المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السينما والواقعيه الاجتماعيه



يسري الدوغري
03/12/2009, 03:10 AM
السينما والمجتمع
------------------
الواقعيه في السينما العربية
--------------------


لو تتبعنا قضية العلاقة بين الفن والواقع , على مستوى السينما العربية , سنجد انفسنا امام مجموعة اعمال راقية في تجريدها للواقع المجتمعى والسياسي والاقتصادى , لعدد من المخرجين السينمائيين الجدد امثال : محمد خان , وعاطف الطيب , وعلي عبد الخالق .. وسعيد مرزوق .. وهانى لاشين .. من مصر , ومحمد ملص من سوريا في فيلم " احلام مدينة " ..
بعيدا عن رمزية يوسف شاهين , واسقاطاته الفكرية , او كلاسيكية صلاح ابو سيف في افلامه القديمة , التى كان قمتها في فيلم
" السقامات " او ما لم يتح لنا مشاهدته من اعمال المخرج العربي الجزائري المبدع , الاخضر حامينا في ثلاتيته عن الثورة الجزائرية التي بدأها " بسنوات الجمر " الفائزة بالجائزة الكبرى في مسابقة
"كان" الرسمية ضمن مهرجان 1975 .. او الواقعية البوليسية – السياسية لكمال الشيخ في فيلم " الصعود الى الهاوية " وفيلم
" على من نطلق الرصاص " او في قمة اعماله الواقعية – البوليسية بفيلم " لن اعترف " المنتج سنة 1961 او فيلم " الطاووس " المنتج عام 1982 ..
ويلاحظ من هذا الخط الذي يعتمده , في دراسة العلاقة الجدلية بين الفن والواقع في الوعاء السينمائى , الابتعاد عن الاسماء القديمة المعروفة في عالم الاخراج السينمائي والاقتراب من الاسماء اللامعة الجديدة في عالم السينما العربية , وهذا يعود , لان المبدعين الجدد في عالم الاخراج السينمائي , اكثر احتكاكا من الاسماء القديمة , بقضايا الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المعاصر , بحكم السن , والنشاة في ظروف ما بعد حرب يونيه عام 1967 , التي لا تزال اثارها مخيمة على واقعنا العربي بكل ابعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية ..
فقد كانت بداية الرحلة بالنسبة لعلى عبد الخالق وسعيد مرزوق , بعد حرب يونيه 1967 بعامين او ثلاثة اعوام , بينما كانت البداية الحقيقة لعاطف الطيب ومحمد خان وهاني لاشين في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات ..
مثلهم في ذلك مثل " هشام ابو النصر " الذي نشم في اعماله رائحة صلاح ابو يوسف من خلال فيلم " الاقمر " او فيلم " قهوة المواردي " بمعايشة موضوعية للواقع الجديد الذي يعيشة الحي الشعبي في زماننا المعاصر ..
وتبقي واقعية " هشام ابو النصر " في " الاقمر " او " قهوة المواردي " ذات اشكال فكرية , تاخذ المضمون الاجتماعي , في قوالب الواقعية الانتقادية اكثر من وقوعها في قالب المباشرة الفنية , التي تخدم القضايا الواقعية المعاصرة , خدمة مباشرة ومؤثرة على ذهن المشاهد العادي , قبل تاثيرها على اذهان الخاصة من الطبقة المتعلقة او المثقفة ..
وضمن هذه العموميات التى لا تفرض نفسها في قضية اجتماعية محددة المعالم والاتجاهات , يظهر الآن لهشام ابو النصر , عمل سينمائي اجتماعي في فيلم " البنات والمجهول " .. وهي قضية استهلكت في الكثير من الاعمال السينمائية والتلفزيونية , والجديد فيها , ذلك التوجه الاجتماعي , في لقاء الانسان العربي باخيه العربي , داخل اسوار الجامعة , او في ثنايا القصص العاطفية الانسانية بالفيلم , خاصة وان بطل الفيلم , طالب عربي لم تحدد جنسيته او هويته , يتعلم في الجامعات المصرية , ويبرز حبه لزميلته المثقفه الواعدة والطالبة الجامعية المصرية ..
وهذا اتجاه مدروس , يحسب لهشام ابو النصر , ضمن اطلالته او استراحته الفنية في فيلم " البنات والمجهول " .
ولو تعمق هشام ابو النصر في بحث جوانب هذه القضية الانسانية , التى تعد تبشيرا بوحدة العادات والتقاليد والآمال والآلام بين انساننا العربي من مكان الى مكان , لتحقيق للفيلم بعد واقعي ضمن قضية اللقاء الانساني العربي دون حساسيات اقليمية .!!

