المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناضلينا ....



بثينه عبدالعزيز
13/12/2009, 09:54 AM
اخواتي ... اخوتي




فكرتي هنا ان يكتب كل واحد منا عن رمز من تلك الرموز المضيئه في مجتمعنا العربي الكبير .

وللتوضيح اكثر ..........

ان يكتب من يرغب بالمشاركه عن اي رمز قدم حياته في سبيل الحريه , ورفعه العرب , بغض النظر عن بلده الاصلي وبغض النظر عن انتماءه الفكري .


والهدف من هذا الموضوع رفع المعنويات .... بأن مجتمعاتنا العربيه لم تخلو يوما من هذه النجوم المضيئه , ولن تخلو ابدا .... , والتي لا يسعنا الا تمجيد ذكرها , لكي تكون مناره لنا في طريقنا للحريه



ومعا ............. حتى الحريه





احترامي للجميع

بثينه عبدالعزيز
13/12/2009, 09:56 AM
فرج الله الحلو/ عربي لبناني






احد ابرز المناضلين الذين ساهموا في نشر افكار الماركسيه اللينينيه , وقدم حياته على مذبح الحرية قربانا لمستقبل العداله الاجتماعيه.


ولد عام 1906 في احدى قرى منطقة جبيل لاسره فلاحيه فقيره , ولم يستطع اكمال دراسته بسبب الفقر الشديد.

وبعمر 23 استطاع ان يتوصل الى الافكار الماركسيه بسبب قراءاته المتواصله ومتابعته للاوضاع الاقتصادية السيئه للشعب اللبناني تحت الانتداب الفرنسي.

وفي عام 1931 انتسب للحزب الشيوعي وشرع بانشاء اول خليه حزبيه بمنطقه جبيل.

وفي عام 1933 ارسل الحزب المناضل فرج الله الحلو للاتحاد السوفييتي للدراسه الحزبيه , وبقي هناك عاما كاملا والف خلاله كتابا عن مشاهداته صدر عام 1937 بعنوان ( انسانيه جديده تبني عالما جديدا )

وبعد عودته شارك بتاسيس وتحرير جريدة ( نضال الشعب ) التي بدأت بالصدور منذ العام 1934 وانتخب في العام ذاته عضوا في اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي.


ساهم في اعمال المجلس الوطني للحزب الذي انعقد عام 1937
عمل في تحرير صحيفة ( صوت الشعب ) التي صدرت بدءا من ايار عام 1937
ساهم في ترجمة عدة كتب من كلاسيكيات الماركسيه اللينينيه ومنها :
كتاب ( الامبرياليه اعلى مراحل الرأسماليه) وكتاب ( اسس اللينينيه ) لستالين


اعتقل عدة مرات من قبل سلطات الانتداب الفرنسي , وفي المحكمه اظهر لجلاديه حقيقة الانسان الشيوعي الصلب وقال في خطاب الدفاع " نحن الشيوعيون من اصدق واصلب المناضلين في سبيل مصالح شعبنا ولا نخون مبادئنا مهما كان التعذيب ومهما بلغت أحكام المحكمه وسنظل للابد اعداء الفاشيه "

وبسبب هذه المواقف فقد حكم عليه بالسجن 5 سنوات هو ومجموعه من رفاقه , الا انه خرج من السجن بعد عامين فقط بسبب تغير الظروف الدوليه وانتصار الجيش الاحمر على النازيه.

ومع قدوم الوحده بين مصر وسوريا , بدأت الغيوم تتلبد حول الحزب , حيث ضغطت حكومة الوحدة من اجل حل جميع الاحزاب , وروجت ان الشيوعيين اعداء للوحدة والدين وعملاء لقوى اجنبية , وشنت عليهم حمله اعتقالات واسعه وبليله واحده في مصر وسوريا معا , وتم اعتقال عدد كبير من اعضاء الحزب , وتعرضوا لتعذيب شديد مما ادى لاستشهاد عدد كبير منهم.

الا ان الحزب تابع نضاله رغم كل الضغوطات من قبل الحكومه

وبهذه الفتره استطاعت الاجهزه الامنيه الحصول على معلومات من احد الخونه والذي افشى عدة اسرار ومنها احد الامكنه التي يتحرك عبرها المناضل فرج الله .


وبهذه المعلومات تمكنت اجهزة المخابرات من القاء القبض على المناضل يوم 25-6-1959 وهنا جرى تعذيب وحشي للمناضل واستمر هذا التعذيب طوال الليل ولغايه الساعه 7 صباحا حيث انتهت هذه العمليه باستشهاد المناضل فرج الله الحلو

واصيب القتله بخوف كبير من جراء عملهم المنحط فقاموا باخفاء جثته بمزرعه بقريه الاحمديه تعود لاحد جلاوزة الامن , لكن هذا تملكه الرعب فرفض ابقاء الجثه بمزرعته واعادها الى مقر الامن حيث تم تذويبها بالاسيد وتم اخفاء القصه تماما.


الا انه ونتيجه الضغط المتواصل من قبل الاحزاب الشيوعيه العربيه والعالميه, ونشر الصحافه لشهادات بعض الاشخاص الذين رأوا بطريق الصدفه عمليه اعتقاله , وشهاده رفيقين من الحزب كانا موجودين بقبو المباحث اثناء احضار الشهيد لذلك القبو بمنطقه الليطاني

ونشر البرافدا عده مقالات عن ظروف اختفاء المناضل فرج الله

وتحت ضغط الراي العام اللبناني طلبت الحكومه اللبنانيه من وزاره الداخليه اللبنانيه ان تستفهم عن مصير فرج الله الحلو, وتم تشكيل لجنه للدفاع عنه اشتركت بها شخصيات اجتماعيه وسياسيه هامه.
وبعد مضي سنتين على الحادثه ومع انتهاء الوحده وانفصال سوريا عن مصر بدأت الوقائع بالظهور وانكشفت الجريمه.

واهتز لبنان من أقصاه الى أقصاه للحادثه البشعه

وخرجت مظاهرات الغضب في سوريا ولبنان وعده مدن عربيه تنديدا بالجريمه , كما عقد في بلدة حصرايل مسقط راس المناضل اجتماع جنائزي حضره ما لا يقل عن 25 الف شخص.

وأم عشرات الالوف من ابناء الشعب اللبناني منزل الشهيد لتقديم العزاء ومنهم 30 نائب في مجلس النواب

كما قدمت عرائض احتجاجيه من طلاب 21 دوله الى السفارات المصريه.

بثينه عبدالعزيز
13/12/2009, 09:58 AM
قصيدة كتبها نجيب سـرور في رثاء فرج الله الحلو بعد عام من غيابه

1960


فـَرَجَ الله والغِستابو / نجيب سرور







القرنُ: يُقالُ العشرونْ

والعامُ: التاسعُ والخمسونْ

لكنْ، لا أذكرُ ما الشَّهرْ

لا أذكر حتى ما اليومْ

والسَّاعة لا أعرف كمْ

فهنــا ..

في جوف الزّنزانةْ

خلفَ الشمسْ

يجري توقيتُ الغِسْتابو



سألوني، من زمنٍ، مااسْمُكْ؟

تيلمانْ

أو شهدي

أو فوتشيك

أو قولوا الحلو

قولوا ماشئْتم .. أيَّ اسْم ِ

عسَّافٌ إسمي

عسَّاف ْ ..

جُنَّ الغِسِتابو وانفجرتْ

في وجهي آبارُ الَّدمِّ

فبصقتُ دماً

ملءَ الفمِّ

في وجه الغِستابو الجَهمِ

وأنا أضحكْ

ركْلـَه...‍‍‍‍!

زعقوا ...

- مااسْمُكْ ؟

إنسـانٌ

أيُّ إنسانْ ..

إبنُ العمَّالْ أنا

من رأسي حتى قدميْ

من أغورِ أغوارِ القلبِ

جنديٌّ في جيش الشعبِ

قربانٌ من أجل الحزبِ

في مصر أنا

في سوريَّا

في لبنانْ

في العالم في كل مكانْ

أنا وطني كلُّ القارَّاتْ

أمشي في زحف العمَّالْ

عسَّافٌ إسمي

عسَّافْ ..



وأعاد الغستابو الكرَّةْ

لا أدري

في هذي المرَّةْ

من أين الآبارُ الثـَّرَّةْ

في جسميْ

كانتْ تتدفَّقْ

حاولتُ كثيراً أن أبصُقْ

جاهدتُ

ولكنْ لم أبصُقْ

وتدورُ الأرضُ

والسَّقفُ الصَّخريُّ يدورْ

وتدورُ الجدرانُ تدورْ

ويلفُّ الأشياءَ ضبابُ

وتغيبُ وجوهُ الغستابو

وأغيبُ أنا ....

*********

القرنُ، يُقالُ العشرونْ

والعام: التاسعُ والخمسونْ

وحدي أنتظرُ الغستابو

وحدي !!

وحدي ؟؟

ومئاتٌ من حولي

ومئات ٌ من قبلي

ومئات من بعدي

وألوفُ ألوفُ العمَّالْ

في الخارج لا بل في قلبي

ورفاقي كلُّ الشُّرفاءْ

في وطني يحضنهمْ شعبي

أأنا وحدي

كنتُ أسيرْ ؟

وسْط َ دمشقْ

والسَّاعةُ .. منتصفُ اللَّيلْ

والبردُ رصاصٌ مسمومْ

والرِّيح تنوحُ كما بومْ

والشَّارع خال ٍ مِن نسْمةْ

ودمشقُ

تلفِّحُها الظُّلمةْ

واللَّيل ضريرْ ..

لم تبسمْ حتى نَجمةْ

ويجيءُ نُباحُ الغِستابو:

" يحيـا القائـدْ

هايـل الرائـدْ "

أذكرُ أذكـرْ

يذكرُ مِثلي فوتشيـكْ

يذكر تيلمانْ

" يحيـا الفوهررْ

هايـل هتلرْ "

أذكرُ أذكرْ

" يحيا الحُسنِي

والحنَّاوي

والشيشكْلي "

أضْحكُ ... أضحكْ

يضحكُ كلُّ العالمْ

تضحكُ كلُّ دمشقْ

يضحكُ كلُّ الشَّرقْ

أيـن الفوهرر ْ ؟

صِرت ُ أفكِّرْ:

أكبادي .. زوجي ..

بيروتْ

وأبو زعبلْ

أكبادي في كلِّ العالمْ

يابيروتْ

مَن ماتَ ؟ ومن سوف يموتْ ؟

أو يحيا

من أجل الشَّعبْ



البردُ رصاصٌ مسمومْ

والرِّيح تنوحُ كما بومْ

والشَّارعُ خالٍ من نَسْمةْ

ودمشقُ

تلفِّحُها الظُّلمةْ

والنَّجْمة ..

تهمسُ للنَّجمةْ:

هَجْمةْ ... هَجْمـةْ

فِرِّي

قد هجمَ الغِستابو

ضربو .. ضربو ..

آه ٍ ..

لكأني أركبُ أُرجوحةْ

تعلو تهبطْ .....

تعلو

تهبطْ

غابتْ عنِّي الرُّؤيا

أسقطُ .. أسقط ْ

*********

القرنُ: يُقالُ العشرونْ

والعام: التاسعُ والخمسونْ

مطروحٌ مشلولُ الجسْمِ

أتَلَوَّى في بِركة دمِّ

بعظامي شيءٌ

بعُروقي

بكياني يجري كالسُّمِّ

نادوني باسْمي فَرَج الله !!

لكنِّي أحيا متنكِّرْ في عسَّافْ !!

عرفــوا إسمـي ؟‍‍‍‍‍!

مِمَّنْ عرفوه ؟

هابيلُ .. يطعنُه أخوه !!

مِِن قابيـلْ ؟ مِن قابـلْ ؟

كمْ غيري في سجن المزَّة ؟

كمْ هابيلْ ؟

كم هابيلْ ؟

قلبي يتخطَّى الأسوارْ

ويغافِلُ كلَّ الحرِّاسْ

ليعانقَ كلَّ الشُّرفاءْ

في حِضنِ دمشقْ:

< كيفْ حالكْ ياجارْ

لو تعْرِفْ شو صارْ >

هل عرفوا أنِّي في المزَّةْ

في قَعر ِ الجُبّْ ؟

هل كشفوا خنجرَ قابيـلْ َ

في ظَهر الحِزبْ ؟

*********



القرنُ:

يُقالُ العشرونْ

والعامُ:

يُقالُ الستُّونْ

وأنا في الجبّْ

عينايَ على الباب المغْلقْ

أذنايَ على الصَّمْت الأخرسْ

من بابِ فُضولْ:

ماذا في وِسْع الغِستابو ؟

خلعُ أظافرْ ؟

خلعوها من أولِّ يومِ

خرجتْ باللَّحمِ وبالدَّمْ

لن تنبتَ لي بعدُ أظافرْ ..

ماذا في وِسْع الغِستابو

فوق التعذيبِ الوحشيّْْ

فوق الكَيّْ

أو صبِّ الماءِ المغليّْ

فوقَ الباردِ

والباردِ فوقَ المغليّْ

أسناني ....!

هل بقيت سنٌ في فكَِّي؟ !

عقبُ السِّيجارة في اللَّحمِ ؟

حرقوا لحمي

هل يُغرسُ عقبٌ في العظْمِ ؟

قطْعُ لساني ؟

همْ أحوجُ مِنِّي للساني ..

ماذا في وِسْع الغِستابو

لمناضلَ غيرُ الموتْ

الموتُ لعيـنٌ ورهيبْ

لكنْ ..

في جُبِّ التَّعذيبْ

لا نخشاهْ ..

نتمنَّاهْ ..

فالموتُ لنا مثل الواحةْ

والموتُ لهم ... للغِستابو

يعْني الصَّمتْ

فالميتُ .. مِن دون لِسانْ

والحيُّ له ألفُ لسانْ

قد يضْعفُ يوماً

قد يركعْ

يتخاذلُ ... يرضخُ ... ينهارْ

ويبوحُ بتلـك الأسرارْ.

سأموتُ لكي يحيا الشَّعبْ.

حملوني فوق النَّقَّالة

هبطوا سُلَّم ْ

ساروا .. لفُّوا

دخلوا غُرفةْ

داخلَ غرفةْ .. داخلَ غرفةْ

وقفوا .. حطُّوا النَّقَّالةْ.

ماذا بجراب الغستابو ؟

- مَن هذا ...؟

- هل تعرفُ مَن...؟

وأشاروا للشَّخص الواقفْ

بَصَري مِن أيَّامٍ يضعفْ

لكنْ أعرفْ

أعرفُ مَن ! .. < لا ، لا أعرف >

خانَ النـَّذْلْ

قالَ:

- "وقَعْتَ.. قـد وقـَع َ الكـُل ْ .."

الخائنُ هذا قابيـلْ ..

كمْ غيري في سِجن المزَّة ؟

كم هابيـلْ ؟ كم هابيـلْ ؟

منذ متى أنت خائنْ

ياخائنْ

خذ مني هذه البصقةْ،

الخائنُ يضحكُ منِّي

يزعمُ أنِّي

أحمقْ

ينصحُ أن أستسْلمْ

قال :

- " خسِرتَ اللُّعبةْ "

< لا لم أخسـرْ ..

هذا أوَّلُ شوطْ >

- هل تتكلم ؟

فضحكْتُ .. وجُنَّ الغِستابو

وأعادوا وصلَ التيَّارْ

قالوا:

- " لا جدوى في الصَّمتْ

قلْ أو مُتْ .. لا تخجلْ قد قال الكُلّ "

< تلكَ قديمةْ

قد شاختْ حِيَلُ الغِستابو

هاتوا الأخرى

لن أتكلَّمْ... لن أتكلَّمْ >

وأعادوا وصلَ التيَّارْ
يالَلصَّدمةْ

قالوا:

- " الحكمةْ

أن تُنقِذَ نفسَكْ ..

ماكِنيةُ أعضاءِ اللَّجنة ؟

مَن يعملُ من أجل الجبهة ؟

أسماءُ بضعةِ أشخاصٍ

تلك الحِكمةْ " ..



قلبي يتخطَّى الأسوارْ

ويغافِلُ كلَّ الحرَّاسْ

ليعانق َ أعضاءَ اللجنةْ

ويقبِّل َ أنصارَ الجبهةْ:

< لا تخشَوا .. لن أتكلَّمْ

لا لن أتكلـمْ >



- لنجَرِّبْ فيه المنفاخْ

حِيَلُ الغستابو الملعونةْ

أأنا أُنفخُ كالبالونةْ ؟

أأنا أُنفخُ كالبالونة !!

*********

القرنُ: يُقالُ العشرونْ

والعامُ: يُقالُ الستُّونْ

ألألمُ يموجُ على شفتِيْ

والنَّار جحيمٌ في حلْقي

حلْقي جفّ

- إشربْ .. إشربْ

رفعوا رأسي

صبُّوا قَطرةْ

لكن لم يُعطوني الأُخرى

ياللبُخل !

نِصفي ماتْ

ويدبُّ الموتُ إلى نِصفي

لكنْ

قلبي

في صدري

ما زال يدقّ

ألشَّرقُ الشَّرق ْ

بيروتُ دمشقْ

كلُّ العالمْ

ياقلبي

يا أعندَ قلبْ

ما زلتَ تدقّ.

رفَّتْ نسْمةْ

في أعماقي

غُِنوةْ .. غُِنوةْ

تأتي مِن أحضانِ الأرزْ

قلبي في أحضانِ الأرزْ

أرزةْ ... أرزةْ

نغْمةْ ... نغْمةْ

لكنْ ..

ماكلماتُ الغِنوة ؟

ما الكلماتْ ؟

بطلُ الثورة إحْنا معاكْ !!

صمتاً صمتاً يا غِستابو

الشَّعبُ هو الثورةْ

الشَّعبُ هو الثورةْ

لكنْ ما كلمات ُ الغِنوة

أنا لا أذكرْ

أسمعُ صوتاً وزعيقاً

في الظُّلمةِ حارسْ

هايل هتلرْ، هايل هتلرْ

أسمعُ صوتَ المِزلاجْ

تيمورلنكْ

يا زكريَّا

يا سرَّاجْ

أهلاً أهلاً ..

ماذا في وِسْعِ الغِستابو

لمناضلَ غيرُ الموتْ

الآنَ تذَكَّرتُ الكلماتْ:

< نحنا ودياب الغاباتْ رْبينا

باللِّيل الدَّاجي العتْماتْ مْشينا

للغاب لْيالينا .. للرِّيح غْنانينا

هيك .. هيك .. نحنا هيك رْبينا >

*********

صوت:

ماتَ بالأمس فرجْ

أيُّها العمَّالُ في كل مكانْ

منذ أنْ كانوا وكنَّا

منذ كان العبدُ يعملُ ثمَّ لا يأكلْ

والسيَّدُ يأكلْ

منذ كان القِنُّ يعملُ ثمَّ لا يأكلْ

والمالكُ يأكلْ

منذ صارتْ قوةُ العاملِ سِلعةْ

تضمنُ الرِّبحَ لربِّ الرَّأسِمالْ

قد أرادوها

إبادةْ ؟

حسناً ...

مِلْيـاً خذوها

لا هوادةْ !

أيُّها العمًّالُ في كل مكانْ

أيُّها العمَّال

كونوا يقظينْ



صوت:

ماتَ مِن قبلي وقبلِكْ

ماتَ مِن أجلي وأجلِكْ

ماتَ من أجل الملايين التي حولي وحولَكْ

مات ْ .. مات َ فرج الله



صوت :

لا تقـُلْ ماتَ فرجْ ..

هو في قلبي وقلبِكْ

هو في كلِّ الملايين التي حولي وحولَكْ

في المصانعْ

والمـزارعْ

والشـوارعْ

في الملايين التي تزحفْ

وتزحفْ

قُدُماً لا تتوقَّفْ

هي كالأمواج صفٌّ بعد صفْ:

كلَّما ماتتْ على الصخرة موجةْ

عاجلتْها ألفُ موجةْ

هكذا البحرُ عنيدْ

أينما كان غنيٌّ بالرَّصيدْ ..

بألـوفٍ كفـرجْ

لا تقلْ ماتَ فرجْ

صوت :

قالَها فوتشيكُ قبلَكْ:

" نحن حبَّاتُ البذارْ

نحن لا ننمو جميعاً عندما يأتي الربيعْ

بعضُنا يَهْلُكُ مِن هَولِ الصَّقيعْ

وتدوسُ البعضَ مِنَّا الأحذيةْ

ويموتُ البعضُ مِنَّا في ظلام الأقْبيةْ

غيرَ أنَّا كلَّنا لسنا نموتْ

نحن حبَّاتُ البِذارْ

نحن يا هتلرَ ... يا فرعونَ

نعلمْ

أن أطلالَ القبورْ

ستُغطِّى ذاتَ يومٍ بالسَّنابلْ

وسينْسى النَّاس أحزانَ القرونْ

وسينسون السَّلاسلَ والمقاصلْ

والمنافي والسُّجونْ

وسنكسو الأرضَ يوماً بالزُّهورْ

وستأسو الفرحةُ الكبرى جراحاً في الصُّدورْ

عندما يأتي الربيعْ

نحن إن نحيا فمِن أجل الربيعْ

حكمةُ التاريخ أن يغتالَ هِتلرْ

ألفَ حبَّةْ

ألفَ شهدي وفرجْ

ألفَ فوتشيكْ

ألفَ تيلمانَ وأكثرْ

قبل أن يسقُطَ هِتلرْ

غير أن الزَّرع يوماً سيقولْ:

باسْمِ حبَّاتِ البذارْ

باسْم ِ كلِّ الشُّهداءْ

يضحكُ التاريخُ مِن هِتلرْ

ويضحكُ

ثم يصمتْ:

عـاش للشعب فـرجْ

مات للشعـب فـرجْ

مات فليحيـا فـرجْ

لا تقـلْ مات فـرجْ

بثينه عبدالعزيز
13/12/2009, 10:00 AM
من اقوال فرج الله الحلو :

أن الديموقراطية ليست مجرد أداة تستعمل وتُهمل حسب الحاجة، بل هي فكر يخترق الضمير الانساني ويتفاعل فيه من أجل المزيد من الحرية والتقدم والحضارة............

بثينه عبدالعزيز
14/12/2009, 10:12 AM
حكيم الثوره الفلسطينيه
الدكتور جورج حبش





انه الدكتور جورج نقولا رزق حبش , من اللد في فلسطين , ولد عام 1925, وتوفي في 26/1/2008.

حيث انتهت حياته الحافله بالاخلاص ونكران الذات وتقديم المثل العليا للمناضل الطليعي الحقيقي والذي يفترض فيه ان يكون ( اخر من ينام واخر من يأكل ولكن اول من يموت ) كما قال مره المناضل جيفارا .

لقد حمل الحكيم سمات الثوري العالمي حين نسج علاقات تحالفيه مع قوى الثوره العالميه , بل وانجز عمليات فدائيه مشتركه مع فصائل ثوريه عالميه في زمن كانت فيه قضيه فلسطين توشك ان تنسى في ملفات جامعه الخذلان العربيه ووكر الضباع المفترسه المسمى بالامم المتحدة .

كان الحكيم يقدم نفسه بأختصار فيقول : انا ماركسي , يساري الثفافه , التراث الاسلامي جزء اصيل من بنيتي الفكريه والنفسيه , معني بالاسلام بقدر ايه حركه سياسيه اسلاميه , كما ان القوميه العربيه مكون اصيل من مكوناتي , انني في حال انسجام مع قوميتي العربيه ومسيحيتي وثفافتي الاسلاميه وماركسيتي .

كان يقدم نفسه بوضوح فكري وسياسي لا يجامل ولا يهادن .

لقد خط نهجا جديدا بالنضال الوطني الفلسطيني مع مجموعه صغيره من المناضلين , منهم على سبيل المثال الشهيد غسان كنفاني والشهيد وديع حداد والشهيد ابو علي مصطفى ......... حيث شاركوه التاسيس لفصيل فلسطيني يساري يرى الطريق الى فلسطين عبر ثورة شعبية تقدمية تنسج تحالفاتها بدقه ووضوح , وقد صدق الحكيم مع الوطن والجماهير , فكان تاسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 كتنظيم وطني يساري يؤمن بالكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبيه طريقا لتحرير فلسطين .


كانت الاحلام كبيره وكذلك التضحيات , حيث سقط الرفاق على الطريق ونزف الدم الفلسطيني غزيرا خلال سنوات الكفاح الثوري , فاغتيل الاديب المناضل غسان كنفاني في بيروت عام 1972 واغتيل المناضل وديع حداد عام 1978 ودلال المغربي .......... وتقاطرت مواكب الشهداء حتى ابو علي مصطفى الذي قتلته الطائرات الاسرائيليه في مكتبه برام الله , فيما لا يزال الامين الحالي للجبهه المناضل احمد سعدات مع مجموعه من رفاقه في السجون الاسرائيليه بعد عمليه اغتيال الوزير المتطرف الاسرائيلي رحبعام زئيفي والتي كانت ردا على اغتيال الشهيد ابو علي مصطفى .

درس الطب في بيروت في الجامعه الامريكيه وتخرج منها طبيبا عام 1951
تزوج من ابنه عمه هيلدا عام 1961 وله ابنتان


سجن الحكيم في دمشق عام 1968 وخلال سجنه درس الماركسيه وامن بها , وانعكس ذلك على خط الجبهه الذي اقر في المؤتمر الذي عقد عام 1969 , وخرج من سجنه بعمليه تهريب قادها المناضل وديع حداد .

انتقل الى الاردن سرا عام 1969 حيث كانت مرحله المقاومه الفلسطينيه في الاردن والتي انتهت بخروج المقاومه الفلسطينيه الى لبنان عام 1971 .

عام 1973 تعرض الحكيم لمحاوله اختطاف حيث قامت اسرائيل بخطف طائرة ميدل ايست اللبنانيه والتي كان من المفترض ان يكون الدكتور حبش على متنها , لكنه نجا منها نتيجه لاجراء امني احترازي اتخذ باللحظات الاخيره قبل اقلاع الطائره .

بعد عدوان 1982 على لبنان وحصار بيروت والصمود البطولي للمقاومه الفلسطينيه والحركه الوطنيه اللبنانيه , انتقل الحكيم الى دمشق واتخذها مقرا لقيادته وعمله النضالي للمرحله الجديده .

عام 1986 تعرض لمحاوله اختطاف ثانيه عندما قامت اسرائيل بخطف طائره ليبيه خاصه والتي كان على متنها لتقله من دمشق الى ليبيا , وكان من المفترض ان يعود على نفس الطائره , لكنه اجل سفره في اللحظات الاخيره فنجا بأعجوبه .

عارض الحكيم وبشده كل الاتصالات السريه التي بدأت بين القياده الفلسطينيه واسرائيل برعايه امريكيه والتي انتهت باتفاق اوسلو


عارض الدكتور تلك الاتفاقات التي ادت لالغاء الميثاق الوطني الفلسطيني في مرحله لاحقه , ايمانا منه بان هذه الاتفاقات لم تلبي الحد الادنى من طموحات الشعب الفلسطيني في اقامه دوله فلسطينيه كامله السياده فوق تراب فلسطين وعوده اللاجئين الى وطنهم .

عام 1992 سافر لفرنسا للعلاج , لكن سرعان ما تحولت زياره العلاج هذه لقضيه سياسيه كبيره , اذ تم احتجازه من قبل القوات الخاصه بمكافحه الارهاب تحت ضغط اللوبي الصهيوني ,واحتشد الاف اليهود بساحه المستشفى , وطلبت اسرائيل من فرنسا تسليمه لها , بينما ارادت الحكومه الفرنسيه تحويله للقضاء بتهمه الارهاب , لكنه واجه الموقف مع زوجته بتحدي كبير وشجاعه , وغادر فرنسا وفشلت كل المحاولات الارهابيه لاعتقاله , غادرها تحت الضغط الشعبي العربي وضغط بعض الانظمه الرسميه وخاصه الجزائر , حيث توجهت طائره رئاسيه جزائريه الى فرنسا من اجل تأمين عودته وضمان سلامته .


بعد توقيع اوسلو وعوده الكثير من القيادات الفلسطينيه الى اراضي السلطه الفلسطينيه ربط الحكيم حبش عودته بعوده جميع اللاجئين الفلسطينيين حيث رفض العوده والتخلي عن اللاجئين .


عام 2000 قدم استقالته من منصب الامين العام للجبهه في المؤتمر السادس فاتحا بذلك فرصه لرفاق اخرين ومعطيا بذلك المثل والنموذج للتخلي الطوعي عن المسؤوليه الاولى . الا انه استمر يؤدي دوره الوطني والسياسي لان الاستقاله من الامانه لا تعني التخلي عن النضال والعمل السياسي الذي امضى ما يزيد على 50 عاما مكرسا حياته من اجله , فاستمر بتأديه الدور وخاصه في ظل الانتفاضه الثانيه والمتواصله , وبقي على تواصل دائم مع الهيئات القياديه للجبهه ومع كافه الفصائل الوطنيه والمؤسسات والفعاليات الوطنيه الفلسطينيه والعربيه الرسميه منها والشعبيه .


وبعد استقالته تفرغ للعمل الفكري والثقافي حيث ترأس مركز الغد للدراسات .

وتوفي كما تم ذكره بتاريخ 26/1/2008 الا ان سيرته ستبقى منارا لكل المناضلين من اجل الحريه .

 رحل هذا المناضل الذي ساهم في تعميق مكانه القضيه الفلسطينيه على المستويين الاقليمي والدولي ومحققا مشروعيه تطلعات شعبه الى الحريه والعوده والاستقلال .

 رحل هذا المناضل الذي لم ينحني يوما ولم يتخاذل ولم ينحرف وظل ثابتا على المبدأ ورافعا راسه بقافله الشهداء التي رحلت قبله .

 رحل الذي كان رافضا لانصاف الحلول ورافضا لهذا السلام المزيف والكاذب .

 رحل من كان متمسكا بنهج المقاومه والصمود كطريق للتحرر .

 رحل من يمكن اعتباره نموذجا لتاريخ منقى من الشوائب , اذ لم تغره المكافئات والدولارات والشيكلات التي اغرت غيره من المتخاذلين والمستسلمين .

بثينه عبدالعزيز
14/12/2009, 10:13 AM
من اقوال الدكتور جورج حبش :


== نحن لا نبريء كل من لا يرفع إصبع الاتهام في وجه مضطهدي الشعوب ............

== ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة ............

بثينه عبدالعزيز
14/12/2009, 10:14 AM
ومن اقواله ايضا :



== على جماجم وعظام شهدائنا نبني جسر الحرية

== قسما ببرتقال يافا وذكريات اللاجئينا سنحاسب البائعين لأرضنا والمشترينا

== عار على يدي إذا صافحت يدا طوحت بأعناق شعبي

== سنجعل من كل حمامة سلام قنبلة نفجرها في عالم السلام الإمبريالي الصهيوني الرجعي

بثينه عبدالعزيز
14/12/2009, 10:16 AM
ومن اقواله ايضا :



== تستطيع طائرات العدو أن تقصف مخيماتنا وان تقتل شيوخنا وأطفالنا وأن تهدم بيوتنا ولكنها لن تستطيع إن تقتل روح النضال فينا


== إن السلطة السياسية تنبع من فوهات البنادق


== إن المقاتل الغير واعي سياسيا كأنما يوجه فوهة البندقية إلى صدره

بثينه عبدالعزيز
15/12/2009, 10:29 AM
المناضل الشهيد : عماد مغنيه




ولد عام 1962 م في جنوب لبنان

تلقى تعليمة في عدة مدارس لبنانيه , والتحق لعام واحد بالجامعة الامريكيه في بيروت
ثم انخرط بالقوه 17 التابعه لحركة فتح , وتولى مهام تتعلق بأمن قادة حركة فتح سيما الزعيم الراحل ياسر عرفات .

بعد خروج منظمة التحرير من بيروت عام 1982 لم يعد الى مقاعد الدراسة بل التحق بحركة أمل , ثم تحول الى النشاط في صفوف حزب الله والذي كان حديث العهد في ذلك الحين , واسس لانطلاق عمليات الحزب .

ومن الالقاب التي اطلقت عليه الشبح , اللغز , الثعلب , الشيخ رضوان
والغموض هو السمه الرئيسيه لشخصيه هذا المناضل , حيث اشيع بانه خضع لعمليتين جراحتين لتغيير ملامح وجهه , وانه يحمل عدة جوازات سفر بأسماء مختلفه وهذا الاجراء سببه ان 42 دوله اعلنت نيتها القبض عليه .

اتهم الشهيد بكثير من العمليات المعاديه لامريكا واسرائيل منها :

_ تفجير السفاره الامريكيه في بيروت في نيسان من عام 1982 والذي خلف 70 قتيلا
_ في تشرين اول من نفس العام دوى انفجار هائل بسياره مفخخه في مقر قوات المارينز الامريكيه والتي دخلت لبنان لغزوه وفرض الحل الاسرائيلي عليه وسقط 241 جنديا امريكيا
_ في نفس اليوم وقع تفجير اخر في مقر المظليين الفرنسيين المشاركين للامريكان بغزوهم للبنان وسقط نتيجه هذا التفجير 60 جندي فرنسي
_ كان له دور في السفينه كارين عام 2001 والتي كانت تحمل اسلحه لثوار فلسطين حيث كان حلمه ان يوصل هذه الذخيره الى ابطال الانتفاضه
_ اتهم بالهجوم على السفاره الاسرائيليه في بوينس ايرس عاصمه الارجنتين عام 1992 وسقط نتيجته 30 شخصا
_ تفجير مقر الجمعيه اليهوديه الارجنتينيه عام 1994 وسقط نتيجته 90 شخصا
_ اشرف على الخليه التي نفذت تفجير مدينه الخبر بالسعوديه عام 1996 وسقط نتيجته 20 جندي امريكي

وهو بأستشهاده اكمل مسيره عائله من الشهداء اذ سقط قبله شقيقاه وهما يشاركان بمقاومه الاحتلال

ومن ردود الفعل بعد استشهاده من قبل الامريكان والاسرائيليين نستطيع ان نعرف كم كان هذا المناضل شوكه في حلوقهم , اذ يقول الناطق باسم الخارجيه الامريكيه ان العالم اصبح افضل بلا عماد مغنيه

وفي الطائره التي كانت تقل اولمرت عائدا من زيارته لالمانيا وعلى غير عادته يتحدث للصحفيين بميكروفون ليهنئهم بموت مغنيه ونفس السيء فعله باراك مع الصحفيين ايضا في اجتماعه بهم بعد استشهاد مغنيه

وفي الكنيست سارع اعضاء الكنيست الصهاينه الى ايهود اولمرت عند وصوله للقاعه الرئيسيه وقدموا له التهنئه والتبريك على عمليه الاغتيال وطلبوا من اولمرت نقل تحياتهم الى رئيس الموساد مئير دغان .


من ردود الفعل هذه لوحدها نستطيع ان نحكم على عظمه هذا المناضل الكبير الذي ارتضى ان يعيش في الظل ليفيد القضيه التي يعمل من اجلها اكثر فاكثر
ومثل هذا المناضل لا نستطيع الا ان ننحني امام جبروته وعظمته لانه اراد عالما نظيفا من الغزاه فلاحقوه وخصصوا لاغتياله ملايين الدولارات .




من اقواله :

اعرف ان الامريكيين ينسجون الحكايات من حولي وللحظات يصورون الوضع وكاني املك مفتاح الكون وهم لا يعلمون بانني جزء من مؤسسه تدرس خطواتها بهدوء , تصبر وتدرس وتخطط وتنفذ ما يجب تنفيذه ولا تقوم بذلك انفعالا ولا غضبا انيا
وهم يعلمون بان جدول اعمالنا محصور في بند واحد اسمه التخلص من الاحتلال ودعم المقاومه الفلسطينيه لان فلسطين سوف تظل مسؤوليه الجميع

بثينه عبدالعزيز
15/12/2009, 10:30 AM
المناضلين الشهداء : فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير






ملاحظه : هؤلاء الشهداء الأبطال الثلاثة هم أول الشهداء الذين تم إعدامهم على يدي الاستعمار البريطاني





من اقوى الثورات التي قام بها الشعب الفلسطيني ضد الاستعمار البريطاني في عام 1929 ثوره البراق
والشراره التي اطلقت هذه الثوره هي ان جموعا من اليهود تقدموا في 15 اب سنه 1929 في موكب نحو الحائط , حيث رفعوا العلم الصهيوني وانشدوا نشيدهم الوطني وبدئوا يهتفون ب الحائط حائطنا , وطبعا هذا اثار المصلين بالمسجد الاقصى وهيج اهل القدس جميعا .

وفي اليوم التالي 16/8 خرج المصلين من الحرم في تظاهره نحو البراق وقلبوا منضدة للشماس اليهودي واحرقوا الاسترحامات التي اعتاد المصلون اليهود وضعها في ثقوب الحائط

ويوم 17/8 قام فلسطيني بطعن يهودي وقتله

ويوم 23/8 غادرت الجموع الفلسطينيه الغاضبه ساحه الحرم وقامت بهجوم على اليهود امتد لضواحي المدينه ثم امتدت التظاهرات لكل الاراضي الفلسطينيه , فوقع هجوم على اليهود في مدينه الخليل ادى لمقتل 60 يهوديا عدى الجرحى
وهجم المتظاهرين على ثكنه البوليس في مدينه نابلس مما ادى لسقوط الجرحى
وامتدت الاضطرابات لبيسان وحيفا ويافا حيث اقتحم اليهود بيت امام مسجد وقتلوه مع جميع افراد اسرته وعددهم 6

كما هجم اليهود على مقام عكاشه في القدس واتلفوه ودنسوا قبور الصحابه الكائنه فيه
وبلغت الاضطرابات ذروتها في يوم 29/8 حيث وقع هجوم في هذا اليوم على اليهود في صفد مما ادى لمقتل وجرح حوالي 50 من اليهود
وقدرت السلطات الرسميه عدد الاصابات في نهايه الاضطرابات بنحو 135 قتيل و 340 جريح من اليهود , و116 قتيل و 240 جريح من الفلسطينيين .

وفي هذه الفتره كان الجانب العربي هو الاقوى والاكثر
فجن جنون حكومه الانتداب البريطاني والتي كان هدفها تقويه اليهود وتسليحهم لاقامه دوله لهم على ارض فلسطين

فاعتقلت المئات من الفلسطينيين في الخليل وصفد ويافا , وشكلت لهم محاكم عسكريه , اصدرت على 26 فلسطنيني الحكم بالاعدام شنقا , ثم خفف حكم الاعدام عن 23 شخص , ونفذ الاعدام في 3 منهم يوم 17/6/1930 في سجن عكا وهم : فؤاد حجازي ومحمد خليل جمجوم وعطا الزير
وكان قرار المحكمه ينص على ان ينفذ الحكم في يوم واحد وفي 3 ساعات متتاليه , اولها الساعه 8 واخرها الساعه 10 .



=== فؤاد حجازي

ولد عام 1904 في مدينه صفد , ودرس الابتدائيه والثانويه فيها , ثم سافر الى بيروت واكمل دراسته الجامعيه في الجامعه الامريكيه هناك
كان معروف عنه الشجاعه والجرأه منذ طفولته , وكان يعشق وطنه فلسطين وكان شديد الكره والمعاداه لليهود فهم المعتدين الذين جاءوا لاحتلال وطنه واستأصال اصحابها منها
المهم انه كان شديدا جدا على اليهود , وقد شارك فؤاد باحداث مدينه صفد التي قتل وجرح فيها حوالي 50 من اليهود .
وقد طلب فؤاد حجازي قبل اعدامه بليله ان يزور غرفه الاعدام التي سينفذ حكم الاعدام بها , وقد امضى ليله الاعدام هو ورفيقاه ينشدان , ولما اقترب الموعد بدأوا بنشيد :
يا ظلام السجن خيم اننا نهوى الظلاما
ليس بعد الليل الا فجر مجد يتسامى
ايها الحراس رفقا واسمعوا منا الكلاما
متعونا بهواء منعه كان حراما
يا رنين القيد زدني نغمة تشجي فؤادي
ان في صوتك معنى للأسى والاضطهاد
ولست والله نسيا ما تقاسيه بلادي
فاشهدي يا نجم اني ذو وفاء ووداد
ايه يا دار الفخار يا مقر المخلصينا
قد هبطناك شبابا لا يهابون المنونا
وتعاهدنا جميعا يوم اقسمنا اليمينا
لن نخون العهد يوما واتخذنا الصدق دينا

وقبل التنفيذ بساعات اذن بالزياره لهم , فكان يستقبل الزوار ينفس هادئه ومعنويات عاليه جدا , بل كان يشد من معنويات زائريه , وقال لهم : اذا كان اعدامنا نحن الثلاثه يزعزع شيئا من كابوس الانجليز عن الامه العربيه الكريمه , فليحل الاعدام في عشرات الالوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماما
وكان عمره عندما اعدم 26 سنه
وقد نظم الشاعر ابراهيم طوقان ابيات من الشعر تصف الساعه الاولى التي اعدم فيها فؤاد حجازي
انا ساعه النفس الابيه الفضل لي في الاسبقيه
انا بكر ساعات ثلاث كلها رمز الحميه
بنت القضيه ان لي اثرا جليلا في القضيه
اودعت في مهج الشبيبه نفحة الروح الوفيه
لا بد من يوم لهم يسقي العدى كأس المنيه
قسما بروح فؤاد تصعد من جوانحه زكيه
تاتي السماء حفية فتحل جنتها العلية
ما نال مرتبة الخلود بغير تضحية رضية
عاشت نفوس في سبيل بلادها ذهبت ضحية



=== محمد خليل جمجوم

ولد في مدينه الخليل سنة 1902 ودرس الابتدائيه فيها , ثم تخرج بعدها للحياة يكد في طلب الرزق ويجاهد .
كان يكره الانجليز واليهود ويقود المظاهرات ضد مؤامراتهم التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني والداعيه لتهويد فلسطين عن طريق تهجير اليهود اليها ومصادره الاراضي وتمليكها لهم
وقد شارك في الاحداث التي رافقت ثوره البراق في مدينه الخليل والتي كان من نتائجها قتل وجرح العديد من اليهود .
وكان قرار المحكمه ان يتم اعدام عطا الزير في الساعه الثانيه ( اي بعد فؤاد ) الا ان محمد جمجوم طلب من السجان ان يعدم هو قبل عطا فرفض السجان ذلك , فما كان منه الا ان انتفض كالاسد , وشد على سلسله الحديد التي قيد بها ومشى الى حبل المشنقه ووضعه حول عنقه , وهنا ارغم السجان على اعدامه هو قبل رفيقه عطا .
وقضى ليلة الاعدام ينشد مع اخويه ورفيقيه فؤاد وعطا واستقبل زواره ببدله الاعدام الحمراء وكانت معنوياته عاليه جدا لدرجه انه طلب من اداره السجن ان يأتوه بحناء لكي يحني يديه على عادة اهل الخليل حيث يحنون يدي العريس , لانه اعتبر نفسه عريس وهذه ليله عرسه .
ولقد تم اعدام الشهيد الثاني في تمام الساعه 9 وكان عمرة 28 سنه

وقد وصف شاعرنا ابراهيم طوقان ساعه اعدام محمد جمجوم فقال :
انا ساعة الرجل العتيد انا ساعة البأس الشديد
انا ساعة الموت المشرف كل ذي فعل مجيد
بطلي يحطم قيدة رمزا لتحطيم القيود
زاحمت من قبلي لاسبقها الى شرف الخلود
وقدحت في مهج الشباب شرارة العزم الوطيد
هيهات يخدع بالوعود وأن يخدر بالعهود
قسما بروح محمد تلقى الرد حلو الورود
قسما بامك عند موتك وهي تهتف بالنشيد
وترى العزاء عن ابنها في صيته الحسن البعيد
ما نال من خدم البلاد أجل من أجر الشهيد



=== عطا الزير

ولد سنه 1895 في مدينه الخليل , ولم يكمل دراسته الثانويه , بل الم بالقراءه والكتابه الماما بسيطا , وعمل في الزراعه وزاول مهنا يدويه عديدة
كان شجاع وجريء ويتمتع بقوه جسميه فائقه , وشارك في التظاهرات ضد قوات الاحتلال البريطاني وضد هجره اليهود الى ارض فلسطين وخاصه مدينه الخليل
ولقد شارك شهيدنا بثوره البراق والتي امتدت لكل انحاء البلاد وخاصه مدينه الخليل حيث تزعم مناضلنا حمله في الخليل على من يسكن فيها من اليهود
وقبل اعدامه طلب كزميله محمد ان يحني يديه كعادة اهل الخليل في ليله العرس
ووقف يستقبل زواره ببدله الاعدام الحمراء قبيل الاعدام واخذ يشد من عزمهم ويرفع معنوياتهم وقال لهم : الحمد لله على اننا نحن الذين لا اهميه لنا نذهب فداء للوطن , لا اولئك الرجال الذين يستفيد الوطن من جهودهم وخدماتهم .
وكان عمره وقتها 35 سنه

وقد وصف شاعرنا ابراهيم طوقان الساعه الثالثه وهي تفاخر بشهيدنا الصبور عطا , الذي رأى اعدام رفيقيه قبله , فلم يجزع ولم يهلع وظل ثابت وقوي لانه يعتبر هذا الموت هو طريق الخلود

انا ساعه الرجل الصبور انا ساعه القلب الكبير
رمز الثبات الى النهايه في الخطير من الامور
يطلي اشد على لقاء الموت من صمم الصخور
جذلان يرتقب الردى فأعجب لموت في سرور
يلقى الاله مخضب الكفين في يوم النشور
صبر الشباب على المصاب وديعتي ملء الصدور
أنذرت أعداء البلاد بشر يوم مستطير
قسما بروحك يا عطاء وجنة الملك القدير
وصغارك الاشبال تبكي الليث بالدمع الغزير
ما أنقذ الوطن المفدى غير صبار جسور

ولقد ختم ابراهيم طوقان قصيدته في رثاء الثلاثه بقوله
اجسادهم في تربة الاوطان ارواحهم في جنة الرضوان
وهناك فيض العفو والغفران وهناك لا شكوى من الطغيان
لا ترج عفوا من سواه هو الاله
وهو الذي ملكت يداه كل جاه
جبروته فوق الذين يغرهم جبروتهم في برهم والابحر

ولقد تم وصف يوم اعدام المناضلين الثلاثه في جريده الزهور الحيفاويه فقالت : لم تجتز فلسطين في ادوارها السابقه يوما مثل يوم 17 حزيران الرهيب , لقد تصاعدت اصوات المؤذنين على المأذن تستنزل الرحمات وقرعت نواقيس الحزن في الكنائس وولولت النساء وتصاعد عويلها في البيوت وتصاعدت الدموع عزيره من مأقي الرجال المجتمعين في الجوامع والمعابد وانشدت الجماهير : يا ظلام القبر خيم
بينما وقف الجند يتبخترون ذهابا وايابا والمدفع معد والطيارات في الفضاء ترقب الحال عن كثب

وقبل ان ينفذ الحكم حاول رجالات العرب اصدقاء بريطانيا والذين كانوا يظنون فيها خيرا ان يخففوا حكم الاعدام , فأبرقوا رافعين التماس الى المجلس الاعلى بلندن , الا ان كل المحاولات باءت بالفشل .

بثينه عبدالعزيز
15/12/2009, 10:32 AM
كلمات : من سجن عكا

(غناء: فرقة العاشقين)







كانوا ثلاثة رجال يتسابقوا عالموت

أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد

وصاروا مثل يا خال


وصاروا مثل يا خال

طول وعرض لبلاد…

يا عين…..

نهوى ظلام السجن يا أرض كرمالك

يا أرض يوم بتندهي ........ بتبين رجالك

يوم الثلاثا وثلاثه .......... يا أرض ناطرين

من اللي يسبق يقدم روحه من شأنك

يا عين….



***

من سجن عكا طلعت جنازة
محمد جمجوم وفؤاد حجازي

جازي عليهم يا شعبي جازي
المندوب السامي وربعه عموما

محمد جمجوم ومع عطا الزير
فؤاد الحجازي عز الدخيرة

أنظر المقدر والتقاديري
بحْكام الظالم تيعدمونا

ويقلر محمد أن أولكم
خوفي يا عطا أشرب حسرتكم

ويقول حجازي أنا أولكم
ما نهاب الردى ولا المنونا

أمي الحنونة بالصوت تنادي
ضاقت عليها كل البلادي

نادوا فؤاد مهجة الفؤادِ
قبل نتفرق تيودعونا

تنده ععطا من وراء البابِ
وقفت تستنظر منو الجوابِ

عطا يا عطا زين الشبابِ
تهجم عالعسكر ولا يهابونَ

خيي يا يوسف وصاتك أمي
أوعي يا أختي بعدي تنهمي

لأجل هالوطن ضحيت بدمي
كُلو لعيونك يا فلسطينا

ثلاثة ماتوا موت الأسودِ
جودي يا أمة بالعطا جودي

علشان هالوطن بالروح نجودي
ولاجل حريتو بيعلقونا

نادى المنادي يا ناس إضرابِ
يوم الثلاثة شنق الشبابِ

أهل الشجاعة عطا وفؤادِ
ما يهابوا الردى ولا المنونا

بثينه عبدالعزيز
16/12/2009, 11:38 AM
عز الدين القسام





ولد سنه 1871 في بلدة جبلة جنوب اللاذقيه بسوريه , وكان ابوه من اصحاب الكتاتيب , يعلم الاطفال اللغه العربيه والقران الكريم

درس عند ابيه في بديه حياته ثم ارسله والده للازهر سنه 1885 وكان عمره 14 عام , فنبغ في دراسته وتأثر بالبيثه السياسيه والثوريه الجهاديه التي كان يعيشها الشعب المصري انذاك , اذ كانت مصر تجابه الاحتلال البريطاني في تلك الفتره
لقد سرى الى نفسه حب الجهاد منذ الصغر والثوره ضد الظالمين
ثم عاد الى بلدته جبلة عام 1903 وعمل مكان ابيه في تعليم القران والفقه بروح المجاهد المربي


كان كارها للاستعمار بشتى اصنافه , وعندما اعتدى الايطاليون على ليبيا ثار بقوه , وخطب في الناس وحرضهم ضد ايطاليا , وقاد مظاهره لشجب الاعتداء الايطالي , وطالب المتظاهرين بالتطوع من اجل القتال ضد الاستعمار الايطالي , وبلغ عدد المتطوعين 250 متطوعا , الا ان طلبهم تم رفضه لان فرنسا هي من كانت تحكم سوريا في ذلك الوقت


ولقد ثار ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا عام 1919 – 1920 مع الثائر عمر البيطار , حيث كان يخطب في الناس ويحرضهم على قتال الفرنسيين
بعد ذلك سافر الى حيفا في فلسطين بناءا على مراسله بينه وبين الشيخ كامل القصاب , ولم يمضي عليه وقت بسيط في حيفا حتى لاحظ ظلم الانجليز وتأمرهم على فلسطين , تلك الارض المقدسه والمباركه , فقرر ان يتجه للجهاد المنظم المنضبط ضد هؤلاء الاستعماريين


وكان للقسام قنوات متعدده للاتصال بالناس على اختلاف قطاعاتهم وثقافاتهم ومستوياتهم التعليميه , فقد كان امام مسجد الاستقلال في حيفا , وهذا العمل يسر له الاتصال برواد المسجد ومنهم الغني والفقير والموظف والشرطي والمعلم والتاجر ..............الخ

وكان يوجههم بدروسه وخطبه ويعبئهم جهاديا

ولقد انشأ مدرسة ليلية لمكافحة الامية , حيث يقوم بتعليم الاميين وهذه المدرسه مكنته ليتصل بقطاع اخر من الناس , وصنف تغلب عليه البساطة وسرعة الاستجابة , وكان يمزج بين العلوم والجهاد

وكان يعقد عقود الزواج للمسلمين , فهو هنا يتصل بأهل المدينة وبأهالي القرى المجاورة لها
اما طبقة الشباب المثقف الذين يجتمعون في جمعية الشبان المسلمين فدخل اليهم عن طريق تقديم طلب في هذه الجمعية للانتساب والعمل معها والمشاركة في انشطتها فوافقت الهيئة الادارية على ذلك

كان شخص اجتماعي محبوب وكان هذا ما يزيد تأثر الناس وتعلقهم به
كل هذه العوامل ساعدت بشكل فاعل في استجابة الناس لدعوة القسام الجهادية فالتفوا حوله وادركوا اهدافه ووثقوا بقيادته واخلاصة

وكان ذو قدرة عجيبة على النتنظيم والانضباط وكان ذو نفس طويل لا يستعجل الامر قبل اوانه, فقرر تكوين تنظيم جهادي مسلح وكون مجموعات لهذا العمل الخطير
مجموعة التدريب :
تقوم بتدريب المجاهدين على السلاح وصيانتة
مجموعة التمويل :
تقوم بجمع المال اللازم للحركة الجهادية كشراء السلاح والعتاد
مجموعة الوعظ والدعاية :
تقوم ببث روح الجهاد وحب الاستشهاد وتعليم الناس امور دينهم وفي مقدمتها مقاومة المحتلين من الانجليز واليهود
مجموعة لجمع المعلومات عن العدو وتحركاته ومواقعة وقواته حتى توجه له الضربة المناسبة
المجموعة السياسية :
تقوم بالاتصال بالشخصيات السياسية لتوحيد الصفوف وجمع الكلمة
وكان الموجه لهذه المجموعات الشيخ كامل القصاب

ومن الامور التي حققتها هذه المجموعات بالحركه الجهاديه :
1. هيأت الشعب لمعرفة خطوره المؤامره البريطانيه اليهوديه
2. جمعت 200 مجاهد و 800 مؤيد
3 . اقامت جهاز سري من الموظفين و العمال العرب الذين كانو يعملون مع الحكومه او الشركات اليهوديه , وعن طريقهم حصلت الحركه الجهاديه على معلومات دقيقه تتعلق بالمخططات البريطانيه و اليهوديه
4 . تمكنت من شراء السلاح , فقد استطاعت الاتصال بقنصل ايطاليا و قنصل تركيا لشراء الاسلحه من حكومتيهما .

بدات حركه القسام الجهاديه سنه 1925 حيث كان ينظم ويدرب ويربي , وقد باع بيته في حيفا , وباع اصحابه حلي نسائهم واثاث بيوتهم ليشتروا السلاح والعتاد الذي يلزم لجهادهم ضد المستعمرين الانجليز واليهود

وفي احدى خطبه التي كان يحض الناس بها على الجهاد وقف احد المصلين وسأله : بم نقاوم العدو ونحن لا نملك شيئا ؟؟ فأجابه القسام بقتلهم واخذ السلاح منهم .
وفي خطبه اخرى له قال من على المنبر : رايت شبان يحملون المكانس لكنس الشوارع , هؤلاء مدعوون لحمل البنادق , ورايت شبانا يحملون الفرشاه لمسح احذيه الاجانب , هؤلاء مدعون لحمل المسدسات لقتل هؤلاء الاجانب .
وقد لفت نظر الانجليز نشاط القسام واتصاله بالناس وتحريضهم على الجهاد , فاستدعاه الحاكم للواء حيفا وقال له : انك متحرك وذو نشاط معادي لنا , فرد عليه القسام بأن اخرج القران من جبته وقال : هذا الكتاب العظيم يأمرنا بالجهاد ولن نخالفه .

وفي تاريخ 12 /11/1935 جمع القسام اخوانه في مدينه حيفا وابلغهم بانه قرر اعلان الجهاد المقدس وبانهم سيغادرون تلك الليله الى ارض المعركه , وطلب منهم العوده لبيوتهم لتوديع اسرهم .
ثم صرخ من على منبر مسجد الاستقلال بالوف المصلين قائلا : باسم الله نعلن الجهاد , سأخرج فورا الى الجهاد ولن اعود الى هذا الجامع الا بعد طرد هؤلاء الانجليز واليهود .
وكان عمر القسام في ذلك الوقت حوالي 65 سنه , حيث خرج بالمجاهدين الى قرى جنين حيث المنطقه جبليه وصالحه لاقامه الثوار وقتال الاعداء , ووزع المجاهدين على القرى هناك , ثم طلب من رجاله الاتصال بالاهالي في تلك القرى ليشرحوا لهم اهداف الثوره , فما كان من رجال تلك القرى الا ان انضموا له .
واستقر هو مع 11 من المجاهدين في احراش يعبد , وكان الانجليز يتتبعون حركته عن طريق جواسيسهم , فما كان منهم الا ان ارسلوا 500 جندي مدججين بالسلاح والمدافع والدبابات والطائرات , واحاطوا بهم احاطه السوار بالمعصم , وطلبوا من الشيخ عبر مكبرات الصوت ان يستسلم هو ومن معه , فرد عليهم : اننا لن نستسلم وان هذا الجهاد هو في سبيل الله , ثم التفت لاخوانه وقال لهم : موتوا شهداء .
وكان شعار القسام الذي اتخذه في حركته الجهاديه هو : هذا جهاد او استشهاد .
ودارت المعركه بين القسام وقله من اتباعه وبين مئات من جنود الانجليز , حيث ابتدأت المعركه عند الفجر وانتهت عند الظهر باستشهاد الشيخ المخلص عز الدين القسام , حيث استشهد معه في هذا اليوم الشيخ يوسف الزيباوي والشيخ محمد الحنفي , وجرح جميع اخوانه , ووقع 3 منهم في الاسر وهم : احمد جابر وعرابي البدوي ومحمد يوسف .
وتمكن المجاهدون الاخرون من الافلات من حصار الانجليز .
وكانت خسائر الانجليز كبيره الا ان البلاغ الرسمي لم يعترف الا بمقتل 3 جنود فقط .
و كانت هذه المعركه في تاريخ 19/11/1935

لقد اذهل نبأ استشهاد القسام الشعب الفلسطيني كله رجال و نساء , شيوخا و شبابا , وكان وقع الخبر كالصاعقه على نفوسهم , اذ ملأ الحزن قلوبهم , فنزلت الدموع غزيرة عليه وعلى اخوته بالجهاد .
اما الانجليز واليهود فكان فرحهم لا يوصف بأستشهاده , ثم اصدرت القوات البريطانيه بيانا يهاجم القسام واخوانه المجاهدين ويصفهم بالاشقياء , لانه كان عقبه و صخره في وجه مؤامراتهم
فعمموا على جميع الصحف في فلسطين وحذروها من ان تكتب اي شئ عن القسام وجهاده او عن حياته وهددوا كل من يخالف هذه الاوامر بتقديمه للمحاكمه واغلاق الصحيفه وتغريمه غرامه ماليه باهضة .
الا ان تعاطف الفلسطينين معه ومع اتباعه كان اكبر من ان يخضع للتهديد , فتعالت اصوات الخطباء من المساجد تنعي الشيخ المجاهد , واول هذه المساجد كان المسجد الاقصى .
ثم انبرى الخطباء والشعراء والكتاب يرثون الشيخ , فقيلت اشعار ودبجت خطب وكتبت مقالات .
و من الشعر الذي قيل بالقسام ابيات للشاعر محمد صادق عرنوس :
من شاء فالياخذ عن القسام.........................انموذج الجندي في الاسلام
و ليتخذ اذا اراد تخلصا .............................من ذله الموروث خير امام
ترك الكلام ورصفه لهوانه.........................وبضاعه الضعفاء محض كلام
او ما ترى زعماؤنا قد اتخمو ال ..................اذان قولا ايما اتخام
كنا نظن حقيقة ما حبروا ........................... فإذا به وهم من الاوهام

و قد رثاه الشاعر فؤاد الخطيب فقال:
اولت عمامتك العمائم كلها........................شرفا تقصر عنده التيجان
ان الزعامه و الطريق مخوفة....................غير الزعامة والطريق أمان
ما كنت احسب قبل شخصك انه..................في بردتيه يضمها انسان
يا رهط عز الدين حسبك نعمة...................في الخلد لا عنت ولا احزان
شهداء بدر والبقيع تهللت.......................فرحا , وهش مرحبا رضوان

ومما قاله الخطباء :
الشيخ سليمان التاجي الفاروقي : لقد نقل القسام القضيه من دور الكلام الى دور العمل
الاستاذ اكرم زعيتر : بالامس دفنا القسام , ودفنا معه العدل البريطاني , لماذا التمجيد والتابين ؟ الانهم ماتوا ؟ كلا , بل لانهم عرفوا كيف يموتون , لقد فتح القسام في القضيه باب الجد , ودق بيده المضرجة باب المجد .
وقال في خطبه له اخرى : هل رايت اليم الصخاب , الجائش الفوار , المتلاطم الامواج الموار , المرغي المزبد الهدار ؟؟
هل رايت البراكين المضطربه تقذف الحمم والنار ؟؟
هل سمعت الرعود العاصفه تجلجل ؟؟
هل احسست بالعواصف العاصفه تتدافع ؟؟
هل رايت الاتون المستعر المتلظي , المتأجج الوهاج ؟؟
ان لم يكن هذا فسل من مشى في موكب الشهداء
في حيفا التي دوت صرختها اليوم في الافاق
وتصاعد زفيرها الى اجواز الفضاء
كل ذلك من اجل عصابه اشقياء ؟؟
استغفر الله بل عصبه شهداء .
صبحي الخضراء : اننا لا نؤمن باي زعيم او رئيس , ولكننا نؤمن برجل من صميم الشعب , صار حديث الناس وشغل دوله بأسرها .

