما العربية خط السينما الواقعية الملتزم بالوطن والمواطن وهي من اسمى مهمات العمل السينمائي قاطبة .
- ويبقي في الوسط بين اولئك وهؤلاء , بين سينما التسلية والترفيه وبين سينما المثقفين والملتزمين , سينما الرومانسية والناس العاديين السينما التي تقدم لنا القصة بشئ من الاسقاطات الفكرية مع جانب من التسلية والترفية وفي هذا الخط يتربع محمود يس , مع المخرج المصري محمد عبد العزيز , وفريد شوقي بثوبه الجديد , وباقي النجوم من مخرجين وممثلين حيث شاهدنا في هذا الخط افلام : الشريدة – انتبهوا ايها السادة – الخبز المر للمخرج اشرف فهمي – ولا يزال التحقيق مستمرا لنفس المخرج , وهذا الخط يتراوح بين الجدية وبين التسلية , وهو يميل الى عطاء دفعة من الالتزام موازية لوقعة من الترفيه – الدرامي – وهو خط موجود في كل انحاء العالم , وفي كل مؤسسات السينما , ومعنى وجوده مرتبط بوجود السينمائيين .. بمعنى انه من المستحيل ان تكون السينما 100% يوسف شاهين او فاتن حمامة ونور الشريف . كما انها من غير المرغوب فيه ان تكون السينما 100% حسن الامام او نادية الجندي وعادل امام .. فهناك دور العرض السينمائية , هناك المنتجون , هناك فنانون , هناك جمهور , هناك تجارة لا بد ان تعيش عائلات تعدادها يصل الى مئات الالاف , ويجب ان تنتج افلام عادية لكي يعيش منها الجميع , وهذا الخط الرومانسي او الدرامي مطلوب لرواج السينما وانتشارها وقد يساعد من ناحية ثانية في خلق ارضية اوسع لثقافة سينمائية اعم واشمل ..
- ووسط هذا الزخم كله يبقى الابداع ...
ابداع مصطفى العقاد في الافلام التاريخية :عمر المختار , والرسالة ...
وصلاح ابو يوسف في افلام العراق التاريخية : القادسية واليرموك ... التي تذكرنا بافلام السينما المصرية قبل عشرين عام , وااسلاماه , وعنترة , والمماليك , والناصر صلاح الدين وتبقى كلمة في هذاالخط وهي :.
ان السينما العربية لم تعط للفيلم التاريخي حقه , ولم تعط التاريخ العربي عامة روحه .. وهذا نقص خطير في احدى مهمات التمثيل الباحثة عن التاريخ بصدق المؤرخين ..
- ونفس الشئ يمكن ان نقوله على الافلام الحربية والتي تاني السينما العربية من نقص خطير ومريع فيها فلم تشاهد الحقيقة عن حرب 1967 سينمائيا الا في فيلم " اغنية على الممر" لعلي عبد الخالق , وكان اكثر الافلام ارتباطا بحرب اكتوبر فيلم " العمر لحظة " لمنتجته ماجدة , لكننا لا نريد في الافلام الحربية مفاهيم الجنود , واراءهم , ولكننا نريد مفاهيم القواد وآراءهم في الحروب العربية سينمائيا وحتى الان فالسينما العربية لم تعالج حروبنا العربية من سنة 1948 وحتى سنة 1982 بصدق ويقين .

يسري الدوغري
01/12/2009, 10:05 PM
اما الفيلم السياسي فقد انتظر وفاة الزعيم الخالد " جمال عبد الناصر" وبدأ البعض يتملق النظام الجديد المناهض لنظام عبد الناصر وكانت البداية مع فيلم " الكرنك " من قصة نجيب محفوظ , وتبعه عدد من الافلام ابرزها " وراء الشمس " الذي مثلته نادية لطفي " واحنا بتوع الاتوبيس " عن قصة للكاتب الحمامصي وتمثيل عادل امام ... الخ الفيلم السياسي قاصر عربيا ايضا في البحث عن حياة ومواقف واراء اصحاب القرار السياسي بعمق ودراية ونضوج , فالمشكلة في القمة غاليا وليس في القاعدة , وحل المشاكل يفضحها ويعريها دائما , وتعرية وفضح اصحاب القرار مهمة رئيسية للعمل السينمائي عامة , يفتقر اليها الفنان العربي حتى الان , ولو ان فؤاد المهندس وشويكار حاولا في مسرحيتهما الفاشلة " من غير ليه " الوصول الى اصحاب القرار ولم يوفقا بشكل كامل , لا يجتاز النص ضد الحقيقة الكاملة وميلة الى الكوميديا السياسية .. ولكن " عادل امام " وبجرأة وقف في " مشاهد ما شافش حاجة " منتقدا رئيس دولته حين اشار بطريقة هزلية الى العصا التى تعود السادات وضعها تحت ابطه دائما ... وفيما عدا ذلك فان دريد لحام ونهاد قلعي ومحمد الماغوط حاولوا تعرية الزعيم السياسي العربي في مسرحية " ضيعة تشرين " عن طريق المختار – الرمز , ثم في مسرحية " كأسك يا وطن " عن طريق راديو عرب عارلو , وفي مسرحية " غربة " عن طريق التراكتور الزراعي ... الخ
غير ذلك فما قلناه عن السينما العربية ينطبق على المسرح العربي كما يلي :.
