الدكتور/عزت سراج
04/12/2009, 07:23 PM
أميرة من كفر خضر وعبقرية القص
عند الشاعر الدكتور / عزت سراج
ــــــــــ
القصة القصيرة قص مختصر في شكل نثري يسوده حوار، وصراع درامي مكثفان ، فهي فن سردي حكائي يخبرنا بقصة في عمل فني نثري يتميز بالبساطة والتكثيف،ويتخير لحظة من لحظات الإنسان، فيعمقها،أو زاوية من زوايا حيـاتـه ، فيركز عليها ، ويكشفها في شكل فني متسق، يتميز بالتلميح والمواربة ، لا الإعلان والتصريح.
وتعد القصة القصيرة أقرب ألوان النثر إلى الشعر ، وفيها كثير من خصائصه ،وبرغم ما يبدو بينهما من بعد لأول وهلة ، إلا أنه يجمع بينهما أن عماد كل منهما التكثيف والتوتر والتلاحم العاطفي والجمالي ، ومن هنا يمكننا القول إن إبداع القصة كإبداع الشعر.
هذا وقد كانت القصة القصيرة والرواية أكثر أشكال التعبير الأدبي سيطرة في أثناء القرن العشرين،حيث تنامت وتطورت الأنواع الفرعية للقصة القصيرة إبان ذلك القرن، فظهرت القصص البوليسية ،أو كما تسمى بقصص الجريمة،كما ازدهرت أيضا قصص الغرب الأمريكي بخاصة ، وكـذا قصص المغامرات ،وحكايات الرعب ، ثم تبعتها قصص الخيال العلمي والقصص الخيالية الأخرى، وغير ذلك من أنواع القصة القصيرة.
والقصة القصيرة ليست أقل من أي نوع أدبي آخر في قدرتها على الإحاطة بجوانب هذا العالم الموار بالدلالات المختلفة وذلك من خلال واقعية يهتم كاتب القصة فيها بالوصف الدقيق للزمان والمكان والحبكة الشخصية ،مع الاهتمام الشديد بلحظة التنوير ، والرمز ، والمجاز،بشكل يتسم بالعمق والتركيز ، وذلك عندما نجد الكاتب الموهوب الصادق المخلص.
ويجب أن تختتم القصة القصيرة بإحكام ،كما يجب أن تجيء اللغة أقرب ما تكون إلى لغة الشخصية التي تتحدث إلينا ، أو يتحدث الكاتب إلينا من خلالها، وذلك حتى تكون عالما فنيا متكاملا بذاته ، ومحطة بقاء دائـم لكثير من المبدعيـن.
هذا وأما عن الدور الذي يجب أن تلعبه القصة القصيرة فيوضحه لنا الدكتور الطاهر مكي في كـتـابـه : (القصة القصيرة دراسات ومختـارات) وذلك في قوله:
"والقصة القصيرة الجيدة هي التي ترد الناس إلى إيمانهم بالوطن، وولائهم للعمل ،وتشيع فيهم روح التفاؤل والأمل،وتقوي فيهم روح المقاومة ، وتبشر بوطن جديد تزدهر فيه الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي ، وبغد جميل ، تفعـل ذلك كله فنا يتسرب إلى النفس في خفاء ، ويعمل في داخلها دون ضجيج ." .
هذا وقد أهدى إلي شاعرنا المجيد ، وأديبنا الفاضل الدكتـور/عـزت سـراج ، أستـاذ الأدب والنقد المساعد بكليتنا مجموعته القصصية الجديدة ، وعنوانها :
(أميرة من كفر خضر) ، ففاح أريجـها كما يفوح الزهر العطر ، وكانت في بلاغتها كعهدنا بسوابقها ، منتظمة جميعها في سلك البلاغة ، دررا لا تدانى ، وروائع لا تبارى ، لا يفي بحقها مقـابل من ثناء بالبيان ، أو عرفان بالجميل من لسان ، نفد فيها القول ، وحار فيها الوصف.