اما الضابط البريطاني الذي حاصر القسام في احراش يعبد , فقد وقف مذهولا عندما راى الشهيد وعرف انه بهذا العدد الذي معه (500 جندي ) كان يقاتل مجموعه لا تتعدى العشره رجال , فلم يملك هذا الضابط الانجليزي الا ان ينحني ثم يؤدي التحيه العسكريه لهذا المجاهد , ثم أمر جنوده بتأديه التحيه العسكريه تقديرا للرجوله والشجاعه .

بثينه عبدالعزيز
17/12/2009, 10:06 AM
الباشا موسى كاظم الحسيني





ولد سنه 1853 في مدينه القدس وبها درس دراسته الاولى هم توجه للاستانه ودرس فيها بمكتب ملكيه , حيث ان الذي يتخرج من هذا المعهد يعمل قائمقام في الاقضيه التابعه للدوله العثمانيه .

شغل وظائف عده في ارجاء متعدده بالدوله العثمانيه , عمل مثلا قائمقام في يافا وحيفا بقلسطين , وفي عكار في لبنان , وعين متصرف لعسير في اليمن , ومتصرف لسعرد في شرق الاناضول بتركيا , ومتصرف للواء حوران بالشام , ومتصرف للواء في البصره .

وقد رقي في الرتب حتى حاز على لقب باشا وصار عضوا في مجلس المبعوثان في استنبول , واحيل على التقاعد عام 1914 .

عمل بعد التقاعد رئيس لبلديه القدس خلال عامي 1918_1920 الا ان الوظيفه لم تمنعه من الاسهام في الاحداث الخطره التي تجري في فلسطين في ذلك الوقت , حيث اخذ يقود المظاهرات ويشكل الوفود التي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني .

وهو اول من رفع صوته في وجه الانتداب البريطاني , واول من دعا اهل فلسطين للاحتجاج والتظاهر والغضب ضد وعد بلفور , فقاد اول مظاهره شعبيه على اثر اعلان الجنرال بولز وعد بلفور المشؤوم , علما بان عمره كان في ذلك الوقت كان يقارب السبعين .




واثناء توليه رئاسه بلديه القدس تعرض لكثير من الضغوطات من قبل الانجليز حيث طلبوا منه ان يعتبر اللغه العبريه لغه رسميه فرفض ذلك , كما طلبوا منه ان لا يتدخل بالاحداث السياسيه وتسيير المظاهرات فأبى ذلك , فخيروه بين منصبه وبين التدخل بالاحداث السياسيه فضحى بالمنصب وشارك الجماهير في نضالها ضد المحتلين . وقال اثر ذلك : انا لست من طلابين الكراسي والمنافع , وكل هدفي في هذه الحياه هو رفعه الامه , وان نصل لحقنا المشروع بالاخلاص واتحاد الكلمه .




وظل يقارع الاحتلال ويقاوم المحاولات لتهويد فلسطين والهجره اليهوديه لفلسطين ويحرض الناس للوقوف بوجه هذه المؤامرات , مما ادى لقيام الجنرال بولز لالقاء القبض عليه وايداعه السجن .

وبعد خروجه تابع المسيره بأن بدأ يدعو لعقد المؤتمرات وتشكيل الوفود لمقابله الساسه في الداخل والخارج لمنع تهويد فلسطين , وتبني مطالب الشعب الفلسطيني والتي تتلخص في ان يعيش حرا على ارضه ومنع الهجره اليهوديه ومنع ملئهم للاجهزه الحكوميه بالانجليز واليهود , ومقاومه اعطاء اليهود امتيازات تقويهم من الناحيه الماليه والاقتصاديه كأمتياز استغلال البحر الميت .




وفي يوم الجمعه الموافق 13/10/1933 خرجت مظاهره كبيره مكونه من جمهور المصلين الخارجين من صلاه الجمعه بالمسجد الاقصى , وطافت شوارع مدينه القدس تهتف ضد سياسه بريطانيا في فلسطين وتطالب بالغاء وعد بلفور والهجره اليهوديه , فتدخل جنود الاحتلال واعتدوا على المتظاهرين مستخدمين الاساليب الوحشيه مما ادى لجرح 35 من المتظاهرين .


فاجتمع كبار العلماء والشخصيات الوطنيه في منزل المناضل موسى الحسيني لتدارس الوضع , وقرروا ان يقوموا بمظاهره في يافا بتاريخ 27/10/1933 متحدين امر الحكومه البريطانيه .

ورغم كبر سنه فقد ذهب ليافا في الموعد المتفق عليه لقياده المظاهره التي شارك بها الاف الناس الذين اتوا من القدس والخليل وحيفا وغزه وكل انحاء فلسطين .




وامام الجامع الكبير في يافا وقع الصدام المرتقب بين المتظاهرين والقطاعات العسكريه البريطانيه من بوليس وجيش مدعم بالمدرعات والخياله , ويقدر عدد الذين سقطوا من المتظاهرين بحوالي 32 شهيدا , وحوالي 170 جريح .

واصيب المناضل الحسيني بضربات قاسيه من هروات الجنود على جميع انحاء جسمه ,اذ انهال عليه الجنود بالضرب دون رحمه او اي تقدير لعمره , فسقط مغشيا عليه وذراعه تحتضن احد المتظاهرين الذي اصيب برصاصه ادت لاستشهاده , وتراكض عدد كبير من المتظاهرين العزل باتجاه الحسيني لحمايته من النيران , الا انه اصيب برصاصه في صدره .




وقد لزم الفراش على اثر الاصابات التي تعرض لها , وبعد 5 شهور على تلك المظاهره انتقلت روحه الى بارئها ودفن بجوار المسجد الاقصى الذي ناضل وجاهد لحمايته من التهويد والضياع , وكان ذلك عام 1934

بثينه عبدالعزيز
17/12/2009, 10:07 AM
عبد القادر الحسيني





هو ابن المناضل والجاهد موسى كاظم الحسيني



ولد في استانبول عام 1908 اذ كان والده يقيم فيها , وبعض المراجع تقول انه ولد في القدس عام 1910
الا انه نشأ في القدس وفي بيت وطني جدا , درس بدايه حياته بالمدرسه الرشيديه ثم مدرسه المطران ثم مدرسه المعارف التي انشأها المفتي امين الحسيني ليربي فيها جيلا مناضلا مؤمنا مخلصا لوطنه , ولتقف هذه المدرسه بوجه المدارس التي انشأها الاحتلال البريطاني والتي تسمم عقول الشباب وتضعف هممهم وتبعدهم عن اي اهتمام بحقوقهم الوطنيه , ولتقف ايضا بوجه المدارس التبشيريه التي تشوه صوره الاسلام عند ابناء المسلمين .


ولقد استفاد المناضل عبد القادر من وجوده بهذه المدرسه , اذ استوعب ما يدور حوله من مؤامرات ضد وطنه , كما ادرك الواجب الملقى عليه وعلى ابناء هذه الامه تجاه الوطن .


وعندما انهى الدراسه الثانويه ارسله والده الى الجامعه الامريكيه ببيروت , وهي جامعه تحمل افكار تبشيريه وغزو فكري خبيث , الا انه لم بتأثر بهذه الاهداف لانه كان محصن منذ طفولته بالتربيه الوطنيه الثابته , كما ان مدرسه المعارف حصنته اكثر فاكثر .


واثناء دراسته بالجامعه كان يحدث الطلاب عن قضيه بلاده ويحضهم على ضروره النضال في سبيل منع تهويد فلسطين , حيث كان يعقد الاجتماعات والندوات للطلاب ويحرضهم ضد الاحتلال , فانتبهت الجامعه لنشاطه وادركت خطورته , فما كان منها الا ان اصدرت قرار بفصله من الجامعه , وكان ذلك في السنه الاولى من دراسته .


لذا انتقل للدراسه في القاهره لاكمال دراسته , ودخل الجامعه الامريكيه في القاهره (تخصص كيمياء ) , والتي تعتبر نسخه ثانيه عن جامعه بيروت , اذ انهما تحملان نفس الاهداف .


واثناء دراسته في مصر تأثر ببيئه مصر الوطنيه اذ انها كانت واقعه تحت الاحتلال البريطاني الغاشم , وكان يشاهد الشعب المصري وهو يقاوم الاحتلال ويسعى جاهدا للتحرر والاستقلال .


فبدأ بشرح قضيه بلاده لطلبه الجامعه ويستثير هممهم لبذل ما يستطيعون من اجل فلسطين الواقعه ايضا تحت الاحتلال البريطاني مثلها مثل مصر .


ومن خلال تواجده بهذه الجامعه ادرك اهدافها الاستعماريه التدميريه اذ انها كانت تروض الطلاب على قبول اليهود على ارض فلسطين , ولكي يتمكن من اكمال دراسته بالجامعه ولا تقوم بفصله كما حدث في بيروت , اختار ان يتحرك بين الطلاب بشكل سري متصديا لهذه الاساليب الاستعماريه التي تستخدمها الجامعه .


ويوم حفل التخرج حدث شيئا لم يخطر ببال اي من الطلبه او حتى اداره الجامعه , اذ اثناء توزيع الشهادات على الخريجين نودي على اسم الخريج عبد القادر الحسيني , فاستلم شهاده البكالوريوس ثم استأذن الحضور لالقاء كلمه بمناسبه تخرجه , فأذن له , فوقف رافع الراس غير هياب , وبدأ يندد بالسياسه الامريكيه وكل ما تقوم به داخل جدران الجامعه من دعوات تبشيريه وانها تحاول ان تظهر امام الناس بانها مكان للعلم فقط ولكنها بالحقيقه بؤره فساد , وطلب من الحكومه المصريه ان تنتبه لخطوره هذا المكان المسمى بالجامعه الامريكيه , وابلغ الحضور بانه كان يلتزم الصمت خلال دراسته لانه لا يريد ان يفصل ويريد ان ينهي دراسته , اما الان فواجبه الوطني والقومي يدعوه لقول هذا , وواجبه ايضا ان يبلغ المسلمين والسيحيين من العرب بأن لا يسمحوا لحدوث اي فتيه طائفيه بينهم لانهم ابناء وطن واحد , ثم مزق شهادته امام الجميع ورمى بنتفها امام رئيس الجامعه قائلا : هذه شهادتكم فخذوها فاني في غنى عنها ولا يشرفني ان احملها او ان انتسب اليها , انا لست بحاجه لشهاده من جامعتكم الاستعماريه التبشيريه .


ثم بدأ يهتف بسقوط الاستعمار ويحيي العروبه والامه العربيه , ودعا الجيل الجديد للثوره ضد الاجنبي ووسائله ومعاهده التعليميه .


وفي نهايه خطابه الحماسي هذا قابله الجمهور بحماس منقطع النظير وبعاصفه من التصفيق الحاد المتواصل ثم بحاله من الاستغراب من هذه الجرأه الغير طبيعيه .


اضطربت الجامعه لهذا الحادث اضطراب هز كيانها , فعقدت اجتماع طاريء بنفس اليوم وقررت سحب الشهاده من هذا الطالب المشاغب وقامت الاداره بالاتصال ببعض الصحف والصحفيين وطلبت منهم التعتيم على اخبار الحادث حفاظا على سمعه الجامعه , وقدمت لهم الرشاوي , كما سلطت اداره الجامعه بعض الطلبه للطعن بشخصيه الطالب عبد القادر واتهامه بالخبل لدى بعض الصحف .


الا ان بعض اصحاب الضمير الحي من الصفيين رووا القصه بشكلها الحقيقي , ومنهم من اشاد بموقف الطالب ايضا ( مثل جريده الشورى ) , ومنهم من وبخ الطلبه الذين قصدوا الجرائد للطعن بعبد القادر ( مثل اداره جريده البلاغ ) .


وبالطبع جن جنون الجامعه عندما رات الخبر يملا صفحات الصحف فحاولت تزوير الحقائق , الا ان عبد القادر سارع ووجه رساله الى كل الصحف في القاهره ليروي ما حدث بالتفصيل .

وهذا نص رسالته للصحف :

تدعي اداره الجامعه الامريكيه بالقاهره انها علميه محضه , وليس لها ادنى علاقه بالتبشير وهي تتبرا مما حصل في المعادي حيث يسكن اساتذتها المبشرون , وفيهم من ارسل خصيصا على حساب احد المبشرين الكبار , وادعاء الجامعه انها علميه ليس صحيحا وادلتي هي :

من هو رئيس الجامعه ؟ هو الدكتور شارلز واطسون وهو مبشر وامه مبشره وابوه مبشر , فهو من سلاله مبشرين , واني استشهد على ذلك بكتابه المسمى ( حروب صليبيه مسيحيه في مصر ) ويعني بهذه الحروب الحمله التبشيريه , وقد قال في مقدمه كتابه : اهديه لامي وابي اللذين قضيا حياتهما مبشرين في مصر , ويوجه في كتابه الدعوه الى اهل الخير والاحسان ليروا الانتصار الباهر لاعمال التبشير في مصر , كما يوجه للمبشرين كلمه مؤداها انهم هم الذين سوف يتم تنصير مصر باكملها على ايديهم , وبذلك بتوجون رؤوسهم باكليل الظفر والفخار جزاء لهم على جهادهم المقدس .


كما يقول واطسون في كتابه : ان للمسلمين طقسا دينيا هو اساس الاسلام , وهذا الطقس هو الحج ويجب على كل مقتدر ان يؤديه , وهو عباره عن الذهاب الى الكعبه حيث تقام طقوس دينيه مخزيه , وهذا المكان ( الكعبه ) هو قلب العالم الاسلامي وهو وكر للصوص وتؤتى به جميع انواع المخازي الاخلاقيه , ولكنه يجعل بين المسلمين رابطه قويه يخاف منها .


هذا رئيس الجامعه الدكتور واطسون في كتاب واحد فقط من كتبه , واليك الان قطب اخر من اقطاب الجامعه .


هناك قسم في الجامعه يسمونه مدرسه اللغات الحديثه , ويؤمه الاجانب ويراسه الدكتور جوفري وهو رجل لاهوتي , وهذا القسم هو عباره عن معهد لتدريب المبشرين وتعليمهم اللغه العربيه , وكيفيه مهاجمه الاسلام بطرق علميه وفنيه , ومن يزر مكتبه الجامعه يرى الكتب التي نقلت من هذا القسم اليها .


وهذه الكتب تؤلف الان قسما كبيرا من المكتبه وكلها تبشيريه , وبعضها يبحث الحركات التبشيريه وتاريخها ونجاحها واعمالها في الشرقين الادنى والاقصى , وبعضها يبحث في كيفيه التنصير , وبعضها يحتوي على شتائم في الاسلام والمسلمين .


اما الدكتور جوفري رئيس هذا القسم فهو مبشر الجامعه الاكبر ويليه المستر مولر وكلاهما يسكن المعادي حيث المبشر ( بطرس عيان ) صديقهم الاعز
وجوفري يصلي بطلبه الجامعه ايام الاحاد وهم مجبرون على الاستماع لطعنه بالاسلام والمسلمين والمسيحيه التي لا تتفق مع مذهبه .


ومثال على احدى عظاته وعنوانها ( النبي الكاذب ) اذ قال ان محمدا لا يمكن ان يكون نبيا لان مستوى اخلاقه..............اذ اباح لنفسه ان يتزوج من عدة نساء , كما اختص نفسه باثمن اسلاب الحرب , فهو رجل شهواني .


كما ان جوفري في موعظه اخرى اتانا ببراهين ليقنعنا ان القران ليس كلام الله , كما ان القران ليس كله كلام محمد لانه ادخل عليه كثير من الايات التي ثبت علميا انها لا يمكن ان تكون من روح محمد .
هذا عدا ما يقوله في دروسه اليوميه من ان الاسلام دين وحشي بربري , يحث على القتال والسلب والنهب , كما يقول بان الشرق لن يسعد الا اذا تخلص من الاسلام .


واكتفي بهذا القدر من الامثله مشيرا الى ان هذه الحركه التي تقوم في الجامعه الامريكيه غير محموده , بل هي تخلق روح سيئه بالبلاد , والواجب علينا مسلمين ومسيحيين ان نحارب هذه الافكار .


وعلى اثر ذلك اتصلت اداره الجامعه بالانجليز والامريكان , والذين اتصلوا بدورهم بالحكومه المصريه واخبروها بالامر وطلبوا اخراج عبد القادر من مصر , فاصدرت الحكومه المصريه امرا بوقفه في سجن الاجانب كاجراء احترازي ثم طردوه من مصر خلال 24 ساعه وتم ترحيله الى فلسطين , وكان ذلك عام 1932 م .


وفي باب الحديد بالقاهره وقف الفلسطينيون والمصريون بانتظار توديع هذا الشاب الجريء , وعندما وصل عبد القادر مخفورا بالشرطه والجند انقلب الوداع لمظاهره وطنيه صاخبه .


وعندما وصل فلسطين توافد الناس اليه من المدن والقرى يهنئونه على موقفه الجريء وعلى شجاعته التي رفعت رؤوسهم عاليا , واستقبلوه بالتهليل والتكبير , كما تفاءلوا بمقدمه للبلاد .


بعد العوده اضطلع اكثر على سياسه الاحتلال وخاصه سياسه التوظيف وملء الشواغر في الاجهزه حيث راى العجب العجاب , ومن الواقع المحسوس والممارسات العمليه رأى ان الوظائف هي على 3 مستويات :

المستوى العالي : يتمثل بالوظائف العليا والمناصب الكبيره فوجد انها محصوره في الانجليز واليهود
المستوى المتوسط : اي الوظائف المتوسطه وهذه يعين بها اليهود ثم المسيحيين واخيرا ان بقي شيء فيعين المسلمين , لذا فنصيب المسلمين قليل جدا


المستوى الادنى : اي الوظائف الدنيا والتي لا تتطلب كفاءه , كالمراسلين والاذنه ............الخ , وهذه من نصيب المسلمين والاميين من المسيحيين .


فوجد ان هذه السياسه الظالمه ستكون نتائجها خطيره على مصير البلاد والناس في فلسطين , اذ يتم ابعاد اهل البلاد الحقيقيين عن حكم انفسهم بانفسهم ويقرب الاجانب واليهود ليقوموا بحكم اصحاب البلاد الاصليين ويتصرفوا باموالهم وبيوتهم واراضيهم , ومن ثم يصبح الحق لمن لا حق له ويبعد عن الحكم من له الحق والبلد , وبالطبع فان نهايه هذه السياسه ان يسيطر اليهود على فلسطين ويحكموا اهلها .


فبدأ عبد القادر بتأسيس الجمعيات والنوادي ويعقد الندوات والمحاضرات التي يفضح فيها هذه السياسه الظالمه , واسس جمعيه الشباب الفلسطيني المسلم المتعلم بمشاركه السيد فوزي الغصين , وشنوا حمله شعواء على هذا الظلم الواضح وهذا التجاوز الفادح لاهل فلسطين , وتتابعت الضغوط من الجمعيات والنوادي , فبدأت سلطات الاحتلال مرغمه بادخال بعض المتعلمين المسلمين في الوظائف الهامه , فوظفت 26 شابا مسلما , وكان رقم عبد القادر هو 26 .


فتم تعيينه في دائره تسويه الاراضي , ومن خلال عمله هذا استطاع ان يحمي الاراضي من الانتقال لليهود حيث انه بهذه الدائره كانت تنفذ قرارات مصادره الاراضي ونقل ملكيتها لليهود فاستطاع ان يبطل كثير من قرارات المصادره وفوت على اليهود والانجليز استملاك كثير من الاراضي , كما شجع الناس على وقف الاراضي حتى لا تصادر , كما عمل على نشر الوعي بين المواطنين فيما يتعلق بسياسه تهويد الاراضي واطماع اليهود, واستطاع ان يوقف اراضي 16 قريه عربيه حتى يمنع استيلاء اليهود عليها .


فكان العين المبصره لكل الدسائس والمؤامرات التي تحاك في هذه الدائره ضد الفلسطينيين .
كما انه استطاع من خلال هذه الوظيفه الاتصال باهل القرى واصحاب الاراضي وتوثقت صلته بهم وتعمقت


وكان يكثر من الاتصال بمخاتير القرى التي تنوي الحكومه مصادره اراضيها ويطلعهم على المخطط الانجليزي الخبيث , فيقوم اهل القرى فورا بزراعتها بالزيتون حتى لا تعتبر من الاراضي البور ويتم الاستيلاء عليها , وكان يقف بوجه كل من يريد بيع ارضه لغير المسلمين , وان كان البائع مضطر للبيع فانه كان يحول ذلك البيع لمسلمين ( اي من مسلم لمسلم ) , كما كان يوقف عمليات البيع ان كانت الارض تباع ليهود , وكان يشجع المواطنين على الاحتفاظ بارضهم وتوريثها لاولادهم كما ورثوها عن ابائهم .


وقبل ان يعمل بدائره تسويه الاراضي عمل لفتره محررا في صحيفه الجامعه الاسلاميه , فكان يكتب المقالات التي تكشف حقيقه الاحتلال البريطاني لفلسطين وما تخطط له من تهويد البلاد مما ازعج السلطات , فمارست الضغط على رئيس التحرير لمنع عبد القادر من الكتابه في الجريده , الا ان رئيس التحرير رفض الانصياع لاوامرهم فهددوه بتعطيل الجريده ان استمر عبد القادر بالكتابه فيها , فلم يستجب لهم , فتم تعطيلها عده مرات , فانتقل عبد القادر لجريده الجامعه العربيه وواصل مقالاته التي تعري الاحتلال وتفضح اهدافهم الشريره , ثم انتقل لجريده اللواء وتابع بنفس الاسلوب والطريقه , فتم تعطيل الجريده الى ان توقف عن الكتابه بها , فتابع الكتابه بالصحف العربيه محذرا من المؤامرات الاستعماريه بتشجيع الهجره اليهوديه والاستيلاء على المقدسات .


لقد وصل عبد القادر لقناعه تامه بانه لا بد من عمل حاسم لايقاف ما يجري تجاه وطنه من مؤامرات واضحه تماما , فتم اللجوء بدايتا لاسلوب التظاهر , وكانت المظاهرات تقمع بطرق وحشيه من قبل الاحتلال مما يؤدي لسقوط القتلى والجرحى , فوجد ان هذا الاسلوب لوحده لا يكفي لايقاف الاحتلال عن تهويد بلده , اذ لا بد ان تقوم حركه نضاليه جهاديه لمقاتله المحتل واخراجه من البلاد بالقوه .
حيث يجب تنظيم السكان وبخاصه الشباب منهم في تنظيم نضالي سري , ويتم تدريب الشباب على استخدام السلاح وفنون القتال وتدريبهم على استخدام المتفجرات وصنعها ان امكن .


فبدأ يجتمع بالشباب ويحرضهم على النضال ضد المحتل ( واستفاد هنا من علاقاته مع الناس اثناء وجوده في دائره تسويه الاراضي ) , ثم بدأت مرحله التدريب , حيث كان يجتمع بالمتطوعين في بيته ويقوم بتدريبهم على كيفيه صنع المتفجرات واستعمالها .


ثم بدأت عمليه التنفيذ اذ اعلن عبد القادر الحسيني ليله 6/5/1936 الثوره على المحتلين , فهاجم ثكنه عسكريه بريطانيه في قريه بيت سوريك , ثم انتقل الى منطقه القسطل وانتشر المناضلين في القرى والمدن


وفي صباح يوم 28/8/1936 اجتمع نفر من المناضلين في بيت صالح الريماوي بوجود عبد القادر وتعاهدوا على محاربه المحتل واعلنوا عزمهم على ترك مدينه القدس ليعتصموا بجبالها لنصره هذا الوطن .


واستمر ارسال الرجال للاتصال برجال القرى للانضمام اليهم ومحاربه المحتلين , واقبل الناس عليه ووثقوا بقيادته , وبهذه الطريقه استطاع ان ينشيء في كل بلده مجموعه من المناضلين للدفاع عن بلدتهم ونجدة جارتها ان لزم الامر .


وقد شارك في معارك كثيره منها معركه الخضر عام 1936 حيث اصيب فيها وتم اسره , فادخل المستشفى العسكري بالقدس ومنه استطاع الهرب الى دمشق ليتم علاجه هناك .


وفي عام 1938 عاد من دمشق لاستئناف حياه النضال , فقاد الثوار وقام بعمليات جريئه وموجعه للعدو , كالقاء القنابل على مساكن الانجليز , واغتيال العسكريين مثل كسيكرست ( مدير بوليس القدس ) ومعاونه , ونسف القطارات وتدمير السكك الحديديه وشن الهجوم على المستعمرات اليهوديه والسيارات البريطانيه واليهوديه .


ثم قاد هجوم على مستعمره فيغان اليهوديه جنوب القدس , كما كبد المستعمرين في القدس وبيت لحم والخليل واريحا ورام الله وبئر السبع خسائر جسيمه في الارواح والمعدات .


وفي خريف عام 1938 ضربت القوات البريطانيه حصارا محكما حول الثوار في بيت لحم والخليل مما ادى لاستشهاد الكثير منهم , واصيب الثائر عبد القادر اصابه بليغه فنقله اخوته بالنضال للمستشفى الانجليزي في الخليل , وقطعوا جميع الاسلاك والمواصلات والاتصالات بين المستشفى والقوات البريطانيه وارغموا الاطباء الانجليز على اسعافه ثم تم نقله الى سوريا ثم لبنان ثم العراق .


وفي العراق عمل مدرسا للرياضيات في المدرسه العسكريه في معسكر الرشيد , وحضر دوره الضباط الاحتياط في الكليه العسكريه , والف فرقه الجهاد المقدس من الفلسطينيين وقادها مؤيدا لثوره رشيد عالي الكيلاني سنه 1941 وكانت مهمتها توجيه الضربات للقوات البريطانيه المعسكره في بغداد , ولما اجهضت الثوره على يد الانجليز وحلفائهم حاول الهرب لايران فلم يستطع اذ منعتهم ايران من دخول اراضيها , فتم اعتقالهم على يد السلطات العراقيه وحاكمتهم , فحكم عليه ومن معه بالسجن والنفي لمده سنتين .


عام 1943 سافر للسعوديه ثم تسلل الى المانيا حيث تلقى هناك دوره تدريب على صنع المتفجرات وتركيبها , ثم انتقل للقاهره عام 1946 فامرت الحكومه بابعاده عام 1947 لنشاطه السياسي ولعلاقاته مع الاخوان المسلمين ومع رئيس حزب مصر الفتاه ولقيامه بتجميع الاسلحه وتدريب الفلسطينيين والمصريين على المتفجرات , الا ان قرار الابعاد لم ينفذ بسبب الضغوطات التي بذلها المخلصون وحملات الصحف المصريه الشديده على هذا القرار.


فكان بيته مختبرا لصنع المتفجرات اذ انه كان يتقن هذا الفن اتقانا تاما .


فبدأ يشتري السلاح ويهربه الى فلسطين


وبقي في مصر الى ان صدر قرار تقسيم فلسطين بين اليهود واهلها الاصليين , فدخل بتاريخ 22/12/1947 الى فلسطين وتسلم قياده الجهاد المقدس , فتولى منطقه القدس وارسل الثوار الى اللد والرمله ورام الله ونابلس وبئر السبع وحيفا ويافا والمجدل , وكانت هذه السرايا تشمل فرق للتدمير الى جانب المقاتلين , فتم نسف دار الصحافه اليهوديه وتدمير شارع هاسوليل ونسف حي المنتفيوري ونسف شارع يهوذا ومقر الوكاله اليهوديه .


وخاض عده معارك منها معركه شعفاط والدهيشه وميكورحاييم , وشن هجمات ضد المستعمرات اليهوديه مثل مستعمره تل بيوت وسانهدريا ورامات رحيل وعطارون


وقد تمكنت قواته من السيطره على منطقه القدس والتحكم بخطوط المواصلات التي تربط بين اغلب المستعمرات اليهوديه في فلسطين .


وهنا بدأ يشعر بتفوق العدو في الاسلحه فسافر الى دمشق وقابل اللجنه العسكريه العربيه وطلب منهم السلاح الذي يحتاجه فاعتذروا عن ذلك مدعين عدم وجوده عندهم


واثناء وجوده بدمشق سمع بان اليهود احتلوا بلده القسطل فهرع الى عبد الرحمن عزام باشا الامين العام لجامعه الدول العربيه فلم يجد عنده شيئا فعاد للجنه العسكريه لعل ما حدث بالقسطل يغير رأيهم , الا انهم رفضوا للمره الثانيه فهاج عليهم وصاح بعلو صوته وقال : السلاح في عنابركم ونحن احوج به من مزابل جبع , ان التاريخ ستهمكم باضاعه فلسطين , اما انا فاني ذاهب للقسطل لاموت هناك قبيل ان ارى نتائج تقصيركم وتواطئكم , ثم رمى باضباره كانت معه في وجوههم وصرخ : انكم تخونون فلسطين انكم تريدون قتلنا وذبحنا انتم المسؤولون عن ضياع بلادنا وانتم المسؤولون عما سيحل بنا من دمار ايها المتأمرون , سأموت انا وكل جنودي في سبيل فلسطين وسيسجل التاريخ وسيشهد العالم انكم كنتم مجرمين وخونه .


وعاد لفلسطين , عاد لساحه النضال وبالذات ليقود معركه يحرر بها القسطل او يستشهد في سبيلها , ووضع خطته لاستعاده القسطل , وبدأ القتال في يوم الاربعاء الموافق 7/4/1948 حيث دخل الثوار البلده من الجهه الغربيه فاستمات العدوا في القتال فأرسل عبد القادر يطلب النجده , فتوالت النجدات من القدس والخليل , واثناء ذلك استطاع اليهود شل حركه الثوار من الناحيه الشرقيه فتضعضع الهجوم , وهنا بدأ الثائر البطل يخشى الهزيمه فبدأ يكبر ويقول الى الامام يا ابناء القسطل وطلب من الرجال الثوار ان يتبعوه الى الامام وهاجم تلا عاليا حصينا وقاد بنفسه الثوار


وتحقق النصر لهم حيث اسفرت المعركه عن 170 قتيل من اليهود وجرح 80 واسر 70 ولم يستطع اليهود اخراج قتلاهم لشده الرصاص مما دفعهم للاستعانه بالانجليز


وفي نهايه المعركه وجد الجنود قائدهم في وسط القريه صريعا , ووجدوا بجانبه رشاش لا عتاد فيه ومسدس , فانشغل الثوار بقائدهم وتركوا مواقعهم العسكريه , مما شجع اليهود في اليوم الثاني مباشره للعوده واحتلال القسطل .


وقد اهتزت فلسطين قاطبه باستشهاد هذا البطل المغوار, وجاءت الجماهير من جميع انحاء فلسطين لوداعه والقاء النظره الاخيره على هذا الجثمان الطاهر, وكتب الكثيرمن الشعراء والكتاب والادباء والعلماء باستشهاده , فقد كان ذو شجاعه نادره وايثار عظيم , متواضع , وكان زاهد ومتقشف علما بانه كان من الاثرياء , كان يعتز بالاسلام وذو عاطفه دينيه قويه , قوي الشخصيه ولا يهاب من قول الحق .


وتم دفن جثمانه الطاهر بجانب جثمان والده بجوار المسجد الاقصى



ومن بعض الشعر الذي نظم باستشهاده قصيده للشاعر احمد مخيمر جاء فيها
نلت الشهاده فاهنا ايها البطل
بمثل عزمك تبني مجدها الامم
امامك الجنه الخضراء تفتحها
لك الدماء التي اهرقت والاسل
السابقون من الابطال قد دخلوا
والصاعدون من الاحرار قد وصلوا
ودوا لحب الوغى لو انهم رجعوا
ليقتلوا مره اخرى كما قتلوا

وقصيده للشاعر محمد هارون جاء فيها
حسام ثوى في غمده غير حافل
بما فل منه في قراع نوازل
فيا قائد القدس المطهر روحه
ليهنئك ما احرزته من جلائل
عليك سلام الله فارس أمة
أضاء بنور الحق خير المشاعل

بثينه عبدالعزيز
20/12/2009, 11:02 AM
الشيخ المناضل احمد ياسين






ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان في حزيران 1936 وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية.


مات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات.


عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى المسماة بالنكبة عام 1948 وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عاما وخرج منها بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد مؤداه أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم ـ بعد الله ـ عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير سواء كان هذا الغير الدول العربية المجاورة أو المجتمع الدولي.



التحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها عام 1948 لم تستثن هذا الطفل الصغير , فقد أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة -شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك- مرارة الفقر والجوع والحرمان، فكان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد عن حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم
وترك الدراسة لمدة عام (1949-1950) ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة، ثم عاود الدراسة مرة أخرى.


في السادسة عشرة من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت وحتى الآن، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة.


أنهى أحمد ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 57/1958 ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته.


شارك أحمد ياسين وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956 وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.


كانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فقررت عام 1965 اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954، وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.
وقد تركت فترة الاعتقال في نفسه آثارا مهمة لخصها بقوله "إنها عمقت في نفسه كراهية الظلم، وأكدت (فترة الاعتقال) أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية".


بعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.


وقد تربى الشيخ في فكر مدرسة جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر على يد الإمام حسن البنا


أزعج النشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين السلطات الإسرائيلية فأمرت عام 1982 باعتقاله ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة".


اتفق الشيخ أحمد ياسين عام 1987 مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارا باسم "حماس"، وكان له دور مهم في الانتفاضةالفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت والشيخ ياسين يعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة.


مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت في أغسطس/آب 1988 بمداهمة منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان.


ولما ازدادت عمليات قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 أيار 1989 باعتقاله


وفي عام 1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.
وفي عام 1997 جرت بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، أفرج عن الشيخ وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ.


وقد تعرض الشيخ أحمد ياسين في 6/ أيلول 2003 لمحاولة اغتيال إسرائيلية حين استهداف مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية. ولم تكن إصاباته بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن بالقاتلة.


وفي 22/3/2004 حوالي الساعة 5:20 فجرا أطلقت الطائرات المروحية الإسرائيلية ثلاثة صواريخ جو – أرض باتجاه الشيخ أحمد إسماعيل ياسين، 66 عاماً، وهو رجل مسن وقعيد، أثناء خروجه من مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة، وسط مدينة غزة، المكتظ بالسكان، بعد تأديته لصلاة الفجر، حيث كان في كرسيه المتحرك، ومعه ثلاثة من مرافقيه. أصاب أحد الصواريخ بشكل مباشر الشيخ ياسين ومرافقيه، مما أدى إلى استشهادهم على الفور بعد أن تحول جزء من أجسادهم إلى أشلاء، فيما انفجر الصاروخان الآخران في نفس المنطقة، الأمر الذي أدى إلى استشهاد أربعة مدنيين آخرين، وإصابة 17 آخرين، من بينهم نجلا الشيخ ياسين، عبد الحميد، 33 عاماً، وعبد الغني، 29 عاماً، حيث وصفت حالة عبد الحميد، وخمسة من المصابين بشديدة الخطورة.


ومن بين المصابين أربعة أطفال.


جميع الشهداء والمصابين كانوا خارجين من نفس المسجد بعد تأدية صلاة الفجر. كما ألحق القصف الصاروخي أضراراً بعدد من المنازل في المنطقة.


وفي وقت لاحق، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر رسمية إسرائيلية أن جريمة الاغتيال قد تمت المصادقة عليها من قبل الحكومة الإسرائيلية، وأن رئيس الوزراء شارون قد تابع بنفسه مراحل تنفيذ الجريمة أولاً بأول

بثينه عبدالعزيز
21/12/2009, 10:58 AM
المناضل ابو علي مصطفى





ولد في قرية فلسطينية قضاء جنين تدعى قرية عرابة في العام 1938
لتعلن الارض ميلاد رجل حمل على عاتقه هموم الناس والامهم ,
تعلم حب الارض وشموخ النفس قبل قرائة الكتب
ولد هذا القائد العظيم ابو علي مصطفى في بيت فلاح بسيط علمه الاصول الاولى في حب الوطن وعشق الارض والتراب والانسانية, وان الانسان اما ان يولد حرا كريما واما ان يموت حتى يعيش الاخرون احياء
عبر هذه الاساسيات الاولى في حياة المناضل التي منها انطلق ابو علي مصطفى محلقا في افق العالم الثوري

بدأت بدايات حياته تتشكل على تحليل الامور والوعي المسبق للامور في التحليل للوصول للحقيقة, فمنذ نعومه اظافره تعلم ان العدو الصهيوني لا يمكن ان يكون عدوا واحدا انما هي امبريالية عالمية يجب الوقوف ضمن الصف الاممي الثوري لمجابهته.

درس المرحلة الأولى في بلدته ، ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد اسرته إلى عمان ، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها .
والده مزارع في بلدة عرابة ، منذ عام 1948 ، حيث كان يعمل قبلها في سكة حديد حيفا .

انتسب إلى عضوية حركة القوميين العرب عام 1955 ، وتعرف إلى بعض أعضائها من خلال عضويته في النادي القومي العربي في عمان ( نادي رياضي ، ثقافي إجتماعي ) .

شارك وزملائه في الحركة والنادي في مواجهة السلطة أثناء معارك الحركة الوطنية الأردنية ضد الأحلاف ، ومن أجل إلغاء المعاهدة البريطانية والأردنية ، ومن أجل تعريب قيادة الجيش وطرد الضباط الإنجليز من قيادته وعلى رأسهم جلوب.

اعتقل لعدة شهور في نيسان عام 1957 إثر إعلان الاحكام العرفية في البلاد ، وإقالة حكومة سليمان النابلسي ومنع الأحزاب من النشاط ، كما اعتقل عدد من نشطاء الحركة آنذاك ، ثم أطلق سراحه وعدد من زملائه ، ليعاد اعتقالهم بعد حوالي أقل من شهر وقدموا لمحكمة عسكرية بتهمة مناوئة النظام والقيام بنشاطات ممنوعة والتحريض على السلطة وإصدار النشرات والدعوة للعصيان .

صدر عليه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات أمضاها في معتقل الجفر الصحراوي .

اطلق سراحه في نهاية عام 1961 ، وعاد لممارسة نشاطه في الحركة وأصبح مسؤول شمال الضفة التي أنشأ فيها منظمتان للحركة (الأولى عمل شعبي ، والثانية عسكرية سرية ).

في عام 1965 ذهب بدورة عسكرية سرية ( لتخريج ضباط فدائيين ) في مصر ، وعاد منها ليتولى تشكيل مجموعات فدائية ، وأصبح عضواً في قيادة العمل الخاص في إقليم الحركة الفلسطيني .

اعتقل في حملة واسعة قامت بها المخابرات الأردنية ضد نشطاء الأحزاب والحركات الوطنية والفدائية في عام 1966/ توقيف إداري لعدة شهور في سجن الزرقاء العسكري ، ومن ثم في مقر مخابرات عمان ، إلى أن أطلق سراحه والعديد من زملائه الآخرين بدون محاكمة .

في أعقاب حرب حزيران عام 1967 قام وعدد من رفاقه في الحركة بالإتصال مع الدكتور جورج حبش لاستعادة العمل والبدء بالتأسيس لمرحلة الكفاح المسلح ، وكان هو أحد المؤسسين لهذه المرحلة ومنذ الإنطلاق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجبهة الاشتراكية الرائدة في مجال العمل الثوري الماركسي المسلح .

قاد الدوريات الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن ، لإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية الفدائية ، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة والقطاع .

كان ملاحقاً من قوات الإحتلال واختفى لعدة شهور في الضفة في بدايات التأسيس .

تولى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية ، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام 1971 ، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الإحتلال ، كما كان قائدها في حرب أيلول 1970 وحرب جرش – عجلون في تموز عام 1971 .

غادر الأردن سراً إلى لبنان إثر إنتهاء ظاهرة وجود المقاومة المسلحة في أعقاب حرب تموز 1971.

في المؤتمر الوطني الثالث عام 1972 انتخب نائباً للأمين العام .

تولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000 ، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أمين عام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

عاد للوطن في نهاية أيلول عام 1999.

عضويته في مؤسسات م.ت.ف:
- عضو في المجلس الوطني منذ عام 1968 .
- عضو المجلس المركزي الفلسطيني .
- عضو اللجنة التنفيذية ما بين عام 1987 – 1991.

استشهد يوم الإثنين الموافق 27/8/2001 ، إثر عملية اغتيال من قبل اعداء الانسانية , على ايدي الصهاينة
حيث نفذوا عمليتهم الجبانة التي استهدفت تصفية هذا القائد الوطني الفلسطيني والعربي الاشتراكي الأممي بطائرة أمريكية الصنع

طائرة تدعى الاباتشي حملت اسم قبيلة هندية تم ابادتها من قبل البيض الاقطاعيين الرأسماليين.

وظنت امريكا الامبريالية واسرائيل الصهيونية انها قامت بالقضاء على قائد اشتراكي جديد واضافت لسجلها شيوعي جديد لسجل الثوار الذين اغتالتهم ولكنها كيف تستطيع القضاء على الضمائر الحية في تاريخ القضية الفلسطينية الاممية ؟

بثينه عبدالعزيز
21/12/2009, 10:59 AM
المناضل سلام عادل




هو حسين أحمد الرضي من مواليد النجف عام 1922

لأبوين ينتسبان إلى الشاعر الشريف الرضي، ثم إلى الإمام موسى الكاظم , أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدينة النجف، والتحق بدار المعلمين الابتدائية في بغداد عام 1940، وانتمى إلى الحزب الشيوعي العراقي عام 1942، خلال دراسته في المعهد، تخرج في العام 1943، وعين معلما في الديوانية. وخلال إحدى جولاته التفتيشية للمدارس، شاهد الأستاذ ناجي يوسف مدير تربية الديوانية المعلم حسين احمد الرضي، فأعجب به، لشخصيته الفذة وضبطه الصف، ورأي المعلمين الايجابي فيه، وعرف منه انه رسام ورياضي ومخرج مسرحي، ولكي تبرز هذه الكفاءة لعطاء اكبر قرر نقله إلى التعليم الثانوي مدرسا لمادة الرسم، وجرى تعيينه في ثانوية الديوانية، وأثناء مرافقته لمدير عام التربية ومديرة المدرسة في جولة لصفوف الثانوية لتقديم المدرس الجديد لمادة الرسم للطالبات، التقى للمرة الأولى الآنسة ثمينة ناجي يوسف، ابنة مدير التربية، والطالبة في الصف السادس الثانوي التي اقترن بها فيما بعد وأصبحت أما ” لابنتيه إيمان وشذى وولده علي “.

وابدى الشهيد مهاراته في الرسم ولعبتي كرة السلة والطائرة مما ادى الى كسب ود شبيبة مدارس ونوادي الديوانية واصبح مثار اعجابهم، ونظرا لنشاطاته الاجتماعية والحزبية المتميزة تلك، قررت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الديوانية ضمه اليها عام 1944 بعد اخذ موافقة المركز في بغداد، وحظي بشرف اللقاء بالرفيق فهد الذي اعجب بذكائه وفطنته، ونتيجة لنشاطاته تلك، استدعي لمقابلة مدير شرطة الديوانية بهجت العطية ”مدير الامن العام فيما بعد“ وجرى حوار بينهما انتهى بفصله من الوظيفة.

غادر الى بغداد وعمل بجد ونشاط بين رفاقه في بغداد، وبعد اشتداد الهجمة التي اعقبت وثبة كانون، وبلغت ذروتها في اعدام شهداء الحزب ”فهد، صارم، حازم “ شنت السلطات الملكية حملة اعتقالات واسعة، اعتقل فيها الشهيد وسجن 3 سنوات مع سنتين ابعاد، وتمكن من الافلات من آسريه عند نقله الى الرمادي لقضاء فترة الابعاد، ليعود ثانية الى الحزب ليقود الاضرابات العمالية في محافظة البصرة في الموانئ والنفط والكهرباء

وخلال حياته القصيرة، أصبح نموذجاً للشيوعي الجيد وابناً وفياً للشعب العراقي وحركته الوطنية وواحداً من قادته البارزين. وعرفته الحركة الشيوعية العالمية باسم "سلام عادل".

ولهذا من الطبيعي أن تكون لحياة "حسين" مميزاتها الخاصة بها، فهو الجنين الذي نمى وترعرع في رحم الحركة الوطنية وحزبها الشيوعي والتي أنجبت منه "شهيدها سلام عادل".

لقد آمن سلام عادل إيماناً عميقاً بأن "الجماهير هي التي تصنع التاريخ". وأن كفاحها الواعي والمنظم هو الكفيل لوحده بصناعة تاريخها بما يتلائم مع مصالحها وتحقيق طموحاتها الإنسانية النبيلة.
ولكل إنسان، مهما كان موقعه وحسب ظروفه وإمكانياته، دوره الخاص في مجرى الكفاح العام من أجل غد أفضل، وأجمل، لحياته ولكل الناس. وكلما تعمق وعيه وازداد استيعابه للظروف المحيطة به ولدروس وعبر التاريخ، وكلما انتظم عمله، كلما كان تأثيره أكبر واشمل. وقد كان لسلام عادل أيضاً دوره الخاص الذي أداه بشرف ودفع حياته ثمناً لذلك.

تعرض للكثير من الاعتقالات على يد السلطات الملكية الحاكمة في العراق آنذاك

وكان ناشطا في قيادة الاضرابات العماليّة في العراق وقائدا لانتفاضة الشعب العراقي على اثر العدوان الثلاثي على مصر عام (1956)

وقد قدم دعما صريحا ومن خلال نشاطه في الحزب، لولادة ثورة الرابع عشرمن تموز عام (1958 ) وكان قد قُلد منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي قبلها بثلاث سنوات , اي عام (1955)

وقد ساند الحزب الشيوعي العراقي، حكومة الثورة خلال عمرها القصير ضد المؤامرات التي حيكت لاجهاضها ودعم الاجراءات والمنجزات الوطنية التقدمية التي حققتها لمصلحة الشعب العراقي

وفي 8 شباط عام 1963 حصل الانقلاب الدموي
وكشف فيه حزب البعث عن فاشيته في البيان رقم 13 السيىء الصيت، ومن خلال التصفيات الجسدية والقتل الجماعي الذي مارسه الانقلابيون ضد الشيوعيين والديمقراطيين، وممارسة اقسى انواع التعذيب الوحشي في هيئات التحقيق، وكان الشهيد سلام عادل الذي اعتقل في 19 شباط 1963، قد تعرض الى ما لا يتصوره العقل البشري لهول ما تعرض له من تعذيب، حيث مارس الفاشيون البعثيون الذين ما يزال قسم منهم احياء من اعضاء الهيئة التحقيقية في قصر النهاية، حيث قام المجرم رئيس الهيئة بتقطيع اوصال الشهيد وعضلات جسمه بـ ”الكتر“ ـ آلة تقطيع الاسلاك الكهربائية ـ وكسر العمود الفقري وفقئ عينيه، والركل والضرب بأخمص البنادق والدماء تنزف من جسده، من دون ان ينال منه المجرمون الجلادون،فقد بقي شامخا بوجه اعدائه القتلة
واعلنت اذاعة بغداد مساء السابع من آذار 1963، عن تنفيذ حكم الاعدام بالرفيق سلام عادل ورفيقيه محمد حسين أبو العيس وحسن عونيه.

هكذا عاش سلام عادل حياة نضالية مشرقة متألقة
ومات شهيدا شامخا، مدافعا حتى النفس الاخير من حياته، عن مبادئ واسرار حزبه
واعطى مثلا ملهما لكل الشيوعيين في نضالهم وحياتهم. وقدم مثلا اعلى في الصمود والتضحية من اجل المبادئ العليا وقضية الحزب والشعب.





فالف تحيه لرمز الشموخ والصلابة المناضل سلام عادل.

بثينه عبدالعزيز
22/12/2009, 10:37 AM
المناضل فؤاد نصار






هو المناضل البارز والقائد الوطني والأممي والابن البار للشعبين الفلسطيني والأردني، الذي رحل عنا في 30 أيلول عام 1976، والذي كرس حياته دفاعا عن القضايا الوطنية، وعن العمال والفلاحين والفقراء عامة

قاتل المستعمرين الإنجليز والعصابات الصهيونية في فلسطين، وواصل نضاله ضد المستعمرين البريطانيين في العراق والأردن، بعد نكبة 1948 وتشريد الشعب الفلسطيني.

وأصبح فؤاد نصار قائدا سياسيا وكاتبا لامعا ومثقفا ثوريا أتقن عدة لغات، على الرغم انه ترك المدرسة من الصف الرابع ابتدائي ليعمل في صناعة الأحذية للمساعدة في نفقات العائلة، التي كانت تعتمد على دخل والدته، التي كانت تعمل في التعليم. وكرس قلمه لكتابة مئات المقالات في الصحف العربية والعالمية، وكانت كتاباته تلعب دورا كبيرا في تعريف الرأي العام العالمي على نضالات الشعبين الشقيقين الفلسطيني والأردني.


ولد فؤاد نصار في بلودان عام 1914 وعاد برفقة أبويه وإخوته عام 1920 إلى مدينة الناصرة مسقط رأس والديه وعائلته، في عام 1929 شارك في المظاهرات الشعبية ضد الاستعمار البريطاني وضد الاستيطان الصهيوني، واحتجاجا على إعدام الوطنيين الفلسطينيين الثلاثة حجازي وجمجوم والزير، وقد القي القبض عليه وسجن لمدة أسبوع، وكانت بداية حياته النضالية.


في عام 1936 قام فؤاد نصار بتشكيل مجموعة من الثوار كانت تصنع المتفجرات، وتهاجم المواقع البريطانية، اعتقل في نفس العام، وقدم للمحكمة بتهمة الانتماء إلى منظمة سرية معادية للانتداب البريطاني، والقيام بنشاط شيوعي، اكتشف فؤاد نصار حقد البريطانيين على الشيوعيين مما دفعه للبحث عنهم، وتعرض بعد ذلك إلى الاعتقال عدة مرات ، خرج من سجن عكا وفرضت عليه الإقامة الجبرية في الناصرة ، فر إلى الخليل والتحق بالثورة الفلسطينية من جديد ، استدعته القيادة العامة للثورة الفلسطينية في أواخر عام 1938 إلى لبنان ليعود إلى فلسطين قائدا للثورة المسلحة في منطقة القدس والخليل ، بعد انسحاب القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني إلى دمشق بسبب مرضه.



استمر في قيادة الثورة لهذه المنطقة حتى أواخر عام 1939، حين بدأت الحرب العالمية الثانية، وأخذت السلطات الفرنسية في سوريا ولبنان تضييق الخناق على الثوار.


قاد عدة معارك ضارية ضد قوات الاحتلال البريطاني بينها معارك كسلا وعرطون وإم الروس ومار الياس وغيرها، حيث كبد العدو خسائر فادحة بالرجال والعتاد، وتجلت في كل هذه المعارك شجاعته الفائقة وحنكته العسكرية وإخلاصه للقضية الوطنية ووفاءه التام ومحبته وصلاته الوثيقة بالفئات الشعبية، أصيب بجروح بليغة في يده اليمنى وكتفه في تشرين أول 1939 وفي منتصف كانون أول 1939 انسحب بناء على توجيهات القيادة العامة للثورة، مع مجموعة من رجاله إلى بغداد، عن طريق الأردن التي وصلها مشيا على الأقدام، حيث وفرت له العائلات الأردنية المكان الآمن، ووصل بغداد عام 1940 ودخل الكلية العسكرية في بغداد وتخرج منها بعد 9 أشهر، وفي آذار عام 1941 قامت ثورة الضباط الوطنيين في بغداد ( حركة رشيد عالي الكيلاني ) ضد الإنجليز، واشترك فيها، وانسحب بعد فشل الحركة مع رفاقه الثوار إلى إيران في حزيران عام 1941، لم تسمح لهم إيران في البقاء على أراضيها، فقد استقر به الأمر في شمال العراق، وتعرض خلال وجوده في العراق للمطاردة والاعتقال من قبل السلطات البريطانية، تعرف على قادة الحركة الوطنية العراقية وقادة الحزب الشيوعي العراقي وفي مقدمتهم الأمين للحزب يوسف سلمان ( فهد )


في أواخر عام 1942 أصدرت حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين عفوا عاما، وعاد فؤاد نصار في بداية عام 1943 إلى فلسطين، وفرضت عليه السلطات البريطانية الإقامة الجبرية في مدينة الناصرة. أعاد اتصاله بالعمال والنقابيين الذين كان قد تعرف عليهم في الثلاثينات، وانضم للحركة النقابية الفلسطينية.


في خريف عام 1943 تم تكوين عصبة التحرير الوطني في فلسطين وانتخب ابو خالد عضوا في اللجنة المركزية بينما كان غائبا وفي عام 1944 انعقد المؤتمر الأول للعصبة واقر برنامجها وانتخب أبو خالد أحد أربعة أمناء للجنة المركزية للعصبة.


وفي عام 1945 تم تأسيس مؤتمر العمال العرب في فلسطين وانتخب فؤاد نصار أمينا عاما للمؤتمر ومسؤلا عن تحرير جريدة الإتحاد التي أصبحت لسان حال مؤتمر العمال العرب.


اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948 وتفاقمت الأعمال الإرهابية لمنظمة الهجا ناه اليهودية الفاشية، ودخلت الجيوش العربية فلسطين، احتلت العصابات الصهيونية معظم الأراضي الفلسطينية وتم تشريد الشعب الفلسطيني، وتمزقت عصبة التحرير الوطني الفلسطيني، ولم يبقى من قيادتها في الضفة الغربية سوى ( 8 ) أعضاء منهم فؤاد نصار وطالب في حينه، بإقامة الدولة الفلسطينية التي نص عليها قرار الأمم المتحدة الصادر في 29/11/1947.


لم يعد ممكنا بقاء عصبة التحرير الوطني الفلسطينية بمعزل عن النضال الوطني الأردني، واعتبرت أن النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والقوات البريطانية في الأردن هدف مشترك للشعبين الشقيقين ولذلك واصلت نضالها السياسي في الأردن من اجل استكمال الاستقلال السياسي، وإلغاء المعاهدة البريطانية، وإخراج القوات البريطانية من البلاد، يقول فؤاد نصار أن التماثل بين مصالح الإمبريالية البريطانية والحركة الصهيونية في العالم العربي وعدائهم المشترك لحركة التحرر الوطني العربية كانا من بين العوامل الأساسية التي جعلت بريطانيا تصدر وعد بلفور.


و بناء على المستجدات أعلن في عام 1951عن قيام الحزب الشيوعي الأردني وانتخب فؤاد نصار امينا عاما للحزب ، وفي نهاية 1951 القي القبض عليه وحكم لمدة عشر سنوات وخفض الحكم لست سنوات ، وبقي في سجن الجفر الصحراوي طيلة هذه المدة ، وفي تموز عام 1956 رفضت السلطات اطلاق سراحه، الى ان جاءت الحكومة الوطنية برئاسة الشخصية الوطنية سليمان النابلسي، في أعقاب نجاح الحركة الوطنية في الانتخابات النيابية ، وقررت إطلاق سراحه، ونجح عن الحزب في هذه الانتخابات نائبان د.يعقوب زيادين عن مقعد القدس، وفائق وراد عن مقعد رام الله.



وفي آذار عام 1956 تحقق شعار هام من شعارات الحركة الوطنية الأردنية بطرد قائد القوات البريطانية كلوب باشا وتعريب الجيش.


وفي نيسان عام 1957 غادر فؤاد نصار البلاد إلى دمشق بسبب الظروف التي نشأت في البلاد بعد الانقلاب على الحكومة الوطنية، وتنقل بين دمشق وبغداد إلى أن استقر به المقام في أوائل عام 1960 في ألمانيا الديمقراطية وعاد للبلاد بعد حرب حزيران 1967 قائدا للحزب، وكان على رأس كونفرنس الحزب في نيسان عام 1970 الذي أقر تشكيل قوات الأنصار للمساهمة في الكفاح المسلح ضد الإحتلال الإسرائيلي.

