المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفـْستـُها تقتل الفرس.. فماذا نعرف عنها؟



محمود عباس مسعود
07/12/2009, 12:37 AM
النعامـــــــــة The Ostrich

النعامة هي أكبر الطيور الحية. تتميز بظهرها المرتفع وأصابع قدميها المبطنة ورأسها الصغير الدقيق ورقبتها الطويلة. وهي ذات شكل غريب يبرر إسم (طائر الجَمل) الذي أطلقه عليها القدماء.

تشبيهها بالجمل لم يمكن من قبيل مظهرها ومشيتها المتهدجة وحسب، بل لقدرتها على البقاء لفترات طويلة دون ماء. هذه المقدرة ضرورية لبقائها، لا سيما وقد طاردها الصيادون فطردوها من موطنها إلى البراري ذات الجفاف والصحاري الرملية.

تتواجد النعامة في أفريقيا وآسيا. في الأيام الخوالي كانت أسراب كبيرة من النعام ترعى في القارتين بسلام وأمن. لاحقها العربان على ظهور الخيل مثلما سرق الأفارقة الأصليون بيضها وقتلوا أعداداً منها لتزيين أجسامهم الداكنة بريشها الزاهي.

لا توجد أدلة على أن النعامة اصطيدت طمعاً بلحمها الغليظ الخشن والكريه المذاق. لكن عندما أصبح ريشها الثمين سلعة تجارية تعرّض ولم يزل هذا الطائر الجميل بصورة منتظمة للاصطياد والتصدير إلى مزارع تربية النعام في بلدان أخرى، بحيث أن النعامة أصبحت نادرة الوجود في بيئتها الطبيعية، باستثناء بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها.

يبلغ علو النعامة المكتملة النمو ما بين سبعة وثمانية أقدام وتزن ما بين 90 إلى 140 كيلوغراماً. وبخلاف باقي الطيور لها إصبعان فقط هما الثالث والرابع. طائر الريّه Rhea الجنوب أمريكي الذي يدعى النعامة الأمريكية يختلف عن الفصيلة الأفريقية من حيث امتلاكه إصبع إضافية.

عينا النعامة كبيرتان جداً، ويصل طول رقبتها إلى ثلاثة أقدام، مما يوفر لها رؤية بعيدة وواسعة بحيث يمكنها ملاحظة الخطر من على بعد بضعة أميال. أما ساقاها الطويلتان والثخينتان فهما قويتان للغاية. وهناك وقائع تثبت أن للنعامة القدرة على قتل فرس أو رجل برفسة واحدة من رجلها.

يتدرج لون ريش النعامة ما بين رمادي إلى أبيض أو رمادي ضارب إلى البني. أما الذكر فهو من أجمل المخلوقات، إذ يزهو بشكله اللامع وريش ذيله الناصع البياض. أما صوته المعروف بالزُمار فلا ينسجم مع مظهره البديع، فهو مزيج من الزئير والخوار العميق مع هسهسة شبيهة بالفحيح. ومع ذلك فهو طائر هادئ لا يعكر سكينة من حوله.

هناك مزارع خاصة بالنعام على ساحل المحيط الهادئ تقام فيها سباقات النعام الأكثر إثارة من سباق الخيل. كما يستمتع الزوار برؤية العاملين وهم يمتطون ظهور النعام وينطلقون كما لو على بساط ريح جميل ومريح.

النعامة شديدة الحذر. أما نقطة ضعفها فهي عدم تماسكها في مواجهة الأخطار المحدقة بها. فما أن تصبح هدفاً للمطاردة حتى تدور وتلف مما يمكـّن الصيادين منها. إن فارساً واحداً لا قدرة له على اصطيادها بمفرده ولذلك يتم محاصرتها من بضعة فرسان وبالتالي الإمساك بها أو قتلها رمياً بالسهام أو بالنار.

أما الإعتقاد القديم بأن النعامة تلجأ إلى دفن رأسها في الرمل لدى تعرضها للخطر فهو اعتقاد أسطوري لم يقم عليه دليل بعد.

