المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السينما والتاريخ



يسري الدوغري
03/12/2009, 09:39 PM
السينما والتاريخ
-----------------
الشكل والمضمون : الفيلم التاريخي
لماذا كل هذا الجحود للتاريخ العربي ؟
-----------------------------------------
شهدت السينما العالمية فترة من زمان , انشغلت خلالها بالفيلم التاريخي من خلال الاسطورة , والحدث , والشخصية , الخالدة ..
وكانت بهذا تحيى في زمننا الحاضر قصص التاريخ القديم بكل احداثه ومآسيه , بكل ما فيه من بطولات خارقة , وفروسية نادرة , وبكل ما فيه من مؤامرات وثورات , عشنا فيها اصل المكر والدهاء , وعراقة الداء والدواء في حياتنا السياسية المعاصرة ليوسع من افق المشاهد ومداركه وينطلق به نحو عالم اوسع وارحب , اصابه الخراب والدمار في الحرب العالمية الثانية , ولعل هذا او ذاك يجعل الانسان المعاصر من القمة الي القاعدة , متهيبا النتائج مستعدا لكل المواقع , متمثلا البطولات , وربما لنخفف عنه ما رآه من ويلات القنابل الذرية والهيدروجينية التي جعلت الانسان المعاصر يشمئز من الجناة , القتلة .
فكانت هوليوود السباقة ألي استخدام التاريخ القديم بكل ما يحمله من حروب ومؤامرات الي الانسان المعاصر , كي ينسي حروب الحاضر بمآسية البشعة !
وبرزت الي الوجود الشخصية الاسطورية " هرقل " المصارع الجبار الذي مثل ادواره " ستيف ريفز " وكان منها فيلما عنوانه " لص بغداد " وظهرت الي الحياة مؤامرات الامبراطورية الرومانية , ويوليوس قيصر , وكيلوباترة ملكة مصر آنذاك وانطونيو وحروب الولايات المتحدة والطوائف في ذلك العهد الروماني وكان ابرز ما سجلته السينما العالمية في هذا المجال فيلم " سقوط الامبراطورية الرومانية " من بطولة صوفيا لورين !
وتحدثت السينما العالمية عن المكر والدهاء وحصان طروادة في فيلم " حصار طروادة " الشهير !!
وهكذا كانت الفترة التي انتعش فيها الفيلم التاريخي محصورة ما بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1945 وحتى منتصف الستينات !
وقد واكبت السينما العربية هذا الانتعاش بفضل اهتمام مؤسسة السينما المصرية – القطاع العام لاحياء التاريخ العربي المجيد , وبطولات الانسان العربي الاكيدة , وقدراته الخارقة في الشجاعة والفروسية القادرة على مر العصور والازمان منذ عنترة بن شداد , وحتى محمود قطز , والظاهربيبرس , واحمد باشا الجزار , واحمد عرابي الخ .
فاذا كانت السينما العالمية قد قدمت الشخصية الاسطورية الخارقة " هرقل " فالسينما العربية قدمت الشخصية الاسطورية " عنترة بن شداد في اكثر من فيلم , قديم عن عنترة من بطولة " سراج منير " وفيلم عن " بنت عنترة " لسميرة توفيق التي ورثت البطولة النادرة عن ابيها حيث يشاركها التمثيل في الفيلم احمد مظهر وفريد شوقي , الذي مثل اقوي الافلام العربية التي انتجت عن عنترة بن شداد امام كوكا , التي تميزت في تاريخها السينمائي الطويل بتمثيل الادوار البدوية , وكانت اصدق من مثل دور " عبلة " للسينما العربية .
واستخدم عنتر بشكل سئ بعد ذلك في اكثر من فيلم تجاري . فيلم لبناني اسمه " عنترة في بلاد الرومان " شارك في تمثيله سيلفيا بردخان , وسيد المغربي وضع عنترة في قالب مرفوض عن قصة زواجه باحدى الرومانيات , وهي القصة التي عولجت في فيلم لبناني آخر " عنترة بغزو الصحراء " بموضوعية تاريخية مقبولة , وقد مثل في الفيلم الاخير مجموعة كبيرة من الممثلين والممثلات علي راسهم فريد شوقي ومحمود سعيد وناهد شريف وكوكا ومريم فخر الدين التي مثلت دور الرومانية المغرمة بعنترة , بينما كان " كنعان وصفي " يمثل دور الشرير " لكن لا يبقي في الذاكرة سوى فيلمان هما " عنترة بن شداد " و " بنت عنترة " . ولم تكن شخصية " عنترة " الاسطورية في بطولتها الوحيدة التي عالجتها السينما العربية , فقد قدمت السينما العربية القديمة , فيلما عن " خالد بن الوليد " من بطولة حسن صدقي وانتاج اسيا داغر سنة 1949 .