وفي عام 1972 اختير عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني، وواصل عمله على رأس الحزب في النضال من اجل تحقيق الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، ومن اجل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولتة على ارض وطنه

بثينه عبدالعزيز
22/12/2009, 10:38 AM
المناضل عبد العزيز الرنتيسي







وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي في 23/10/1947 في قرية يبنا (بين عسقلان و يافا) . لجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة و استقرت في مخيم خانيونس للاجئين و كان عمره وقتها ستة شهور . نشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة و أختين .


التحق و هو في السادسة من عمره بمدرسةٍ تابعة لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين و اضطر للعمل أيضاً و هو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرّ بظروف صعبة . و أنهى دراسته الثانوية عام 1965 ، و تخرّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972 ، و نال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال ، ثم عمِل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خانيونس) عام 1976 .


متزوّج و أب لستة أطفال (ولدان و أربع بنات) .


- شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها : عضوية هيئة إدارية في المجمّع الإسلامي و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة و الهلال الأحمر الفلسطيني .


- شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هئية إدارية في المجمع الإسلامي ، و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء) ، و الهلال الأحمر الفلسطيني .


- عمِل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرّس مساقاتٍ في العلوم و علم الوراثة و علم الطفيليات .


- اعتقل عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال ، و في 5/1/1988 اعتُقِل مرة أخرى لمدة 21 يوماً .


- أسّس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع عام 1987 .


- اعتقل مرة ثالثة في 4/2/1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال الصهيوني ، و أطلق سراحه في 4/9/1990 ، و اعتُقِل مرة أخرى في 14/12/1990 و ظلّ رهن الاعتقال الإداري مدة عام .


- أُبعِد في 17/12/1992 مع 400 شخصٍ من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام الكيان الصهيوني على إعادتهم .


- اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني فور عودته من مرج الزهور و أصدرت محكمة صهيونية عسكرية حكماً عليه بالسجن حيث ظلّ محتجزاً حتى أواسط عام 1997 .


- كان أحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة عام 1987 ، و كان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987 ، ففي 15/1/1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراكٍ بالأيدي بينه و بين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة ، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة .


- و بعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/3/1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف العام حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس و قيادة حماس و صياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك فحوكم على قانون "تامير" ، ليطلق سراحه في 4/9/1990 ، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ 14/12/1990 حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ كامل .


- و في 17/12/1992 أُبعِد مع 416 مجاهد من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم و تعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الصهيوني ، و قد نجحوا في كسر قرار الإبعاد و العودة إلى الوطن .


خرج د. الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996 ، و أخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني و عن مواقف الحركة الخالدة ، و يشجّع على النهوض من جديد ، و لم يرقْ ذلك للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقلّ من عامٍ من خروجه من سجون الاحتلال و ذلك بتاريخ 10/4/1998 و ذلك بضغطٍ من الاحتلال كما أقرّ له بذلك بعض المسؤولين الأمنيين في السلطة الفلسطينية و أفرج عنه بعد 15 شهراً بسبب وفاة والدته و هو في المعتقلات الفلسطينية .. ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات ليُفرَج عنه بعد أن خاض إضراباً عن الطعام و بعد أن قُصِف المعتقل من قبل طائرات العدو الصهيوني و هو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط و عناصر الأمن خشية على حياتهم ، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهراً في سجون السلطة الفلسطينية .


- حاولت السلطة اعتقاله مرتين بعد ذلك و لكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله .


- الدكتور الرنتيسي تمكّن من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل و ذلك عام 1990 بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين ، و له قصائد شعرية تعبّر عن انغراس الوطن و الشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده ، و هو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف .


و لقد أمضى معظم أيام اعتقاله في سجون الاحتلال و كلّ أيام اعتقاله في سجون السلطة في عزل انفرادي ... و الدكتور الرنتيسي يؤمن بأن فلسطين لن تتحرّر إلا بالجهاد في سبيل الله .


- و في العاشر من حزيران (يونيو) 2003 نجا صقر "حماس" من محاولة اغتيالٍ نفّذتها قوات الاحتلال الصهيوني ، و ذلك في هجومٍ شنته طائرات مروحية صهيونية على سيارته ، حيث استشهد أحد مرافقيه و عددٌ من المارة بينهم طفلة .


و في الرابع والعشرين من آذار (مارس) 2004 ، و بعد يومين على اغتيال الشيخ ياسين ، اختير الدكتور الرنتيسي زعيماً لحركة "حماس" في قطاع غزة ، خلفاً للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين .


- واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004 بعد أن قصفت سيارتهم طائرات الأباتشي الصهيونية في مدينة غزة ، ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة .

بثينه عبدالعزيز
23/12/2009, 12:30 PM
أبيات كتبها الشهيد عبد العزيز الرنتيسى و هو فى منفاه يمدح فيها الشيخ أحمد ياسين :




عودوا الى المشلول ياسين العلا

بحماسه دارت على البغى الدوائر

فغدا تعود لنا الديار تبثنا

أشواقها .... ونقيل فى ظل البيادر

لنكحل العينين من أطيافها

ونردد التسبيح مع رنات طائر

عودوا الى مرج الزهور لتعلموا

أن المبادئ لا تذل الى مكابر

بثينه عبدالعزيز
23/12/2009, 12:31 PM
وقال الرنتيسي بعد استشهاد يحيى عياش مهندس حماس :




عياش حى .... لا تقل عياش مات

أوهل يجف النيل أو نهر الفرات

عياش شمس والشموس قليله

بشروقها تهدى الحياه الى حياه

أبشر فان جهادنا متواصل

ان غاب مقدام ستخلفه المئات

بثينه عبدالعزيز
23/12/2009, 12:32 PM
قال الرنتيسي عندما سجن مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين :




يا طود يا بركان .... يا علم

ماذا يخط لوصفك القلم

يا من على الألام قد طويت

منك الضلوع وأنت مبتسم

بثينه عبدالعزيز
24/12/2009, 10:47 AM
خليل الوزير
المعروف بـ "أبو جهاد"





ولد القائد خليل إبراهيم محمود الوزير المعروف بـ "أبو جهاد" في نهاية عام 1935م في بلدة الرملة بفلسطين، وغادر بلدته – الرملة – إلى غزة إثر حرب 1948م مع أفراد عائلته.

درس أبو جهاد في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، ومن السعودية توجه إلى الكويت، حيث ظل بها حتى عام 1963م. وهناك تعرف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح.

في عام 1963م غادر الكويت إلى الجزائر حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى أبو جهاد مسؤولية ذلك المكتب. كما حصل خلال هذه المدة على إذن من السلطات بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين على أرض الجزائر.

وفي عام 1965م غادر الجزائر إلى دمشق حيث أقام مقر القيادة العسكرية، وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، كما شارك في حرب 1967م وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الصهيوني في منطقة الجليل الأعلى.

وقد تولى بعد ذلك المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة. وخلال توليه قيادة هذا القطاع في الفترة من 76 – 1982م عكف على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة، كما كان له دور بارز في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982م والتي استمرت 88 يومًا خلال الغزو الصهيوني للبنان.

تقلد أبو جهاد العديد من المناصب خلال حياته ، فقد كان أحد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة.

ويعتبر أبو جهاد – رحمه الله – أحد مهندسي الانتفاضة وواحدًا من أشد القادة المتحمسين لها



ومن أقواله


إن الانتفاضة قرار دائم وممارسة يومية تعكس أصالة شعب فلسطين وتواصله التاريخي المتجدد.
ومنها: لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة.
وقوله: إن مصير الاحتلال يتحدد على أرض فلسطين وحدها وليس على طاولة المفاوضات.
كما كان يقول: لماذا لا نفاوض ونحن نقاتل؟
ويرى أن كل مكسب ينتزع من الاحتلال هو مسمار جديد في نعشه.



اغتيال خليل الوزير


شعر الكيان الصهيوني بخطورة الرجل لما يحمله من أفكار ولما قام به من عمليات جريئة ضد الاحتلال؛ فقرر هذا الكيان التخلص من هذا الكابوس المتمثل في أبو جهاد، وفي 16/4/1988م قامت عصابات الغدر الصهيونية بعملية اغتيال حقيرة كلفتهم ملايين الدولارات، وفي ليلة الاغتيال تم إنزال 20 عنصرًا مدربًا من عصابات الإجرام الصهيوني من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة، وبعد مجيء خليل الوزير إلى بيته كانت اتصالات عملاء الموساد على الأرض تنقل الأخبار، فتوجهت هذه القوة الكبيرة إلى منزله فقتلوا الحراس وتوجهوا إلى غرفته، فلما شعر بالضجة في المنزل رفع مسدسه ووضع يده على الزناد لكن رصاصات الغدر الصهيونية كان أسرع إلى جسده، فاستقر به سبعون رصاصة ليلقى ربه في نفس اللحظة

بثينه عبدالعزيز
24/12/2009, 10:57 AM
صلاح خلف ( ابو اياد )






بين الولادة في اليوم الأخير من شهر آب عام 1933، والشهادة في الدقائق الخمس الأخيرة، قبل انتصاف شهر كانون الثاني عام 1991، ثمانية وخمسون عاما من التاريخ الفلسطيني المتفجر باللوعة..

فابواياد كان في حياته يحمل فلسطين كاملة، ويحلم بفلسطين كاملة.

لكن (الوطن) الذي ناضل أبو إياد لاستعادته وقضى من اجله يمد شهداءه بالحياة الجديدة مستلهما من تاريخهم ومن وصاياهم عزيمة البقاء ووسيلة الديمومة.


سيكون لنا، ذات يوم، وطن.. قالها ابواياد ومضى


لم يكن صلاح خلف الشهيد الفلسطيني الأول، ولن يكون الأخير، لكنه واحد من الرموز النضالية المهمة في التاريخ الفلسطيني المعاصر، وهو، بلا شك، واحد من أهم رموز الثورة الفلسطينية وقادتها البارزين. وفي سيرته من الولادة إلى الشهادة تلخيص للعذاب الفلسطيني وللإنجاز الفلسطيني أيضا...



النشأة


ولد صلاح خلف في يافا في 31/8/1933، وكان والده القادم أصلا من غزة موظفا متوسطا في السجل العقاري في المدينة.


والتحق الطفل (آنذاك) بإحدى المدارس الابتدائية لتلقي التعليم الذي كان والده حريصا على توفيره لأبنائه مثل سائر الآباء الفلسطينيين.



وفي تلك الفترة تعرف التلميذ صلاح خلف على طبيعة الصراع بين العرب واليهود من خلال احتكاكه بأبناء (المعسكر الآخر). والتحق بأشبال النجادة وهو فتى يانع، وكانت منظمة النجادة في ذلك الوقت تنظيما يسعى لمقاومة تهويد فلسطين، ويدرب أعضاءه باستخدام البنادق الخشبية نظرا لندرة السلاح.


وفي تشرين الأول عام 1945، جرب الفتى صلاح خلف الاعتقال لأول مرة، عندما داهمت شرطة الانتداب منزل أسرته وأصرت على اعتقاله بتهمة الاعتداء على تلميذ يهودي.


لكن يوم الثالث عشر من عام 1948، هو اليوم الأكبر تأثيرا في ذاكرة (ابو اياد)، ففي هذا اليوم هاجرت عائلته من يافا الى غزة هربا من القوات الصهيونية، وقد ركب صلاح خلف مع واليده واشقائه وشقيقاته ورهط من المهاجرين في مركب غادر ساحل يافا متجها إلى غزة تحت وابل من نيران القصف اليهودي.


وفي غزة التي وصلها بعد رحلة صعبة رأى فيا الفجيعة على وجهي أبوين فقدا طفلهما ثم القيا بنفسيهما في البحر، بدأ صلاح خلف حياة جديدة، والتحق بإحدى المدارس الثانوية ليكمل تعليمه، وعمد بالتعاون مع شقيقه الأكبر عبد الله إلى العمل سرا لمساعدة الوالد الذي كانت مدخراته تنفذ دون ان يستطيع توفير مصدر للدخل.


عام 1952 توجه صلاح خلف إلى القاهرة لدراسة اللغة العربية في جامعة الأزهر، وهناك بدأ نشاطه النضالي المنظم، وتعرف على "الطالب" ياسر عرفات، وتعاون الاثنان في النضال من خلال رابطة الطلاب الفلسطينيين (1952-1956)، ثم من خلال رابطة الخريجين الفلسطينيين.


وفي تلك المرحلة واجه صلاح خلف الكثير من الصعوبات مع الأجهزة الأمنية في مصر، لكنه تمكن أيضا، وهو ما زال طالبا، من اللقاء مع الرئيس جمال عبد الناصر ليعرض عليه مطالب الطلبة الفلسطينيين من مصر ومن جامعة الدول العربية. ثم واصل صلاح خلف نشاطه حتى بعد عودته إلى غزة ليعمل مدرسا لفترة من الزمن، قبل ان يسافر إلى الكويت ليعمل في مدارسها معلما للغة العربية. وكان قد حصل على دبلوم تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس المصرية.


وفي الكويت بدأ مع صديقه ياسر عرفات وخالد الحسن وسليم الزعنون وفاروق القدومي (ابو اللطف) ومناضلين آخرين بناء تنظيم حركة فتح. وبالاتصال مع مناضلين آخرين في بلدان مختلفة، كان أبرزهم أبويوسف النجار وكمال عدوان ومحمود عباس (ابو مازن) المقيمين في قطر، تمكن (المؤسسون) من بناء الحركة التي أصبحت في السنوات اللاحقة اكبر فصيل فلسطيني ورائدة النضال الوطني التحرري الفلسطيني. وكان ابو اياد منذ ذلك الوقت وحتى استشهاده يوصف بأنه الرجل الثاني في فتح، وفي منظمة التحرير الفلسطينية.


وقد تفرغ ابو اياد للعمل النضالي من خلال حركة فتح وتسلم مواقع وأنجز مهمات صعبة في كل مواقع تواجد الثورة في القاهرة ودمشق وعمان وبيروت. فشارك في معركة الكرامة عام 1968، كما شارك في قيادة العمليات طيلة سنوات الحرب اللبنانية، وبقي في بيروت أثناء الحصار وغادرها مع المقاتلين عام 1982.


تميزت شخصية صلاح خلف بالصلابة والقوة، فكان صلب الإرادة متوقد العزيمة لا تحد اندفاعته حدو،د إلا ما وقر في قلبه والتزامه بأخوته وقضيته، كما تميزت شخصيته بالسلاسة والمحبة والمرونة في التعامل مع الكادر التنظيمي الذي أحبه وتقرب منه، وكان لقدرات الشهيد أبوإياد الخطابية أن رسمت منه شخصية بارزة وآسره للجمهور الذي كان يتوافد بعشرات الآلاف ليستمع لحديثه في المهرجانات أو الخطابات أو المؤتمرات.


يشار إلى صلاح خلف غالبا بأنه كان وراء (منظمة أيلول الأسود) التي ضربت المصالح الإسرائيلية والمصالح الأمريكية في أرجاء العالم ولم تكن عملية ميونخ ضد الرياضيين الإسرائيليين الشهيرة إلا بداية لمثل هذا النمط من العمليات الذي أنكر أبوإياد علاقته بها.


كان صلاح خلف إلى يسار الأخ القائد الرمز ياسر عرفات رفيق دربه ومساعده الأمين ، وأول من كان يقوم أخطاءه ويرفض أو يصارع لتثبيت مفاهيم وآراء المعارضين داخل الحركة في حركية إحداثه للتوازن المطلوب في جسد الحركة، فكان أول المؤيدين لمطالب الإصلاح ، وأول الرافضين للانشقاق على الحركة ما حصل عام 1983.


وخلال وجوده في قيادة الثورة، تسلم ابو اياد العديد من المؤسسات الحساسة ومنها رئاسته لجهاز الامن الموحد للثورة الفلسطينية ( امن منظمة التحرير الفلسطينية)، ولذلك فقد تعرض للعديد من محاولات الاغتيال التي نجا منها بفضل يقظته ودرايته بهذه المحاولات


من المعروف والبديهي إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" كان يريد رأس أبي إياد بأي ثمن، وقد حاول من خلال عملائه، أكثر من مرة اغتيال (الرجل الثاني) لكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل.


ومن المتوقع أن تكون أجهزة استخبارية أخرى قد حاولت الوصول إلى أبي إياد وإنهاء حياته، لكن الأمر لم يكن سهلا حتى في بيروت أثناء الحرب الطويلة بسبب يقظة الرجل واحتياطاته الأمنية التي تنبه إلى أهميتها القصوى بعد استشهاد رفاقه الثلاثة كمال ناصر وكمال عدوان وابو يوسف النجار على أيدي الكوماندوز الإسرائيليين في عملية فردان عام 1973 في بيروت.





اغتياله :


كان القاتل المأجور حمزة ابو زيد احد حراس (ابو الهول) - هايل عبد الحميد - الذي قضى أيضا في تلك الدقائق الخمسة المشؤومة، كما قضى أيضا ابو محمد العمري مدير مكتب ابو اياد.


ولو تساءلنا عن الجهة صاحبة المصلحة في اغتيال القادة الثلاثة .. لوجدنا أن جميع المؤشرات والدلائل تشير إلى أن الموساد الإسرائيلي وعملائه وراء هذا العمل الإجرامي .. حيث إننا نعلم من البداية والى النهاية أن إسرائيل هي العدو الأول والجهة الأولى صاحبة المصلحة الكبيرة ليس في قتل هؤلاء القادة الثلاث فقط .. وانما في قتل كل المناضلين العرب وخاصة الفلسطينيين الذين يقفون بكل قوة أمام جبروتها وغرورها
إن مصلحة اليهود تقتضي دائماً بان يحاربوا العرب ويقتلوهم دون أن يحدث لإسرائيل أية خسائر


إن جهاز الموساد الإسرائيلي الذي يعمل دائماً في الخفاء والعلن من اجل التخلص من كل زعماء منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة من يتمتعون بالعقول الذكية التي تفكر للمستقبل وتسبق الأحداث التي تراها بعمق وتعقل .
والأخطر من ذلك تلك الشخصيات المعارضة للهيمنة والاغتصاب الإسرائيلي والتي تقف ضد المطامع اليهودية . ومن أهم هذه الشخصيات صلاح خلف وهايل عبد الحميد

بثينه عبدالعزيز
27/12/2009, 10:55 AM
سعيدة المنبهي




ولدت الشهيدة سعيدة في شتنبر 1952م .
التحقت بكلية الاداب بالرباط بعد حصولها على شهادة الباكلوريا..وهناك ناضلت ضد القمع والاستبداد، في اطار الحركة الطلابية، ضمن- الاتحاد الوطني لطلبة المغرب-

التحقت بالمركز الجهوي التربوي لتكوين الاساتدة. وبعد تخرجها عينت مدرسة للغة الانجليزية باحدى مؤسسات العاصمة الرباط.

انضمت الى الحركة الماركسية المغربية التي ناضلت من اجل التغيير والديمقراطية..في اطارمنظمة - الى الامام- السرية بسبب الحظر المفروض ، ضمن مسلسل لقمع للمعارضين السياسيين..

اختطفتها الاجهزة القمعية السرية يوم :16 يناير 1976م لمساندتها الشعب الصحراوي في حقه لتقرير مصيره، ونضالها من اجل حقوق المراة.

تعرضت لابشع انواع التعديب لانتزاع اعترافات حول تنظيم الى الامام ، وذلك في المعتقل السري- درب مولاهم الشريف - ..لتنقل بعد ذلك باشهر الى السجن المدني بالدار البيضاء دون محاكمة , لغاية 1977م حيث حكم عليها بالسجن لمدة 5 سنوات . اضافة الى سنتين بتهمة اهانه القضاء،لرفعها شعارات سياسية داخل القاعة.. لتعيش في الزنزانة تحت العزلة .

خاضت الى جانب رفاقها ورفيقاتها ..اضرابا ت عن الطعام ..توجت بالاضراب البطولي اللامحدود للمطالبة بسن قانون للمعتقل السياسي وفك العزلة على المعتقلين..

استشهدت سعيدة يوم 11/12/1977م بعد نقلها وهي بغيبوبة الى مستشفى ابن رشد بالبيضاء ، اثر تجاوزها اربعين يوما من الاصراب المتواصل عن الطعام ..

لتصبح ذكرى استشهادها يوما وطنيا للاحتفاء بالمراة المغربية المناضلة، بتوصية من الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالمغرب.

ولتكون عروس شهداء وشهيدات الحرية والديمقراطية والمساواة بالمغرب والوطن العربي .



المجد والخلود لمناضلينا وشهدائنا...........

بثينه عبدالعزيز
27/12/2009, 10:57 AM
فتحي الشقاقي





"هو الواجب المقدس في صراع الواجب والإمكان، هو روح داعية مسؤولة في وسط بحر من اللامبالاة والتقاعس، وهو رمز للإيمان والوعي والثورة والإصرار على عدم المساواة" هذا هو "عزّ الدِّين القسَّام" في عيني "فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي" من مواليد 1951م في قرية "الزرنوقة" إحدى قرى يافا بفلسطين

نزح مع أسرته لمخيمات اللاجئين في رفح - غزة، توفِّيت عنه والدته وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته..

التحق الشقاقي بجامعة "بير زيت"، وتخرج في قسم الرياضيات، ثم عمل مدرسًا بمدارس القدس، ونظرا لأن دخل المدرس كان متقطعًا وغير ثابت، حينها فقد قرَّر الشقاقي دراسة الشهادة الثانوية من جديد، وبالفعل نجح في الحصول على مجموع يؤهله لدخول كلية الهندسة كما كان يرغب، لكنه حاد عنها بناء على رغبة والده، والتحق بكلية الطب جامعة الزقازيق بمصر، وتخرج فيها، وعاد للقدس ليعمل طبيبًا بمستشفياتها.

لم يكن الشقاقي بعيدًا عن السياسة، فمنذ عام 1966م أي حينما كان في الخامسة عشرة من عمره كان يميل للفكر الناصري، إلا أن اتجاهاته تغيرت تمامًا بعد هزيمة 67، وخاصة بعد أن أهداه أحد رفاقه في المدرسة كتاب "معالم في الطريق" للشهيد سيد قطب، فاتجه نحو الاتجاه الإسلامي، ثم أسَّس بعدها "حركة الجهاد الإسلامي" مع عدد من رفاقه من طلبة الطب والهندسة والسياسة والعلوم حينما كان طالبًا بجامعة الزقازيق.

أراد الشقاقي بتأسيسه لحركه الجهاد الإسلامي أن يكون حلقة من حلقات الكفاح الوطني المسلح لعبد القادر الجزائري، والأفغاني، وعمر المختار، وعزّ الدِّين القسَّام الذي عشقه الشقاقي حتى اتخذ من اسم "عز الدين الفارس" اسمًا حركيًّا له حتى يكون كالقسَّام في المنهج وكالفارس للوطن، درس الشقاقي ورفاقه التاريخ جيِّدًا، وأدركوا أن الحركات الإسلامية ستسير في طريق مسدود إذا استمرت في الاهتمام ببناء التنظيم على حساب الفكرة والموقف (بمعنى أن المحافظة على التنظيم لديهم أهم من اتخاذ الموقف الصحيح)؛ ولذلك انعزلت تلك الحركات -في رأيهم- عن الجماهير ورغباتها، فقرَّر الشقاقي أن تكون حركته خميرة للنهضة وقاطرة لتغيير الأمة بمشاركة الجماهير، كذلك أدرك الشقاقي ورفاقه الأهمية الخاصة لقضية فلسطين باعتبار أنها البوابة الرئيسة للهيمنة الغربية على العالم العربي.

يقول الدكتور "رمضان عبد الله" رفيق درب الشقاقي: "كانت غرفة فتحي الشقاقي، طالب الطب في جامعة الزقازيق، قبلة للحواريين، وورشة تعيد صياغة كل شيء من حولنا، وتعيد تكوين العالم في عقولنا ووجداننا".

كان ينادي بالتحرر من التبعية الغربية، فطالب بتلاحم الوطن العربي بكل اتجاهاته، ومقاومة المحتل الصهيوني باعتبار فلسطين مدخلا للهيمنة الغربية. أراد أن تكون حركته داخل الهم الفلسطيني وفي قلب الهم الإسلامي..

وجد الشقاقي أن الشعب الفلسطيني متعطش للكفاح بالسلاح فأخذ على عاتقه تلبية رغباته، فحمل شعار لم يألفه الشعب في حينها، وهو "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للحركة الإسلامية المعاصرة"، فتحول في شهور قليلة من مجرد شعار إلى تيار جهادي متجسد في الشارع الفلسطيني، ومن هنا كانت معادلته (الإسلام – الجهاد - الجماهيرية).. يقول الشقاقي عن حركته: "إننا لا نتحرك بأي عملية انتقامية إلا على أرضنا المغصوبة، وتحت سلطان حقوقنا المسلوبة. أما سدنة الإرهاب ومحترفو الإجرام، فإنما يلاحقون الأبرياء بالذبح عبر دورهم، ويبحثون عن الشطآن الراقدة في مهد السلام ليفجرونها بجحيم ويلاتهم".


أراد الشقاقي بتأسيسه لحركه الجهاد الإسلامي أن يكون حلقة من حلقات الكفاح الوطني المسلح لعبد القادر الجزائري، والأفغاني، وعمر المختار، وعزّ الدِّين القسَّام الذي عشقه الشقاقي حتى اتخذ من اسم "عز الدين الفارس" اسمًا حركيًّا له حتى يكون كالقسَّام في المنهج وكالفارس للوطن، درس الشقاقي ورفاقه التاريخ جيِّدًا، وأدركوا أن الحركات الإسلامية ستسير في طريق مسدود إذا استمرت في الاهتمام ببناء التنظيم على حساب الفكرة والموقف (بمعنى أن المحافظة على التنظيم لديهم أهم من اتخاذ الموقف الصحيح)؛ ولذلك انعزلت تلك الحركات -في رأيهم- عن الجماهير ورغباتها، فقرَّر الشقاقي أن تكون حركته خميرة للنهضة وقاطرة لتغيير الأمة بمشاركة الجماهير، كذلك أدرك الشقاقي ورفاقه الأهمية الخاصة لقضية فلسطين باعتبار أنها البوابة الرئيسة للهيمنة الغربية على العالم العربي.

يقول الدكتور "رمضان عبد الله" رفيق درب الشقاقي: "كانت غرفة فتحي الشقاقي، طالب الطب في جامعة الزقازيق، قبلة للحواريين، وورشة تعيد صياغة كل شيء من حولنا، وتعيد تكوين العالم في عقولنا ووجداننا".

كان ينادي بالتحرر من التبعية الغربية، فطالب بتلاحم الوطن العربي بكل اتجاهاته، ومقاومة المحتل الصهيوني باعتبار فلسطين مدخلا للهيمنة الغربية. أراد أن تكون حركته داخل الهم الفلسطيني وفي قلب الهم الإسلامي.. وجد الشقاقي أن الشعب الفلسطيني متعطش للكفاح بالسلاح فأخذ على عاتقه تلبية رغباته، فحمل شعار لم يألفه الشعب في حينها، وهو "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للحركة الإسلامية المعاصرة"، فتحول في شهور قليلة من مجرد شعار إلى تيار جهادي متجسد في الشارع الفلسطيني، ومن هنا كانت معادلته (الإسلام – الجهاد - الجماهيرية).. يقول الشقاقي عن حركته: "إننا لا نتحرك بأي عملية انتقامية إلا على أرضنا المغصوبة، وتحت سلطان حقوقنا المسلوبة. أما سدنة الإرهاب ومحترفو الإجرام، فإنما يلاحقون الأبرياء بالذبح عبر دورهم، ويبحثون عن الشطآن الراقدة في مهد السلام ليفجرونها بجحيم ويلاتهم".

نظرًا لنشاط الشقاقي السياسي الإسلامي كان أهلاً للاعتقال، سواء في مصر أو في فلسطين، ففي مصر اعتقل مرتين الأولى عام 1979م؛ بسبب تأليفه كتابا عن الثورة الإسلامية بإيران وكان بعنوان "الخميني.. الحل الإسلامي والبديل"، وفي نفس العام تم اعتقاله مرة أخرى؛ بسبب نشاطاته السياسية الإسلامية. بعد الاعتقال الأخير عاد إلى فلسطين سرًّا عام 1981م، وهناك تم اعتقاله أكثر من مرة؛ بسبب نشاطه السياسي عامي 1983/ 1986م، وحينما أدركوا أن السجن لا يحدّ من نشاط الشقاقي الذي كان يحول المعتقل في كل مرة إلى مركز سياسي يدير منه شؤون الحركة من زنزانته، قرروا طرده خارج فلسطين في عام 1988م إلى لبنان هو وبعض رفاقه، ومنها تنقل في العواصم العربية مواصلاً مسيرته الجهادية.

لم يكن الشقاقي مجرد قائد محنك، بل تعدى حدود القيادة ليكون أخًا وزميلاً لكل أبناء المقاومة الفلسطينية فقد عُرف عنه نزاهة النفس، وصدق القيادة.. أحب فلسطين كما لم يحبها أحد، بل ما لم يعرف عن الشقاقي أنه كان عاشقًا للأدب والفلسفة، بل نَظَمَ الشعر أيضًا، ومن قصائده قصيدة "الاستشهاد.. حكاية من باب العامود" المنشورة بالعدد الأول من مجلة المختار الإسلامي في يوليو 1979م

أحبَّ الشقاقي أشعار محمود درويش، ونزار قباني، وكتابات صافيناز كاظم، بل وكان له ذوق خاص في الفن، فقد أُعجب بالشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، كان شاعرًا ومفكرًا وأديبًا، بل وقبل كل ذلك كان إنسانًا تجلت فيه الإنسانية حتى يُخيل للبشر أنه كالملاك.. كان رقيق القلب ذا عاطفة جيَّاشة.. حتى إنه كان ينْظِمُ الشعر لوالدته المتوفاة منذ صباه، ويهديها القصائد في كل عيد أم، ويبكيها كأنها توفيت بالأمس.

عشق أطفاله الثلاثة: خولة، أسامة، إبراهيم حتى إنه بالرغم من انشغاله بأمته كان يخصص لهم الوقت ليلهو ويمرح معهم، تعلق كثيرًا بابنته خولة؛ لما تميزت به من ذكاء حاد؛ إذ كان يزهو بها حينما تنشد أمام أصدقائه: "إني أحب الورد، لكني أحب القمح أكثر…".

لم يكن جبانًا قط، بل إن من شجاعته ورغبته في الشهادة رفض أن يكون له حارس خاص، وهو على دراية تامة بأنه يتصدر قائمة الاغتيالات الصهيونية، فضَّل أن يكون كالطير حرًّا طليقًا لا تقيده قيود ولا تحده حواجز.

وصل الشقاقي إلى ليبيا حاملاً جواز سفر ليبيا باسم "إبراهيم الشاويش"؛ لمناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين على الحدود الليبية المصرية مع الرئيس القذافي، ومن ليبيا رحل على متن سفينة إلى مالطا باعتبارها محطة اضطرارية للسفر إلى دمشق (نظرًا للحصار الجوي المفروض على ليبيا)، وفي مدينة "سليما" بمالطا وفي يوم الخميس 26-10-1995م اغتيل الشقاقي وهو عائد إلى فندقه بعد أن أطلق عليه أحد عناصر الموساد طلقتين في رأسه من جهة اليمين؛ لتخترقا الجانب الأيسر منه، بل وتابع القاتل إطلاق ثلاث رصاصات أخرى في مؤخرة رأسه ليخرَّ "أبو إبراهيم" ساجدًا شهيدًا مضرجًا بدمائه.

فرَّ القاتل على دراجة نارية كانت تنتظره مع عنصر آخر للموساد، ثم تركا الدراجة بعد 10 دقائق قرب مرفأ للقوارب، حيث كان في انتظارهما قارب مُعدّ للهروب.

رحل الشقاقي إلى رفيقه الأعلى، وهو في الثالثة والأربعين من عمره مخلفًا وراءه ثمرة زواج دام خمسة عشر عامًا، وهم ثلاثة أطفال وزوجته السيدة "فتحية الشقاقي" وجنينها.

رفضت السلطات المالطية السماح بنقل جثة الشهيد، بل ورفضت العواصم العربية استقباله أيضًا، وبعد اتصالات مضنية وصلت جثة الشقاقي إلى ليبيا "طرابلس"؛ لتعبر الحدود العربية؛ لتستقر في "دمشق" بعد أن وافقت الحكومات العربية بعد اتصالات صعبة على أن تمر جثة الشهيد بأراضيها ليتم دفنها هناك.

في فجر 31-10-1995 استقبل السوريون مع حشد كبير من الشعب الفلسطيني والحركات الإسلامية بكل فصائلها واتجاهاتها في كل الوطن العربي جثة الشهيد التي وصلت أخيرًا على متن طائرة انطلقت من مطار "جربا" في تونس، على أن يتم التشييع في اليوم التالي 1-11-1995، وبالفعل تم دفن الجثة في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بعد أن تحول التشييع من مسيرة جنائزية إلى عرس يحمل طابع الاحتفال بجريمة الاغتيال، حيث استقبله أكثر من ثلاثة ملايين مشيع في وسط الهتافات التي تتوعد بالانتقام والزغاريد التي تبارك الاستشهاد.

توعدت حركة الجهاد الإسلامي بالانتقام للأب الروحي "فتحي الشقاقي"، فنفَّذت عمليتين استشهاديتين قام بهما تلاميذ الشقاقي لا تقل خسائر إحداها عن 150 يهوديًّا ما بين قتيل ومصاب.

في نفس الوقت أعلن "إسحاق رابين" سعادته باغتيال الشقاقي بقوله: "إن القتلة قد نقصوا واحدا"، ولم تمهله عدالة السماء ليفرح كثيرًا، فبعد عشرة أيام تقريبًا من اغتيال الشقاقي أُطلقت النار على رابين بيد يهودي من بني جلدته هو "إيجال عمير"، وكأن الأرض لم تطق فراق الشقاقي عنها بالرغم من ضمها له، فانتقمت له السماء بمقتل قاتله.

وأخيرًا -وليس آخرًا- وكما كتب "فهمي هويدي" عن الشقاقي: "سيظل يحسب للشقاقي ورفاقه أنهم أعادوا للجهاد اعتباره في فلسطين. فقد تملكوا تلك البصيرة التي هدتهم إلى أن مسرح النضال الحقيقي للتحرير هو أرض فلسطين، وتملكوا الشجاعة التي مكَّنتهم من تمزيق الهالة التي أحاط بها العدو جيشه ورجاله وقدراته التي "لا تقهر"، حتى أصبح الجميع يتندرون بقصف الجنود الإسرائيليين الذين دبَّ فيهم الرعب، وأصبحوا يفرون في مواجهة المجاهدين الفلسطينيين".



الشقاقي.. في عيون من عرفوه

- يقول عنه د. رمضان عبد الله بعد اغتياله : كان أصلب من الفولاذ، وأمضى من السيف، وأرقّ من النسمة. كان بسيطًا إلى حد الذهول، مركبًا إلى حد المعجزة! كان ممتلئًا إيمانًا، ووعيًا، وعشقًا، وثورة من قمة رأسه حتى أخمص قدميه. عاش بيننا لكنه لم يكن لنا، لم نلتقط السر المنسكب إليه من النبع الصافي "وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي"، "وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ‌لِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي"، لكن روحه المشتعلة التقطت الإشارة فغادرنا مسرعًا ملبيًا "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى".



- الشيخ راشد الغنوشي من تونس يقول عن الشقاقي: "عرفته صُلبًا، عنيدًا، متواضعًا، مثقفًا، متعمقًا في الأدب والفلسفة، أشدّ ما أعجبني فيه هذا المزيج من التكوين الذي جمع إلى شخصه المجاهد الذي يقضُّ مضاجع جنرالات الجيش الذي لا يُقهر، وشخصية المخطط الرصين الذي يغوص كما يؤكد عارفوه في كل جزئيات عمله بحثًا وتمحيصًا يتحمل مسؤولية كاملة.. جمع إلى ذلك شخصية المثقف الإسلامي المعاصر الواقعي المعتدل.. وهو مزيج نادر بين النماذج الجهادية التي حملت راية الجهاد في عصرنا؛ إذ حملته على خلفية ثقافية بدوية تتجافى وكل ما في العصر من منتج حضاري كالقبول بالاختلاف، والتعددية، والحوار مع الآخر، بدل تكفيره واعتزاله".



- أما الكاتبة والمفكرة "صافيناز كاظم" فقالت عنه: "لم يكن له صوت صاخب ولا جمل رنانة، وكان هادئا في الحديث، وتميز بالمرح الجيَّاش الذي يولِّد طاقة الاستمرار حتى لا تكل النفس، أعجبته كلمة علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عندما نصحوه باتخاذ احتياطات ضد المتربصين به، فتحرر منذ البداية من كل خوف؛ ليتحرك خفيفًا طائرًا بجناحين: الشعر والأمل في الشهادة".



- رثاه محمد صيام أحد قادة حماس قائلاً:

قالوا: القضيّةُ فاندفعتَ تجودُ بالدَّمِ للقضية

لا تَرْهَبُ الأعداءَ في الهيجا، ولا تخشى المنيّةْ

يا منْ إذا ذُكِر الوفاءُ أْو المروءَةُ والحميَّةْ

كنتَ الأثيرَ بهنَّ ليس سواكَ فردٌ في البريّةْ

أما فلسطينُ الحبيبةُ، والرّوابي السندسيَّةْ

والمسجد الأقصى المبارك والديارُ المقدسيّة

فلها الدماءُ الغالياتُ هديَّةُ أزكى هديَّةْ

أما التفاوُضُ فهو ذُلٌّ، وهوَ محوٌ للهويّةْ

ولذا فلا حَلٌ هناكَ بغيرِ حلّ البندقيَّةْ

بثينه عبدالعزيز
04/01/2010, 09:58 AM
شهدي عطيه الشافعي






كان قياديا شيوعيا كبيرا ، صاحب مكانه كبيرة و مستوى اجتماعي عالي ، تم القاء القبض عليه في عام 1959 و تم نقله من معتقل الى اخر ، في النهاية استقر في معتقل ابي زعبل


وهو أحد أشهر المثقفين المصريين وأول مفتش مصري للغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية.


وقد استشهد شهدي عطية ضربا بالعصي من مجموعة من جلادي سجن أبوزعبل في 13 يونيو 1960 وكان مسجونا ضمن ما يزيد علي ألفي معتقل شيوعي


وقد استشهد شهدي وهو ثابت علي موقفه محافظ علي كرامته في ظل تعذيب رهيب لا يطيقه بشر


مات البطل العظيم وكان استشهاده سببًا مباشرًا في إيقاف مسلسل التعذيب في المعتقلات المصرية.
وشهدي لم يكن فقط ناشطًا ولا محرضًا سياسيا ولكنه كان مصريا وطنيا محترمًا يحب الوطن ودفع حياته ثمنًا للدفاع عنه
وكان مفكرًا عظيمًا أسس مركزًا للأبحاث العلمية لتدريس الاشتراكية ونشر أفكارها ومطبوعاتها وكانت هذه الدار مركز إشعاع عظيما لمجموعة من شباب مصر وأدت دورًا مهمًا في تاريخ هذه الفترة
وكان عضوًا مهمًا في حدتو.
ونضال شهدي بدأ في الأربعينيات وقضي عقوبة الأشغال الشاقة بتهمة الانتماء لتنظيم شيوعي وتذكرني هذه الفترة من تاريخ مصر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بما يحدث في مصر الآن. هناك العشرات من الأفكار والتنظيمات والصحف، الكل غاضب من الحكم الظالم والفقر الشديد وتفاوت مستوي المعيشة الرهيب وهو السبب الأساسي الذي أدي إلي تكوين حركة الضباط الأحرار وثورة 1952. نحن نمر بفترة مشابهة جدًا والفارق الوحيد هو أنه بالرغم من وجود الاحتلال البريطاني في هذه الفترة إلا أن التأثير الخارجي علي حركات التحرير المصرية كان محدودًا بعكس الموقف الآن والذي تؤثر فيه بشدة قوي أمريكية وأوروبية ونفطية.


وقد تعرفت علي السيدة روكسانا زوجة شهدي في منتصف الستينيات حين كانت تدير مكتبة صغيرة في الزمالك تحولت إلي جاليري لعرض وبيع اللوحات الفنية وكانت سيدة قوية الشكيمة ومكافحة ومناضلة إلي أبعد مدي، عاشت حياة زوجية صعبة بسبب وجود زوجها فترات طويلة في السجون والمعتقلات.


وكان تأثير شهدي عطية علي زملائه عظيمًا ومازالت كتبه موجودة في المكتبات المصرية
وكنت دائمًا أتساءل: لماذا تركت الأحزاب الشيوعية في أوربا الغربية تعمل بحرية كاملة وحوصرت كل الأفكار الماركسية في دولة مثل مصر التي كان يقول النظام المصري إنها دولة اشتراكية.


والتساؤل هو: ماذا لو كان قد ترك اليسار الماركسي المصري في هذه الحقبة التاريخية يعمل في وسط الشعب والجامعة والمصانع والمزارع بحرية بدلا من أن يقضي زهرة عمره في السجون يتم اغتياله أحيانًا مثل ما حدث مع شهدي. بالتأكيد حال مصر والمصريين كان سوف يكون أحسن من واقعنا الآن بمراحل وأعتقد أن نموذجًا مثل شهدي مع مجموعة من الشباب كانوا قادرين علي إحداث نقلة في المعرفة وربما القيام بثورة تكافح الأمية وتمحو هذه الكارثة حين تدخل مصر القرن الواحد والعشرين وأكثر من نصف شعبها لا يعرف القراءة وقد قام بذلك فعلاً وعلي أرض الواقع شهدي في الأربعينيات وهو مسجون حين قام بمحو أمية المسجونين بتهم جنائية من زملائه وقام


وربما أيضًا كان الماركسيون المصريون قد غيروا البعض أو الكثير من أفكارهم طبقًا لتغييرات الواقع في المجتمع وطبقًا للتغييرات الدولية
ولكن السجون والمعتقلات والتعذيب وإهدار الكرامة لكل الأفكار لم تحل مشكلة النظام وعندما يظن الحاكم سواء كان وطنيا أو عميلاً أنه بهذا يحافظ علي الوطن ويساعد علي تقدمه فهو في حقيقة الأمر يهزم الإنسان الذي هو عماد الوطن.



تحية إلي روح شهدي عطية الذي كانت مصر تنتظر منه الكثير فأهدر دمه بواسطة زبانية الدولة المستمرة حتي الآن وبعد نصف قرن في معاملة مواطنيها بنفس الطريقة.

بثينه عبدالعزيز
04/01/2010, 10:00 AM
الشهيد غسان كنفاني






ولد الشهيد غسان كنفاني عام 1936 في مدينة عكا بفلسطين..وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..عرفته جماهيرنا صحفياً تقدمياً جريئاً، دخل السجن نتيجة جرأته في الدفاع عن القضايا الوطنية أكثر من مرة


هو الوحيد بين أشقائه ولد في عكا، فقد كان من عادة أسرته قضاء فترات الأجازة والأعياد فى عكا، ويروى عن ولادته أن أمه حين جاءها المخاض لم تستطع أن تصل إلى سريرها قبل أن تضع وليدها وكاد الوليد يختنق بسبب ذلك وحدث هذا فى التاسع من نيسان عام 1936.


كان من نصيب غسان الالتحاق بمدرسة الفرير بيافا .ولم تستمر دراسته الابتدائية هذه سوى بضع سنوات.فقد كانت أسرته تعيش في حي المنشية بيافا وهو الحي الملاصق لتل أبيب وقد شهد أولى حوادث الاحتكاك بين العرب واليهود التى بدأت هناك إثر قرار تقسيم فلسطين.لذلك فقد حمل الوالد زوجته وأبناءه وأتي بهم إلي عكا وعاد هو إلى يافا
أقامت العائلة هناك من تشرين عام 47 إلى أن كانت إحدى ليالي أواخر نيسان 1948 حين جري الهجوم الأول على مدينة عكا.
بقي المهاجرون خارج عكا على تل الفخار (تل نابليون) وخرج المناضلون يدافعون عن مدينتهم


وكانت تتردد على الأفواه قصص مجازر دير ياسين ويافا وحيفا التي لجأ أهلها إلى عكا وكانت الصور ما تزار ماثلة فى الأذهان.فى هذا الجو كان غسان يجلس هادئاً كعادته ليستمع ويراقب ما يجري.


استمرت الاشتباكات منذ المساء حتى الفجر وفي الصباح كانت معظم الأسر تغادر المدينة وكانت أسرة غسان ممن تيسر لهم المغادرة مع عديد من الأسر في سيارة شحن إلى لبنان فوصلوا إلى صيدا
وبعد يومين من الانتظار استأجروا بيتاً قديما في بلدة الغازية قرب صيدا في أقصى البلدة علي سفح الجبل، استمرت العائلة في ذلك المنزل أربعين يوما في ظروف قاسية اذ أن والدهم لم يحمل معه إلا النذر اليسير من النقود فقد كان أنفقها فى بناء منزل في عكا وآخر في حي العجمي بيافا وهذا البناء لم يكن قد انتهي العمل فيه حين اضطروا للرحيل.


من الغازية انتقلوا بالقطار مع آخرين إلى حلب ثم إلى الزبداني ثم إلى دمشق حيث استقر بهم المقام في منزل قديم من منازل دمشق وبدأت هناك مرحلة أخرى قاسية من مراحل حياة الأسرة.
غسان فى طفولته كان يلفت النظر بهدوئه بين جميع إخوته وأقرانه


شارك أسرته حياتها الصعبة، أبوه المحامي عمل أعمالاً بدائية بسيطة، أخته عملت بالتدريس، هو وأخوه صنعوا أكياس الورق، ثم عمالاً، ثم قاموا بكتابة الاستدعاءات أمام أبواب المحاكم وفي نفس الوقت الذي كان يتابع فيه دروسه الابتدائية.
بعدها تحسنت أحوال الأسرة وافتتح أبوه مكتباً لممارسة المحاماة فأخذ هو إلى جانب دراسته يعمل في تصحيح البروفات في بعض الصحف وأحياناً التحرير واشترك فى برنامج فلسطين في الإذاعة السورية وبرنامج الطلبة وكان يكتب بعض الشعر والمسرحيات والمقطوعات الوجدانية.


وكانت تشجعه على ذلك وتأخذ بيده شقيقته التى كان لها في هذه الفترة تأثير كبير علي حياته.وأثناء دراسته الثانوية برز تفوقه في الأدب العربي والرسم وعندما أنهى الثانوية عمل في التدريس في مدارس اللاجئين وبالذات فى مدرسة الاليانس بدمشق
والتحق بجامعة دمشق لدراسة الأدب العربي وأسند إليه آنذاك تنظيم جناح فلسطين في معرض دمشق الدولي وكان معظم ما عرض فيه من جهد غسان الشخصي.وذلك بالإضافة إلى معارض الرسم الاخري التى أشرف عليها.


وفي هذا الوقت كان قد انخرط في حركة القوميين العرب , مما كان يضطره أحيانا للبقاء لساعات متأخرة من الليل خارج منزله مما كان يسبب له إحراجا مع والده الذي كان يحرص علي إنهائه لدروسه الجامعية وكان يحاول جهده للتوفيق بين عمله وبين إخلاصه ولرغبة والده.


قي أواخر عام 1955 التحق للتدريس في المعارف الكويتية وكانت شقيقته قد سبقته في ذلك بسنوات وكذلك شقيقه.وفترة إقامته في الكويت كانت المرحلة التى رافقت إقباله الشديد والذي يبدو غير معقول على القراءة وهى التى شحنت حياته الفكرية بدفقة كبيرة فكان يقرأ بنهم لا يصدق.كان يقول انه لا يذكر يوماً نام فيه دون أن ينهي قراءة كتاب كامل أو ما لا يقل عن ستماية صفحة وكان يقرأ ويستوعب بطريقة مدهشة.


وهناك بدأ يحرر في إحدى صحف الكويت ويكتب تعليقا سياسياً بتوقيع "أبو العز" لفت إليه الأنظار بشكل كبير خاصة بعد أن كان زار العراق بعد الثورة العراقية عام 58 على عكس ما نشر بأنه عمل بالعراق.


في الكويت كتب أيضاً أولي قصصه القصيرة "القميص المسروق" التى نال عليها الجائزة الأولي في مسابقة أدبية.
ظهرت عليه بوادر مرض السكري فى الكويت أيضاً وكانت شقيقته قد أصيبت به من قبل وفي نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطاً بها وبالتالي بابنتها الشهيدة لميس نجم التى ولدت في كانون الثاني عام 1955.فأخذ غسان يحضر للميس في كل عام مجموعة من أعماله الأدبية والفنية ويهديها لها وكانت هى شغوفة بخالها محبة له تعتز بهديته السنوية تفاخر بها أمام رفيقاتها ولم يتأخر غسان عن ذلك الا فى السنوات الأخيرة بسبب ضغط عمله.


عام 1960 حضر غسان إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية كما هو معروف.
وبيروت كانت المجال الأرحب لعمل غسان وفرصته للقاء بالتيارات الأدبية والفكرية والسياسية.


بدأ عمله في مجلة الحرية ثم أخذ بالإضافة إلى ذلك يكتب مقالاً أسبوعيا لجريدة "المحرر" البيروتية والتي كانت ما تزال تصدر أسبوعية صباح كل اثنين.
لفت نشاطه ومقالاته الأنظار إليه كصحفي ومفكر وعامل جاد ونشيط للقضية الفلسطينية فكان مرجعاً لكثير من المهتمين.
عام 1961 كان يعقد فى يوغوسلافيا مؤتمر طلابي اشتركت فيه فلسطين وكذلك كان هناك وفد دانمركي.كان بين أعضاء الوفد الدانمركي فتاة كانت متخصصة في تدريس الأطفال.قابلت هذه الفتاة الوفد الفلسطيني ولأول مرة سمعت عن القضية الفلسطينية.


واهتمت الفتاة اثر ذلك بالقضية ورغبت فى الإطلاع عن كثب على المشكلة فشدت رحالها إلى البلاد العربية مرورا بدمشق ثم إلى بيروت حيث أوفدها أحدهم لمقابلة غسان كنفاني كمرجع للقضية وقام غسان بشرح الموضوع للفتاة وزار وإياها المخيمات وكانت هى شديدة التأثر بحماس غسان للقضية وكذلك بالظلم الواقع على هذا الشعب.
ولم تمض على ذلك عشرة أيام إلا وكان غسان يطلب يدها للزواج وقام بتعريفها علي عائلته كما قامت هي بالكتابة إلى أهلها.وقد تم زواجهما بتاريخ 19 أكتوبر 1961ورزقا بفايز وبليلي
بعد أن تزوج غسان انتظمت حياته وخاصة الصحية اذ كثيراً ما كان مرضه يسبب له مضاعفات عديدة لعدم انتظام مواعيد طعامه.


عندما تزوج غسان كان يسكن في شارع الحمراء ثم انتقل إلى حى المزرعة، ثم إلى مار تقلا أربع سنوات حين طلب منه المالك إخلاء شقته
قام صهره بشراء شقته الحالية وقدمها له بإيجار معقول.


وفي بيروت أصيب من مضاعفات السكري بالنقرس وهو مرض بالمفاصل يسبب آلاماً مبرحة تقعد المريض أياماً.ولكن كل ذلك لم يستطع يوماً أن يتحكم في نشاطه أو قدرته على العمل فقد كان طاقة لا توصف وكان يستغل كل لحظة من وقته دون كلل.


وبرغم كل انهماكه في عمله وخاصة في الفترة الأخيرة إلا أن حق بيته وأولاده عليه كان مقدساً.كانت ساعات وجوده بين زوجته وأولاده من أسعد لحظات عمره وكان يقضى أيام عطلته (إذا تسنى له ذلك يعمل فى حديقة منزله ويضفي عليها وعلى منزله من ذوق الفنان ما يلفت النظر رغم تواضع قيمة موجوداته.


أدب غسان وإنتاجه الأدبي كان متفاعلا دائما مع حياته وحياة الناس وفي كل ما كتب كان يصور واقعا عاشه أو تأثر به.


"عائد إلى حيفا"
عمل وصف فيه رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا؛ وقد وعي ذلك، وهو ما يزال طفلاً يجلس ويراقب ويستمع. ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية.


"أرض البرتقال الحزين"
تحكى قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية.
"موت سرير رقم 12"
استوحاها من مكوثه بالمستشفي بسبب المرض.
"رجال في الشمس"
من حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت واثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء، كانت المعاناة ووصفها هى تلك الصورة الظاهرية للأحداث أما في هدفها فقد كانت ترمز وتصور ضياع الفلسطينيين فى تلك الحقبة وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش مثبتاً أنهم قد ضلوا الطريق.
فى قصته "ما تبقي لكم"
التي تعتبر مكملة "لرجال في الشمس"، يكتشف البطل طريق القضية، في أرض فلسطين وكان ذلك تبشيراً بالعمل الفدائي.


قصص "أم سعد" وقصصه الاخري كانت كلها مستوحاة من ناس حقيقيين.
في فترة من الفترات كان يعد قصة ودراسة عن ثورة 36 في فلسطين فأخذ يجتمع إلى ناس المخيمات ويستمع إلى ذكرياتهم عن تلك الحقبة، والتي سبقتها والتي تلتها، وقد أعد هذه الدراسة لكنها لم تنشر (نشرت في مجلة شؤون فلسطين) أما القصة فلم يكتب لها أن تكتمل بل اكتمل منها فصول نشرت بعض صورها في كتابه "عن الرجال والبنادق".


كانت لغسان عين الفنان النفاذة وحسه الشفاف المرهف فقد كانت في ذهنه في الفترة الأخيرة فكرة مكتملة لقصة رائعة استوحاها من مشاهدته لأحد العمال وهو يكسر الصخر فى كاراج البناية التى يسكنها وكان ينوى تسميتها "الرجل والصخر".


بعد أن استلم رئاسة تحرير جريدة "المحرر" اليومية استحدث صفحة للتعليقات السياسية الجادة وكانت على ما أذكر الصفحة الخامسة وكان يحررها هو وآخرون.ومنذ سنة تقريبا استحدثت إحدى كبريات الصحف اليومية فى بيروت صفحة مماثلة وكتب من كتب وأحدهم أستاذ صحافة فى الجامعة الأميركية كتبوا في تقريظ هذه الصفحة وساءني أن يجهل حتى المختصون بالصحافة أن غسان قام بهذه التجربة منذ سنوات.


لا أحد يجهل أن غسان كنفاني هو أول من كتب عن شعراء المقاومة ونشر لهم وتحدث عن أشعارهم وعن أزجالهم الشعبية فى الفترات الأولى لتعريف العالم العربي على شعر المقاومة، لم تخل مقالة كتبت عنهم من معلومات كتبها غسان وأصبحت محاضرته عنهم ومن ثم كتابه عن "شعراء الأرض المحتلة" مرجعا مقررا فى عدد من الجامعات وكذلك مرجعا للدارسين.


الدراسة الوحيدة الجادة عن الأدب الصهيونى كانت لغسان ونشرتها مؤسسة الأبحاث بعنوان "في الأدب الصهيوني". أشهر الصحافيين العرب يكتب الآن عن حالة اللا سلم واللا حرب ولو عدنا قليلا إلى الأشهر التى تلت حرب حزيران 67 وتابعنا تعليقات غسان السياسية فى تلك الفترة لوجدناه يتحدث عن حالة اللا سلم واللا حرب أى قبل سنوات من الاكتشاف الأخير الذى تحدثت عنه الصحافة العربية والأجنبية.


لم يكن له عدو شخصي ولا في أى وقت وأي ظرف
لم يكن يهمه سوى الإخلاص لعمله وقضيته
هو الذى عرضت عليه الألوف والملايين ورفضها بينما كان يستدين العشرة ليرات من زملائه.
وقد خسرناه ونحن أشد ما نكون فى امس الحاجة لامثاله
كان غسان شعباً في رجل، كان قضية، كان وطناً، ولا يمكن أن نستعيده إلا إذا استعدنا الوطن.


عمل فى الصحف والمجلات العربية التالية:


عضو في أسرة تحرير مجلة "الرأى" في دمشق.


عضو في أسرة تحرير مجلة "الحرية" فى بيروت


رئيس تحرير جريدة "المحرر" في بيروت.


رئيس تحرير "فلسطين" في جريدة المحرر.


رئيس تحرير ملحق "الأنوار" في بيروت.


صاحب ورئيس تحرير "الهدف" في بيروت.


كما كان غسان كنفاني فنانا مرهف الحس، صمم العديد من ملصقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما رسم العديد من اللوحات.


من مؤلفات الشهيد:


قصص ومسرحيات:


موت سرير رقم 12.


أرض البرتقال الحزين.


رجال في الشمس - قصة فيلم "المخدوعون".


الباب (مسرحية).


عالم ليس لنا.


ما تبقى لكم (قصة فيلم السكين).


عن الرجال والبنادق.


أم سعد.


عائد إلي حيفا


بحوث أدبية:


أدب المقامة في فلسطين المحتلة.


الأدب العربي المقاوم في ظل الاحتلال.


في الأدب الصهيوني


مؤلفات سياسية:


المقاومة الفلسطينية ومعضلاتها.


مجموعة كبيرة من الدراسات والمقالات التي تعالج جوانب معينة من تاريخ النضال الفلسطيني وحركة التحرر الوطني العربية (سياسياً وفكرياً وتنظيميا).


استشهد صباح يوم السبت 8/7/1972 بعد أن انفجرت عبوات ناسفة كانت قد وضعت في سيارته تحت منزله مما أدي إلي استشهاده مع إبنة شقيقته لميس حسين نجم (17 سنة). وقد تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) وكان عمره 36 عاما

بثينه عبدالعزيز
04/01/2010, 10:03 AM
ناجي العلي





ناجي سليم حسين العلي : (1937 _ 29 اغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني مشهور ، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين. رسم ما يقدر بأكثر من 40 ألف رسم

ولد ناجي العلي في قرية الشجرة الفلسطينية الواقعة في الجليل الشمالي.

نزح من فلسطين في نكبة عام 1948.

درس الإعدادية في لبنان ثم انقطع عن الدراسة بسبب الصعوبات التي واجهته، ثم انضم إلى مدرسة مهنية درس فيها لمدة عامين وفي عام 1960 دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم وداوم فيها لمدة سنة واحدة ثم انقطع عنها بسبب الملاحقة من قبل قوات الأمن اللبناني وتعرض للسجن عدة مرات.

في عام 1963 سافر إلى الكويت وعمل في مجلة الطليعة الكويتية، ومنذ عام 1968 ولغاية عام 1975 عمل في جريدة السياسة الكويتية، ومنذ بداية عام 1974 عمل في جريدة السفير اللبنانية حيث استمر في النشر فيها حتى العام 1983.
في عام 1979 انتخب رئيسا لرابطة الكاريكاتير العربي.

