المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقدمة ل "السكيتسوفرينية"



صلاح محاميد
14/02/2007, 02:25 PM
صلاح محاميد

من الكتاب الذي سيصدر قريباً

السكيتسوفرينيه , أعراض نفسيه والنفس
في متناول يد المواطن البسيط من ألأنس

الفهرس

إنفصام الشخصيه
تعريف
المرحله قبل العلميه
مرحلة كرابلين
مرحلة بلويلر
مرحلة أدولف ماير - المدرسه نفس إجتماعيه
مرحلة سيجموند فرويد- التحليل النفسي
المدرسه الوجوديه-الظواهريه
المدرسه التشريحيه-العصب نفسيه
المدرسه ضد النفسيه

مسببات
1.تركيبيه
أ.جسميه
ب.نفسيه


أ. جسميه
1.وراثيه
2.تلف عضوي
3.عوامل بيوكيميائيه

ب.نفسيه

نظريات مسببات ألمرض

1.التعايش
2.الترسيخ

المجتمع والسكيتسوفرنيه

1.الثقافه
2.ألإقتصاد

مراحل ألمرض

الخوف والهيجان
الإحتواء النفسي
الإنتاجيه
الإنحلاليه

أشكال ألمرض

البسيط
الهذيان
التشنج
الإنحلاليه

دينامية نشوء ألأعراض
التشنج
ألأنا الشكلي أو الكاذب
أشكال التشنج

أسباب الإزمان

إستخلاص

العلاج
العلاج النفسي


الجهاز النفسي
مراحل التطور النفسي
وسائل الدفاع النفسيه


أمراض نفسيه

الهيجان النفسي
القلق
العصاب
الإدمان على الكحول
الإدمان على المخدرات


















السكيتسوفرنية – schizofrenia - انفصام الشخصية


تعريف :

تُعتبر هذه الظاهرة المرضية أصعب الأمراض النفسية والطبية وأكثرها إثارة للنشاط الفكري وخاصة الطبي .
تضم هذه التسمية الكثير من التعابير الطبية ,الاجتماعية والثقافية التي حاولت على مر العصور وفي مختلف المجتمعات والمدارس العلمية, وصف وتصنيف حالات مرضية عديدة ,ومنها : الجنون , الهبل , الانحراف الاجتماعي , الطيشان , فقدان الذاكرة المبكر.
تعرض الأدبيات الطبية تعاريف شتّى ومُختلفة وأحياناً متناقضة . تتفق بعض
المدارس الطبية على قابلية التعريف الوارد في ال
" New Gould Medical Dictionary "
والذي بدوره يذكر بأن إنفصام الشخصية يشكل نوع من الهيجان النفسي
.Psicosi*
يصيبُ هذا المرض جيل الشباب سن ما بعد فترة النضوج (20-35سنه) , علماً بإمكانية ظهوره في مراحل زمنيه أخرى.
يتمثل بخلل رئيسي في علاقة الفرد مع الواقع وفي تكوينه للمفاهيم مع محيطه, وبخلل في الحياة العاطفية وفي التصرفات بدرجات مختلفة .
تمتاز هذه الإضطرابات بتوجه المريض للانسحاب من الواقع , مع وجود حالةعاطفية تتسم بالتناقض والغرابة. وجود طريقة تفكير غير متوقعة وغير
مفهومة .تظهر في معظم الحالات الهلوسه أوالتهيآت**
" allucinazione "
والهذيان
.***Delirio "
تذكر الأدبيات الطبية أن نسبة المرضى المصابين تشكل 1-1.5% من
مجمل سكان البسيطة . يبد أن المراكز الطبية في مختلف أرجاء العالم تعرض هذا المرض بمفاهيم وتفاسير مُختلفة إلى درجة إعتبار هذه الظاهرة المرضية كفضيحه ومُعجزة العلوم الطبية والنفسية للحقائق والمسببات المتشعبة التي تكمن خلفها والتناقضات النظرية التي تحاول تفسير شكل الأمراض ومسيرته وذلك لوجود إختلافات في التشخيص والتعريف وإتخاذ أشكال علاجية مختلفة متناقضة .
_______
* الهيجان النفسي
Psicosi
وجود حاله خلالها يعمل الجهاز النفسي بغزاره مؤدياً الى تغيير نوعي في وظائفه النفسيه , وفيه يُنتج المريض أسلوب تفكير وأحاسيس لا صله لها بالواقع. يظهر أنه مختلف عن سائر أفراد المجتمع, غير مفهوم, لا يتحكم بأي منطق وألأهم أنه لا يدرك هذا ألإختلاف ولا يطلب المساعده الطبيه أو غيرها.
(ص )
**التهيآت,الهلوسه
Allucinazione
وجود إحساس نفسي ما دون وجود الحافز, أي الشعور بشيء بغياب الموضوع . وهي عديده وتخص : البصر, السمع,الشم,الذوق, وتلك التي تتعلق بتغيرات بألأعضاء الجسميه وأخرى.(أُنظر ص )
*** الهذيان
Delirio
وضعية لأسلوب تفكير يمتاز بالبُعد عن الحقيقه والواقع يؤمن به المريض بتعنت دون المقدره على إقناعه العكس. أنواعه عديده وتقسم الى صنفين: أ.الملاحقه ومنها: التأثر بقوى خارجيه, التضرر, التسمم, الإدِّعاء,الخ...
ب.الإحباطيه:الشعور بالذنب,عدم الملائمه,الجلد الذاتي,التخريب, الخ...
(ص )
1
__________________