كما قدمت شخصية الفارس العربي وبطولاته في فيلم " فارس بني حمدان " الذي قام ببطولته فريد شوقي وسعاد حسني وليلى فوزي , وتميزت عن البطولات العربية في عهد الدولة الحمدانية التي ظهرت بعد انهيار الخلافة العباسية , والتي انتج التلفزيون عن رجالها مسلسل " الطريق الي القدس " الذي عرض قبل عامين من بطولة محمود ياسين وكرم مطاوع وايمان الطوخي وغيره .
وفي نفس الفترة الزمنية ما بين سنة 1960 وسنة 1965 انتج الفيلم العربي التاريخي الكبير " وا اسلاماه " عن انتصار العرب والمسلمون في معركة عين جالوت , بعد موت شجرة الدر ملكة مصر , وموت اقطاي وعز الدين ايبك اقطاب المماليك , وهجوم التتار على بغداد .. حيث وقف قطز وبيبرس يدا واحده لمواجهة طغيان التتار ودحرهم وهي الاحداث التي اظهرها الفيلم التاريخي العظيم فيلم " وا اسلاماه " من بطولة احمد مظهر ولبنى عبد العزيز ورشدي اباظة وحسين رياض وتحية كاريوكا وعماد حمدي ومحمود المليجي .
وبعد انتصار العرب في عين جالوت سنة 1260 ظهرت دولة المماليك , وتفشى طغيانهم وعميت ابصارهم فكان للسينما العربية , موقفا من الاحداث التاريخية لدولة المماليك في فيلم باسم " المماليك " من بطولة عمر الشريف وحسين رياض ونبيلة عبيد من انتاج المؤسسة العامة للسينما المصرية – القطاع العام ايضا ..
والتي انتجت فيلما تاريخيا عن الفروسية العربية البحتة ضمن , فيلم " اميرة العرب " من بطولة حسين رياض ورشدي اباظة ووردة الجزائرية وقد تحدث الفيلم عن قصة اميرة عربية يخطفها الاعداء ليساوموا والدها على كرامة الوطن والحق , ولكن الفروسية والكرامة العربية تقف في مواجهة الاعداء وتستعيد الاميرة العربية المخطوفة التي مثلت دورها الفنانة المطربة " وردة الجزائرية " والتي قامت ببطولة فيلم آخر عن التاريخ المصري الحديث في فيلم " المظ وعبده الحامولي " امام حسين رياض ايضا , والمطرب عادل المامون ولو ان الفيلم من النوع الثنائي الاستعراضي الذي تميزت به كل افلام المخرج حسن الامام .
وعن تاريخ الحضارات القديمة قدم شادي عبد السلام فيلم " المومياء " عن الحضارة الفرعونية , وكان يعد لفيلم مماثل آخر عن اخناتون والتاريخ الفرعوني في مصر القديمه.
وبخلاف هذه المجموعة من الافلام التاريخية كان الانتاج الضخم لفيلم " الناصر صلاح الدين " وتوقف لفتره طويله انتاج الفيلم التاريخي حتى العام 1977م
ثم انتج المخرج العربي مصطفى العقاد فيلمه " الرساله " عن ظهور الاسلام
ثم اتبعه بفيلمه التاريخي الثاني " عمر المختار " عن الثورة الليبية ضد الاحتلال الايطالي سنة 1983 م
وبعده انتجت المؤسسة العامة للسينما العراقية فيلم " القادسية " بطولة عزت العلايلي وشذى -ةسالم وسعاد حسني واخراج صلاح ابو سيف عام 1984 أي ان السينما العربية صمتت عن معالجة الفيلم التاريخي سبعة عشر عاما , ثم تكلمت بعمر المختار والقادسية والرساله
ثم فيلم " نابليون " ليوسف شاهين عام1985م
ومن بعده فيلم المصير ليوسف شاهين ايضا عام 1989م
اي اننا نحصي الفيلم التاريخي على اصابع اليدين فقط

يسري الدوغري
03/12/2009, 09:42 PM
والسؤال الآن :
لماذا هذا الجحود السينمائي للتاريخ العربي ؟!

لماذا هذا التوقف الطويل والانقطاع عن انتاج الفيلم التاريخي , منذ ان توقفت المؤسسة العامة للسينما المصرية عن خوض ميدان الانتاج السينمائي ؟!

هل هي ميزانية الفيلم التاريخي وتكاليفه الباهظة ؟

ام هي المادة التاريخية نفسها وعدم وجود السيناريست المتفرغ لمثل هذه الافلام التى تحتاج الى جهد ووقت ؟!!

ربما يكون السبب في هذا كله ,

لكن الشئ الذى يجب تأكيده الآن اننا بحاجه الى تعميق الاصاله العربية فى نفس كل مواطن عربي من خلال الفيلم التاريخى , والآن اكثر من اى وقت مضي .

يسري الدوغري
03/12/2009, 09:43 PM
فرق كبير بين إبداع .. وإبداع
رغم ان تكاليف الفيلم التاريخي الباهظة الضخمة فقد انتجت السينما المصريه قبل العام 1967م الكثير منها مثل
الناصر صلاح الدين لاحمد مظهر وليلى فوزي ونادية لطفي وصلاح ذو الفقار وحمدي غيث ومحمود المليجي والمخرج يوسف شاهين .. الخ
ومثل عنترة بن شداد لفريد شوقي وكوكا وحسن حامد ونور الدمرداش والمخرج نيازي مصطفي ,
وواسلاماه لاحمد مظهر ورشدى اباظة وحسين رياض وفريد شوقي ولبني عبد العزيز وتحية كريوكا ..
وفارس بني حمدان لفريد شوقي وسعاد حسني وليلي فوزي ,
وجميلة ليوسف شاهين وماجدة ,,
واميرة العرب لرشدي اباظه ووردة الجزائرية وحسين رياض ,
والشيماء لسميرة احمد ,
والمماليك لعمر الشريف ونبيلة عبيد وحسين رياض
ايضا فجر الاسلام لماجدة
وكثير من الافلام التي انتجتها مؤسسة السينما المصرية في اوائل الستينات باقل التكاليف الممكنة بحيث يضعنا هذا امام التساؤل التالي ,
ما هو الهدف من التطبيل والتزمير لابداع الفنانيين العرب علي انتاج ثلاثة او اربعة افلام في الاربعين عام التاليه بملايين الدولارات مع ان هذا الامر يبدو عاديا بالمقارنة مع افلام انتجتها مؤسسة السينما المصرية قبل العام 1967م ..!! ان الهدف واحد ولا شك يدخل ضمن التلاعب التجاري والمالي الذي اكتسح السوق السينمائي ..!!
واذا كان البعض يرى ان ثلاثة او اربعة ملايين دولار تنتج فيلما ممتازا واحدا
فان ميزانية اخر الافلام التاريخية الاسلامية والتي بلغت اثني عشر مليون دولار فقط لا اكثر فانها تغير حال جميع الافلام السينمائية العادية التي يحتج بعض الصبية علي تدني مستواها ورغم ذلك يدمنون مشاهدتها ,
وهكذا نلاحظ الفرق بين ابداع من اجل الابداع وبين ابداع من اجل التجارة ..!!
ولمن يعترض امامه العمل الجديد ليوسف شاهين عن حملة نابليون على فلسطين ومصر الذي لم يكلف اكثر من ثلاثة ملايين او اقل من ذلك في حين بلغت تكاليف فيلم عمر المختار ثلاثون مليون دولار قبل انتاج فيلم بونابرت
القضيه هنا اننا بحاجه الى الفيلم التاريخي وخاصه انتصارات الهرب والمسلمين لنعيد الامل في النفوس لدي الجماهير العربيه وسط هذا الانهيار الذي نعيشه
وبئسا لثراء العرب الذي لم يتمكن من انتاج اكثر من خمسة افلام تاريخيه عربيه في الاربعين عام الماضيه هي
الرساله وعمر المختار للعقاد
والقادسيه لصلاح ابوسيف – وانتاج عراقي
وبونابرت والمصير ليوسف شاهين بمساهمه انتاجيه فرنسيه وليس عربيه
وماذا بعد هذا تريدون من انظمة العرب الغنيه المهلهله سوى الذل والهوان