عام 1983 غادر لبنان إلى الكويت مرة أخرى وعمل في جريدة القبس الكويتية التي بقي فيها حتى عام 1985 حيث انتقل إلى لندن وعمل في جريدة القبس الدولية.

شارك في الكثير من المعارض العربية والدولية وأصدر ثلاثة كتب ضمت العديد من رسومه، وحصل على العديد من الجوائز.

تميزت رسومه بالجرأة منقطعة النظير وكان له أثناء حياته شعبية لم يرق إليها شعبية أي رسام آخر، وشكل بحق ظاهرة نادرة في الكاريكاتير السياسي.

حنظلة :
هي شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبي في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره، واصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. و قد لقي هذا الرسم و هذا الفنان حب الجماهير العربية كلها و خاصة الفلسطينية و خاصةً أن حنظلة هو شبه للفلسطيني المعذب و القوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو دائر ظهره 'للعدو'.
ولد حنظلة في 5 حزيران 1967 ، ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تحفظ روحه من الانزلاق ، وهو نقطة العرق التي تلسع جبينه اذا ما جبن أو تراجع.

كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي فاطمة في العديد من رسومه شخصية فاطمة, هي شخصية لا تهادن, رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها, بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا, كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا - سامحني يا رب, بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة -الله لا يسامحك على هالعملة
أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها, في حين تقول لزوجها: -شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع, روح جيبها بدي أخيط كلاسين للولاد
أما شخصية زوجهاالكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله
مقابل هاتيك الشخصيتين تقف شخصيتان أخريتان, الأولى شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الإنتهازيين. وشخصية الجندي الإسرائيلي, طويل الأنف, الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال, وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية


من اقواله المشهوره :
اللي بدو يكتب لفلسطين, واللي بدو يرسم لفلسطين, بدو يعرف حالو : ميت
هكذا أفهم الصراع: أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب
الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة, إنها بمسافة الثورة
كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي, أنا أعرف خطا أحمرا واحدا: إنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع على اتفاقية استسلام وتنازل عن فلسطين.
متهم بالإنحياز, وهي تهمة لاأنفيها, أنا منحاز لمن هم "تحت"
أن نكون أو لا نكون, التحدي قائم والمسؤولية تاريخية
ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره ، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر ، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء ، كما هو فقدان الوطن استثناء. واما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي : كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة ، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة ، فهو ثائر وليس مطبع.

وعندما سئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب : عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة ،وعندما يسترد الانسان العربي شعوره بحريته وانسانيته


اطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987 فاصابه تحت عينه اليمنى ، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.

قامت الشرطة البريطانية، التي حققت في جريمة قتله، باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة. تحت التحقيق، قال إسماعيل أن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال. رفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها وقامت مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن.

ولم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع. وإختلفت الآراء حول ضلوع إسرائيل أم منظمة التحرير الفلسطينية أو المخابرات العراقية. ولا توجد دلائل ملموسة تؤكد تورط هذه الجهة أو تلك.

يتهم البعض إسرائيل بالعملية وذلك لانتمائه إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي قامت إسرائيل باغتيال بعض عناصرها كما تشير بعض المصادر أنه عقب فشل محاولة الموساد لاغتيال خالد مشعل قامت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بنشر قائمة بعمليات اغتيال ناجحة ارتكبها الموساد في الماضي وتم ذكر اسم ناجي العلي في القائمة.

يتهم آخرون م.ت.ف وذلك بسبب انتقاداته اللاذعة التي وجهها لقادة المنظمة. بحسب تقرير للبي بي سي فإن أحد زملاء ناجي العلي قال أن بضعة أسابيع قبل إطلاق النار عليه التقى بناجي العلي مسؤول رفيع في م.ت.ف. وحاول إقناعه على تغيير أسلوبه فقام ناجي العلي بعد ذلك بالرد عليه بنشر كاريكاتير ينتقد ياسر عرفات ومساعديه. ويؤكد هذه الرواية شاكر النابلسي الذي نشر عام 1999 كتابا بعنوان "أكله الذئب" كما يدعي أيضا في كتابه أن محمود درويش كان قد هدده أيضا ويورد مقتطفات من محادثة هاتفية بينهما كان العلي قد روى ملخصها في حوار نشرته مجلة الأزمنة العربية (عدد 170 /1986/ ص14).

دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230190 وقبره هو القبر الوحيد الذي لا يحمل شاهدا ولكن يرتفع فوقه العلم الفلسطيني. وأصبح حنظلة رمزاً للصمود والإعتراض على ما يحدث وبقي بعد ناجي العلي ليذكّر الناس بناجي العلي.

بثينه عبدالعزيز
07/01/2010, 11:18 AM
رمز الطفوله الفلسطينيه المستباحه
الطفل الشهيد فارس عوده





فارس عودة الذي قام من بين اموات الضمير ، ليواجه الدبابة
صورة مُفعمة بالمشاعر، ومليئة بالدلالات.
صورة تشكل رمزا عاما لوضع الفلسطينيين ككل
هو رمز المواجهة امام ضعف الوسيلة.

طفل نحيل بحجر صغير امام دبابة مرعبة بأربعة مدافع
شيء لا يصدقه ولا يقبله العقل، ولكنه حدث امام العالم كله وبكل وضوح.
طفل بحجره يواجه دبابات، ليست واحدة بل رتلا، ومع ذلك قبل التحدي

فارس عوده هو قوة الحق التي تجعل المواجهة المجنونة معقولة

لم يترجل الفارس عن فرسه في المواجهة، عجزوا عن قتله بحجره العاري امام وقفته المتحدية للحديد المصفح. لذا اغتالوه بنيران قناص جبان بعد ايام ، ولا استبعد ان يكون بكاتم للصوت ، لان المحتل جبان وعاجز عن المواجهة

فارس اثبت ان الارادة لا تموت ، وان الاحتلال إلى زوال.
وسيبقى هذا الطفل رمزا لجيل جديد من شعب الجبارين.

ستبقى يا فارس الفرسان رمز للطفوله التي لا تقبل الذل
ستبقى رمز للطفوله المستباحه
ستبقى رمز لهذا الشعب الذي لم ولن يقبل الا الحريه على ارضه

بثينه عبدالعزيز
07/01/2010, 11:19 AM
دلال المغربي



هي فتاة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت وهي ابنة لأسرة من يافا لجأت إلى لبنان في أعقاب النكبة عام 1948 تلقت دلال دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد ودرست الاعدادية في مدرسة حيفا وكلتا المدرستين تابعتين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينين في بيروت

وضع خطة العملية أبو جهاد ، وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطىء الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست الإسرائيلي. وكانت العملية استشهاديه
وقد شاركت بها دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا وتم اختيارها كرئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين.
وقد سميت المجموعه التي قادتها دلال المغربي باسم فرقة دير ياسين
ففي صباح يوم 11 آذار نيسان 1978 نزلت دلال مع فرقتها الاستشهاديه من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلهم إلى الشاطىء في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطىء

نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود وكان هذا الباص متجهاً إلى تل أبيب حيث أخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وكانت تطلق النيران خلال الرحلة مع فرقتها على جميع السيارات الإسرائيلية التي تمر بالقرب من الباص الذي سيطرت عليه مما أوقع مئات الإصابات.

قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهيلوكوبتر برئاسة إيهود باراك بملاحقة الباص إلى أن تم توقيفه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا.

هناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال وقوات الاحتلال الإسرائيلي حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية عشرات الجنود من الاحتلال ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم على الفور.

ظهرت صورة الإرهابي باراك وهو يقلب جثة الشهيدة دلال المغربي ويشدها من شعرها بعد أن اشرف بنفسه على خردقة جسدها بالرصاص ولم يخجل من شدها من شعرها أمام عدسات المصورين وهي شهيدة ميتة لا حراك فيها

تركت دلال المغربي التي بدت في تلك الصورة وباراك يشدها من شعرها وهي شهيدة أمام المصورين وصية تطلب فيها من رفاقها المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني .....

وكانت دلال قد التحقت بالحركة الفدائية وهي على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني


لك الرحمه ... يامن رفضتى عيشة الذل والهوان واخترت التضحيه في سبيل الوطن

بثينه عبدالعزيز
27/01/2010, 10:48 AM
شهيد حرية الكلمة والمعتقد د. فرج فودة.





كاتب مصري علماني , ولد عام 1945 بالزرقا محافظة دمياط , انتقل للحياة في مدينة شربين/ دقهلية حيث حصل على الثانوية العامة عام 1961 , وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية و دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس .

عمل معيدا في كلية زراعة عين شمس ، ثم عمل فترة في اليمن خبيرا زراعيا ثم عمل في جامعة بغداد مدرسا ،و عاد ليفتتح مجموعة فودا لدراسات الجدوى الاقتصادية .و هو العمل الذي ظل يمارسه حتى اغتياله.
3- تزوج عام 1970 من زميلة له ، و أنجب ولدين و ابنتين .
4- انضم لحزب الأحرار ، ثم تركه لحزب الوفد الذي أصبح أحد قادته الشباب ، و لكنه ترك حزب الوفد احتجاجا على تحالفه مع الإخوان في انتخابات عام 1984 ، ثم تقدم بطلب تأسيس حزب جديد هو حزب المستقبل الذي رفضته لجنة الأحزاب ، وقتل فرج فوده قبل البت في طلب جديد تقدم به لتأسيس نفس الحزب .
5- شارك في العديد من اللجان الخاصة بحقوق الإنسان و الوحدة الوطنية ، كما ساهم في الكثير من الندوات و المحاضرات و المناظرات التي تتصل بالصراع الفكري بين التيار التقدمي و التنويري و التيار الإسلامي وكان من أهم أنشطته المناظرة التي عقدت ضمن أنشطة معرض القاهرة للكتاب يناير 1992 .وكان آخرها مؤتمر المنظمة العربية لحقوق الإنسان في مايو من نفس العام .


اغتيل بالقاهرة على يد المتطرفين الاسلاميين في 8/06/1992

أثارت كتابات فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين و المفكرين و رجال الدين, و اختلفت حولها الأراء وتضاربت وتصاعدت حتى أدت في النهاية الي اغتياله عل يد ما عرف وقتها بالجماعة الإسلامية فقد كان يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، ويرى أن تحكيم الشريعة من الرجعية لأن الزمن تغير، والأحوال تغيرت، وكان يدعو إلى أن تكون الدولة مدنية بعيدة عن الدين.

لم يكن الدكتور فرج فودة أقل إسلاماً من الذين قتلوه ولكنه وهب نفسه للدفاع عن آراءه بالكلمة والبرهان , ولم يؤمن يوماً بإستخدام السلاح لفرض آراء الإسلام وفكرة على المجتمع , ولا بإلقاء القنابل على الآمنين ولا بإستخدام الجنازير والسكاكين لذبح الناس , فحمل قلمه لمهاجمة أساليبهم الغير مقبولة

وإذا كان فرج فوده مات إلا أن كلمته لم ولن تموت فما زالت كتبه تصور حتى اليوم وقرأها الناطقين باللغة العربية المنتشرة فى أرجاء المسكونة .


مؤلفاته :

الحقيقة الغائبة.
زواج المتعة.
حوارات حول الشريعة.
الطائفية إلى أين؟
الملعوب.
نكون أو لا نكون.
الوفد والمستقبل.
حتى لا يكون كلاما في الهواء.
النذير.
الإرهاب.
حوار حول العلمانية.
قبل السقوط.


برغم المرارة, فإننا فى النهاية نقول:
السلام عليك يا فرج فودة يا من مات واقفًا كحراس إسبرطة, والسلام علينا أجمعين

بثينه عبدالعزيز
27/01/2010, 10:50 AM
الشهيده الطالبه لينا النابلسي





اسمي لينا النابلسي
طالبةٌ في الفرعِ العلمي
لوحةُ رسمِ…
أو أحلى من لوحةِ رسمِ:
مترفةٌ ناعمةٌ الكفّينْ
وذكاءٌ يلمعُ في العينينْ
أنثى في عُمُرِ العُصْفورِ…
وبرونقِ زهرِ المنثورِ…
وادعةٌ كَحمامِ الزيتونْ
وبراءةِ أطفالِ يَحُبونْ
الجسمُ كغصنِ ميّادِ
أو كعكةِ عيدِ الميلادِ
ينسدلُ الشعرُ على كتفيْ
كجداولِ أنهارِ بلاديْ
العينُ كحوضٍ من زئبقْ
أو قبضةِ مسكٍ في دورقُ
وجهيْ شفافٌ ونقيٌّ كنسيمِ الصُّبحْ
وعليهِ ينمو زيتونٌ وسنابلُ قمحْ
تعرفني كلُّ زميلاتي
بالحُزنِ المزمنِ في الشّفتينْ
والوجعِ الساكنِ جفنَ العينْ
فبلادي صارتْ مسبيّةْ
وعلى كتفي… عبءٌ قضيّةْ
***
اسمي لينا النابلسي… واحةْ… واحةْ
في دُنيا الأنثى العربيةْ
هاكُمْ سيرتيَ الذاتيةْ
وهواياتيْ
أن أصنعَ أعلامَ الثورةْ
أن أُحملَ فوقَ الاعناقْ
أن أقرأَ كُتباً ثوريّةْ
وأقودَ جْموعاً شعبيةْ
في وجهِ المحتلِ العاتي
وأزورَ بيوتَ صديقاتي
كالنحلةِ للزهرةِ تدأبْ
كفراشةِ حقلٍ لا تتعبْ
تمتلئُ حقيبةُ مدرستي
بالكُتْبِ وبالمنْشُوراتِ
وحشودٌ تحتلُّ الساحةْ
في زحفِ صبايا من جنسي
ونقاتلُ في وضحِ الشمسِ
بالطُّولة، بزجاجِ الـ (ببسي)
في نصبِ حواجزَ طيّارهْ
ومتاريسَ
رشقُ حجارة
استبشرُ بالنّصرِ الآتي
كي تبقى أرضي عربيّة
***
اسمي لينا النابلسي
عاشقة من حيّ القصبةْ
في وَلَهِ الصّوفيِّ الباحِثِ عن سرِّ اللهْ
بخشوعِ صلاةْ…
تستشري في جسمي الرَّغبةْ
أن أوقفَ دُولابَ اللّعبةْ
أن تبقى أرضي مغتصبةْ
وطناً.. إنساناً… وقضيةْ
ألغازاً من غيرِ هُويّةْ
ويؤرقني
أنْ نبقى أرضي مسبيّة
سأُقدّمُ لحمي أضحيّةْ
صلياتٌ تخترقُ الرقبةْ…
أخرى في القلبِ… وفي الرئتينْ
أحرقْ جسمي…
يا مُغتصبي
سينيرُ دُروباً للآتينْ
مَطْهرْ… مطهَرْ
شعبي يحتاجُ إلى مَطهرْ…
وأنا وحدي
أبقى خولةَ بنت الأزورْ
في دنيا الأُنْثَى العربيّةْ
وعلى كتفي عِبءُ قضيّةْ



في انتفاضة عام 76_77 التي استمرت ثلاثة أسابيع ، استشهدت
وكان عمرها في ذلك الوقت 15 سنه , سقطت لينا النابلسي بين من سقطوا برصاص الاحتلال في ذلك اليوم

اذ خرجت طالبات مدرسة العائشية في تظاهرة في شوارع نابلس وانضمت اليهن الهيئة التدريسية والمواطنون

وكانت لينا ابنة العائلة العريقة والميسورة، تقود التظاهرة
كانت تقود مظاهرة كبيرة بزيها المدرسي

وقد تدخلت قوات الاحتلال لقمع التظاهرة بوحشية وعندما حاولت لينا الفرار الى احدى البنايات لحق بها احد الجنود في مطلع الدرج واطلق عليها النار عن قرب في عملية اعدام بدم بارد وكان ذلك امام انظار الجميع .




ما ارخص تلك الارواح في سبيل تلك الارض

بثينه عبدالعزيز
28/01/2010, 12:13 PM
أبو ذر الغفاري





اسمه ابو ذر جندب بن جناده بن قيس بي عمرو ..............بن غفار , امه رمله بنت الوقيعه , ينسب لقبيله غفار
اهتدى لعقيده التوحيد وترك عباده الاصنام قبل بعثه الرسول بثلاث سنوات
وكان قومه يعلمون بذلك لذا سموه بالصابئ

ففي شبه الجزيره العربيه كانت تتناثر قبل بعثه الرسول بعض البقايا الدينيه التي امنت بشريعه ابراهيم الخليل عليه السلام والتي تؤمن بالتوحيد وترفض الاصنام , وكانوا يسمون بالحنيفيه ( الحنفاء ) , وكان ابو ذر من هؤلاء
وهذه ميزه يتفرد بها هذا الصحابي عن غيره من اصحاب الرسول


وعندما سمع عن وجود شخص بمكه يدعو لدين جديد ارسل اخاه للتأكد من الامر , وعندما اكد له اخاه هذا الامر ذهب بنفسه لمكه وسأل رجل من اهل مكه عن مكان هذا الرجل الذي يدعو للتوحيد ونبذ عباده الاصنام , فاستغرب الرجل من سؤاله اذ كيف وصل خبر الدعوه لمن هم خارج مكه , وهم الذين يريدون ان يقبروها في مهدها , ونتيجه سؤاله هذا هجم القوم عليه وضربوه حتى صبغت ملابسه بالدم واغمي عليه

الا ان هذا الامر لم يثنيه عما حضر من اجله
فعندما افاق اتجه لماء زمزم واغتسل وشرب ثم دخل واختفى خلف استار الكعبه ليترقب ما ستاتي به الايام من احداث
وبعد 15-30 يوم ( هناك اختلاف على عدد الايام ) حضر الرسول بصحبه ابو بكر وطافا بالكعبه ثم صليا , وعندما اتما الصلاه ظهر ابو ذر وحياهما بتحيه الاسلام , وذهب بصحبتهما ونزل بضيافه ابو بكر حتى حان موعد عودته لقبيلته ليتولى الدعوه هناك حيث ولاه الرسول مسؤوليه قومه

الا ان ابو ذر رفض ان يخرج من مكه سرا واصر على ان يذهب للكعبه وينادي بعلو صوته باشهد ان لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله , مما ادى لضربه مره اخرى وبشكل عنيف جدا , ولم يخرجه من بين ايدهم الا العباس بن عبد المطلب حيث قال لهم انه من غفار والتي هي طريق تجارتكم الى الشام

--- لذا فهو كان من السابقين لتصديق الرسول , وهو احد الخمسه الاوائل في الاسلام والاختلاف حول ان كان الرابع او الخامس ---

فعاد وبدأ يدعو قومه للاسلام جهرا , فاسلم على يديه الكثير من قومه , وظل كذلك الى ان هاجر للمدينه

- من مميزاته :
علمه الغزير : فوصول ابوذر لعقيده التوحيد قبل البعثه وقبل سماعه بالقران والرسول انما يضعه بي اصحاب تعد النظر العقلي والتحليل والفكر الفلسفي

وزهده : قال عنه الرسول ص " ابو ذر في امتي على زهد عيسى ابن مريم عليه السلام "
وزهده كان عباره عن موقف نضالي يرفض الانغماس في الملذات والترف ويكافح ضد من سلكوا هذا الطريق

الصدق في التعبير عن الراي الحر : فهو اكثر الصحابه جرأه في اعلان معتقداته دون اي مواربه , وهو اكثر من عبر عن الحقائق التي شهدها في حياته
قال عنه الرسول ص في هذا المجال " ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء اصدق لهجه من ابي ذر "

وتواضعه
وجرأته في الحق

روى عن الرسول احاديث كثيره ومنها ذات المضمون الاجتماعي والتي تدعو للمساواه والتكافل والابتعاد عن الثروات

اختلف مع عثمان بن عفان لمحاباته اهله بعد توليه الخلافه , وثار على خروج المجتمع الاسلامي عن نهج الرسول وابو بكر وعمر
فالفرع الاموي بزعامه ابو سفيان رأى في تولي عثمان للخلافه فرصتهم لاستعاده مجدهم القديم الذي فقدوه بعد مجيء الاسلام , ودليل ذلك ما قاله ابو سفيان بعد مبايعه عثمان على الخلافه , اذ دخل داره ومعه بنو اميه وقال لهم " افيكم احد من غيركم , فقالوا : لا , فقال : يا بني اميه , تلقفوها تلقف الكره , فوالذي يحلف به ابو سفيان ما زلت ارجوها لكم ولتصيرن الى صبيانكم وراثه "
وهم هنا قد رأوا بشخصيه عثمان المسالمه المناح المناسب كي يحققوا ما يريدون , ولذلك كان حكم الخليفه عثمان بن عفان بدايه لاحداث وتطورات استحدثت في الحياه الاجتماعيه الاسلاميه , سعى لها البعض واغتنمها البعض وناضل ضدها البعض الاخر

اذ ان الخليفه عثمان بن عفان نشر كثير من الصحابه في الامصار ( والذي كان عمر قد استبقاهم في المدينه ) واقتطعم عثمان مساحات من الارض التي كانت ملكيه عامه لبيت المال زمن عمر , واستخدم عثمان الكثير من اقرباءه , مما ادى لانعكاس هذه التطورات على الاوضاع لدى عدد كبير من الولاه والصحابه
- فسعيد بن العاص : والي عثمان على الكوفه بدأ يسير بالناس سيره غير سويه ولا تتناسب من روح الاسلام حيث استبد بالاموال دونهم , وهو من قال عن ارض العراق بانها بستان قريش , فرد عليه الاشتر النخعي
قائلا : " اتجعل ما أفاء الله علينا بظلال سيوفنا ومراكز رماحنا بستانا لك ولقومك "
- الزبير بن العوام : بنى لنفسه عده دور فخمه في البصره ومصر والكوفه والاسكندريه وكانت ثروته عندما توفي 50000 دينار والف فرس والف من العبيد والاماء
- طلحه بن عبيد الله التميمي : بنى لنفسه ايضا بيوت فخمه في الكوفه والمدينه وبلغ دخله من ممتلكاته بالعراق وحدها 1000 دينار يوميا
- عبد الرحمن بن عوف : كانت ثروته مضرب الامثال اذ كان يملك 100 فرس و1000 بعير و 10000 شاه وثروته اكثر من مليونين ونصف من الدراهم ...................... هذه فقط بعض الامثله

اذن هذا هو المناخ الذي ساد في فتره خلافه عثمان بن عفان , واول من تنبه لتلك الاوضاع التي تهدد وحدة الاسلام هو الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري , ومن هنا بدأ ثورته على ما يجري من تجاوزات , وبدأ ينتقد تسابق البعض على حيازه الاموال والثروات , مما ادى لنفيه عده مرات , من المدينه للشام , ومن الشام للمدينه , واخيرا لقريه صحراويه تسمى الربذه , وبها توفي , ولم يحضر وفاته الا ابنته

---نفيه من المدينه للشام : كان ابو ذر دائم الترديد لحديث الرسول ص الذي يقول " ان اقربكم مني مجلسا بوم القيامه من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته فيها " وكان يردد الحديث على مسمع من الصحايه الذين يجمعون الثروات
فبدأت اقواله ومواقفه تؤذي الكثيرين ووصلت الشكاوي الى الخليفه عثمان وتكررت مما دفع الخليفه لاصدار امر وفتوى تمنع ابو ذر من الجلوس بين الناس والافتاء بهم , الا ان ابو ذر لم يلتزم بما امر به بتاتا وظل على ما هو عليه وقال : والله لو وضعتم الصمصامه على هذه ( اشار لحلقه ) على ان اترك كلمه سمعتها من رسول الله ص لانفذتها قبل ان يكون ذلك .
وكان ابو ذر يفتي بما يؤمن حتى في مجلس عثمان نفسه , مما ادى لنفيه الى الشام بأمر من عثمان بن عفان

---عن نفيه من الشام للمدينه : هنا كانت الحياه مختلفه تماما عن المدينه , فهنا الابهه والفخامه في الحكم وكان معاويه يصرح بوجهه نظره حول هذه الابهه بانها ضروريه لهيبه الحكم في بيئه تعودت على ذلك منذ قرون , وان السلطه لن تحترم الا اذا كان الوالي في الشام يحيا حياة الملوك

كما كان معاويه يتصرف في مال الاماره بحريه تامه ومطلقه , مما ادى لاعتراض ابو ذر وطلب اليه ان يتصرف كامير اوكلت له مهمه رعايه اموال المسلمين لان هذه الاموال هي للمسلمين وليس لمعاويه , ومن اقواله لمعاويه " يا معاويه لقد اغنيت الغني وافقرت الفقير "

وبدا يتحدث مع الناس حول ما يؤمن به ويذكرهم بالقران والسنه النبويه التي ترفض هذه الممارسات واستمر بدعايته واثارته للفقراء ضد الاغنياء حتى تبلورت حركه جماهيريه عمادها الفقراء بزعامه ابو ذر واخذت هذه الحركه تحاول تطبيق هذه الافكار رغما عن الدوله

فلجأ معاويه لتهديد ابو ذر وطلب منه ان يتوقف عن اثاره هذه النعرات , الا ان ابو ذر رفض وقال له : والله لا انتهي حتى توزع الاموال على الناس كافه

وعند ذلك لجأ معاويه لخطه اخرى اراد بها ان يفسد ما بين ابي ذر وانصاره من الفقراء , وذلك بايهامهم بأن ابو ذر هو ممن يتلقى منه الهدايا والصلات , فبعث في جنح الظلام احد رسله ومعه 1000 دينار لابي ذر , وفي الصباح ارسل نفس الرسول ليخبره بان النقود لم يكن له , وانه أخطأ , وقال له : يا ابا ذر , انقذ جسدي من عذاب معاويه , لانه ارسلني لغيرك واني اخطأت , ولكن ابا ذر كان قد انفق النقود على الفقراء قبل ان يطلع النهار عليها عنده , فطلب من رسول معاويه ان يمهله 3 ايام لكي يقوم بجمعها ممن قام بتوزيعها عليهم من الفقراء , وهنا عاد الرسول لمعاويه وابلغه بالقصه , وهنا ادرك معاويه بان الرجل عصي على ان تنال منه هذه الاساليب , كما اثبت بان فعله يصدق قوله في قضايا الاموال والثروات .
فقرر معاويه بانه من الضروري اخراجه من الشام , فكتب للخليفه عثمان وصور له حال ابي ذر مع الفقراء وان الشام اصبحت في حاله ثوره حقيقيه نتيجه لافعال هذا الرجل , وانه ليس من المستبعد ان يتطور الامر ويفسد الفقراء على الخليفه نفسه
فاستجاب الخليفه لرجاء معاويه مخافه الثوره في الشام ووافق على عوده ابي ذر للمدينه ثانيه وهو الذي سبق ونفاه منها , الا ان الخليفه طلب من معاويه معالجه الامر برفق وان يجهز ابي ذر ويرسله للمدينه بصحبة مرافق
الا ان معاويه اراد الانتقام من ابي ذر فأركبه بعيرا ضامرا على ظهره فراش يابس يدمي يخذي الراكب واوصى به 5 من الجنود الصقالبه ذوي المهاره في العدو ومسابقه الريح , مما ادى لوصوله المدينه بعد ان تسلخت بواطن افخاذه
وعندما استقبله بعض اهالي المدينه وهو على حافه الموت من اثر تلك الرحله القاسيه قال له بعضهم : انك تموت من ذلك , الا انه استنكر ذلك وقال ان طريق الجهاد لا يزال طويلا امامه

حاول الخليفه ان يخفف عن ابي ذر ما حصل له من معاويه فاستضافه عنده لعده ايام واحسن اليه حتى استرد عافيته من جديد , وكان الخليفه يأمل بفتح صفحه جديده بينه وبين ابي ذر , الا ان ذلك لم يحدث , اذ سرعان ما تجدد النزاع بينهما
ففي اول جوله له في المدينه بعد شفاءه من اثر الرحله شاهد المباني المستحدثه والقصور وامدادات المباني التي يسكنها هؤلاء الذين كانت حياتهم الجديده موضع نقده الشديد
وقرر ان يقوم بنصح الخليفه , فدخل عليه وجلس على ركبتيه , واخذ يحدث عثمان عن النبوءه التي طالما حذرت من صنيع بني اميه اذا اجتمع لهم الامر وزادت قوه عصبيتهم لانهم عند ذلك سيتخذون عباد الله خدما لهم
فادرك عثمان بان ابي ذر عاد لممارسه افعاله القديمه وانه عاد للتحريض واثاره النعرات التي كان يقوم بها في المدينه سابقا وقام بها في الشام , ففتح معه الحديث عن ما فعله بالشام وقال له : يا ابا ذر " ما لاهل الشام يشكون ذرب لسانك " فابلغه بدوافعه التي ادت لموقفه هذا , وطلب منه " ان لا ترضوا من الاغنياء حتى يبذلوا المعروف ويحسنوا الى الجيران والاخوان ويصلوا القربات "

واثناء حديثهما هذا تصادف ان احضرت لعثمان اكياس النقود التي اخذت من تركة عبد الرحم بن عوف , وكانت من الكثره بحيث حجبت الرؤيه ما بين عثمان والجالسين وكان من بنهم كعب الاحبار

وبدا الحوار حول تطابق وجود هذه الثروه مع ما جاء في الاسلام , وكان عثمان ومعه كعب الاحبار الى جانب الدفاع عن عبد الرحمن بن عوف لانه كان يؤدي فريضه الزكاه , ومن ادى الفريضه فقد قضى ما عليه , فاعترض ابي ذر على ذلك , بينما ايد كعب الاحبار قول عثمان بأن الله قد اعطى لابن عوف خير الدنيا والاخره فقال كعب صدقت يا امير المؤمنين
فغضب ابا ذر ورفع عصاه وضرب بها راس كعب وقال له " يا ابن اليهودي , تقول لرجل مات وترك هذا المال ان الله اعطاه خير الدنيا والاخره ؟ وتقطع على الله بذلك ؟ وانا سمعت رسول الله يقول : ما يسرني ان اموت وادع ما يزن قيراطا "
فغضب عثمان من تصرف ابي ذر , واسترضى خاطر كعب وطلب منه ان يتنازل عن ضرب ابا ذر له ففعل , ثم طلب من ابا ذر ان يغادر المدينه الى الربذه , وهي قريه معزوله من قرى المدينه

تلقى ابا ذر قرار النفي الجديد بمنتهى التحدي وذكر عثمان بأن الرسول الكريم كان قد تنبأ له بهذا الوضع وهذا المصير اذ ان النبي قال : يرحم الله ابا ذر , يعيش وحده , ويموت وحده , ويبعث وحده

كما امر عثمان الناس في المدينه بتجنب ابا ذر حتى يغادر المدينة , وان لا يخرج احد منهم لوداعه , وامر احد اقاربه بأن يرافق ابا ذر وابنته حتى يوصلهم لمستقرهم الجديد

الا ان البعض من الناس غضبوا من موقف عثمان هذا , فخرج نفر منهم خلف علي بن ابي طالب لوداعه , مخالفين بذلك امر عثمان

واخيرا استقر المقام بالثائر الكبير والصحابي الجليل في الربذه وكان يعتاش من عطاء اجراه عليه عثمان وعدة ابل منحها له ومملوكين وضعهما لخدمته


ومكث بها من 30 هجريه الى 32 هجريه محققا بذلك نبوءة الرسول ص عندما قال : يرحم الله ابا ذر , يعيش وحده ويموت وحده ويبعث وحده

بثينه عبدالعزيز
28/01/2010, 12:15 PM
غيلان الدمشقي






من اصل مصري , واشتهر امره كصاحب فرقة سميت " الغيلانيه " نادت بأن الانسان حر مختار في تصرفاته وصانع لافعاله , وهو ثاني اثنين اظهرا هذا الرأي وأعلناه في ظل الدولة الاموية , واولهم ( معبد الجهني ) ولقد قامت الغيلانيه بنشاط سياسي هام ضد الامويين , وفي عاصمتهم دمشق بالذات التي كان يسكنها غيلان .


اخذ غيلان مذهبة في القدر والحرية والاختيار عن الحسن بن محمد ابن الحنفية بن علي بن ابي طالب , وكان غيلان من الوعاظ والكتَاب والخطباء البلغاء .

استعان به عمر بن عبد العزيز في تصفية الاموال التي صادرها من اسربه الامريه وردها الى بيت مال المسلمين .
وعندما تولى الخلافه هشام بن عبد الملك طلب اعتقال غيلان ثم قتله بابشع الطرق .

__________________

لقد شهد غيلان الدمشقي قمة التحولات الاجتماعية والسياسية والفكرية التي صنعتها الدول الاموية بالمجتمع العربي الاسلامي والتي انتقلت به من مجتمع يحاول تحقيق احلام الانسان العربي في العدل والتحرر والانطلاق الى مجتمع اقطاعي اصبح امتدادا للقيصرية البيزنطية في دمشق , رغم الثياب الاسلاميه التي حرص الامويون على بقائها كي تستر ما تحتها من تحولات ومضامين غريبة عن روح الاسلام .

فالحياة العربيه الاسلاميه كانت قد أصيبت يومئذ بحالة من الانفصام بين الفكرية التي يعلن المجتمع عن ايمانه بها وبين السلوك العملي لكثير من الناس في ذلك المجتمع , لدرجه ان الكثير من المسلمين قد فسر هذه التحولات من الدوله الامويه , وبالذات مؤسسها معاويه بن ابي سفيان , بانهم ليسوا باكثر من جماعه قامت بانقلاب ضد الفكر الاسلامي تحت ستار الاسلام , وانهم قد دخلوا الاسلام مرغمين بعد فتح مكه , فأظهروا الانقياد وتحينوا الفرصة لاقتناص السلطه , كي تعود لهم السياده كما كانت لفرعهم الاموي في الجاهلية .

ومن هنا فقد كان غيلان يكتب ويخطب ويعظ مطالبا الناس بأن يتطابق قولهم مع فعلهم , وسلوكهم مع فكرهم , ونظريتهم التي يؤمنون بها مع التطبيق الذي يمارسون تجسيده في الحياة .
فغيلان كان يشهد تفشي تلك الظاهره , خاصه بين العلماء الذين كانوا يتصدون للهداية والارشاد , لدرجه انه اطلق على زمانه اسم " زمن الهرج "
اذ كان الامويون يشجعون نوعا من فكر ( الارجاء ) وهو الذي يفصل بين الايمان بالله وبين سلوك الانسان المؤمن , كما شجع الامويون فكر ( المرجئة ) وهو الذي كان يدعو لترك الجدل حول تصرفاتهم واعمالهم , ويحكم لهم بسلامة العقيدة وغم السلوك العملي الذي كانوا يخالفون به الكثير من قواعد الاسلام .

اما غيلان والتيار الفكري الذي تبعه ( الغيلانيه ) فقد وقفوا في الطرف الاخر من هذا الصراع وقالوا : ان الايمان هو المعرفة الثابتة بالله عز وجل , والمحبه له , والخضوع والاقرار بما جاء به الرسول ص من عند الله تعالى , فليست المعرفه فقط هي العنصر الوحيد الذي ان حصلت حصل الايمان , وانما لا بد معها من المحبه والخضوع والاقرار , اي السلوك والانقياد العملي لما امن به الانسان .
كما رأت الغيلانيه بأن الايمان متجسد ومتحقق بالسلوك والتطبيق اكثر من تحققه بمجرد المعرفة , لان هذه المعرفة الاولى التي يصل بها العقل الانساني الى تصور ذات الخالق , ليست وليدة الدين والرسالات السماويه , بل هي ثمرة النظر العقلي , ولا بد من قيامها وحدوثها كشرط للتصديق بالرسالة والرسل المرسلين من عند الله , ومن هنا رأت الغيلانيه ان المعرفة الاولى اضطرارية ولذلك لم يجعلوها من الايمان .

الامامة والسياسة
اما في مواجهة النظام السياسي الاموي الذي حول نظام الحكم في المجتمع العربي الاسلامي من حكم شورى
( يكون المرجع فيه للامه, والحق فيه لمن تتوافر فيه الشروط ) الى نظام وراثي , فقد وقف غيلان ضد الافكار التي ترى لقبيلة قريش ميزة عرقية تمتاز بها عن القبائل الاخرى , فخالف الذين يريدون حصر منصب الامامة في قريش , كما انتقد السلوك الاموي الذي يجعل من البيعة الصوريه التي يعقدها نفر من الناس لامير من الامراء امرا كافيا في انتقال مصير الامة ومقاليدها الى هذا الامير , فاشترطت الغيلانيه لصحة انعقاد البيعة بالامامة حدوث اجماع الامة على تنصيب هذا الامام .
اي ان ملخص رأيه هو : ان الامامه تصلح في غير قريش , وان كل من كان قائما بالكتاب والسنه فهو مستحق لها , ولا تثبت الا باجماع الامه .

عقيدة الجبر والاستبداد السياسي
من التحولات السياسيه التي صاحبت الحكم الاموي ظهور ( الفكر الجبري ) الذي يرى ان الانسان لا حول له ولا قوة فيما يصدر عنه من افعال , وان افعاله هذه مخلوقة لله ومقدرة من الله للانسان , ومحكوم بها عليه سلفا , ومن ثم استخدمت هذه العقيدة في تبرير التحولات السياسية التي بدت غريبة عن نهج المسلمين الاوائل , والتخفيف من وقع المظالم وبشاعة التطورات الظالمة التي زخر بها المجتمع في ذلك الحين
( وكان الجبر عقيدة لكثير من العرب في الجاهلية , فجاء الاسلام ليقرر للانسان الارادة والاستطاعة والحرية والاختيار ) ثم عاد الامويون يشجعون الفكر الجبري كي يرروا به ما احدثوه في حياة الاسلام والمسلمين .
ومن هنا جاء انحياز الغيلانيه الى فكر العدل , ومناداته بأن الانسان مختار ومريد مستطيع , وخالق لافعاله , وكان له فضل السبق في الجهر بهذا الفكر , والنضال من اجل سيادته في وجه فكر الجبر والجبريين .
فكثير من الصحابه كانوا يؤمنون بحرية الانسان واختياره , وغيلان نفسه اخذ هذا الفكر عن احد احفاد علي بن ابي طالب وهو الحسن بن محمد بن الحنفيه .

ولقد دارت بين غيلان وبين عمر بن عبد العزيز مناقشات ومجادلات حول هذه القضيه , وفي احداها نبه غيلان عمر بن عبد العزيز الى ان القول بالجبر يؤدي بصاحبه الى نسبة الجور الى الله , لانه عندئذ سيحاسب الناس على فعله هو , وسيدفع بهم الى ما نهاهم عنه , وسيكون مكلفا لهم ما لا طاقه لهم به ......... فهل وجدت يا عمر حكيما يعيب ما صنع ؟ او يصنع ما يعيب ؟ او يعذب على ما قضى ؟ او يقضي ما يعذب عليه ؟ ام هل وجدت رحيما يكلف العباد فوق الطاقه ؟ ويعذبهم على الطاعه ؟...................... ولان الرجل كان صاحب ضمير ديني شديد الحساسيه , فقد استطاع ان يضع يده بيد عمر بن عبد العزيز , واستطاعا تنفيذ عدد من المواقف الاجتماعيه في فترة حكم هذا الخليفه العادل للبلاد .
فعندما بويع عمر بن عبد العزيز للخلافه اتيحت للقوى السياسيه والاجتماعيه المعارضه لنظام الحكم الاموي فرصه من نوع جديد , اذ ان هذا الخليفه يتحلى بخلق ديني وسلوك ذاتي يجعل بالامكان التعاون معه في سبيل الاصلاح لكثير مما افسده الامويون , ورفع بعض المظالم التي فرضها سابقيه .
فلقد طلب عمر بن عبد العزيز من غيلان ان يعينه ويساعده في امور الدوله , وعلى الفور حدد غيلان لنفسه الميدان الذي يريد العمل فيه , فطلب من الخليفه ان يجعله قائما على رد المظالم والاموال المغتصبه من الامه, والتي كان الخلفاء والامراء الامويون قد اخذوها .
فكان حجم الثورات المصادره كبيرا , ومنها اقطاعيات ردت لبيت المال , ومنها حلي ومنها ملابس حريريه فيها جوارب من خز , ومنها ادوات وتحف................. وكان غيلان يقف لينادي عليها لبيعها , بل لقد حول عمله هذا لساحه شعبيه يلقي فيها عبارات الادانه للظلم والظلمه .

دفع حياتة ثمنا لهذا الموقف

بالطبع فان امراء الاسره الامويه لم يكونوا راضين عن فعل عمر , وحاولوا ان يثنوه عن هذا الطريق , الا انه لم يعرهم اي اهتمام , واشار عليه البعض بأن مغية ذلك عليه غير حسنه , فالقوم ربما عجلوا بموته انقاذا لثرواتهم التي صادرها , وفعلا فان عمر لم يعمر طويلا بعد هذه الاعمال التي قام بها .

عندما الت الخلافه لهشام بن عبد الملك قرر ان يصفي الاجراءات الثوريه التي انجزها الخليفه السابق , وان يصفي الحساب مع العناصر الثوريه التي اسهمت في اتخاذ هذه الاجراءات وتنفيذها , وفي مقدمتهم غيلان الدمشقي .
حيث ان هشام بن عبد الملك كان يعتبر ما بينه وبين غيلان عباره عن ثأر يجب تصفيته , لانه واثناء حكم عمر سمع غيلان ينادي على متاعهم المصادر وسمع عباراته التي كان يتناول فيها باللعن والادانه لامراء بني اميه واباءهم , فحفظ ما سمع في نفسه , وها قد جاء اليوم الذي يستطيع به ان يصفي حسابه مع غيلان .
وبمجرد ما اَلت اليه الامور طلب اعتقال غيلان فورا , الا ان غيلان هرب من دمشق هو وصاحب له يسمى صالح , واجتهد الولاه والعمال والجند في الدوله في البحث عنه حتى تم العثور عليه واقتيد الى دمشق , وتم حبسه عدة ايام ثم احضر هشام لغيلان الشيخ الاوزاعي لكي يناظره , ويصدر فتوى اعدامة , وكان له ما دبر واراد .

وكما كانت حياة غيلان نموذجا فريدا يجسد الموقف الثوري من سلبيات مجتمعه , كذلك كان مماته نموذجا فريدا يجسد سلبيات هذا المجتمع ويدين هذه السلبيات
فعلى باب كيسان بمدينه دمشق صلب غيلان الدمشقي ورفيقه صالح , ثم قطعت ايديهما ثم ثنوا بقطع ارجلهما , واراد انصار الدوله الامويه من اصحاب فكريه الجبر ان يديروا مع غيلان حوارا فكريا وهو على مصلبه , وان يقولوا له ان الله هو الذي خلق فعلهم هذا فيه , فقالوا له : كيف صنع بك ربك ؟ فالتفت اليهم من فوق الصليب وخاطبهم وقال : لعن الله من فعل بي هذا , وهو هنا نسب اليهم هذا الفعل المنكر الذي فعلوه به , ونزه الله عن ذلك .
واحس صالح بالعطش , فطلب من القائمين حول صلبه شربة ماء , الا انهم رفضوا وقال له بعضهم : لا نسقيكم حتى تشربوا من الزقوم في جهنم , ولكن غيلان التفت من فوق صليبه الى رفيقه وقال له : يزعم هؤلاء انهم لن يسقونا حتى نشرب من الزقوم , كذبوا ... ان الذي نحن فيه لبشير بالجنه , وبروح الله الذي سنصير اليه بعد حين , فاصبر يا صالح على ما انت فيه ... فصبر صالح على الامه وعطشه الى ان اسلم الروح , فاستدار غيلان نحوه وصلى عليه من فوق الصليب , ثم استدار نحو الحضور واخذ يمارس رسالته التي طالما يقام بها ضد ظلم الامويين وقال : قاتلكم الله , كم من حق اماتوه وكم من باطل قد احيوه وكم من ذليل في دين الله اعزوه وكم من عزيز في دين الله اذلوه
فتأثر بكلامه بعض الحضور واخذت اسماعهم تنصت لما يقول , فخشي انصار هشام من نهايه ذلك , فذهب بعضهم لهشام وابلغوه بانهم قطعوا يديه ثم رجليه وانطلق لسانه , مما ادى لبكاء بعض الناس الحاضرين , فما كان من هشام الا ان طلب منهم قطع لسانه , وهنا صعدت روحه لبارئها .
فهو ظل لاخر لحظات حياته قائما برسالة الانسان الذي تجسدت فيه وحدة الفكر بالسلوك , والايمان بالعدالة الاجتماعيه , والقيام بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى من فوق خشبه الصليب .

بثينه عبدالعزيز
28/01/2010, 12:16 PM
هكذا يدرك في الدنيا الكمال
هكذا في موتها تحيا الرجال

هكذا يشرف موت المبتغى
شرفا ليس اذا ريم ينال

ميتة الابطال فيها شمم
طأطأت من دونه الشم الجبال

نال بالموت حياة ما لها
ابد الدهر فناء وزوال

هو حي ابد الدهر فما
ضره من هذه الدنيا انتقال

واذا التاريخ اجرى ذكره
اخذ التاريخ بالفخر اختيال

بثينه عبدالعزيز
01/02/2010, 12:44 PM
الشهيد البطل يحيى عياش





إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى قدرة فائقة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع"..
هكذا وصف "شمعون رومح" أحد كبار العسكريين الصهاينة المناضل الفلسطيني الشهيد يحيى عياش!


ولم يكن شمعون وحده هو المعجب بالرجل، لكن وسائل الإعلام الصهيونية كلها شاركته الإعجاب حتى لقبته بـ: "الثعلب" و"الرجل ذو الألف وجه" و"العبقري"..

كما بلغ الهوس الإسرائيلي ذروته حين قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك إسحاق رابين: "أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست". وقوله أيضًا: "لا أشك أن المهندس عياش يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن استمرار وجوده طليقًا يمثل خطرًا واضحًا على أمن إسرائيل واستقرارها".

أما "موشيه شاحاك" وزير الأمن الداخلي الصهيوني آنذاك فقد قال عنه: "لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عيَّاش إلا بالمعجزة؛ فدولة إسرائيل بكافة أجهزتها لا تستطيع أن تضع حدًّا لعملياته"..!


إذن من هو يحيى عياش صاحب "اختراع" العمليات الاستشهادية، والذي برع في تصنيع المتفجرات، والذي أمضى العام الأخير من حياته التي لم تتعد الثلاثين عاماً في تدريب وإعداد عشرات الخلفاء له؟!

وُلِد يحيى عيَّاش في مارس 1966، نشأ في قرية "رافات" بين نابلس وقلقيلية لعائلة متدينة تصفه بأنه حاد الذكاء، دقيق الحفظ، كثير الصمت، خجول هادئ. بدأ يحفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره ، نشأ في رحاب المساجد، وبرع في علم الكيمياء وعشقه عشقا لا حدود له فحصل في التوجيهي على معدل 92.8% -القسم العلمي، ليلتحق بجامعة بيرزيت- قسم الإلكترونيات، وظلَّ على حبه الأول للكيمياء.

وفى الجامعة أصبح أحد نشطاء الكتلة الإسلامية، ولم يمنعه ذلك من إتمام دراسته بتفوق ملحوظ . وبعد التخرج حاول الحصول على تصريح خروج للسفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا، ورفضت سلطات الاحتلال طلبه، وعلق على ذلك "يعكوف بيرس" رئيس المخابرات قائلاً: "لو كنا نعلم أن المهندس سيفعل ما فعل لأعطيناه تصريحًا بالإضافة إلى مليـون دولار" !!

تزوَّج عيَّاش بعد تخرجه من ابنة عمته، ورزقه الله ولده الاول "البراء"، ثم "يحيى" قبل استشهاده بأسبوع تقريبًا.


تعتبر الانتفاضة الفلسطينية الأولى والتي اندلعت في ديسمبر 1987، هي الشرارة التي فجرت عبقرية عياش وكان عمره وقتها 21 عاما.. حيث كتب رسالة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس وتحديدا لكتائب الشهيد عزّ الدِّين القسَّام يوضح لهم فيها خطةً لمجاهدة اليهود عبر العمليات الاستشهادية.. ماذا؟! العمليات الاستشهادية؟!! إنها نوع جديد من الجهاد والمقاومة لم نألفه من قبل على أرض فلسطين..!

ولكن..أعطى قادة الكتائب للمهندس عياش الضوء الأخضر، وأصبحت مهمته إعداد السيارات المفخخة والعبوات شديدة الانفجار.. فأصبح الصراع بين عدو مكبل بالخوف من الموت وشعب يعشق التضحية في سبيل الله.

كلمة السر : حقيبة المهندس
عبقرية القائد يحيى عياش نقلت المعركة إلى قلب المناطق الآمنة التي يدّعي الإسرائيليون أن أجهزتهم الأمنية تسيطر فيها على الوضع تماماً.
فبعد العمليات المتعددة التي نفدت ضد مراكز الاحتلال والدوريات العسكرية نفذ مقاتلو حماس بتخطيط من قائدهم عياش عدداً من العمليات الهامة والمؤثرة..فتتوالى صفوف الاستشهاديين لتبلغ خسائر العدو في عمليات المهندس عياش في تلك الفترة 76 صهيونيًّا، و400 جريح. وكان القاسم المشترك في كل تلك لعمليات (حقيبة المهندس) الممتلئة بالمتفجرات.


ومنذ 25 أبريل 1993م عرفت مخابرات العدو اسم عيَّاش كمهندس العبوات المتفجرة، والسيارات المفخخة، وتعتبر فترات الملاحقة في حياة الشهيد من الفترات المجهولة لنا حيث قضاها في التنكر والتنقل للاختفاء عن عيون الصهاينة. إلا أن الملاحظ في تلك الصفحات المجهولة أنه لم يسطرها وحده بل كانت أسرته كلها تشاركه جهاده؛ بدءا من زوجته المجاهدة المرابطة، مرورا بأمه وأبيه، نهاية بطفله الصغير.

وتحكي زوجته هيام عياش (أم البراء) عما لا نعلمه من حياة المهندس يحيى عياش فتقول: "منذ الأيام الأولى لحياتي الزوجية كان يحيى يأتي إلى المنزل وملابسه متسخة بالوحل والتراب، وعندما أسأله عن سبب ذلك كان لا يرد عليّ، بل كان يرجوني برفق ألا أسأله عن شيء..وفعلاً استجبت لرأيه؛ لثقتي به وفيه".
وتكمل أم البراء: "حتى جاء اليوم الذي حاصر جيش الاحتلال المنزل ليعتقل يحيى، لكنه لم يكن بالمنزل، وعندما شعر أني خائفة كثيرًا صرَّح لي بطبيعة عمله وخيَّرني بين مواصلة طريق الجهاد معه أو الانفصال عنه..فابتسمت وأخبرته أن طريق الجهاد في سبيل الله يتسع لأسرتنا كلها.. وبدأت معه رحلة البحث عن الشهادة".

أنام .. والقنابل فوق رأسى !!
وحول أهم المغامرات التي عاشتها في تلك الأيام تتذكر زوجة الشهيد يحيى عياش: "قضيت معظم أيامي في غزة مطاردة أتنقل من بيت لآخر، ولا أمكث في أحدها أكثر من أسبوع لا أشاهد أحدًا حتى لا يشك في وجودي، وأنام والقنابل اليدوية فوق رأسي، وسلاحي بجواري، وخاصة أنني كنت أتقن استخدامه, والمنزل معرَّض للمداهمات من قبل جيش الاحتلال حتى لا يستخدمني الصهاينة وسيلة للضغط على زوجي".

وتكمل أم البراء بصوت متألم: "ذات مرة لاحظ أهل البيت الذي كنا نختبئ به وجود مراقبة حول البيت؛ فاضطررت أن أختفي أنا وولدي براء، وأحكم إغلاق الغرفة علينا لمدة أسبوع تقريبًا، لا أرى أحدًا من البشر غير زوجة المجاهد التي كانت تحضر لي الطعام، كانت لا تمكث معي أكثر من ربع ساعة".

وتبتسم أم البراء حين تتذكر لحظات عصيبة أخرى: "ذات مرة تمت مداهمة البيت.. فاضطررت أن أختبئ وولدي داخل الخزانة، وأن أحكم إغلاقها علينا، و براء -الذي لم يتجاوز الأربع سنوات- كان واعيًا لحجم الخطر، وبدلاً من أن أهدئ من روعه حتى لا يخرج صوتًا، وضع هو يده على فمي حتى لا أتفوه بكلمة واحدة.." !!


بعد أربع سنوات مليئة بأشلاء الصهاينة تمكَّن جهاز الشاباك من الوصول إلى معلومات عن موقع المهندس، وتسلله إلى قطاع غزة عبر دائرة الأشخاص الأقرب إلى أبي البراء. كان عياش سباقا حتى في طريقة اغتياله التي لم تنفذ من قبل على مستوى العالم.

وكما يروي "أسامة حماد" صديق المهندس والشاهد الوحيد على عملية الاغتيال، فإن يحيى التجأ إليه قبل خمسة أشهر من استشهاده؛ حيث آواه في منزله دون أن يعلم أحد، وكان كمال حماد – وهو خال أسامة ويعمل مقاول بناء - على صلة وثيقة بالمخابرات الإسرائيلية يلمِّح لأسامة بإمكانية إعطائه جهاز ( تليفون محمول ) لاستخدامه، وكان كمال يأخذ المحمول ليوم أو يومين ثم يعيده

وقد اعتاد والد المهندس الاتصال بيحيى عبر المحمول، وقد طلب منه يحيى مرارًا الاتصال على الهاتف المنزلي، وقد اتفق يحيى مع والده على الاتصال به صباح الجمعة على الهاتف المنزلي.

وفي صباح يوم الجمعة الخامس من يناير 1996م اتصل العميل الخائن كمال حماد بأسامة وطلب منه فتح المحمول؛ لأنه يريد الاتصال من إسرائيل، واتضح أن خط هاتف البيت مقطوع.. وفي الساعة التاسعة صباحًا اتصل والد يحيى على الهاتف المتنقل، وقد أبلغ أسامة أنه لم يستطع الاتصال على الهاتف المنزلي.

وما كاد المهندس يُمسك بالهاتف ويقول لوالده: "يا أبي لا تتصل على المحمول..."، عندها دوى انفجار وسقط المهندس لينفجر الرأس الذي طالما خطَّط ودبَّر في كيفية الانتقام من الصهاينة.. وتتناثر أجزاء من هذا الدماغ الطاهر لتعلن عن نهاية أسطورة خلَّفت وراءها العشرات من المهندسين ممن أرقوا مضاجع الاحتلال، وما زالوا أبناء لمدرسة عياش.
وتبين فيما بعد أن عبوة ناسفة تزن 50 جراما قد انفجرت في الهاتف النقَّال ليهوي الجسد المتعب ويستريح من عناء السفر.. يستريح المقاتل الصلب بعد سنوات الجهاد، ويصعد إلى العلا والمجد وينال الشهادة في سبيل الله التي تاق إليها كثيرا.

بثينه عبدالعزيز
01/02/2010, 12:46 PM
المناضل كمال عدوان





وُلد كمال عدوان في قرية بربرة القريبة من مدينة عسقلان عام 1935
لجأت عائلته إلى قطاع غزة أثناء نكبة عام 1948.
درس عدوان في مدارس القطاع قبل الانتقال إلى مصر ليتخرج منها مهندسا للبترول.
عقب الخلاف بين عبد الناصر والإخوان المسلمين عام 1954 ترك تنظيم الإخوان ليسلك سبيلا آخر بعد أن نشأت لديه فكرة العمل المسلح الفدائي ، أسس عدوان خلية مستقلة ضمت اثني عشرة شابا معظمهم كانوا في تنظيم الإخوان وشَكلت هذه المجموعة فيما بعد النواة الأولى لحركة فتح.

عندما خرج كمال عدوان من غزة إلى مصر كان قد أسس قبل ذلك مجموعة نشطة مقاومة لعدوان 1956 وهذه فتحت له آفاق معرفة بأشخاص آخرين مثل أبو جهاد خليل الوزير , وأبو يوسف النجار , وأبو عمار أيضا , وآخرين
كمال نتيجة الظرف الاجتماعي ونتيجة الظرف المالي له ترك الدراسة في مصر بعد سنتين من دراسته كمهندس بترول وغادر إلى السعودية لمتابعة وبدأ إنشاء تنظيم حركة فتح بالسعودية
إذاً هو كان من أول المؤسسين للتنظيم في السعودية وانتقل بعدها إلى قطر حيث قاد التنظيم في قطر وكان مع زملائه في قطر والسعودية والكويت وسوريا.

عززت معركة الكرامة في الأراضي الأردنية عام 1968 مكانة حركة فتح في الشارعين الفلسطيني والعربي واكتسبت أبعادا أسطورية عقب تأكيده على تفوق قوات الفدائيين. حركت معركة الكرامة آلاف الشبيبة الفلسطينية والعربية للالتحاق بقوات العاصفة وشكلت هذه المعركة تحولا حاسما في العمل الفلسطيني لسنوات عدة.

ثبت في معركة الكرامة أن الجندي الفلسطيني والجندي الفدائي الفلسطيني والجندي الأردني قاتلوا ببسالة وألحقوا أول هزيمة بالكيان الصهيوني.

بعد معركة الكرامة حدث نوع من أنواع التغيير الجذري في سلوكية الحركة وفي بُنيتها، في عملها، فكان لابد وخاصة أن الإعلام بدأ يأخذ منحاه ويأخذ دوره الكبير جدا فتم الاتفاق على تفرغ كمال لأن يستلم الإعلام وينظمه ويرتبه وكان خير من اشتغل في هذا الموضوع وأعطى الإنجازات الكبيرة جدا.

حقق إنجازات كبيرة للإعلام إعلام حركة فتح بصورة خاصة في ذلك الوقت، سواء من خلال تطويره لعمل الإذاعة الفلسطينية التي كانت تبث من القاهرة أو لتطويره للنشريات أو تطويره للاتصالات الخارجية وللعلاقات الخارجية

حدث في المنطقة عام 1970 تطوران هامان ومتلازمان تمثل الأول: بقبول جمال عبد الناصر بمشروع رودجرز
والثاني: بازدياد حدة التوتر بين السلطات الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية
خاض كمال عدوان الذي كان مسؤولا للإعلام في المنظمة معركة شرسة ضد مشروع رودجرز ولم يترك وسيلة إعلامية فلسطينية أو عربية أو دولية إلا واستخدمها لمقاومة هذا المشروع.

سنة الـ 1970 حزيران قرر كمال عدوان اصدار جريدة فتح اليومية والذي ركز فيها على الحديث عن الدور الأميركي

وكان كيسنغر قد صرِّح تصريحه الشهير ك بان كل نظام عربي تتواجد فيه الثورة الفلسطينية المسلحة عليه أن يقوم بتصفيتها وكل نظام يرفض أو يعجز سنقوم نحن بتصفيته
واضح إنه هذا موجه للأردن أولا ثم إلى لبنان ثانيا ثم إلى سوريا ثالثا.

