المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سمراء قلبي ، قصيدة للشاعر الدكتور/ عزت سراج



الدكتور/عزت سراج
14/12/2009, 08:13 PM
سَمْرَاءُ قَلْبِي
قصيدة من ديوان سمراء قلبي
للشاعر الدكتور / عزت سراج
ـــــــــــــ

هَتَكَتْ حِجَابَكَ وَاسْتَبَتْكَ عُيُونُهَا

سَمْرَاءُ تَدْفَعُ ـ بِالْيَقِينِ ـ ظُنُونُهَا

يَسْبِي الْعُقُولَ جَمَالُهَا مَفْتُونَةً

وَرَعَى الْقُلُوبَ حَنَانُهَا وَحَنِينُهَا

مَلْفُوفَةٌ مَصْفُوفَةٌ مَحْبُوكَةٌ

مَسْبُوكَةٌ بِالْمِسْكِ فَاحَ جَبِينُهَا

مَبْهُورَةٌ مَمْهُورَةٌ مَغْرُورَةٌ

فِي كِبْرِهَا ، رَدَّ الأُسُودَ عَرِينُهَا

مَعْشُوقَةٌ مَمْشُوقَةٌ فِي قَدِّهَا

تَرْمِي بِصَائِبَةِ السِّهَامِ جُفُونُهَا

مُتَوَقِّدٌ بِالنَّارِ مَلْبَنُ جِسْمِهَا

حُلْوُ الْمَجَسَّةِ فِي النُّعُومَةِ لِينُهَا

تَمْشِي عَلَى الأَعْنَاقِ ثَابِتَةَ الْخُطَى

وَتَعُودُ دَامِيَةَ النِّبَالِ عُيُونُهَا

تَقْتَاتُ مِنْ وَرْدِ الرِّيَاضِ خُدُودُهَا

وَيَغَارُ مِنْ رُمَّانِهَا زَيْتُونُهَا

يُسْقَى مِنَ الْكَافُورِ عَذْبُ رُضَابِهَا

وَيَذُوبُ فِي تُفَّاحِهَا لَيْمُونُهَا

ضَنَّتْ بِمَرْشَفِهَا الشَّهِيِّ شِمَالُهَا

وَتَجُودُ بِالْكَأْسِ الْكُمَيْتِ يَمِينُهَا

كَمْ كَاشَفَتْكَ ضُلُوعُهَا وَقُطُوفُهَا

عِنْدَ الْوِصَالِ وَظَلَّلَتْكَ غُصُونُهَا

وَدَعَاكَ دَافِئُ حُضْنِهَا مُتَعَانِقًا

وَسَبَاكَ بِالْعَسَلِ الْمُغَمَّسِ تِينُهَا

تَتَدَافَعُ النَّظَرَاتُ نَحْوَكَ مُلْهَمًا

فَيَرُدُّ ظَاهِرَ وَجْدِهَا تَضْمِينُهَا

تَخْطُو الْهُوَيْنَى كَالْغَزَالِ تَلَفُّتًا

وَتُصِيبُ مَجْرُوحَ الْفُؤَادِ طُعُونُهَا

أَخَذَتْكَ خُطْوَتُهَا شَرِيدًا هَائِمًا

خَلْفَ التِّلالِ وَعَلَّقَتْكَ شُؤُونُهَا

إِيقَاعُهَا الْمَنْشُودُ شَدَّكَ نَحْوَهَا

وَرَمَاكَ خَلْفَ ظِلالِهَا مَوْزُونُهَا

مِنْ أَلْفِ عَامٍ تَسْتَبِيحُكَ قَانِعًا

عِشْقًا فَمَرَّتْْ بِالْعَشِيقِ قُرُونُهَا

لَمَّا أَنَاخَ الرَّكْبُ بَعْدَ هَجِيرَةٍ

عِنْدَ الدِّيَارِ تَقَاذَفَتْكَ فُنُونُهَا

أَقْبَلْتَ غَيْرَ مُقَدِّرٍ إِدْبَارَهَا

فَغَوَاكَ بَعْدَ نِفَارِهَا تَزْيِينُهَا

وَعَرَفْتَ لَكِنْ قَدْ جَهِلْتَ مُرَادَهَا

غَمُضَتْ فَخَانَكَ ذَاهِلاً تَبْيِينُهَا

كَمُلَتْ فَكَانَ النَّقْصُ فِي إِكْمَالِهَا

حَسُنَتْ فَفَاتَكَ عَامِدًا تَحْسِينُهَا

عَلَّمْتَهَا شَرْقًا فَلَمَّا أَغْرَبَتْ

عَذُبَتْ وَجَادَتْ بِالْعَذَابِ مُتُونُهَا

دَانَتْ لَكَ الأَلْحَانُ مُذْ بَادَلْتَهَا

كَشْفًا بِمَخْبُوءٍ ، فَدِينُكَ دِينُهَا

تَتَزَاحَمُ الأَفْكَارُ حَوْلَكَ سَاهِرًا

فَتَعُودُ وَحْدَكَ يَعْتَرِيكَ دَفِِينُهَا

وَتَظَلُّ طُولَ نَهَارِهَا لا تَرْعَوِي

وَتَبِيتُ لَيْلَكَ يَسْتَعِيدُكَ طِينُهَا

تَتَخَلَّقُ الأَحْلامُ تَحْتَ كِعَابِهَا