ذكر النعام المعروف أيضاً لغوياً بالظليم، يتخذ له بضعة زوجات ويتنقل بعائلته من مكان إلى آخر بصحبة مجموعات أخرى من النعام. تضع الأنثى حوالي العشر بيضات في منخفض دائري من الأرض يدعى (الإدحي) يقوم بحفره رب الأسرة بقدميه الجبارتين. وزن البيضة الواحدة يصل أحياناً إلى أكثر من كيلوغرامين ويساوي حجمها حجم 24 بيضة دجاج. أما قشرتها فهي سميكة بحيث كان الأفارقة يستخدمونها كأوعية أو كأكواب للشرب.

الغرض من بعض البيض في العش هو إطعام الفراخ الحديثة الفقس. العديد من البيض يتعرض للكسر قبل الفقس. ولذلك نادراً ما تتجاوز التفريخة أو التفقيسة الواحدة لسرب النعام (المكوّن من عدة أسر) الثلاثين فرخاً.

الذكر يتولى حماية البيض والإشراف على الفراخ. وهو الذي يحتضن العش أثناء الليل في حين تجثم باقي النعامات حوله.

في الأيام الحارة يقوم الذكر بطمر البيض تحت الرمل أثناء النهار ويبقى بالقرب منه لحمايته. وبين الحين والآخر يأخذ فرصة قصيرة فتقوم مقامه على الحراسة والحماية إحدى نعاماته.

بعد ستة أو سبعة أسابيع تفقس فراخ النعام ويأتي الواحد منها بحجم دجاجة كبيرة وبشهية فائقة. فإن حصلت الفراخ على الغذاء الكامل يكتمل نموها خلال ستة أشهر.

بقي أن نقول أن سرعة النعامة هي مضرب المثل. ففي مقالة يصف الكاتبُ (مكولي)الشاعر َجون درايدن بالقول:

"خياله شبيه بجنح النعامة..
يساعده على العدو..
إنما ليس على التحليق."

فجناحا النعامة الجميلان لا يساعداها إطلاقاً على الطيران، إنما يسعفاها على النهوض بجسمها الثقيل عن الأرض. وهذا الزخم يمنحها قوة على القفز الطويل بحيث تصل القفزة الواحدة إلى حوالي الثمانية أمتار عند انطلاقها بأقصى سرعة. كما يمكـّنها من الإنطلاق بسرعة تسعين كيلومتر في الساعة بحيث تعجز أسرع الخيول العربية عن اللحاق بها.

والسلام عليكم


المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود

طيف ماجد صباح
09/02/2011, 10:42 PM
الحق يقال...معلومات قيمة جداً جداً..ولأول مرة أعرفها
أما عن أنها لا تضع رأسها في التراب عندما تهاجم، فقط شاهدت لقطة على التلفزيون من برنامج ما، وقد ذكر المعلق أنها عندما تهاجم تضع رأسها في التراب، وأنها أجبن الحيوانات ... وهنا أقرأ أن هذا غيـر صحيح. إذن، ربما هناك سر من وراء دفنها رأسها في التراب قد أخطأ العلماء بداية في تقديــره أو ما شابه.للحق أستاذي القدير، هذه المعلومات قيمة جداَ وأتمنى أن أجد متسعاً من الوقت يسمح لي بحفظ أهم النقاط التي وردت في تقريرك، مثل أنها أيضا طائر الجمل...
بالمناسبة، العنوان وضع بطريقة ذكية للغاية، فقد شدني رغم أنني لا أهتم كثيراُ بالبحث عن معلومات تتعلق بالطبيعة..
مجهود طيب أستاذي الكريم
احترامي

علي الكرية
10/02/2011, 12:08 PM
الأستاذ القدير والمترجم الكبير محمود عباس مسعود:
بوركت وجزاك الله خير الجزاء على هذه المعلومات الرائعة.
الزرافة كالجمل والكائنات الضخمة..تبارك الله أحسن الخالقين.
دمت ورعاك الله أيها النبيل والكريم البديع.
تحيّتي وودّي.

