المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعتقل - قصة قصيرة جدا -ابراهيم درغوثي - تونس



ابراهيم درغوثي
13/02/2007, 12:05 AM
المعتقل

قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي / تونس


عند الفجر، جاء العسس يدقون بأحذيتهم الغليظة أرض المعتقل .
أفاق من نومه قبل أن يفتحوا عليه الباب ، وجلس يفرك عينيه بيديه اللتين كاد يجمدهما البرد .
أشار له قائد المفرزة بالوقوف ، فوقف . ومشى رجال الشرطة العسكرية فمشى أمامهم .
حين وصلوا ساحة تنفيذ الإعدام ، رأى جمعا من السجناء مقيدي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين ، فقال في قلبه : ما أكثرهم في هذا اليوم الشاتي. ولم يزد ، فقد اعتاد على عمله .
ومد له قائد المفرزة السكين ، فبدأ في ذبح الرجال المكومين على الأرض
وحدا وراء الآخر وهو يذكر اسم الله وراء كل رأس تقطع .

الشربيني المهندس
13/02/2007, 01:09 AM
مع درجة عالية من المباغتة الفنية احتجزت الجدران ناظري ،كما توقفت مع النهاية الدالة ومفارقتها البلاغية لهذه السطور البسيطة ولساني يستكمل الحكاية بكل درجات الصدق والواقعية
لا حول ولا قوة الا باللـه

محمد صباح الحواصلي
13/02/2007, 07:20 AM
المعتقل

قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي / تونس


عند الفجر، جاء العسس يدقون بأحذيتهم الغليظة أرض المعتقل .
أفاق من نومه قبل أن يفتحوا عليه الباب ، وجلس يفرك عينيه بيديه اللتين كاد يجمدهما البرد .
أشار له قائد المفرزة بالوقوف ، فوقف . ومشى رجال الشرطة العسكرية فمشى أمامهم .
حين وصلوا ساحة تنفيذ الإعدام ، رأى جمعا من السجناء مقيدي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين ، فقال في قلبه : ما أكثرهم في هذا اليوم الشاتي. ولم يزد ، فقد اعتاد على عمله .
ومد له قائد المفرزة السكين ، فبدأ في ذبح الرجال المكومين على الأرض
وحدا وراء الآخر وهو يذكر اسم الله وراء كل رأس تقطع .

صدقني, يا عزيزي ابراهيم, لقد سرت برودة أصابعه في أصابعي, وسرت معه أمام العساكر, وشهدت بعيني الرجال تذبح! لست أدري, يا صاحبي, هل أنا مجرد شاهد أم مشارك في المذبحة؟
رائع يا ابراهيم

صباح

محمد البوهي
13/02/2007, 07:55 PM
الأديب القدير / ابراهيم درغوثي

النص هو قصة قصيرة جدا ، يحمل اسما طويلا جداً ، المعتقل ، جاء بأبشع صوره ، أن يذبح المعتقلون بسكين ، بدلا من رميهم بالرصاص ، أو صعقهم بالتيار الكهربائي ، أو شنقهم ، أ و أنهم يؤمرون بإفراغ صحون العدس الساخنة على أجسادهم من داخل ملابسهم ، ويصفون في الشمس الحارقة ، ويطلب منهم الجري ، ثم العدو ، ثم الثني ، ثم المد ، ثم الضغط ، واحد اثنان ثلاث اربع ، ثم الزحف ، ازحف يا معتقل انت وهو ، ثم يأمرون كل معتقل أن يضع الرمل في ملابس من داخل ملابس الآخر ، فيتحول جسده الي وحله رملية ، و ملابسه ، وجروحه التي أكلت منها الارض الخشنة ، بعد ذلك يكومون كل 10 أفراد في حجرة 2 م × 2م ، ثم تملأ الارضية بالماء ، ويطلبون منهم النوم ......

هكذا كنا نذبح كل يوم ، ومن يعترض ، الكهرباء حليفته ...........

شكري وتقديري لكل معتقلات العرب .

ابراهيم درغوثي
14/02/2007, 03:27 PM
مع درجة عالية من المباغتة الفنية احتجزت الجدران ناظري ،كما توقفت مع النهاية الدالة ومفارقتها البلاغية لهذه السطور البسيطة ولساني يستكمل الحكاية بكل درجات الصدق والواقعية
لا حول ولا قوة الا باللـه

عزيزي الشربيني النهندس
سعادتي بمرورك على نصوصي وقراءتها لا توصف
دمت لأخيك

ابراهيم درغوثي
14/02/2007, 03:32 PM
صدقني, يا عزيزي ابراهيم, لقد سرت برودة أصابعه في أصابعي, وسرت معه أمام العساكر, وشهدت بعيني الرجال تذبح! لست أدري, يا صاحبي, هل أنا مجرد شاهد أم مشارك في المذبحة؟
رائع يا ابراهيم

صباح

عزيزي محمد صباح
لا أراك الله مثل ذاك البرد يا صاحبي
ودمت صنوا للحرية مع كل المودة