قاتل عدوان مشروع التسوية الأميركية كما قاتل ضد الجيش الأردني خلال الصدامات الدموية التي جرت مع قوات الثورة الفلسطينية في أيلول/سبتمبر عام 1970
وأصر عدوان على البقاء في عمّان متخفيا مع بعض رفاق دربه وانتقل بعدها إلى أحراش الجرش يعمل وينظم ويقود في إيمان وثقة.
انتقل عدوان إلى بيروت بعد انتقال قوات الثورة إليها ليعيد بناء الإعلام من جديد بعد الحملة التي شنتها بعض الصحف العربية ضد قادة الثورة الفلسطينية.

انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح في كانون الأول/يناير عام 1971 وانتُخب كمال عدوان في اللجنة المركزية لحركة فتح التي كلفته بالإشراف على القطاع الغربي إلى جانب مهمته الإعلامية.

عندما تسلم هذا القطاع تسلمه في ظروف صعبة كانت هنالك انتكاسة بسبب خروج الثورة الفلسطينية من أحداث أيلول ومن الأردن، كان هنالك انتكاسة في داخل الأرض المحتلة نتيجة ذلك , وكانت هنالك أيضا مشاكل كثيرة داخل الثورة الفلسطينية حول تقييم أو تقويم تجربة الثورة في داخل لبنان.. وفي داخل الأردن , وهذا يعني ان الساحه اصبحت مهرجان من البرامج والاقتراحات والتفكير للتغيير

وضع كمال عدون في ذلك الوقت نصب عينيه قضية تحقيق إنجازات فعالة وملموسة داخل الأرض المحتلة من أجل إخراج الوضع من أزمته، من أجل استنهاض الوضع الفلسطيني , كانت هذه أولوياته
أنه يجب أن يشعر العالم بثقل واستمرار الصبرة الفلسطينية واستمرار حركة فتح
كما يجب أن يشعر الجميع في الأرض المحتلة بأن الثورة الفلسطينية موجودة , وبالأخص العدو الإسرائيلي , وبأن اليد او الذراع العسكري للثورة الفلسطينية قادرة إلى الوصول إلى أي مكان في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

كمال عدوان لعب دورا أساسيا في تأسيس الجامعات في الأرض المحتلة
كان ذلك تفكيرا يحتاج إلى إبداع وإلى خطوة جريئة لأنه في ذلك الوقت كان يمكن أن يُتهم أي خطوة من هذه الخطوات كأنما هي نوع من التعاون مع الاحتلال , ولكن كمال عدوان كان بعيد النظر جدا وكان يرى أن تشكيل الجامعات سيشكل مراكز ومجمعات للنضال السياسي وللنضال الوطني وسينشط العمل السياسي في الأرض المحتلة ضد الاحتلال.


عاد كمال عدوان إلى عمّان حيث اختارته القيادة الفلسطينية لتسلم مكتب الإعلام في منظمة التحرير.
بحث عدوان عن كل طاقة ثورية ليُجسدها في هذا المكتب واستقطب أبرز الصحفيين ورواد الكلمة من العرب والأجانب من أجل خدمة القضية الفلسطينية.

عدوان حقق إنجازات كبيرة للإعلام وخاصة إعلام حركة فتح عبر تطويره عمل الإذاعة الفلسطينية التي كانت تبث من القاهرة، وتطويره للاتصالات والعلاقات الخارجية


أسس عدوان مجلس القطاع الغربي الذي ضم مجموعة لجان تعمل بانفصال تام عن بعضها البعض ومنع أي تداخل أو تنسيق بينها إلا عند الضرورة، كانت كل لجنة في القطاع الغربي تشرف على عدة مجموعات ناشطة في الداخل الفلسطيني وترتبط بالقيادة بالخارج عبر رسول.

المرحلة الزمنية اللي قضاها كمال عدوان هي التي أسست لما يمكن أن يسمى العمق النضالي لحركة فتح في داخل الوطن وبالتحديد كان هو من اهتم اهتماما كبير بالمجموعات التي كانت مطارَدة , وكان يدعمها بشده .

نجح هو وإخوانه بإدخال مجموعات أقامت في الأرض المحتلة
فدخلت مجموعة أقامت في منطقة نابلس وبالتحديد في منطقة طوباس
ومجموعة من المقاتلين دخلت منطقة الخليل من الخارج إلى الداخل واستقرت وبدأت بعملها التنظيمي
وكذلك مجموعة دخلت مجموعات إلى قطاع غزة
وهذه من القضايا التي أدت إلى أن الإسرائيليين شعروا بالضوء الأحمر من أجل قتل كمال عدوان
كان كمال يُفكر بدخوله هو شخصيا ليقود العمل في داخل الأرض المحتلة، وكان برنامجه أن يُدخل عدد كبير من الضباط والمقاتلين والسلاح للارض المحتله

هذا البناء التنظيمي ساعد في تصعيد العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية
اعتمدت خلايا الداخل في حربها على العبوات والتفجيرات كأسلوب رئيس بدلا من حرب العصابات مما أوقع في صفوف القوات الإسرائيلية خسائر فادحة وقللت من الخسائر في الجانب الفلسطيني
كما ساهم تنظيمه لخلايا الداخل بشكل متوازن بالتخفيف من الاعتقالات في صفوف المقاومين

ثم تسلم مسؤولية مفوض الأرض المحتلة , فاصبح 90% من عمله هو عمل تنظيمي أكثر ما هو عمل عسكري


أخفقت إسرائيل في الحد من العمليات التي تستهدف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، لذا رأت القيادة الأمنية الإسرائيلية أن السبيل الوحيد المتاح أمامها لوضع حد للهجوم الفلسطيني أن تغتال المسؤول الأول عن القطاع الغربي وأن تستولي على وثائق تساعدها لتحطيم البنية التنظيمية الجديدة والمعقدة الذي عمل على تأسيسها كمال عدوان في الأراضي المحتلة.

اذ ان هذا المناضل قد أزعج الإسرائيليين جدا , وليس فقط لانه استمر في عملية الكفاح المسلح وطوره أو حاول أن يُبدع فيه وإنما ايضا تركيزه على العمل السياسي وتنشيطه بالحركة الطلابية وتنشيطه للجان الطلابية لأن تقوم بالمظاهرات وأن تقوم بالعمل السياسي
وما قام به في الأرض المحتله أزعج الإسرائيليين وأشعرهم أنهم أمام قائد يجب أن يتخلصوا منه وبالذات بعد عمليه ميونخ المعروفه للجميع .
وبالتالي بدأت عمليه الانتقام ولكن لم يكونوا قادرين في ذلك الحين الا على استهداف قيادات من داخل لبنان , ومن خلال موافقة امريكيه
حيث تم اعتقال أبو داود الذي كان معروف أنه هو الذي نظم وضبّط عملية ميونخ


ثم تم اغتيال كمال عدوان ورفاقه الثلاثه
استشهد عدوان في العاشر من نيسان - أبريل 1973 في منزله في بيروت أثر الهجوم الذي قامت به وحدة اسرائيلية بقيادة باراك , فيما عرف بعملية فردان التى استشهد فيها ايضا كمال ناصر وابو يوسف النجار .
ترك الكوماندوز الإسرائيلي السيارات التي استخدموها في عدوانهم في أماكن متفرقة على الشاطئ اللبناني وغادروا بالطريقة التي دخلوها
تبادلت المقاومة الفلسطينية والسلطة اللبنانية الاتهامات بعد العملية وأكد الفلسطينيون أن حواجز لقوى الأمن الداخلي اللبناني منعت مجموعات فلسطينية مسلحة من الوصول إلى شارع فردان للتصدي للإسرائيليين

في اليوم الثاني للعدوان الإسرائيلي اجتاحت العاصمة بيروت ومعظم المدن اللبنانية مظاهرات حاشدة وغاضبة احتجاجا على اغتيال القادة الثلاثة وشنت القوى الأمنية اللبنانية وأجهزة الأمن الفلسطينية حملة أمنية تمكن خلالها الجانبان من توقيف بعض أعضاء شبكة الموساد التي ساعدت في تسهيل عملية اغتيال القادة الثلاثة.

بثينه عبدالعزيز
10/02/2010, 01:51 PM
الشيخ الشهيد عمر المختار





طفل يتيم :

ينتسب عمر المختار إلى قبيلة المنفه إحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة, ولد عام 1862م في قرية جنزور بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية..

تربى يتيما .حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.

تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور, ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسى قطب الحركة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.

ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل،، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم ".

فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة السيطرة على مستمعيه وشد انتباههم،

شارك عمر المختار في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً, ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلك) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية.

وبعد وفاة السيد محمد المهدي السنوسي عام 1902م تم استدعاؤه حيث عين شيخاً لزاوية القصور.

معلم يتحول إلى محارب :

عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم, فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911م, وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي, درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس, كان عمر المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل السيد أحمد الشريف, وعندما علم بالغزو الإيطالي سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي, أذكر منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم,

ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913, وعشرات المعارك الأخرى.

وحينما عين أميليو حاكماً عسكريا لبرقة, رأى أن يعمل على ثلاث محاور

الأول : قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا

الثاني : قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي..

والثالث :قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا.

لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م, ولتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى.

الفاشيست والمجاهدون :

بعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922, وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي, واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.

بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد, وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين, فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة, وتولى هو القيادة العامة.

بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية, أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية, وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر, وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار, كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح, وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين, أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م, وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار, ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.

ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين, فخرجت حملة في يناير 1928م, ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورخم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم, إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم, والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين, انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا كثيرا.

مفاوضات السلام في سيدي ارحومة :

وتوالت الانتصارات, الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة,

فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية, حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير 1929م, ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان والمجاهدين.

تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده,وطلب مفاوضة عمر المختار, تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م,

واستجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليونفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هوالتفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله..

وعندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز اومصر أو البقاء في برقة و انهاء الجهاد .والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات, رفض كل تلك العروض, وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.

تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم, ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة.

وصحت توقعات عمر المختار, ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين,

السفاح يتدخل :

دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسياني وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية.. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في كتابه "برقة المهدأة":
1- قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر.
2- إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م.
3- فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة.
4- تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الإعتقال والنفي والتشريد.
5- العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة.

إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان باحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة, وفي 26 أغسطس 1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج, وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف, وفي 28 يناير 1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة, وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.

الأسد أسيرا :

في معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".

وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.

كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادىء الأمر،وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من نغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.

وصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر , وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م, وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار, يذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة):

"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه (بالجرد) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."

غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟

أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.

غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟

فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.

غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.

فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…

ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."

مهزلة المحاكمة :

عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م،

وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،

وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإنا أليه لراجعون".

وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية :

إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة ، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر ، ببنغازي ، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة ، والمؤلفة من السادة :

- المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني ، رئيسا بالوكالة ، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع .

- المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر) .

- الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار ، أصيل ) .

- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني ، مستشار أصيل) .

- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا ، مستشار أصيل) ، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل ، الغائب بعذر مشروع .

- بمساعدة الملازم بسلاح المشاة ، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة) .



للنظر في القضية المرفوعة ضد : عمر المتخار ، بن عائشة بنت محارب ، البالغ من العمر 73 سنة ، والمولود بدفنة ، قبيلة منفة ، عائلة بريدان ، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد ، يعرف القراءة والكتابة ، وليست له سوابق جنائية ، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931.

المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3) ، والمادة 26 ، البنود : 2 - 4 - 6 - 10 ، وذلك أنه قام ، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية ، داخل أراضي المستعمرة ، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش ، وأعمال البطش والتنكيل ، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم .

بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات ، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين ، تحت حراسة عسكرية ، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع .

كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو ، كمدعي عسكري ، والمكلف بالدفاع عن المتهم ، المحامي ، النقيب في سلاح المدفعية ، روبيرتو لونتانو .

يعلن الرئيس افتتاح الجلسة . فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب :

- نصري هرمس ، ابن المتوفى ميشيل ، وعمري 53 سنة ، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة .

يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره حسبما هو مقرر ، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية : (( أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق ، وبأن أنقل الردود بأمانة )) .

فيوجه الرئيس ، عن طريق الترجمان ، أسئلة للمتهم حول هويته ، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم ، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع . وعند هذه النقطة ، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس ، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م ، ومهنته صناعي .

فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره نظاميا ؛

يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام ، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم ، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى ،

وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها ، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية ، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه ؛ فيرد عليها ، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها .

ويثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب ، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن ، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة .

وردا عن سؤال ، يجيب :

منذ عشر سنوات ، تقريبا ، وأنا رئيس المحافظية . ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها ، بقوله : (( لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة ، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين ، منذ عشر سنوات وحتى الآن ، كان بإرادتي وإذني ، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها )) .

وردا عن سؤال ، يجيب : (( كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي )) .

يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة : بعد أن تناول الكلمة ، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة ، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه ، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب .

وينهي الدفاع ، بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم . وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين ، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة ، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم

عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات ؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة ، بحضور جميع الأطراف المعنية . فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم .

أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه : كاتب المحكمة العسكري .

الإمضاء : ادواردو ديه كريستوفانو ، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي) .

كاتب المحكمة العسكرية ، الإمضاء : ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano) .

الرئيس : (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني)

الإمضاء : أومبيرتو مانزوني (Umberto Marinoni) .

كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة


الإعدام :

في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 931م، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران،

واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم.

واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر،

وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،

وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكوأليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.

وسبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الطبيعة بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت

بثينه عبدالعزيز
10/02/2010, 01:53 PM
سعد زغلول





- لم يحظ زعيم مصري بشعبية كالتي حظي بها سعد زغلول، حتى لقب بزعيم الأمة، وأطلق على بيته "بيت الأمة" وعلى زوجته صفية أم المصريين.

- ولد سعد في (ذي الحجة 1274هـ = يوليو 1859م) في قرية إبيانة التابعة لمديرية الغربية، وكان والده رئيس مشيخة القرية، وتوفي وعمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد فتحي زغلول.

- تلقى تعليمه في كتاب القرية فحفظ القرآن الكريم، ثم رحل إلى القاهرة سنة (1290هـ= 1873م) والتحق بالأزهر، وألف أثناء دراسته كتابا صغيرا في فقه الشافعية، وتأثر أثناء هذه الفترة بالشيخ جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده؛ إذ كان صديقا له رغم العشر سنوات التي كانت تفصل بينهما في العمر.

- شارك سعد في الثورة العرابية فتعرض للاضطهاد، ورفت من عمله، فاشتغل بالمحاماة وذاع صيته بها حتى صار من أعلامها المعروفين.

- كان له نشاط بارز في الحياة السياسية المصرية، وربطته بعض العلاقات بزعماء مصر، واللورد كرومر -المعتمد السامي البريطاني في مصر-.

- اختير سعد ناظرا (وزيرا) للمعارف في (شوال 1324هـ = نوفمبر 1906م) فكانت له إسهامات وبصمات واضحة في العملية التعليمية.

- وفي (صفر 1328هـ = فبراير 1910م) عين ناظرا للحقانية (أي وزيرا للعدل)، وعندما كان وكيلا للجمعية التشريعية كان معارضا بارزا للسياسة الإنجليزية.

- برز سعد زغلول كزعيم للأمة المصرية مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، إذ طالب بتشكيل وفد من المصريين لحضور مؤتمر الصلح، فرفضت سلطات الاحتلال البريطاني ذلك واعتقلته ونفته إلى خارج البلاد وكان ذلك سببا في إشعال ثورة 1919 في (جمادى الآخرة 1337هـ= مارس 1919م) التي تعد أول ثورة شعبية بعد الحرب العالمية الأولى.

- أجبرت الثورة الشعبية الاحتلال الإنجليزي على الإفراج عن سعد وصحبه، ثم جرت انتخابات تشريعية فاز فيها مرشحو سعد بغالبية مقاعد البرلمان، وشكل سعد الوزارة التي تعد أول وزارة شعبية في مصر.

- وتوالت أدوار سعد في الحياة السياسية المصرية، وتعمقت زعامته للشعب المصري رغم تعرضه لمحاولة اغتيال من منافسيه.

- توفي سعد زغلول في (22 صفر 1346هـ = 23 أغسطس 1927م) وكان يوم وفاته يوما مشهودا، وبني له ضريح أسموه ضريح سعد.

بثينه عبدالعزيز
11/02/2010, 12:13 PM
ابو علي اياد





كان الشهيد ابو علي اياد متحمساً، حيث كان يدرك ان مهمته الاساسية التدريب والتحضير والاعداد، ليشكل بذلك الرصيد الاساسي للقواعد الارتكازية والعمليات البطولية . كما كان صاحب نظرة اسبارطية للتربية، حيث توجه بحسه ووعيه الى تربية الاجيال، الذين اصبحوا الآن قادة عسكريين .

.
وكان ابو علي اياد، رجل العمل والممارسة، يحضر لدوريات القتال والاستطلاع ودوريات العمق، ويشرف بنفسه على التفاصيل والاهداف، وكان يجسد بنضاله وحركته الدؤوبة الفكر الوطني الذي اطلقته حركة فتح، فكان مع المقاتلين منذ انطلاقة الثورة وحتى سقط شهيدا، بعد ان قرر ورفاقه الموت واقفين على الا يركعوا. وعندها مضى الى جوار ربه، ترك تاريخاً حافلاً بالتضحيات والامجاد، وظل امثولة حية في نفوس الرجال، الذين يستمدون منه ومن ذكراه استمرار المسيرة النضالية نحو تحقيق النصر .


محطات .. في سيرة البطل الشهيد

الاسم الكامل :- وليد احمد نمر نصر الحسن، من مواليد قلقيلية في 12 / 1 / 1935م .

اتم تحصيله الثانوي في قلقيلية حيث حصل على شهادة المترك عام 1953 .
عمل مدرساًبعد المترك مباشرة ولمدة وجيزة في مدارس قلقيلية وعزون .
انهى دورة تدريبية لاعداد المعلمين في بعقوبة العراق عام 1954.
عمل مدرساً في المملكة العربية السعودية منذ عام 1954 وحتى 1962 ولم يكن عمله في السعودية بعيداً عن العمل العسكري اذ كان مدرساً في دورات اعداد الجند وتثقيفهم .
في عام 1962 وفور اعلان استقلال الجزائر انتقل اليها ليعمل مدرساً ويسهم في حركة التعريب في هذا البلد العربي .
انضم الى العمل الثوري الفدائي منذ الاعلان عن انطلاق الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون الثاني عام 1965.
في عام 1966 انيطت به مهمة الاعداد للعمليات العسكرية في الارض المحتلة انطلاقاً من الضفة الغربية. وقد اسهم في هذه الفترة مع القائد أبي عمار في تجنيد الكثير من ابناء فلسطين لحركة فتح .

وفي هذه الفترة النضالية قاد الهجوم على بيت يوسف في 25/ 4/ 1966 وكان هذا الهجوم باعتراف القادة الاسرائيليين، من اعنف ما تعرضت له المستعمرات الاسرائيلية حتى ذلك التاريخ .

وفي الفترة ذاتها قاد عدة عمليات منها الهجوم على مستعمرات هونين، المنارة، كفار جلعادي .

في عام 1966 غادر الى سورية ليقوم هناك بتدريب واعداد قوات العاصفة، وأخذ باعداد قوافل الاشبال ورعايتهم في اطار الثورة الفلسطينية المسلحة .

وفي سورية، في معسكر الهامة المشهور اصيب اثر انفجار لغم اثناء التدريب باحدى عينيه وبساقه التي استعاض عنها بعصاه التي مازال لها ذكريات عند رفاقه الفدائيين.

عاد الى الاردن عقب حرب حزيران عام 1967 واوكلت اليه مهمة قيادة الثورة الفلسطينية في عجلون .
نفذ خلال فترة وجوده في الاردن عدة عمليات عسكرية عبر نهر الاردن استهدفت معسكرات الاحتلال ومستعمراته .
في 27/7/1971 استشهد ابو علي اياد في أحراش " جرش عجلون" .

اقامت قيادة الثورة الفلسطينية والقيادة العامة لقوات العاصفة جنازة رمزية للشهيد في 17/ 8/ 1971 انطلقت من مستشفى الهلال الاحمر الفلسطيني في المزة الى جامع فلسطين في مخيم اليرموك .

من الالقاب التي اطلقها القائد ابو عمار عليه " عمروش فلسطين" وكان اللقب حبيباً الى قلبه شأنه شأن اللقب الآخر"بطل الجبل". انتخب عضواً في اللجنةالمركزية لحركة فتح في مؤتمر الحركة العام الثاني مع انه كان موجوداً خلال المؤتمر في المستشفى. كذلك كان عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة .

شارك الى جانب عمله العسكري بنشاطات سياسية فكان ضمن الوفود الفلسطينية التي زارت الاقطار العربية والاشتراكية وكان آخر زياراته مع وفد الثورة وعلى راسهم " ابو عمار " الى الصين.

اسهمت علاقاته الودية مع القادة العراقيين في تسهيل امداد الفدائيين في الكرامة بالسلاح .
كما واسهمت علاقاته الوطيدة بالسوريين في ظهور ما عرف باجازة فتح وهي الورقة التي كانت الدائرة العسكرية في فتح تصدرها لتسهيل التحرك بين الاقطار العربية .

بثينه عبدالعزيز
11/02/2010, 12:14 PM
الشهيد القائد ماجد أبو شرار





ولد ماجد في قريته دورا قضاء الخليل عام 1936، وقد عاش طفولته بين القمم الشماء التي تشتهر بها منطقة الخليل بما تمثله من صلابة وشموخ ، وبين عناقيد العنب وغابات التين والزيتون ، ترعرع ماجد وأنهى مرحلة الابتدائية في مدرسة قريته ، وهو الأخ الأكبر لسبعة من الأبناء الذكور الذين رزق بهم والدهم الشيخ محمد عبد القادر أبو شرار ، ومعهم ثلاث عشرة أختا .

والـــده
كان يعمل والده فنيا لللاسلكي في حكومة الانتداب البريطاني حتى إذا كانت حرب 1947/1948 التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني ضابطا في جهاز الإشارة .
وعندما حلت الهزيمة بالجيوش العربية صيف 1948 آثر مرافقة الجيش المصري الذي انسحب إلى قطاع غزة مع كل أفراد أسرته على أمل أن يعاود ذلك الجيش باعتباره العمود الفقري للجيش العربي الكرة من جديد في محاربة الكيان الصهيوني الذي بدا يفرض وجوده على الأراضي الفلسطينية المغتصبة .

لكن الرجل بقي في غزة واستقال من الخدمة العسكرية عندما ران الجمود على جبهات القتال وألقت الهدنة الدائمة بظلالها الكئيبة على حدود فلسطين المغتصبة ، واستفاد أبو ماجد من دبلوم الحقوق الذي كان يحمله ، فعمل مسجلا للمحكمة المركزية بغزة ثم قاضيا ، ثم تقاعد وعمل محاميا أمام المحاكم الشرعية حتى وفاته عام 1996 بمدينة غزة .

دراســـته
في غزة درس ماجد المرحلة الثانوية، وفيها تبلورت معالم حياته الفكرية والسياسية ثم التحق عام 1954 بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية ومنها تخرج عام 1958م حيث التحق بأمه وإخوانه الذين كانوا قد عادوا -من أجل الحفاظ على أملاكهم- إلى قريتهم دورا قضاء الخليل /جنوب الضفة الغربية بينما بقي الوالد مع زوجته الثانية وأنجالها في قطاع غزة .

تطور وعيـــه الوطني
في الأردن عمل ماجد مدرسا في مدرسة "عي" قضاء الكرك ثم أصبح مديرا لها وتعاقد مع ثري سعودي فسافر إلى الدمام ليعمل محررا في صحيفته اليومية "الأيام" سنة 1959م. وكان ماجد في غاية السعادة حين وجد نفسه يمتلك الوسيلة العصرية للتعبير من خلالها عن أفكاره السياسية والوطنية ، و في أواخر عام 1962 التحق بحركة (فتح) حيث كان التنظيم يشق طريقه بين شباب فلسطين العاملين في تلك المنطقة التي عرفت رموزا نضالية متميزة في قيادة فتح أمثال المهندسين الشهيدين عبد الفتاح حمود وكمال عدوان والأخوة أحمد قريع وسليمان أبو كرش والشهيد صبحي أبو كرش ومحمد على الأعرج والحاج مطلق القدوة وغيرهم .

تفرغه في الإعـــلام
في صيف 1968 تفرغ ماجد أبوشرار للعمل في صفوف الحركة بعمان في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه مفوض الإعلام آنذاك المهندس كمال عدوان ، وأصبح ماجد رئيسا لتحرير صحيفة "فتح" اليومية ، ثم مديرا لمركز الإعلام ، وبعد استشهاد كمال عدوان أصبح ماجد مسؤولا عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد ، وكما اختاره إخوانه أمينا لسر المجلس الثوري في المؤتمر الثالث للحركة .

ماجـــد والتوجيه السياسي
لقد كان ماجد من أبرز من استلموا موقع المفوض السياسي العام إذ شغل هذا الموقع في الفترة ما بين 1973-1978 ، وساهم في دعم تأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام 1969 عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي ، كما ساهم في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسي عام .

ماجـــد رجل المواقف
مثل ماجد قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية ، وعرف عنه كفاءة في التنظيم وقدرة فائقة على العطاء والإخلاص في الانتماء ، وقد اختير عام 1980 ليكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة (فتح) ، وكانت لماجد مواقف حازمة في وجه الأفكار الانشقاقية التي كانت تجول بخلد بعض رموز اليسار في صفوف حركة (فتح ) فلا أحد منهم يستطيع المزاودة عليه فهو ذو باع طويلة في ميدان الفكر ، وكان سببا رئيسيا في فتح الكثير من الأبواب المغلقة في الدول الاشتراكية أمام الثورة والحركة . ومن هنا لم يستطع أصحاب الفكر الانشقاقي أن يقوم بارتكاب تلك الخطيئة الكبرى -المحاولة الانشقاقية عن فتح تمت في سنة 1983- إلا بعد رحيل صمام الأمان ماجد أبو شرار .

ماجـــد المفكر والكاتب
ماجد كفاءة إعلامية نادرة ، كما هو قاص وأديب، ولقد صدرت له مجموعة قصصية باسم "الخبز المر" كان قد نشرها تباعا في مطلع الستينيات في مجلة "الأفق" المقدسية ، ثم لم يعطه العمل الثوري فسحة من الوقت ليواصل الكتابة في هذا المجال .

وكان ماجد ساخرا في كتاباته السياسية في زاويته "جدا" بصحيفة "فتح" حيث اشتهر بمقالاته : صحفي أمين جدا ..و..واحد غزاوي جدا و...شخصية وقحة جدا..و.. واحد منحرف جدا.

استشـــهاده
لم تستطع (إسرائيل) أن تحتمل أفكار ماجد والتي يجود بها قلمه السيال كما لم تحتمل من قبل كتابات غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان . فدبر له عملاء الموساد شراكا قاتلة كان ذلك في صبيحة يوم 9/10/1981 حيث انفجرت تحت سريره قنبلة في أحد فنادق روما أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فصعدت روحه إلى بارئها ، ونقل جثمانه إلى بيروت ليدفن في مقابر الشهداء

بثينه عبدالعزيز
12/02/2010, 11:04 AM
السيد عباس الموسوي





في كل الحروب يتوارى الكبار، ينأون بأنفسهم، ويديرون المعركة من بعيد…
أمّا في حزب الله فالأمر مختلف تماماً…
القائد في الطليعة، والأمين العام يتقدّم الصفوف…

يعيش مع الناس، مع الضعفاء، مع المظلومين والمضطهدين…
يجوع إذا جاعوا، ويألم إذا توجعوا، ويستشهد كما يستشهد الكثيرون منهم…

وعلى هذا الدرب مضى الشهيد عباس الموسوي



ولد السيد الشهيد عام 1952 في بلدة مستضعفة، استمدت تسميتها من مقام نبي الله شيث، في بيت من بيوت الإيمان

ترعرع ومنذ نعومة أظفاره على حُسن الخلق والتهذيب

تميّز السيد الشهيد بوعيه المُبكّر وبنضوجه المُلفت…

وقد صاحب ذلك اهتمام زائد من أهل السيد به وخاصة من قبل والدته التي استبشرت به خيراً أثناء الحمل به لرؤية رأتها.

كان السيد محباً للعلم وللدراسة، وكان يملك من الحماسة ما يميزه عن غيره، ومن الفراسة التي قلّما وُجدت في أحدٍ من أقرانه، وعُرف أيضاً ومنذ طفولته بالجرأة والشجاعة وحبّه لفعل الخير وحنوّه على الفقراء والمستضعفين.

ما إن بلغ الربيع من العمر، حتى كانت نكسة حزيران 1967، التي شكلت هزّة، فجرّت كل عواطف السيد الشهيد مما دفعه إلى ترك المدرسة مبكراً والالتحاق بصفوف الفدائيين، للمساهمة في تحرير فلسطين.
فالتحق وهو فتىً يافع لم يتجاوز السادسة عشر من العمر، بمعسكرات الفدائيين للتدرب معرضاً عن كل مباهج الصبا وزهو الفتوة ومراهقة الشبّان.

ولم يطل به المقام في المعسكر حتى عاد مصاباً في إحدى قدميه، وهذا ما منعه آنذاك من الذهاب في عملية فدائية كانت تؤرقه الرغبة الشديدة للمشاركة فيها.

لقد كان تحرير فلسطين السليبة، هدفاً وضعه نصب عينيه منذ صباه، وهو يدرك أنه سيكلفه الكثير الكثير وكان كل همّه أن يُهرق دمه على أرض فلسطين فكان استشهاده على طريقها الطويل…

لقد شكلت تجربته مع المقاومة الفلسطينية عام 1967، محطة بارزة في حياته لتصويب المسار الحقيقي نحو فلسطين، فكانت مدرسة أهل البيت هي خيار السيد لمسيرة الإعداد لتحرير فلسطين، ثم كان التحاقه بــ "معهد الدراسات الإسلامية" في مدينة صور عام 1968 على أثر لقاء جمعه مع السيد موسى الصدر في إحدى بيوتات المستضعفين.
حيث تابع هناك على يد السيد موسى الصدر دراسته لأكثر من سنة ونصف، وقد أعجب السيد الصدر به لذكائه ونباهته وحبه للعلم، وتوسم به خيراً، فكان أن نصحه بالانتقال إلى النجف الأشرف، وزوّده برسالة توصية إلى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر

في النجف، اشتهر السيد بولعه بالتحصيل العلمي وتثمينه للوقت، بحيث تمكّن من دراسة مرحلتي "المقدمات" و"السطوح" في العلوم الدينية خلال خمس سنوات فقط، وهذه مدة قياسية إذا ما عرفنا أنها تأخذ من الطلاب العاديين نحو خمسة عشرة سنة.

لقد أعطى السيد الشهيد كل وقته للتحصيل العلمي، فأحب العلم والعلماء، لم يعرف جسده الطاهر الراحة ولم يأخذ يوماً حقه في النوم والاستراحة، حتى أنه كان إذا ما غفا يغفو والكتاب على صدره.

كان يومه الدراسي، في الصيف والشتاء، في الحر الشديد والبرد والصقيع، يبدأ من مطلع الفجر بقرآنه المشهود و"عهده" مروراً بــ"الفجريات"، وهي عبارة عن دروس في تفسير القرآن الكريم كان يتدارسها مع بعض إخوانه، تارة يدرسون عليه وطوراً يدرس عليهم، فكان استاذاً لهم وكانوا أساتذة له.

لقد كان له من الجلد والصبر ما يعجز عنه الصبر نفسه، حيث أنّه لم يبخل على الدراسة لا بالجهد ولا بالوقت، فكان يقطع مع شروق الشمس، كل يوم مسافة (4 كلم) سيراً على الأقدام لحضور الدروس عند المرحوم الشهيد السيد عبد المجيد الحكيم .

وأما أيام العطلة الأسبوعية (الخميس والجمعة) وأيام الأعياد والإجازة فلم تكن لتعرف مكاناً لها في روزنامة حياته، وما كان للاستخفاف بالوقت عنده مكاناً، فقد كانت كل أيام حياته زاخرة بالجهد والتحصيل والعطاء.

إلى جانب حياته العلمية المميزة، عُرف السيد الشهيد بدماثة أخلاقه ورفعتها، وبتربية نفسه وتهذيبها، وعُرف باحترامه المميّز للآخرين وبتواضعه وزهده، حتى أنه لم يتقاض طوال سني دراسته النجفية راتباً أو مُخصصاً، فقد كان يعيش ليومه، شعاره وفعله الزُهد والتواضع من غير تصنّع ولا تكلّف.

عام 1973، تزوج السيد عباس من ابنة عمه سهام، الشابة الصغيرة، وسافرا معاً إلى النجف.. فكان أن التقى الفعل والعطاء فكوّنا نموذجاً ثنائياً قلَّ نظيره.

وتتلمذت السيدة أم ياسر على يد السيد أبي ياسر، الزوج والمعلم، فكانت خير تلميذ لخير معلم، وكان السيّد حريصاً على أن يودع فيها روحه وكل أفكاره وهو المميز في الروح والمميز في الفكر.

واستطاعا أن يبنيا معاً جواً أسرياً مفعماً بالإيمان والتقوى، قائماً على الاحترام والمودة والانسجام قلّ أن نجد مثيلاً له، وقد منّ الله على هذا البيت المبارك بأربعة صبيان وفتاتين.

وقد أُبتليا بطفل مريض، يحتاج وحده إلى أمٍ تتفرّغ له وحده، وعلى الرغم من ذلك فقد أظهرت السيدة الشهيدة أم ياسر الصبر الجميل وتحملت مسؤولية البيت والعائلة والأطفال والطفل المريض، وفوق ذلك كله واجباتها تجاه عشرات الضيوف المتوافدين يومياً على السيد عباس ، ولم يعرف التذمر ولا التأفف يوماً طريقه إليهما، وإنما كانت البسمة وحدها من نصيب الجميع.

بعد تمضية نحو تسعة أعوام في النجف الأشرف، وأمام ملاحقة جلاوزة النظام العراقي، وبعد سلسلة مداهمات لبيته في النجف، وبعد ارتفاع وتيرة الاعتقالات في أوساط علماء وطلاب الحوزة العلمية، وبناءً على طلب من السيد محمد باقر الصدر , كانت عودة السيد عباس إلى لبنان عام 1978


فجاء إلى لبنان يحمل المسؤولية على كتفيه، فأسس مدرسة (حوزة) الإمام المنتظر , في بعلبك، حتى يحمل النجف معه مدرسة تستطيع أن تعوّض على الكثيرين الذين لم يعودوا يستطيعون الذهاب إلى النجف بفعل الاضطهاد والتشريد، لقد كان همّ الشهيد أن يكون الإنسان المبلِّغ وأن يكون حركةً من أجل المستضعفين.

لقد شكلت الحوزة التي كانت في بدايتها عبارة عن مَيْتَم استأجره السيد، مَعلماً أضاء سماء العلم والمعرفة في لبنان وخرّجت كوكبة من العلماء العاملين المجاهدين.

لقد استطاع السيد بجهاده وإخلاصه ومثابرته أن يجعل الحوزة من الحوزات النموذجية، وتمكّن بفعل حركيته وديناميته وروحه الثورية المتوثّبة أن يجعل الحوزة منطلق العمل الإسلامي والتبليغي في منطقة البقاع وحتى في المناطق الأخرى وخاصة الجنوب.

لقد كان سماحته ينتقل من قرية إلى أخرى، يؤم صلاة هنا ويحيي مناسبة هناك، يلتقي بالناس، يجتمع بهم، يصغي إلى همومهم، يحل مشاكلهم، يوجههم .. كان حركة لا تهدأ وعزيمةً لا تخمد، لم يعرف الكلل ولا الملل … لقد عاش الرسالة في وجدانه فكان إنسان الإسلام، وعاشت المسؤولية في وعيه فكان إنسان الحركة، وعاشت الأمة في كل كيانه فكان رجل الأمة…

تحرير فلسطين كان حلماً يؤرق السيد عباس , منذ مطلع شبابه، وكان ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيواجه فيه الصهاينة.

لقد وفّر الاجتياح الصهيوني للبنان في حزيران 1982 الفرصة المؤاتية للسيد عباس لتحقيق هدفه القديم، لقد جاءت "إسرائيل" إليه في وطنه بدل أن يذهب هو إليها في فلسطين.

وحده التاريخ كان يدرك أن السيد عباس , كان على موعد معه، ووحده القدر كان يعلم الدور الذي ينتظر السيد عباس، فحين انهزم الجميع أمام الزحف الصهيوني وأقرّوا بالهزيمة وتراجعوا، انطلق السيد رافضاً ذلك الأمر الواقع، فمضى بعيداً في المواجهة يحارب بالكلمة والموقف، ويوجّه الحرب ضد إسرائيل بالسلاح وينطلق بعيداً مع كل المجاهدين

تحرير فلسطين كان حلماً يؤرق السيد عباس منذ مطلع شبابه، وكان ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيواجه فيه الصهاينة.

لقد وفّر الاجتياح الصهيوني للبنان في حزيران 1982 الفرصة المؤاتية للسيد عباس لتحقيق هدفه القديم، لقد جاءت "إسرائيل" إليه في وطنه بدل أن يذهب هو إليها في فلسطين.

وحده التاريخ كان يدرك أن السيد عباس , كان على موعد معه، ووحده القدر كان يعلم الدور الذي ينتظر السيد عباس، فحين انهزم الجميع أمام الزحف الصهيوني وأقرّوا بالهزيمة وتراجعوا، انطلق السيد رافضاً ذلك الأمر الواقع، فمضى بعيداً في المواجهة يحارب بالكلمة والموقف، ويوجّه الحرب ضد إسرائيل بالسلاح

لقد شكل صوت السيد وإخوانه أزيز رصاص يطلق في صدر العدو، وشحذ الهمم في النفوس الميتة والمنكسرة، لقد أدرك سماحته ببصيرته ووعيه السياسي المتقدّم، أن بداية المواجهة مع الصهاينة هي تحطيم حاجز الخوف الذي أحاط بالناس المهزومة بفعل الاجتياح "الناس كانت تنهار وإسرائيل تشعر بالراحة" فكان لابد من عمل يعيد للناس ثقتهم بأنفسهم ويرفع معنوياتهم، وانطلق السيد في هذا العمل من تكليفه الشرعي الإلهي في مقاومة عدو الله والتاريخ والإنسان

وبدأ الإعداد، فكان سماحته على رأس الرعيل الأول الذي التحق بصفوف "الحرس الثوري الإسلامي" الذين جاؤوا إلى لبنان للمشاركة في مواجهة الاجتياح الصهيوني صيف 1982، فالتحق السيد بمعسكر "جنتا" وحمل معه كل "حوزته العلمية" بطلابها وأساتذتها، ليشكلوا الكوكبة الأولى في مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان.

وهكذا انطلقت عام 1982 مسيرة "حزب الله"، عبر المقاومة الإسلامية التي شاركت أولى مجموعاتها في التصدي لهذا الاحتلال خاصة على مداخل بيروت الجنوبية في خلدة ــ الأوزاعي، والليلكي ــ حي السلم، وكاليري سمعان.

عندما عزّت المواقف والأقوال الجريئة وكلمة الحقيقة، يوم غزت جحافل القتل والغاصبين الصهاينة أرض لبنان، اعتلى سماحته منابر المساجد والحسينيات، ومضى في الحديث عن مخاطر تهديد المنطقة، أمعن في بعث الروح الإيمانية في صدور وقلوب الشباب المجاهد وفي تصويب بوصلة الجهاد باتجاه العدو الصهيوني، خاصة أنه "ونتيجة سلسلة الهزائم المتكررة أمام العدو الإسرائيلي كانت الأمة تعيش إحباطاً والناس كانت مذعورة"… إلى أن بدأت العمليات العسكرية بشكل متواضع، وبدأ الناس يرون أن هذا العدو هزيل، وأن شباب المقاومة يصطادونه بكل سهولة، وبدأت بعض الانتصارات لفئة مسلمة مؤمنة تعطي أجواء جديدة وترفع معنويات الناس، وأصبح الإنسان المسلم ينزل إلى الشارع ويتحدى العدو الإسرائيلي.

لقد كانت المرحلة الأولى من مراحل المقاومة "مرحلة الكمين" الذي أعطى بعض المعنويات وفرض على "إسرائيل" أن تعيش حالة ردة الفعل على العمليات، التي بدأ الناس معها يشعرون بظلم العدو الصهيوني، أما قبلها فكانوا يشعرون أن المظلوم من جماعات خاصة لا علاقة لهم بها". ويضيف سماحته:
عندما يشعر الشعب بالمظلومية يتحرك تلقائياً، وشعبنا شعر بالمظلومية بعد ردّات الفعل التي قام بها العدو على بعض العمليات العسكرية كالمداهمات والاعتقالات وهذا بدوره أدّى إلى ردّة فعل عكسية من شعبنا تمثّلت في تلك الفترة بالاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات

"لكن عندما بدأت "العمليات العسكرية النوعية" انتقل شعبنا إلى مرحلة جديدة، "مرحلة الانتفاضات"، يستهزئ فيها بالعدو ويسخر منه، حتى أصبح الطفل في الشارع يلعب بأعصاب العدو بعد أن كان الجيش الإسرائيلي يلعب بالجيوش العربية كلها".

ويتابع سماحته: ثم كانت "العمليات الاستشهادية" التي شكلت فتحاً جديداً ليس فقط على مستوى هزيمة العدو، بل على مستوى رفع معنويات الناس، ولذلك أصبحت عملية الشهيد "أحمد قصير" (فاتح العمليات الاستشهادية) و"أبو زينب"، وتفجير مقر "المارينز" (الأمريكي) وغيرها، موضع تغني هذا الشعب إلى أن بدأت العمليات الاقتحامية النوعية الاستشهادية الجماعية.

فالعملية الاستشهادية الفردية، قد تجد لها فرداً واحداً بسهولة، لكن من الصعب أن تجد مجموعة كبيرة أحياناً تقوم بالعمل الكربلائي، لذلك فإن العمليات النوعية الاقتحامية أعطت زخماً شديداً للناس.
فبعد أن كانوا ينظرون إلى تحصينات العدو المتطورة، ويقولون ليس لدينا طيراناً يوصلنا إليها، وبعد أن رأوا بأم أعينهم أن هناك شباباً تحولوا إلى طائرات استعادوا الثقة من جديد".

وهكذا كانت عملية "الحقبان" العملية النوعية البطولية، ثم كانت عملية "بدر الكبرى" النوعية المميّزة حيث ضمّت المجموعة المهاجمة 400 مجاهداً واستهدفت أكبر المواقع، حيث عبرّت عن تطور كمي ونوعي كبيرين لنمط العمليات النوعية الاقتحامية بلحظام تعدد المواقع المستهدفة، واتساع رقعة المنطقة التي نفّذت فيها.

في العام 1985، اتخذ السيد الشهيد من مدينة صورة إقامة له، وذلك في حي الرمل بالقرب من الشاطىء..
كانت المقاومة في ذروة عطائها، وكان نجم السيد (على رغم حرصه على البقاء في الظل) قد بدأ يلمع كقائد للمقاومة، خاصة أنه كان المسؤول عنها..

وقد تحول بيته في صور إلى مرجعية لجميع الجنوبيين، لقد كان أقرب إلى قفير نحلٍ منه إلى بيت سكني، وكان حركة لا تهدأ ما بين استقبال وتوديع، ما بين شؤون الناس وشجونهم، فالسيد كان مشغولاً دائماً، وهموم المقاومين كانت همّه اليومي، كان بينهم يقضي أوقاته كوالدهم… ويحنو عليهم كأبنائه.. لقد عايش المقاومة وعايشته، حتى بات إذا ذكر أحدهما ذُكر الآخر.



وفي يوم السادس عشر من شباط لعام1992، مضى هذا السيد شهيداً مع زوجته وطفله حسين عندما كمنت له مروحيات صهيونية واستهدفت موكبه، بصواريخ موجهة الكترونياً عن بُعد

بثينه عبدالعزيز
12/02/2010, 11:05 AM
البطلة الشهيدة سناء محيدلي




ولدت سناء يوسف محيدلي في قرية عنقون قضاء صيدا في 14 آب 1968، كان عمر سناء ثلاث سنوات حين توفيت والدتها، ولها اربعة اخوة من زواج ابيها الثاني. عملت في منطقة المصيطبة في متجر لأشرطة الفيديو حيث قامت لاحقاً بتسجيل وصيتها. انضمت الى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي العامل مع جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مطلع العام 1985، متأثرة بسيرة الشهيد وجدي الصايغ الذي نفذ عملية بطولية استشهادية على معبر جزين كفرحونة.


العملية
صباح يوم الثلاثاء 9 نيسان 1985، اقتحمت محيدلي وهي في السابعة عشر من عمرها بسيارة بيجو 504 بيضاء اللون ومفخخة بأكثر من 200 كلغ من التي ان تي، تجمعاً لآليات جيش الاحتلال الاسرائيلي على معبر باتر–جزين، مفجرة نفسها وسط التجمع الذي كان ينظم المرحلة الثانية من الانسحاب من القطاع الشرقي لجنوب لبنان.


تداعيات العملية
تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنباء عمليتها الاستشهادية، كما اعترفت اسرائيل بالعملية وتناولت وسائل إعلامها الخبر وحذرت جنودها من عمليات أخرى قد تستهدفهم حيث أعلنت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن خبراً عاجلاً وصلها من الناطق العسكري الاسرائيلي في قيادة الشمال مفاده أن ضابطين من الجيش الإسرائيلي صُرعا وأن جنديين آخرين أصيبا بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة في نقطة عبور باتر- جزين في لبنان وأن السيارة المفخخة وصلت من الشمال (بيروت) وانفجرت عندما اقترب الجنود من الحاجز لتفتيشها.

طلبت سناء في وصيتها الأخيرة قبل تنفيذ عمليتها أن يسموها "عروس الجنوب"، وشاع فيما بعد استعمال هذا اللقب عنها وصارت أحد رموز المقاومة الشعبية اللبنانية والعربية

وسميت باسمها الشوارع والساحات والمدارس , كما كُتبت العديد من القصائد بالعربية لتمجيدها , ومدحها الكثير من السياسيين العرب بعد استشهادها.


مقال كتبه بكر عويضة عن سناء محيدلي

إلى أشجع الرجال.. سناء يوسف محيدلي

سناء العرب..

من الاسم والعينين , من مسام الجلد فيك يطل السناء يا عروس الشهداء .
في ذلك الصبح من يوم الثلاثاء , في ليل عربي ادلهم بالهم والغم , يشرق قمر اسمه (( سناء )) .
في زمن عربي تزنر بالهزيمة , تزنير بالفداء صبية , وتزف الوطن , الى مجد العرب , والى عرس العروبة ... (( سناء )) .
في زمن يمم الكثيرون وجوههم صوب الاستجداء بعدما تيمموا بوهم الصلح والتفاوض والاعتراف , توضأت بالشهادة (( سناء )) ... وصلت فينا ركعتين وما كنا نصلي خلفها , فقد كانت تؤم جموع الشهداء .
آه يا (( سناء )) ...

يا أشجع الرجال الرجال!!
بلغتنا الرسالة, قرأنا الوصية, وسمعنا الدعاء.. ولسنا ندري هل نتعلم منك أبجدية الفداء, أم سنكتفي بالدعاء: عاشت الاسماء ... عاشت الاسماء, وليرحم الله (( سناء )) مع الابرار الصديقين والشهداء!!
الثلاثاء 9/4/1985, كان يمكن ان يكون يوما عادياً , كغيره من الايام التي تتساقط من (( الروزنامة )) العربية دونما معنى , يوم آخر يبدأ بالحديث عن الهم , وينتهي بآهات الغم , لولا ان صبية عربية من لبنان الممزق , نهضت في ذلك الصبح وقد توضأت طهارة , وصلت استشهادا , وذهبت الى حيث صنعت لأمتها مجداً بعدما حوصرت هذه الأمة بكل تعبيرات الاستسلام للامر الواقع , والتسليم بذل الاحتلال والهزيمة .
في ذلك الصبح, توجهت سناء يوسف محيدلي, ذات الستت عشرا ربيعا, إلى السيارة من طراز (بيجو 504), وبعدما تأكدت ان السيارة محملة بمائتي كيلوغرام من المتفجرات, ادارت محركها , وعقلتها وتوكلت , وبقية الوقائع كانت كما يأتي :
على الطريق الذي يصل بين قرية (( باتر )) (40 كيلومترا جنوب شرقي بيروت) وبلدة (( جزين )) ( سبعة كيلومترات جنوبا ) كانت قافلة عسكرية اسرائلية تقوم بمهمتها الروتينية ضمن مهمات عسكر الاحتلال الاسرائيلي . واذا اقتربت سناء يوسف محيدلي من القافلة , وقبل ان يحدث نوع من الشك في اقتراب سيارة مدنية من قافلة احتلال عسكرية , كانت سناء تنسف كل شيئ.
سيارتها ...
جسدها ...
وقافلة العدو العسكرية ...
تتطايرت أجزاء السيارة.. صعدت روح سناء الى السماء بعدما تناثر اللحم عن الجلد – كما ارادت – تمزقت للعدو أجساد وأجساد. لكن الانفجار الاهم حدث في مكان آخر ... في فلب المؤسسة العسكرية الصهيونية, حيث التوسع الاستيطاني استراتيجية, باتت تتراجع اما ما حدث ويحدث في لبنان من مقاومة انحنى لها الأعداء قبل الاصدقاء تقديراً واحتراماً.
ولئن كانت بطولة الصبية سناء انفجاراً في عقل وقلب المؤسسة العسكرية الصهيونية, فانها في الوقت نفسه كانت انفجاراً في الجسم العربي المسكون بالتراخي , والذي اعتراه الترهل , فيما تنهش بقاياه الحيه حروب (( القبائل )) العربيه المتصارعه .
كانت سناء انفجاراً في وجوهنا جميعاً ...
قالت لنا بالفم المليان:
(( هذا هو الطريق )) ...
استشهدت سناء , بنت السادسة عشرة , نيابة عنا جميعا , فتعالوا نقرأ في وصيتها :

(( أحبائي.. إن الحياة وقفة عز فقط أنا لم أمت, بل حية بينكم أتنقل, أغني , أرقص , أحقق كل آمالي, كم أنا سعيدة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها. أرجوكم.. أقبل أياديكم فرداً فرداً, لا تبكوني, لا تحزنوا عليّ, بل افرحوا, اضحكوا للدنيا طالما فيها أبطال, طالما فيها آمال بالتحرير, إنني بتلك الصواعق التي طيرت لحومها وقذارتهم بطلة) .
عذرا يا عروس الشهادة ...
من نحن حتى تتقدمين منا برجاء ؟
عذراً يا من أنت للعرب سناء ...
من نحن حتى تقبلين منا الايادي ؟.. نحن يا سناءنا من يتقدم منك بألف رجاء ورجاء ... سامحينا لاننا لم نتقدمك في مواكب الفداء والعنينا إذا ما اكتفينا من درسك بالشعر والانشاء .
نحن يا (سناء العرب من نقبل منك اليدين والجبين , ونفرد في عينيك كل اشرعتنا المبحرة إلى موانئ الكرامة والحرية علها بالسناء المشع من عينيك تهتدي سواء السبيل !! يا وقفة العز يا سناء .. دعينا نستزيد مما أوصيت به: (( أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب , اسقيها من دمي وحبي لها .
آه لو تعرفون الى أي حد وصلت سعادتي , ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل الذين هم سائرون على خط التحرير من الصهاينة الإرهابيين.. مهما كاونا اقوياء ارهابيين يهوديين قذزرين , هم ليسوا مثلنا, انهم جبناء يطعنون من الخلف ويغدرون , يلتفتون شمالا ويمينا هربا من الموت . التحرير يريد أبطالا يضحون بانفسهم , يتقدمون غير مبالين لما حولهم , ينفذون , هكذا يكون الابطال , انني ذاهبة إلى أكبر مستقبل , الى سعادة لا توصف لا تبكوا علي من هذه الشهادة الجريئة , لا .. لحمي الذي تناثر على الأرض سيلتحم في السماء) .
... شائع هو الاسم سناء ومحبب ...
لكننا منذ الان سنحبه أكثر . وسينتشر اكثر , سوف تولد في كل بيت عربي سناء جديده , في عينيها شيئ من سناء عينيك , وعلى جبينها بعض من وهج جبينك , وفي قلبها تنبض صلواتك .

بثينه عبدالعزيز
15/02/2010, 11:54 AM
كمال جنبلاط



ولد كمال جنبلاط في المختارة التابعة لمنطقة الشوف في لبنان في 6 كانون الأول/1917 من عائلة ورثت الإمارة والشهرة والثروة.
والده فؤاد جنبلاط شغل مناصب عالية، فكان قائم مقام جبل لبنان أيام الانتداب الفرنسي إلى جانب تبوئه مراكز أخرى في الحكم، اغتيل على يد أحد قطاعي الطرق.
أما والدته فهي نظيرة جنبلاط، اختارها الجنبلاطيون زعيمة تتكلم باسمهم بعد موت زوجها فؤاد وكانت تقيم في قصر المختارة، وقد استطاعت أن توفق بين دورها كأم عليها أن تحتضن كمال وليندا الذين فقدا الأب وبين دورها السياسي الذي خولها أن تكون الحاكم الذي ملأ الفراغ الذي تركه زوجها فؤاد جنبلاط وبهذا استطاعت أن تؤثر في الدروز وأن تحظى برضى الأكثرية مستمدة قوتها من علاقتها المتينة بالفرنسيين.

بعد أن أنهى كمال دراسته على يد مربيته الخاصة، التحق بمدرسة عينطورة الثانوية للآباء العازاريين في كسروان عام 1936 حتى نال شهادتها عام 1937، وكانت رغبته التخصص في الهندسة , غير أن والدته التي كانت تعده للعمل السياسي أرادت له أن يدرس المحاماة.

توجه كمال جنبلاط عام 1938 إلى باريس حيث التحق بجامعة السوربون وباشر دراسة الحقوق، ثم انضم في الوقت نفسه إلى معاهد الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع، ونال شهادتها في كل تلك المواد، غير أنه بسبب انفجار الحرب العالمية الثانية عاد إلى بيروت وتابع دراسة الحقوق في الجامعة اليسوعية، وفي هذا الوقت شكل جمعية تعاونية (استهلاكية) لإنقاذ الناس من خطر العوز والجوع اللذين خلفتهما الحرب العالمية الثانية.

في العام 1943 جرت مبايعته بالزعامة بعد موت ابن عمه ونسيبه حكمت جنبلاط وذلك فور انتهاء مراسم الدفن مباشرة وكان عمره مايزال 25 عاماً. وفي العام نفسه فاز في الانتخابات النيابية ودخل المعترك السياسي، وأعلن جهارة صراعه العنيف ضد قوى الانتداب الفرنسي ووقوفه إلى جانب حكومة الاستقلال، وربطه المتين بين استقلال لبنان وبين عروبتها.

وبهذا خط كمال جنبلاط خطاً جديداً لسياسة جديدة تناقضت خطوطها تناقضاً تاماً مع سياسة أمه، إذ أبى السير على خطواتها التي تميل نحو البرجوازية وتدعم بالتالي الطبقات والعائلات الأرستقراطية، وتظل خاضعة وتابعة لوصايا الفرنسيين… لذا نراها اختلفت مع ولدها، فانتقلت من قصرها في المختارة إلى قصر ابنتها وصهرها حكمت جنبلاط وبقيت فيه حتى آخر أيامها.

وبعد الاستقلال تابع كمال جنبلاط عمله السياسي مشدداً على وجوب المحافظة على الاستقلال، ثم دخل في عدة وزارات مشاركاً في الحكم. وبدأ في العام 1947 مرحلة المعارضة السياسية بعد أن اكتشف عمق الفساد والرشوة والفوضى التي تتخبط بها البلاد.

في الأول من أيار عام 1948، اقترن كمال جنبلاط بالآنسة مي، ابنة الأمير شكيب أرسلان وهي ذات ثقافة عالية، ورزق منها وحيده وليد في 7/8/1949، وهو اليوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ووريث الأسرة، غير أن السيدة مي رفضت، لأسباب شخصية، أن تعيش مع كمال جنبلاط وتكمل معه درب الحياة.

في 17 آذار/1949، أسس كمال الحزب التقدمي الاشتراكي رسمياً، وفي الأول من أيار/1949 أعلن ميثاقه هو ورفاقه: ألبير أديب، وفريد جبران، والشيخ عبد الله العلايلي، وفؤاد رزق، وجورج حنا. وقد أُعلن بهذا الصدد أن غاية الحزب هي السعي لبناء مجتمع على أساس الديمقراطية الصحيحة تسود فيه الطمأنينة الاجتماعية والعدل والرخاء والحرية والسلم، ويؤمن حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة ومن جملتها لبنان. كما أعلن، مردداً مقولات الاشتراكيين، أن (العمال الذين ليس على جسدهم قميص هم الذين سيحررون العالم).

في عام 1951 أسس الجبهة الاشتراكية الوطنية لمحاربة الفساد الداخلي في لبنان، ثم دعا باسم الحزب التقدمي الاشتراكي إلى مؤتمر الأحزاب الاشتراكية العربية الذي عُقد في بيروت في أيار/1951 .
كما مثل لبنان في مؤتمر حرية الثقافة الذي انعقد في سويسرا في حزيران/1952.