وهنا نود أن نعرض التعريف المتفق عليه من قبل المنظمة الصحية العالمية O.M.S
والذي يشير بأن انفصام الشخصية هو مجموعة أعراض من الهيجان النفسي (Psicosi)
يجمعها ويقسم بينها خلل رئيسي بالشخصية يتلخص ب: التواء في التفكير, وجود مشاعر لدى المريض بكونه ضحية لقوى غريبة , اضطراب إحساسي , وجود هذيان غريب من نوعه, عدم إنسجام الحياة العاطفية, الإنغلاق الذاتي . بيد أن وضوح الرؤية والقدرة الذكائية تكون ضمنيا سليمه , وعوضاً عن هذا فإن خلل الشخصية يصيب الوظائف الأساسية والمسؤوله عن الإحساس بالذات والإستقلالية .
إن التشعب المتعدد للأعراض السكيتسوفرينية يؤدي إلى اعتبار هذه الظاهرة
المرضية خلل رئيسي يتم ويظهر بجملة أعراض :
" Sindrome "
يُقسم هذا المرض إلى حاد ومزمن وفقا لشكل بدايه وظهور الأعراض المرضية .
في الحاله ألأولى :" الشكل ألحاد", يظهر بشكل مفاجئ ويتعلق بأسباب خارجية وأحداث عاطفية حاده وملموسه ووجود عائق حياتي واضح ويستمر لمدة لا تتجاوز ال 6 أشهر.
أما شكل " المزمن " فظهوره يكون بطيء , أسبابه غير ظاهرة للعيان وتستمر إنتاج الأعراض لفترة تتجاوز ال 6 أشهر إلى سنتين ..
تفيد الأدبيات الطبية وجود هذا المرض واهتمام العلماء بالتنقيب عن أسبابه
في القرن الثاني ق .م. , ويرجع وصفَه إلى العالم هندو دل آير
Himdi Del Ayer
حيث يكتب عن حالات تتصف بال :" قذر, متسخ , يسير عار في البرد دون التألم " .وتذكر أيضا وجود حالات مثل : " أشخاص يمتازون بالهيجان, يشعرون بأنهم آلهه , يرفضون التَبَوُل خوفاً من تسبيب الطوفان " .
لقد عُزيت هذه الظاهرة المرضية إلى فرضيات عدة, بيد أن الاهتمام العلمي والجدي لهذا المرض رافق الثورة الفكرية , الإجتماعية والصناعية التي حدثت في أوروبا في القرن التاسع عشر.
أما الأطروحات التي وضعت وناقشت هذه الظاهرة فهي مختلفة وفقا للمتغيران : المكان والزمان . وهكذا فإننا نجد طروحات مختلفة وأحيانا متناقضة , وهنا سوف نستعرض بعضها .
_______2__