ابراهيم درغوثي
14/02/2007, 03:34 PM
الأديب القدير / ابراهيم درغوثي

النص هو قصة قصيرة جدا ، يحمل اسما طويلا جداً ، المعتقل ، جاء بأبشع صوره ، أن يذبح المعتقلون بسكين ، بدلا من رميهم بالرصاص ، أو صعقهم بالتيار الكهربائي ، أو شنقهم ، أ و أنهم يؤمرون بإفراغ صحون العدس الساخنة على أجسادهم من داخل ملابسهم ، ويصفون في الشمس الحارقة ، ويطلب منهم الجري ، ثم العدو ، ثم الثني ، ثم المد ، ثم الضغط ، واحد اثنان ثلاث اربع ، ثم الزحف ، ازحف يا معتقل انت وهو ، ثم يأمرون كل معتقل أن يضع الرمل في ملابس من داخل ملابس الآخر ، فيتحول جسده الي وحله رملية ، و ملابسه ، وجروحه التي أكلت منها الارض الخشنة ، بعد ذلك يكومون كل 10 أفراد في حجرة 2 م × 2م ، ثم تملأ الارضية بالماء ، ويطلبون منهم النوم ......

هكذا كنا نذبح كل يوم ، ومن يعترض ، الكهرباء حليفته ...........

شكري وتقديري لكل معتقلات العرب .

أخي محمد أرجو أن لا أكون قد أحييت في نفسك ما يسوءها
ولكن هي ضريبة يا أخي
يقدر عليها الرجال
والرجال فقط

عبدالرحمن الجميعان
15/02/2007, 08:50 PM
المعتقل رسالة طويلة في صورة قصة قصيرة...قد تكون حقيقة واقعية وقد لا تكون، ليس هذا المهم، والملفت للنظر، بل الأهم أنها الآن حدثتى على الورق، إنها مأساتنا العربية التي لا تنتهي، لماذا؟ هل يحق لنا أن نتساءل! أم أن الحوائط ستبلغ عنا عبر شبكات الأنترنت.. مأساتنا والمبكية لن تنتهي، ولهذا تجد الأقلام العربية الحرة تسطر كل ذلك حروفا من دم، ومشوب بشئ من الدم الأحمر القاني..الكلمات تعجز عن الوصف الرائع للمعتقل.. ومما زاد الأمر لوعة وحسرة ما فاه به الأخ الفاضل البوهي.. فالمعتقل اسم موحش ذو تاريخ أسود في عالمنا العربي المنكوب بالزعامة الغارقة حد الثمالة بالرأي الأوحد والتوجس من كل جديد..!
بارك الله في هذه الأقلام...!

ابراهيم درغوثي
15/02/2007, 09:02 PM
المعتقل رسالة طويلة في صورة قصة قصيرة...قد تكون حقيقة واقعية وقد لا تكون، ليس هذا المهم، والملفت للنظر، بل الأهم أنها الآن حدثتى على الورق، إنها مأساتنا العربية التي لا تنتهي، لماذا؟ هل يحق لنا أن نتساءل! أم أن الحوائط ستبلغ عنا عبر شبكات الأنترنت.. مأساتنا والمبكية لن تنتهي، ولهذا تجد الأقلام العربية الحرة تسطر كل ذلك حروفا من دم، ومشوب بشئ من الدم الأحمر القاني..الكلمات تعجز عن الوصف الرائع للمعتقل.. ومما زاد الأمر لوعة وحسرة ما فاه به الأخ الفاضل البوهي.. فالمعتقل اسم موحش ذو تاريخ أسود في عالمنا العربي المنكوب بالزعامة الغارقة حد الثمالة بالرأي الأوحد والتوجس من كل جديد..!
بارك الله في هذه الأقلام...!

أخي عبد الرحمان شكرا على لطفك وتكرمك بالمرور على هذا النص
سيظل المعتقل معتما ينكل فيه بالاحرار
وسنظل نكتب الى أن ....

زكي العيلة
15/02/2007, 09:49 PM
نص يعتمد التكثيف واللغة الإيحائية في رصده لحالات الاستبداد والقمع والتغوّل التي ينهرس تحت وطأتها الإنسان العربي، في الوقت الذي تأتي فيه الخاتمة مفارقة كاوية ومريرة وساخرة من أولئك الحربائيين الذين ارتضوا أن يكونوا أدوات ذبح وتضليل ونفاق ودجل.