استمر كمال جنبلاط في مواقفه الوطنية والقومية والإنسانية من منطلق مبدئي ثابت. حيث عقد في آب 1952 مؤتمراً وطنياً في دير القمر باسم الجبهة الاشتراكية الوطنية، مطالباً رئيس الجمهورية بشارة الخوري بالاستقالة. وفي أيلول من العام نفسه استقال الخوري، وجرى انتخاب كميل شمعون عضو الجبهة رئيساً للجمهورية، لكنه اختلف معه في العام التالي لعدم التزامه بمقررات المؤتمر الوطني (دير القمر 1952) ولا ببرنامج الجبهة. بعد ذلك أسس الجبهة الاشتراكية الشعبية المعارضة لعهد كميل شمعون في أيلول/1953، وشارك في مؤتمر الأحزاب العربية المعارضة الذي عُقد في بيروت في أيلول/1954، وساند كفاح مصر ضد العدوان الثلاثي عليها سنة 1956، وأسهم بالعمل المباشر في إعادة إعمار ما تهدم في زلزال 1956 في لبنان. ثم قاد، مستنداً إلى عبد الناصر، الانتفاضة الوطنية العارمة عامي 1957ـ 1958 سياسياً وعسكرياً ضد عهد كميل شمعون الذي حاول ربط لبنان بالأحلاف الأجنبية الاستعمارية. وعلى أساس ذلك أيد انتخاب قائد الجيش فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية في أيلول/1958، وزاول مهامه في الحكم معاوناً له ومن بعده شارل الحلو ثم الرئيس فرنجية حتى عام 1973.

أسس كمال جنبلاط جبهة النضال الوطني عام 1960، ووضع نواة جبهة الأحزاب والقوى التقدمية والشخصيات الوطنية عام 1965، ثم مثل لبنان في مؤتمر التضامن الآسيوي الإفريقي، وترأس وفداً برلمانياً وشعبياً إلى الصين الشعبية عام 1966، فضلاً عم موقفه الصلب في نصرة الجزائر.

وعندما شن الكيان الصهيوني عدوانه على الدول العربية في حزيران/1967، وقف كمال جنبلاط إلى جانب مصر وسوريا والأردن في مواجهة العدوان، وأيد القضية الوطنية العادلة للشعب العربي الفلسطيني وساند نضاله. ثم ترأس اللجنة العربية لتخليد جمال عبد الناصر عام 1973، كما انتخب بالإجماع أميناً عاماً للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية في العام نفسه.

وعندما كانت أحداث 1975ـ 1976 في لبنان تصدى كمال جنبلاط للمؤامرة الصهيونية الانعزالية، وقاد نضال الحركة الوطنية اللبنانية معلناً برنامج الإصلاح المرحلي للنظام السياسي في آب/1975، وتأسيس المجلس السياسي المركزي للأحزاب الوطنية والتقدمية.

عُرف كمال جنبلاط بأنه متحدث قوي في الندوات الصحافية التلفازية، إذ يطل على الناس وفي جعبته آلاف وآلاف القضايا، كما أنه أنشأ جريدة الأنباء السياسية بعد أن أنشأ الحزب التقدمي الاشتراكي، وكثيراً ما كان يشترك في الحفلات التي تقيمها السفارات الأجنبية، ويحاضر في ندوات سياسية واجتماعية وحتى ثقافية، وقد تقلد وسام لينين للسلام.

من أجل قضيته جاب كمال جنبلاط العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، من الاتحاد السوفييتي إلى الصين إلى مصر إلى الدولة الأفريقية إلى ألمانيا وغيرها، وفي الهند كان الرحالة الشهير الذي وقف أمام كل عظيم متفحصاً ومستقياً للمعلومات خاصة الدينية في ما يتعلق بالتصوف والتنسك والعبادة. وقد عاد بكثير من العقائد والطقوس المشرقية التي كان لا يخفي ممارسته لها.

يعتبر كمال جنبلاط نصير فلسطين وشعب فلسطين، يتحدث باسم الشعب الفلسطيني في العديد من المؤتمرات الشعبية، يكرّم سجناء الثورة في المهرجانات، ويتفقد المخيمات بين الحين والحين يحمل القضية الفلسطينية ويتكلم عنها في شتى المجالات، وليس سراً القول أن العروض انهالت عليه مقترحة عليه أن يقايض دعمه للثورة الفلسطينية بما يشاء من وزن سياسي، لكنه كان يرفضها كلها، صامداً عند الموقف السياسي الصلب القائل بأن أي توازن سياسي لبناني لا يؤدي إلى دعم كفاح الشعب الفلسطيني هو توازن لا طمع في الحصول عليه. كما أن أية حماية لهذا الكفاح لا يمكن أن تتم عملياً بغير تحقيق توازن سياسي تحتل فيه الحركة الوطنية اللبنانية وزناً راجحاً.

اغتيل كمال جنبلاط في 16 آذار من عام 1977، على مدخل بلدة دير دوريت في الشوف مع مرافقيه حافظ الغصيني وفوزي شديد، ولم يكن اغتياله لغزاً فقد كان هذا الاغتيال مكافأة أخيرة له على الموقف الصلب الذي لم يتراجع عنه تأييداً للقضية الفلسطينية وثورتها ودفاعاً عن وحدة لبنان وعروبته.

آمن كمال جنبلاط بالعلم سبيلاً إلى المعرفة، وبالفضيلة قرينة للعلم، فعمل لإنقاذ الآخرين وخاصة النشء الصاعد، فسكب في سراج العرفان الزيت ليشع نوره ويتعالى، فقد أنشأ مدرسة أسماها العرفان في الشوف إيماناً منه بالعلم والمعرفة. كان كمال جنبلاط أديباً وشاعراً وفيلسوفاً. له عدة مؤلفات مطبوعة:

ثورة في عالم الإنسان.

حقيقة الثورة اللبنانية.

في مجرى السياسة اللبنانية.

أدب الحياة.

الديمقراطية الحديثة.

فيما يتعدى الحرف.

البوذية.

كتاب صحي (العلاج بعشب القمح).

افتتاحيات في جريدته (الأنباء).

ديوان شعري (فرح).

بثينه عبدالعزيز
15/02/2010, 11:56 AM
جورج حاوي



جورج حاوي (1938-2005) ولد جورج حاوي في بتغرين (المتن الشمالي ـ شرق بيروت) .
والده انيس حاوي، والدته نور نوفل.

متأهل من الدكتورة سوسي مادايان ابنة ارتين مادايان أحد مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني في مطلع العشرينات انتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني مطلع العام 1955 .

كان أحد قادة الاتحاد الطلابي العام في اواخر الخمسينات وقد شارك في كل التحركات الجماهيرية والمظاهرات والإضرابات وكان يقود معظمها. وكان لفترة طويلة مسؤولاً للجنة العمالية ـ النقابية.

سجن عام 1964 لمدة 14 يوماً لدوره في اضراب عمال الريجي مع رفيقه جورج البطل وبعض قادة نقابة عمال الريجي. ثم اعتقل مع آخرين من قادة الاحزاب والقوى الوطنية اثر مظاهرة 23 ابريل (نيسان) 1969 الشهيرة تأييداً للمقاومة الفلسطينية، كما اعتقل عام 1970 بتهمة التعرض للجيش.

انتخب اواخر العام 1964 عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني. وكان اصغر اعضائها سناً. ولم يلبث ان اصبح عضواً في المكتب السياسي وعضواً في السكريتاريا في العام 1966 .

انتخب اميناً عاماً مساعداً في اواسط السبعينات، ثم اميناً عاماً في المؤتمر الرابع عام 1979 خلفاً لنقولا الشاوي. وكان ثاني امين عام للحزب بعد انفصاله عن الحزب الشيوعي السوري ـ اللبناني. وظل في منصبه حتى العام 1993 .

انتخب رئيساً للمجلس الوطني للحزب في العام 1999. وظل في هذا الموقع حتى اواخر العام 2000 وكان أحد ابرز قادة الحركة الوطنية إلى جانب الزعيم الراحل كمال جنبلاط. وانتخب نائباً لرئيس المجلس السياسي للحركة الوطنية.

وفي مواجهة احتلال الجيش الاسرائيلي لبيروت صيف العام 1982 اعلن مع (الامين العام لمنظمة العمل الشيوعي) محسن ابراهيم اطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية .

إغتيل بتفجير سيارته عام 2005، ضمن حملة اغتيالات اجتاحت لبنان

بثينه عبدالعزيز
16/02/2010, 01:00 PM
يوسف سلمان يوسف (فهد )



يوسف سلمان يوسف أو فهد كما يلقب ، كادح من مدينة الناصرية في العراق
كان له الدور البارز في تأسيس الحزب الشيوعي العراقي .

عمل فهد ورفاقه الأوائل في تشكيل أولى الحلقات الشيوعية في الناصرية و غيرها من مدن العراق ، وكان لفهد الدور البارز في لم شمل هذه الحلقات المنتشرة في بغداد و البصره و غيرها من المدن و تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في 31 أذار 1934.

شارك فهد في قيادة الحزب الشيوعي العراقي وفي عام 1938 ذهب إلى الإتحاد السوفيتي للدراسة في معهد كادحي الشرق
وبعد إكمال دراسته عاد إلى العراق وتسلم قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
و كان له الدور الرئيسي في الإعداد للمؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي العراقي و الذي تم فيه إعداد النظام الداخلي و البرنامج الخاص بالحزب .

تم إعتقال فهد و رفاقه زكي بسيم الملقب بحازم و حسين الشبيبي الملقب بصارم عام 1948 بسبب الإنتماء للحركة الشيوعية و الترويج لها , وتم الحكم عليهم بالإعدام
وسبب الضغوط الدولية تم تخفيف الحكم عليهم إلى المؤبد.

قاد فهد و حازم و صارم ومن المعتقل الإنتفاضة الجماهيرية التي عمت مدن العراق في عام 1948 و التي سميت بوثبة كانون , وهي أنتفاضة قادها الحزب الشيوعي العراقي عن طريق كوادره الطلابية و الشبيبية و العمالية ضد النظام الملكي في العراق , والتي أدت إلى إعادة محاكمتهم و الحكم عليهم بالإعدام.
إعتلى فهد و رفاقة المشانق وبكل بطولة الشجعان وقف فهد على المشنقة وقال مقولته الشهيره
(الشيوعية أقوى من الموت و أعلى من أعواد المشانق )


عاصر يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ عدد من المثقفين الماركسيين العراقيين , لكنه تميز عنهم بنقل الفكر الماركسي من حديث المقاهي السياسية الى الطبقات الكادحة صاحبة المصلحة الحقيقة فيه . ان اختلاط فهد بالجماهير كواحد منهم وتعامله معهم بصدق وتواضع بعيدا عن التكلف والترفع , جعله قائدا مبدعا ذا قدرة على تنظيم العمل الجماهيري وقيادته .


في فترة إقامة فهد في مدينة الناصرية استطاع ان يبني علاقات متميزة مع الكادحين , أهلته ليكون من قيادات الحزب الوطني العراقي في الناصرية ( نائب رئيس الفرع ) , والذي كان يتزعمه الشخصية الوطنية العراقية جعفر ابو التمن الذي آزر فهدا كثيرا ودافع عنه , لما لمسه فيه من إيمان عميق بقضيته الوطنية واخلاص وصدق لما يناضل من أجله . وعندما وصفت السلطات الحكومية وقتذاك في مدينة الناصرية نشاط فهد المتميز بأنه هدام , قال ابو التمن انه : ( بناء يحاول ان يبني مع الفلاحين والضعفاء حياة سعيدة للناس ) .


يمكن اعتبار فهد اول السياسيين العراقيين الذي نقل السياسة لأبناء الكادحين والتي كانت تقتصر على النخبة , وأول من جعل الشيوعية محببة الى نفوس المواطنين , وذلك لأقتران اقواله بأعماله, وكونه القدوة الحسنة بسلوكه وتمتعه بخصال أتاحت له القبول عند من يختلط بهم ويتحدث معهم , أستوعب الماركسية بشكل مبدع واستحق بجدارة القول عنه انه : ( اول واحسن من طبق في العراق المنهج الماركسي اللينيني ) . الى جانب ذلك درس التاريخ العربي والاسلامي , واهتم بحفظ الامثلة الشعبية والحكايات الفولكلورية والشعر الشعبي .

عاصر الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ عدد من المثقفين الماركسيين العراقيين , لكنه تميز عنهم بنقل الفكر الماركسي من حديث المقاهي السياسية الى الطبقات الكادحة صاحبة المصلحة الحقيقة فيه . ان اختلاط فهد بالجماهير كواحد منهم وتعامله معهم بصدق وتواضع بعيدا عن التكلف والترفع , جعله قائدا مبدعا ذا قدرة على تنظيم العمل الجماهيري وقيادته .



في فترة إقامة فهد في مدينة الناصرية استطاع ان يبني علاقات متميزة مع الكادحين , أهلته ليكون من قيادات الحزب الوطني العراقي في الناصرية ( نائب رئيس الفرع ) , والذي كان يتزعمه الشخصية الوطنية العراقية جعفر ابو التمن الذي آزر فهدا كثيرا ودافع عنه , لما لمسه فيه من إيمان عميق بقضيته الوطنية واخلاص وصدق لما يناضل من أجله . وعندما وصفت السلطات الحكومية وقتذاك في مدينة الناصرية نشاط فهد المتميز بأنه هدام , قال ابو التمن انه : ( بناء يحاول ان يبني مع الفلاحين والضعفاء حياة سعيدة للناس ) .



يمكن اعتبار فهد اول السياسيين العراقيين الذي نقل السياسة لأبناء الكادحين والتي كانت تقتصر على النخبة , وأول من جعل الشيوعية محببة الى نفوس المواطنين , وذلك لأقتران اقواله بأعماله, وكونه القدوة الحسنة بسلوكه وتمتعه بخصال أتاحت له القبول عند من يختلط بهم ويتحدث معهم , أستوعب الماركسية بشكل مبدع واستحق بجدارة القول عنه انه : ( اول واحسن من طبق في العراق المنهج الماركسي اللينيني ) . الى جانب ذلك درس التاريخ العربي والاسلامي , واهتم بحفظ الامثلة الشعبية والحكايات الفولكلورية والشعر الشعبي .


واهتم بكل ماهو وطني وشعبي لأدراكه ان فنون الشعب تعبر بدقة عن اعمق احاسيس الشعب الكادح , كان فهد يجيد رواية الحكاية والنكتة الشعبية ويضرب المثل الدال الموجز. واستطاع توظيف ذلك في تعامله مع الناس وفي تقريب وتوضيح افكاره التي كان يطرحها سواء في عمله التنظيمي أو التثقيفي الحزبي أو في كتاباته أو في دروسه التي كان يقدمها في السجن .



عندما ارسله الحزب الى موسكو في نهاية عام 1934 للدراسة في جامعة كادحي الشرق الشيوعية , كان خلال دراسته تلميذا يجيد فن الاصغاء , مواظبا على الدروس والاجتماعات , يستغل وقته جيدا في القراءة والكتابة بعيدا عن الثرثرة والصخب , حتى غدت الصورة الأكثر وضوحا في ذاكرة زوجته هي مشاهدتها له اما أن يدرس او يكتب , وكان يقضي الليالي ساهرا في محاولة التعلم , وبذلك استطاع ان ينهي دراسته بتفوق حيث انهاها بسنتين بدلا من ثلاث سنين .



خلال دراسته في موسكو تعرف على شريكة حياته , ورغم قصر حياتهما الزوجيه ولكنها كانت حياة زوجية ناجحة سعيدة

عند عودته للوطن عام 1938 , وجد الحزب الشيوعي العراقي الوليد مهشما , مبتليا بالفوضى التنظيمية , يسوده عدم الانضباط الحزبي , حيث افلحت السلطات الحكومية في اعتقال قادة الحزب ومعظم كوادره , وترك قسم منهم الحزب والعمل السياسي . أهتم فهد ببناء الحزب مجددا , حزب من طراز جديد , وفق الأسس اللينينية التي تعلمها والخبرة التي اكتسبها , واستطاع ان يبني حزبا شيوعيا , لا يعرف المهادنة ولا الموسمية , أصبح خلال فترة زمنية قصيرة حزبا جماهيريا يتصدر نضالات شعبنا , رغم شيوع الأمية والجهل والتخلف وقتذاك , ورغم ان فترة قيادة فهد للحزب قصيرة نسبيا , لم تتجاوز عشر سنوات .


الا أنه رسخ أسسا وتقاليدا وقيما ثورية متينة مكنت الحزب من الصمود بوجه اعتى الدكتاتوريات التي تعاقبت على حكم العراق , إذ شهد تاريخ الحزب ظروف قمع متواصلة منذ العهد الملكي المقبور مرورا بشباط الاسود الى فترة حكم صدام .

يذكر الرفاق الذين عاصروا فهد تعامله معهم وجهوده من اجل تعليمهم ما تعلمه وسلوكه القدوة حيث كان المبادر دائما لتنفيذ ما يطلب من الرفاق , ويقرن دعوته التربوية بسلوكه اليومي مع الرفاق والمواطنين , يراعي الظروف الاجتماعية , حيث كان يؤكد على ان يتولى الشيوعي تنظيم عائلته و اقاربه في العمل الحزبي , ولا يجوز ان يتولى مسؤولية التنظيم الحزبي رجل غريب , خشية القاء القبض على اجتماع نسوي فيه رجل حاضر وحتى لا تعطى فرصة للتشهير بالشيوعية والشيوعيين , شهد له كثيرون بأنه شخصيا متمتعا بإخلاق لم تمنح أعدائه وخونة الحزب الفرصة للنيل منه .

كان قريبا من الرفاق معايشا ظروفهم , ويأبى تركهم أيام المحن وساعات الشدة , رافضا النجاة بنفسه دونهم , عند اشتداد حملة الاعتقالات عام 1946 , اقترح احد اعضاء اللجنة المركزية عليه مغادرة العراق والسفر الى ايران والبقاء في عبادان او المحمرة , خشية اعتقاله , فرفض ذلك مؤكدا انه ليس من الصحيح ترك الحزب بمثل هذه الظروف , كذلك رفض فهد ما طلبه منه رفاقه في سجن الكوت , بعدم السفر الى بغداد عندما تم استدعائه ورفيقيه صارم وحازم لأعادة محاكمتهم , طالبين منه الأعتصام في السجن مبدين استعدادهم للتضحية من اجله , فقال لهم : ( لا , لا افعل هذا , فأنني ارى من العيب التحصن في سجن الحكومة لئلا يقال ان فهد خاف من الموت) .



ولم يقتصر اهتمامه على رفاقه فقط بل كان مهتما بالفنانين والأدباء بشكل عام , حيث يذكر الفنان يحيى فائق الاثر الكبير الذي تركه فهد بعد لقائه معه وشرحه له بإسلوب بسيط وواضح دور المسرح في تعميق الوعي السياسي والطبقي لدى الجماهير ومساهمة المسرح في التغيير للمجتمع وإزالة الظلم الأجتماعي والفوارق الطبقية.

وعندما اشتكى الرسام رشاد حاتم في يوم من الأيام من ان جدران السجن حرمته من الرسم فقال له فهد : ( ادفع جدران السجن وتصور الناس والطبيعة) .

في السجن اهتم فهد بالمناضلين وكرس جهوده للعناية بمعيشتهم وتثقيفهم سياسيا ومدرسيا , وبأشرافه تحولت قاعات السجن الى صفوف مدرسة ثورية , كان حريصا على ان لا يترك فراغا في أوقات السجناء , كان بنفسه يتابع مأكل وملبس ومنام رفاقه , وشهد كثيرون بأنه يقضي الليل ساهرا بين الكتابة والقراءة وتفقد رفاقه , فيغطي من سقط عنه غطاءه , ويوقظ طباخي شوربة الصباح والخبازين ثم يخلد الى النوم لبضع ساعات مع ساعات الفجر الأولى , ويبدأ البرنامج النهاري بمحاضرة في الأقتصاد السياسي ثم بعدها الفلسفة ولم يقتصر التثقيف على السياسة فقط بل تعداه الى محو الأمية ودروس في اللغة العربية والأنكليزية والأدب العربي , إضافة الى الرياضة , كان فهد يساهم في ويتابع كل هذا , حتى مزاج السجناء لم يغب عن باله ففي كل اسبوع تقام حفلة للغناء والموسيقى والسمر, ورسخ فهد تقليد الأحتفال بالمناسبات الوطنية والأممية, وكرس جهوده على تربية الشيوعيين بالروح الجماعية , وحب التنظيم والانضباط , وحب التضحية ونكران الذات , وانتقل هذا التنظيم الى باقي السجون.



كان فهد كقائد , صارما مع من يخرق الضبط الحزبي وحادا مع الثرثارين , وإذ يسمح في الهيئات الحزبية ويتحمل النقاش مع الرأي المخالف , فهو ومتبعا المركزية الديمقراطيةعلى الطريقة الستالينية , لا يسمح بنشر الرأي المخالف في صحافة الحزب , كان قاسيا في نعوته للذين يدعون الى حل الحزب الشيوعي , ولهذا السبب يلومه بعض المثقفين على انه فرط بهم , ويأخذون عليه مبدأيته المفرطه , وجديته حتى في حياته الشخصية وعلاقاته مع اصدقائه .


------ صدق الراحل زكي خيري حين قال :

( كان فهد مربيا للرجال , انسانا وانسانيا من كل الأوجه بقدر ما كان ثوريا صارما ) .

بثينه عبدالعزيز
18/02/2010, 07:58 AM
ناصر السعيد



يعتبر ناصر السعيد أول شخصية سعودية معارضة لنظام الحكم في السعودية.

ولد ناصر السعيد في مدينة حائل شمال المملكة العربية السعودية عام 1923 (أي بعد سقوط حائل بيد الملك عبدالعزيز بعام واحد، وكان لذلك أثره!).

انتقل إلى الظهران عام 1947 للعمل في استخراج النفط وتكريره مع شركة ارامكو وعاش مع بقيه العمال السعوديين ظروفاً معيشية صعبة فقاد مع زملاءه هناك سلسلة من الإضرابات للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والسكنية ورضخت الشركة لممطالبهم. وفي عام 1953 قاد ناصر إنتفاضة العمال للمطالبة بدعم فلسطين وتم اعتقاله وارسل إلى سجن العبيد في الإحساء وافرج عنه لاحقاً وحكم عليه بالإقامة الجبرية في مدينة حائل، وبعد وفاة الملك عبدالعزيز اقيم حفل استقبال للمك الجديد (سعود) في مدينة حائل القى فيه ناصر السعيد خطاباً طالب فيه بإعلان دستور للبلاد وبإصلاح وتنظيم الموارد المالية للدولة وحماية الحقوق السياسية وحقوق حرية التعبير للمواطنين وحقوق الشيعة، وفي عام 1956 هرب من المملكة إلى مصر بعد ورود انباء عن احتمالية إعدامه.

اشرف ناصر السعيد على برامج إذاعية معارضة للحكم السعودي في إذاعة صوت العرب في مصر ثم انتقل إلى اليمن الجنوبي عام 1963 وانشأ مكتب للمعارضة هناك. انتقل بعدها إلى دمشق ثم إلى بيروت التي اختطف منها .

ففي وضح النهار نفذت الحكومة السعودية ما عجزت عنه خلال أربعين سنة قضاها ناصر السعيد في نضال مستمر ودؤوب إذ اختطفته في وضح النهار من بيروت بتاريخ 17 / 12 / 1979م.. وذلك بتدبير من السفير السعودي في بيروت علي الشاعر وبعض المجموعات المدعية للنضال والثورة التي نفذت العملية، ولا أحد يدري أين هو الآن ؟



وأختفى أثره حتى اللحظة

بثينه عبدالعزيز
18/02/2010, 07:59 AM
خالد بكداش





ولد خالد بكداش عام 1912 في حي المهاجرين (حي الأكراد) في دمشق. والده من أصل كردي وعشيرته لم تتميز بأي نشاط وطني أو اجتماعي، رغم أن والده خدم في الجيش في العثماني، ثم في الجيش العربي خلال حكم الملك فيصل سنة 1920.

أنهى خالد بكداش تعليمه الابتدائي والعالي في المدارس الحكومية في دمشق، لكنه لم يتمكن من متابعة دراسة القانون في كلية الحقوق بسبب نشاطه السياسي المبكر، أولع بالسياسة فانكب على المؤلفات السياسية التي كان لها تأثير كبير في قضايا الساعة يومذاك.

انخرط بكداش عام 1929 في صفوف الكتلة الوطنية، وبذل معهم جنباً إلى جنب جهده لشق طريقه في مجال السياسة، وفي عام 1930 انضم إلى الحزب الشيوعي، واعتقل مرتين بتهمة إثارات سياسية كانت الأولى سنة 1931 حيث سجن أربعة أشهر، والثانية سنة 1933 لكنه فر إثر اعتقاله، وفي تلك الأثناء عكف على ترجمة (البيان الشيوعي) وكانت تلك أول ترجمة بالعربية، ثم سافر بعد ذلك إلى موسكو طلباً للعلم.

التحق خالد بكداش في موسكو بمعهد لينين في بادئ الأمر، ثم بجامعة طشقند. وقد تعلم اللغة الروسية حتى صار يتكلمها بطلاقة، كما قرأ الكثير من الأدب الروسي. اختير رئيساً للوفود العربية التي اشتركت في المؤتمر السابع للكومنترن في سنة 1935.

أصبح بكداش قبل ذهابه إلى موسكو أميناً للمجموعة السورية في الحزب الشيوعي السوري اللبناني، وبعد عودته من موسكو اختير أميناً عاماً للحزب، وحين ألفت الجبهة الشعبية الحكومة في فرنسا في عام 1936، وهي الجبهة التي يؤيدها الشيوعيون الفرنسيون برئاسة ليون بلوم، تجلى نشاط بكداش في دمشق في تأييد الحكومة الفرنسية، والدعوة إلى التفاهم معها من أجل الوصول إلى معاهدة ينتهي بموجبها الانتداب الفرنسي ويعلن استقلال سوريا. ولم يكتف بذلك بل توجه إلى باريس ليضمن تأييد الحزب الشيوعي الفرنسي لهذه المفاوضات. ومهد بذلك إلى اجتماع أقطاب السياسة السورية بالأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي، كما هيأ لقاءات مع عدد من أعضاء المجلس النيابي الفرنسي اليساريين لخدمة النظرية الأممية.

ونظراً لدول اليسار الفرنسي في معاهدة 1936 التي اعتبرت معاهدة استقلال بالنسبة للسورين فقد سُمح لبكداش أن يروج للدعاية الشيوعية. وهكذا بدأ تنظيم دعايته بإلباسها ثوب التحرر الوطني، واستغل هو وأتباعه الحرية التي منحت لهم إلى أبعد حد في نشر دعوتهم على نطاق لم يتهيأ لهم من قبل. وفي سنة 1937 ظهرت لأول مرة جريدة تنطق باسم الحزب الشيوعي وهي (صوت الشعب) فنشرت خطابات بكداش والنشرات الشيوعية دون أن تمر على الرقابة، وبذلك امتد نفوذ بكداش فتجاوز المشرق ونودي به زعيماً بدون منازع.

بعد الحرب العالمية الثانية بدأ خالد بكداش بإجراء اتصالات أوثق بين حزبه والأحزاب الشيوعية الأخرى، وعلى الأخص الأحزاب الأوروبية، كما بدأ يشترك في مؤتمرات دولية. وفي سنة 1946 توجه إلى لندن لإجراء محادثات مع الشيوعيين البريطانيين، وحضر وهو في طريقه إلى لندن اجتماعات شيوعية سرية عقدت في شمالي إيطاليا حيث اطلع على النشاط الشيوعي الإيطالي، وظل كذلك على اتصال بنشاط الشيوعيين في البلدان العربية الأخرى، وعلى الأخص في دول الهلال الخصيب الذي كان يمارس بعض النفوذ عليه حتى سمي بالمندوب السامي السوفييتي على الشيوعية العربية. وفي سنة 1947 حضر المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي البريطاني كمندوب رسمي، وكان من هذا النشاط في الخارج أن تعززت مكانة بكداش في بلاده وغدا زعيماً معروفاً في المجالس الشيوعية الدولية، وبالتالي فقد عينه الكومينفورم في سنة 1948 مديراً للحزب في الأقطار العربية.

بين عامي 1947 و1949، حين ثارت ثائرة العرب ضد تقسيم فلسطين وحين اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى امتدت الأصابع إلى الشيوعيين تتهمهم بتأييد السياسة السوفييتية التي تنادي بالتقسيم. فقام خالد بكداش الذي عرف عنه دفع الأحزاب الشيوعية العربية إلى التهاون مع قيام الدولة اليهودية في فلسطين، قام بزيارة سرية إلى حيفا حيث عقد محادثات مع الزعماء الشيوعيين الإسرائيليين تتناول خططاً جديدة لمواجهة الانفجارات الشعبية، وربما ليحث هؤلاء الزعماء على انتهاج سياسة يتنصلون فيها عن الجرائم المخزية للمنظمات الإرهابية. ولا شك في أن تأييد السوفييت لتقسيم فلسطين ثم اعترافهم بإسرائيل قد أثر تأثيراً معاكساً في الدعاية للشيوعية في العالم العربي.

خيب الموقف السوفييتي المؤيد لإسرائيل آمال العرب بحيث أثار النزاع في سوريا بين الوطنيين والشيوعيين، ليس هذا فحسب بل إن الكثير من العرب الذين كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي انسحبوا منه وعادوا إلى صفوف الوطنيين ثم راحوا يتهمون بالخيانة كل من ظل في المعسكر الشيوعي، ورفضوا أية تسوية معهم. لكن عندما اختارت إسرائيل الاعتماد على المساعدة الأمريكية لا المساعدة السوفييتية حفزت بذلك الاتحاد السوفييتي على تأييد العرب ضد المطالب الإسرائيلية، لذا تنفس خالد بكداش الصعداء لدى رؤيته أهداف حزبه تعود لترتبط بالأهداف الوطنية، ودخل حزب البعث والشبان الوطنيين في تحالف مع الشيوعيين وأقاموا فيما بينهم اتحاداً وطنياً عمل على إسقاط نظام الشيشكلي وإعادة الحكم للرئيس الأتاسي. واستغل بكداش هذا التحالف الجديد وراح يعد نفسه لانتخابات سنة 1954.

عام 1954 انتخب خالد بكداش عضواً في المجلس البرلماني السوري، وكان بكداش أول شيوعي يحتل مقعداً نيابياً في أي بلد عربي، وقد بلغ نفوذ الشيوعيين ذروته خلال القترة التي كان بكداش فيها نائباً من سنة 1954 إلى سنة 1958، فقد تغلغل الشيوعيون في كل دائرة من الدوائر الحكومية واحتلوا مناصب عسكرية رفيعة. وبصفة بكداش زعيماً للحزب الشيوعي فقد زاد من نشاطه في الأوساط الرسمية وغير الرسمية، وأكثر من زيارة الرئيس القوتلي مطالباً بوجوب الاعتراف رسمياً بحزبه، فضلاً عن زياراته المتعددة لموسكو وحضوره الحفلات التي تقيمها المفوضات الشيوعية في دمشق، وقد حاول الشيوعيون مرتين الاستيلاء على الحكم، مرة سنة 1956 ومرة سنة 1957 ولكنهم باءوا بالفشل.

عارض خالد بكداش الوحدة المصرية السورية عام 1958، وحين وافق النواب السوريون بالإجماع على الوحدة كان مقعد بكداش في البرلمان المقعد الوحيد الخالي، حيث ترك دمشق إلى موسكو، ولم يعد إلا عام 1966 في ظل تمتين العلاقات السورية مع الاتحاد السوفييتي.

أعيد انتخاب خالد بكداش مع ستة من أعضاء حزبه في انتخابات 1973، ومثل حزبه بجناحيه وزيران في الحكومة السورية عام 1977 والتي رئيسها اللواء عبد الرحمن خليفاوي.

تعرضت قيادته أوائل السبعينات لنقد شديد داخل الحزب بسبب فرديته وتسلطه ومعارضته للقومية العربية، وتزعم الجناح المعارض له كل من ظهير عبد الصمد و دانيال نعمة ثم سوى الخلاف بينهما، إلا أن جناحاً بزعامة رياض الترك استمر في المعارضة وانتهى أخيراً إلى الانشقاق.

جُدد انتخابه أميناً عاما للحزب عام 1974 ثم عام 1980 وفي مطلع عام 1980 تعرضت قيادته مجدداً للنقد من داخل حزبه ذاته بسبب ممارسته التنظيمية الداخلية التي وصفها خصومه بأنها غير ديمقراطية.

ظل خالد بكداش عضواً في القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية منذ تأسيسها عام 1972. تزوج خالد بكداش من فتاة كردية تدعى وصال فرحة سنة 1951، أصبحت داعية نشيطة للشيوعية بين النساء، فكانت مصدر قوة لحزبه.

توفي خالد بكداش في 24 تموز 1995.

له كتاب بعنوان (طريق الاستقلال) أو (طريق الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي).

بثينه عبدالعزيز
18/02/2010, 08:01 AM
كبر الذين قد استخفوا بالردى ....................... والحر اجرأهم على استخفاف

بثينه عبدالعزيز
19/02/2010, 09:02 AM
الشيخ راغب حرب





ولد الشهيد الشيخ راغب حرب، في صيف حافل بالعمل والنشاط من عام ألف وتسعمائة واثنين وخمسين للميلاد، من أبوين كادحين، عاشا فوق ثرى جبل عامل

تميّز الأبوان بتمسك قويّ بمبادئ الدين الحنيف، والتزام أصيل بتعاليمه السمحاء..

في السابعة من عمره، دخل المدرسة الرسمية في بلدته جبشيت، ليتلقى فيها علومه الأولى، ثم توجه بعدها إلى منطقة النبطية لمتابعة المرحلة التعليمية المتوسطة، غير أنه لم يجد في تلك البرامج التعليمية ما يلبي طموحه، وينسجم وروحه المتوثبة، فترك المدرسة وفي أعماقه شوق كبير إلى طلب العلوم الدينية التي كانت حلماً يراود مخيلته، وأمنية عزيزة يسعى إلى تحقيقها..

في أوائل العام 1969 غادر الشيخ بلدته إلى بيروت، مستوطناً فيها لطلب العلم، وهناك أخذت أحلام الصبا، والآمال والأماني التي كان يضج بها قلبه، تتحقق شيئاً فشيئاً، إنه الآن قريب مع من أحبّ من العلماء، يتعلّم منهم، ويتربى في ظلالهم، وهو قريب مع من أحبّ من المؤمنين، يشاركهم مجالس الحوار، ويحيي معهم شتى الاحتفالات والمناسبات التي ألهبت حماسه وزادت من اهتماماته، والتي ساهمت في تفتح آفاقه، وتوسيع مداركه، وهو بعد سنة عاشها في مسيرة العمل الإسلامي، كان يتطلع إلى النجف الأشرف بشوق وشغف، وحنين كبير إلى حوزاتها العلمية الرحبة الآفاق.. المزدحمة بألوان العلم والنشاط.

في النجف الأشرف

وهناك، عاش في مدارسها، لينهل من معينها، ويرتشف من ينابيعها العذبة، ويتتلمذ على أيدي أساتذتها الكبار، مهيئاً نفسه للعمل في خدمة الرسالة، مبلّغاً أحكامها، ناشراً تعاليمها، وهو مع إقباله الكبير لتلقي العلوم الدينية وميله نحوها، إلاّ أن عينيه كانتا ترمقان من بعيد الساحة اللبنانية، ومستقبل العمل الإسلامي فيها، فيتصل من هناك بإخوانه المؤمنين مستكشفاً أوضاعهم، ومطلعاً على ما يعانونه من شؤون العمل الإسلامي وشجونه..

وقد عاد الشيخ إلى لبنان لزيارة أهله وأصحابه ، ثم قفل راجعاً إلى النجف ليتابع علومه ، إلاّ أنه في هذه المرة، لم يلبث سوى سنة ونصف

حتى عاد عام 1974 إلى مسقط رأسه في جبشيت

عاد الشيخ وهو يدرك أن طريقه ليس مفروشاً بالزهور، كان يعلم أن طريقه صعب وطويل، محفوف بالمكاره، مزروع بالأشواك، يتطلب جهداً كبيراً، وآلاماً كثيرة، فتوجه في بداية عمله لاصلاح ما أفسدته الأوضاع السائدة آنذاك، وعمل على إظهار الإسلام بصورته النقية الناصعة، بعد أن طمرت معالمه الأفكار الدخيلة، ثم ساهم في تنمية الحس الإسلامي وتطويره من خلال المواعظ التي كان يلقيها، والدروس التي يقدمها، والسهرات التي يحييها

واستطاع بأسلوبه الجذاب، أن يشدّ الناس إليه ويحببهم فيه، ولم يغب عن باله أن أخطر ما يعاني منه الناس هو جهلهم لدينهم وما يتضمن من مفاهيم وقيم سامية، فاهتم بتطوير الثقافة الإسلامية، وأنشأ المكتبة العامة، لتكون وسيلة تساهم في الإرتقاء بالإنسان المسلم إلى مستوى الوعي الرسالي

لقد كان أشد ما يؤلمه مشهد الفقراء البائسين، الذين لا يجدون قوت يومهم، فراح يزورهم بنفسه، ليستكشف أحوالهم، يتفقد أمورهم، يمدّ لهم يد المساعدة، علّه يخفف عنهم مرارة البؤس ولوعة الحرمان، ولعل أكثر ما كان يثير الأسى في نفسه، هي تلك الصور الدامية للأطفال اليتامى، فعمل جاهداً على إيوائهم، واستنقاذهم من براثن الجهل والفقر، ورعايتهم وتربيتهم على أسس إسلامية سليمة ومتينة، من أجل أن يصنع منهم جيل المستقبل الذي سيرفع على أكتافه مجتمعاً متعافياً دافقاً بالخير، زاخراً بألوان الرقي والتقدم والازدهار..

وقد وفق بعد جهود مضنية، وبالتعاون مع "الجمعية الخيرية الثقافية" إلى بناء مبرّة "السيدة زينب " لتكون وسيلة لهذا الهدف السامي والنبيل..

أبرز المشاريع الاجتماعية التي أسسها الشيخ الشهيد كانت:

أولاً: بيت مال المسلمين

فبسبب حالات الفقر الموجودة في القرى العاملية، ونتيجة لسياسة التجويع والحرمان التي انتهجتها السلطة السياسية في هذا البلد، وفي محاولة منه لسد الاحتياجات الضرورية لدى أهلنا وإخواننا، سعى الشيخ الشهيد إلى تأسيس "بيت مال المسلمين" بما كان يتوفر من إمكانات متواضعة، حتى كان البعض لا يجد تفسيراً مقنعاً لهذا التوجه، لاسيما حينما كان هذا "الصندوق"، يقدم القروض البسيطة إلى المؤمنين، وهي قروض تتراوح بين مائة ليرة حتى الخمسمائة ليرة للشخص الواحد كحد أدنى..

والجدير ذكره أن بيت مال المسلمين هذا، لم يكن يحتاج إلى موظفين في شؤون المحاسبة، لأن شيخنا كان يتولى ذلك بنفسه..

ثانياً: بناء مدرسة الشرقية

وبحكم إقامته في بلدة الشرقية (أمضى فيها أربع سنوات) والتي تقع على بعد 8 كلم عن مدينة النبطية لجهة الغرب، وبناء على طلب عدد من المؤمنين في تلك القرية، رأى الشيخ أن الضرورة تتطلب بناء مدرسة ابتدائية لأطفال القرية الذين ضاقت بهم الغرفتان الصغيرتان، فبادر إلى العمل على توفير بناء إضافي للمدرسة، حيث اندفع بنفسه لحفر قواعد البناء الجديد، حاملاً المعول والرفش، فما كان من أبناء البلدة إلا أن سارعوا إلى معاونة شيخهم، وهكذا فقد أكمل الشيخ وفي فترة وجيزة بناء مدرسة مؤلفة من طابقين على قطعة أرض عائدة للوقف..

ثالثاً: مؤسسة شهيد الثورة الإسلامية

لتوزيع المساعدات إلى عوائل الشهداء وإلى الجرحى وذوي الأسرى من المجاهدين..

رابعاً: ترميم مسجد شيت في جبشيت

مراحل المواجهة مع الاحتلال الصهيوني

قبيل فترة الاجتياح، عانى المجتمع اللبناني صنوف العذاب، وألواناً شتى من البؤس والشقاء، نتيجة الحرب الداخلية التي أثقلت كاهله، وأنهكته، واستنزفت كل طاقاته وإمكاناته، وزرعت بذور اليأس في قلوب أبنائه، مما أتاح الفرصة لليهود، ليحققوا أطماعهم التاريخية التي بها يحلمون.

ومع أوائل شهر حزيران من العام 1982، زحف العدو ليجتاح بجيوشه الجرارة وآلته العسكرية المدمرة أرضنا المعطاء، ملتهماً بنيرانه المحرقة معالم الحياة فيها، مدمّراً العوائق التي تعترض طريقه..

حدث كل ذلك وسط تواطؤ دولي، وسكوت عربي مقيت، وما استيقظ الناس ولا استفاقوا، إلا بعد ذهول كبير، زاغت فيه الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر..

حينها لم يكن الشيخ ماكثاً في الجنوب، فقد كان توجه وبدعوة من الجمهورية الإسلامية، لحضور مؤتمر إسلامي فيها، وهناك تناهت إلى مسامعه، أنباء الفاجعة الكبرى، وأخبار المحتلين، وهم يدنسون برجسهم أرض جبل عامل، فأحدث ذلك هزّة عميقة في نفسه، وأثار فيها الأسى، مما دفعه لاتخاذ قرار العودة فوراً، ليكون إلى جانب إخوانه، يشاركهم معركة الكفاح والجهاد.

لم تمض أيام قلائل حتى وصل إلى بلدته جبشيت التي استقبلته بحفاوة بالغة، والتقى زواره وجالسهم، واستمع منهم إلى تفاصيل ما جرى في غيابه، وسألهم عن أدق الأمور وصغيرها

ومنذ وصوله علم أن هناك قراراً بمنع التجوّل في المساء، فدعا الناس إلى المسجد للمشاركة في صلاتي المغرب والعشاء، تحدّياً للاحتلال وكسراً لقراره، ثم تابع دوره الرسالي كالمعتاد، وعاد ليؤمّ الناس في صلاة الجمعة، إلا أنها الآن وفي ظل حراب الصهاينة أصبح لها لون آخر.. لون مفعم بالبطولة والتحدي والعنفوان..

في الثامن والعشرين من شهر شوال، عام 1404هــ، وبينما كان الشيخ كعادته، يسهر مع بعض إخوانه المؤمنين في داره، وإذا بهم يسمعون هتافاً قويّاً وصراخاً عالياً يرتفع بالتكبير والتهليل، توجّه الشيخ لاستكشاف طبيعة الأمر، فرأى الساحة العامة في البلدة تغصّ بالمؤمنين، وهم ينددون بجماعة العميل "سعد حداد" الذين فروا بعد مشادة مع الأهالي لاستقدام قوّة إسرائيلية، فجمع الناس ليلقي كلمة فيهم، وإذ بالقوة الإسرائيلية قادمة، فاصطدم معها الأهالي وكان في الطليعة الشيخ الشهيد، ورموها بالحجارة، وأشعلوا إطارات السيارات وسط الشارع العام، فعادت من حيث أتت، تجر أذيال الخيبة..

حينئذٍ وقف الشيخ أمام الجموع معلناً رفض التعامل، وحرمة التعاون بأي شكل من الأشكال مع العدو الإسرائيلي، داعياً عناصر ما يسمى بــ"الحرس الوطني" إلى التوبة وإلقاء السلاح والعودة إلى أحضان أهلهم..

واصل الشيخ جهاده، متجولاً في قرى الجنوب مندداً بالاحتلال الغاشم، ومحطماً سياسة التطبيع والتهويد، وكان صوته المدوي، يهزّ أسماعهم، ويرعب قلوبهم، ويكشف الزيف عن وجوههم، فراحوا يفكرون بعمل ما، يسكتون فيه هذا الصوت، وبعد تفكير طويل، وجدوا الحل، فذهبوا إليه بزيارة يتحاورون فيها معه، علّهم يستميلونه ويكتسبون ودّه..

فجاؤوه وكان جالساً على سطح منزله مع بعض إخوانه وأصحابه، رآهم يقتربون منه، فصرخ بوجههم ليعودوا، فلم يلتفتوا، وتقدموا حتى وصلوا إليه، ومدّ أحد ضباط الاحتلال يده لمصافحته، ولكن الشيخ أبى ورفض، فقال له: "وهل أيدينا نجسة"، فأجابه الشيخ: "أنتم محتلون، ولا أريد مصافحتكم، أخرجوا من هنا، لا أصافحكم ولا أجالسكم"..

فعادوا مدحورين، بعد أن تبين لهم إصرار الشيخ الرافض، وإرادته الراسخة القوية، واختلافه عن صنف كبير من الناس..

وبموقفه الرائع هذا، قطع الطريق على كل محاولات التدجين الهادفة إلى إخضاعه، وبات الصراع مع العدو مفتوحاً على مصراعيه..

وأيقن الشيخ أنه أصبح من الآن فصاعداً، ملاحقاً ومطارداً، ومعرّضاً للاعتقال في أي وقت من الأوقات، ولذا فعليه أن يكون حذراً في تنقلاته، ومحتاطاً في ذهابه وإيابه..

وكما كان متوقّعاً، فقد داهم الجنود الصهاينة المدججون بالسلاح منزله مرات عديدة ومتتالية

لم يكن العدو ليغفل عن تحركات الشيخ أو نشاطاته، فبثّ العيون والجواسيس، لتلاحقه وتترصده، حتى استطاعوا في نهاية الأمر تحديد المكان الذي يبيت فيه..

وفي الثامن من آذار عام 1983، وقرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل، دهمت قوة إسرائيلية كبيرة المنزل الذي كان يبيت فيه، وهو منزل ابن خالته، فدخلته بوحشية وقسوة، وعاملت الشيخ بجفاء وغلظة، واقتادته مكبّلاً معصوب العينين إلى مقر المخابرات بالقرب من بلدة زبدين، وهناك، قال له الضابط الإسرائيلي المدعو "أبو عامر": "ألم يكن من الأفضل أن نلتقي بغير هذا الشكل"، فأجابه الشيخ (رضوان الله عليه): "بل هكذا أفضل بألف مرة"، ثم اقتيد إلى معتقل أنصار، وبعدها إلى مركز المخابرات في مدينة صور، حيث التف حوله كبار الضباط الصهاينة، ليتعرفوا على ذلك الرجل الذي أرهبهم، وأفسد عليهم الأمور..

وفي الاعتقال والأسر، مارس الأعداء أساليب الإرهاب والإذلال والتعذيب النفسي، ليوهنوا من عزيمته، ويضعفوا إرادته، وحاولوا أن يساوموه على أمور كثيرة، لكنهم اصطدموا بعناده القوي، وإصراره الكبير..

وبعد اعتقال الشيخ مباشرة، خرج الناس إلى شوارع البلدة، وفكروا فيما يقومون به من عمل، ثم توجهوا إلى النادي الحسيني، وتداعوا إلى اعتصام مفتوح، حتى يتم إطلاق سراحه..

هذا الحدث، اعتبر يومها أول وأهم مظهر علني من مظاهر الرفض والمواجهة، فأهالي البلدة، وسائر أبناء القوى المجاورة لبّوا الدعوة إلى الاعتصام، وجاء الجميع يشارك إخوانه، أمّا الوفود القادمة من صيدا وبيروت فقد جاءت لتؤكد دعمها لهذه الخطوة الهامة في تاريخ العمل المقاومة، وقد بدأ الجنوب بكل مدنه وقراه يسير على هذا النهج، وسارعت وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لتغطية الحدث الكبير فتحدثت عنه بإسهاب ونقلت وقائعه إلى مختلف شعوب العالم..

ولم تكد الأمور تبلغ الذروة، حتى أيقن العدو أن الأمر يسير بما لا يشتهي، وأن شرارة الرفض التي انطلقت من جبشيت، بدأت تتخطى حدود القرية لتصل إلى كل أرجاء الوطن، وأن اعتقاله للشيخ قد أمسى اعتقالاً لوجوده الغاصب، فاضطر وتحت وطأة الرفض الشعبي المتصاعد، أن يطلق سراحه، بعدما دامت مدة اعتقاله ما يقارب السبعة عشر يوماً، عجز العدو فيها عن تحقيق أيّة مكاسب.

وفي عام 1984 وفي ذكرى أسبوع الشهيد هاني شكر ، ألقى خطبة نارية، حدد فيها مواقف هامة، تحدث خلالها عن ضرورة مقاتلة العدو، حتى اندحاره عن كامل التراب المقدس، ثم قال: "لن نقبل بأنصاف الحلول، وإن من يمد يداً إلى عدونا، ويداً إلينا، نقول له، إما أن تكون كلّك معنا، أو كلك مع عدونا".

في تلك المرحلة المحتدمة من مراحل الصراع، كانت العمليات الجهادية للمقاومين المسلمين، تشتد وتتصاعد، لتهزّ الأرض تحت أقدام الغاصب المعتدي، وتلهب حصونه، وكانت الضربات المتلاحقة تقض مضجعه، وتلقنه درساً قاسياً، وتحولت بفعل ذلك، تلال الجنوب وأوديته إلى مصيدة لجنود الاحتلال..

ولقد كان الشيخ آنئذ، قائد المقاومة، ورائدها، فأرادوا أن يتخلصوا منه علّهم يطفئون الشعلة المتأججة..

ففي السادس عشر من شهر شباط، وفي ليلة الجمعة من عام 1984 توجه للسهر مع بعض إخوانه في بيت بجوار منزله، وأثناء خروجه، صوّب العملاء المرتزقة والمأجورون، بيدهم المرتجفة رصاص حقدهم الغادر، وهوى الفارس عن صهوة جواده، ليروي بدمه الطاهر عطش الأرض، مردّداً كلماته الأخيرة: "الله أكبر، الله أكبر"..

ولقد أثبتت الأيام فيما بعد، أن دماء الشهيد السعيد الشيخ راغب حرب، لم تذهب هدراً، ولكنها تسامت وارتفعت، لتنبت في ربى الجنوب وعلى تلاله، مجاهدين شرفاء ومقاومين أشداء، جاهدوا العدو بسواعدهم الفتية وأرغموه على الفرار والهروب، مسجلين بذلك انتصاراً رائعاً، قلّ نظيره في تاريخنا الإسلامي المعاصر..

بثينه عبدالعزيز
19/02/2010, 09:03 AM
الاستشهاديه ايات الاخرس



هذه الصبية الفلسطينية الحسناء طالبة في الصف الثاني الثانوي ... لخصت مأساة الفلسطينيين برسالة مفتوحة وجهتها إلى ثلاث جهات قبل أن تفجر نفسها في القدس ... الجزء الأول من الرسالة وجهته إلى الحكام العرب قائلة " كفاكم تخاذلا " الجزء الثاني وجهته إلى الجيوش العربية والتي تتفرج على بنات فلسطين وهن يدافعن عن الأقصى على حد وصفها ... وكان الجزء الثالث موجها إلى إسرائيل


وعبر والد الفتاة الفلسطينية التى نفذت العملية الاستشهادية فى القدس ايات محمد الاخرس (16 عاما) عن اعتزازه وفخره بابنته.. وقال ان جرائم الاحتلال المستمرة هى التى دفعتها لهذا العمل.

وكانت جماهير مخيم الدهيشة بمحافظة بيت لحم قد خرجت فور ذيوع النبأ فى مظاهرات فرح كبيرة حيث أطلقت النيران ووزعت الحلوى فرحا بالاستشهادية ابنة المخيم الذى قدم العديد من الاستشهاديين فى الفترة الأخيرة. وكشفت زميلات آيات محمد الأخرس منفذة عملية القدس انها لم تتخلف عن دوامها المدرسى فى مدرسة بنات بيت لحم الثانوية فى الصف الثانى الثانوى حيث ذهبت إلى المدرسة أمس رغم أنه الجمعة وعطلة رسمية التزاما منها ببرنامج تعويضى أعدته مديرية التربية فى محافظة بيت لحم لتعويض الطلبة على ما فاتهم من دوام خلال الغزو الاسرائيلى الكبير للمحافظة قبل أسبوعين. وقالت زميلة لآيات بأن آيات التزمت بالدوام حتى آخر لحظة وعندما غادرت زميلاتها إلى بيوتهن تخلفت عن العودة معهن قائلة بأن لديها عملا تريد أن تنجزه ولم تكن هناك أية شواهد على نوعية هذا العمل سوى ما قامت به من حضن احدى زميلاتها وكأنها تودعها الوداع الأخير. وقالت هذه الزميلة ان آيات انشغلت بالكتابة على ورقة وأخفت ذلك عن زميلاتها اللواتى طلبن بدافع الفضول معرفة ما تخطه ولكنها قالت لهن بأنهن سيقرأن ذلك فيما بعد ويعتقد أن ما كانت تخطه الشهيدة آيات هو وصيتها

وفي بيت متواضع في مخيم الدهيشة أقيم عزاء الشهيدة آيات الأخرس، وكان صوت الزغاريد والغناء الذي تطرب له الآذان

ووالدة الشهيدة الصابرة المحتسبة تستقبل المهنئات لها، وتصف آخر يوم خرجت فيه "آيات" من المنزل، فقالت:
"استيقظت آيات مبكرة على غير عادتها، وإن لم تكن عينها قد عرفت النوم في هذه الليلة، وصلّت صلاة الصبح، وجلست تقرأ ما تيسر لها من كتاب الله، وارتدت ملابسها المدرسية، وأخبرتني أنها ذاهبة للمدرسة لتحضر ما فاتها من دروس،
فاستوقفتها؛ فاليوم الجمعة عطلة رسمية في جميع مدارس الوطن ولكنها أخبرتني
أنه أهم أيام حياتها، فدعوت الله أن يوفقها ويرضى عنها".

وحول ذلك تؤكد زميلتها في مقعد الدراسة "هيفاء" أنها أوصتها وزميلاتها بضرورة الاهتمام بالدراسة، والحرص على إكمال مشوارهن التعليمي مهما ألمَّ بهن من ظروف وأخطار.

وتضيف هيفاء -التي لم تصدق خبر استشهاد آيات :- منذ أسبوع تحتفظ آيات بكافة صور الشهداء في مقعدها الدراسي الذي كتبت عليه العديد من الشعارات التي تبين فضل الشهادة والشهداء، ولكن لم يدُر بخلدي أنها تنوي أن تلحق بهم؛ فهي حريصة على تجميع صور الشهداء منذ مطلع الانتفاضة، وهي أشد حرصا على أن تحصد أعلى الدرجات في المدرسة.



ويشار إلى أن الشهيدة الأخرس كانت حريصة على أن تحتفظ بكافة أسماء وصور الشهداء، وخاصة الاستشهاديين الذين كانت تحلم بأن تصبح مثلهم، ولكن طبيعتها الأنثوية كانت أكبر عائق أمامها، فقضت أيامها شاردة الذهن غارقة في
أحلام الشهادة حتى نجحت الشهيدة وفاء إدريس بتنفيذ أول عملية استشهادية تنفذها فتاة فلسطينية، وزادت رغبتها في تعقب خطاهم، وحطمت كافة القيود الأمنية، واستطاعت أن تصل إلى قادة العمل العسكري، ليتم تجنيدها في كتائب شهداء
الأقصى رغم رفضها السابق اتباع أي تنظيم سياسي أو المشاركة في الأنشطة الطلابية.

وأكدت والدة الأخرس أنها كانت تجاهد نفسها لتغطي حقيقة رغبتها بالشهادة التي لا تكف الحديث عنها، وقولها: "ما فائدة الحياة إذا كان الموت يلاحقنا من كل جانب؟ سنذهب له قبل أن يأتينا، وننتقم لأنفسنا قبل أن نموت".

أما "شادي أبو لبن" خطيب ايات , فقبل ساعات قليلة من استشهادها كانا يحلقان معا في فضاء أحلام حياتهما الزوجية وبيت الزوجية الذي لم ينتهيا بعد من وضع اللمسات الأخيرة له قبل أن يضمهما معا في شهر يوليو القادم بعد انتهائها من تقديم امتحانات الثانوية العامة، وكاد صبرهما الذي مرّ عليه أكثر من عام ونصف أن ينفد، وحلما بالمولود البكر الذي اتفقا على تسميته "عدي" بعد مناقشات عديدة، وكيف سيربيانه ليصبح بطلا يحرر الأقصى من قيد الاحتلال.




وستبقى عروس فلسطين آيات الأخرس مثلا وقدوة لكل فتاة وشاب فلسطيني ينقب عن الأمن بين ركام مذابح المجرمين , ويدفع دمه ومستقبله ثمنا لهذا الأمن.

بثينه عبدالعزيز
19/02/2010, 09:05 AM
نحن من عطر الميادين امجادا
واعيى المستعمرين طلابا


ونزعنا للظلم ظفرا فظفرا
وحطمنا للوحش نابا فنابا

بثينه عبدالعزيز
21/02/2010, 09:56 AM
خلفت بعدك ذكرا خالدا حسنا ..................... وذاك افضل من مال ومن نسب

بثينه عبدالعزيز
21/02/2010, 09:58 AM
دافعت عن وطني ولم
ار من دفاع عنه بدا

دافعت عن نفسي ولم
ار من دفاع النفس بدا

بثينه عبدالعزيز
21/02/2010, 09:59 AM
دفنا سيدا حرا ................. بغير الحق ما نطقا

بثينه عبدالعزيز
26/02/2010, 09:32 AM
الشهيد وديع حداد





ولد الشهيد وديع حداد في مدينة صفد في العام 1927 ، وكان والده يعمل مدرساً للغة العربية في إحدى المدارس الثانوية في مدينة حيفا ، وبحكم وجود والده في مدينة حيفا فقد تلقي تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي في هذه المدينة ، وأثناء وجوده على مقاعد الدراسة بمراحلها المختلفة تميّز الشهيد وديع بذكائه المتقد ونشاطيته المميزة وتفوقه في مادة الرياضيات ، كما أنه كان شابا رياضياً يمارس رياضة الجري وأنشطة رياضية أخري.

ونتيجة للمأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة النكبة عام 48 ، اضطر الشهيد وديع للهجرة من وطنه ولجوئه مع عائلته ووالده إلي مدينة بيروت حيث استقر بهم المآل هناك ، وفي هذه الأثناء التحق وديع بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية ليدرس الطب.

لقد ولّدت النكبة داخل الشهيد وديع شعوراً عالياً بالمسؤولية تجاه شعبه وقضيته التي إزدادت مأساوية علي ضوء النكبة ، الأمر الذي عكس نفسه علي اهتماماته وتوجهاته المستقبلية ، ودفعت به باتجاه الإنخراط الفعلي في الفعل الوطني الكفاحي للشعب الفلسطيني ، وقد تجلّت بواكير هذه التوجهات خلال انخراطه وهو ما يزال علي مقاعد الدراسة في اغاثة أبناء شعبه المشردين جراء النكبة ، ولاحقاً عبر انخراطه في جمعية "العروة الوثقي" التي بدأت بلعب دور سياسي بعد انخراط الشباب القومي المتحمس للعمل السياسي بها ، وتولي الشهيد وديع موقعاً قيادياً في هذه الجمعية.

