المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيت بجانب الطريق House by the Side of the Road



محمود عباس مسعود
07/12/2009, 01:37 AM
بيت بجانب الطريق

هناك نفوسٌ متوحدة
تعيش منفردة وسط قناعتها وقناعاتها..
ونفوسٌ كالنجوم
تمضي عمرها الضوئي المديد
وحيدة دون رفيق
في فضائها العميق السحيق..
وهناك نفوسٌ رائدة
تشق طريقها بإقدام
عبر مساحات لم تخترقها دروب
لكنني أريد أن أسكن بجانب الطريق
وأكون صديقاً للناس.

دعني أسكن بيتاً بجانب الطريق
حيث البشر على اختلاف مشاربهم يخطرون..
الطيبون منهم والسيئون..
طيبون وسيئون مثلي.
لن أجلس على كرسي الإستخفاف بهم والإزدراء؟
ولن أتهمهم أو أحرمهم حقهم.
فقط دعني أسكن بيتاً بجانب الطريق
وأكون صديقاً للناس.

من بيتي الذي بجانب الطريق
القابع بمحاذاة سكة الحياة
أرى نفوساً متأججة بلهيب الحماس والأمل
ونفوساً أرهقها التعب المضني فهدَّ حيلها..
لكنني لا أشيح بوجهي عن بسماتها
ولا أتجاهل دموعها
فالضحكات والعبرات
هي جزئيات متممة لكليّات.
دعني أسكن بيتاً بجانب الطريق
وأكون صديقاً للناس.

أعرف أن أمامي مروجاً منتشية بالسواقي
وجبالاً عسيرة المرتقى..
وأن الطريقَ يمر عبر الأصيل الطويل
ويمتد حتى الظلام.
مع ذلك أبتهج لفرح المسافرين
وأذرف الدمع مع الغرباء
إذ يأنـّون ويتأوهون
فلا أكون في بيتي بجانب الطريق
كمن يعيش وحيداً لا يبالي بأحدٍ سواه.

أجل.. دعني أعيش في بيتي بجانب الطريق
حيث البشر على اختلاف مشاربهم يخطرون..
الطيبون منهم والسيئون، الضعفاء منهم والأقوياء
هم حمقى وحكماء.. وأنا كذلك.
فلماذا إذاً أجلس على كرسي الإستخفاف والإزدراء؟
ولماذا أتهمهم أو أحرمهم حقهم؟
فقط أريد أن أعيش في بيتي الذي بجانب الطريق
وأكون للناس خير صديق.

سام وولتر فوس

الترجمة: محمود عباس مسعود


House by the Side of the Road

There are hermit souls that live withdrawn
In the place of their self-content;
There are souls like stars, that dwell apart,
In a fellowless firmament;
There are pioneer souls that blaze the paths
Where highways never ran-
But let me live by the side of the road
And be a friend to man.

Let me live in a house by the side of the road
Where the race of men go by-
The men who are good and the men who are bad,
As good and as bad as I.
I would not sit in the scorner's seat
Nor hurl the cynic's ban-
Let me live in a house by the side of the road
And be a friend to man.

I see from my house by the side of the road
By the side of the highway of life,
The men who press with the ardor of hope,
The men who are faint with the strife,
But I turn not away from their smiles and tears,
Both parts of an infinite plan-
Let me live in a house by the side of the road
And be a friend to man.

I know there are brook-gladdened meadows ahead,
And mountains of wearisome height;
That the road passes on through the long afternoon
And stretches away to the night.
And still I rejoice when the travelers rejoice
And weep with the strangers that moan,
Nor live in my house by the side of the road
Like a man who dwells alone.

Let me live in my house by the side of the road,
Where the race of men go by-
They are good, they are bad, they are weak, they are strong,
Wise, foolish - so am I.
Then why should I sit in the scorner's seat,
Or hurl the cynic's ban?
Let me live in my house by the side of the road
And be a friend to man.
-Sam Walter Foss

سمير النزيلي
24/12/2010, 08:10 PM
أجل.. دعني أعيش في بيتي بجانب الطريق
حيث البشر على اختلاف مشاربهم يخطرون..
الطيبون منهم والسيئون، الضعفاء منهم والأقوياء
هم حمقى وحكماء.. وأنا كذلك.
فلماذا إذاً أجلس على كرسي الإستخفاف والإزدراء؟
ولماذا أتهمهم أو أحرمهم حقهم؟
فقط أريد أن أعيش في بيتي الذي بجانب الطريق
وأكون للناس خير صديق.

محمود عباس مسعود
26/12/2010, 11:26 AM
أجل.. دعني أعيش في بيتي بجانب الطريق
حيث البشر على اختلاف مشاربهم يخطرون..
الطيبون منهم والسيئون، الضعفاء منهم والأقوياء
هم حمقى وحكماء.. وأنا كذلك.
فلماذا إذاً أجلس على كرسي الإستخفاف والإزدراء؟
ولماذا أتهمهم أو أحرمهم حقهم؟
فقط أريد أن أعيش في بيتي الذي بجانب الطريق
وأكون للناس خير صديق.


الأخ العزيز سمير النزيلي
سررت بمرورك
تحياتي ومودتي


.

علي حسن القرمة
26/12/2010, 12:49 PM
أخي الراقي أستاذي محمود عباس مسعود

لقد أحسنت الاختيار بالنقل والترجمة، ما شاء الله عليك.

وبعد الولاء لما تفضلت به في ذلك المجهود المشكور، فإن كنت أنت تتخيل تطبيق ما جاء فيهما، فيسعدني أن أجاورك، أو أكون ضيفك، يدي بيدك، ولنؤسس حياً، ومن ثم بلداً فوطناً فأمةً تتمسك بتلك المبادىء.

عندما كان المسلمون يسيطرون على أي بلد إبان نهضتهم، كانوا ينشرون الحق والعدل والمساواة والأخلاقيات الفاضلة فيه (في ذلك البلد)، ومن خلال (وبموازاة) نشر الدين، وهم متواضعون غير مستكبرين.

أما هم، فقد استعمرونا ونشروا الخراب والفساد بيننا، أضاعوا من الإنسان إنسانيته، ودمروا نفسيته وشخصيته، وحولوه إلى المادية والأنانية وخدمة أطماعهم الاستغلالية، وهم مستكبرون.

والأدهي والأمرُّ من ذلك أنهم زوروا التاريخ، أضاعوا شوَّهوا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.

عودتنا لاحترام أنفسنا وأصولنا وما جبل عليه أجدادنا (جيلاً بعد جيل) هو الذي ينفعنا، وسننفعهم أيضا، فلسنا نحقد ولا نبغض، بل نحب الخير لنا ولغيرنا، فكذلك أمرنا ربنا سبحانه وتعالى من خلال ديننا القويم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقرآننا الكريم، ولسنا كما حاولوا ويحاولون تشويه صورتنا.

والبداية بما تفضلت به من العودة للتمسك بالأخلاق الفاضلة التي تشمل ما يرفع الأمم بالنفس وبالتعاون مع كل من يخلص في كل شيىء.

لك المودة والمحبة والتقدير والاحترام.

محمود عباس مسعود
28/12/2010, 02:54 AM
أخي الراقي أستاذي محمود عباس مسعود

لقد أحسنت الاختيار بالنقل والترجمة، ما شاء الله عليك.

وبعد الولاء لما تفضلت به في ذلك المجهود المشكور، فإن كنت أنت تتخيل تطبيق ما جاء فيهما، فيسعدني أن أجاورك، أو أكون ضيفك، يدي بيدك، ولنؤسس حياً، ومن ثم بلداً فوطناً فأمةً تتمسك بتلك المبادىء.

عندما كان المسلمون يسيطرون على أي بلد إبان نهضتهم، كانوا ينشرون الحق والعدل والمساواة والأخلاقيات الفاضلة فيه (في ذلك البلد)، ومن خلال (وبموازاة) نشر الدين، وهم متواضعون غير مستكبرين.

أما هم، فقد استعمرونا ونشروا الخراب والفساد بيننا، أضاعوا من الإنسان إنسانيته، ودمروا نفسيته وشخصيته، وحولوه إلى المادية والأنانية وخدمة أطماعهم الاستغلالية، وهم مستكبرون.

والأدهي والأمرُّ من ذلك أنهم زوروا التاريخ، أضاعوا شوَّهوا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.

عودتنا لاحترام أنفسنا وأصولنا وما جبل عليه أجدادنا (جيلاً بعد جيل) هو الذي ينفعنا، وسننفعهم أيضا، فلسنا نحقد ولا نبغض، بل نحب الخير لنا ولغيرنا، فكذلك أمرنا ربنا سبحانه وتعالى من خلال ديننا القويم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقرآننا الكريم، ولسنا كما حاولوا ويحاولون تشويه صورتنا.
والبداية بما تفضلت به من العودة للتمسك بالأخلاق الفاضلة التي تشمل ما يرفع الأمم بالنفس وبالتعاون مع كل من يخلص في كل شيىء.

لك المودة والمحبة والتقدير والاحترام.


أخي الجميل الأستاذ علي حسن القرمة

إطلالتك تحمل بهجة وكلماتك المشبعة بمزيج من الفلسفة والوعي الإبداعي تشي بعمق التفكير والذوق الدقيق الممِّيز.

وسواء تخيلتُ تطبيق ما ورد في القصيدة من مشاعر حية ووجدانيات سابغة أم لم أفعل، فأنت على الرحب والسعة أن تكون جاري، جار الرضى، لأضع يدي بيدك ونتسامر قليلاً على فنجان قهوة جيّد التركيز، قبل التفكير بتأسيس حيّ لمبدأ حيّ.

يا صديقي العزيز لا أحد ينكر ما نشره المسلمون من نبل وعدل ومكارم أخلاق في البلدان التي حلوا بها على مدى قرون والتاريخ يشهد بذلك.
ما ترجمته هو لشاعر لا أود التشكيك بمشاعره ودوافعه وتناغمه مع جانب من الحياة. ولربما كان بعيداً كل البعد عن الطمع والجشع والرؤى الصفراوية المشوهة للساسة والسياسيين الذين ذكرهم المرحوم المنفلوطي في قصته حلاق القرية.

ولا أريد أن أحمّل ذلك الشاعر المسكين، الذي شدا بتلك الأبيات، وزر الظالمين من قومه.

فأنا أبحث عن الزهور والورود والثمار الشهية النافعة في كل منبت من منابت أرض الله الواسعة. وحتى في الصحراء القاحلة تنجم زهور برية جميلة تبهج النظر.
وفقنا الله وإياك إلى اتباع الحق والتنقيب عن كل جميل في حقول ومناجم الفكر العالمي.

تحياتي وخالص مودتي يا صديقي