الأستاذ الأديب: ابراهيم درغوثي
شدني نصك وأثارني.
دمت مبدعاً
تحياتي

صابرين الصباغ
16/02/2007, 12:29 AM
** أفاق من نومه قبل أن يفتحوا عليه الباب ، وجلس يفرك عينيه بيديه اللتين كاد يجمدهما البرد . **

أخي الفاضل
لفتت نظري هذه الجملة
وهذا الجزار نائم يحلم برغم عمله الرهيب هذا
وكان كل الجلادين ماهم إلا خناجر صدأت ببرودة موت ضمائرهم
طبعا ما أروع التكثيف وما أبشع مايحدث هناك
رحم الله ساكنيها وحرم جلادها النوم
شكرا لمدادك الرائع
مودتي واحترامي

ابراهيم درغوثي
17/02/2007, 12:13 AM
نص يعتمد التكثيف واللغة الإيحائية في رصده لحالات الاستبداد والقمع والتغوّل التي ينهرس تحت وطأتها الإنسان العربي، في الوقت الذي تأتي فيه الخاتمة مفارقة كاوية ومريرة وساخرة من أولئك الحربائيين الذين ارتضوا أن يكونوا أدوات ذبح وتضليل ونفاق ودجل.

الأستاذ الأديب: ابراهيم درغوثي
شدني نصك وأثارني.
دمت مبدعاً
تحياتي

شكرا أخي الكريم على المرور على النص والتمنع بقراءته
سعيد أنه أعجبك
مع المودة

ابراهيم درغوثي
17/02/2007, 12:16 AM
** أفاق من نومه قبل أن يفتحوا عليه الباب ، وجلس يفرك عينيه بيديه اللتين كاد يجمدهما البرد . **

أخي الفاضل
لفتت نظري هذه الجملة
وهذا الجزار نائم يحلم برغم عمله الرهيب هذا
وكان كل الجلادين ماهم إلا خناجر صدأت ببرودة موت ضمائرهم
طبعا ما أروع التكثيف وما أبشع مايحدث هناك
رحم الله ساكنيها وحرم جلادها النوم
شكرا لمدادك الرائع
مودتي واحترامي

شكرا أختي على مرورك على النص
وعلى هذه القراءة النبيهة
مع كل المودة

صبيحة شبر
17/02/2007, 01:30 AM
القاص المبدع
نص رائع يصور الاف المذبوحين بسكين الجزار
الذي ماتت عنده الروح
مشهد يتكرر في هذه الارض المجروحة
حد الثمالة

ابراهيم درغوثي
17/02/2007, 07:08 PM
القاص المبدع
نص رائع يصور الاف المذبوحين بسكين الجزار
الذي ماتت عنده الروح
مشهد يتكرر في هذه الارض المجروحة
حد الثمالة

العزيزة صبيحة
هم يذبحون
ونحن نفضح
وستكون لنا الغلبة
لا محالة
مع كل الود

علاء الدين حسو
18/02/2007, 05:45 PM
حيرتني اخي ابراهيم جعلتني افكر ؟ هل تعاطفت حين القراءة مع الجلاد ام مع الذبائح ؟؟
ولانك تحيرني احب اعمالك . تحياتي علاء

نزار ب. الزين
18/02/2007, 09:16 PM
أخي المبدع الأستاذ ابراهيم
يبدو أنك تأثرت بما نسمعه عن ذبح المختطفين و المُكفَرين ذبح النعاج !
تراجيديا التعذيب في بلادنا العربية، بدأت منذ العثمانيين ، تدرب عليها رجال أشداء - منا و بيننا - تمتعوا بكل شيء عدا الضمير ، ثم جاء الإستعمار الفرنسي فدعم أساليب العثمانيين و أضاف إليها ، ثم جاء الإستقلال ، و هذه الفئة التي يسمونها تارة المكتب الثاني و تارة المخابرات ، ما زالت في مواقعها تستقي من نفس المدرسة ، و تحفظ الدرس جيدا و تضيف عليه إبتكارات جديدة ....
التعذيب هو أقبح فعل إنساني ، و لم يتقدم أحد لمحاولة وقفه ، أما الذبح بالسكين فهي أداة جديدة ابتكروها ، ليضيفوا سجلا أسودا إلى باقي سجلاتنا .
نصك يستفز قارئه يا أستاذ ابراهيم و يوتره و يؤلمه ، و هذا بحد ذاته إبداع .
سلمت و أناملك و دمت متألقا .
نزار

ابراهيم درغوثي
20/02/2007, 08:58 PM
حيرتني اخي ابراهيم جعلتني افكر ؟ هل تعاطفت حين القراءة مع الجلاد ام مع الذبائح ؟؟
ولانك تحيرني احب اعمالك . تحياتي علاء

عزيزي علاء
دمت سعيدا يا صاحبي
وأبعد الله عنك كل سكاكين الدنيا
والآخرة أيضا

فيصل الزوايدي
17/09/2007, 03:56 PM
العزيز ابراهيم درغوثي قصة رجل يتمهن الذبح .. قصة طريفة رغم فظاعتها ..
دمتَ متألقا
مع مودتي

ابراهيم درغوثي
17/09/2007, 05:40 PM
العزيز ابراهيم درغوثي قصة رجل يتمهن الذبح .. قصة طريفة رغم فظاعتها ..
دمتَ متألقا
مع مودتي

العزيز فيصل
هو لا يمتحن الذبح يا صاحبي
لقد حولوه الى " جزار " بالقوة