وَتَبُوحُ بِالأَسْرَارِ ـ ثَمَّ ـ لُحُونُهَا

وَتَظُنُّ حُلْمَكَ فِي الْوِصَالِ حَقِيقَةً

فَيُرَاقِصُ الأَطْيَافَ فِيكَ رَنِينُهَا

أَرَضِيتَ أَنَّكَ عَاشِقٌ أَسْيَافَهَا

وَرَضِيتَ أَنَّكَ فِي الْهَوَى مَطْعُونُهَا

وَرَضِيتَ أَنَّكَ فِي الْمُرُوجِ سَنَابِلٌ

حَبَّاتُهَا تَحْتَ الرَّحَى وَطَحِينُهَا

أَتْلَفْتَ رُوحَكَ بَاكِيًا مُتَوَحِّدًا

وَعَشِقْتَ أَنَّكَ ـ رَاضِيًا ـ مَسْجُونُهَا

سَجَنَتْكَ بَيْنَ وُعُودِهَا وَوَعِيدِهَا

وَسَعِدْتَ أَنَّكَ فِي السُّهَادِ سَجِينُهَا

شَدَّتْكَ تَحْتَ الْحَاجِبَيْنِ رُمُوشُهَا

وَرَمَاكَ فَوْقَ الْمُقْلَتَيْنِ هَتُونُهَا

وَرَحَلْتَ تَضْرِبُ فِي الْبِحَارِ عُبَابَهَا

وَجَفَاكَ فِي الْمَوْجِ الْعَمِيقِ سَفِِينُهَا

رَجَعَ الْوَجِيعُ وَلَمْ تُرِدْ إِرْجَاعَهُ

وَبَقِيتَ وَحْدَكَ تَعْتَرِيكَ شُجُونُهَا

قَاتَلْتَ حَتَّى كُنْتَ أَنْتَ قَتِيلَهَا

وَمَضَى عَلَى طَيْفِ الْمُنَى سِكِّينُهَا

يَا مُوقِنًا بِالْعَفْوِ جِئْتَ مُصَفَّدًا

مُسْتَسْلِمًا وَقَدِ اسْتَبَاكَ فُتُونُهَا

كَمْ رَاوَدَتْكَ يَمَامَتَانِ عَلَى الرُّبَى

وَدَعَاكَ بَيْنَ ضُلُوعِهَا حَسُّونُهَا

فَجَرَيْتَ تَسْبِقُكَ الْمُنَى مَلْهُوفَةً

وَتَعُودُ نَفْسُكَ ظَاهِرًا مَكْنُونُهَا

كَمْ عَذَّبَتْكَ النَّفْسُ خَاشِعَةَ الصَّدَى

وَأَمَاتَ مَسْرُورَ الْحَيَاةِ حَزِينُهَا

مَسْكُونَةٌ بِالْعِشْقِ شَبَّبَ نَارَهَا

وَأَبَاحَ مَهْجُورَ اللَّظَى مَسْكُونُهَا

تَبْكِي النَّهَارَ جَرِيحَةً مَوْجُوعَةً

وَتَنَامُ يَضْحَكُ فِي الْمَسَاءِ أَنِينُهَا

وَيَبُوحُ بِالأَسْرَارِ صَادِقُ عِشْقِهَا

وَيَهُزُّ أَعْمَاقَ الشُّعُورِ سُكُونُهَا

فَأَبَيْتَ إِلا أَنْ تَكُونَ مُعَذَّبًا

وَرَضِيتَ أَنَّكَ فِي الْخَيَالِ قَرِينُهَا

يَلْهُو بِقَلْبِكَ طَيْفُهَا مُتَدَاعِيًا

فَوْقَ الْفِرَاشِ وَيَصْطَفِِيكَ جُنُونُهَا

يَا قَـاتِلاً بِاللَّحْظِ دُونَ سِهَامِهِ

قَتْلاكَ سَالَ مِنَ الدِّمَاءِ سَخِينُهَا

يَكْفِيكَ أَنَّكَ بِالْمَحَبَّةِ مَالِكٌ

قَلْبِي وَأَنِّيَ بِالْوَفَاءِ يَقِينُهَا

لَيْلَى هِيَ السَّمْرَاءُ بَاتَتْ فِي دَمِي

وَأَنَا عَلَى دَرْبِ الْهَوَى مَجْنُونُهَا

ـــــــــــــ
قصيدة من ديوان سمراء قلبي
للشاعر الدكتور / عزت سراج
أستاذ الأدب والنقد المساعد
كلية التربية ـ جامعة الملك خالد
مصر ـ طنطا ـ محلة مرحوم

الطيب كرفاح
14/12/2009, 09:20 PM
لَيْلَى هِيَ السَّمْرَاءُ بَاتَتْ فِي دَمِي

وَأَنَا عَلَى دَرْبِ الْهَوَى مَجْنُونُهَا

أخي الشاعر الفحل عزت سراج..
معلقة سمراوية تشدنا بمغار الفتل إلى توبادها..
وتغرقنا بقطوفها الدانية..وظلالها الحانية..
لو سمعها قيس لتنازل لك عن التاج والطيلسان..
حرفك هذا جنـّننا ..حرام عليك ياشيخ..
مودتي اللامتناهية..وتقديري الكبير..