يسري الدوغري
03/12/2009, 09:46 PM
يوسف شاهين
يودع " بونابرت "
بطريقتة الخاصة
تعمد الفصل بين المعطيات التاريخية للحملة البونابرتية وبين نظرته الشخصية المعاصرة
هذا الشاب الصغير الذي تلاحقه الفتاة الفرنسية الشقراء على شاطئ الاسكندرية في سنة 1798 والمسمى " بعلى " في فيلم " الوداع يا بونابرت". لم يكن في حقيقة الامر سوى صورة خيالية – او سينمائية – لمخرج الفيلم " يوسف شاهين " نفسة , وهو يبحث من خلال تواجده الخيالي في تلك الحقبة التاريخية , عن منطقه الآني في مواجهة الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 , على اعتبار انه كان يعيش في ذلك الزمان من خلال الشخصية السينمائية التي ابتدعها , ومنحها اسم "على"...
وهكذا تجده يرسم صورة لوالده , تتسم باللامبالاة والعفوية , وعدم الاهتمام بما هو اكبر من الدائرة التي تحيط به ويغنيها بقدراته المادية المحدود , كصاحب مهنة بسيطة , لا تزيد عن كونها مهنة خباز , او صاحب فرن , يبيع الخبز الطازج للناس ..
هذا الاب لم يكن يهمه ذلك التناقض الذي يعيش فيه ابناؤه الثلاثة – علي العاشق لحضارة الغرب – وبكر المتفاني في حب الاسلام – ويحيى المراهق الصغير المتردد بين حضارة الغرب واصالة الاسلام ..
هكذا انتقل " يوسف شاهين " باسرته من القرن العشرين الى القرن الثامن عشر , ونقل مع اسرته اهتماماته الفكرية والحضارية كلها من القرن العشرين الى القرن الثامن عشر , ليعاصر بخياله الحملة البونابرتية الفرنسية على مصر , بمنظوره الشخصي , كما لو كان حيا يرزق اثناءها..
وقد تعمد " يوسف شاهين " الفصل بين المعطيات التاريخية المباشرة للحملة البونابرتية , وبين نظرته الشخصية المعاصرة في مواجهة اهداف تلك الحملة .. واستخدام في الجانب التاريخي المباشر , الممثلين الفرنسيين الذين تركهم يتحدثون في الفيلم بلغة فرنسية مترجمة الى العربية , وترك لنفسة العنان في الجانب المصري بلغة عربية صميمية ..!!
هكذا يمكن ان نفهم فيلم يوسف شاهين الاخير " الوداع يا بونابرت – الجانب التاريخي منه باللغة الفرنسية – والجانب الدرامي الذي يقدم فيه يوسف شاهين وجهة نظره الخاصة يدور باللغة العربية .
وهذا يعني اننا لم نكن امام فيلم تاريخي بحت بقدر ما كنا امام مواجهة معاصرة لتاريخنا الحديث والذي تعتبر الحملة الفرنسية فيه , بداية تحول من التبعية الكاملة للحكم العثماني بكل مساوئه المعلن عنها , الى مرحلة بدأ فيها العد التنازلي لانهيار الحكم العثماني على الوطن العربي المستتر , متاثرا بما جلبه " كافاريللي " من معدات حضارية الى اهل الشرق في مصر وفلسطين ..
وعمل مثل هذا , لا يقدر عليه سوى " يوسف شاهين " في نقل الماضي الى الحاضر , ونقل الحاضر الى الماضي , عملية تحتاج الى خيال مجنون , واحساس مبدع ..
هذا الخيال المجنون , وذلك الابداع في الاحاسيس امران متلازمان مع شخصية يوسف شاهين السينمائية التي تميزت بقدرتها على الربط بين الماضي والحاضر بواقعية وموضوعية فريدة من نوعها , ربما لم يسبقها اليها , احد من المخرجين السينمائيين في العالم العربي .