آية من آيات البلاغة والفصاحة ، ودرة من درر الإبداع والإجادة ـ بما ليـس بعـده استزادة لمستزيد ، أو استجادة لمستجيد ، وأراني في عي وحصر عن توفية حقها من الوصف والثناء ، فألفاظها مونقة ، ومعانيها غضة مورقة. أرق من الهواء ، وأعذب من الماء ، وألـذ من السلوى ، وأشهى من العسل المصفى.
هي كما قال الشاعر:
ألذ من السلوى وأطيب نفحة من المسك مفتوقا وأسبر محملا
ولا أجدني مبالغا إذا تمثلت بقول الشاعر في هذا المقام ، وكأنه على لساني أنشد:
كأنما عسل رجعان منطقه إن كان رجع كـلام يشبه العسلا.
وبعد : فهذا قليل من كثير ، أو غيض من فيض مما أتاحته لنا هذه المجموعة القصصية الرقيقة الواعـدة ، التي تحتاج من الباحثين والدارسين إلى أن يغوصوا في أعماق بحارها ، وينقبوا عن لآلئها وأصدافها ؛ لاستكناه أسرارها ، وسبر أغوارها ، ولإضاءة جوانبها ، والتعرف على ما تحتويه من درر بـلاغية ولغوية ، لتكون منارة على الدرب، يستضيء بنورها أرباب الأدب نثرا وشعرا ، ويفيد منها فرسان اللغة أدبا ومعنى.
ولا يسعني في نهاية هذا التقديم الموجز ، إلا أن أدعو الله تعالى لأديبنا الموقر وشاعرنا المبجل ، أن يزيده عقلا إلى عقله ، وفضلا إلى فضله ، وطولا إلى طوله ، وأن يرزقه من لدنه نعمتي التوفيق والقبول عند عباده .
،،،، إنه سبحانه جواد كريم ،،،،،
كما أود أن أنوه بأن ما أوردته من كليمات في هذا التقديم المتواضع ، هي لا تعدو أن تكون جزءا هينا من حقوق الأديب الشاعر علينا ،،،
"وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين"،،،
د/ محمد عبد العزيز بسيوني.
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد
كلية التربية للبنات ـ جامعة الملك خالد
عند الشاعر الدكتور / عزت سراج
ــــــــــ
القصة القصيرة قص مختصر في شكل نثري يسوده حوار، وصراع درامي مكثفان ، فهي فن سردي حكائي يخبرنا بقصة في عمل فني نثري يتميز بالبساطة والتكثيف،ويتخير لحظة من لحظات الإنسان، فيعمقها،أو زاوية من زوايا حيـاتـه ، فيركز عليها ، ويكشفها في شكل فني متسق، يتميز بالتلميح والمواربة ، لا الإعلان والتصريح.
وتعد القصة القصيرة أقرب ألوان النثر إلى الشعر ، وفيها كثير من خصائصه ،وبرغم ما يبدو بينهما من بعد لأول وهلة ، إلا أنه يجمع بينهما أن عماد كل منهما التكثيف والتوتر والتلاحم العاطفي والجمالي ، ومن هنا يمكننا القول إن إبداع القصة كإبداع الشعر.
هذا وقد كانت القصة القصيرة والرواية أكثر أشكال التعبير الأدبي سيطرة في أثناء القرن العشرين،حيث تنامت وتطورت الأنواع الفرعية للقصة القصيرة إبان ذلك القرن، فظهرت القصص البوليسية ،أو كما تسمى بقصص الجريمة،كما ازدهرت أيضا قصص الغرب الأمريكي بخاصة ، وكـذا قصص المغامرات ،وحكايات الرعب ، ثم تبعتها قصص الخيال العلمي والقصص الخيالية الأخرى، وغير ذلك من أنواع القصة القصيرة.
والقصة القصيرة ليست أقل من أي نوع أدبي آخر في قدرتها على الإحاطة بجوانب هذا العالم الموار بالدلالات المختلفة وذلك من خلال واقعية يهتم كاتب القصة فيها بالوصف الدقيق للزمان والمكان والحبكة الشخصية ،مع الاهتمام الشديد بلحظة التنوير ، والرمز ، والمجاز،بشكل يتسم بالعمق والتركيز ، وذلك عندما نجد الكاتب الموهوب الصادق المخلص.
ويجب أن تختتم القصة القصيرة بإحكام ،كما يجب أن تجيء اللغة أقرب ما تكون إلى لغة الشخصية التي تتحدث إلينا ، أو يتحدث الكاتب إلينا من خلالها، وذلك حتى تكون عالما فنيا متكاملا بذاته ، ومحطة بقاء دائـم لكثير من المبدعيـن.
هذا وأما عن الدور الذي يجب أن تلعبه القصة القصيرة فيوضحه لنا الدكتور الطاهر مكي في كـتـابـه : (القصة القصيرة دراسات ومختـارات) وذلك في قوله:
"والقصة القصيرة الجيدة هي التي ترد الناس إلى إيمانهم بالوطن، وولائهم للعمل ،وتشيع فيهم روح التفاؤل والأمل،وتقوي فيهم روح المقاومة ، وتبشر بوطن جديد تزدهر فيه الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي ، وبغد جميل ، تفعـل ذلك كله فنا يتسرب إلى النفس في خفاء ، ويعمل في داخلها دون ضجيج ." .
هذا وقد أهدى إلي شاعرنا المجيد ، وأديبنا الفاضل الدكتـور/عـزت سـراج ، أستـاذ الأدب والنقد المساعد بكليتنا مجموعته القصصية الجديدة ، وعنوانها :
(أميرة من كفر خضر) ، ففاح أريجـها كما يفوح الزهر العطر ، وكانت في بلاغتها كعهدنا بسوابقها ، منتظمة جميعها في سلك البلاغة ، دررا لا تدانى ، وروائع لا تبارى ، لا يفي بحقها مقـابل من ثناء بالبيان ، أو عرفان بالجميل من لسان ، نفد فيها القول ، وحار فيها الوصف.
آية من آيات البلاغة والفصاحة ، ودرة من درر الإبداع والإجادة ـ بما ليـس بعـده استزادة لمستزيد ، أو استجادة لمستجيد ، وأراني في عي وحصر عن توفية حقها من الوصف والثناء ، فألفاظها مونقة ، ومعانيها غضة مورقة. أرق من الهواء ، وأعذب من الماء ، وألـذ من السلوى ، وأشهى من العسل المصفى.
هي كما قال الشاعر:
ألذ من السلوى وأطيب نفحة من المسك مفتوقا وأسبر محملا
ولا أجدني مبالغا إذا تمثلت بقول الشاعر في هذا المقام ، وكأنه على لساني أنشد:
كأنما عسل رجعان منطقه إن كان رجع كـلام يشبه العسلا.
وبعد : فهذا قليل من كثير ، أو غيض من فيض مما أتاحته لنا هذه المجموعة القصصية الرقيقة الواعـدة ، التي تحتاج من الباحثين والدارسين إلى أن يغوصوا في أعماق بحارها ، وينقبوا عن لآلئها وأصدافها ؛ لاستكناه أسرارها ، وسبر أغوارها ، ولإضاءة جوانبها ، والتعرف على ما تحتويه من درر بـلاغية ولغوية ، لتكون منارة على الدرب، يستضيء بنورها أرباب الأدب نثرا وشعرا ، ويفيد منها فرسان اللغة أدبا ومعنى.
ولا يسعني في نهاية هذا التقديم الموجز ، إلا أن أدعو الله تعالى لأديبنا الموقر وشاعرنا المبجل ، أن يزيده عقلا إلى عقله ، وفضلا إلى فضله ، وطولا إلى طوله ، وأن يرزقه من لدنه نعمتي التوفيق والقبول عند عباده .
،،،، إنه سبحانه جواد كريم ،،،،،
كما أود أن أنوه بأن ما أوردته من كليمات في هذا التقديم المتواضع ، هي لا تعدو أن تكون جزءا هينا من حقوق الأديب الشاعر علينا ،،،
"وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين"،،،
د/ محمد عبد العزيز بسيوني.
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد
كلية التربية للبنات ـ جامعة الملك خالد