المرحلة ما قبل العلمية

ترتكز الأدبيات الطبية في وصفها للمراحل التاريخية كعلمية أو قبل علمية على الثورة الصناعية والفكرية التي طرأت في أوروبا خلال القرنين الاخيرين , ولا نجده مناسباً هنا مناقشة هذا الموقف , لكنا نود التذكير بأننا نستعرض ما تتناوله الأدبيات الطبية الأوروبية .
ناقش الفكر الإنساني هذه الظاهرة قبل الثورة العلمية بمنظار ميتافيزي – فوق طبيعي – حيث عزّى ظاهرة الأمراض وخاصة الجنون إلى قِوى فوقية, خارجة عن السيطرة الإنسانية: إلى الأرواح الشريره, الجن , إبليس الخ...
أُعتقد أن الجنون نتيجه عقاب إلهي , وأُعتبر المرض نوع من أنواع ألآثام.
أدى هذا الإعتبار إلى أسلوب التعامل وعلاج هذه الظاهرة المرضية والذي تمثَّل بنفي المرضى وعزلهم الإجتماعي وحالات أخرى إلى الإعدام .
نستطيع أن نلاحظ التوافق بين هذا المفهوم وبين إحدى مؤشرات الثقافة العربية .فكلمة مجنون ترجع إلى " الجن " وقد سمي المصاب بانفصام الشخصية بالمجنون تعبيرا لإستحواذ الجن عليه .
أما المصطلح " الهبل " ( أهبل) والذي يعبر عن انفصام الشخصية, فمن الراجح أنه يرجع إلى الفعل ( هبّل , يهبل ) أي (غلى , يغلي ) وهو يتفق مع احدى مراحل وأعراض المرض ,الغليان أو الهيجان:
Eccitazione .
________3_

أن بداية التفكير العلمي يشير إلى الحد الفاصل بين التفكير الميتافيزي والتفكير الطبيعي , المنطقي . وهكذا فقد عُزيت هذه الظاهرة, بعد الثوره التنويريه الاوروبيه, لقوى انسانية ,جسمية , نفسية , اقتصادية واجتماعية .
المنهج التفكيري الجديد أدى إلى تًبًلْوُر عدة اتجاهات ومدارس فكرية تُناقش وتبحث سر هذه الظاهرة .


مرحلة كرابلين
Kraepelin

يعود الفضل لهذا الباحث بتجميع سائر الأعراض والأشكال المرضية لهذه
الظاهرة لأول مرة تحت التسمية " فقدان الذاكرة البكر"
" Demenza precoce "
, وقد قصد بهذه التسمية أن يضفي صفة فقدان الذاكرة التي تميز سائر الأشكال المرضية .
شبّه الباحث هذه الأشكال بالخلل الذي يصيب متقدمي السن والذي يؤدي حتميا إلى فقدان الذاكرة :
" Demenza Senile "
سِوى أن إضفاء صفة المُبكر تجزم بأن هذه الظاهرة تصيب الشباب .
يلاحظ من التسمية التركيز على:
صفة الاعراض –
1.تدهور قوة الذكاء .
تطور المرض –
2. فقدان الذاكرة الحتمي بجيل مبكر
_________4________


عزل كرابلين هذه الظاهرة المرضيه,وفقا لهذين القياسيين, عن مجمل الاضطرابات النفسية . وقد رتّب الباحث مجمل الأمراض العقلية والنفسية التي تؤدي بشكل حتمي إلى فقدان قدرة الذكاء دون امكانية الشفاء
(Restituzio ad integrum )
تحت هذه التسمية .
يجزم كرابلين بأن أسباب المرض تعود إلى تلف عضوي في الجهاز العصبي يتسم بتآكل المادة العصبية . هذا الاكتشاف وضع حداً للفرضيات الميتافيزفيه السابقه, ويميز منحى والتوجهات الفكرية للباحث – المنحى التشريحي – .
Anatomopatologia

افترض كرابلين وجود أشكال مختلفه للمرض:
الهذيان Paranoia1.
التشنج catatonia2.
(الإنحلال) Ebefrenia3.
ولاحقا أضاف
البسيط simplex4.
وفقا لاقتراح زميله بلويلر .
________5__
مرحلة بلوير
Bleuler