فقد كان قادرا على اخراج فيلم تاريخي مباشر ينال من الجماهيرية الكثير , ولكنه فضل ان يقدم لنا , كعادته دائما , شيئا غير عادي , وغير مالوف , اراد ان يقدم لنا " حدوتة مصرية " في القرن الثامن عشر , بعد ان قدمها لنا في القرن العشرين .
بهذا الاسلوب السينمائي غير العادي , حاول ان يستفز مشاعرنا الوطنية والقومية , من خلال التركيبة الانسانية لشخصية " علي " بطل الفيلم هذه الشخصية المجنونة بحب مصر , والتي تقدر بوضوح الدين الاسلامي والازهر الشريف , والتي تعشق في الوقت نفسه القفز علي واقع التخلف الذي يعيشه الناس من حولها , بالوصول الي مراكز المعرفة والتنوير ايا كان منبعها , دون تفريط بالحب المثالي للوطن , او التقدير اللامحدود للاسلام ..
تلك الامور اتي نلمسها باخلاص شديد في افلام يوسف شاهين القديمة , من " الناصر صلاح ادين " , الي " الارض " , الي " العصفور " الي " الاسكندرية ليه " الي " حدوته مصرية " وحتى " الوداع يا بونابرت " ..
ونشاهد تلك الغادة الشقراء ذات العيون الخضراء , في بداية " الوداع يا بونابرت " كما شاهدناها في بداية " الاسكندرية ليه " وهي تحميه من شر الجنود اثناء احدى المظاهرات الصاخبة .
فالمراة لها حيزها الكبير في حياة يوسف شاهين وتفكيره , فزوجته التي وقفت بجانبه في حدوتة مصرية وتلك الفتاة القاهرية وجد عندها راحته وسعادته بعد هزيمة 1967 في فيلم العصفور ..!
هي نفسها المراة التي داوت جروحه في فيلم الاسكندرية ليه وهي نفسها التي اخذته بعيدا عن الحقد والكراهية الذي عاشته اسرته في فيلم عودة الابن الضال ..
وهي نفسها ابنة التاجر الفرنسي اتي ودعته بدموعها وهو يترك الاسكندرية متجها الي القاهرة في الوداع " يا بونابرت " ..ّ!!
وقديما قالوا : وراء كل عظيم امراة عظيمة .. وهو يؤكد هذا القول في كل افلامه ..
وتقديره الشديد للاسلام والازهر الشريف – رغم انه يدين بالمسيحية – كان واضحا في فيلم العصفور , وفي الناصر صلاح الدين , واخيرا في الوداع يا بونابرت , حبه لوطنه مصر , ولامته العربية , واضح فيه فيلم الارض بالذات , وفي فيلم " حدوتة مصرية " , وفي فيلم " الوداع يا بونابرت " وفي فيلم " جميلة " و وفي فيلم " الناصر صلاح الدين " , وفي فيلم " الاسكندرية ليه " , وفي فيلم " العصفور" ايضا ..
ولو بحثنا في اعمال كل السينمائيين العرب , لن نستشعر تلك اللمسات الدافئة والعاشقة للوطن مثل ما شعرنا بها ونحن نتابع مع " يوسف شاهين " ثورة القاهرة الكبرى ضد الحملة الفرنسية , او ذلك المشهد الاسقاطي للنجاح الوطني في مهرجان موسكو ضمن فيلم حدوتة مصرية , او المشاهد التي صورها عن مغامرته السينمائية في دخول الجزائر ليعيش عمق الثورة الجزائرية قبل تصويره لفيلم جميلة .. لدرجة انه عاش متنقلا بين مصر وفرنسا والجزائر طيلة الخمسة عشر عاما الماضية , وانتج واخرج فيلما مصريا – جزائريا مشتركا خلالها هو : "عودة الابن الضال " وكان يقصد فيه الكثير من الاتجاهات السياسية والاجتماعية التي نتجت عن هزيمة يونيو 1967 – من ضمنها حبة الازلي للعلم والمعرفة , والتقرب من حضارة الغرب , ومنافستهم في عقر دارهم , وهي القضية المحورية لشخصية " علي " في فيلمه الاخير " الوداع يا بونابرت " ..

