ميس الرافدين
06/12/2009, 07:33 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أصالة الليبيين في حب العراق وصدام حسين
شبكة البصرة
طرابلس - خاص بالبصرة
بعد الذي جرى
حين أصابنا ما أصابنا نحن العراقيين لم ننكفئ على أنفسنا على الرغم من أن الذي أصابنا كان أسوأ حتى من تدمير هولاكو لبغداد، كان خطة منظمة ومحكمة لتدمير أعرق الحضارات في تاريخ الإنسانية وكان الهدف أن لا تقوم للعراق بعدها قائمة وأن يعجز حتى عن المقاومة... بل أريد للعراقيين أن يركنوا للضعف والذل متخلين عن مشروعهم النهضوي الحضاري، تاركين للأعداء والدخلاء أمر البلاد والعباد.
وكانت جراحنا عميقة الغور تنزف كمزاريب الأمطار.
ومنذ ساعتها اعتمدنا على الله أولا ً وعلى أنفسنا ثانيا ً فقامت المقاومة العراقية الباسلة...قامت جحافل الحق تدك الأرض تحت الجبارين دكا ً فتكبدهم ما يخجلوا عن إعلانه من خسائر فادحة في الأرواح والأموال.. يوما ً بعد يوم كانت أخبار المجاهدين الأبطال تضمد جراحنا وترفع هاماتنا فلا نقبل أن يقولوا (سقطت بغداد) نقول اسم الله عليها.. والمحتلون غدا ً يرحلون.
أخواننا العرب...
لقد كانت عيوننا على أخوتنا العرب تحدق بألم وتنتظر متى ينتخون.. ندري أن الشعب العربي من أقصاه إلى أقصاه معنا منذ بدأت التحديات وكان يصرخ ويتظاهر، وبعد الإحتلال بكى العرب من أقصى شرق الأمة العربية إلى أقصى غربها ومن شمالها إلى جنوبها..أجل بكى العرب، ولكن مانفع البكاء إن لم يكن حزنهم يفعل شيئا؟
أما شهيد الحج الأكبر صدام حسين فقد كدنا نبكيه وحدنا نحن وشعبنا العربي فيما سكتت وسائل الإعلام العربية ولم تجامل حتى أبناء شعبها في الحزن عليه.
موقف الجماهيرية العظمى وقائدها الأخ معمر القذافي
غير أن الجماهيرية العربية الليبية كان موقفها مميزاً أزاء ما حل بالعراق حيث كان حدادها عاما ً وشاملاً وأقيم الحداد على روح الشهيد صدام حسين الطاهرة ثلاثة أيام... وكانت مجالس العزاء تكاد تكون في كل بيت ليبي، كما أدان الأخ القائد معمر القذافي إعدام صدام حسين وأطلق على الشهيد اسم (القديس) مثلما أدان احتلال العراق من قبل ولم يوافق على فتح سفارة لليبيا في العراق لأن الحكومة غير شرعية. مَن مِن الحكام العرب فعل ذلك؟ كما انتصر للعراق وللشهيد صدام حسين أمام جميع الرؤساء والملوك والقادة العرب في مؤتمر القمة العربي الأخير الذي انعقد في دمشق العام الماضي وسخر من صمتهم وهم يرون ما يجري في العراق من دمار، ومحذرا ًمن أن ما جرى لصدام ممكن أن يكون مع أي حاكم عربي.
كنا نتابع مواقف الجماهيرية الليبية البالغة الوفاء مما خفف من فجيعتنا ثم جاء قرار القائد معمر بإقامة تمثال للشهيد صدام حسين إلى جوار تمثال للشهيد عمر المختار بما شكل إدانة لكل الأنظمة العربية التي تواطأت على اعدامه يوم عيد الأضحى قبل ثلاث سنوات.
وحتى في مقر الأمم المتحدة
لقد تواترت مواقف الوفاء للجماهيرية الليبية شعبا ً وقائدا ً بل كان القائد معمر القذافي مميزا ً في دفاعه عن صدام حسين منتقدا ً كل من كان له دور في إعدامه وطارحا ً بكل شجاعة وصراحة تلك الأسئلة التي تخجل أن تتفوه بها وسائل الإعلام للمسئولين عما حصل للعراق وللشهيد صدام حسين بل وتخاف طرحها.
