المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملك الشعراء الذي هام بحب أم الأحد عشر ولداً



محمود عباس مسعود
03/12/2009, 01:35 AM
بتــــــــرارك Petrarch

ولد الشاعر الإيطالي والأديب الكلاسيكي فرانسيسكو بترارك سنة 1304م في مدينة أريزو Arezzo. كان والده منفياً سياسيا من فلورنسا، ونتيجة لذلك صرف الصبي فرانسيسكو سنوات طفولته متنقلا من مدينة إلى أخرى.

في عام 1319 أرسله والده إلى مدينة مونبيلييه لدراسة القانون وبعد أربع سنوات من ذلك التاريخ انتقل إلى مدينة بولونيا للدراسة المعمقة في نفس المجال، لكن رغبته التي لم يفصح عنها لأحد كانت تكريس كل حياته للعمل الأدبي.

والده أبدى معارضة لتوجهات ابنه الأدبية، بل وفي إحدى المرات أحرق كل كتب ومخطوطات ابنه الشاب المتعلقة بالشعر والأدب. لكن الوالد توفي في عام 1326 مما أفسح المجال لابنه لتكريس جل وقته للدراسات والأعمال الأدبية.

في العام التالي لوفاة والده وبينما كان في مدينة أفينون Avignon بإيطاليا رأى امرأة اسمها لورا Lora فنظم فيها أروع قصائده التي خلدته وخلدتها على حد سواء.

لقد أحب لورا من أول نظرة وبقي ثابتاً على حبها حتى وافتها المنية في سن الثامنة والثلاثين. أجل، أحبها حباً طاغياً مع أنها كانت متزوجة وأماً لأحد عشر ولداً. ومع ذلك فقد ألهمت قريحته فكتب في حبها قطعاً أدبية في غاية النبل والصفاء والروعة.

حُب شاعرنا لتلك المرأة كان عذرياً مثاليا. فقصائده تحتفي بما تتحلى به المرأة من مزايا نبيلة تبعث على الإلهام وتوقظ في الرجل مشاعر سامية وعواطف رقيقة.

دوّن بترارك أشعاره باللاتينية فطبقت شهرته الآفاق بحيث تقدمت منه جامعتا باريس وروما وعرضتا عليه تتويجه ملكاً للشعر والشعراء. قبل العرض من جامعة روما فتم تتويجه باحتفال شعبي مهيب في عام 1341. بعد ذلك تجول في ربوع إيطاليا حيث عثر على خطبتين شهيرتين للمشرّع الروماني الأشهر شيشرون.

كان بترارك يعود بين الحين والآخر إلى مدينة أفينون ليكون بجوار لورا، وذات مرة اشترى بيتاً قريباً من منزلها لعله يأنس بقربها وتكتحل عيناه بمرآها.

عندما بلغه نبأ وفاتها نظم فيها أجمل قصائد الحب وأكثرها رقة وعذوبة. وقد صرف أيامه الأخيرة في مدينة أرغوا Argua بالقرب من بادوا Padwa منهمكاً بكتبه ومخطوطاته الشعرية والأدبية القريبة إلى قلبه لأن الكثير منها كان يدور حول حبيبته لورا.

كان بترارك يفخر بأعماله التي ألفها باللاتينية لا سيما منها ملحمته الشهيرة (أفريقيا). أما أشعاره التي دونها بالإيطالية فما زالت تحظى بشعبية واسعة لدى محبي الأدب الرصين والإبداعات الوجدانية الرفيعة.

نشر بترارك ديوانه في فينيسيا (البندقية) في عام 1470 فكان تأثيره على شعراء أوروبا كبيرا. وإليه يُعزى الفضل في تهذيب قصيدة السونيتة sonnet ذات الوزن والقافية المحددين، مما أكسبها نبضاً جديداً ودفئا وسمواً، في حين أعطت رهافته وروحه الفنية الشعرَ الإيطالي روعة وعظمة لم يعهدهما من قبل.

بعد سبع سنين على وفاة لورا قام العالم الإنساني موريس سيفي بزيارة أفينون. وعندما كشف على قبرها عثر فيه على صندوق صغير من الرصاص بداخله ميدالية عليها صورة امرأة تمزق قلبها بيديها، وتحت تلك الميدالية إحدى قصائد بترارك.

والسلام عليكم

المصدر: موسوعات وإنترنت
الترجمة: محمود عباس مسعود

مصطفى بلعيد
05/12/2009, 10:36 PM
لك الشكر ايها المعلم الفذ

محمود عباس مسعود
05/12/2009, 11:18 PM
الأخ الطيب مصطفى بلعيد
أنت دوماً على الرحب والسعة.