استعرض بلويلر هذه الظاهرة المرضية بشكل مُغاير. فالباحث ينفي التركيز على الأسباب العضوية ( التآكل) العصبية . يركز اهتمامه حول الحياة النفسية للمريض . وهكذا فقد أدخل لأول مره (سنة 1903) مصطلح السكيتسوفيرنيه
schizofzenia
=Scheizein
شرذمه
= Fren
ذهن , دماغ
واصفاً هذا المرض. وفقاً للتسمية فإن الباحث يشير أن هذا يمتاز بالانفصام والشرذمة في الحياة النفسية والفكرية وسائر وظائف الجهاز النفسي لدى المريض , كالإنفصام في الحياة العاطفية , الذكاء , التفكير . أي فقدان الصلة والروابط المختلفة التي تربط وتُسيِّر الحياة والانتاجات النفسية ( انفصال العاطفة عن الذكاء عن الانتاج الفكري والخيال ) .
إن إدخال مصطلح السكيتسوفرينه إلى المعجم الطبي أشار إلى ثورة علمية بادر إليها بلوير في المفاهيم والمقاييس الطبية حيث أنه للمرة الأولى يشير إلى الجوانب النفسية والحياة النفسية للفرد .
عوضا عن هذا فقد أدخل بلويلر إلى المعجم الطبي مصطلح ال
(Autismo)
أي الانغلاق الذاتي , واصفاً الوضعية النفسية لهؤلاء المرضى والتي تُشير إلى حالة من فقدان العلاقة بينهم مع العالم الخارجي , الإنغلاق وفقدان أية اتصال مع الآخرين .
6_________

مرحلة أدولف ماير
Adolf Mayer
المدرسة نفس – اجتماعية
Psico – Sociale

انتقد ماير اطروحات كرابلين وبلويلر, ذلك أن حسب اعتقاده , ركز الباحثان اهتمامهم حول الميزات المرضية وتفسيرها دون الأخذ بعين الاعتبار التاريخ الشخصي للمريض وعلاقة هذا بالأوضاع العائلية والمحيط الاجتماعي .
القى الباحث الأمريكي ماير ضوءه وصبَّ اهتمامه حول العلاقات الاجتماعية للفرد والتي ترجع إلى العائلة والمحيط الخارجي .
طوّر هذا التوجه العالمان سوليفان وسيلفانو واللذان يُعتبران رواد المدرسة النفس – اجتماعية الأمريكية .
تبحث هذه المدرسة في المفهوم الاجتماعي للشخص وعلاقة هذا بأسباب المرض. وفقاً لهذا فرُواد المدرسة يُعزُّون المرض إلى أسباب مثل عدم الانسجام الإجتماعي, عدم الرضى العائلي للفرد والخلل في النظام الاقتصادي..
أما حول الدينامية العائلية الكامنة خلف هذا المرض فقد قام ليدز
Lidz
وآخرون بوصف حالات مثل : ألأُم التي تُسبب الجنون , الأب الذي يرسخ ويسبب المرض , وجود عضو عائلي يشكل كبش الفداء لباقي أفراد العائلة ويكون محطة تفريغ لفشل سائر الأفراد .
من جهة أخرى لاحظ باحثون آخرون علاقة الظروف الاقتصادية والأيديولوجية للنظام الرأسمالي بوجود هذا المرض . لقد شرح الباحث الانجليزي جيفرز
– Givers -
هذه العلاقة ,مركزاً على استعمال النظام الحاكم لوسائل شتى كالاضطهاد والسجن والقهر للمواطنين المعارضين له.
كذلك فقد أسهب الباحث توني لاين
Tony Lain
في الشرح حول الدينامية الاقتصادية والتنظيمات الاجتماعية مشيراً إلى الميكانيكيات السياسية والاجتماعية التي تميز النظام الرأسمالي بخلق هذه الظاهرة .
_7________
مرحلة سيجموند فرويد
Freud.S
مدرسة التحليل النفسي
Psico analise

قام فرويد بثورة انسانية بتأسيسه مدرسة التحليل النفسي, والتي استقت
." Nevrosi" جذورها من اضطراب العصاب*
ومن خلال دراسة هذه الظاهرة المرضية قام فرويد بوضع
الأسس الأولية للتحليل النفسي لهؤلاء المرضى .
اعتمد الباحث لوضع أفكاره حول هذه الظاهرة المرضية بتحليله لكتاب " مُذكرات مريض أعصاب " للرئيس الألماني شيربر. في هذا الكتاب يشرح شيربر حول أعراضه ومشاعره وتغييراته النفسية التي طرأت عليه خلال فترات مرضه . ويتفق معظم محليلي النفس بأن الرئيس كان مصاباً
بالهذيان**
Paranoia
أدخل فرويد للمرة الأولى مصطلح العصاب القلقي***:
" Nevrosi d'ansia "
شارحاً دينامية الحياة النفسية للانسان وواضعاً حجر ألأساس للتحليل النفسي, والتي اعتمدت على تعيين وتحديد بعض وسائل الدفاع النفسية اللاواعية المستعملة دفاعاً عن حالات مقلقة .