لماذا أعدم صدام حسين؟ ألا يأتي الدور على بقية الحكام العرب ماداموا قد سكتوا عن إعدام حاكم عربي؟ وكانت وقفته المشهودة على منبر الأمم المتحدة في شهر ديسمبر الماضي 2009 والتي هزت أركان تلك المنظمة وأمام العالم أجمع تحدث بصراحته المعهودة بعد أن سمى غزو العراق (أم الكباير) كما سماها الشهيد صدام حسين رحمه الله (أم المعارك)، وقال (لماذا غزو العراق..) وطالب بالتحقيق في الغزو.
ثم قال بصدد إعدام الشهيد صدام حسين (من أعدم رئيس العراق؟ نحن نعرف من حاكمه القاضي معروف ووجهه وهويته، من أعدمه يوم عيد الأضحى؟ ناس ملثمون ومتنكرون قاموا بتنفيذ حكم الإعدام.. من يجيب؟ هل يجوز هذا يا عالم؟ إذا كان العالم متحضر؟ وهم أسرى حرب عند دول متحضرة؟ هل عندهم صلاحيات الضبط القضائي؟ عندهم سلطة قانونية لإعدام أسير حرب؟..).
وكان لذلك الخطاب صداه الواسع وأثره الطيب عربياً وعالميا ً، أما نحن أبناء العراق فقد شفى غليلنا ورد لنا بعض اعتبارنا فحمدنا الله تعالى وشكرناه أن الحق بدأ يصدح ويظهر ليزهق الباطل.. وقلنا حياك يا معمر.. ولا فض فوك، وهذا دين في أعناقنا لإخوتنا الليبيين أليس المثل العراقي يقول (كل شي دين حتى دموع العين)؟.
ملحمة الشاعر الكبير علي الكيلاني
هو شاعر ليبي كبير قدم للعرب من إبداعه الشعري واللحني أكثر مما قدم لليبيا، ومع ذلك لا يحبذ الظهور الإعلامي لتواضعه وعدم حبه للأضواء.. ولأننا بعد العدوان الثلاثيني على العراق والهجومات التي تلته ومحنة الحصار سمعنا من غنى لجرحنا النازف من المطربين العرب ومنهم المطرب عمر عبد اللاة والمطربة ذكرى ولم نكن نعلم أن مؤلف تلك الأغاني كان هو الشاعر الليبي الكبير علي الكيلاني.
بعد استشهاد البطل صدام حسين بدأت تظهر ملحمته الشعرية الغنائية (من يجرا يقول.... هذا مش معقول.. في يوم الجمعة وعيد الأضحى... العيد الكبير.. في يوم الوقفة على عرفة... يعدم الأسير..) غنتها أمل الشبلي بصوتها الدافئ الحنون وانتشرت شيئا ً فشيئا ً بين الجماهير العربية بهدوء متغلغلة في أعماقهم، معبرة عن الجرح الدامي في قلب كل عربي أزاء ما تعرض له العراق وقائده الشرعي صدام حسين وحجم الظلم الذي لاقاه العراق وقائده وكذلك قيادته عبر تساؤلات لها نهايات حادة كرؤوس الرماح تخترق أكبد الظالمين وكأنها بلسم على جراح الموجوعين والمظلومين.. كلام من السهل الممتنع، ما كتب إلا ليكون ملحمة، وما كان بهذا الوصف من قوة الكلام مع قوة اللحن إلا ليكون ملحمة استشهاد البطل عبر التاريخ.. وأسميها ملحمة لأنها تضمنت أهم عناصر الصراع بين الخير والشر، الحق والباطل، كما أنها جسدت بكل الصدق شخصية البطل وتضحياته وأهمها تضحيته بنفسه في سبيل وطنه وأمته.
لقد أبدعت الملحمة في عكس الجانب الأسطوري الواقعي في علاقة البطل بجوانب القضية الإنسانية مما يصلح أن يأخذ بعدا ً عالميا ً مؤثرا ً ويشكل ذخيرة من المثل العليا لكل البشرعلى مدى الزمان، وتلك هي وظيفة الملحمة
إن هذه الملحمة الشعرية الغنائية بدأت تأخذ أبعادها وتنتشر بين الجماهير أسوة بأغنيات الشاعر علي الكيلاني (الله أكبر) و(وين الملايين) وغيرها من أغانيه المعروفة.