يسري الدوغري
03/12/2009, 03:12 AM
ومن خلال هذه النقطة , قد يتحدد ما يقصده , بالواقعية في الفن السينمائي العربي , والتي نود طرحها ومناقشتها في تلك السطور , من خلال طرح بعض الاعمال السينمائية لقضايا بالغة الاهمية والتاثير في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية العربية , والتى تمثل خطوطا واضحة في خيارنا الواقعي المعاصر , وتحتاج الى وقفات , ووقفات من مبدعينا في عالم الفن والادب المعاصرة , لمعالجتها , والقضاء على مسبباتها ..
فانحياز نا هو الفن الذي يحدد قضية واقعية معينة ويدرسها ويضع الحلول لها رغم اعترافنا بوجود اعمال فنية اخرى احتكت بواقعنا لكن دون ان تلتف بنفسها حول قضية بعينها ولذاتها , وتشبعها بحثا وتفصيلا كما شاهدنا في فيلم " خرج ولم يعد " لمحمد خان , او فيلم " الكيف " لعلي عبد الخالق او فيلم " انقاذ ما يمكن انقاذه " لسعيد مرزوق , او فيلم " الحب فوق هضبة الاهرام " لعاطف الطيب او فيلم احلام مدينة " لمحمد ملص ..!!
تلك النماذج الراقية في معالجتها للواقع المجتمعي والسياسي العربي , بتحديد قضية من القضايا الهامة ضمن هذا الواقع , ومناقشتها دون الدخول في عموميات , وتفاصيل اخرى تتشابك فيها القضايا الاجتماعية فتخرج الى المشاهد , سطحية لا تبرز علاجا معينا , وانما تخلق جوا اقتصاديا عاما .. لا يخلق التفافا .. بقدر ما يخلق نقمة عامه , لن تحدث تاثيرا فوريا ومباشرا على المشاهد .. ولكنها بتراكمها تحدث التغيير النوعي الذي ننشده لواقعنا
لقد وصل الفن الى عمق هذه القضية الاجتماعية .. ونجاحا مدروسا من جميع الجوانب الفنية في تسليط الضوء عليها .. لتجعلنا نضع اسم
" هاني لاشين " مع مجموعة الاسماء التي طرحت قضايا الواقع , بتحديد , دون التعميم .. فلم يترك جانبا من جوانب العلاقات الاجتماعية في حياة كبار السن , الا وناقشها .. والجلوس مع رفاق الدرب الطويل .. وقتل الوقت بالاحاديث .. والوقوف متآزرين مع بعضهم البعض في المواقف الصعبة .. والحرص على استغلال كل دقيقة من حياتهم والاستمتاع بها بعيدا عن الوحدة والفراغ القاتل .. والغوص في نفسياتهم عند لحظات الخصام في تلك السن بمواقف ممتعة ..
وهذا التحديد في بحث قضية كبار السن , يقابله عند عاطف الطيب تحديد لبحث قضية الشباب في مقتبل العمل , من خلال فيلم , الحب فوق هضبة الاهرام .. حيث التقت الروعة في الاداء الفني مع القيمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لقضية الشباب في سن الزواج , في اطار فني واقعي , وضعنا امام الحقيقة الحاضة دوما في الاذهان , عن روعة الانسجام والتلاقي بين الفن والواقع اذا ما ناقش قضية محدودة بعينها , وافراغ كل ما في الجعبة الفنية والابداعية , من عوامل النجاح المؤثرة على ذهن الملتقي ..
الاجواء الرومانسية الدافئة .. وسط الحياة المهنية الرتيبة المملة .. واجواء الحياة الاسرية الصعبة .. بين فتاة تبدأ حياتهم العملية بعد فشلها في تجربة عاطفية لم يكتب لها النجاح لصعوبات مادية بحتة ,وبين شباب في مقتبل العمر , يهرب من الملل الذي يعيشه بغير عمل مجد ونافع في مكتبة الى مقهى يتبادل فيه الاحاديث مع مجموعة من اصدقائة..
وفكرة اللقاء العاطفي المحموم تسيطر على ذهنه , كلما التقت عيناه , بحسناء على الطريق , حتى يلتقي بالفتاة , ويحب كل منهما الآخر ويفكران بطريقة انقلابية في تحديد مسار حياتهما العاطفية المستقبيلة بالزواج سرا , ووضع الاهل امام الامر الواقع