*العصاب-وجود وضعيه نفسيه تتميز بالتغيير الكمي لوظائف الجهاز النفسي, بإتجاه المبالغ بها. الحاله ليست عصيبه, يشعر المريض بالتغيرات التي تحدث معه ويطلب المساعده .
**الهذيان - البارانويا- صنف من الهيجان (
psicosi
تتصف بتغيير نوعي في وظائف الجهاز النفسي وبشكل خاص يمتاز أسلوب التفكير الغريب بمتانه في تركيباته.
*** العصاب القلقي - حاله نفسيه تمتاز بكثافة الأفكاروالقلق من مواضيع حياتيه حقيقيه بشكل مبالغ به.

___8______

يعتبر فرويد أن صفة اللاعاطفية التي تُميز هؤلاء المرضى ما هي إلا وسيلة
دفاع لحالة قلق شديد. ويضيف أن عند وجود العاطفة فإنها تكون مبالغ بها. يكرر الباحث بأن المبالغة في الحياة العاطفية لدى منفصمي الشخصية يعتبر شكلا من وسائل الدفاع عن القلق* .
"Ansia" .
عوضا عن هذا فقد استعمل فرويد للمرة الأولى مصطلح اللاواعي**
Inconscio
ذلك القسم الذي يكون مع الوعي**
Conscio
الجهاز النفسي ويقوم وفقا لافتراضات العالم بتحريك الفرد وتحديد تصرفاته وفقا لقوانين وأُسس ,حددها العالم وركز عليها خلال قيامه بالمعالجة النفسية .
أُعتبر هذا الاكتشاف للاوعي
(inconscio)
جرحا للنرجسيه الانسانيه ونقضا للفكرة السائده :" أنا أفكر فأنا موجود ", فوفقا لهذا التنظيم (اللاوعي) شكك فرويد بارادة الانسان واستقلاليتة. وبناءً عليه فقد أجزم بأن الفرد " غير قادر أن يكون رب بيته ( نفسه) " .

* القلق - حاله نفسيه يحس بها ويدركها كل شخص, تسبق عادة مواجهة أُمور مجهوله. تتميز بتغييرات في وظيفة سائر أعضاء الجسم.
**الوعي - جزء من الجهاز النفسي المسؤول عن العمليات المعرفيه والمتدارك لدى الشخص.
***اللاوعي-الجزء المطمور من الجهاز النفسي والذي لا يدركه الشخص.


____9________
فسّر فرويد الظاهرة المرضية وفقا لقوانين نفسية , مفترضاً وجود الطاقه
الليبيديه كأساس للتصرف البشري . يعتقد العالم بأن عند وجود عائق أمام إنسجام طبيعي أو عثره في تقدم الليبيدو*( ممثله بالطاقة الجنسية) ,تحدث عملية انسحاب ليبيدي لمواقع نفسية سابقة. بكلمات أخرى عندما يعجز الأنسان عن التقدم وألإنسجام النفسي الطبيعيين , ويجد عائقا يمنعه من تنفيذهما, فإنه بشكل لا واعي يعود لاتخاذ شخصية وإلتباس حالة نفسية سابقة .
تستمر عملية الإنسحاب النفسي , في هذه الحاله المرضيه, إلى أول مرحلة تطور نفسي لدى الانسان والتي تقع بين الشهر الأول والسادس من حياته
والتي تسمى بالمرحلة النرجسية**
(Narcissistica) .
تتبع عملية الانسحاب الليبيدي الثبات والتقوقع الليبيدي على هذه المرحلة,
مؤدية إلى وضع مرضي يسمى بالعصاب النرجسي
(Nevrosi Narcissistica )
في هذا الوضع , فان الشحنات الليبيديه تكون مسحوبة من التمثيلات
الخارجية , ومتقوقعه على ذات الحاله النفسيه , دون قدرة المريض على إيجاد منفذ ومحطة خارجية من خلالها يطلق طاقته الليبيديه. وفقا لهذه العملية وهذه الحالة المرضية فقد جزم فرويد بأن من غير الممكن اقامة صلة علاجية***
(Transfert )
بين الطبيب النفسي وبين المريض وذلك لإنغلاقه وتقوقعه على ذاته الكلي .
كذلك فإن ميلاني كلاين تفترض وجود مرحلة الهذيان النرجسي والتي تكمن في الاشهر الستة الاولى بعد الولاده.
واجهت مدرسة التحلل النفسي الفرويديه الكثير من الانتقادات والتغييرات,
خاصة من تلاميذ فرويد مثل
Fenichl , Federn
ومن قبل المدرسة الوجودية – الظواهرية
Fenomenologica – Esistenziale .