معاذ حسن
14/12/2009, 10:46 PM
جنة الحسن .. عبيرها يفوح بين حروفك أيها الشاعر الرائع ..

قصيدة ترن في القلب .. وتذوب في الروح .. وتصدح بالمحبة ..

شكرا على هذا الجمال اللامحدود..

د.محمد فتحي الحريري
15/12/2009, 07:08 AM
اخي عزت الشاعر الجميل
قصيدة تملأ الروح حتى الثمالة عشقـــــــــــــــــــــا وبهاء !!!
غزل جريء واوتوجراف رائع
ودي وتقديري ..

مجذوب العيد المشراوي
15/12/2009, 08:59 AM
هذه مكانها في الأعلى ...

لأنها من شعر الأنفس الرّطب ..

تقديري

الدكتور/عزت سراج
15/12/2009, 03:22 PM
الشاعر الكبير / مجذوب العيد المشراوي ، تكفي شهادتكم لنا عزا نفاخر به طول حياتنا ، وسؤددا نعتد به ما دام في العمر بقية ، دمتم لنا ، مع خالص مودتي وتقديري .

الدكتور/عزت سراج
15/12/2009, 03:30 PM
الشاعر الأديب الكبير الأستاذ الدكتور / محمد فتحي الحريري ، دائما أنت تسعدني بمرورك الرقيق على صفحاتي المتواضعة ،دمتم لنا أخا وصديقا كريما ، مع خالص مودتي وتقديري .

صفاء عبدالغني
17/12/2009, 03:55 AM
حقيقة من أروع القصائد التي قرأتها
حاملة لمعاني الغزل والعشق
والأحاسيس الجياشة التى تعيش بداخلنا
سلمت أناملك أيها العبقري العظيم
جزاك الله عنا كل الخير
تقبل مروري

محمود فرحان حمادي
17/12/2009, 07:53 AM
قصيد باذخ وحرف سامق
يتجلى فيه الإبداع ويميس فيه الشموخ
دام البهاء والألق

الدكتور/عزت سراج
17/12/2009, 10:03 AM
الصديق الكريم الشاعر الكبير /محمود فرحان حمادي ، سعدت كثيرا بمروركم الكريم وكلماتكم المشجعة ، دمتم لنا وتحياتي لكم ولشعب العراق العظيم ، وأرجو رؤيتكم قريبا في مصر بإذنه تعالى .

الدكتور/عزت سراج
17/12/2009, 11:12 PM
الصديقة الأديبة الرقيقة / صفاء عبد الغني ، أسعدني مروركم الكريم على صفحتي ، وأسعدتني كلماتكم المشجعة ، دمتم لنا مع خالص مودتي وتقديري .

محمود قحطان
19/12/2009, 02:07 PM
- الدكتور/عزت سراج،

سمراؤكَ
تأشيرةٌ في حصَّةِ الحبِّ ترهنُ نفسَها
في مِزاجيةٍ تقتاتُ من فمٍ يُخلِّفُ بعض الجنونِ
أدركُ أنَّنا نضطرُّ كثيرًا لتقديمِ تنازلاتٍ قسرية
لكنَّنا حين نقفُ في الإتجاهِ الموازن دفَّة الهذيانِ
نعلمُ كم كان طعمُ التناقضِ مغريًا!

الدكتور/عزت سراج
19/12/2009, 05:00 PM
الصديق الشاعر الجميل / محمود قحطان ، أسعدني مروركم الرقيق على قصيدتي ، راجيا دوام التواصل بيننا ، مع خالص تحياتي إلى نلتقي في القاهرة قريبا إن شاء الله تعالى .

الدكتور/عزت سراج
21/12/2009, 07:18 PM
الصديق الكريم الشاعر الجميل / الطيب كرفاح ، كم أسعدني مروركم على صفحتي ، وكم أسعدتني كلماتكم الرقيقة ، دمتم لنا ، مع خالص مودتي واحترامي .

الدكتور/عزت سراج
21/12/2009, 07:20 PM
الشاعر الجميل المبدع / معاذ حسن ، شكرا لك يا صديقي العزيز على كلماتكم الرقيقة ، ويسعدني التواصل معكم دائما ، طبتم لنا ، مع خالص المحبة والتقدير .