يسري الدوغري
03/12/2009, 03:13 AM
وبعيدا عن تعقيدات المهر والشبكة والشقه , واثاث الشقه .. ووسط هذا كله يبحث الشاب عن حل لمشكلته عند احد المصلحين الاجتماعيين , ويناقشه فيوقعه المفكر في عموميات لا يفهم منها الشاب امرا .. وهو يريد حلا محددا ومقنعا لقضيته .. وبين الشاب وذلك المصلح برزت صورة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر .
فالمفهوم من وجود صورة الزعيم الخالد , بينما وسط المناقشة ان حل قضية الشباب فى هذا العصر المادى , لا تحدث إلا بالعودة للحل الناصري الاجتماعي في قضايا الشباب الاقتصادية , الذين هزمتهم اجواء الصراعات المادية فرفعت الاسعار في كل الاماكن وكل الاشياء .
وفي حين يعالج عاطف الطيب القضية بابعادها النفسية والعاطفية والمادية , ويضع امامنا اكثر من حل لها , اما بطريقة انقلابية على القيم الاجتماعية البابلية , او بطريقة فكرية بالعودة الى التطبيق الاجتماعي الناصري , او بطريقة اسلامية , فان " محمد خان " ناقش القضية باسلوب اخر من خلال فيلم " خرج ولم يعد "
ووضع حلا لها , بالانطلاق الى عالم القرية , والابتعاد عن زحمة المدن وضوضائها ومفاسدة ونفقاتها الباهظة المكلفة .. وهو يضع مقارنة محدودة المعالم في قضية الحياة بين الواقع المدينة , وبين واقع القرية .. ويطرح تساؤلا بسيطا ومحددا : ما الذي يشدنا الى المدينة بكل مساوئها .. ؟؟ وما الذي يبعدنا عن القرية بكل محاسنها ..؟ هل هي الوظيفة ؟؟... او الدرجة التى نحلم بالوصول اليها بعد ان يشيب الشعر في رؤسنا ..؟!
وضمن هذه الخطوط , انطلق سعيد مرزوق في فيلم " انقاذ ما يمكن انقاذه " مطالبا بالقضاء على عناصر الفساد بداية .. والتوجه نحو معاني الحق والخير والجمال , والعودة الى حب الله وتربية الاطفال كحال جذري لقضية التضخمم الاقتصادي الذي يعاني منه الناس .. والذي جعلهم يعيشون الفساد وكانه نهاية المطاف في الدنيا ..!!
ومن جوانب الفساد التى طالب سعيد مرزوق " بالقضايا عليها في فيلم انقاذ ما يمكن انقاذه " .. امسك " علي عبد الخالق " بقضية المخدرات واغاني الهوس والجنون واللا اخلاقية , وضع منها فيلما محكم العبارات لسيناريو وحوار محمود ابو زيد ضمن فيلم الكيف " الذي وضعنا امام قضية المخدرات , وشرح مسبباتها وكيف اضرارها " على المجتمع كله , من خلال زوايا انسانية ومادية تبين الفارق بين الفن الذي يخدم الواقع , وبين الفن الذي يهدم الواقع .. او الفرق بين افلام قاتلة ومدمرة ناقشت الاتجار بالمخدرات في الباطنية " و " القرش " و " حت لا يطير الدخان " .. وبين فيلم موضوعي وانساني حدد الاخطار وهاجمها في فيلم الكيف " .