ولم يكتفِ الشاعر علي الكيلاني بانجاز هذه الملحمة وما حققته من نجاح بل كتب نصا ً جديدا ً غلبت عليه العامية الليبية بعنوان (الوريد) ولحنها بشفافية يكاد المستمع يذوب لعذوبتها وطعم الحزن المميز الذي يهودجها.
ثم قام بعمل مونتاج سينمي رائع ومؤثر جدا ً أضاف لهذين العملين بعدا ً فنيا ً وإبداعيا ً جديدا ً، وأصدر آلاف النسخ منهما من خلال دار أجاويد، يتهافت الليبيون عل اقتناء هذه النسخ من الملحمة والأغنية من خلال ارتيادهم جناح دار أجاويد عندما يقام أي معرض دولي في العاصمة طرابلس، جناح أجاويد التابع لدار أجاويد للإنتاج الإعلامي والفني (وهي دار إنتاج خاص للأستاذ علي الكيلاني) يمكن أن نسميه (جناح صدام حسين) لأنه على مدى جميع أيام وساعات المعرض يعرض الملحمة التي أطلق عليها (المنشور رقم 5) فيتهافت الليبيون والعرب المقيمون في ليبيا على الجناح لمشاهدة العرض السينمي للملحمة. ولشدة انتشار هذه الملحمة لا تستغرب أن تسمعها وأنت في الشارع خلال رنة موبايل لعابر سبيل أو في سيارة مارة بالقرب منك وحتى في مطعم أو محل تجاري.
الفضائيات الليبية والملحمة
لم يكن عيد الأضحى في الجماهيرية العربية الليبية الذي انقضى قبل أيام عيدا ً تقليديا ً، بل تحول في جميع أنحاء الجماهيرية وحتى خارجها إلى عيد استذكار للبطولة الخالدة لصدام حسين رحمه الله، فبمبادرة من الهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية العظمى (تضم الإذاعات والمرئيات) والتي يديرها حاليا ًالأستاذ علي الكيلاني تم عرض ملحمة (مين يجرا يقول...هذا مش معقول) وكذلك أغنية (الوريد) عدة مرات في اليومين الأولين للعيد.
ولا شك أن عرض هذين العملين في هذا العيد وبشكل متكرر كأن الجماهيرية العظمى أرادت أن توصل من خلاله عدة رسائل.
- وأظن أن أول الرسائل كانت للشهيد صدام حسين (سيبقى ذكرك خالدا ً أيها البطل العربي الشهم.. أنت لم تمت.. مازلت حيا ً)
- إلى الشعب الليبي، فالقائد معمر القذافي يعرف حب الشعب الليبي للعراق وللشهيد صدام حسين وذكرى استشهاده لا تمر دون إظهار هذا الرمز بكل تجلياته، وفي ذلك احترام لمشاعر الجماهير الوفية لمعاني العزة والكرامة.
- إلى الشعب العراقي الجريح ليرفع رأسه عاليا ً بهذا الرمز الخالد ولا يبتئس فإن العراق بتضحياته من أجل قضايا أمته العادلة هو ذلك العراق الكبير الأشم الذي يستحق الوفاء من كل العرب، وأن النصر قادم بعون الله.
- إلى الشعب العربي الذي يحتاج لرفع معنوياته بتصعيد رمز البطولة والتضحية ومكافأة التاريخ للأبطال.
- إلى كل العملاء والدخلاء قبل المحتلين الغزاة بأن كل ما فعلتموه لتغييب صدام حسين لم يجد نفعا ً وجهودكم ذهبت أدراج الرياح...
إن صدام حسين ما يزال حيا ً ويحرك مشاعر المقاومة الشعبية المسلحة ضد الغزاة ومن التحف بجرائمهم.
وبعد، فإن الحديث عن محبة الشعب الليبي للعراق وصدام حسين حديث طويل وطويل جدا ً تتخلله آلاف القصص والحكايات والذكريات ولا يسع المجال حتى لاختصاره، وكيف يختصر البحر؟ لكني باسم كل العراقيين أحيي الجماهيرية العظمى قائدا ً وشعبا ً، وأحيي الشاعر الليبي الكبير علي الكيلاني الذي أبدع ملحمة الشهادة لقائدنا البطل صدام حسين.