وما أن أعلن عن تشكيل "هيئة مقاومة الصلح مع اسرائيل" والتي تم تشكيلها من قبل "الشباب العربي القومي" تصدّر الشهيد وديع الأنشطة السياسية التي كانت تقوم بها هذه الهيئة كعضو قيادي فيها ، وكانت هذه الهيئة تقوم بأنشطة عديدة لمناهضة الصلح تمثلت بالمظاهرات والمنشورات ، الى جانب دورية "الثأر" ، ويمكن القول أن الشهيد وديع بدأ عمله السياسي كمحترف وقائد سياسي وجماهيري بعد تخرجه كطبيب من الجامعة الأمريكية وانتقاله الى ساحة الاردن والتحاقه برفيق دربه الدكتور جورج حبش الذي كان قد سبقه الي هناك ، ليشكلا معاً العيادة المجانية إلي جانب عيادتيهما ، معتبرين نشاطهما الأساسي والرئيسي ، النشاط الوطني والقومي وليس الطبي.

وفي سبيل تعميق وتجذير التوجه الذي اختطّاه في العيادة الطبية ، قاما بإنشاء صفوف تدريس لمحو الأمية لكبار السن ، كما استطاعا وعبر رفاق اردنيين أعضاء في الحركة النفاذ إلي نادي "المنتدي العربي" واعتباره أحد المنابر التي إنطلق نشاط الحركة من خلاله.

وقد تتوجت تلك التوجهات ببلورة نواة كحركة القوميين العرب في الأردن ، استطاعت وبزمن قياسي أن تساهم بشكل أساسي في المواجهات التي خاضتها الحركة الوطنية الأردنية في مواجهة "تمبلر" ومشروع حلف بغداد واسقاط حكومة هزاع المجالى وتالياً تدريب قيادة الجيش رحيل كلوب باشا ، وقد مثلت هذه التوجهات بداية نهوض وطني عام في الأردن.

وعلي ضوء هذه المعارك والمواجهات والدور الملموس الذي لعبته الحركة خلالها ، أصبحت تحظي بدور وسمعة جماهيرية عالية وكبيرة ، وبرز الشهيد وديع بوصفه الدينامو المحرك والموجه لفعلها الميداني المتنامي.

أودع الدكتور وديع حداد في المعتقل الصحراوي المعروف "بسجن الجفر"في الاردن عام 1957 , مع مجموعه من رفاقه

ومكث الدكتور وديع حداد ثلاث سنوات في معتقل الجفر الصحراوي ، وبعد جهود مكثفة افرجت السلطات الاردنية عنه ، وخلال وجوده في المعتقل مثل الدكتور وديع نموذجاً وقدوة لكافة القوي ، ولم ينس رسالته الانسانية والجماهيرية ، حيث قام وخلال سجنه باغاثة وعلاج أبناء العشائر البدوية المقيمين في المنطقة بشكل طوعي ومجاني.

التحق الدكتور وديع فوراً بمقر الحركة في دمشق بعد تحرره ، وهناك وعلي ضوء العلاقة الجيدة بين الحركة وقيادة الجمهورية العربية المتحدة وعبد النصار ، ونظراً لاندماجه في المواضيع العملية ، انخرط في دورة عسكرية في دمشق وكان المسؤول الأول عن هذه الدورة ، ولاحقاً أسندت له الحركة مسؤولية العمل الفلسطيني والذي كان حتي ذلك الوقت ممثلاً برأس قيادي في إطار الحركة ولم يكن فرعاً متكاملاً.

وعلي ضوء عملية الانفصال التي حصلت بين مصر وسوريا ، انتقل وديع الى بيروت واستمر في تولي مسؤوليته القيادية للجانب الفلسطيني ، وفي مرحلة لاحقة تولي مسؤولية العمل العسكري لكل فروع حركة القوميين العرب حيثما تواجدت ، حيث أسندت له مهمة الإعداد للعمل الفدائي فلسطينياً وعربياً (اليمن - ليبيا - وأقطار أخري) وعلي المستوي الفلسطيني كان الشهيد وديع من أكثر المتحمسين لبدء العمل المسلح ضد الكيان الصهيوني.

وجاءت هزيمة حزيران 1967 لتزيد اندفاعته وحماسه في ممارسة الكفاح المسلح ، خصوصاً وبعدما تأكد عجز الأنظمة العربية وقصور برامجها ، وكان الشهيد وديع مشدوداً لانشاء جبهة فلسطينية كاملة تضم كل القوى المسلحة على الساحة الفلسطينية علي شاكلة الجبهة التي تشكلت في الجزائر ، ولاخراج هذه الفكرة إلي حيز الوجود الفعلي ، قام الشهيد وديع مندوباً عن الحركة بفتح حوار مع كل من حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية ، و "طلائع حرب التحرير الشعبية" (الصاعقة) وفشلت المحاولة بسبب موقف قيادة فتح من مسألة الجبهة الوطنية.

وفي ظل الأجواء الملبدة بغيوم الهزيمة العربية الرسمية في حزيران 67 ، وفي ظل الشعور المتزايد لدي قيادة حركة القوميين العرب أن النضال القومي قد غيّب الخاص الفلسطيني ، فقد اتجهت الجهود نحو تشكيل أداة فلسطينية تكون مهمتها النضال من أجل تحرير فلسطين ، عبر تبنيها لأشكال نضال ووسائل كفاحية تتخطي وتتجاوز الأشكال والأساليب التى اتبعتها الأنظمة العربية الرسمية ، والتي ثبت عجزها علي مواجهة التوسع الصهيوني واسترداد فلسطين ، وتم تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من شباب الثأر وأبطال العودة وجبهة التحرير الفلسطينية وعدد من الشخصيات والرموز الوطنية القومية الناصرية.

ومنذ التأسيس تولي الدكتور وديع مهمات قيادية أساسية جداً في الجبهة حيث أسندت له مهمتان رئيسيتان هما المالية والعمل العسكري الخارجي ، وأثبت الرفيق الشهيد من خلالهما قدرات قيادية وعملية جديرة بالاحترام والتقدير ، حيث جسد شعار "وراء العدو في كل مكان" بطريقة فاعلة.

ومهما تكن وجهات النظر التي طرحت سابقاً وربما تطرح الآن بخصوص هذا الشكل الكفاحي ، فإن العمليات العسكرية التي نفذتها الجبهة ، والخط التكتيكى العسكري الذي قاده الرفيق الشهيد وديع كانت في حينه ضرورة من ضرورات اشهار القضية الفلسطينية وتعريف العالم بقضية هذا الشعب ومعاناته جراء الغزوة الصهيونية الغاشمة التي شردته من أرضه ووطنه ورمت به في شتات الأرض ومخيمات اللجوء المختلفة.

لسنوات مضت قبل استشهاد وديع عاشت قيادة الجبهة مع الشهيد خلافاً تنظيمياً تلمس رفاق الشهيد د. وديع حداد الدور الكفاحي الذي لعبه علي المستويين الوطني والقومي ، وأعاد المؤتمر الوطني الخامس الإعتبار التنظيمي له ، باعتباره رمزاً وطنياً وفلسطينياً فذاً قدم كل شئ في سبيل فلسطين التي حلم وعمل دائماً من أجل الوصول إليها بأقرب الآجال وبأقصر الطرق.

استشهد في عام 1978 في ألمانيا الشرقية.

بثينه عبدالعزيز
26/02/2010, 09:33 AM
عبدالحميد بن باديس





الاسم : عبد الحميد ابن باديس
مكان الميلاد : قسنطينة بالجزائر
تاريخ الميلاد : 1307 هـ - 1889 م
تاريخ الوفاة : 1358 هـ - 1940 م
مدرسة الفقه (المذهب) : مالكي
العقيدة : أهل السنة ، سلفية
أفكار مميزة : نبذه للشعوذة والخرافات
تأثر بـ : أحمد أبو حمدان الونيسي
محمد النخلي




هو العلاّمة الإمام عبدالحميد بن باديس (1889-1940 م)
من رجالات الإصلاح في الجزائر
و مؤسس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر

=======

عبد الحميد ابن بايس هو رائد النهضة الجزائرية ولد سنة 1889 بقسنطينة وقد وهب حياته في خدمة الجزائر وكرس حياته في العلم والمعرفة وبإتصالاته بكبار العلماء وأهم نشاطاته:

تعليم الصغار نهارا ووعظ الكبار ليلا
إصدار صحف ومجلات لتدافع عن حقوق الجزائريين
رئاسة جمعية العلماء المسلمين وذلك في سنة 1931

في جامع الزيتونة

في عام 1908 م قرر ابن باديس -وهو الشاب المتعطش للعلم- أن يبدأ رحلته العلمية الأولى إلى تونس، وفى رحاب جامع الزيتونة الذي كان مقراً كبيراً للعلم والعلماء يُشبه في ذلك الأزهر في مصر. وفي الزيتونة تفتحت آفاقه، وعبّ من العلم عبًّا، والتقى بالعلماء الذين كان لهم تأثير كبير في شخصيته وتوجهاته، مثل الشيخ محمد النخلي الذي غرس في عقل ابن باديس غرسة الإصلاح وعدم تقليد الشيوخ، وأبــان لــه عـــن المنهج الصحيح في فهم القرآن. كما أثار فيه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور حب العربية وتذوّق جمالها ، ويرجع الفضل للشيخ البشير صفر في الاهتمام بالتاريخ ومشكلات المسلمين المعاصرة وكيفية التخلص من الاستعمار الغربي وآثاره.

تخـرج الشيخ من الزيتونة عام 1912 م وبقي عاماً آخر للتدريس حسب ما تقتضيه تقاليد هذه الجامعة، وعندما رجع إلى الجزائر شرع على الفور بإلقاء دروس في الجامع الكبير في قسنطينة، ولكن خصوم الإصلاح تحركوا لمنعه، فقرر القيام برحلة ثانية لزيارة أقطار المشرق العربي.


في المدينة النبوية

بعد أداء فريضة الحج مكث الشيخ ابن باديس في المدينة المنورة ثلاثة أشهر، ألقى خلالها دروساً في المسجد النبوي، والتقى بشيخه السابق أبو حمدان الونيسي وتعرف على رفيق دربه ونضاله فيما بعد الشيخ البشير الإبراهيمي. وكان هذا التعارف من أنعم اللقاءات وأبركها، فقد تحادثا طويلاً عن طرق الإصلاح في الجزائر واتفقا على خطة واضحة في ذلك. وفي المدينة اقترح عليه شيخه الونيسي الإقامة والهجرة الدائمة، ولكن الشيخ حسين أحمد الهندي المقيم في المدينة أشار عليه بالرجوع للجزائر لحاجتها إليه. زار ابن باديس بعد مغادرته الحجاز بلاد الشام ومصر واجتمع برجال العلم والأدب وأعلام الدعوة السلفية، وزار الأزهر واتصل بالشيخ بخيت المطيعي حاملاً له رسالة من الشيخ الونيسي.


العودة إلى الجزائر

وصل ابن باديس إلى الجزائر عام 1913 م واستقر في مدينة قسنطينة، وشرع في العمل التربوي الذي صمم عليه، فبدأ بدروس للصغار ثم للكبار، وكان المسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه، ثم تبلورت لديه فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين، واهتماماته كثيرة لا يكتفي أو يقنع بوجهة واحدة، فاتجه إلى الصحافة، وأصدر جريدة المنتقد عام 1925 م وأغلقت بعد العدد الثامن عشر؛ فأصدر جريدة الشهاب الأسبوعية، التي بث فيها آراءه في الإصلاح، واستمرت كجريدة حتى عام 1929 م ثم تحولت إلى مجلة شهرية علمية، وكان شعارها: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها"، وتوقفت المجلة في شهر شعبان 1328 هـ (أيلول عام 1939 م) بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وحتى لا يكتب فيها أي شيء تريده الإدارة الفرنسية تأييداً لها، وفي سنة 1936 م دعا إلى مؤتمر إسلامي يضم التنظيمات السياسية كافة من أجل دراسة قضية الجزائر، وقد وجه دعوته من خلال جريدة لاديفانس التي تصدر بالفرنسية، واستجابت أكثر التنظيمات السياسية لدعوته وكذلك بعض الشخصيات المستقلة، وأسفر المؤتمر عن المطالبة ببعض الحقوق للجزائر، وتشكيل وفد سافر إلى فرنسا لعرض هذه المطالب وكان من ضمن هذا الوفد ابن باديس والإبراهيمي والطيب العقبي ممثلين لجمعية العلماء، ولكن فرنسا لم تستجب لأي مطلب وفشلت مهمة الوفد.


العوامل المؤثرة في شخصية ابن باديس

لا شك أن البيئة الأولى لها أثر كبير في تكوين شخصية الإنسان، وفي بلد كالجزائر عندما يتفتح ذهن المسلم على معاناته من فرنسا، وعن معاناته من الجهل والاستسلام للبدع-فسيكون هذا من أقوى البواعث لأصحاب الهمم وذوي الإحساس المرهف على القلق الذي لا يهدأ حتى يحقق لدينه ولأمته ما يعتبره واجباً عليه، وكان ابن باديس من هذا النوع. وإن بروز شخصية كابن باديس من بيئة ثرية ذات وجاهة لَهو دليل على إحساسه الكبير تجاه الظلم والظالمين، وكان بإمكانه أن يكون موظفاً كبيراً ويعيش هادئاً مرتاح البال ولكنه اختار طريق المصلحين.

وتأتي البيئة العلمية التي صقلت شخصيته وهذبت مناحيه والفضل الأكبر يعود إلى الفترة الزيتونية ورحلته الثانية إلى الحجاز والشام حيث تعرف على المفكرين والعلماء الذين تأثروا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما دعا إليه من نقاء العقيدة وصفائها. وكان لمجلة المنار التي يصدرها الشيخ رشيد رضا أثر قوي في النظر لمشكلات المسلمين المعاصرة والحلول المطروحة.

ومما شجع ابن باديس وأمضى عزيمته وجود هذه العصبة المؤمنة حوله-وقد وصفهم هو بالأسود الكبار-من العلماء والدعاة أمثال الإبراهيمي والتبسي والعقبي والميلي. وقد عملوا معه في انسجام قلّ أن يوجد مثله في الهيئات الأخرى.


آثار ابن باديس

شخصية ابن باديس شخصية غنية ثرية و من الصعوبة في حيز ضيق من الكتابة الإلمام بكل أبعادها و آثارها ؛ فهو مجدد و مصلح يدعو إلى نهضة المسلمين و يعلم كيف تكون النهضة. يقول:

إنما ينهض المسلمون بمقتضيات إيمانهم بالله و رسوله إذا كانت لهم قوّة ، و إذا كانت لهم جماعة منظّمة تفكّر و تدبّر و تتشاور و تتآثر ، و تنهض لجلب المصلحة و لدفع المضرّة ، متساندة في العمل عن فكر و عزيمة.

وهو عالم مفسّر ، فسّر القرآن الكريم كلّه خلال خمس و عشرين سنة في دروسه اليومية كما شرح موطأ مالك خلال هذه الفترة ، و هو سياسي يكتب في المجلات و الجرائد التي أصدرها عن واقع المسلمين و خاصة في الجزائر و يهاجم فرنسا و أساليبها الاستعمارية و يشرح أصول السياسة الإسلامية ، و قبل كل هذا هو المربي الذي أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس والمساجد، فأنشأ المدارس واهتم بها، بل كانت من أهم أعماله ، و هو الذي يتولى تسيير شؤون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و يسهر على إدارة مجلة الشهاب ويتفقد القاعدة الشعبية باتصالاته المستمرة. إن آثار ابن باديس آثار عملية قبل أن تكون نظرية في كتاب أو مؤلَّف ، و الأجيال التي رباها كانت وقود معركة تحرير الجزائر ، و قليل من المصلحين في العصر الحديث من أتيحت لهم فرص التطبيق العملي لمبادئهم كما أتيحت لابن باديس ؛ فرشيد رضا كان يحلم بمدرسة للدعاة ، و لكن حلمه لم يتحقق ، و نظرية ابن باديس في التربية أنها لا بد أن تبدأ من الفرد ، فإصلاح الفرد هو الأساس .

و طريقته في التربية هي توعية هذا النشء بالفكرة الصحيحة كما ذكر الشّيخ الإبراهيمي عن اتفاقهما في المدينة: "كانت الطريقة التي اتفقنا عليها سنة 1913 في تربية النشء هي ألا نتوسع له في العلم و إنما نربيه على فكرة صحيحة"

و ينتقد ابن باديس مناهج التعليم التي كانت سائدة حين تلقيه العلم و التي كانت تهتم بالفروع و الألفاظ - فيقول: "و اقتصرنا على قراءة الفروع الفقهية، مجردة بلا نظر ، جافة بلا حكمة ، وراء أسوار من الألفاظ المختصرة ، تفني الأعمار قبل الوصول إليها". أما إنتاجه العلمي فهو ما جمع بعد من مقالاته في "الشهاب" و غيرها و من دروسه في التّفسير و الحديث

بثينه عبدالعزيز
26/02/2010, 09:35 AM
عبد الرحمن الكواكبي




ولد في سوريا سنة 1271 هجرية سنة 1854 ميلادية في (مدينة حلب ) والده هو احمد بهائي بن محمد بن مسعود الكواكبي ، والدته السيده عفيفة بنت مسعود ال نقيب وهي ابنة مفتي انطاكية في سوريا .

عندما توفيت والدته عفيفــة آل النقيب وعمره ست سنوات ، كفلته خالته صفيه واصطحبته إلى بيتها في انطاكية ،حيث بقي هناك ثلاث سنوات ، عاد بعدها إلى حلب ليتعلم فيها على يـد الشيخ "طاهر الكلزي" وبعد أن تعلم القراءة والكتابة، وأتم قراءة القرآن وحفظه، عـــاد إلى خالته، كي ترعــى تنمية علومه، فاستعانت بقريبها "نجيب النقيب" ( أصبح فيما بعــــد أستاذا للخديوي عباس الذي كان على عرش مصر حين لجأ إليها الكواكبي) .‏


في مدينة حلب التى كانت تزدهر بالعلوم والفقهاء والعلماء درس الشريعة والأدب وعلوم الطبيعة والرياضة في المدرسة الكواكبية التي تتبع نهج الشريعة في علومها ، وكان يشرف عليها ويدرّس فيها والده مع نفر من كبار العلماء في حلب .

كما انه لم يكتفِ بالمعلومات المدرسية، فقد اتسعت آفاقه أيضا بالاطلاع على كنوز المكتبة الكواكبية التي تحتوي مخطوطات قديمة وحديثة، ومطبوعات أول عهد الطباعة في العالم ، فاستطاع أن يطلع على علوم السياسة والمجتمع والتاريخ والفلسفة وغيرها من العلوم .

بدأ الكواكبي حياته بالكتابة إلى الصحافة وعين محررا في جريدة الفرات التي كانت تصدر في حلب،وعرف ألكواكبي بمقالاته التي تفضح فساد الولاة ، ويرجح حفيده (سعد زغلول الكواكبي) أن جده عمل في صحيفة "الفرات" الرسمية سنتين تقريبا ، براتب شهرى 800 قرش سورى .‏

وقد شعر أن العمل في صحيفة رسمية يعرقل طموحه في تنوير العامة وتزويدها بالأخبار الصحيحة ، فالصحف الرسمية لم تكن سوى مطبل للسلطة،ولذلك رأى أن ينشئ صحيفة خاصة, فأصدر صحيفة "الشهباء" (عام 1877) وهي أول صحيفة تصدر باللغة العربية وقد صدرت في حلب وسجلها بأسم صديقه كي يفوز بموافقة السلطة العثمانية ايامها وبموافقة والي حلب ،‏لم تستمر هذه الصحيفة طويلا، إذ لم تستطع السلطة تحمل جرأته في النقد، فالحكومة كما يقول الكواكبي نفسه "تخاف من القلم خوفها من النار".‏

بسبب حبة للصحافة والكتابة تابع جهاده الصحفي ضد الاستبداد فأصدر (عام 1879) باسم صديق آخر جريدة الـ"اعتدال" سار فيها على نهج "الشهباء" لكنها لم تستمر طويلا فتوقفت عن الصدور .

بعد أن تعطّلت صحيفتاه الشهباء و الاعتدال ، انكبّ على دراسة الحقوق حتى برع فيها، وعيّن عضوا في لجنتي المالية والمعارف العمومية في حلب ، والأشغال العامة (النافعة) ثم عضوا فخريا في لجنة امتحان المحامين للمدينة .‏

بعد أن أحس أن السلطة تقف في وجه طموحاته ، انصرف إلى العمل بعيدا عنها، فاتخذ مكتبا للمحاماة في حي (الفرافرة) - (احدى احياء مدينة حلب ) قريبا من بيته ، كان يستقبل فيه الجميع من سائر الفئات ويساعدهم ويحصل حقوق المتظلمين عند المراجع العليا ويسعى إلى مساعدتهم ،وقد كان يؤدي عمله في معظم الأحيان دون أي مقابل مادي، حتى اشتهر في جميع انحاء حلب بلقب (أبي الضعفاء)‏.

تقلد عبدالرحمن الكواكبي عدة مناصب في ولاية حلب فبعد ان عين عضوا فخريا في لجنتى المعارف والمالية ، عين مديرا رسميا لمطبعة الولاية ، رئيسا فخريا للجنة الاشغال العامة في حلب وحقق في عهده الكثير من المشاريع الهامه التى افاد بها حلب والمناطق التابعة لها وفي 1892 عين رئيسا لبلدية حلب . استمر الكواكبي بالكتابة ضد السلطة التي كانت في نظره تمثل الاستبداد ، وعندما لم يستطع تحمل ما وصل اليه الامر من مضايقات من السلطة العثمانية في حلب التي كانت موجوده انذاك ، سافر الكواكبي إلى اسيا الهند والصين وسواحل شرق اسيا وسواحل افريقيا وإلى مصر حيث لم تكن تحت السيطرة المباشرة للسلطان عبدالحميد ، وذاع صيتة في مصر وتتلمذ على يدية الكثيرون وكان واحدا من أشهر العلماء .

الف العديد من الكتب وترك لنا تراثا ادبيا كبيرا من كتب عبدالرحمن الكواكبي طبائع الاستبداد و ام القرى كما ألف العظمة لله و صحائف قريش وقد فقد مخطوطين مع جملة اوراقه ومذكراته ليلة وفاته ، له الكثير من المخطوطات والكتب والمذكرات التى طبعت ومازالت سيرة وكتب ومؤلفات عبدالرحمن الكواكبي مرجعا هاما لكل باحث .

توفي في القاهرة متأثرا بسم دس له في فنجان القهوة عام 1320 هجرية الموافق 1902 ميلادية حيث دفن فيها.

رثاه كبار رجال الفكر والشعر والادب في سوريا ومصر ونقش على قبره بيتان لحافظ إبراهيم:

هنا رجل الدنيا هنا مهبط التقى
هنا خير مظلوم هنا خير كاتـب

قفوا وأقرأوا ((ام الكتب)) وسلموا
عليه فهذا القبر قبر الكواكبي

بثينه عبدالعزيز
27/02/2010, 08:04 AM
الشهيد نضال فتحي رباح فرحات





ولد الشهيد المجاهد نضال فرحات في الثامن من نيسان/أبريل لعام 1971 في أسرة ملتزمة بشرع الله راضية تربى منذ نعومة أظفاره في المساجد، فمنذ أن وعى على هذه الدنيا وقلبه دائم الحديث عن فلسطين والتضحية في سبيل الله عز وجل. وفي المرحلتين الابتدائية والإعدادية كان هادئاً جداً ومؤدباً خلوقاً، لم يؤذ أحداً من الناس حتى أحبه من عرفه ومن سمع عنه.

اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني خمس مرات قضاها بين إخوانه وأحبابه في السجون الظالمة، واعتقل لدى أجهزة السلطة الفلسطينية ثلاث مرات، وتزوج الشهيد نضال بعد ذلك ليصبح أباً لخمسة أبناء (ولد وأربعة بنات).

ابتدأ رحلته الإسلامية المعروفة منذ عام 1988 حين تعرف على العشرات من الشباب المسلم حيث طلبت أمه منه الانخراط بهم والذهاب معهم أنّا ذهبوا، حتى أصبح أحد أبناء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تلك الفترة وكان يتميز منذ صغره بالذكاء والفطنة. وفي الخامس من شباط/فبراير لعام 1993 انضم الشهيد نضال فرحات إلى صفوف "كتائب الشهيد عز الدين القسام" ليصبح من أكثر الشباب حرصاً على الشهادة في سبيل الله تعالى، وما تميز به نضال عن غيره أنه كان دائماً يحب الإبداع والتطوير، وكان طموحاً للوصول إلى المزيد من تطوير على الأسلحة الخاصة التي تنتجها كتائب القسام. ويمكن العودة قليلاً لنستذكر ذلك الأسد الجسور الذي تربى في بيته وهو الشهيد القسامي القائد عماد عقل، فقد احتضنت هذه العائلة المجاهدة الشهيد عقل وحمتْه من كل سوء، وهذه اللحظات كانت من أكثر اللحظات التي أجرت تغيراً ملموساً في حياة الشهيد نضال فرحات، فهو تلميذ ذلك القائد الشهيد.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن نضال هو أول من صنع صاروخاً في فلسطين قاطبة، ليدخل بهذا الشرف العظيم الذي حباه إياه الله تبارك وتعالى باب الجهاد والمقاومة.

ذهب الشهيد نضال بالصاروخ الأول فرحاً بهذا الانجاز إلى القائد الشهيد الشيخ صلاح شحادة فأُعجب الشيخ صلاح بهذا الإنجاز الكبير، وكان قد وعد الشيخ صلاح بتطوير هذا الصاروخ حتى رأيناه مطوراً في (قسام 2). وعندما أطلق الصاروخ الأول لكتائب القسام أثار خوفاً كبيراً في الأوساط الصهيونية وتيقنت تماماً بأن رجال القسام يشكلون خطراً جديداً على الكيان الصهيوني مما اضطرهم إلى استخدام أعتى الوسائل في اغتيالهم.

وقد نظّم نضال العشرات في صفوف كتائب القسام، وأشرف بنفسه على إرسال العديد من الاستشهاديين وكان منهم أخوه الشهيد المجاهد محمد فرحات الذي اقتحم مغتصبة ((عتصمونا)).

كان شهيدنا يصنّع بنفسه المتفجرات، فلا يترك غيره يصنع وهو بعيد؛ بل كان وسط المصنعين وهذا يبين الإخلاص في عمله.

وقبل استشهاده بعدة أيام تحدث الشهيد نضال عن نقلة نوعية في عمل المقاومة القسامية، وقرّر استخدام الطائرة الشراعية لضرب أهداف صهيونية تستهدف الصهاينة المحتلين لأرضنا سواء في مدننا المحتلة أو في المغتصبات داخل القطاع، وقال إن هذه الطائرة الشراعية تحمل عشرين كيلو جراماً من المتفجرات يتم تحريكها عبر "رموت كنترول" فوق المغتصبة المستهدفة وإلقاء هذه المتفجرات ثم العودة إلى مكان الانطلاق، ووعد بتطوير هذه الطائرة حتى استشهد رحمه الله تعالى بعد أن انفجرت تلك الطائرة فيه بتاريخ 16/2/2003.

بثينه عبدالعزيز
27/02/2010, 08:06 AM
الشهيد : محمد فرحات





الشهيد القسامى محمد فرحات ابن خنساء فلسطين والتى ادهشت العالم كله بوداع ابنها وتحريضها له بتنفيذ العملية والقيام بدوره الجهادى تجاه دينه ووطنه وتقول ام نضال انها تقدم ابنائها وتحثهم على السير بدرب الجهاد لانه المخلص لهم فى الاخرة من العواقب وهى تختار الافضل لابنائها لانها تتمنى لهم حياة سعيدة فى جنان الخلود


أم محمد فرحات أول إمرأة فلسطينية تودع ابنها قبل ذهابه لتنفيذ عملية استشهادية، لتوصف بعد ذلك بـ خنساء فلسطين.


قبل العملية بساعات

تروى ام نضال انها كانت تجلس مع محمد قبل العملية بيومين وتستمع له اثناء قرائته للوصية ولكنها كانت تجهش بالبكاء وكانت تحاول الا تظهر له ذلك

وتذكر ان محمد نام اخر ليلة معها على السرير ولما افاق من نومه روى رؤية لها بأن الحور العين تنتظره وتستعد لاستقباله


ومن ثم ودعها وانطلق على بركة الله وكانت هناك اتصالات هاتفية قبل تنفيذ العملية وهو فى الطريق ثم قال لها سانقطع الان واخر من كلمه كان عماد ابن اخيه الشهيد نضال فرحات

تفاصيل العملية

تمكن المقاوم الفلسطيني محمد فتحي فرحات( 19 عاما) الذي ينتمي إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام من اقتحام كافة حصون الاحتلال وإجراءاته الأمنية المشددة في ساعة متأخرة من ليل الخميس 7/3/2002 ، ليضرب نظرية الأمن الصهيونية التي بدأت تترنح من ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة.

حيث خرج صائما ومحتسبا بنية خالصة واستطاع ببندقية كلاشن كوف وتسعة امشاط من الذخيرة وسبعة عشر قنبلة من النوع الحارق والمتميز وبحجم جديد , والتى اعدها له الشهيد القائد عدنان الغول واستطاع ان يقتحم مستعمرة عتصمونا الواقعة ضمن تجمع مستوطنات غوش قطيف المقامة على الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، وخاض فيها معركة لمدة 25 دقيقة أسفرت عن استشهاده ومصرع سبعة صهاينة وجرح أكثر من عشرين آخرين، حسب ما اكتفى الاحتلال في الاعتراف به وبعد اشهر ذكرت مصادر صحفية اسرائيلية ان عملية عتصمونا ادت الى مقتل 11 من المتدربين والجنود فى المستوطنة .

وفي تفاصيل العملية البطولية نجح الاستشهادي فرحات في النفاذ من سلسلة حواجز أمنية وعسكرية صهيونية ووصل إلى مستعمرة عتصمونا ، حيث اشتبك مع دورية عسكرية كانت مكلفة بالحراسةمكونة من ثلاثة جنود هناك فقتل جميع أفرادها، ثم دخل إلى مدرسة للمتطرفين اليهود كان طلبتها تحت الإعداد للالتحاق بصفوف جيش الاحتلال ، وفتح نيران بندقيته صوبهم ملقياً عدداً من القنابل اليدوية التي كانت بحوزته وقد دخل الى غرفهم والقى عليهم القنابل


وأثناء هجومه على المعهد الديني المتخصص بتعليم التوراة للشبان الذين يلتحقون بالجيش الإسرائيلي وصلت الإمدادات العسكرية الإسرائيلية إلى هناك، واشتبك مجدداً مع قوات الاحتلال حتى استشهد بعد نفاذ ذخيرته




ردات الفعل :

بعض السياسيين الكبار فى اوروبا / هذه المرأة قلبها قاس وتدفع ابنها للانتحار

مواقع بريطانية تصفها بغير العاقلة وانها تعانى من مشاكل نفسية

الجمهور المسلم / هذا مشهد للخنساء يتكرر فى ايامنا هذه

رد فعل الشارع الفلسطينى
العديد من الاهالى كانوا يعارضون ابنائهم للانضمام فى اطار المقاومة ولكن بعد هذا المشهد الكثير غيروا ارائهم وايدوا العمليات اكثر وتكرر المشهد لعدد من الامهات فقد ودعن ابنائهن قبل الاستشهاد


رد ام نضال : نحن نمتلك عقيدة الاسلام التى ترشدنا الى الطريق الصواب ولاننى احب ولدى اخترت له ما هو افضل من الحياة الدنيا وليهنأ بسعادة الاخرة

بثينه عبدالعزيز
27/02/2010, 08:07 AM
من تقفته الحادثات ملمة ........ يلقى الخطوب بصدره بساما

بثينه عبدالعزيز
01/03/2010, 01:22 PM
الشيخ عبد القادر الجزائري




قائد فذّ عبقري، وخطيب ملهم، جمع بين السيف والقلم، أوّل من أثار الضمير الشعبي الجزائري، وبذر بذور الثورة ضد الاستعمار الفرنسي

هو الشيخ الأمير عبد القادر ابن الأمير محيي الدين ابن مصطفى ابن محمد ابن المختار ابن عبد القادر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد القوي ابن يوسف ابن أحمد ابن شعبان ابن محمد ابن أدريس الأصغر ابن أدريس الأكبر ابن عبدالله ( الكامل ) أبن الحسن ( المثنى ) أبن الحسن ( السبط ) ابن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي ابن أبي طالب بن عم الرسول.و قد ورد نسبه في عدة كتب متخصصة اذكر منها:

جوهرة العقول في ذكر آل الرسول. للشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي.
البستان في ذكر العلماء الأعيان. للفقيه عبد الله الونشريسي.
رياض الأزهار في عدد آل النبي المختار. للمقري التلمساني.
ولد في 23 رجب 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.

لم يكن محيي الدين (والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.

كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز ، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.

فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق 20 نوفمبر 1832.

وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".

وقد البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». و كان الامير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالة

وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي.

ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت إحتلال المغرب الأقصى

يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإنه يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على جيش الإستطلاع الفرنسي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة .

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في إسطنبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.

وفي عام 1276هـ/1860 م تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله. لجأ إليه فردينان دو ليسبس لإقناع العثمانيين بمشروع قناة السويس.

وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق.


بعد استقلال الجزائر نقلت جثمانه إلى الجزائر عام 1965.

بثينه عبدالعزيز
03/03/2010, 12:15 PM
الشهيد القائد الدكتور .. ثابت ثابت
رامي الغف





ولد الشهيد البطل الدكتور ثابت حمد في قرية رامين
حيث أنهى دراسته الابتدائية هناك
وعندما اكمل دراسته الثانوية توجه الى بغداد لدراسة في جامعة بغداد كلية الطب حيث التحق بصفوف حركة فتح عام 68 أثناء دراسته
وبدا نشاطه التنظيمي من خلال اتحاد الطلبة في بغداد حيث عمل مسئولا للمكتب الحركي الطلابي ورئيسا للإتحاد والعام لطلبة فلسطين وعند إنهاء الدراسة وحصوله على شهادة الطب
عاد الشهيد إلى ارض الوطن ليخدم أهله ووطنه واثناء عودته اعتقل على جسر أريحا إداريا ولمدة ستة اشهر حيث قام المحتلون بفرض الإقامة الجبرية عليه لمدة ثلاثة سنوات
بعد ذلك قام والده بفتح عيادة له في مدينة طولكرم والتي كانت مركزا للعمل التنظيمي والوطني واستمر في عمله التنظيمي والنقابي حيث انتخب نقيبا الأطباء الأسنان في الضفة فكان حلمه منذ الصغر بأن يكون مسئول تنظيم ينظم في أحضانه كخطوة على طريق الحلم الفلسطيني الأكبر في تحقيق الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها قدس الأقداس فتحقق حلمه وهو من مؤسسي تنظيم فتح في محافظة طولكرم
فدائما كان يسعى على تقوية التنظيم حيث تتلمذ على يده الكثير من الكوادر التي تلقى عليهم المسؤولية ليخريج كالمارد في وجه المحتلين
فكانت عزيمته لن تلين أبدا في وجه المحتل
وكان مثال الرجل المعطاة المجاهد فلم يتوانا لحظة في أن يكون دائما في المقدمة ولم يتأخر قط على تلبية النداء فكان جنديا وفيا لزملائه ووطنه وفيا لكل من يستنجد به لأي عمل كان وصدر عنه عدة كلمات تدل وطنيته منها أن الأوان لننطلق إلى الأمام نستمد من الماضي الإرادة والتصميم ومن الحاضر القوة والصلابة نشق طريقنا الى المستقبل بالعمل المشترك المتواصل هذا هو الشهيد البطل ثابت هذا هو ثابت الذي ذاع في الدنيا وعلى في التاريخ صوته وطال في ميادين البطولة شوطه واقترن اسمه بالثبات على مبادئه الوطنية والقومية والثبات حتى التحرير والنصر ومن القدرة الإلهية أن اسمه انطلق مع فعله هذا هو ثابت ثابت الذي أشاع في نفوس الإعداد الفزع والقهر والذعر حتى أصبح ذاك المارد الذي يشكل خطر المعركة . وفي الآونة الأخيرة زاد غضب الإسرائيليين على مناضلنا الى أن قاموا بكل الوسائل باغتياله .

ففي صبيحة يوم الأحد وبتاريخ 31/12/00 سمع شهيدنا دوي طائرة تحلق فوق منزله القريب من المصانع الكيماوية بالقرب من الحاجز العسكري الإسرائيلي والقريب من منطقة الحصوري فغادر المنزل خشية من أن الطائرة ستضرب المنزل متوجها الى مكتبه مكتب تنظيم فتح, وعند ركوبه سيارته تفاجئ بان حشد كبير من القوات الخاصة الإسرائيلية بالقرب من سيارته بادئة بإطلاق النار عليه من أسلحة مختلفة ومن عيارات مختلفة لتخترق جسده بالكامل حيث تعرض شهيدنا البطل لسبع رصاصات أربعة في منطقة الصدر من عيار 300ملم وثلاثة أخرى في منطقة الظهر (العمود الفقري ) ورصاصة أخرى في اسفل الظهر حيث كان إطلاق النار على مسافة 300 متر وعندما سمع الأهالي إطلاق النار هرعوا لمعرفة ما يحدث من إطلاق النار في الحي فهبت أحد الأطباء المجاورين لمنزل الشهيد طالبا سيارة إسعاف لنقل الشهيد الى المستشفى بناء على طلب الشهيد الذي يرد( لا أحد ينجدني بل اطلبوا لي سيارة إسعاف) حيث حضرت سيارة الإسعاف بعد عشرة دقائق من وقوع الحادث وتم نقل الشهيد الى المستشفى حيث ادخل الى غرفة الطوارئ إلا انه فارق الحياة وفي لحظة استشهاده لم يكن يحمل السلاح ولم يكن برفقته أي أحد يذكر من حراسه وهذا يتنافس مع ما ذكرته وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية بأن كان لحظة وقوع الحادث اشتباك مسلح بين أفراد وتنظيمه وقوات الاحتلال , وليست صدفة فقد كان في طليعة مناضلي شعبنا وقيادة انتفاضته العظيمة ولم يدخر جهدا في سبيل ودعم المقاومة الباسلة ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين .

وقد أراد من إغتياله ترويع مقاتلي شعبنا وردعهم عن المقاومة ولكنهم خسؤوا فدمه الزكية الطاهرة الذي روى ثرى الوطن المقدس لن يذهب هدرا وان اغتياله لن يرهب شعبنا بل سيزيدنا إصرارا على التمسك باستمرار الانتفاضة والمقاومة المسلحة ضد الاحتلال حتى يندحر عن أرضنا الى الأبد .

ويقول شقيق الشهيد الأستاذ المناضل عيسى ثابت بان ما أصابنا هي لحظات حزينة والتي أودع فيها شقيقي الدكتور ثابت ولكنني سأسير في النضال على نهج آخي وإذا نعيت لا انعي أخي فحسب بل انعي كل مواطن استشهد دفاعا عن وطنه ومقدساته فأقول : بكل إجلال وإكبار تحية لكل الشهداء اللذين هم اكرم منا جميعا وأنت اجدد العهد له ولرفاق دربه ولكل شهداء شعبنا بأن نكون أوفياء لدمائهم عاقدين العزم على المضي قدما على درب ثابت حتى يحقق شعبنا أهدافه الكاملة في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها قدس الأقداس مؤكدين للجميع على عهد أخينا ثابت سائرون فان فكروا ذات يوم بأنهم اغتالوا ثابت فكلنا والله ثابتون.

بثينه عبدالعزيز
03/03/2010, 12:19 PM
الشهيد سعد صايل




ولد الشهيد بتاريخ 30/9/1932م من قرية كفر قليل والتي تبعد عن مركز مدينة نابلس 3كم.
إذ بنيت هذه القرية على مرتفعة مطلة على سهل قرية روجيب قرب الطور من هذه القرية الجبلية الجميلة التي تضم بين جنباتها خضرة الحياة وقسوتها وتزخر بكرم الفلاح وقوة شكيمته وتمسكه بعاداته وتقاليده الحاملة لكل معاني الشهامة والرجولة العربية، وخشونة الحياة الممتزجة بإرث التاريخ العريق والذي يضم ضم ما ضم من المعاناة والصبر والجلد

ولد الشهيد'سعد صايل' لأبوين مكافحين متحدين مصاعب الحياة وكان لديهما ابن يكبر الشهيد بعشر سنوات، أي أن أسرة الشهيد عائلة صغيرة تتوافق مع ثقافة وظروف تلك الحقبة الزمنية-مكونة من أربعة أفراد الأب والام وولدين

عمل والد الشهيد الحاج صايل سلمان بالإضافة إلى الزراعة في مصلحة الأشغال العامة كمسئول عن شق الطرق، الأمر الذي اكسبه مكانة طيبة بين أهالي قريته والقرى المجاورة فامتدت علاقاته حتى وصلت الكثير من المناطق الفلسطينية ليصبح من وجهاء المنطقة، من رحم هذه البيئة الغنية بالإرث والتاريخ ولد الشهيد سعد صايل ليبدأ مشوار حياته بالتحاقه بمدرسة بلاطة الابتدائية والتي تبعد عن قرية كفر قليل 2كم

وبعد إنهائه للمرحلة الابتدائية التحق الشهيد بمدرسة الصلاحية في نابلس على بعد 3كم من القرية ليواصل دراسته العلمية وحصل على شهادة الثانوية عام 1950م مواكبا ومتأثراً خلال دراسته بتطورات أحداث النكبة في 1948م. إذ لجأ كثير من فلسطيني 48 إلى خارج فلسطين وداخلها وبهذا نشأ مخيم بلاطة بمقربة من قرية بلاطة ليفصل القرية عن المدينة، وهو الطريق الذي اعتاد الشهيد المرور منه يوميا من والى مدرسته ليرى المأساة والمعاناة الصعبة لابناء شعبنا بشكل يومي والذي دفعه إلى اعتناق ثقافة المقومة والإصرار عليها ليلتحق بعد إتمام دراسته الثانوية فورا عام 1951م بالجيش الأردني، إذ درس بالكلية العسكرية ليتخصص هندسة عسكرية.

تزوج الشهيد سعد صايل بتاريخ 2/5/1952م من ابنة الحاج عبد الجبار أحد وجهاء قرية كفر قليل. إضافة إلى الدراسة الاكاديمية التحق الشهيد بالعديد من الدورات العسكرية ومنها:- · في عام 1954 التحق بدورة ' هندسة عسكرية' في بريطانيا. · في عام 1965م التحق بدورة' دفاع جوي' في مصر. · في عام 1958م التحق بدورة' تصميم الجسور وتصنيفها' في العراق. · في عام 1959م التحق بدورة' هندسة عسكرية' في بريطانيا ثانية. · في عام 1960م التحق بدورة' هندسة عسكرية متقدمة' في الولايات المتحدة. ·

في عام 1966م التحق بدورة عسكرية في كلية القادة والأركان في الولايات المتحدة.
اعتقل الشهيد سعد صايل في الأردن عام 1963م بتهمة محاولة اغتيال الملك وبعد تبرئته عاد إلى موقعه

ولهذا الاعتقال حيثيات , إذ انه وجد لغم زرع تحت الجسر الرابط بين الضفتين الغربية والشرقي، والشهيد بدوره قام ببناء هذا الجسر ولذا اتهم بهذا اللغم وعند اعتقاله نفى هذه التهمة وبرأ منها لاحقا .

في الفترة الممتدة بين عامي 1951-1966, اي منذ التحاقه بالكلية العسكرية الأردنية كانت بالنسبة للشهيد فترة تحصيل علمي وتدريب وتأهيل عسكري ليلم بأعرق ما لدى جيوش العالم من مهارات.

تدرج الشهيد سعد صايل في عدد من المناصب العسكرية في الجيش إذ كان آمر مدرسة الهندسة العسكرية، ثم أسندت له قيادة لواء الحسين بن علي وهو برتبة عقيد ركن. في يوم الأربعاء 7/6/1967م بعد حرب الخامس من حزيران احتلت الضفة الغربية والقدس الشريف من الإسرائيليين.

وبحكم عمل الشهيد كان مقيما في الأردن في معسكر الزرقاء الخاص بالضباط، وخرج من خرج في هذه المرحلة من أبناء قريته ومن اهلها اذ لجأ معظمهم اليه وبدوره اقنعهم بالعودة قريتهم مؤمنا لهم طريقها، وليس غريبا فقد تمسك والده الحاج صايل مع قليل من الناس بأرضه وبيته وتاريخه ولم يفكر بالخروج قطعا تاركاً حياته لمحتل يهودي غاشم.

استمر الشهيد سعد صايل يعمل في صفوف الجيش الأردني وشارك في معركة الكرامة، إلى أن جاءت أحداث أيلول عام 1970م , فالتحق بصفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ليناضل بكل ما أوتي من قوة مع اخوته ورفاقه إلى يوم أن اختاره الله ليكون شهيدا يوم الاثنين الموافق 27/9/1982م أول أيام عيد الأضحى المبارك , بعد أن أنهى زيارته لأبناءه واخوته في القواعد والمعسكرات في منطقة بين الريان وبعلبك على اثر كمين نصب له أثناء عودته الساعة السابعة وثلث مساءً

ليستشهد مع أثنين من مرافقيه وجرح عدد آخر، فقد نقل الشهيد إلى مشفى المواساة في دمشق وبقي لساعتين ينزف إلا أن وصلت زوجته وابنته الكبرى فأوصاهما بالأولاد، قضى الشهيد ولسان حاله يردد' نموت ليعيش شعبنا وتحيا فلسطين'

ودفن في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بدمشق. مضى الشهيد ليترك وراءه حمل ثقيل مكون من شقين
ألم الرغبة في الحرية والتحرير والعودة
وزوجه صابرة لديها تسعة أبناء-خمسة ذكور وأربعة إناث.

كان الشهيد مثال الشرف والعفة والانضباط والالتزام، نال الكثير من الأوسمة لتميزه في جميع الدورات والتخصصات التي اجتازها بكفاءة عالية، إضافة إلى اوسمة اخرى من قيادة الجيش الاردني لتميزه

نال وسامه الخاص يوم استشهاده.وقد تحقق للشهيد جزء من حلمه بأن كبر أولاده ومنهم من عاد إلى ارض الوطن.

بثينه عبدالعزيز
03/03/2010, 12:20 PM
الشهيد القائد حسين عبيات

بالدم نكتب تاريخ المستقبل .............




كان الموقف ، فظيعاً ، و درامياً .. و مأساوياً من كلّ الوجوه ..!

فلم تكد تمضي على انتفاضة الأقصى التي اندلعت بعد زيارة مجرم الحرب الصهيوني آرييل شارون ، و كان وقتها زعيماً للمعارضة الصهيونية اليمينية ، للحرم القدسي الشريف يوم 28/9/2000 ، سوى أكثر قليلاً من شهر ، و تحديداً 41 يوماً ، حتى كانت (إسرائيل) تعود لاستخدام سلاحها الذي تعتقد أنه (الأمضى) في مواجهة أعدائها ، فتقوم بتجييش قواتها و استخباراتها و كل ما يلزم لتنفيذ أول عملية اغتيال في تلك الانتفاضة ، لتضاف لسجل (إسرائيل) الزاخر في هذا المجال .

كان الشهيد حسين عبيات ، بدأ قيادة مجموعات عسكرية تابعة لحركة فتح مع اندلاع انتفاضة الأقصى ، و نسبت إليه (إسرائيل) قتل عددٍ من الجنود و المستوطنين ، و كان له (الفضل) بفتح جبهة على مستوطنة جيلو ، و هي التي أصبحت أهم نقطة ضعف صهيونية في انتفاضة الأقصى

و مع انتفاضة الأقصى فتح حسين عبيات ، جبهة المواجهة مع جيلو ، بإطلاق النار و مجموعته اتجاهها ، الأمر الذي أثار حكومة (إسرائيل) بشكل كبير ، باعتبار أن الرصاص الفلسطيني وصل أخيراً إلى (عاصمة إسرائيل الأبدية) ، و أخذ الأمر بعداً كبيراً لدى (إسرائيل) و أصدقائها ، حتى أن زوجة الرئيس الأمريكي ، الذي كان يستعد لمغادرة البيت الأبيض في حينها ، بيل كلينتون ، السانتور هاري ، و هي تستعد لترشيح نفسها لمجلس الشيوخ ، زارت (إسرائيل) ، و كانت ما تزال السيدة الأمريكية الأولى ، و أطلقت تصريحات زايدت فيها على الزعماء (الإسرائيليين) متسائلة ، كيف يمكن أن يضبط القادة (الإسرائيليون) أنفسهم بينما الرصاص يصل عاصمتهم ؟! .

و بعد مضي نحو شهر على نشاط عبيات ، حتى تم اغتياله بقصف سيارته بالصواريخ ، بواسطة مروحيات حربية ، بالطريقة نفسها التي تم فيها اغتيال الشيخ عباس الموسوي ، زعيم حزب الله في لبنان ، في جنوب لبنان ، عندما قصفت المروحيات الصهيونية موكبه المكوّن من سيارة مرسيدس 280 و سيارتي رانج روفر ، في أثناء عودته من مهرجان لحزب الله في قرية جبشيت الجنوبية الأمامية ، و عند وصول الموكب بلدة تفاحتا ، قصفت مروحيات حربيتان موكبه ، فأدّى ذلك إلى استشهاده و زوجته و ابنه .


كل الضغوط التي مورست لإخماد جذوة الانتفاضة، ذهبت أدراج رياحها العاتية. فالحصار لم يغير القرار بالاستمرار. ودماء الشهداء تتراكم لتعطي حصادا يليق بشعب التضحية والفداء. وأوسمة بطولة الجرحى وعذابات الأسرى وصبر أمهات الشهداء ترسم خارطة الوطن المقدس رغم انف الاحتلال والعدوان.

هذا الموقف الشعبي البطولي هو الذي يفرض حالة التفوق الفلسطيني على الإسرائيلي في معادلة توازن الرعب توازن الخوف والجزع.
ففي الوقت الذي يتمتع به العدو الصهيوني بتفوق صارخ في التوازنالعسكري، توازن الأسلحة والذخائر. فان روح الشعب المعنوية التي صمدت خلال قرن كاملقد جذرت في نفوس الصهاينة هلعا يعصرهم بالخوف من الماضي والحاضر والمستقبل على حدسواء. وان عقدة المسادة التي تلاحقهم.. وعقدة الكارثة التي اخترعوها وخوفوا أنفسهممن خلالها هي التي تجعلهم يخرجون عن طورهم في محاولة كسر الخوف الكامن في نفوسهم. فالتصعيد البربري الذي مارسوه سابقا من خلال المجازر المتلاحقة تصل ذروتها عنداستخدام سلاح الجو من اجل اغتيال الأفراد. هذا التصعيد هو أعلى درجة، من حيث النوع،يمكن ان يمارسها الجيش الإسرائيلي المدجج بالأسلحة الاميركية. في وقت تمارس فيهأميركا رعاية عملية سلام عادل؟! وشامل؟! ودائم؟؟ في المنطقة.

الشهيد حسين عبيات المناضل الفتحوي العريق. الذي ترعرع في ظل الانتفاضة الاولى، وتخرج بكفائةعالية من جامعة الحركة الاسيرة، كان على جدول اعمال اللجنة الامنية الاسرائيلية المصغرة التي قررت اغتياله إلى جانب عدد من القيادات الميدانية. المتشبثة بمبدأاستمرار الانتفاضة وشموليتها. ولقد انقسمت اللجنة الامنية المصغرة على نفسها تجاه اسلوب القضاء على الانتفاضة.

ففي الوقت الذي كان افرايم سنيه، وعوزي دايان يدفعان باتجاه شاروني بهدف وضع حد لعملية التسوية واعادة الاحتلال لمناطق السلطة والتنفيذالحرفي المخطط لحقل الشوك، والصيف الحار والحديد الملتهب. وغيرها، كان موقف باراكوموفاز اكثر تحفظا، ويدعو إلى تنفيذ المخطط للوصول إلى الهدف في الوقت الذي يتم فيهالتمسك اللفظي بعملية السلام. وهذا المخطط يقتضي الضرب بكل انواع الاسلحة لاهدافمحددة تطال بشكل مباشر القادة الميدانين للانتفاضة. والمراكز الاساسية التنظيميةوالتعبوية لحركة فتح ومسؤوليها كما اقرت استخدام الطائرات للقيام بعملية اغتيالالافراد معتمدين على المعلومات حول تحركات المطلوب اغتيالهم على شبكة عملائهم منضحايا مرحلة التطبيع واصحاب المصالح الخاصة.

للشهيد حسين عبيات ان يشعر بالفخار، اسوة بالاخ القائد الرمز ابو جهاد، الذي تحركت من اجل اغتياله الاساطيلوالطائرات وتحت اشراف باراك نفسه الذي بنى امجاده على قدرته على ممارسة ارهابالدولة المنظم. وذلك بهدف اخماد الانتفاضة الكبرى.. وكانت النتيجة عكس ما اراد فقداعطى دم (ابو جهاد) الزكي للانتفاضة ذروة مجدها وعطائها. ولقد كان الشهيد حسينمقصودا لذاته.. مقصودا لان بطولته وعنفوان ارادته كانا يشكلان لهم خوفا ورعبا،ولكنهم لم يدركوا ان حسين قبل ان يودع الحياة قد نشر من عزيمته وعنفوانه ما يجعلارض فلسطين مليئة بتلك الروح المعنوية المؤمنة بحتمية النصر، وبالاستعداد الدائمللتضحية. والتي تعرف كيف ستملي ارادتها في الزمان والمكان الملائمين. فلن يذهب هدرادم الشهيد حسين أو دماء كل الشهداء التي تكتب اليوم سطور تاريخالمستقبل.

وعندما اصطفى الله الشهيد حسين إلى جواره.. اصطفى من الامهاتاللواتي قدمن من ابنائهن وفلذات اكبادهن لهذه الانتفاضة العظيمة ما يضمن استمرارهاوشموليتها. فكانت الام الشهيدة رحمه جبران، والام الشهيدة عزيزه شاهين صفوة اللهإلى عليين بصحبة الشهيد حسين عبيات، الذي استشهد قابضا على بندقيتة واصبعه علىالزناد، انما هي مفخرة لشعبنا البطل. فالموكب الفلسطيني يتكامل في صورة هذا العطاءالذي لاينتهي الا بعودة القدس حرة عربية وعاصمة ابدية للدولة الفلسطينية المستقلةوتحقيق حق العودة.

بثينه عبدالعزيز
08/03/2010, 10:13 AM
الشهيد مروان زلّوم

الشهيد من فتح ......... وانتقم له القسّاميّون




أمضى مروان زلوم الابن لإحدى العائلات الخليلية الشهيرة ، أكثر من 33 عاماً في صفوف حركة فتح ، و كان أحد مقاتلي هذه الحركة في لبنان ، و يقول رفاقه إنه قاد عدة عمليات وصفوها بالكبيرة ، إبان الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان .

و بعد مرحلة شتات قوات حركة فتح ، إثر الغزو الشهير للبنان عام 1982 و الذي انتهى بإخراج مقاتلي المقاومة الفلسطينية من ذلك البلد القريب إلى فلسطين و يضمّ في جنباته آلافاً مؤلفة من اللاجئين ، تنقّل زلوم بين سوريا و الأردن و ليبيا و تونس . و بعد اتفاق أوسلو عام 1993 الذي فتح المجال لقيام السلطة الفلسطينية داخل الضفة الغربية و قطاع غزة ، و عودة الكثير من مقاتلي فتح و فصائل أخرى ، تأخر زلوم في العودة ، و عاد إلى الوطن قبل اندلاع انتفاضة الأقصى بأشهر قليلة ، مسؤولاً في أحد أجهزة الأمن الفلسطينية مثلما كان رفاق له سبقوه .

و من المؤكّد أن مروان زلوم كان الرجل المناسب لقيادة تلك المجموعات العسكرية لحركة فتح في محافظة الخليل ، مثلما فعل رائد الكرمي في طولكرم و ناصر عويس في نابلس ، و أحمد البرغوثي في رام الله ، و حسين عبيات الذي اغتيل بعد أربعين يوماً من بدء تلك الانتفاضة و مثلما فعل الكثيرون من كوادر و قادة كتائب شهداء الأقصى ظهر زلوم في كثير من المقابلات الصحافية ملثّماً و متحدثاً مع الفضائيات باسم (أبو أحمد) ، و هو الاسم الذي أصبح يطلق على (قائد كتائب شهداء الأقصى) .

و أصبح زلوم مسؤولاً عن عمليات إطلاق النار على البؤر الاستيطانية و عن العمليات الفدائية التي نفّذتها كتائب شهداء الأقصى . و أبرزها عملية الاستشهادية عندليب طقاطقة .

اغتياله :

كان مروان زلوم يعلم علم اليقين أنه مطلوب و مطارد من قبل قوات الاحتلال و ورد اسمه في قوائم المطلوبين التي كانت تنشرها الصحف الصهيونية مراراً .

و من المؤكّد أنه كان يأخذ وسائل الحيطة و الحذر و لكن من المؤكّد أيضاً أنه مثل آخرين من نشاط الفصائل ، لم يكن يولِ ذلك الاهتمام الكافي ، و لذا لم يكن ما حدث ليلة (22/4/2002) مفاجئاً ، كان زلوم و رفيقه سمير أبو رجب يستقلان سيارة في شارع السلام في مدينة الخليل ، عندما كانت مروحيات شارون بالمرصاد فأطلقت أربعة صواريخ على الأقل باتجاه تلك السيارة ، لتقع الفاجعة : استشهاد مروان نايف مطلق عبد الكريم زلوم قائد كتائب شهداء الأقصى و رفيقه سمير أبو رجب .

نايف شقيق الشهيد مروان أدلى بإفادة للناشط الحقوقي رستم خلايلية عن ما حدث في تلك الليلة قائلاً :

"بتاريخ 22/4/2002 و في حوالي الساعة 11:40 قامت مروحية عسكرية صهيونية من نوع أباتشي بإطلاق ما لا يقلّ عن ثلاثة صواريخ باتجاه سيارة مدنية في قلب مدينة الخليل . هذه السيارة التي كانت تتنقّل في الأزقة المطّلة على شارع عين سارة كان يستقلها الشهيد مروان زلوم و صديقه سمير أبو رجب ، حيث إنهما مطلوبان للاحتلال منذ مدة طويلة لذلك حرِموا من النوم في بيوتهم و يجبرون على قضاء ليلهم و نهارهم في المخابئ" .