***

يسري الدوغري
03/12/2009, 03:14 AM
ومن القضايا الاجتماعية والاقتصادية التى ناقشها الفن بموضوعية , وواقعية , نجد انفسنا امام القضية السياسية في فيلم " احلام مدينة " ... حيث نلتقي حول القضية الحلم , في ضمير كل مواطن عربي .. الا وهي قضية الوحدة العربية .. حين يسحبنا مخرج الفيلم الى الوراء اكثر من ربع قرن , في عام 1958 بالتحديد , وبين المشاكل الاجتماعية لحى شعبي في سوريا العربية .. يبدو كل المواطنين متفق على ضرورة الوحدة , ومؤمنين بالقيادة الناصرية , فالكل يحلم حتى الطفل – الصبي , الذي يحمل مسؤلية امه وشقيقه , ازاء الظروف الاجتماعية الصعبة التي تعيشها الاسرة , لكنه يحلم بالحب البرئ وبالوحدة , التي تخلصه من نيران الظلم الاجتماعي الواقع على امه , ويتحقق الحلم في النهاية , وتنطلق الوحدة على اغنية محمد قنديل , انا واقف في الاهرام .. قدامي بساتين الشام ..!!
ولا نبالغ اذا قلنا بان فيلم احلام مدينة مس قضية الضمير العربي ازاء واقع الانقسام والتفرقة , بشكل اكثر نضوجا من غيره وهو يضع في حسبانة مرحلة الضياع التي يعيشها الانسان العربي في هذه المرحلة من زماننا المتردي .. رغم ان احداث الفيلم جرت كلها في زمان الخمسينات وبالتحديد في الشهور القليلة السابقة للوحدة المصرية السورية سنة 1958 .. وكان منسجما كليا مع اسمه , في كون الوحدة الحلم الازلي للانسان العربي المعاصر ..
والتى ننتصر فيها على عوامل الضعف البادية في بنائنا العربي , اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وثقافيا , وبالتالي اجتماعيا .. لأن التردي في الجوهر يجر معه ترديا اعمق في اصغر التفاصيل الانسانية ..!!
وروعة الفيلم , انه ناقش قضية الوحدة العربية , من خلال الانسان العربي , بعيدا عن المواقف الحزبية , والخطب النارية الحماسية , والوعود الرسمية .. لقد تجول بنا في اعماق النفس البشرية , للانسان العربي , الذي يعتبر بحق هو القضية الاساسية لاصلاح الحال المتردي لواقعنا العربي على كل المستويات ..

***
وبالمقابل قدم لنا دريد لحام فيلم الحدود " حول قضية الانقسام , والتفرقة , والتشتت الذي نعيشه في اجواء انتقادية كوميدية , نجحت في السخرية من الحدود المصطنعة بين الاقطار العربية , ولكنها لم توغل في عمق القضية الانسانية التى تهمها الوحدة , لحل مشاكلها الانية والمستقبلية , بعيدا عن الاجواء الاقتصادية ..