*الليبيدو- الطاقه الجاذبه للجنس الآخر والمُحكمه من قبل شحنات جنسيه غرائزيه. تفترض نظرية فرويد وجود وسائل دفاع نفسيه لاواعيه يستعملها الجهاز النفسي في حالة إضطراب ما وهذه مُتَرجمه بعمليات تتعلق بالليبيدو, تُقسم الى مجموعات: قذف , إدخار,تماثل. ثبات, إنسحاب.تخلص. السحق النشط ,عزل, التوجه ضد الذات, التحويل للمضاد,التكوين العكسي. التوجيه للجسم.التسامي. التأمين والتثمين الداخلي, الإستقلاليه.
**النرجسيه - احدى صفات المرحله الأولى للتطور النفسي:( الفم) منذ الولاده ل 18 شهر, الشرج,حتى السنه الثالثه -الرابعه, القضيبيه و التخلص الى السنه الثانيه عشر, المراهقه الى سنة16-18 تليها النضوج.
***الصله العلاجيه-قابلية إنجاز جسر عاطفي بين الطبيب والمريض يتميز بثقة المريض بطبيبه ومن خلاله ينقل المريض مجمل محتويات متغيراته العاطفيه.
____10____

المدرسة الوجودية – الظواهرية (من ظاهرة)
Fenomenologica – Esistenziale

يرتبط اسم هذا التوجه الفكري باسم الفيلسوف هسلر(1859-1038)
Hussrl
. وقد طور هذا الاتجاه الباحثان
بيزفانغر
Biswanger
و مينكومنسكي
Minkowski
تنتقد هذه المدرسة توجهات نظرية التحليل النفسي
Psicanalisi
ويعتقد آباؤها بأن من غير الممكن مراقبة الشخص وتقدير
أحاسيسه من خلال موقع خارجي – يخرج عن اطار الشخص نفسه ,كمراقبة سير الشحنات اليبيدية. تدحض كذلك فرضية جريان الشحنات الليبيدية في قنوات مرسومة ومحدده كما هو مطروح لدى توجه محللي النفس الفرويديين .
تطرح هذه المدرسة فكرة الإنسان وفقا لوجوده, وهذا الأخير يتعلق بالعاملين المكان والزمان . وفقاً للمقياس الأول فإن الوجود الإنساني يتعلق بمجمل العلاقات التي يقيمها الفرد مع محيطه الاجتماعي والمهني . أما العامل الزماني فهو يشكل الروابط الكامنه في علاقة وتتابع الماضي والحاضر ومستقبل الشخص .
تفترض هذه المدرسة أن الوجود السليم للشخص يتم بانسجام وجودي يُنَفِذ المقياسيين المذكورين أعلاه .
أما المرض أو العرض النفسي فهو يُعتبر انتاج إنحراف وتفكك العلاقات المحيطه , وإتخاذ المريض وضعاً زمنياً مُغايراً لحاضرهِ ولا ينسجم مع استمراريتهِ الوقتيه .
تُشدد هذه النظريه على أهمية عملية الاحساس المتبادل بين الطبيب والمريض وتركز على أن فهم المريض والتماثل الاحساسي معه ,
catarsi
الأمر الذي يتطلب قدرة احساس وقابلية على تعايش حالات نفسيه مختلفه وغريبة .

11________


تُحجم هذه النظريه تهويلات معظم الأطروحات المقدمة من قبل سائر المدارس النفسية ومحاولة توضيح أن قضية الأعراض المرضية ليست إلاَّ " نوعية من الوجود " وليس من المفروض أن تكون حالات مرضية .