و أضاف نايف : "لقد تلقّينا خبر اغتيال هؤلاء الشهداء القادة كالصاعقة حيث إنهم كانوا حريصين جداً و استطاعوا أن يضلّلوا الجيش الصهيوني و عيونه لفترة طويلة ، و أفشلوا عدة محاولات لاغتيالهم و اعتقالهم من داخل منازلهم في مدينة الخليل ، و لكن هذه المرة أوقعهم الخونة في كمائن المروحيات الصهيونية لتقتلهم دون رحمة" .

انتقام :

و كان هناك من رفاق مروان من انتقم على طريقته ، حيث تم القبض على ثلاثة من الذين قيل عنهم إنهم عملاء ، و تم قتلهم و إلقاء جثثهم في المكان الذي قصفت به السيارة .

و بعيداً عن الغضب اللحظي المشروع ، و الدعوات الحزينة للانتقام ، كان هناك من يفكّر بصمت في الرد بشكلٍ موجع على الصهاينة ، و الذي جاء يوم السبت (27) ، فيما عرف بعملية دورا التي خطّطت لها و نفّذتها كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس . بعد فجر ذلك اليوم ، دخل ثلاثة من مقاومي كتائب القسام أحدهم الشهيد طارق دوفش (21 عاماً) ، إلى إحدى أكثر المستوطنات تحصيناً و التي تعرف باسم (أدورا) جنوب الخليل .

و كمنوا في أحد منازل تلك المستوطنة ، حتى الصباح حيث قاموا بعملية ملاحقة للمستوطنين و نجحوا في قتل خمسة منهم ، انتقاماً لاغتيال مروان زلوم و الشهيد أكرم الأطرش أحد قادة كتائب القسام البارزين و الذي كان قضى في عملية اغتيال في وقتٍ سابق هو الآخر .


و تمكّن المقاومون الثلاثة من الخروج من المستوطنة سالمين ، ليستشهد أحدهم و هو طارق دوفش في اشتباك مسلح، مع مجموعة من قوات الاحتلال ، قرب قرية تفوح غرب الخليل .

و كان للعملية صدى واسع لجرأتها الشديدة و نجاحها و لتوقيتها ، الذي جاء في وقتٍ كان شارون يواصل ارتكاب مجازره .. و عكس التنظيم الدقيق للعملية ، نفسه في الغموض الذي رافقها و استمر بعد أيام ، حيث لم تعرف الجهة التي نفّذتها ، و اعتقد البعض أن (كتائب الأقصى) هي من تقف وراء العملية ، و حتى اسم الشهيد طارق دوفش لم يعلن عنه إلا بعد يومين من العملية.


و هكذا كتبت إحدى قصص انتفاضة الأقصى الباسله : الشهيد كان فتحاوياً و الرد جاء قسّامياً .





منقول

بثينه عبدالعزيز
08/03/2010, 10:16 AM
الشهيد رائد الكرمي





صقر الكتائب الفتحاوية..الشهيد البطل رائد الكرمي
حينما كان رائد الكرمي طفلا صغيرًا ابن 7 سنوات توفيت والدته، ولم يدرك أن دولاب الزمان الذي لا يتوقف عن الدوران سيقوده إلى زمان آخر، تصبح فيه شجاعته مدار حديث الكبار والصغار ليس فقط في أنحاء فلسطين بل وخارجها أيضًا.

وتقول زوجة رائد الكرمي
"إن رائد كان إنسانًا بسيطًا متواضعًا، ولم يكن من أصحاب التعليم العالي؛ فهو لم يكمل تعليمه الإعدادي، وخرج من المدرسة وهو لا يزال في المرحلة الابتدائية، ليبدأ مسيرة حياة صعبة كان لها الأثر في صياغة شخصيته الوطنية فيما بعد".
أن تاريخ زوجها القصير كان مليئا بقمع الاحتلال منذ سنوات حياته الأولى؛ فهو عاصر الانتفاضة الكبرى في عام 1987، وكان عمره آنذاك 14 عاما، مرورا بسنوات الاعتقال التي تعرض لها، ووصولا إلى انتفاضة الأقصى الحالية التي أثار خلالها الرعب في نفوس القيادات الأمنية الإسرائيلية؛ وهو ما دفعهم إلى وضعه في مقدمة قائمة للمطلوبين

أما "أم رائف" -زوجة والده التي تعهدت بتربيته منذ الصغر- فتقول:
إن رائد كان يعشق لعبة "يهود وعرب" التي كان يلعبها صغار الحي الذي يعيش فيه؛ حيث كان رائد يقوم دوما بدور العربي الذي يضرب بسلاحه البسيط اليهودي الغادر الذي احتل الأرض واستوطنها.

وكانت تنظر بعينين دامعتين وهي تروي سنوات نضال ابنها الذي احتضنته منذ أن بدأ يصنع "المقليعة" -أو "الشعبة"- والمشاركة في رمي جنود الاحتلال ودورياته بالحجارة في الانتفاضة الأولى، وكان يقوم بإشعال إطارات السيارات، واستمر على ذلك سنوات حتى اصبح ابن 18 عاما، عندما أصيب برصاصات قاتلة في صدره ويديه، وحينها اعتبر الجميع "رائد" في عداد الأموات، وبدأ الجميع يعد لفتح بيت العزاء له، إلا أن يد الله تدخلت -كما تروي أم رائف- لتعود الحياة بشبه معجزة إلى رائد.

لكن الجيش الإسرائيلي -بحسب أم رائف- لم يمهل رائد طويلا؛ إذ سارع الجنود الإسرائيليون إلى اختطافه من المستشفى، بينما جروحه ما تزال تنزف، وحولوه إلى التحقيق في زنازين الاعتقال، واستمر في غرف التحقيق لمدة 21 يوما، تم شبحه (مده كالمصلوب) خلالها من يديه، وبقي معلقا بين الحياة والموت إلى أن حُكم عليه بالسجن 4 سنوات ونصفًا.


وتقول أخت -رائد
بأن أيام السجن صنعت شخصية أخيها؛ حيث تعمد المحققون إذلاله، وكان مسؤول السجن يأمر الجنود بوضع الطعام لكل المعتقلين إلا لرائد؛ وهو ما جعله يمقت الاحتلال، وزرع الإصرار والتصميم في داخله، بأنه لا راحة له ما دام الاحتلال جاثما على صدور الفلسطينيين.

وتضيف أخت رائد أنه بعد عامين من اعتقاله وقعت اتفاقيات أوسلو التي بموجبها اتُّفق على إخراج معتقلي حركة التحرير الفلسطينية "فتح" من المعتقلات وكان من بينهم رائد؛ ليبدأ في شق حياة جديدة؛ ظنا منه أن زمن السلام قادر على محو الآم الاحتلال، وقام بزيارة إلى الأردن، وهناك قابل رائد ابنة خاله "ليندا"، وارتبطا وعادا إلى أرض فلسطين؛ ليكتب لها القدر أن تكون الأقرب التي تشاركه ما هو آت.

وكان دخول "شارون" ساحات المسجد الأقصى في 28 سبتمبر 2000 نقطة تحول جذرية أعادت "رائد" إلى أحضان المقاومة؛ حيث لم يطق ما كان يراه بأم عنينه، وما كان يعايشه من أشكال العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني؛ فقرر من جديد أن يعود إلى المقاومة، خصوصا بعد اغتيال أقرب المقربين إليه، وهو أمين سر حركة فتح في طولكرم"د. ثابت ثابت"، و"معتز السروجي"، و"طارق القطو".

لكن "رائد" الذي شبّ ليصبح في السابعة والعشرين، وجد الحجر صغيرا في مقاومة الطائرة والدبابة؛ فانتفاضة الأقصى الحالية لم تعد كالانتفاضة السابقة؛ فالممارسات الإسرائيلية اشتدت وتضاعفت وتعددت أشكالها؛ وهو ما دفع رائد إلى اتخاذ قرار بحمل البندقية، وبدء مسيرة جديدة من المقاومة.

بعد اغتيال مسؤول فتح الأول في مدينة طولكرم "د. ثابت ثابت"، كان لرائد السبق في تشكيل مجموعات "ثابت ثابت" التي قررت الانتقام لاغتياله.

وتطور الحال بعد عام.. حينما قررت حركة فتح المشاركة الميدانية في الانتفاضة المسلحة، بعد أن كانت مشاركتها على مستوى القاعدة فقط، وحينها قام رائد بتشكيل خلايا صغيرة أُطلق عليها اسم "كتائب شهداء الأقصى"، التي كان لعملياتها السريعة في الرد على عمليات الاغتيال أثر كبير في إسرائيل، وبدأت الحكومة الإسرائيلية إثر عملياتها المتلاحقة باتخاذ إستراتيجية جديدة باستهداف حركة "فتح" وقادة مجموعات كتائب شهداء الأقصى، وفي مقدمتهم" رائد الكرمي" الذي أُطلق عليه "صاحب الرد السريع" و"صقر الكتائب".

وتقول شقيقة رائد بأن أخاها تعرض لأربع عمليات اغتيال؛ كانت أولاها إطلاق عدة صواريخ من طائرات "أباتشي" عليه قرب مخيم طولكرم في شهر سبتمبر2001، ومن ثم محاولة قتله من قِبل قوة خاصة إسرائيلية، وفي المرة الثالثة كانت محاولة استهدافه عبر تسريب رصاصة ملغومة له انفجرت حينما وضعها في رشاش "الأم 16" الذي كان يحمله، وكان آخرها عملية الاغتيال التي أودت بحياته حينما انفجرت عبوة ناسفة كبيرة أمام باب منزله تحول بعدها إلى أشلاء.

ويؤكد العديد من المقربين إلى رائد أن غيابه سيترك فراغا كبيرا ليس عند عائلته فحسب؛ بل عند الكثير من العائلات الفقيرة التي كان رائد يعطف على أولادها، ويثأر لها من الاحتلال.

وتروي شقيقته
بأنها لا تنسى أبدا مشهدا رأته؛ ففي أحد أيام الانتفاضة كانت العائلة تجلس أمام التليفزيون، وعرض آنذاك صورة لطفلة صغيرة عمرها 6 سنوات، كانت تبكي أباها الذي قتله الجنود الإسرائيليون في قرية "شويكة" المجاورة لطولكرم.
وتقول: إن رائد تأثر بمشهد الفتاة حتى البكاء، وأقسم لها وهي على شاشة التليفزيون بأن ينتقم لأبيها، ونفذ في ذات الليلة عملية قتل فيها مستوطنًا وجرح آخر بحالة خطيرة.

وفي ختام حديثهم تمنت والدته التي ربته –زوجة أبيه- وشقيقاته وزوجته أن يكون رائد قد استُشهد في معركة وجها لوجه مع الإسرائيليين على أن يؤخذ غدرا على أيديهم، لكنهم فخورون جدا بهذا الابن الذي حصل على وسام "البطولة" من رئيس السلطة الفلسطينية "ياسر عرفات" قبل شهرين من استشهاده، وعُين من قبله قائدًا لتنظيم "فتح" في شمال الضفة الغربية.

ويقول سكان المدينة والمقربون منه: إن رائد تمكن من أن يحول مدينة "السلام" -مدينة طولكرم، كما كان يطلق عليها- إلى مدينة التحدي والصمود في وجه الاحتلال، حتى أصبح اليهود يصفونها بأنها "مرتع للإرهابيين".

ويؤكد الجميع أن رائد الذي ولى شهيدا، ترك خلفه قطارا يسير؛ حيث لم تتوقف المقاومة من بعده بل زادت أضعافا، وربما سيواصل طفل رائد الصغير الذي لا يزال في أحشاء أمه مسيرة المقاومة.




هذه الثورة وجدت لتنتصر ....... وستنتصر ........
سنموت واقفين ولن نركع

بثينه عبدالعزيز
08/03/2010, 10:18 AM
نعم قد نموت ولكننا ............... سنقتلع الموت من ارضنا

بثينه عبدالعزيز
11/03/2010, 12:55 PM
لـم أخـلـق مــن أجــلك

ولكن ......... قد أموت لأجـلك

بثينه عبدالعزيز
11/03/2010, 12:56 PM
الشهيد نضال عبيات

شيخ كتائب شهداء الأقصى




شعاره "نعم للجوع .......... لا للركوع"

أمضى الشهيد نضال إسماعيل عويضة أبو جلغيف العبيات – 28 عاما - ليلته الأولى في أكثر مكان كان يأمل أن يكون فيه , بجانب أصدقاء و أخوة و رفاق طفولة سبقوه إلى الشهادة بعد أن قطعوا معا المسافة سريعا .

و كان يعرف ذلك والده الذي وقف يتقبل التهاني باستشهاد ابنه بعد مواراته الثرى في مقبرة الشهيد حسين عبيات التي تضم في ثراها رفاق نضال الذين سبقوه .

و قال والده إن هذا اليوم - يوم استشهاد ابنه - هو أجمل الأيام لديه , و إن ابنه نضال حضر إليه في رؤية صادقة قبل استشهاده و ودعه .

و اكتسب الشهيد نضال محبة الكثير من المواطنين لهدوئه و قلة كلامه و كثرة أفعاله , و كان يطلق عليه تحببا شيخ كتائب شهداء الأقصى , و حين استشهد برصاصة قناص صهيوني لاقى وجه ربه صائما ، فهو تعود صيام يومي الإثنين و الخميس منذ طفولته . قبل سنوات كان نضال يعمل خبازا و كان يخرج في فجر كل يوم يوزع الخبز في شوارع مدن و قرى و بلدات بيت لحم .

و في الأشهر الأولى لانتفاضة الأقصى وجد نفسه مع صديقه حسين عبيات قائد كتائب شهداء الأقصى , و أصدقائه الآخرين , يخوضون معركة جديدة و غير مسبوقة ضد المحتلين و فتحوا ما عرف بجبهة (جيلو) و هي مستوطنة صهيونية تقع جنوب القدس , و أقيمت على أراضي مدينة بيت جالا بعد احتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية عام 1967 .

و بعد نحو أربعين يوما من انتفاضة الأقصى كانت حافلة بالمعارك التي كان بطلها حسين عبيات , اغتالت سلطات الاحتلال الشهيد حسين بقصف سيارته بالصواريخ في مدينة بيت ساحور فاستشهد و معه امرأتان, و كان اغتياله أول اغتيال في انتفاضة الأقصى , و بداية لسلسة الاغتيالات الدموية التي مارستها حكومتا مجرمي الحرب باراك و شارون , و لم تنته بعد .

و خلال اشهر انتفاضة الأقصى الطويلة كان شيخ الكتائب الهادئ ممسكا ببندقيته و هو يرى الكثير من أصدقائه الذين سقطوا في المعارك مع الاحتلال أو اغتيالا من كتائب شهداء الأقصى أو من كتائب عز الدين القسام .

و نسب جيش الاحتلال للشهيد نضال و رفاقه التخطيط لقتل ضابط استخبارات صهيوني هو يهودا إدري في عميلة اختراق جريئة لجهاز الشاباك الصهيوني ، و عمليات قتل فيها عدد من المستوطنين و جنود صهاينة .

و منذ الثاني من الشهر الجاري كان نضال مع المحاصرين في كنيسة المهد , و سقط أمامه ثلاثة شهداء ... و عشية استشهاده كان قد قرر و رفاقه الصمود و رفض المقترحات السلطة و المقترحات الصهيونية , و خوض معركتهم ضد الاحتلال تحت عنوان : "نعم للجوع و لا للركوع" . و أوفى نضال بوعده و سقط شهيدا مع ساعات الصباح الأولى في مدينة المهد .

بثينه عبدالعزيز
11/03/2010, 12:57 PM
حرية الانسان بالدم تشترى ............ لا بالوعود .

بثينه عبدالعزيز
11/03/2010, 12:58 PM
لا حي الا وهو يوم هالك
ولعلنا بالسابقين سنلحق

بقيت لنا الغبراء نمشي فوقها
ولك الوسيع من السماء الازرق

سر في طريقك للسماء فعندها
شمس تغيب والف شمس تشرق

لا تأخذك عند سيرك رهبة
ما في طريق الخلد شيء موبق

بثينه عبدالعزيز
17/03/2010, 12:53 PM
الشهيدة الاستشهادية البطلة دارين أبو عيشة (22 عاماً)




"لم تكن دارين بالإنسانة العادية ؛ فقد كانت شعلة من النشاط داخل الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح ، ملتزمة بدينها و على خلق عالٍ" . بهذه الكلمات وصفت "إبتسام" أختها الاستشهادية دارين محمد أبو عيشة - 22 عاما - الطالبة بالسنة الرابعة جامعة النجاح ، و تسكن قرية بيت وزن قضاء مدينة نابلس شمال الضفة الغربية التي نفذت عملية استشهادية مساء الأربعاء 27/2/2002 أمام حاجز عسكري صهيوني في الضفة الغربية ، و هو ما أسفر عن إصابة ثلاثة من جنود الاحتلال و استشهاد منفذة العملية و اثنين من الفلسطينيين كانا معها .
و تضيف الشقيقة ابتسام : "لم يكن استشهاد "وفاء إدريس" هو دافع دارين للتفكير بالشهادة ؛ فمنذ أكثر من العام كانت تتحدث عن أمنيتها للقيام بعملية استشهادية ، و أخذت تبحث عمَّن يجهزها للقيام بذلك" .

و تقول إبتسام : "ذات مرة توجهت دارين إلى "جمال منصور" القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني في أغسطس 2001 ، و طلبت منه الانضمام إلى الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، و أعربت عن عزمها القيام بعملية استشهادية" ، و تضيف : "و لكن وجدت صدودا من حركة حماس !!، و قال لها الشهيد جمال : (عندما ينتهي الرجال من عندنا سنستعين بكن للقيام بالعمليات الاستشهادية)" .

لم يقنع هذا الكلام دارين - كما تقول شقيقتها – و لم ينقطع حديثها عن الشهداء و الشهادة ، و كانت كثيرة المشاركة في تشييع جثامين الشهداء و المشاركة في المسيرات .

ويرجع المحللون المقربون من حماس سبب رد الشهيد لشيخ جمال أنه ليس مرتبطا بالجهاز العسكري لحماس ككل أعضاء المكتب السياسي للحركة كما أن مثل هذه الأعمال يختص بها ذاك الجهاز وهو المعني بتجنيد الاستشهاديين وليس موقفا سياسيا أو دينيا من تجنيد استشهاديات.

دارين تؤكد في شريط فيديو تم تصويره قبل تنفيذها العملية "أنها قررت أن تكون الشهيدة الثانية بعد وفاء إدريس لتنتقم لدماء الشهداء و انتهاك حرمة المسجد الأقصى" .

و أوضحت الشهيدة دارين أن المرأة الفلسطينية كانت و ما زالت تحتل الصدارة في الجهاد و المقاومة ، داعية كل النساء الفلسطينيات إلى مواصلة درب الشهداء ، و قالت : "و ليعلم الجبان شارون أن كل امرأة فلسطينية ستنجب جيشا من الاستشهاديين ، و لن يقتصر دورها على البكاء على الابن و الأخ و الزوج ، بل ستتحول إلى استشهادية" .

دارين كانت واحدة من ثماني أخوات لها و شقيقين ، و تقول والدتها : "لقد ذهبت و لم تودعني .. لكنني لم ألاحظ عليها أي تصرف غير عادي ، و إن كل ما أذكره منها أنها عندما دخلت البيت ظهر يوم الأربعاء قالت : "الله يا أمي ما أحلى طبيخك ، و ما أطيب رائحته"" .

و تشير الأم إلى أنها لاحظت في الليلة السابقة لاستشهاد دارين إكثارها من قيام الليل و قراءة القرآن حتى بزوغ الفجر ، و تضيف قائلة : "رغم أن دارين كانت متدينة جدا ، و لا تنقطع عن قراءة القرآن و الصيام و القيام فإنها زادت من ذلك في الليلة التي سبقت استشهادها ، و لقد خرجت من البيت و لم تودعني و كانت يومها صائمة" .

و تضيف شقيقتها قائلة : "عندما خرجت دارين من البيت قالت : (أنا ذاهبة لشراء كتاب) ، ثم عادت بعد عدة ساعات ، و بعدها خرجت ، و لم نعرف إلى أين" ، و تضيف أنها "في الساعة العاشرة مساء الأربعاء اتصلت عبر الهاتف ، و قالت : "لا تقلقوا عليَّ ، سأعود - إن شاء الله - ، لا تخافوا و توكلوا على الله و في الصباح سأكون عندكم" ، و كانت هذه آخر كلمات سمعتها منها ، و سمعتها والدتي أيضا" .

و تؤكد ابتسام أن دارين لم تكن عضوة في حركة فتح أو كتائب شهداء الأقصى ، و أنها كانت من أنشط طالبات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح ، و تتابع قائلة : "بعدما وجدت دارين صدودا من حماس ، وجدت في كتائب شهداء الأقصى من يلبي رغبتها فقاموا بإعدادها للاستشهاد" . و كانت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح قد أعلنت مسئوليتها عن العملية الاستشهادية .




وصية الاستشهادية دارين أبو عيشة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المجاهدين سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم أما بعــــد:

قال تعالى: "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ"

ولأن دور المرأة المسلمة الفلسطينية لا يقل في شأنه مكانة عن دور إخواننا المجاهدين، قررت أن أكون ثاني استشهادية تُكمل الدرب والطريق الذي بدأت به الشهيدة وفاء الإدريسي فأهب نفسي رخيصة في سبيل الله سبحانه وتعالى انتقاماً لأشلاء إخواننا الشهداء، وانتقاماً لحرمة ديننا ومساجدنا، وانتقاماً لحرمة المسجد الأقصى وبيوت الله التي حولت إلى بارات يُمَارسُ فيها ما حرّم الله نكايةً في ديننا وإهانةً لرسالةِ نبينا

ولأن الجسد والروح كل ما نملك، فإني أهبه في سبيل الله لنكون قنابل تحرق الصهاينة، وتدمر أسطورة شعب الله المختار، ولأن المرأة المسلمة الفلسطينية كانت وما زالت تحتفظ في مكان الصدارة في مسيرة الجهاد ضد الظلم، فإني أدعو جميع أخواتي للمضي على هذا الدرب
ولأن هذا الدرب درب جميع الأحرار والشرفاء، فإني أدعو كل من يحتفظ بشيء من ماء وجه العزة والشرف، للمضي في هذا الطريق، لكي يعلم كل جبابرة الصهاينة أنهم لا يساوون شيئاً أمام عظمة وعزة إصرارنا وجهادنا، وليعلم الجبان شارون بأن كل امرأة فلسطينية ستنجب جيشاً من الاستشهاديين، وإن حاول وأدهم في بطون أمهاتهم على حواجز الموت، وإن دور المرأة الفلسطينية لم يعد مقتصراً على بكاء الزوج والأخ والأب، بل أننا سنتحول بأجسادنا إلى قنابل بشرية تنتشر هنا وهناك، لتدمر وهم الأمن للشعب (الإسرائيلي)، وفي الختام أتوجه إلى كل مسلم ومناضل عشق الحرية والشهادة أن يبقى على هذا الدرب المشرف، درب الشهادة والحرية.



ابنتكم الشهيدة الحية : دارين محمد توفيق أبو عيشة





منقول

بثينه عبدالعزيز
17/03/2010, 12:55 PM
الشهيد سعيد الحوتري ( منفذ عملية تل أبيب)




هو أحد أبناء مدينة قلقيلية

كان يعمل كهربائياً
انتمى لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وبعدها التحق بكتائب الشهيد عز الدين القسّام
عرف عنه شجاعته وبطولته وتفانيه في العمل
تقيم عائلته في منطقة عوجان (35 كم من عمّان) حيث استقبلت عائلة الحوتري نبأ استشهاد ابنها بتوزيع الحلوى على أبناء الحي الذين حضروا للتهنئة.

أصدقاء الشهيد سعيد الحوتري يصفونه بأنه كان يمتاز بالهدوء والوقار، ليس من باب الضعف أو الخجل فهو لاعب كاراتيه، وقوي البنية رغم صغر حجمه

أحد أقربائه قال: "ألقيه من أية جهة يكون واقفا"، يغضب إذا استُفزّ، ولا يحسب حساب أحد مهما كان وضعه ومنصبه.

وذكر أصدقاء الشهيد حادثة له أثناء احتجازه في الأمن الوقائي الفلسطيني أنه لم يتجاوب مع المحققين قيد أنملة، بل كان عنيداً شرساً.

وكان متديناً ملتزماً بصلاة الفجر والصلوات الخمس في المسجد وبدورات العلم
ليس متطفلا فإذا جلس مجلسا لا يرغب بالظهور، ويمتاز بالكتمان الشديد وحفظ الأسرار، علامات الذكاء واضحة عليه، ويعرف متى يتكلم ومتى يصمت، وكان صمته أكثر من كلامه، شديد التأثر بالمواقف الحزينة، وخصوصا بعد استشهاد رفيق دربه فادي برصاص الاحتلال، لا يحب المزاح والهرج والمرج، وأصدقاؤه قليلون يُعدّون على أصابع اليد الواحدة

والد الشهيد سعيد أعرب عن سعادته الكبيرة بنبأ استشهاد ابنه الذي نفّذ عملية تل أبيب وقال:
إنني أتمنى تقديم أبنائي الأربعة شهداء للأقصى المبارك، وأن يكبدوا العدو خسائر فادحة مثل أخيهم الذي بثت عمليته الرعب في نفوس الأعداء. ويضيف الأب قائلاً: "أحمد الله أن العملية نجحت، ولي الفخر أن ولدي (سعيد) نفذ أكبر عملية استشهادية"

ويؤكد الأب أنه فخور بما قام به ابنه، ويتمنى لو كان يملك شجاعته لتنفيذ ما قام به، مضيفا أن الصهاينة يقودون الفلسطينيين نحو تفجير أنفسهم لطرد الاحتلال عبر سياساتهم الإجرامية و قتل الأطفال وانتهاك المقدساتوقال والد الشهيد إنه لا "ينتظر من الولايات المتحدة والدول العربية إعادة حقوق الفلسطينيين"، مشيراً إلى أنه يتعين على الفلسطينيين أنفسهم أن يختاروا طريقهم.



وصية الشهيد سعيد حسن الحوتري

ترك الشهيد سعيد الحوتري منفذ عملية تل أبيب الاستشهادية والتي أسفرت عن مصرع بأكثر من 21 صهيونياً ومائة وخمسين جريحاً وصية هذا نصها الحرفي :

بسم الله الرحمن الرحيم
"قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين"الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على المحتلين الغزاة الغاصبين، والصلاة والسلام على قائد جند المجاهدين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين..

إخواني
أحبائي
يا كل شعبي الفلسطيني المجاهد..
أيها الأحرار المسلمون في كل العالم

تحية من قلب تعلق بحبل الله المبين، تحية من نفس تواقة للقاء الأحبة محمد وصحبه، تحية من شهيد مؤمن حي ينتظره من سبقوا من الشهداء وعلى رأسهم أستاذي الكبير يحيى عياش. فأنا العبد الفقير إلى الله سعيد حسن حسين حوتري من مدينة قلقيلية (22 عاماً) قادم إليكم.. نعم.. قادم لأجتمع معك يا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الحوض.. قادم إليك يا قائد الاستشهاديين أيها المهندس يا أبا البراء، لطالما شفيت يا أبا البراء غليل أمتك المحرومة وثأرت لشعبك وأقصاك ونبشرك أننا على دربك سائرون. لقد علمتنا يا أبا البراء يا بطل الأبطال أن الأبطال الحقيقيون هم الذين يخطون بدمائهم تاريخ أمتهم، ويبنون بأجسادهم أمجاد عزتنا الشامخة ويشيدون بجماجمهم حصونها المنيعة وأقول للعالم الذي يعادي شعبنا ويدعم الصهاينة بالمال والسلاح ما سطره الشهيد من قبلي عبد الله عزام : "إن كان الإعداد إرهابا فنحن إرهابيون، وإن كان الدفاع عن الأعراض تطرفاً فنحن متطرفون، وإن كان الجهاد ضد الأعداء أصولية فنحن أصوليون". أيها الأسرى.. أيها الجرحى.. أيها الشهداء.. أيتها الأرامل: باسمكم جميعا أقدم روحي في سبيل الله عز وجل وانتقم لآهاتكم وأناتكم وجراحاتكم.. سأجعل من جسدي شظايا وقنابل تطارد بني صهيون وتنسفهم وتحرق بقاياهم.. (ويشف صدور قوم مؤمنين).. وأريد أن لا أنسى أهلي وأمي وأبي وإخوتي فأوصيكم أوصيكم بتقوى الله عز وجل وان تصبروا ولا تبكوا عليّ فأنا ما جئت من الأردن إلى فلسطين إلا لألقى ربي على أحسن وجه. وما هو أعظم من الاستشهاد على أرض فلسطين في سبيل الله تعالى؟ فزغردي يا أماه، ووزع الحلوى يا أبي .. يا إخوتي.. فابنكم ينتظر عرساً وحوراً في عليين (في مقعد صدق عند مليك مقتدر).


الشهيد الحي سعيد حسن حسين حوتري ,كتائب عز الدين القسام ,حركة المقاومة الإسلامية حماس






منقول

بثينه عبدالعزيز
17/03/2010, 12:57 PM
الاستشهاديه المحاميه هنادي جرادات




لم ترغب أن تكون كباقي المحامين في الدفاع عن حقها في ساحة المحكمة التي تنعدم فيها الديمقراطية بل لجأت إلى أسلوب آخر يرغم الجميع على سماع صوتها ومعرفة ما تريده، هذه هي المحامية هنادي تيسير جرادات (29 عاماً) منفذة العملية الفدائية في مدينة حيفا المحتلة عام 48 والتي أوقعت 19 قتيلاً وما يزيد عن 60 جريحاً بجروح مختلفة فقدمت هذه المرة المرافعة الخاصة بها وبحق شعبها بطريقة نقلتها كل وسائل الإعلام ليعلم بها القاصي والداني.

ولدت هنادي في الحي الشرقي لمدينة جنين، لعائلة مكونة من 12 فرداً، ثمانية فتيات وشابين هما فادي (20 عاماً) والذي استشهد قبل أرعة أشهر من تنفيذها للعملية، وثائر 12 عاماً والذي يدرس في إحدى مدارس المدينة.

أكملت هنادي دراستها الجامعية في جامعة جرش الأهلية بالأردن لتتخرج منها عام 1999، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الحقوق، ثم عادت إلى فلسطين للعمل في ميدان المحاماة للدفاع عن المظلومين من أبناء شعبها، واستمرت في هذا المجال حتى أيامها الأخيرة وكانت نيتها تتجه صوب افتتاح مكتب خاص بها كمحامية مستقلة.

تقول ميسون بنت عمها: "كان الجميع يلاحظ مدى تميز هنادي عن باقي أخواتها، فقد كانت متدينة بصورة فاقت إخوانها، كما كانت مداومة على قراءة القرآن وبكثرة الصلاة والعبادة انتقاماً لأخيها وأبناء عمها."
وتضيف ميسون مرت ساعات صعبة على العائلة يوم 14/6/2003عندما أقدمت القوات الصهيونية الخاصة باقتحام المنزل الذي تسكن به العائلة ومحاصرته والدخول عليه حيث قامت بتصفية كل من أخوها فادي وأبن عمها صالح جرادات 30 عاماً قائد عسكري للجهاد الإسلامي بدم بارد أمام أعين أفراد العائلة، حيث كان يجلس فادي إلى جانب أحد شقيقاته عندما أطلق عليه الجنود النار مما أدى إلى استشهاده.

هذه اللحظات وكما تصفها ابنة عم الشهيدة تركت "بصماتها الواضحة في نفسية كل من كان موجود في تلك اللحظة الصعبة"، وتضيف "وكان يمكن أن يشكل دافع لمحاولة الانتقام للوحشية التي استخدمت بحقهم بينما استشهد ابن عمها الثاني عبد الرحيم جرادات عام 1996 على حاجز الجلمة شمال مدينة جنين عندما كان يسافر هو وصديقاً له في زيارة حيث أوقفت القوات الصهيونية وقتها السيارة التي كانوا يقودونها وقامت بتصفية الشهداء الثلاثة عبد الرحيم وطارق منصور وعلاء أبو عرة.
في حين استشهد أبن عمها الثالث محمد جرادات أخ الشهيد عبد الرحمن خلال الانتفاضة الأولى عام 87 .

أخت الشهيدة هنادي وصفت شقيقتها أنها كانت منذ أسبوعين قبل الاستشهاد في صيام متواصل حتى أيام الجمعة، وخرجت من البيت وهي صائمة يوم أن حدثت العملية، كما أنها كانت كثيرة قراءة القرآن وتقوم الليل كثيراً، "عندما كنا نصحو بالليل نجدها تصلي وهذا الأمر كان يتكرر باستمرار وكثرة أما عائلتها البسيطة فهي تعيش في جو إيماني ويحاول توفير كل ما تستطيعه العائلة، فالأب الذي يعاني من مرض تليف الكبد استقبل نبأ استشهاد ابنته بالحمد والثناء على النعمة التي قدمها الله له، وقال " أنا لا استقبل المعزيين بل استقبل مهنئين باستشهاد بنتي

وقالت والدة الاستشهادية هنادي غادرت المنزل وهي صائمة دون أن تظهر عليها أي علامات تثير الشك بأنها ستقوم بأي عمل غير اعتيادي.
وأعربت "عن فخرها واعتزازها بابنتها الاستشهادية وبما قامت به انتقاماً لشهداء فلسطين"

=============
نص البيان العسكري الذي صدر عن سرايا القدس

"عروس حيفا" تلقن الصهاينة درساً لن ينسوه

تعلن سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مسئوليتها عن العملية الاستشهادية البطولية التي استهدفت تجمعاً للصهاينة في مطعم "مكسيم" على شاطئ مدينة حيفا عصر اليوم.

كما تزف سرايا القدس إلى جماهير شعبنا وأمتنا منفذة العملية، عروس فلسطين، عروس حيفا:

الاستشهادية البطلة هنادي تيسير عبد المالك جرادات 29 عاماً من جنين

والاستشهادية البطلة التي تعمل محامية في جنين، هي شقيقة الشهيد البطل فادي جرادات الذي اغتالته القوات الصهيونية سابقاً في جنين مع القائد صالح جرادات وكلاهما من سرايا القدس.

إن سرايا القدس إذ تعلن مسئوليتها عن هذه العملية ، لتؤكد أنها جاءت رداً على سلسلة من جرائم العدو الصهيوني المتواصلة بحق أبناء شعبنا ومجاهدينا وعلى رأسهم القادة محمد سدر ودياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة ومنير أبو عرمانة ومازن بدوي وغيرهم من رموز وكوادر المقاومة.

إننا في سرايا القدس نقول لقادة العدو المجرم إن الجدار الفاصل لن يجلب لكم الأمن.. ولو كنتم في بروج مشيدة سيلاحقكم الموت على يد الاستشهاديين والاستشهاديات من أبطال شعبنا، وليس أمامكم حل إلا أن ترحلوا عن أرضنا لينال شعبنا حريته كما كل شعوب الأرض.

أما عن تهديدات قادة العدو الرعناء بالمساس بقيادات ورموز شعبنا الوطنية والإسلامية، فهي لن تخيفنا ولن تزيدنا إلا إصراراً على المضي قدماً على طريق الجهاد والاستشهاد، وستلقى دوماً الرد العنيف والقاسي من كافة قوى شعبنا المقاومة التي تقف صفاً واحداً في خندق الجهاد والاستشهاد في وجه العدوان الصهيوني الهمجي لا يضرها من خالفها.

جهادنا مستمر وعملياتنا متواصلة ومزيد من الاستشهاديين الأبطال قادمون بإذن الله.
﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾.

سرايا القدس

8 شعبان 1424 هـ

الموافق 4/10/ 2003 م

بثينه عبدالعزيز
17/03/2010, 12:59 PM
الشهيدة وفاء ادريس ( منفذة عملية القدس الغربية )




ممرضة في الهلال الاحمر
منفذة الهجوم الاستشهادي في القدس المحتلة شارع يافا


"وفاء علي إدريس" بطلة سوف يتذكر اسمها جيداً، الإسرائيليون والفلسطينيون أيضاً, وكل من يغار على فلسطين ويرفض سياسات شارون الدموية.

فقد خطّت بجسدها الطاهر واحدة من أشرف العمليات الإستشهادية في السنوات الأخيرة, والتي أصابت العدو الإسرائيلي بالذهول لتضحية الفتيات الفلسطينيات بأنفسهن فداء لوطنهن، ونجم عن العملية التي جرت الأحد بتاريخ 27/1/2002 إصابة أكثر من 70 إسرائيلياً بالقدس الغربية.

وقد جاء في البيان الذي أصدرته كتائب شهداء الأقصى: "أنها الشهيدة البطلة, ابنة الكتائب الأبية "وفاء على إدريس" البالغة من العمر 26 عاماً, ومن سكان قلعة الصمود مخيم الأمعري قضاء "رام الله" المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية.

وكانت وفاء إدريس التي تعمل متطوعة في الهلال الأحمر الفلسطيني قد غادرت منزل ذويها الأحد 27/1/2002 واختفت من هذا الوقت, ويعد شقيقها مسعود مسؤولاً محلياً في حركة فتح بمخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين. وكانت إسرائيل قد اعتقلته في السابق.

وذكرت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني" أن وفاء عملت كمتطوعة في لجان الهلال الأحمر, وقد اختفت آثارها قبيل ظهر الأحد (يوم وقوع العملية) ولم تظهر منذ ذلك التاريخ
وأضافت المصادر أن وفاء وصلت إلى عملها كالمعتاد الأحد 27/1/2002,غير أنها أخذت إذن مغادرة في موعد سابق على حدوث العملية, ولم تعد بعدها إلى العمل"


اسم الشهيدة وفاء إدريس أضيف إلى جانب أسماء الشهداء الذين تزين أسماءهم جدران شوارع المخيم الذي يعيش فيه حاليا اكثر من 7000 لاجئ فلسطيني شردوا من ديارهم وجاءوا من قرى ومدن فلسطينية مختلفة من داخل الخط الأخضر
وحسب معلومات من أهالي المخيم فانه في المخيم تعيش عائلات فلسطينية كانت تعيش قبل النكبة في اللد ،الرملة ، يافا ، جمزوا ، لفتا.

قبالة منزل الشهيدة وفاء خط على الجدران شعار بخط كبير " القدس لنا " وبجانبه رسم شعار حركة فتح الذي تحرسة بندقيتان، وكان هذا الحدث الذي يعيشه مخيم الامعري باطفاله ونساءه وشيوخه ان يمر كبقية الايام بل انه يعد وحسب اقوال العديد من اهالي المخيم" يوم رفع الرأس في المخيم اجلالا وافتخارا بما قامت به وفاء ادريس





منقول

بثينه عبدالعزيز
21/03/2010, 01:08 PM
الاستشهادية عندليب طقاطقة




( التي صمّمت على الثأر لدماء إيمان حجّو و شهداء مجزرة جنين )


تركت الدراسة بعد الصف السابع وعملت في مشغل خياطة ولم يعرف عنها اهتمامها بالسياسة .............

مساء يوم الاحد كان من المفترض ان تتلقى عندليب خليل طقاطقة (20 عاما) الهدية التي حرصت صديقاتها وزميلاتها في العمل على مفاجأتها بها، لكن عندليب قتلت هذه المفاجأة ومعها ستة من الاسرائيليين بعد ، عندما فجرت نفسها على مدخل سوق "محني يهودا" اكبر سوق شعبي لليهود في القدس الغربية والذي اصيب فيه اكثر من خمسة وتسعين اسرائيليا، وكادت تقتل رئيس بلدية الاحتلال في القدس الليكودي المتطرف ايهود اولمرت

في الساعة السادسة و النصف من صباح يوم الجمعة 12/4/2002 ، استيقظت عندليب طقاقطة - 21 عاماً - من بلدة بيت فجار التي تقع على تلال تتوسط محافظتي بيت لحم و الخليل ، و كان كل من في البيت نائماً ، بعد سهر ليلة طويلة من ليالي شهر نيسان 2002 الذي شن فيه مجرم الحرب شارون أوسع عملية ضد الشعب الفلسطيني و عرفت إعلامياً باسم السور الواقي.

و كانت بلدة بيت فجار مطوّقة مثل باقي القرى و البلدات ، في مثل هذه الأجواء استيقظت عندليب و صنعت شاياً و قدّمت كأساً منه إلى شقيقها أحمد الذي بدأ يتململ في فراشه .

يستذكر أحمد تلك اللحظات الثمينة : "كان كل شيء عادياً ، جلبت لي عندليب الشاي و خرجت إلى باحة البيت لتشرب هي أيضاً كأس شاي" ، و منذ تلك اللحظات لم يرَ أحمد شقيقته ، التي خرجت من البيت ، و اعتقد الأهل أنها ربما تكون في زيارة لإحدى شقيقاتها المتزوجات في القرية أو في منزل أحد الجيران و الأقارب ، و لم يخالجهم خوف عليها رغم تقدّم النهار و عدم عودتها ، و حتى عندما تواردت الأنباء عن هجوم استشهادي في القدس الغربية ، لم يخطر ببال أيّ من في البيت أن عندليب التي لم تكن تبدي اهتماماً استثنائياً بالسياسة ، يمكن أن تكون هي نفسها بطلة ذلك الهجوم الذي شكّل صفعة قوية و مدوية للجنرال شارون الذي يحاصر المدن الفلسطينية و يتركب جنوده الجرائم في جنين و نابلس و بيت لحم و رام الله و يحاصرون كنيسة المهد ...

و في ساعات الليل كانت مخابرات الاحتلال و جنوده تقتحم منزل العائلة المتواضع الذي خرجت منه عندليب صباحاً دون أن تترك أي إشارة لعزمها على تنفيذ عملية استشهادية ، و تأكّد في تلك الليلة الصعبة أن عندليب الهادئة الوادعة صاحبة القلب الكبير كانت قرّرت و نفّذت .

و منذ ذلك اليوم اعتقلت سلطات الاحتلال العديد من أقرباء و أشقاء عندليب و تم هدم منزل العائلة في بلدة بيت فجار ، و لكن اللافت أنها بقيت هي محور سكان ذلك المنزل ، الذين لا يكادون يتحدثون عنها ، سواء كانوا صغاراً أو كباراً ، و يحتفظ كل منهم بأيّ مشهد أو كلمة أو حوار أو أي قطعة ملابس تذكّره برائحة الراحلة الغالية ..

عبير .. أقرب شقيقات عندليب إليها تقول : "كانت شخصية عندليب قوية ، و تمّتعت بعلاقات طيبة و واسعة مع الأقارب و الجيران ، و في الأيام التي سبقت استشهاد عندليب ولدت طفلة و تم وضعها في المستشفى في قسم الأطفال عدم كاملي النمو ، و فجأة بدأت عندليب تلحّ علينا بأن نجلب الطفلة ، و قلنا لها إن الطفلة سيتم إخراجها من الحضانة يوم السبت فكانت تجيب لا يوجد وقت للسبت و لم نكن نعرف عن ماذا تتحدث ، و أنها ستنفّذ عمليتها يوم الجمعة ، و ذهبت هي و أمي رغم الحواجز و الحصار ، و جلبت الطفلة و في الطريق قالت لأمي : نريد أن نلعب بأعصاب عبير ، ما رأيك لو قلنا لها إن جيش الاحتلال قتل الطفلة برصاصة ، و عندما وصلت البلدة حاولت أن تلعب بأعصابي ، و أصبح كل ذلك الآن من الذكريات المحببة إلى نفسي" ..

و تستدرك عبير : "كان ذلك يوم الخميس قبل يوم من استشهادها ، و أصّرت عندليب على حمل الطفلة طوال الطريق من الخليل إلى بلدتنا" ، و عندما استشهدت عندليب بعد يومين من جلب الطفلة التي كان اسمها إيمان ، غيّرت عبير اسم طفلتها لتصبح عندليب ، و تتذكّر عبير : "قالت لي عندليب قبل استشهادها لماذا لا تغيّرين اسم ابنتك و تسمّيها عندليب و لم أكن أعرف حينها بأن عندليب تودّعنا" .. و تضيف : "قلت لها اسم إيمان جميل ، و لكنها قالت لي (و اسم عندليب أجمل) ، سمّها عندليب أحسن" ! ..

و أصبحت عبير الآن أم عندليب ، التي تقوم بدور الأم و الأب لطفلتها بعد اعتقال زوجها و الحكم عليه بخمس سنوات بتهمة مقاومة الاحتلال ، و تم إلقاء القبض عليه بعد فترة قصيرة من استشهاد عندليب ..

و بعد استشهادها تركت عندليب مفاجأة لشقيقتها عبير ، حيث اكتشف الأهل أنها وضعت هدية للطفلة الجديدة في خزانتها و هي عبارة عن طقم للصغيرة و آية الكرسي و بنطلوناً لعبير مع بطاقة تحمل تمنياتها للصغيرة بالعيش في وطن حرّ ..
الكل في البيت و الحارة يتحدّث عن مرح عندليب ، و يعود شقيقها أحمد ليكمل ما حدث يوم استشهادها : "عندما خرجت عندليب صباحاً ، استشعرنا غيابها و جاء الظهر ثم المغرب و أيقنّا أنها تأخّرت و أنها غابت لسبب قاهر ، و في منتصف الليل ، داهمت المنزل قوة احتلالية كبيرة و تم اعتقال العديد منا و أرونا صورة لعندليب و هي ملقى على الأرض و شعرها منفوش ، فأيقنا بأن شقيقتنا التي خرجت صباحاً و أثارت قلقنا بغيابها ، هي التي انتقمت لشلال الدماء النازف من شعبنا" ..

و تقول شقيقة أخرى لها : "أعتقد أن أكثر ما أثّر في شخصية شقيقتي هو مقتل الطفلة إيمان حجّو ، لقد لاحظت عليها تأثرها الشديد و بدأت تتابع نشرات الأخبار و ربما كان الأمر الذي حسم خيارها هو ما حدث من مجازر في مخيم جنين ، كان العالم و العرب يتفرّجون ، و كان لا بد من رد ، فتقدّمت عندليب التي عابت في وصيتها المسجلة تخاذل الحكام العرب" ..

و بعد استشهادها تبيّن أنها عملت مع مجموعة مروان زلوم القائد في كتائب شهداء الأقصى في الخليل و الذي اغتالته سلطات الاحتلال بعد فترة من استشهاد عندليب ، و تم اعتقال عددٍ من أبناء بلدة بيت فجار مثل حمزة عمر شمارخة - 23 عاماً – و الذي حكم بستة مؤدبات و أمجد كامل طقاطقة - 25 عاماً – و الذي لم يحكم بعد ، لعلاقة الاثنين المفترضة بعملية عندليب ..

و تقول عبير التي مثل غيرها ، تتحدث و كأن عندليب حاضرة أو أنها ذهبت في مشوار و ستعود حالاً : "قبل أيام من استشهادها ، طلبت مني عندليب أن أصنع لها حلوى محلية ، و بقي بعض من مواد هذه الحلوى لم أصنعه ، و أحتفظ به حتى الآن كذكرى" ..

و بتاريخ 27/7/2002 وصل رفات عندليب إلى البلدة و تم مواراته بإجلال في مقبرة البلدة




منقول

بثينه عبدالعزيز
21/03/2010, 01:10 PM
الاستشهاديات قناديل تنير درب المقاومة الفلسطينية

وتيجان توضع فوق هامات الأحرار والشرفاء

ويكفي أنهن سجلن أسمائهن في الخالدات

بأحرف من نور ونار

بثينه عبدالعزيز
21/03/2010, 01:12 PM
الذاكرة الفلسطينية والعربيه تحتفي بذكر المئات من النساء الفلسطينيات اللواتي شاركن بأعمال فدائية في صفوف الثورة الفلسطينية مثل:

دلال المغربي، شادية أبو غزالة، عطاف عليان، خديجة أبو عرن، أمينة دحبو، دعاء الجيوسي، لينا النابلسي، نعمة الحلو، لمياء معروف، وزهرة سعيد حسن، تغريد البطمة، ونهلة البايض، وفيروز عرفة، وغزالة أبو عجرم، وصبحة الصلاحات، وإيمان أبو ظاهر، وعفيفة بنورة، عائشة حمادة، رشيدة عبيدو، سامية الطويل، صبحية شعبان، هالة الظاهر، دلال أبو قمر، رايقة شحادة، حرية خليفة، زكية شموط، أميرة موسى، روضة معين، فريال سمعان، ثريات العواودة، سامية مصطفى، إيمان الخطيب، ماجدة السلايمة، فاطمة موسى دقادق، نادية الخياط، ختام خطاب، خولة الأزرق، شفاء القدسي،ثورية حموري، إيمان عيشة ... .

وفي ظاهرة ميزت العمل الجهادي النسائي في انتفاضة الأقصى برزت ظاهرة الاستشهاديات الفلسطينيات اللواتي قمن بالعمليات الاستشهادية ضد الاحتلال




فالى الحريه يا فلسطين

بثينه عبدالعزيز
21/03/2010, 01:13 PM
وانه لنضال ............. نصر ........... او استشهاد

بثينه عبدالعزيز
22/03/2010, 09:44 AM
الاستشهاديه الهام الدسوقي


فجرت نفسها أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمنزلها في مخيم جنين في شهر نيسان / إبريل 2002 في غمرة أحداث صمود مخيم جنين الأسطوري ..
لتسجل إلهام بعملها البطولي أسطورتها الخاصة ..


وقد أسفرت العملية عن مقتل ضابطين وجرح عشرة آخرين من جيش الاحتلال الصهيوني .

بثينه عبدالعزيز
22/03/2010, 09:45 AM
هن نساء .................... ولكن لسن كأي نساء الارض

بثينه عبدالعزيز
22/03/2010, 09:47 AM
الاستشهاديه هبه دراغمه




بدت أسرة الشابة الفلسطينية هبة عازم سعيد دراغمة 19 عاما من بلدة طوباس في حالة من الذهول بعدما شاع نبأ وقوفها خلف العملية الاستشهادية في العفولة لأنها غادرت المنزل في ساعات الظهر قاصدة مكاتب جامعة القدس المفتوحة في طوباس حيث تلتحق بقسم اللغة الانجليزية.

ويقول أفراد أسرتها إنهم التقوا بالباحث علي دراغمة من منظمة بتسيلم الناشطة في مجال حقوق الإنسان في الشارع حيث بادر بسؤالهم عن المعلومة بتنفيذ ابنته العملية الأخيرة فنفوا ذلك وقالوا إنها بالبيت وكان والدها غير مصدق وتوجها معا للبيت فلم يعثروا عليها فتوقع والدها أن تكون عند إحدى شقيقاتها الثلاثة المتزوجات أو في الجامعة ولكن أعمال البحث باءت بالفشل.

الوالدة لم تتمكن من احتمال الوقوف والانتظار وتسمرت أمام التلفاز حتى أتى الخبر اليقين بعدما شاع نبأ آخر أن منفذة العلمية فتاة أخرى من البلد تدعى هبة من نفس العائلة تدرس في جامعة النجاح الوطنية.

وإلى جانب الشقيقات الثلاثة للاستشهادية فإن لديها 4 أشقاء أحدهم بكر دراغمة- 20 عاماً- وهو طالب في الثانوية الصناعية بنابلس ومعتقل في سجون الاحتلال وتوجه لهم تهم خطيرة قد يصل الحكم فيها إلى المؤبد.

ويؤكد أقارب الشهيدة أنها نسقت مع سرايا القدس وانطلقت ونفذت العملية من خلال نشطاء حركة الجهاد الإسلامي الذين تبنوا العملية في بيان رسمي .

وفي أعقاب العملية اعتقلت سلطات الاحتلال والدي الاستشهادية في محاولة لتحقق من معرفتهم المسبقة بنية هبة القيام بتك العملية.

واستقطبت البلدة ومنزل الاستشهادية عشرات الصحفيين الذين بحثوا عن كل ما له علاقة بالشهيدة من أفراد الأسرة والصديقات والمدرسة.

وساد الذهول أيضا في أروقة جامعة القدس المفتوحة في طوباس حيث أشار خالد دويكات مدير فرع الجامعة أن الشهيدة أنهت فقط فصلاً دراسياً واحداً بواقع 16 ساعة دراسية وأن الجسم الطلابي نعى الشهيدة عبر مكبرات الصوت واليافطات التي علقت على الجدران.

وكانت دراغمة قد فجرت نفسها على المدخل الشرقي لمجمع" همعكيم" التجاري في مدينة العفولة شمال جنين مما أدى إلى مصرع ثلاثة صهاينة و إصابة 20 آخرين وصفت جراح أربعة من الجرحى بأنها خطيرة. وحسب المصادر الأمنية "الإسرائيلية" فقد اشتبه حارس المجمع بالفتاة ومنعها من الدخول إلى السوق الأمر الذي أدى إلى تفجير نفسها محدثة دوياً هائلاً وتبين أنها كانت تحمل عبوة زنت 5 كيلو غرام.

علقت "ميساء الطوباسي" جارة الاستشهادية : إن الشهيدة هبة حققت حلم شقيقها الذي كان ينوي تنفيذ عملية استشهادية وتم اعتقاله.
وأوضحت ميساء أن قوات الاحتلال اعتقلت "بكر" شقيق الاستشهادية هبة قبل عام ونصف تقريباً خلال محاولته القيام بعملية استشهادية في "إسرائيل"، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يحكم على بكر بالمؤبد.

وتصف ميساء حالة أهالي قرية طوباس بالضفة الغربية بعد وصول نبأ قيام هبة بعملية استشهادية إليهم، قائلة: "الذهول والاستغراب خيم على القرية بأكملها عندما علموا بنبأ قيام هبة بعملية استشهادية، فلم يكن أحد من أهل القرية يتوقع أن تنفذ هبة التي عرفها المقربون منها بالوداعة والهدوء، عملية استشهادية".

كما تشير إلى أن أفراد أسرة هبة لم يصدقوا نبأ وقوفها خلف العملية الاستشهادية في العفولة؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن هبة غادرت المنزل في ساعات الظهر قاصدة جامعة القدس المفتوحة في طوباس حيث تلتحق بقسم اللغة الإنجليزية.

وتصف ميساء حال والد هبة بعد وصول نبأ قيام ابنته بعملية استشهادية، قائلة: "عندما سمع والد هبة من الناس في الشارع عن تنفيذ ابنته لعملية استشهادية، ذهب مسرعاً لمنزله، فلم يجدها هناك، وبعدها ذهب لمنازل شقيقاتها الثلاث المتزوجات، فلم تكن هناك أيضا، فأيقن صحة الأنباء التي يتناقلها أهالي القرية".





منقول

بثينه عبدالعزيز
22/03/2010, 09:48 AM
هذه دارنا .. جبلنا ثراها
بالدم الحر فاستحال ملابا

بثينه عبدالعزيز
22/03/2010, 09:49 AM
عاهدت نفسي والايام شاهدة
ان لا اقر على جور السلاطين

سيان عندي اجاء الموت مخترما
من قبل عشرين ام من بعد تسعين

ما بالسنين يقاس العمر عندي بل
بما له في المعالي من تحاسين

بثينه عبدالعزيز
23/03/2010, 10:14 AM
الاستشهاديه سناء قديح ...



أبت أن يغادرها زوجها وحيدا إلى الجنة فقاتلت معه حتى الشهادة


ولدت الاستشهادية سناء عبد الهادي قديح في قرية عبسان الكبيرة بمحافظة خان يونس عام 1972م
وهي أم لأربعة أطفال " مصعب 3سنوات، عاصم 10سنوات، علاء11 عام، إسلام13 عام ".

في تمام الساعة الثانية من صباح يوم الأحد الموافق 21/3/2004 م قامت قوات الاحتلال الصهيوني باجتياح قريتها قاصدة بيتها لاعتقال وتصفية زوجها الشهيد باسم قديح أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام.

بداية المعركة..

عند اكتشافهم للقوات الخاصة من جيش الاحتلال الصهيوني بجوار منزلهم انطلقوا كالأسود من عرينهم لمقاومتهم بكل ما يملكون من عدة وعتاد, واُفتتحت المعركة بتفجير عبوة ناسفة تم زرعها مسبقا بجوار منزلهم .

عندما اشتدت حمى المعركة بين قوات الاحتلال وبين المجاهد باسم, وعندما أيقن موعده مع الشهادة طلب من زوجته الخروج من المنزل مع أبنائها ليستمر في المقاومة لوحده.

ولكن الزوجة أبت إلا أن تشاركه في معركة العز والكرامة ضد جنود الاحتلال المعتدين, ففضلت البقاء لتنال الشهادة , على الحياة الدنيا ومتاعها .

فترجلت سناء في زمن قل فيه الرجال ضاغطة بإصبعها على الزناد وذلك بعد أن تلقت التدريب على السلاح من قبل زوجها الشهيد استعدادا للرحيل الجماعي للجنة.

وبعد ساعات من القتال والحصار وهم يتنقلون من مكان إلى آخر داخل منزلهم ورشاشا سناء و باسم يزغردان في الأفق مخترقان صمت الليلة الظلماء, بدا باسم بنفسه ففجر حزامه الناسف الذي لفه حول وسطه تحت غطاء زوجته سناء .

وما هي إلا دقائق قليلة لم تصبر خلالها سناء فراق زوجها باسم حتى قصفتها طائرات العدو بصاروخ موجه إلى جسدها الطاهر لترتقي إلى عليين لتكون الاستشهادية الثانية في قطاع غزة والثامنة علي مستوى فلسطين, فتنضم بذلك إلى قافلة الاستشهاديات الفلسطينيات وكان قدرهما كما عاشا معا بأن يغادرا الدنيا معا.

وعلى ما يبدو أن المعركة لم تكن بمثابة نزهه للمحتلين فقد ذكره شهود العيان انهم شاهدوا سيارات إسعاف العدو تأتي إلى مكان العملية لنقل إصاباتهم, كما وأكدوا رؤيتهم لبقايا من ناقلة جند تم تفجيرها في نفس المكان.



يقول شقيق الشهيدة بأنها كانت تتمنى الشهادة دائما, ومن صفاتها أنها كانت طيبة القلب تحب جيرانها وأطفالها حبا جما.

وأشار أنه بعد استشهادها بثلاثة أيام وجد في مكان العملية أحد أصابع يدها

ويضيف بأن الله قد وضع الصبر في قلوب أهلها وأبنائها, وهم يشعرون بها في كل وقت وكأنها لا زالت تعيش بينهم

وأشار أحد نشطاء حركة المقاومة الإسلامية حماس بان الشهيدة هي التي كانت تجهزهم للجهاد وتحضر لهم اللثام بيدها لينطلقوا إلى أهدافهم من بيتها وكانت تشارك زوجها في صنع قذائف الهاون والعبوات الجانبية وصواريخ القسام.

بثينه عبدالعزيز
23/03/2010, 10:16 AM
طمئنوا النار الغبيه
ان ناري ابديه
وعلى حضن رمادي ................. تولد الشمس الوفيه