شبكة البصرة
الثلاثاء 14 ذو الحجة 1430 / 1 كانون الاول 2009
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط
أصالة الليبيين في حب العراق وصدام حسين
شبكة البصرة
طرابلس - خاص بالبصرة
بعد الذي جرى
حين أصابنا ما أصابنا نحن العراقيين لم ننكفئ على أنفسنا على الرغم من أن الذي أصابنا كان أسوأ حتى من تدمير هولاكو لبغداد، كان خطة منظمة ومحكمة لتدمير أعرق الحضارات في تاريخ الإنسانية وكان الهدف أن لا تقوم للعراق بعدها قائمة وأن يعجز حتى عن المقاومة... بل أريد للعراقيين أن يركنوا للضعف والذل متخلين عن مشروعهم النهضوي الحضاري، تاركين للأعداء والدخلاء أمر البلاد والعباد.
وكانت جراحنا عميقة الغور تنزف كمزاريب الأمطار.
ومنذ ساعتها اعتمدنا على الله أولا ً وعلى أنفسنا ثانيا ً فقامت المقاومة العراقية الباسلة...قامت جحافل الحق تدك الأرض تحت الجبارين دكا ً فتكبدهم ما يخجلوا عن إعلانه من خسائر فادحة في الأرواح والأموال.. يوما ً بعد يوم كانت أخبار المجاهدين الأبطال تضمد جراحنا وترفع هاماتنا فلا نقبل أن يقولوا (سقطت بغداد) نقول اسم الله عليها.. والمحتلون غدا ً يرحلون.
أخواننا العرب...
لقد كانت عيوننا على أخوتنا العرب تحدق بألم وتنتظر متى ينتخون.. ندري أن الشعب العربي من أقصاه إلى أقصاه معنا منذ بدأت التحديات وكان يصرخ ويتظاهر، وبعد الإحتلال بكى العرب من أقصى شرق الأمة العربية إلى أقصى غربها ومن شمالها إلى جنوبها..أجل بكى العرب، ولكن مانفع البكاء إن لم يكن حزنهم يفعل شيئا؟
أما شهيد الحج الأكبر صدام حسين فقد كدنا نبكيه وحدنا نحن وشعبنا العربي فيما سكتت وسائل الإعلام العربية ولم تجامل حتى أبناء شعبها في الحزن عليه.
موقف الجماهيرية العظمى وقائدها الأخ معمر القذافي
غير أن الجماهيرية العربية الليبية كان موقفها مميزاً أزاء ما حل بالعراق حيث كان حدادها عاما ً وشاملاً وأقيم الحداد على روح الشهيد صدام حسين الطاهرة ثلاثة أيام... وكانت مجالس العزاء تكاد تكون في كل بيت ليبي، كما أدان الأخ القائد معمر القذافي إعدام صدام حسين وأطلق على الشهيد اسم (القديس) مثلما أدان احتلال العراق من قبل ولم يوافق على فتح سفارة لليبيا في العراق لأن الحكومة غير شرعية. مَن مِن الحكام العرب فعل ذلك؟ كما انتصر للعراق وللشهيد صدام حسين أمام جميع الرؤساء والملوك والقادة العرب في مؤتمر القمة العربي الأخير الذي انعقد في دمشق العام الماضي وسخر من صمتهم وهم يرون ما يجري في العراق من دمار، ومحذرا ًمن أن ما جرى لصدام ممكن أن يكون مع أي حاكم عربي.
كنا نتابع مواقف الجماهيرية الليبية البالغة الوفاء مما خفف من فجيعتنا ثم جاء قرار القائد معمر بإقامة تمثال للشهيد صدام حسين إلى جوار تمثال للشهيد عمر المختار بما شكل إدانة لكل الأنظمة العربية التي تواطأت على اعدامه يوم عيد الأضحى قبل ثلاث سنوات.
وحتى في مقر الأمم المتحدة
لقد تواترت مواقف الوفاء للجماهيرية الليبية شعبا ً وقائدا ً بل كان القائد معمر القذافي مميزا ً في دفاعه عن صدام حسين منتقدا ً كل من كان له دور في إعدامه وطارحا ً بكل شجاعة وصراحة تلك الأسئلة التي تخجل أن تتفوه بها وسائل الإعلام للمسئولين عما حصل للعراق وللشهيد صدام حسين بل وتخاف طرحها.