المدرسة التشريحية - عصب نفسية
Neuropsichica

تفترض هذه النظرية أن الأعراض المرضية والتصرفات الواردة من المريض ترجع إلى عمليات فيزيولوجية تحدث في الجهاز العصبي المركزي .
يُعتبر الباحث الروسي بافلوف
Pavlov
أحد مؤسسي وواضعي هذه النظرية. وقد أرجح الباحث مجمل
الظواهر النفسية إلى وضعيات عصبية مثل التهيج
Eccitazione
أو السكون ( المنع)
Inibizione
للمادة العصبية .
أدخل بافلوف للعلوم الطبية نظرية الانعكاسات المشروطة وغير المشروطة. وفقا لهذه الميكانيكيات فسَّر الباحث سائر الأعراض المرضية .
يَعتبِر بافلوف أن الهيجان الجسمي ينتج عن وضعية من الهيجان العصبي ويفترض أن حالة الهيجان العصبي المستمرة يمكن ان تؤدي مع مرور الوقت إلى حالة سكون ومنع مستمره. كذلك فقد اعتبر أن حالة التشنج العضلي, الكلامي ورفض المريض للنشاطات الخارجية ما هي إلا نوع من التنويم
المغناطيسي
"Ipnosi"
يقوم به المريض كرفض للتعامل مع العالم الخارجي.
تشمل هذه المدرسة باحثين آخرين والذين حاولوا ترجمة عمل الجهاز العصبي وفقا لشكل توزيع الطاقة العقلية. حسب هذا
الإدعاء يفترض الباحثون – جاكسون , بينفيلد
Jakson , Pienfield
بوجود طبقات عرضية أو طولية تُكون المادة العصبية . وهذه الطبقات تُكَّوِن المسؤوله عن سائر الوظائف النفسية والجسمية . وفقاً لتوزيع الطاقة (Energie)
العقلية حسب الطبقة المعنية بتكوين شكل العرض أو سائر ردود
الفعل الجسمية والاجتماعية .
يلاقي هذا المنهج (الطبقات العقلية) الكثير من النقد وعدم القبول .
__12________
المدرسة ضد النفسية
Antipsichiatrica

نشأت هذه المدرسة خلال العقد الخامس من القرن العشرين ,كإفراز لنشاط بعض الباحثين في مجال الطبي النفسي مثل فاغنر, جيفزز, كوبر وبازاليا .
تعتمد مفاهيم هذه المدرسة على انتقاد ونفي الكثير من المفاهيم المطروحة من قبل المدارس النفسية وبالذات يحدد روادُها أن في كثير من الحالات يشكل المريض النفسي افرازاً وانتاجاً لبعض القناعات والمطروحة من قبل علماء النفس .
ينتقد هولاء المقاييس التي يتخذها الطبيب في تحديد نوعية الانسان الطبيعي والمريض. ويؤكدون بأن الخلل والعلة لا تتواجد فقط لدى الانسان المريض, بل هي قائمة وموجودة في المقاييس ذاتها. ذلك أن هذه تمتاز بالعلمية المطلقه والمحدوده دون الرجوع إلى مفهوم الوجود الانساني التلقائي. ويقررون أن المفاهيم العلمية مربوطة بشكل جدلي مع النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي القائم , وبهذا فان مفهوم وجود الانسان يتعلق بالمصالح الأيديولوجية والاقتصادية .
عوضاً عن هذا يشير آباءُ هذه المدرسة إلى جدلية وحتمية وجود المرضى داخل النظام الطبقي والذي بدوره يحتاج إلى مثل هؤلاء المنحرفين لمصالح طبقية, مستعملا وسائل عدة مثل : النفي , العزل , السجن والاضطهاد الاقتصادي .
انشاء هذا التوجه في الرؤية النفسيه أدى إلى تطور المجال في الطب النفسي وإلى توسيع الرؤية لدى الكثير من النظريات النفسية بحيث أنه أنجم عن انهاء وجود المراكز الصحية المغلقة والذي كان يعتبر كالسجن وتحويله إلى مركز صحي مفتوح , حيث سمح للمرضى انجاز أعمال ووظائف اجتماعية معينة , مُقدمين بهذا نسبة جيدة من الشفاء الاجتماعي .
_____13
_____---