- تجارة في تجارة , اغرقت فيها شركات الانتاج السينمائي والتلفزيوني عالمنا العربي بمسرحياتها التافههوالساقطة التجارية التلفزيونية بلا قضية وبلا كوميديا , ولا تمت للمسرح بصلة غيرصلتها بالديكور ..
- وما يقال عن التجارة في المسرح , يمكن ان يقال نفس الشئ عن المسلسلات التلفزيونية المموجة الممطوحة التي لا تخدم قضية , ولا تقدم أي مضمون سوى التسويق والتوزيع وملء الفراغ في محطات التلفزيون العربية المنتشرة في كل مكان الان ...
فالمسلسل التلفزيوني يختلف عن العمل المسرحي وعن العمل السينمائي في ان مدته الزمنية طويلة , فان لم يكن اقرب الى الملحمه الشعبية .
او الاسطورة الخالدة
او الرواية الرائعة
او الحدث التاريخي
لا يمكن اعتباره مسلسلا , بل امتصاص لدماء المتفرج العربي , وقتلا لذوقه واعداما لفكرة ومبادئه , وهذا هو ما تلعبه المسلسلات التلفزيونية في حياتنا الان مع الاسف الشديد ...
وبعد ..
في الختام ماذا نريد من التمثيل في حياتنا العربية :.
1- نريد فنا رقيقا , وفكرا رقيقا , كما قدمنا في حديثنا عن الفليم التاريخي والفيلم الحربي , والفيلم السياسي , والفيلم الغنائي , ونريد اكثر من فاتن حمامة واحدة لمعالجة قضايا المرأة العربية المعاصرة , ونريد اكثر من أي وقت اخر فنانين ملتزمين امثال العقاد وشاهين وابو سيف وشادي عبد السلام والمصباهي والناهي , ونور الشريف , ونادية لطفي ... الخ نريد اقترابا اكثر للواقع العربي , ونريد محاكاة صادقة بين السينما العربية وبين الادب العربي , فلا نريد قشور الادب العربي فقط ولكننا نريد تقديم كل أعمال نجيب محفوظ والطيب الصالح ويحيى يخلف وغسان كنافي وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس , نريد ان نرى الادب في السينما , ونريد ان نعيش مرحلة الادب السينمائي بشكل عام ...
2- نريد مسرحيات عربية جادة , وهادفة وعلى مستوى البحث عن الحقيقة وبقولها بأي شكل كان , ولذا نريد أكثر من دريد لحام وصباح جزائري وعبد الحسين وسعاد العبدالله وعادل امام – ونريد البديل لسميحة ايوب وسناء جميل في المسرح الجاد ونريد البديل لماري منيب وعادل خيري ونجيب الريحاني في المسرح الكوميدي – ونريد الكثير نريد النص المسرحي المسؤول الذي يفتقد من القمة الى القاعدة والعكس صحيح ايضا .. وسامح الله تجار الفن المسرحي الذين اجتاحوه بمسرحياتهم التلفزيونية الهابطة ...
3- ونريد اعمالا تليفزيونية حية , ناضجة , فكرية , وليس اعمالا تجارية هابطة , تدور على نفس النمط , ويقودها نفس الربان المادي التجاري .. اين الروايات العظيمة , اين الجذور العربية , اين دالاس العربية , واين فلسطين العربية , اين التاريخ العربي , لم يقدم التلفزيون شيئا نذكره او نمجده ونخلده مع الاسف , فكل ما قدمه ممثلين داخل استوديوهات مغلقة سامح الله من لا يقرا كلماتنا ولا يحاول ان ينبش فيها لعله يجد فيها شيئا صالحا لتثقيفة .