المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع المشاهير: روسيني Gioachino Antonio Rossini



محمود عباس مسعود
06/12/2009, 04:31 AM
روسينــــــــــي Rossini

وُلد الموسيقار الإيطالي الأشهر جيواتشينو أنطونيو روسيني في العام 1792 في مدينة بيسارو الإيطالية.

كانت والدته ابنة خباز المدينة وكان أبوه بوّاقاً (نافخ بوق) حيث كان يرافق جوقة من الموسيقيين المتجولين في الصيف مما أكسبه ما يكفي من المال لسد حاجيات الأسرة في فصل الشتاء.

في سن العاشرة تعلم روسيني العزف على البوق وانطلق بصحبة الجوّالة حيث لا انضباط ولا مراعاة لسلوك أدبي أو مبادئ أخلاقية، مما انعكس سلباً فيما بعد على حياته الشخصية وترك أثره في أعماله الفنية.

في سن الثانية عشرة سافر إلى بولونيا لدراسة الموسيقى وبعد ذلك بعامين استطاع أن ينشد أية مقطوعة بمجرد إلقاء النظر على العلامات الموسيقية (النوطات).

اضطره أساتذته آنذاك لدراسة الطباق وهو أسلوب في تعددية الأصوات. لم ترُق له هذه المادة، وما أن تمكن من تأليف الأوبرا حتى رفض تلقـّي المزيد من الدروس الموسيقية وانقطع انقطاعاً تاماً عن الدراسة.

لكن أعماله الموسيقية، لا سيما في مجال الأوبرا، أظهرت فيما بعد جهله بنواحٍ عديدة تتعلق بالتأليف الموسيقي. بيد أنه كان صاحب خيلاء وعنجهية ولم يفطن إلى ما في شخصيته من ضعف وتضعضع.

في سن الثامنة عشرة ألف أوبراته الأولى ديميتريو Demetrio ، لكن طاقاته الإبداعية لم تتفجر إلا في سن العشرين. ففي عام 1812 قام بتأليف خمس أوبريتات، كانت إحداها تانكريدي Tancredi التي جلبت له شهرة واسعة.

في العامين 1816 و 1817 وقــّع روسيني عقداً يقوم بموجبه بتأليف أوبريتاتين في العام لأحد مسارح ميلانو. وخلال تلك الفترة أنتج أعمالاً رائعة مثل حلاق إشبيلية Barber of Seville وعطيل Othello.

خلال الخمس سنوات التالية أنتج العديد من الأوبريتات مثل النبي موسى في مصر وإرميون Ermion وسيدة البحيرة The Lady of the Lake التي استلهمها من قصيدة بهذا الإسم للسر وولتر سكوت. جميع هذه الأعمال الفذة أنجزها قبل بلوغه سن الثلاثين.

في عام 1822 تزوج امرأة ثرية جداً وبعد ذلك بقليل انتقل إلى فيينا للإشراف على إنتاج مقطوعته زلميرا Zelmira. ومن غريب المصادفة أن بتهوفن كان موجوداً آنذاك في فيينا لكن شهرته توارت وتناساه الجمهور بفعل وهج الموسيقار الجديد روسيني.

فجأة أخذت شهرة روسيني بالتضاؤل والإنحسار. خموله حال دون ابتكاره لأعمال جديدة، فراح يرقـّع أعماله القديمة ويعيد صياغتها وصباغتها ليبرزها بحلة جديدة. أما انحلاله الخلقي فقد صعق العديد من معارفه، كما أن زهوه وغروره بنفسه كانا مبعث تقزز للآخرين.

وإذ بدد ثروة زوجته غاص حتى أذنيه في الديون. بعد ذلك تحدى نفسه وألـّف أوبراتة سميرامايس Semiramis لكن الإيطاليين استقبلوها بفتور مما أثار اشمئزازه وعجّل بسفره إلى بريطانيا حيث كان نصيب أوبريتاته هناك الفشل.

مع ذلك استغل شهرته، فراح يلقي محاضراتٍ ويعطي دروساً في الموسيقى فكسب خمسين ألف دولار في غضون خمسة أشهر لا غير.

بعدها توجه إلى باريس حيث تمكن من قيادة الأوبرا الإيطالية وحصل من الحكومة على مرتب شهري مقداره أربعة آلاف دولار.

لكن الكسل استولى عليه فلم يعد قادراً على تأليف أي شيء جديد. وراح كسابق عهده يفتش في دفاتره العتيقة لعله يخرج منها بشيء جديد، إلى أن عصفت أزمة مالية كبيرة بدار الأوبرا الإيطالية تسببت بانهيارها.

حاولت الحكومة أن تقطع عنه مرتبه الشهري فأقام دعوى ضدها من أجل الإحتفاظ بمعاشه. استغرقت الدعوى ست سنوات عاش خلالها في سقيفة صغيرة لا يمكن الوصول إليها إلاّ على سلـّم عتيق متهالك. هذا السكن المتواضع اختاره عن قصد ليوهم الآخرين بأنه مُعدم، لكنه لم يستطع مخادعة أحد لأن الناس كانوا يعرفون أنه كان يملك قصراً في بولونيا تقدر قيمته بمائة ألف دولار.

أخيراَ ربح الدعوى، وفي عام 1836 عاد إلى إيطاليا حيث صرف أيامه الأخيرة في بحبوحة من العيش إنما في بحر من التعاسة، تلطمه وتتقاذفه أمواجه من كل جانب، حتى وافته المنية في عام 1868.

والسلام عليكم

المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود