المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيشرون الذبيح: ألمع خطباء الرومان



محمود عباس مسعود
05/12/2009, 06:04 AM
شيشرون Cicero

قال شيشرونَ قولاً
حبذا القول الفصيحْ
إن بيتاً بلا كتبٍ
جسدٌ من غير روحْ

هكذا استشهد أحد شعرائنا العرب بقول شيشرون الذي اقترن اسمه بالفصاحة والبيان المشرق. فمن هو ذلك الخطيب الأريب الذي ما زال يعيش في ذاكرة التاريخ بعد مضي أكثر من ألفي عام على وفاته؟

وُلدَ ماركوس توليوس شيشرون عام 106 قبل الميلاد وعاش في زمن تميز بالدسائس والحراك السياسي حيث كان الضعف والإنحلال قد تسربا إلى جسم الإمبراطورية الرومانية وآذنت شمسها بالغروب.

كانت ولادة شيشرون في مدينة أبرينوم لأسرة من الفرسان وقد تم إرساله إلى روما في سن مبكرة لتلقي العلم على يد خطبائها وفلاسفتها. فأنهى مقرراته الدراسية بتفوق حيث درس الفلسفة والقانون وتعلم كافة النواحي المتعلقة بفن الخطابة فأتقنها وأصبح أحد أقطابها.

في سن السادسة والعشرين بدأ عمله كمرافع في المحاكم القضائية. وبعد فترة من السفر والترحال حيث زار مراكز التعليم في آسيا الوسطى وأثينا، عاد إلى روما فلمع نجمه وانتـُخبَ رئيساً لمجمع خطباء الرومان.

في العام 75 ق.م. عُين مفتشاً عاماً للخزينة والإدارة وتم إيفاده إلى صقلية حيث أحبه الناس لعدله وطلبوا منه تمثيلهم في قضيتهم التي رفعوها بحق حاكم جزيرتهم (فريس) الذي كان قد نهب أموال الخزينة العامة. ومع أن فريس طلب من المحامي الأشهر هورتينوس كي يمثله في تلك القضية إلا أن شيشرون انتصر عليه انتصاراً ساحقاً من الجولة الأولى، مما اضطر فريس إلى مغادرة الجزيرة.

بعد ذلك ترقى شيشرون إلى مناصب أعلى وازداد نفوذاً وكـَبـُر في أعين الناس بحيث أصبح مستشاراً عاماً في العام 63 ق.م.

خلال تلك الفترة فضح المؤامرة الخسيسة للسناتور كاتيلاين وطرده من مجلس الشيوخ بعد أن شهّر بأفعاله القذرة ودسائسه الدنيئة. وقد خلد التاريخ تلك الخطبة المعروفة بـ (خطبة شيشرون ضد كاتلاين Sicero’s Speech Against Catiline ).

في أوج مجده وقوته أطلقت عليه ألقاب عديدة منها: أبو البلاد ومخلص الدولة من الفساد، لكن الأقدار كانت له بالمرصاد! إذ ما أن أكمل فترة خدمته في مجلس الشيوخ حتى اتهمه أعداؤه بإعدام زعمائهم في مؤامرة كاتلاين دون منحهم حق الدفاع عن أنفسهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة. وقد هيج وكيل الشعب كلوديوس Claudius الناسَ على شيشرون بحيث اضطر للذهاب إلى منفاه الاختياري في تساولنيقا في العام 58 ق.م.

بعد حوالي السنة والنصف استدعي إلى روما، وكانت الأحداث تسير بوتيرة متسارعة للسيطرة على بلدان الامبراطورية الرومانية حيث كان يوليوس قيصر وبومبي Pompey على سدة الحكم آنذاك.

بعد اغتيال يوليوس قيصر ألـّف شيشرون وألقى سلسلة من الخطب ضد مارك أنتوني الذي كان مؤيدا لقيصر، وقد كانت تلك الخطب بداية النهاية لشيشرون. فعندما شكلت حكومة جديدة من ثلاثة أقطاب كان مارك أنتوني أحد الثلاثة فأمر بوضع إسم شيشرون على قائمة المتهمين. وبينما كان شيشرون يعد العدة للهرب أحاط به جنود أنتوني وقطعوا رأسه.

يعتبر شيشرون أحد ألمع الكتاب القدامى، أما خطبه فقد حافظت على مستواها الرفيع ولم يتمكن خطيب من مجاراتها نظراً لسلاستها وفصاحتها وأسلوبها المميز. كما ترك مجموعة من الرسائل التي تعطينا صورة حية عن المجتمع الروماني القديم الذي عاش فيه أبو الخطابة والخطباء شيشرون الأشهر.

والسلام عليكم

المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود

محمد خلف الرشدان
05/12/2009, 07:44 AM
قال شيشرونَ قولاً
حبذا القول الفصيحْ
إن بيتاً بلا كتبٍ
جسدٌ من غير روحْ

جهد رائع من أخي الكبير محمود عباس مسعود ، بارك الله بك وشكراً لك على هذه المعلومات القيمة عن شيشرون .

محمود عباس مسعود
05/12/2009, 12:25 PM
يا أهلا ومرحبا بأخي الودود والقلب الكبير محمد خلف الرشدان.
كلماتك المشجعة تحفزني لمواصلة المجهود والسعي الحثيث لتقديم الأفضل.
تحياتي ومحبتي