***
وكاد فيلم " الصعاليك " ان ينجح في طرح القضية السياسية لولا انه جنح في النصف الثاني من الفيلم الى القضية الاقتصادية فلو ترك المخرج داوود عبد السيد القضية الاقتصادية لفيلم اخر وركز على القضية السياسية من خلال المواطن العربي العادي في مرحلة الستينات , كما ركز عليها محمد ملص في " احلام مدينة " وكما ركز عليها يوسف شاهين في فيلم " العصفور " ..
لاستطعنا معايشة قضية الانسان العربي وضميره السياسي في فيلم ثالث لكن داوود عبد السيد جنح بالسيناريو الى جهة مختلفة تماما عن وجهته في النصف ساعة الأولى من فيلم الصعاليك " .
وكم كان رائعا لو سحبنا " الصعاليك " الى الواقع السياسي , العربي حتى نكسة يونيه 1967 , وموت الزعيم الخالد جمال عبد الناصر , وعشنا معهم تطورات الحالة الانسانية مع تطورات القضية السياسية العربية .. بدلا من الوقوع في تفاصيل لاتنتهي بالحرب الاقتصادية والتي كان يمكن ان يفرد لها عملا سينمائيا اخر مستقلا ..!!
وروعة سعيد مرزوق في " انقاذ ما يمكن انقاذه " انه استطاع , الجمع بين كل العصور , وعقد بينهما مقارنة فنية , ضمن واقع زمني ومكاني واحد , يخدم قضية واحدة ومحددة , اخذت مضمونها من اسم الفيلم ذاته في محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه ..!!
وعظمة يوسف شاهين في " العصفور " انه ناقش القضية الانسانية في زمان محدد ومكان محدد ووضعنا امام الحالة الانسانية في زمان النكسة 1967 .. وهي القيمة التي انسحبت بعد ذلك على فيلم احلام مدينة ايضا , وخسرها فيلم " الصعاليك " في النقلة الزمانية والانسانية السريعة والمفاجئة التي لا تعطي تفسيرات معقولة , للتوجهات السياسية والاقتصادية في زمان ومكان محددين ..
وهذا الكلام ينسحب على كل ألوان الفنون والآداب المختلفة .. فيبقي العمل الاكثر تأثيرا هو العمل الاكثر تحديدا لاحدى القضايا الاجتماعية او السياسية في زمان محدد ومكان محدد دون الغوص في عموميات لا تحل ولا تناقش , بقدر ما تنقل حكاية , او تسرد رواية ..

يسري الدوغري
03/12/2009, 03:15 AM
وروعة الفنان او المبدع بشكل عام تتمثل في قدرته الابداعية على نقل التفاصيل في حالة الانسانية المرافقة لاحدى القضايا الواقعية في حياتنا العامة او الخاصة ومن هنا وجدنا الفن يرتقي في النماذج الابداعية التى ناقشت قضية محددة لذاتها , ولم تهرب الى عموميات بسطحية وشفافية , مهما كان نزوعها الفكري , فهي لا تمس جوهر أي قضية .. واذا تتبعنا قائمة الافلام التي فازت بالجوائز العالمية تجدها تلك التي سلطت الضوء على قضية الانسان , وفرغت كل ما في جعبتها من قدرات فنية وابداعية , لدراسة الحالة الانسانية بكل خلجاتها , وانفعالاتها ..
*فيلم " كرامر ضد كرامر " وقضية الانفصال بين الزوجين ورعاية الابناء ..
* فيلم " صائد الغزلان " وقضية النفس البشرية المشوهة بعد الحرب المدمرة ..
* فيلم " غاندي " وقضية الكفاح الانساني ضد قوى الاستعمار ..
*فيلم "اماديوس" وقضية النجاح الانساني حتى اخر رمق من الحياة ..
* فيلم " المرأة والغريب " وقضية الانسان العائد الى بيته بعد الحرب فيجد غريبا بداخله ..
* فيلم " حدوته مصرية " وقضية الانسان المبدع مع بيئته واسرته ..
* فيلم " الاب الروحي " وقضية المافيا , اخر العصبات الاجرامية المنظمة ..
*فيلم " كباريه " وقضية الانسان في ظروف الحرب العالمية الثانية ..
كلها نماذج لم تهرب الى عموميات , ولكنها تناولت قضية واحدة والتقت حولها , وحللتها من مختلف الزوايا والاتجاهات بشكل فني رائع , جعل احتكاكها بالواقع , تجميلا له , بقدر ما هو اشارة ضوء مسلطة على تلك القضية المعينة والمدروسة بدقة ..

***
ان التقاء الفن بالواقع , امر لا يقدر عليه سوى القلة من المبدعين لانه تصوير حياة طبيعية , ونقل انفعالات بنسبة حقيقية ضمن العمل الفني , تحتاج الى قدرات ابداعية هائلة , وبالتالي تقفز الى القمة , وتبقى خالدة مهما مر عليها الزمان ..
ويبقى الوعاء السينمائي خير شاهد على هذه الحقيقة الثابتة , كما هو في الوعاء الادبي .. حيث القدرة على الغوص في اعماق النفس البشرية , من المسلمات البديهية لاي عمل فني مميز وراق ..