http://www.wata.cc/up/2011/2/images/w-3eea7d0085.jpg

محمود عباس مسعود
10/02/2011, 12:42 PM
الحق يقال...معلومات قيمة جداً جداً..ولأول مرة أعرفها
أما عن أنها لا تضع رأسها في التراب عندما تهاجم، فقط شاهدت لقطة على التلفزيون من برنامج ما، وقد ذكر المعلق أنها عندما تهاجم تضع رأسها في التراب، وأنها أجبن الحيوانات ... وهنا أقرأ أن هذا غيـر صحيح. إذن، ربما هناك سر من وراء دفنها رأسها في التراب قد أخطأ العلماء بداية في تقديــره أو ما شابه.للحق أستاذي القدير، هذه المعلومات قيمة جداَ وأتمنى أن أجد متسعاً من الوقت يسمح لي بحفظ أهم النقاط التي وردت في تقريرك، مثل أنها أيضا طائر الجمل...
بالمناسبة، العنوان وضع بطريقة ذكية للغاية، فقد شدني رغم أنني لا أهتم كثيراُ بالبحث عن معلومات تتعلق بالطبيعة..
مجهود طيب أستاذي الكريم
احترامي


الأخت الكريمة طيف ماجد صباح
يسعدني أنك وجدت المعلومات مفيدة، فالطبيعة كتاب مفتوح بل مكنز زاخر لا ينضب من العلم والمعرفة
فيه نقرأ عجائب الله ونستمتع بمحاسن خلقه.
أجل، لقد اخترت العنوان لاستقطاب اهتمام القارئ.
أسعد الله أوقاتك
وتحياتي لك.


.

سميرة رعبوب
24/01/2012, 09:48 PM
معلومات قيمة أضافت لي المزيد من المعرفة
أشكرك أستاذنا الفاضل / محمود عباس مسعود
احترامي وتقديري

أحمد الحاج محمود الحياري
06/05/2012, 05:42 AM
لقد اصبحت بحمد الله ، وكان أول ما قرأت هذا الصباح من جديد الشبكة هذه المعلومات المفيدة فشكرا لجامعها وكاتبها ومترجمها وناشرها.

محمود عباس مسعود
06/05/2012, 02:18 PM
معلومات قيمة أضافت لي المزيد من المعرفة
أشكرك أستاذنا الفاضل / محمود عباس مسعود
احترامي وتقديري


الأستاذة الأديبة سميرة رعبوب
شكراً على المرور ويسعدني أنكِ وجدت في الموضوع جديداً
تحياتي وتقديري


.

محمود عباس مسعود
06/05/2012, 02:21 PM
لقد اصبحت بحمد الله ، وكان أول ما قرأت هذا الصباح من جديد الشبكة هذه المعلومات المفيدة فشكرا لجامعها وكاتبها ومترجمها وناشرها.


أخي الأستاذ أحمد الحاج محمود الحياري
أسعد الله صباحك ومساءك بكل خير
وشكراً على حضورك الجميل وتوقيعك المميز
مودتي وتقديري


.

أحمد المدهون
06/05/2012, 02:48 PM
الأستاذ محمود عباس مسعود،

فعلاً معلومات طريفة، وترجمة عميقة، لم تخل من فوائد لغوية فريدة.

الظَّليمُ: الذَّكَرُ من النَّعامِ، وجمعها ظُلْمانٌ.

"ذكر النعام المعروف أيضاً لغوياً بالظليم، يتخذ له بضعة زوجات ويتنقل بعائلته من مكان إلى آخر بصحبة مجموعات أخرى من النعام".

وما زال الإنسان يصفه بالجبن !!.


تحياتي أيها المتألق دوماً.

محمود عباس مسعود
06/05/2012, 07:00 PM
الأستاذ محمود عباس مسعود،

فعلاً معلومات طريفة، وترجمة عميقة، لم تخل من فوائد لغوية فريدة.

الظَّليمُ: الذَّكَرُ من النَّعامِ، وجمعها ظُلْمانٌ.

"ذكر النعام المعروف أيضاً لغوياً بالظليم، يتخذ له بضعة زوجات ويتنقل بعائلته من مكان إلى آخر بصحبة مجموعات أخرى من النعام".

وما زال الإنسان يصفه بالجبن !!.

تحياتي أيها المتألق دوماً.


الأستاذ القدير أحمد المدهون
شكراً على مرورك وملاحظاتك القيمة
وعلى إشارتك اللماحة إلى بضع بدل بضعة
تحياتي وتقديري
ومنكم نستفيد

.

مصطفى -ور
08/05/2012, 06:02 PM
الاصح ..والله اعلم
انها تدفن رأسها في الرمال بحثا عن الماء