لماذا أعدم صدام حسين؟ ألا يأتي الدور على بقية الحكام العرب ماداموا قد سكتوا عن إعدام حاكم عربي؟ وكانت وقفته المشهودة على منبر الأمم المتحدة في شهر ديسمبر الماضي 2009 والتي هزت أركان تلك المنظمة وأمام العالم أجمع تحدث بصراحته المعهودة بعد أن سمى غزو العراق (أم الكباير) كما سماها الشهيد صدام حسين رحمه الله (أم المعارك)، وقال (لماذا غزو العراق..) وطالب بالتحقيق في الغزو.
ثم قال بصدد إعدام الشهيد صدام حسين (من أعدم رئيس العراق؟ نحن نعرف من حاكمه القاضي معروف ووجهه وهويته، من أعدمه يوم عيد الأضحى؟ ناس ملثمون ومتنكرون قاموا بتنفيذ حكم الإعدام.. من يجيب؟ هل يجوز هذا يا عالم؟ إذا كان العالم متحضر؟ وهم أسرى حرب عند دول متحضرة؟ هل عندهم صلاحيات الضبط القضائي؟ عندهم سلطة قانونية لإعدام أسير حرب؟..).
وكان لذلك الخطاب صداه الواسع وأثره الطيب عربياً وعالميا ً، أما نحن أبناء العراق فقد شفى غليلنا ورد لنا بعض اعتبارنا فحمدنا الله تعالى وشكرناه أن الحق بدأ يصدح ويظهر ليزهق الباطل.. وقلنا حياك يا معمر.. ولا فض فوك، وهذا دين في أعناقنا لإخوتنا الليبيين أليس المثل العراقي يقول (كل شي دين حتى دموع العين)؟.
ملحمة الشاعر الكبير علي الكيلاني
هو شاعر ليبي كبير قدم للعرب من إبداعه الشعري واللحني أكثر مما قدم لليبيا، ومع ذلك لا يحبذ الظهور الإعلامي لتواضعه وعدم حبه للأضواء.. ولأننا بعد العدوان الثلاثيني على العراق والهجومات التي تلته ومحنة الحصار سمعنا من غنى لجرحنا النازف من المطربين العرب ومنهم المطرب عمر عبد اللاة والمطربة ذكرى ولم نكن نعلم أن مؤلف تلك الأغاني كان هو الشاعر الليبي الكبير علي الكيلاني.
بعد استشهاد البطل صدام حسين بدأت تظهر ملحمته الشعرية الغنائية (من يجرا يقول.... هذا مش معقول.. في يوم الجمعة وعيد الأضحى... العيد الكبير.. في يوم الوقفة على عرفة... يعدم الأسير..) غنتها أمل الشبلي بصوتها الدافئ الحنون وانتشرت شيئا ً فشيئا ً بين الجماهير العربية بهدوء متغلغلة في أعماقهم، معبرة عن الجرح الدامي في قلب كل عربي أزاء ما تعرض له العراق وقائده الشرعي صدام حسين وحجم الظلم الذي لاقاه العراق وقائده وكذلك قيادته عبر تساؤلات لها نهايات حادة كرؤوس الرماح تخترق أكبد الظالمين وكأنها بلسم على جراح الموجوعين والمظلومين.. كلام من السهل الممتنع، ما كتب إلا ليكون ملحمة، وما كان بهذا الوصف من قوة الكلام مع قوة اللحن إلا ليكون ملحمة استشهاد البطل عبر التاريخ.. وأسميها ملحمة لأنها تضمنت أهم عناصر الصراع بين الخير والشر، الحق والباطل، كما أنها جسدت بكل الصدق شخصية البطل وتضحياته وأهمها تضحيته بنفسه في سبيل وطنه وأمته.
لقد أبدعت الملحمة في عكس الجانب الأسطوري الواقعي في علاقة البطل بجوانب القضية الإنسانية مما يصلح أن يأخذ بعدا ً عالميا ً مؤثرا ً ويشكل ذخيرة من المثل العليا لكل البشرعلى مدى الزمان، وتلك هي وظيفة الملحمة
إن هذه الملحمة الشعرية الغنائية بدأت تأخذ أبعادها وتنتشر بين الجماهير أسوة بأغنيات الشاعر علي الكيلاني (الله أكبر) و(وين الملايين) وغيرها من أغانيه المعروفة.