يسري الدوغري
03/12/2009, 09:49 PM
المدرسه الشاهينيه
--------------------
تلك هي مدرسة يوسف شاهين السينمائية وهذا هو اسلوبه يقدم افكاره بأشكال مختلفة منحازا الى كل ما هو مثالي ان كان عند المراة ..
او في الوطن ..
او في الدين ..
او في العلم ..
واضاف الى تلك الافكار , بعد فيلم " الوداع يا بونابرت " اضافة جديدة , كانت توجها عنده في فيلم " الناصر صلاح الدين " قبل عشرين عاما واتضحت معالمها في فيلم " الوداع يا بونابرت " حول قضية الاستفادة من الدروس والعبر في تاريخنا العربي المشترك .. ؟؟ حيث يضع الاسئلة وهو جاهز بالاجوبة .. ؟؟ ومع ذلك يترك للجميع الحرية في ان يفكروا بطريقتهم الخاصة بهم ..
لماذا انتصر صلاح الدين ؟ .. ما هي الاهمية لعيون التي بثها حول اعدائه ..؟ كيف كان قويا بقدر ما كان متسامحا ..؟ وكيف احب المسيحي القتال تحت راية الاسلام في عهد صلاح الدين ؟ .. وايضا وضع الاجابات بطريقته .. فهو " عيسى العوام " في الناصر صلاح الدين .. كما هو " علي " في الوداع يا بونابرت الذي وضع تساؤلات عديدة امام المشاهد : ماذا الحملة الفرنسية ..؟ وأين ضربت ..؟ وكيف عمرت ..؟ وماذا استفدنا منها ؟.. وكيف نتعلم المقاومة المنظمة ؟؟.. وكيف نلرفض الفوضى في المقاومة ..؟ وكيف نتعلم النهج الحضاري في حياتنا ونستخدم الاسلوب العلمي لبناء صرحنا الاقتصادي والسياسي والعسكري ؟.. ومتى نتقرب من اعدائنا ومتى نبتعد عنهم ..؟؟
وكل هذا في ظل راية الوطن , وتحت لوائه , وخدمة له دون تهاون او كسل او تخاذل , فنحن اذا نسينا الوطن وتذكرنا انفسنا ومصالحنا الشخصية بأنانية نصبح قذرين وعملاء لغير أوطاننا ..!! " ويوسف شاهين " حين طالب بالاستفادة من حضارة الغرب , طالب بها لتكون نورا لنا ونارا عليهم ليس كما اعتقد او يعتقد البعض بأنه يفضل الغرب وحضاتهم , ليعيش بعيدا عن وطن العرب وهمومهم , ابدا ,,! لم يكن هذا قصده ..
وليفهم ذلك كل الذين تأثروا بحضارة الغرب .. تعلموا , واستفيدوا وحققوا النجاح , ولكن عودوا الى اوطانكم واخدموها بعيونكم , وقدموا لها عصارة نجاحكم , وابذلوا من اجلها الغالي والرخيص , و تنسوا انها هي امكم وابوكم واخوتكم وابناؤكم , مهما علا قدركم في الغرب , الذي هو عدو للوطن ان م يكن صديقا .. هذا هو الدرس المستفاد من " الوداع يا بونابرت " وهو درس كبير كما الفيلم كبير
----------------

يسري الدوغري
03/12/2009, 09:50 PM
( الرسالة ) والفن الملتزم
-----------------------------
حمزة بن عبد المطلب صياد الاسود , وفارس الثورة الاسلامية الهمام , وعم النبي محمد ( صلعم ) قائد الثورة الاسلامية والمبشر بالرسالة الالهية , هو في حد ذاته ايضا شقيق ابي لهب الكافر الوثني عابد الاصنام .

ملك الحبشة النصراني , الذي استقبل وفود المهاجرين الاولي الي الحبشة , ورفض تسليمهم لوجهاء قريش واعوانها رغم الصداقات التي تربطه معهم قال في عبارة موجزة حاول مصطفي العقاد مخرج فيلم الرسالة ان يبرزها بوضوح :
" ما بين النصرانية والاسلام خط واه وخيط رفيع ورب الاثنين واحد "

عبد الله بن سلول المنافق المشهور والمعروف في يثرب والذي كان يحاول ان تمضي حياته بين المسلمين بالحسني , وهو يضمر في قلبه لهم كل الشر , ويستكبر ان يكون المهاجرون اندادا له ورفاقا .

ومع ذلك فلم تظهر في فيلم ( الرسالة ) اى اشارة لدور اليهود ومكرهم وحقدهم ,
وهذا ما يمكن ان يعيب ذلك الفيلم الديني الذي اخرجه مصطفي العقاد .

كان تركيز الفيلم علي تعاليم الدين الاسلامي , قاصدا من هذا ان تكون الرسالة الي اوربا , وامريكا لكي يفهم الناس هناك تعاليم الدين الاسلامي لكنه مع الأسف نسي ان يوجه لهم رسالة اخرى عن اليهود الخبثاء ذمي الوجوه المتعددة وقد يكون مقصده من ذلك تحاشي أي هجوم علي الفيلم يمنع عرضه هناك .

في هذا الفيلم الديني تتأكد العلاقة الجدلية بين الفن الملتزم وبين قضايا الحياة المتعددة واهمها قضية العقيدة الاسلامية , ورغم ان فيلم الرسالة ليس هو الفيلم الوحيد الذي يبحث في الرسالة الاسلامية الا انه يتميز عن غيره من الافلام كون انتاجه ضخما وباللغتين العربية والانجليزية وهذا ما يجعله اكثر ذيوعا وانتشارا عن غيره من الافلام الدينية .

الا اننا لا يمكن ان نصف فيلم الرسالة بالافضلية رغم ضخامة الانتاج والاخراج وهناك الكثير الذي يستطيع الفن تقديمه من اجل العقيدة والدين ويمكن ان يعتبر فيلم المخرج المغربي عبد الله المصباحي " اين تخبئون الشمس " علامة على هذا الطريق .