المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيلم "نُقطة تحّول" لوحة ملونه كقوس قزح واكثر



أنس أبوسعده
07/12/2009, 11:18 PM
فيلم "نُقطة تحّول"
لوحة ملونه كقوس قزح واكثر
أنس أبوسعده – هولندا

قبل مدة قريبة، كانت فكرة إنتاج فيلم روائي سينمائي فلسطيني مجرد طموح وحلم راود الكثيرين منا، كتّاباً ومثقفين وفنانين ومهتمين بالشأن الفلسطيني بشكل عام.. كانت هذه الفكرة مجرد مغامرة غير محسوبة أو حلماً من أحلام اليقظة، ولم يكن التفكير في تطبيقها يقترب من الواقع الملموس للجميع.. فالأرض التي كنا نحلم أن تكون أحداث الفيلم هذا عليها أرض محتلة، يسرح المحتل ويمرح فوق ترابها وتحته.. يسيطر على سمائها وأجوائها وكل مقدراتها.. أبطال الفيلم وطاقمه وبالرغم من أنهم أناس عاديون، لكنهم فلسطينيون وواقعون تحت الإحتلال نفسه.. فهم محدودون في حركتهم وتنقلاتهم.. وهم أسرى لمزاج هذا المحتل ولحواجزه المنتشرة على مساحة الارض الفلسطينية كافة.. معرّضون للمضايقات ولممارسات الاذلال التي يتعرض لها كل الشعب الفلسطيني وعلى مدار الساعة.. لم تكن العقبات تقف عند هذا الحد، فبرغم توفر الفكرة المبتكرة لقصة الفيلم، ومن خلال نص وسيناريو مميز يصور قصص الانسان الفلسطيني بكل نواحيها.. وتعطي أمثلة لرحلة الكفاح الطويلة والتي ترسم لوحة راقية وواقعية، بعيدة عن التضخيم والفنتازيا فارغة المضمون، مليئة بالخبرة الفعلية من مقارعة هذا الإنسان لهذه الحياة غير العادية في وقت وزمان غير عاديين.. !!
قصة مليئة بالاحداث الواقعية المثيرة لإنها تُخاض في ظروف أقلها أنها تُنسج أحداثها تحت إحتلال قاس وليس كأي إحتلال آخر.. قصة مليئة بالمشاعر الإنسانية الرقيقة كالحب وفي أجمل صوره.. وكيف لهذا الحب أن يكون دافعاً قوياً للمثابرة والصبر والعطاء برغم الصعاب والمحن..!
قصة تلعب الارادة الصلبة فيه عنصراً أساسياً للتغلب على القهر والإعتقال وكل محاولات الاذلال والإنكسار.. وفي نفس القصة تظهر عناصر التشويق في كل فصل من فصولها وفي كل حدث من أحداثها.. فنرى كيف يفعل الصبر والأنفة والتكاتف فعلهم في لحظات الفراق والوداع والحنين واللقاء.. وكيف تكون شخصية الإنسان الذي يحمل صفات الرجولة والاقدام في المواقف التي تكشف معادن الناس.. وكيف يظهر الشموخ الفلسطيني في لحظات الحقيقة مهما كانت طبيعتها أو قساوتها..
وعندما التقى الرأي وعُقدت النوايا بإن يتحول هذا الحلم الى حقيقة.. والمغامرة غير المحسوبة في نظر الكثيرين الى مغامرة حقيقية لكن محسوبة بفضل كادر مميز جمع ما بين كاتب له رؤيا، ومخرج طموح ومنتج يرى أن لا سبيل للتراجع عن هدف نبيل كهذا.. التقت هذه الرؤيا وهذا الطموح مع الهدف النبيل وتشابكت الايدي مع الافكار والعزيمة والاراده الى جانب أهم العناصر للنجاح، وهم طاقم العمل لهذا المشروع الكبير والمميز وبرغم كل الظروف لنخرج بإذن الله بلوحة فنية سينمائية ولإول مرة فلسطينية مئة بالمئة من إنتاج وإخراج وسيناريو.. فيلم "نقطة تحول" .. هذا الفيلم الذي بحمد الله بدأ تصوير مشاهده وعلى الأرض الفلسطينية برغم كل الصعوبات وبرغم كل العقبات الفنية واللوجستية وبالامكانيات البسيطة والمتوفرة لدينا.. جميعاً لدينا الاصرار الراسخ والإيمان القوي على أن يخرج بإحلى حلة.. فيلماً سينمائياً بكل معنى الكلمة، يمّثل الإنسان العربي الفلسطيني كما هو، ويصور هذا الإنسان بكل مشاعره الإنسانية، لكن بنكهة البرتقال والمشمش والزيتون الفلسطيني الخاصة.. سيرى فيه الفلسطيني وكل العرب بإذن الله نفسه وكأنه ينظر الى مرآته.. وسيرى غير العربي فيه الفلسطيني بواقعه الفعلي ليعكس له الحقيقة المغيّبة التي حجبها الاحتلال عنه كل سنوات عمره، وعجز إعلامنا عن إظهارها بالشكل الواقعي أو بالشكل المطلوب..
بإختصار، فيلم "نقطة تحول" سيخرج قريباً للعرض تحفة سينمائية بإلوان قوس قزح السبعة، وبإلوان آخرى كثيره، وليستمتع المشاهد باللون الذي يحب.. نعدكم بذلك وعما قريب...