ولم يكتفِ الشاعر علي الكيلاني بانجاز هذه الملحمة وما حققته من نجاح بل كتب نصا ً جديدا ً غلبت عليه العامية الليبية بعنوان (الوريد) ولحنها بشفافية يكاد المستمع يذوب لعذوبتها وطعم الحزن المميز الذي يهودجها.
ثم قام بعمل مونتاج سينمي رائع ومؤثر جدا ً أضاف لهذين العملين بعدا ً فنيا ً وإبداعيا ً جديدا ً، وأصدر آلاف النسخ منهما من خلال دار أجاويد، يتهافت الليبيون عل اقتناء هذه النسخ من الملحمة والأغنية من خلال ارتيادهم جناح دار أجاويد عندما يقام أي معرض دولي في العاصمة طرابلس، جناح أجاويد التابع لدار أجاويد للإنتاج الإعلامي والفني (وهي دار إنتاج خاص للأستاذ علي الكيلاني) يمكن أن نسميه (جناح صدام حسين) لأنه على مدى جميع أيام وساعات المعرض يعرض الملحمة التي أطلق عليها (المنشور رقم 5) فيتهافت الليبيون والعرب المقيمون في ليبيا على الجناح لمشاهدة العرض السينمي للملحمة. ولشدة انتشار هذه الملحمة لا تستغرب أن تسمعها وأنت في الشارع خلال رنة موبايل لعابر سبيل أو في سيارة مارة بالقرب منك وحتى في مطعم أو محل تجاري.
الفضائيات الليبية والملحمة
لم يكن عيد الأضحى في الجماهيرية العربية الليبية الذي انقضى قبل أيام عيدا ً تقليديا ً، بل تحول في جميع أنحاء الجماهيرية وحتى خارجها إلى عيد استذكار للبطولة الخالدة لصدام حسين رحمه الله، فبمبادرة من الهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية العظمى (تضم الإذاعات والمرئيات) والتي يديرها حاليا ًالأستاذ علي الكيلاني تم عرض ملحمة (مين يجرا يقول...هذا مش معقول) وكذلك أغنية (الوريد) عدة مرات في اليومين الأولين للعيد.
ولا شك أن عرض هذين العملين في هذا العيد وبشكل متكرر كأن الجماهيرية العظمى أرادت أن توصل من خلاله عدة رسائل.
- وأظن أن أول الرسائل كانت للشهيد صدام حسين (سيبقى ذكرك خالدا ً أيها البطل العربي الشهم.. أنت لم تمت.. مازلت حيا ً)
- إلى الشعب الليبي، فالقائد معمر القذافي يعرف حب الشعب الليبي للعراق وللشهيد صدام حسين وذكرى استشهاده لا تمر دون إظهار هذا الرمز بكل تجلياته، وفي ذلك احترام لمشاعر الجماهير الوفية لمعاني العزة والكرامة.
- إلى الشعب العراقي الجريح ليرفع رأسه عاليا ً بهذا الرمز الخالد ولا يبتئس فإن العراق بتضحياته من أجل قضايا أمته العادلة هو ذلك العراق الكبير الأشم الذي يستحق الوفاء من كل العرب، وأن النصر قادم بعون الله.
- إلى الشعب العربي الذي يحتاج لرفع معنوياته بتصعيد رمز البطولة والتضحية ومكافأة التاريخ للأبطال.
- إلى كل العملاء والدخلاء قبل المحتلين الغزاة بأن كل ما فعلتموه لتغييب صدام حسين لم يجد نفعا ً وجهودكم ذهبت أدراج الرياح...
إن صدام حسين ما يزال حيا ً ويحرك مشاعر المقاومة الشعبية المسلحة ضد الغزاة ومن التحف بجرائمهم.
وبعد، فإن الحديث عن محبة الشعب الليبي للعراق وصدام حسين حديث طويل وطويل جدا ً تتخلله آلاف القصص والحكايات والذكريات ولا يسع المجال حتى لاختصاره، وكيف يختصر البحر؟ لكني باسم كل العراقيين أحيي الجماهيرية العظمى قائدا ً وشعبا ً، وأحيي الشاعر الليبي الكبير علي الكيلاني الذي أبدع ملحمة الشهادة لقائدنا البطل صدام حسين.
شبكة البصرة
الثلاثاء 14 ذو الحجة 1430 / 1 كانون الاول 2009
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط